
القدس ضمير الإنسانية.. بغداد تحتضن مؤتمرًا دوليًا لنصرة الشعب الفلسطيني
أُقيمت في العاصمة العراقية بغداد فعاليات المؤتمر الدولي السادس لنصرة الشعب الفلسطيني تحت شعار 'القدس ضمير الإنسانية'، الذي ينظّمه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، في كلمته خلال المؤتمر: 'للأسف الشديد، وُلدتُ عام النكبة، وكان كل أملي أن أرى ما يُسرُّ خواطر المسلمين.' وأضاف: 'معركة القدس هي معركة الإسلام الصادق والإيمان الحقيقي، وليست مجرد شعارات رنانة. إنها معركة الأمة الإسلامية بأسرها، وليست مجرد قضية عربية أو وطنية.'
وتابع المشهداني: 'عندما استُشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، أظلمت الدنيا، لكن بقي المنهج الجهادي الذي أشعل نور المقاومة من جديد. ومع (طوفان الأقصى)، استعدنا في العراق كل معاني التضحية والفداء المستوحاة من كربلاء، حيث قدّم الإمام الحسين أغلى ما يمكن أن يُقدّم على وجه الأرض: نفسه وأهله وماله، من أجل قضية الحق.'
وأشار إلى أن 'طوفان الأقصى أعاد إحياء روح التضحية، وأظهر مجددًا أن هذه الأمة المعطاء قدّمت قادتها شهداء على مذابح القدس. العراق، الذي يشهد له القاصي والداني بمواقفه المشرفة، زُرع فيه الإيمان عبر مئات الأنبياء والأئمة. وهذا ليس أمرًا عفويًا، إذ خُصصت أرضه لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وقبله الإمام علي (عليه السلام)، ليبقى العراقيون أوفياء لميراث محمد وعلي والحسين، وأوّل المضحّين رغم كل التشكيكات.'
وأكد أن 'فلسطين يجب أن تبقى في ضمائرنا، وأن القدس أصبحت اليوم القبلة الأولى للجهاد.'
الشيخ همام حمودي: غزة صامدة رغم التدمير والمجازر
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، في كلمته: 'بعد مرور عام ونصف على (طوفان الأقصى)، ورغم القتل والتهجير وتدمير المدارس والمستشفيات، بقيت غزة صامدة، ووقفت معها المقاومة في العراق ولبنان واليمن.'
وأضاف: 'خسارة كبيرة لحقت بالأمة بعد استشهاد شخصيات قيادية مهمة مثل السيد حسن نصر الله، يحيى السنوار، إسماعيل هنية، وغيرهم ممن أسسوا المقاومة برؤية استراتيجية وشجاعة ميدانية. لكن، وبعد (طوفان الأقصى)، بات الكيان الصهيوني ممزقًا وهشًا دوليًا، حيث أصبح محكومًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بل حتى بعض حلفائه، كأمريكا ودول غربية، بدأوا يتبرأون منه. أما داخليًا، فهو يعاني من صراعات واتهامات متبادلة بين قياداته العسكرية والسياسية.'
السفير الإيراني: إرادة الشعب الفلسطيني عصيّة على الانكسار
بدوره، قال السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، خلال المؤتمر 'في يوم القدس العالمي، الذي أطلقه الإمام الخميني (قدس سره)، ننحني إجلالًا للقدس الشريف، ونقف احترامًا لصمود شعب غزة وفلسطين. فقد أثبتوا خلال الأشهر الماضية أن إرادتهم عصيّة على الانكسار أمام آلة الإجرام الصهيونية.'
وأوضح: 'منذ السابع من أكتوبر 2023، شهد العالم إحدى أكثر الفترات دموية في التاريخ المعاصر، حيث ارتُكبت جرائم إبادة جماعية ممنهجة، وقتل للمدنيين، وتدمير شامل للبنية التحتية، وحصار جائر على غزة. هذه الجرائم ليست سوى جزء من الكوارث التي تسبب بها الكيان الصهيوني، بدعم مطلق من الحكومات الأمريكية والأوروبية، مخلفًا كوارث إنسانية غير مسبوقة.'
مستشار رئيس الوزراء: العراق منحاز لفلسطين رغم التبعات
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء، رشيد العزاوي، في كلمته: 'كان وما زال وسيظل قلبنا معلّقًا بالقدس والأقصى وفلسطين. وقدرنا أن نكون في صف واحد مع إخوتنا الصابرين الذين نفخر بهم.'
وأضاف: 'مشروع الكيان الغاصب لمسح هوية الأرض المباركة يجري بقسوة ووحشية غير مسبوقة، حتى كاد أن يُنسى لولا القلة المخلصة. لكن، جاء يوم 7 أكتوبر، ليعيد توهج القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ويكشف عن الحق المسلوب والمخططات الخبيثة. لقد دفع الفلسطينيون مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ودمّرت مدنهم، لكنهم ما زالوا يحملون في صدورهم قلبًا نابضًا، وروح مقاومة لا ترى سوى التحرير الناجز.'
ويحيي العراقيون كما العالم الاسلامي مناسبة 'يوم القدس العالمي' الذي أعلنه الامام روح الله الخميني(قده) في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، للتأكيد على أهمية القدس والمقدسات والقضية الفلسطينية في وجدان الامة، وكي تبقى هذه القضية حاضرة في ظل كل المؤامرات التي تتعرض لها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 7 ساعات
- بيروت نيوز
بالتفاصيل.. هذه قصة السلاح الفلسطيني في لبنان
شكّل بسط الدولة اللبنانية سيطرتها الكاملة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، العنوان الرئيسي لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت التي استمرت ثلاثة أيام، حيث اتّفق خلال محادثاته مع الرئيس اللبناني جوزيف عون على التزامهما بحصر السلاح بيد الدولة، وبأن زمن السلاح خارج إطار الدولة قد 'ولّى'. وفي السراي الحكومي، اتّفق الرئيس الفلسطيني مع رئيس الحكومة نواف سلام، أمس الخميس، على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق جملة تفاهمات، لعل أبرزها تمسّك الدولة اللبنانية بفرض سيادتها على جميع أراضيها، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية، وإنهاء كل المظاهر المسلحة خارج إطار الدولة اللبنانية، وإقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج أو داخل المخيمات بشكل كامل، لتحقيق حصر السلاح بيد الدولة. ويعود تاريخ دخول السلاح إلى المخيمات إلى اتفاق القاهرة عام 1969 بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية، والذي سمح للفلسطينيين بإقامة قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني، والعمل السياسي داخل المخيمات، ما أعطى شرعية للعمل الفلسطيني داخل البلاد، وامتلاك السلاح في المخيمات، قبل أن يلغي لبنان الاتفاق بشكل رسمي عام 1987. 12 مخيماً ويتوزّع حوالي 235 لاجئاً فلسطينياً في لبنان على 12 مخيماً موزّعين بين محافظات عدة، بالإضافة إلى 57 نقطة تجمّع. فيما يتوزّع السلاح بشكل متفاوت بين المخيمات، باستثناء مخيم نهر البارد شمالا الخالي كلياً من السلاح، وهو تحت إمرة الجيش اللبناني منذ العام 2007، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر دارت رحاها في شوارعه بين الجيش اللبناني وتنظيم 'فتح الإسلام' الذي كان شن هجمات ضد الدولة والجيش قتل فيها العشرات. طاولات حوار للسلاح الفلسطيني وقبل معارك مخيم نهر البارد، كان المسؤولون السياسيون اللبنانيون اتفقوا على طاولة حوار جمعتهم، على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات خلال 6 أشهر، ثم كان اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي حدد أهدافه بالاستراتيجية الدفاعية والسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات. لكن كل هذه القرارات بقيت حبراً على ورق ومرّت السنوات شهدت خلالها المخيمات جولات عنف بين الفصائل الفلسطينية نفسها، فضلاً عن المشاركة بالمواجهة مع إسرائيل، لاسيما من جانب حركة حماس بغطاء من حزب الله، لاسيما خلال 'حرب الإسناد' الأخيرة. تفكيك معسكرات أما اليوم، فوضع السلاح الفلسطيني على الطاولة بشكل جدّي بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، وقرار الدولة حصر السلاح بيدها. وبدأت أولى النتائج الجدّية مع تسلم الجيش مواقع عسكرية لتنظيمات فلسطينية خارج المخيمات في البقاع وبيروت. وفي السياق، أفادت مصادر أمنية العربية.نت والحدث.نت 'بأن مخابرات الجيش عملت منذ سنتين على إيجاد حل لمشكلة الأراضي التي تستولي عليها الجبهة الشعبية- القيادة العامة في محيط أنفاق الناعمة، وتم إعادتها إلى أصحابها من أهالي الدامور، بعدها تم ممارسة الضغوط لإخلاء جميع المراكز خارج المخيمات من الناعمة إلى قوسايا وعين البيضا وحشمش في البقاع'. وكانت وحدات من الجيش وضعت يدها لأول مرة في كانون الأول الماضي على معسكرات ومقرات في البقاع الغربي والأوسط وجبل لبنان تتبع لـ'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة' و'فتح الانتفاضة'، وكلها تقع خارج نطاق مخيمات اللاجئين المنتشرة في الجنوب والشمال والبقاع، وصادرت ما فيها من عتاد وذخائر. الأثقل في عين الحلوة أما عن السلاح المتبقي داخل المخيمات، فأوضحت المصادر الأمنية 'أن السلاح موجود داخل كافة المخيمات، خصوصاً الخفيف والمتوسط، في حين يتركز السلاح الثقيل في مخيم عين الحلوة والرشيدية (جنوب لبنان)'. وأشارت المصادر إلى 'أن مختلف الفصائل الفلسطينية لديها سلاح لكن بأعداد مختلفة'. من جهته، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد خالد حماده لـ'العربية.نت' و'الحدث.نت': 'أنه بعد الخسارة الكبيرة التي مُني بها حزب الله بالحرب الأخيرة، أصبحت الدولة اللبنانية تتمتع بظروف ملائمة للانتهاء من السلاح الفلسطيني المدرج أصلاً كبند باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني 2024'. ولفت إلى 'أن عناصر انتزاع السلاح غير الشرعي من حزب الله والمنظمات الفلسطينية غير ناضجة حتى الآن في الداخل اللبناني، وهناك ارتباط واضح بين الحزب وطهران'. كما رأى 'أن القرار الأخير الذي اتّخذه المجلس الأعلى للدفاع باستدعاء قادة حماس وإبلاغهم عدم استخدام لبنان كساحة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، لا يرقى إلى مستوى الشروط المطلوبة لتطبيق القرار 1701، والبيان المشترك الصادر عن الرئاستين اللبنانية والفلسطينية الأخير لا يُغطّي الدولة اللبنانية، لأن ببساطة لا سلطة للرئيس محمود عباس على حماس'، وفق تعبيره. 'نزع الشرعية عن السلاح' إلا أنه اعتبر في الوقت نفسه 'أن عباس نزع كل سلطة شرعية عن السلاح بيد الفصائل حتى تلك التي لا تأتمر به'. ولفت إلى 'أن الدولة اللبنانية اليوم مُربكة ومُحرجة بعد مواقف الرئيس الفلسطيني، وعليها أن تضع خطة زمنية لاستلام كل السلاح غير الشرعي بما فيه سلاح حزب الله، وإلا فإن التصعيد الميداني من جانب إسرائيل وبغطاء أميركي سيتواصل ويتكثّف تماما كما حصل أمس الخميس'. (العربية نت)


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
دليلُ المغربي حسن أوريد لفهم الهويّة ومعضلاتها
للوهلة الأولى، سيبدو عنوان هذه المقالة مُفارِقاً لمن يعلم أن "فخّ الهويّات" كتابٌ للكاتب المفكر المغربي حسن أوريد (صادرٌ أخيراً عن نوفل هاشيت أنطوان، بيروت) يعرض ويشرح ويحلل فيه قضيّة أقل ما تُنعتُ به أنها إشكالية، تحوّلت إلى ظاهرة تنامت واتسعت في إطار نزعة، بل نزعات في العالم أجمع تقريباً، كسّرت بنية الكيانات الواحدة المهيمنة باسم قومية واحدة ومنمّطة. وجه المفارقة، ربما المفارقات، لن نقترب منه قبل الاطلاع على العناوين والمضامين العامة لكتاب يبدأ بسيطاً، غايته التعريف البيداغوجي بقضية تيمة، ثم ما يلبث أن يتشعّب في كل اتجاه، ينصرف إلى شرح أوضاع الجاليات العربية (المسلمة) في أوروبا، في فرنسا خاصة، بكثير من التفصيل، يقول المؤلف إنه متمرِّسٌ بها، وبوصفها "الساحة المحتدمة لصراع الهويات". يشتغل كتاب حسن أوريد في موضوعه موزّعاً في الوصف والتحليل بين قطبين: العربي، والغربي، مغلِّباً الأخير الذي منه يستمدّ مرجعياته وأمثلته الكبرى، الفكرية والحدَثيّة، ليقابلها مع أوضاع المهاجرين على رغم اختلاف السياقات والأسباب، بما يعدّد معاني الهويات وأزماتها، آخذاً الحيطة بإعلان أنه يستخدم في عمله (المبضع الموضوعي) فيستعين بعلماء اجتماع درسوا ظواهر معقدة يعدّدها: الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام أو بغضه)؛ عودة العرقية؛ المجتمع الأرخبيلي؛ الانقباض الهويّاتي (نظرية الاستبدال) وأخيراً، نقض حركة الاستعمار. هي المحاور الكبرى التي يقاربها كتاب يحدّد موضوعه في "مسألة الهوية التي لم تعد موضوعاً عرَضيّاً في العالم كلِّه، وهي النقطة العرَضانية للأبحاث المتضمنة فيه" (9). وإذ نقرأ اتهامه قاطنة الضفة الغربية بعيشهم (تلوّثاً فكريّاً) من خلال سكبِ مفاهيم مجتثةٍ عن سياقها، وفرْضِها على واقعنا، وقلب سُلّم القيم، يقرر مباشرة أن بحثه يستمد شرعيته من وعيه "تداخل القضايا الاجتماعية والثقافية للضفة الأخرى تلحّ علينا (...) من خلال الدفع بمفاهيم، وتصورات، وخيارات، وتقنيات..."(10). سنعثر في هذا الكتاب على تحذيرات من مزالق الهوية وأخطارها أكثر من تعريف يحدّدها، من قبيل أن مجالها: "لا ينبغي أن يسيء للعيش المشترك، أو يرهَن المواطنة"؛ و"إن أطلق لها العنان جمحت بلا كابح"(12). خطاب الهوية عَكِرٌ، إذا استند في ماضيه إلى دواعي الاعتراف، والكرامة، والتنوّع الثقافي، فقد أضحى: "أدواتٍ للاختراق والتوظيف الأجنبي" تضعُف الدولة وقد تختطفها، وتحدث توترات في المجتمعات الهشّة. وبما أن أيّ إشهار للهوية يؤدّي إلى الاصطدام بأخرى، النصيحة هي "تصوّر الهوية كحرف عطف، لا كأداة نفي، كجمع لا كطرح، كإضافة لا كاختزال، في إطار عقد اجتماعي، تصاغ بنودُه باستمرار، لأن الهوية ليست قارة، ومن أجل مصير مشترك (...) وثقافة حوار، وعمق دراسة تضطلع بها الجامعة" (13). هذا برنامجُ ومجملُ تصوّرٍ وفهرست عمل لمحتوى كيفية دراسة تيمة الهوية مرفق بحكم جازم أن خطابها "لا يغيّر من وضع قائم، لأنه يفتُّ من جبهة محتملة أو قيد التشكّل" (15). يبتغي مؤلَّف حسن أوريد الشمول، أولاً، والاستقصاء، ثانياً، ثم المنعطفات الفرعية أخيراً، فتشعّب واستطرد ليُشبع البحث درساً كما يقال، وقد فعل وأغنى حتى زاغ عنه أو كاد. نتبيّن هذا من عناوين فصوله العشرة: 1- مأزق الهوية. 2- الانفلات الهوياتي-حالة العالم العربي. 3- صناعة العدُوّ أو "نظرية الكراهية". 4- الإسلاموفوبيا أو الانكفاء الهوياتي. 5- العلمانية من قيمة إلى إيديولوجيا. 6- عالم الضواحي في فرنسا والهويات المتناثرة. 7- من صراع الطبقات إلى صراع الأعراق. 8- المجتمع الأرخبيلي-الحالة الفرنسية. 9- الانقباض الهوياتي أو الاستبدال الكبير. 10- نقض الاستعمار. يتعذر في مساحة المقال تفصيل القول فيها جميعها، نكتفي بالإلماع لأوْكدها صلةً بقضيّة الهوية وإشكالياتها وعرضِ أهم المقولات والمفاهيم القرينة بها تستوفيها تقريباً، منها: - لا مطلق لخطاب الهوية، إنه قابلٌ للتطور، ويتأثر بسياقات متعددة. - ليس هناك خطابُ هوية من دون استعداء آخرَ يصبح الغير. - كلّ خطابٍ هوياتي ينتهي إلى مأزق وفخّ، ما يستوجب صوغ هوية مشتركة لبلد على أسس المواطنة والعيش المشترك؛ أو الانطلاق من واقع الاختلاف ووضع قوانين تدبيره. - يكمن مأزق خطاب الهوية أيضاً في "شيطنة الآخر ورميه بكل المثالب" (37). كذلك في أخطار التعددية الثقافية من قبيل الإجهاز على الحرية الفردية والقولبة الجماعية (39). - الحلّ المقترح لتخطّي المثالب، بحسب الدراسات المنجزة، هو الاندماج في ظلّ قيم كونية (44). - بالنسبة إلى العالم العربي، نُظر إلى خصوصية الهوية من زاوية وحدة الصف في ظلّ الدولة الوطنية، بما أفضى في نظر أوريد إلى واقع مجحفٍ لثقافات [أخرى] وتهميش دُعاتها وتخوينهم، يعني بهم الأمازيغيين في عموم المغرب العربي، والشيعة في العراق، والأكراد في العراق. - خضع خطاب الهوية في العالم العربي للحيطة والتوجّس، ولم يُطبّع معه إلا ببطء وفي حدود. - بعد إسهاب ومناقشة لأطروحات المفكرين الغربيين وأمثلة من واقعهم وتاريخهم، وفي ما يشبه التركيب للمسألة الهوياتية والهوية الوطنية، يرى الباحث أوريد خلاصها من خلال قيم المواطنة، والتنشئة المدرسية الفعالة، والعدالة الاجتماعية والتنوع بأشكاله وتدبيره. (67). ننتهي إلى ما سمّيناه التشعّب في هذا الكتاب الذي ابتغى الشمول، فجاءت فصوله الأخيرة مخصصةً لظواهر ومعضلات الهجرة والمهاجرين العرب في فرنسا تحديداً، وأساليب تعامل السلطات الفرنسية معها، كجزء من الصراع حول إثبات الهويات ونقائضها وعوائقها، وهو تحليلٌ نظريٌّ معتمدٌ على الكتب والمستندات أكثر من المعاش، فإثبات حق الهوية صراعٌ يومي، عِلماً بأن المؤلف أعلن في بداية تأليفه المتعدد أنه ينطلق من تجربة شخصية ضاعت ملامحها في اكتظاظ المرجعيات والإحالات الفكرية الغربية، حتى ليبدو الكتاب مترجماً من الفرنسية. أما المفارقة الأم، فتكمن في أن المنبّه لإشكالية الهوية ومحاذيرها، والمأزق من أوصافها، لا ينجو منها حين نقرأه ينافح عن هوية مقابل أخرى [ظالمة ومتعدية] لإثبات شرعيتها، ويصطفّ إلى جانبها. وإن كان من حقه الانتماء الهويّاتي، فلا بأس لو نحن تساءلنا عن "سبب النزول".


المركزية
منذ 9 ساعات
- المركزية
قبلان: مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة
المركزية - ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجه فيها الى أهل الجنوب الأوفياء :"أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية في الاستحقاق البلدي كإستفتاء وطني، وأنتم أهل الخيارات الوطنية، ورمز التضحيات السيادية، والثنائي الوطني خشبة الخلاص الوطني، وقوة التصويت رسالة حاسمة على أننا أهل الأرض وحراس القرى الامامية التي شهدت أكبر ملاحم القتال السيادي على أرض الجنوب الضامن لسيادة وطننا العزيز لبنان". وذكر المفتي قبلان، "انطلاقا من الضرورة الوطنية الماسة، "أن السيادة المستعارة لا قيمة لها، وتذكروا دائما أن الإسرائيلي وحش، ونحن لن نكون فريسة لهذا الوحش أبدا إن شاء الله، ولعبة بدائل القوة السيادية هي لعبة فارغة وخطيرة، وهي حتما لا تخدم لبنان". ولفت الى أنه "لا نريد قوة سيادية مشلولة، أو قوة بحكم "غير الموجودة"، وما يقوم به الإسرائيلي من غارات واستباحة وقتل في الجنوب والبقاع والضاحية يدوس كرامة هذا البلد، بل يدفعنا لمراكمة القوة لا التخلي عنها، وجماعة السيادية الجوفاء خونة للدماء اللبنانية والتضحيات الوطنية التاريخية". وتوجه للدولة بالقول:" مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة، وهنا يجب أن نذكر البعض بأن ضمانات المبعوث الأمريكي "فيليب حبيب" الشهيرة للبنان انتهت باحتلال إسرائيل للعاصمة بيروت وليس العكس، فالأميركي منحاز في المطلق لإسرائيل، والقضية عندنا هي قضية بلد وشعب وتضحيات كبيرة وهائلة ما زال شاهد ركامها واشلائها على الأرض، ومع ذلك للأسف هناك الى الآن من يتعامل مع الجنوب والضاحية والبقاع بنزعة انتقام وبنزعة الترك والتخلي والخنق". وتوجه المفتي قبلان الى أهل الجنوب والبقاع والضاحية:" دولتكم تعاقبكم بسبب تضحياتكم الوطنية، وهذا الشكل من أدائها خطير للغاية، ولا ضمانة فيه أبدا، والخطورة الأشد هي في السياسات المستعارة، ومنها سياسة ترك كوارث هذا البلد ومشاريعه الإنقاذية لصالح أولويات خارجية تريد رأس لبنان، والغريب أن بعض الخارج يتعامل مع لبنان وكأنه بلده، فيما بعض أهل هذا البلد يتعاملون مع لبنان وكأنه بلد الآخرين، فالمواقف الرمادية عار، واللحظة لإنقاذ لبنان، وسياسات الهدف الأخير تدور مدار المصالح الوطنية للعائلة اللبنانية فقط، وإلا البلد سيقع في كارثة أكبر ليس لها نهاية". أما بخصوص مذبحة غزة وحرائق المنطقة ومخاطرها، توجه المفتي قبلان للدول العربية والإسلامية :"الغرق في التبعية الأميركية كَشَفَ المنطقة عن إبادة وخراب هائل، والخراب الأسوأ بطريقه لكل الشرق الأوسط، وهذه غزة تلفظ أنفاسها، وبقية أهل غزة تُذبح من الوريد الى الوريد، وما يجري فيها إبادة وجرائم لا سابق لها في التاريخ، على يد جزّار تل أبيب نتنياهو. وتوجه للعرب والمسلمين :ألا تخافون الله؟ ألا تخجلون من رسول الله؟ ألا يجب أن تبادروا؟ أو تكونوا أحرارا في دنياكم كما تزعمون". ولعواصم العالم، عواصم الحضارة والإنسانية والديموقراطية وحقوق الانسان، قال: أين ضميركم؟ وأين وجدانكم؟ وأين وجع الإنسانية فيكم؟ أما تخشون لعنة السماء؟ أما والله لا تنقضي هذه الدنيا إلا عن لعنة تصيبكم كما أصابت قوم عاد وثمود، أين محافل الإنسانية التي تخفي وراءها ألف ألف ترسانة قتل وإبادة؟ كلها تتشارك ذبح أطفال ونساء وعجائز ومواطني قطاع غزة وبقية مظلومي العالم، فبئس العالم أنتم، وبئس الأمم المتحدة، وبئس الاتحاد الأوروبي، وبئس محافل واشنطن ومواثيقها، وبئس مؤسسات حقوق الانسان الغارقة في بحر مذابح غزة والشرق الأوسط، وجواب الله على هذا الطغيان ليس ببعيد إن شاء الله".