logo
المغامرة والرومانسية من قصور زاكورة إلى بحيرة إريقي المغربية

المغامرة والرومانسية من قصور زاكورة إلى بحيرة إريقي المغربية

الجزيرة٢٧-٠٣-٢٠٢٥

زاكورة – إذا كنت تبحث عن وجهة تجمع بين سحر الرومانسية وشغف المغامرة، فالمسار الذي يعبر بين مناطق زاكورة ومحاميد الغزلان وشقاقة في الجنوب الشرقي للمغرب يقدم لك هذه التجربة الاستثنائية.
ويقبل على هذا المسار عدد متزايد من المسافرين في السنوات الأخيرة، فما سر جاذبية كثبانه الرملية وواحاته الخضراء وقصوره التاريخية؟
تنقلك "الجزيرة نت" بالتعاون مع الباحث في المجال السياحي الزبير بوحوت إلى هذه الوجهة السياحية غير التقليدية في المملكة، حيث يلتقي سحر الصحراء بجمال الواحات الخضراء.
أسرار ساحرة
في رحلتك عبر طريق الجنوب الكبير، تنكشف لك أسرار الصحراء المغربية الساحرة في قلب وادي درعة، حيث تبدأ رحلتك من مدينة زاكورة، الجوهرة التي تخبئ بين رمالها كنوزا من التاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة.
في قلب زاكورة، يتردد صدى تاريخ التجارة الصحراوية العظيم، حيث تشير لافتة "تمبكتو 52 يوما" إلى أهمية المدينة كونها كانت مركزا لعبور القوافل التجارية. ففي عام 1590، انطلقت من هنا بعثة تاريخية بأمر من السلطان الموحدي أحمد المنصور الذهبي إلى تمبكتو وجاو، مؤكدة دور زاكورة المحوري في حركة القوافل عبر الصحراء.
وعلى مقربة من المدينة، ينتظرك قصر تامنوكالت (مكان اللقاء باللغة الأمازيغية)، فهو تحفة معمارية تأسست منذ أكثر من ثلاثة قرون في القرن السادس عشر، وهو يحكي تاريخ المنطقة وتجارتها عبر مناظر خلابة تبدو للناظر من أسوار القصر.
تجول في أزقة القصر شبه المغطاة، واستكشف مبانيه التاريخية المزينة بزخارف عريقة، وانغمس في عالم الماضي حيث توفر المنازل العائلية المتصلة بممرات مغطاة نضارة وخصوصية.
داخل إحدى القصبات، يكشف القصر/المتحف عن أسرار الحياة اليومية القديمة، بينما يحيي موسم "اللامة" تقليد اللقاء السنوي بين سكان القرى المجاورة، ليجسد تامنوكالت سحره الخالد.
بالقرب من زاكورة أيضا، يقع قصر تيسيركيت، الذي يعود تاريخه إلى خمسة قرون وتم ترميمه عام 1968، ليقدم لك تجربة فريدة في قلب الهندسة المعمارية التقليدية لوادي درعة.
تأمل منازل قصر تيسيركيت المصطفة على طول محور رئيسي ومخازنه، واستكشف متاهة أزقته الضيقة المغطاة التي تجسد عبقرية التهوية الحرارية المتكيفة مع حرارة الصيف الشديدة.
داخل منزل قديم، يحتضن تيسيركيت متحف الفنون والتقاليد في وادي درعة، الذي يتتبع الحياة التقليدية للسكان المحليين عبر معارض تبرز فيها المجوهرات التقليدية والأزياء والأدوات الزراعية، لتتيح لك جولة إرشادية فرصة استيعاب أصالة هذا المكان، وتقدم لك تجربة ثقافية ثرية.
منارة علم
في الطريق الى الصحراء تجد قرية تمكروت، محطة القوافل الصحراوية سابقا، حيث تقع الزاوية الناصرية، منارة العلم والروحانية التي أسسها الشيخ أبو حفص الأنصاري في القرن السادس عشر، لتشع بنور المعرفة والثقافة في منطقة درعة.
تأمل في ضريح الشيخ الأنصاري واطلع على كنوز مكتبته التي تضم مخطوطات نادرة تعود للقرن الحادي عشر، وهي تغطي مواضيع متنوعة من اللاهوت إلى الطب، شاهدة على إرث المكتبة الوطني والعالمي.
استمر في رحلتك الاستكشافية بزيارة ورشات الفخار في تامكروت، حيث يصنع الفخار الأخضر الزمردي بأساليب تقليدية متوارثة عبر القرون، ليجسد تحفا فنية فريدة من نوعها، تباع في أرجاء المغرب وتصدر إلى أوروبا، شاهدة على عراقة الحرفة والتراث الثقافي لدرعة.
قرية "نقوب"
وعلى مقربة من تامكروت، تأسرك "نقوب" وهي قرية الـ 45 قصبة، بإطلالاتها البانورامية على الواحات وجبال صغرو، وسوقها الأسبوعي النابض بالحياة، وإنتاجها الوفير من الحناء عالية الجودة.
انطلق في مغامرة بين واحاتها وكثبانها الرملية الذهبية ومحاجر الرخام الأحفوري، ومواقع النقوش الصخرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
وعلى بعد 120 كيلومتر شمال زاكورة، بالقرب من منطقة تازارين، يقع موقع آيت أوازيك الأثري، وهو يضم نقوشا صخرية ترجع للعصر الحجري الحديث أيضا، أي قبل نحو 6 آلاف عام، وهي تجسد الحياة اليومية في منطقة كانت خضراء آنذاك، مع تنوع حيواناتها.
تخيل نفسك تعود بالزمن إلى الوراء، متأملا هذه النقوش الأصيلة والغامضة المنتشرة على مساحة واسعة، مستمتعا بإطلالة بانورامية رائعة من المسار المتعرج عبر الوادي.
توغل في الصحراء
ولا تكتمل الزيارة دون تجربة سحر الكثبان الرملية المتناظرة في عرق شقاقة (الشقيقان) على بعد 50 كيلومترا غرب محاميد الغزلان.
تخيل نفسك تمشي حافيا على الرمال الذهبية الناعمة، أو راكبا جملا ضمن قافلة طويلة، تحت سماء الصحراء الصافية المرصعة بالنجوم. يمكنك الاستمتاع بلحظات من الهدوء والتأمل، بعيدا عن صخب الحياة.
ويمكن الوصول إلى هذه الكثبان الشاهقة، التي يصل ارتفاعها إلى 70 مترا، بواسطة سيارات الدفع الرباعي ثمنها لا يتعدى 80 دولار لليوم الواحد، وينصح دائما بالاستعانة بمرشد محلي معتمد للاستمتاع بتجربة آمنة وممتعة.
توفر عرق شقاقة تجربة صحراوية أصيلة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس وغروبها، وقضاء ليال ساحرة تحت سماء الصحراء البعيدة عن التلوث الضوئي والسمعي.
يمكنك ممارسة أنواع متعددة من الرياضات الميكانيكية، مثلا ركوب الدراجات النارية بعجلتين أو بأربع عجلات (سكواد)، والسيارات الرباعية الدفع، وأيضا ركوب الرمال عبر "السكيت بورد" (لوح التزلج).
وإذا توغلت أكثر في الصحراء فستجد الحديقة الوطنية إيريقي، وهي ملاذ للحياة البرية ومحطة للطيور المهاجرة بفضل البحيرة التي توجد داخلها. وقد تأسست الحديقة عام 1994 بهدف حماية التنوع البيولوجي وإعادة توطين الأنواع الصحراوية المهددة، وتوفر الحديقة تجربة بيئية فريدة، حيث يمكن للزوار، برفقة مرشدين محليين، مشاهدة الغزلان والنعام والضباع، بالإضافة إلى نباتات صحراوية مميزة.
أطباق محلية
هذه التجربة فرصة نادرة للانفصال عن صخب الحياة اليومية، سواء كنت مع العائلة أو مع الأصدقاء. تناول العشاء تحت النجوم المتلألئة، وشاهد غروب الشمس فوق الكثبان الذهبية، أو التمس الهدوء في بساتين النخيل في الواحة.
ويعرف سكان الصحراء بكرم ضيافتهم وحسن استقبالهم، وبالمشاركة في ورش العمل الحرفية، مثل صناعة الفخار أو نسج السجاد، وهي طريقة رائعة للانغماس في الثقافة المحلية، وخلق ذكريات فريدة من نوعها لكل من يزور المنطقة.
كما أن المطبخ الصحراوي هو احتفال بالنكهات، تذوق الكسكسي بدقيق الشعير، وهو من الأطباق المحلية الشهية، أو الطاجين المحلي بلحم الإبل أو الماعز والخضار الطازجة، مع خبز "الملة" الذي يعد على الرمال الساخنة.
أو دلل نفسك بالحلويات المصنوعة من التمور الطازجة المزروعة محليا، كما أن احتساء الشاي بالنعناع تحت خيمة بدوية هو تجربة لا ينبغي تفويتها.
لا تنسى طلب عصير "تصبونت" اللزج الذي تعلوه رغوة سميكة، حيث يمزج التمر بالماء الذي تخمر فيه الأعشاب الطبية المتنوع، وهو مشروب يروي عطشك ويمدك بالطاقة.
ميزانية معقولة
تعتبر مسار زاكورة ثم محاميد الغزلان ثم شقاقة وجهة مناسبة لقضاء عطلة لا تنسى بميزانية معقولة، فسواء كنتم تبحثون عن إقامة تقليدية ساحرة في "رياض" (البيت التقليدي المغربي) أصيل، أو تفضلون الاستمتاع بالفخامة المطلقة في فنادق فاخرة، فإن هذا المسار يقدم لكم خيارات إقامة متنوعة، تناسب جميع الأذواق والميزانيات، وتضمن لكم قضاء عطلة رومانسية.
وتتراوح أسعار الإقامة في الفنادق أو الخيام بين 40 و70 دولار لليلة الواحدة، حسب توفر وسائل الراحة، وتتضمن وجبتي الفطور والعشاء.
في حين يبلغ سعر المأكولات الصحراوية الأصيلة في المطاعم المحلية ما بين 10 إلى 15 دولار فقط للوجبة.
ويمكن أن تصل الى زاكورة عبر الطائرة، لكن ينصح أن تأتي لها من مدينة مراكش عبر السيارة، لتستمع بالمناظر الجيولوجية الفريدة والواحات الخلابة الممتدة على طول الطريق.
إعلان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بخلاف الصورة النمطية.. 6 مناطق في الصومال تستحق الزيارة
بخلاف الصورة النمطية.. 6 مناطق في الصومال تستحق الزيارة

الجزيرة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

بخلاف الصورة النمطية.. 6 مناطق في الصومال تستحق الزيارة

لطالما ارتبط اسم الصومال بكونه واحدا من أخطر البلدان في العالم للسفر والسياحة، مما جعل البلاد دائما تتصدر قوائم الدول الخطيرة. ورغم هذه الصورة النمطية التي تلاحق الصومال منذ أمد بعيد، لم تستطع تلك الصورة أن تثني عشاق المغامرة والاكتشاف عن البحث في خبايا هذه البلد الغامض، حيث تزخر أرضه بأماكن جميلة ومختلفة. قد لا تكاد تجد اسم الصومال ضمن الواجهات السياحية المفضلة لدى كبرى شركات السياحة في العالم، إلا أن هذا البلد يحتوي على مناطق يمكن أن تجذب الزوار ومحبي الترحال، ومن ذلك السواحل المترامية الأطراف بمياهها الصافية، فضلا عن أرض الصومال الخصبة التي تغذيها روافد الأنهار. ربما لم يكن الوضع في الماضي مشجعا على السياحة في الصومال، لكن الأمور بدأت تتغير، فالعاصمة مقديشيو التي دفعت ثمنا باهظا بسبب الحروب والصراعات، استعادت عافيتها وأصبحت تنبض بالحياة والاستقرار، في حين تزخر مناطق الوسط والشمال في البلاد بمناظر ساحرة تلبي تطلعات الباحثين عن المغامرة والراغبين في اكتشاف مناطق نائية، والتي لم تنل بعد حقها من الترويج كوجهة سياحية. في هذا التقرير تصطحبكم "الجزيرة نت" في جولة بـ 6 مناطق في الصومال ستثير فضول عشاق السفر. ساحل ليدو: عروس المحيط الهندي يثير الفضول الناجم عن كثرة الحديث عن هذا الساحل في مناسبات مختلفة رغبة كل زائر للصومال في اكتشافه، لقد اشتق اسم ليدو من الكلمة الإيطالية التي تعنى "الشاطئ"، حيث يجمع هذا المكان بين عراقة تعود لآلاف السنين وجمال السواحل. ورغم التحديات التي مرت بها البلاد، لم تفقد ساحل ليدو في العاصمة الصومالية مقديشيو زوارها يوما حتى في أوقات الصراعات، فهي ليست مجرد وجهة، بل اصبحت في السنوات الأخيرة ملاذا للمصطافين، حيث يجدون في نسمات البحر العليلة ودغدغة الامواج متنفسا لتصفية الأرواح والتخفيف من هموم الحياة وأعبائها. ويتميز هذا الساحل بمقومات تجذب الزوار، فهو صرح ثقافي يمتد تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، كما يضم مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية من فنادق ومطاعم إلى الأكشاك التي تقدم أشهى الأطباق الصومالية ذات الطابق الشعبي الفريد. عند وصولك إلى ليدو فإنه لا شي يضاهي روعة السير بمحاذاة البحر، والاستمتاع بصوت الأمواج التي تعانق الشاطئ، فتأسرك زرقة مياهه الصافية ورماله البيضاء الناعمة، ليكون الواجهة المثالية لعشاق الاسترخاء والأجواء المشمسة. جوب وين ملتقى النهر بالبحر في قلب مدينة كسمايو جنوبي الصومال، يحتضن نهر جوبا المحيط الهندي في مشهد أخاد، تتجلى منطقة جوب وين كواحة من الجمال الطبيعي وملاذ للحياة البرية، حيث تلتقي الحيوانات البرية والبحرية في تناغم فريد. ويطلق سكان المنطقة على متنزه جوب وين لقب "جنة الله على الأرض"، فهو المكان الأمثل للهروب من ضجيج الحياة وصخب المدينة، يجد الزائر نفسه محاطا بتنوع بيولوجي إذ تمتزج أصوات الطيور بأمج البحر الهادرة، بينما تتراقص أشجار الغابات على نسمات الطبيعة العليلة. ويضم المنتزه بين أحضانه حديقة كسمايو الوطنية التي تمتد على مساحات شاسعة، وهي موطن لمجموعة من الحيوانات البرية النادرة، بينما تملأ الأفق أسراب الطيور المهاجرة التي تضيف سحرا على هذا المكان. ولاتكتمل زيارة جوب وين دون تذوق فواكهها وخضارها، حيث يمكن للزائر التلذذ بأشهى الفواكه الطازجة مثل المانغو والموز والبطيخ وجوز الهند، كما يمكنه الانطلاق في رحلة بالقوارب عبر روافد النهر، أو التمتع بجولة عل امتداد المحيط الهندي، لمشاهدة الحياة البحرية عن قرب، والاستمتاع بالمشهد الذي يأسر القلوب قبل العيون. مدينة أيل حيث التاريخ والجمال في قلب ولاية بونتلاند شمالي البلاد، تتربع مدينة أيل كواحدة من أبرز الوجهات في الصومال، فهناك يمتزج عبق التاريخ بجمال الطبيعة بين الجبال الشاهقة والسواحل الجميلة، والكثبان الممتدة، والمباني القديمة، فهذه المدينة تروي فصولا من الحكايات مجسدة تاريخا يمتد لقرون مضت. تحيط بمدينة أيل سلاسل جبلية مغطاة بالشعاب، تتناغم مع الأمواج المتلاطمة التي تعانق الرمال الذهبية، مما يوفر للزائرين فرصة للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة، ويمكن لعشاق البحر أن يسيروا على طول الشواطئ في جو هادئ، حيث لا يسمع سوى هدير الأمواج وصوت الحصى المتحرك تحت الأقدام، كما يمكن السباحة في شواطئ تعكس زرقة السماء. ولمحبي اجواء المشمسة، فتنتظرهم الكثبان الرملية التي تمتد على مساحات شاسعة، حيث يمكنهم الاسترخاء أو الإنطلاق في مغامرة التزلج على الرمال الناعمة، ومن بين تقاليد أهل المدينة دفن أجسادهم في الرمال الساخنة لساعات، اعتقادا منهم بقدرتها على تخفيف آلام العظام والمفاصل. بالإضافة إلى سحر الطبيعة، تزخر المدينة بمعالم تاريخية تشهد على ماضيها ومن أبرزها قلعة وقصر داود، والذي كان مقرا للمناضل محمد سيد عبدالله في كفاحه ضد الاستعمار الغربي، وتتمتع قلعة وقصر داود بإطلالة بانورامية رائعة على مدينة أيل، حيث تبدو متألقة بين زرقة البحر وصفرة الرمال. بلدة مرعانيو منجم الفراعنة في أقصى مدينة رأس عسير في ولاية بونتلاند، توجد بلدة مرعانيو ذات التاريخ العريق، فهي احتضنت في حقبة سحيقة إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض وهي حضارة الفراعنة، حيث اشتهرت مرعانيو بإنتاج البنط والبخور والصمغ العربي، وهي سلع ثمينة كانت تضطلع بدور أساسي في التجارة القديمة. تحيط بالبلدة جبال عالية تمتد في الأفق، تزينها مناطق زراعية خصبة وسواحل خلابة، ويجد الزائر نفسه أمام خيارات متعددة ما بين التجول في المواقع الأثرية وبين التعرف على المزارع المنتشرة، أو الاستمتاع بأيام العطل على شواطئها البكر. وتتمتع هذه البلدة الساحلية بأكبر مزرعة للتمر في القرن الأفريقي، حيث تصدر أجواد أنواعه للدول المجاورة وأيضا لباقي الأقاليم الصومالية، مما يجعلها مركزا زراعيا وتجاريا بارز. أرخبيل زيلع جوهرة مخبأة على بعد ست كيلومترات من مدينة زيلع التاريخية، في إقليم أرض الصومال (صومالي لاند)، ينبسط أرخبيل زيلع كجوهرة مخبأة في قلب البحر، ويتألف من ست جزر، تتصدرها جزيرتا سعد الدين وعيبات، واللتان تتميزان بمناظر تشد إليها الأبصار. ويتمتع الأرخبيل -وخاصة جزيرتا سعدالدين وعيبات- بجمال نادر، حيث الكهوف المتناثرة والنباتات الفريدة التي تمتد حتى تلامس مياه البحر مشكلة لوحة من الجمال الطبيعي، تكتمل هذه الصورة بالشعاب المرجانية المتنوعة، التي تضفي على مياه البحر ألوانا زاهية. على ساحل ميناء زيلع، تنتظر القوارب السياح لتنقلهم إلى هذه الجزر التي تبدو وكأنها فردوس مخفي وسط الأمواج، وما إن يصل الزائر حتى تستقبله ممرات مائية تتسلل عبر غابة كثيفة، حيث تتناغم الطبيعة مع هدوء تام. ويشكل الأرخبيل ملاذً للحياة البرية، إذ يعد موطنا للطيور والأسماك وأما سواحله فتتميز برمال نقية ومياه فيروزية صافية تسمح برؤية الكائنات وهي تسبح في أعماقها. ولشدة جمال الأرخبيل، يحرص السياح على نصب الخيام على شواطئه لقضاء يوم في أحضان الطبيعة، وعلى رغم من موقعه الإستراتيجي يفتقر الأرخبيل إلى البنية التحتية اللازمة لتطوير السياحة، إذ لا توجد فنادق أو مطاعم تلبي احتياجات الزوار. لاس جيل حكاية قبل الميلاد تعد منطقة لاس جيل من أشهر المواقع الأثرية في الصومال، وذلك في موقع غير بعيد عن الحدود الشمالية مع إثيوبيا، وتحتضن المنطقة مجموعة من الكهوف التاريخية المذهلة، وتقع في ضواحي مدينة هرجيسا، تتزين جدران تلك الكهوف بواحدة من أقدم النقوش الصخرية في قارة أفريقيا، مما يجعلها وجهة ملهمة لعشاق التاريخ والراغبين في تتبع أثر المجتمعات القديمة. واكتشف فريق من علماء الآثار الفرنسي بأن أحد كهوف لاس جيل يعود تاريخه إلى ما بين 9 آلاف و10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث عثر الفريق فيه على ما يقرب من 20 ملجأ صخريا أو كهفا تكونت بشكل طبيعي بأحجام مختلفة، يبلغ أكبرها عشرة أمتار طولا وخمس أمتار من العمق. ويتمتيز هذا الموقع الأثري التاريخي بوجود ما يقرب من 350 نقشا وتمثيلا لحيوانات وبشر، إلى جانب قطع أثرية تسلط الضوء على تفاصيل من حياة الإنسان القديم. ومن أكثر ما يدهش الزوار في لاس جيل، تلك المجموعة الفريدة من الرسومات الملونة التي تصور البشر والحيونات مزخرفة بألوان مثل البني والأحمر والأصفر، وهي ألوان قلما تجدها في الفن الصخري القديم. وقبل اكتشاف المؤرخين لهذا الموقع، كان الاعتقاد السائد لدى الصوماليين بأن لاس جيل مكان محظور تسكنه ما يسمى بالأرواح الشريرة، إلا أن هذا الاعتقاد تغير تماما، وأصبح المكان أحد أبرز الوجهات في الصومال، والذي يجذب زوار من الخارج. المناخ وكلفة الرحلة تقع الصومال في منطقة القرن الأفريقي، مما يعني أن مناخها استوائي ولكنه جاف، ويبقى أفضل وقت لزيارة البلاد هي الفترة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الثاني، إذ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا ويقل سقوط الأمطار، ولا تتجاوز درجات الحرارة في أقصاها 30 درجة مائوية، كما توفر المناطق الساحلية مناخا أكثر برودة قليلا بسبب نسيم البحر. وتختلف أسعار تذاكر السفر إلى الصومال حسب بلد المغادرة، فعلى سبيل المثال يتراوح سعر التذكرة من كينيا وإثيوبيا المجاورتين للصومال بين 200 و250 دولار، وأما التنقل داخل البلاد فتتراوح أسعار الرحلات الجوية المحلية بين 100 و150 دولار، وتتفاوت أسعار الفنادق في الصومال تبعا لموقعها ومستوى الخدمات المقدمة، وتترواح بين 30 و100 دولار.

المغامرة والرومانسية من قصور زاكورة إلى بحيرة إريقي المغربية
المغامرة والرومانسية من قصور زاكورة إلى بحيرة إريقي المغربية

الجزيرة

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

المغامرة والرومانسية من قصور زاكورة إلى بحيرة إريقي المغربية

زاكورة – إذا كنت تبحث عن وجهة تجمع بين سحر الرومانسية وشغف المغامرة، فالمسار الذي يعبر بين مناطق زاكورة ومحاميد الغزلان وشقاقة في الجنوب الشرقي للمغرب يقدم لك هذه التجربة الاستثنائية. ويقبل على هذا المسار عدد متزايد من المسافرين في السنوات الأخيرة، فما سر جاذبية كثبانه الرملية وواحاته الخضراء وقصوره التاريخية؟ تنقلك "الجزيرة نت" بالتعاون مع الباحث في المجال السياحي الزبير بوحوت إلى هذه الوجهة السياحية غير التقليدية في المملكة، حيث يلتقي سحر الصحراء بجمال الواحات الخضراء. أسرار ساحرة في رحلتك عبر طريق الجنوب الكبير، تنكشف لك أسرار الصحراء المغربية الساحرة في قلب وادي درعة، حيث تبدأ رحلتك من مدينة زاكورة، الجوهرة التي تخبئ بين رمالها كنوزا من التاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة. في قلب زاكورة، يتردد صدى تاريخ التجارة الصحراوية العظيم، حيث تشير لافتة "تمبكتو 52 يوما" إلى أهمية المدينة كونها كانت مركزا لعبور القوافل التجارية. ففي عام 1590، انطلقت من هنا بعثة تاريخية بأمر من السلطان الموحدي أحمد المنصور الذهبي إلى تمبكتو وجاو، مؤكدة دور زاكورة المحوري في حركة القوافل عبر الصحراء. وعلى مقربة من المدينة، ينتظرك قصر تامنوكالت (مكان اللقاء باللغة الأمازيغية)، فهو تحفة معمارية تأسست منذ أكثر من ثلاثة قرون في القرن السادس عشر، وهو يحكي تاريخ المنطقة وتجارتها عبر مناظر خلابة تبدو للناظر من أسوار القصر. تجول في أزقة القصر شبه المغطاة، واستكشف مبانيه التاريخية المزينة بزخارف عريقة، وانغمس في عالم الماضي حيث توفر المنازل العائلية المتصلة بممرات مغطاة نضارة وخصوصية. داخل إحدى القصبات، يكشف القصر/المتحف عن أسرار الحياة اليومية القديمة، بينما يحيي موسم "اللامة" تقليد اللقاء السنوي بين سكان القرى المجاورة، ليجسد تامنوكالت سحره الخالد. بالقرب من زاكورة أيضا، يقع قصر تيسيركيت، الذي يعود تاريخه إلى خمسة قرون وتم ترميمه عام 1968، ليقدم لك تجربة فريدة في قلب الهندسة المعمارية التقليدية لوادي درعة. تأمل منازل قصر تيسيركيت المصطفة على طول محور رئيسي ومخازنه، واستكشف متاهة أزقته الضيقة المغطاة التي تجسد عبقرية التهوية الحرارية المتكيفة مع حرارة الصيف الشديدة. داخل منزل قديم، يحتضن تيسيركيت متحف الفنون والتقاليد في وادي درعة، الذي يتتبع الحياة التقليدية للسكان المحليين عبر معارض تبرز فيها المجوهرات التقليدية والأزياء والأدوات الزراعية، لتتيح لك جولة إرشادية فرصة استيعاب أصالة هذا المكان، وتقدم لك تجربة ثقافية ثرية. منارة علم في الطريق الى الصحراء تجد قرية تمكروت، محطة القوافل الصحراوية سابقا، حيث تقع الزاوية الناصرية، منارة العلم والروحانية التي أسسها الشيخ أبو حفص الأنصاري في القرن السادس عشر، لتشع بنور المعرفة والثقافة في منطقة درعة. تأمل في ضريح الشيخ الأنصاري واطلع على كنوز مكتبته التي تضم مخطوطات نادرة تعود للقرن الحادي عشر، وهي تغطي مواضيع متنوعة من اللاهوت إلى الطب، شاهدة على إرث المكتبة الوطني والعالمي. استمر في رحلتك الاستكشافية بزيارة ورشات الفخار في تامكروت، حيث يصنع الفخار الأخضر الزمردي بأساليب تقليدية متوارثة عبر القرون، ليجسد تحفا فنية فريدة من نوعها، تباع في أرجاء المغرب وتصدر إلى أوروبا، شاهدة على عراقة الحرفة والتراث الثقافي لدرعة. قرية "نقوب" وعلى مقربة من تامكروت، تأسرك "نقوب" وهي قرية الـ 45 قصبة، بإطلالاتها البانورامية على الواحات وجبال صغرو، وسوقها الأسبوعي النابض بالحياة، وإنتاجها الوفير من الحناء عالية الجودة. انطلق في مغامرة بين واحاتها وكثبانها الرملية الذهبية ومحاجر الرخام الأحفوري، ومواقع النقوش الصخرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث. وعلى بعد 120 كيلومتر شمال زاكورة، بالقرب من منطقة تازارين، يقع موقع آيت أوازيك الأثري، وهو يضم نقوشا صخرية ترجع للعصر الحجري الحديث أيضا، أي قبل نحو 6 آلاف عام، وهي تجسد الحياة اليومية في منطقة كانت خضراء آنذاك، مع تنوع حيواناتها. تخيل نفسك تعود بالزمن إلى الوراء، متأملا هذه النقوش الأصيلة والغامضة المنتشرة على مساحة واسعة، مستمتعا بإطلالة بانورامية رائعة من المسار المتعرج عبر الوادي. توغل في الصحراء ولا تكتمل الزيارة دون تجربة سحر الكثبان الرملية المتناظرة في عرق شقاقة (الشقيقان) على بعد 50 كيلومترا غرب محاميد الغزلان. تخيل نفسك تمشي حافيا على الرمال الذهبية الناعمة، أو راكبا جملا ضمن قافلة طويلة، تحت سماء الصحراء الصافية المرصعة بالنجوم. يمكنك الاستمتاع بلحظات من الهدوء والتأمل، بعيدا عن صخب الحياة. ويمكن الوصول إلى هذه الكثبان الشاهقة، التي يصل ارتفاعها إلى 70 مترا، بواسطة سيارات الدفع الرباعي ثمنها لا يتعدى 80 دولار لليوم الواحد، وينصح دائما بالاستعانة بمرشد محلي معتمد للاستمتاع بتجربة آمنة وممتعة. توفر عرق شقاقة تجربة صحراوية أصيلة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس وغروبها، وقضاء ليال ساحرة تحت سماء الصحراء البعيدة عن التلوث الضوئي والسمعي. يمكنك ممارسة أنواع متعددة من الرياضات الميكانيكية، مثلا ركوب الدراجات النارية بعجلتين أو بأربع عجلات (سكواد)، والسيارات الرباعية الدفع، وأيضا ركوب الرمال عبر "السكيت بورد" (لوح التزلج). وإذا توغلت أكثر في الصحراء فستجد الحديقة الوطنية إيريقي، وهي ملاذ للحياة البرية ومحطة للطيور المهاجرة بفضل البحيرة التي توجد داخلها. وقد تأسست الحديقة عام 1994 بهدف حماية التنوع البيولوجي وإعادة توطين الأنواع الصحراوية المهددة، وتوفر الحديقة تجربة بيئية فريدة، حيث يمكن للزوار، برفقة مرشدين محليين، مشاهدة الغزلان والنعام والضباع، بالإضافة إلى نباتات صحراوية مميزة. أطباق محلية هذه التجربة فرصة نادرة للانفصال عن صخب الحياة اليومية، سواء كنت مع العائلة أو مع الأصدقاء. تناول العشاء تحت النجوم المتلألئة، وشاهد غروب الشمس فوق الكثبان الذهبية، أو التمس الهدوء في بساتين النخيل في الواحة. ويعرف سكان الصحراء بكرم ضيافتهم وحسن استقبالهم، وبالمشاركة في ورش العمل الحرفية، مثل صناعة الفخار أو نسج السجاد، وهي طريقة رائعة للانغماس في الثقافة المحلية، وخلق ذكريات فريدة من نوعها لكل من يزور المنطقة. كما أن المطبخ الصحراوي هو احتفال بالنكهات، تذوق الكسكسي بدقيق الشعير، وهو من الأطباق المحلية الشهية، أو الطاجين المحلي بلحم الإبل أو الماعز والخضار الطازجة، مع خبز "الملة" الذي يعد على الرمال الساخنة. أو دلل نفسك بالحلويات المصنوعة من التمور الطازجة المزروعة محليا، كما أن احتساء الشاي بالنعناع تحت خيمة بدوية هو تجربة لا ينبغي تفويتها. لا تنسى طلب عصير "تصبونت" اللزج الذي تعلوه رغوة سميكة، حيث يمزج التمر بالماء الذي تخمر فيه الأعشاب الطبية المتنوع، وهو مشروب يروي عطشك ويمدك بالطاقة. ميزانية معقولة تعتبر مسار زاكورة ثم محاميد الغزلان ثم شقاقة وجهة مناسبة لقضاء عطلة لا تنسى بميزانية معقولة، فسواء كنتم تبحثون عن إقامة تقليدية ساحرة في "رياض" (البيت التقليدي المغربي) أصيل، أو تفضلون الاستمتاع بالفخامة المطلقة في فنادق فاخرة، فإن هذا المسار يقدم لكم خيارات إقامة متنوعة، تناسب جميع الأذواق والميزانيات، وتضمن لكم قضاء عطلة رومانسية. وتتراوح أسعار الإقامة في الفنادق أو الخيام بين 40 و70 دولار لليلة الواحدة، حسب توفر وسائل الراحة، وتتضمن وجبتي الفطور والعشاء. في حين يبلغ سعر المأكولات الصحراوية الأصيلة في المطاعم المحلية ما بين 10 إلى 15 دولار فقط للوجبة. ويمكن أن تصل الى زاكورة عبر الطائرة، لكن ينصح أن تأتي لها من مدينة مراكش عبر السيارة، لتستمع بالمناظر الجيولوجية الفريدة والواحات الخلابة الممتدة على طول الطريق. إعلان

تعرف على "ترحال" الجزيرة نت
تعرف على "ترحال" الجزيرة نت

الجزيرة

time٠٤-١٢-٢٠٢٤

  • الجزيرة

تعرف على "ترحال" الجزيرة نت

يأخذنا موقع "الجزيرة نت" قريبا في "ترحال"، عبر الصفحة المخصصة للسياحة والسفر ، لنكتشف أسرار المدن الأكثر جذبا للسياح العرب. ونسافر معكم في رحلة فريدة حول العالم، ونسلط الضوء على أهم المعالم والنشاطات التي تميز المدينة السياحية المختارة من حضارات وعادات وتقاليد ومطابخ مختلفة. لا تفوتوا فرصة المتابعة على موقع "الجزيرة نت"، واستعدوا لاكتشاف أماكن جديدة وثقافات متنوعة مع كل رحلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store