logo
تقرير إخبارى.. فخ نيتانياهو ورايات إيران.. من يكتب النهاية؟

تقرير إخبارى.. فخ نيتانياهو ورايات إيران.. من يكتب النهاية؟

بوابة الأهراممنذ 19 ساعات

نصب بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فخا محكما لإيران للقضاء على برنامجها النووى وكسر شوكتها وإظهار عجزها فى المنطقة تحت ما سماه «الخداع الاستراتيجى' خلال هجوم الجمعة الماضي، الذى استهدف قادتها العسكريين وعلماءها النوويين، ومفاعلات تخصيب اليورانيوم، ومنظومات الدفاع الإيرانية. وبمجرد الإعلان عن نجاح المرحلة الأولى من عملية «الأسد الصاعد» التى شنتها إسرائيل فى تحقيق أهدافها، وإن كان الأمر يحتاج بعض الوقت لتقييم خسائر إيران النووية، بدأت تظهر التسريبات الإسرائيلية عن كيفية نجاح نيتانياهو، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خداع طهران.
بداية من مكالمة الاثنين الماضى بين الرجلين، والتى أظهرت خلافاتهما بشأن توجيه ضربة لإيران، وهو ما كشفت عنه تصريحات الرئيس الأمريكى نفسه، الذى أعلن أنه يعلم بكل التفاصيل منذ البداية، وأنه منح طهران مهلة شهرين، بل إنه أرسل أسلحة فتاكة إلى إسرائيل، كما قامت مدمرات ومقاتلات أمريكية باعتراض الصواريخ الإيرانية خلال عملية «الوعد الصادق 3» التى شنتها طهران كرد فعل على الهجوم الإسرائيلى الصادم. وأشار مسئولون إسرائيليون إلى أن المفاوضات النووية نفسها كانت خدعة، وكذلك عطلة نيتانياهو للمشاركة فى حفل زفاف نجله، وأكذوبة اجتماعه مع قادته العسكريين بشأن تحرير المحتجزين فى غزة إلا أنها كانت لإعطاء الأوامر بضرب إيران، وأخيرا خلافات حل الكنيست وسقوط الحكومة بسبب تجنيد الحريديم. أما السبب الرئيسى فى تسهيل الضربة كان انكشاف إيران بتحركات ومقار كبار قادتها، ومن بينهم مقر المرشد الأعلى على خامنئى والرئيس مسعود بزشكيان، أمام عملاء الموساد الإسرائيلى والاختراق الأمنى والمخابراتى الصادم لكافة أشكال حياة الساسة والعلماء الإيرانيين والبرنامج النووى والصاروخي.
وبحلول الوقت الذى انطلقت فيه الطائرات الإسرائيلية عبر السماء باتجاه المواقع النووية والعسكرية فى إيران يوم الجمعة، كانت فرق كوماندوز سرية وأسراب من الطائرات بدون طيار المسلحة والمتفجرات المخبأة فى مركبات عادية تخرج من مخبئها فى أعماق إيران وتشق طريقها نحو أهداف نائمة: قيادات إيران، لشل الرد العسكرى السريع على الضربة. وقال مسئول أمنى إسرائيلى إن عمليات الاغتيال المستهدفة كانت جزءا من «الموجة الأولى» من خطة الهجوم المصممة لقتل «صناع القرار» فى الحرس الثورى والقيادة الإيرانية أثناء «تواجدهم فى أماكن كنا على علم بها».
الأكثر إثارة للدهشة، تصريحات المسئول الإسرائيلى حول قيام الموساد بنقل رسائل إلى الصف الثانى ومسئولين آخرين تحذرهم من أنهم هدف للاغتيال، وأن بعضهم «تلقى رسالة من تحت الباب، وتلقى بعضهم مكالمة هاتفية، وبعضهم مكالمة على أرقام هواتف زوجاتهم». وتمكن الموساد من إنشاء قاعدة سرية داخل الأراضى الإيرانية ونشر قوات كوماندوز تعمل فى عمق العاصمة والأراضى الإيرانية، ونشر فيديو لعملائه وهم يركبون أنظمة أسلحة هجومية داخل إيران.
عمليات الموساد داخل إيران ليست جديدة، بل تعتبر إيران «ملعبا أساسيا» للعمليات القذرة للمخابرات الإسرائيلية. واعترف وزير الدفاع السابق موشيه يعلون ضمنيا بالاغتيالات عندما قال فى 2015 إنه لا يمكن تحميل إسرائيل مسئولية «العمر المتوقع لعلماء إيران النوويين»، بينما قال مائير داجان، الذى شغل منصب مدير الموساد من 2002 إلى 2009، إن «إزالة العقول المهمة» من المشروع النووى الإيرانى قد حقق ما يسمى بـ«الانشقاقات البيضاء»، مما أثار خوف العلماء النوويين الإيرانيين الآخرين ودفعهم إلى طلب نقلهم إلى مشاريع مدنية.
وبين عامى 2007 و2012، نفذت إسرائيل خمس عمليات اغتيال سرية، معظمها فى طهران، عبر تفجيرات متحكم بها عن بعد أو رشاشات متحكم بها عن بُعد. ولم ينجُ من محاولة الاغتيال سوى عالم نووى إيرانى رئيسى واحد، وهو فريدون عباسي، الذى كان ضمن ضحايا الاغتيالات الكبرى فى «الأسد الصاعد».
وفى أوائل عام 2018، سرقت إسرائيل الأرشيف النووى الإيرانى من طهران، وعرضت عملية الاختراق الاستخباراتى فى بث مباشر من القدس. واستعرض نيتانياهو الأرشيف، بما فى ذلك ما قال إنه نسخ من 55 ألف صفحة من المعلومات النووية الإيرانية، وهو ما دفع إدارة ترامب الأولى إلى الانسحاب من الاتفاق النووى الأصلى مع إيران، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. والعام الماضي، كشف الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد أن جهاز المخابرات الإيرانى أنشأ وحدة لمواجهة عمليات الموساد، ليتم الكشف عن رئيسها كعميل للموساد فى 2021، وقال إن حوالى 20 عميلا للمخابرات الإيرانية كانوا يعملون كعملاء مزدوجين، ويزودون إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية.
وفى أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، ظهر أن إيران وقيادات أذرعها فى كل مكان فى المنطقة ترصدهم عين الموساد، واغتالت كل رؤوس هذه الأذرع، بل هددت باغتيال خامنئى نفسه.
وتلعب إسرائيل بقوة على ضرورة تغيير النظام فى إيران عبر التحريض وإظهار عجزه أمام الشعب الإيراني. وذكرت يسرائيل هيوم أن إشارات عديدة انطلقت مؤخرا ربما اكتشفها «الأذكياء» من المراقبين، وانطوت على إصدار البيت الأبيض أوامر بإجلاء الموظفين الأمريكيين فى دول المنطقة، فى حين اكتسبت التكهنات حول عمل عسكرى إسرائيلى محتمل زخما فى وسائل الإعلام الدولية.
وكان المسئولون الإيرانيون قد استبعدوا أى عمل وشيك وقالوا مرارا إن الحديث عن الضربات مجرد «ضغط نفسي» للتأثير على المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية التى كان من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد.
ويرى مسئولون أمنيون غربيون إن تقييم الأثر الاستراتيجى لعملية «الأسد الصاعد» قد يستغرق أياما أو أسابيع، وأنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان الهجوم سيمثل أكثر من مجرد انتكاسة مؤقتة فى جهود إيران المزعومة لاكتساب قدرات الأسلحة النووية. ورغم أن خيارات إيران تبدو غير واضحة فى رد حاسم، إلا أنها رفعت الرايات الحمراء للثأر، وتمكنت من ضرب إسرائيل فى العمق واختراق منظومة القبة الحديدية، وهددت باستهداف أى دولة تشارك فى دعم الاحتلال، وحذرت الحكومة الإيرانية من أن الحرب بمثابة اللعب مع «ذيل الأسد»، وأنها ليست من بدأت الحرب لكن عليها أن تنهيها، أما إسرائيل فقد جعلت النهاية مفتوحة تصل إلى حد إحراق طهران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رويترز: ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني
رويترز: ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني

الدستور

timeمنذ 21 دقائق

  • الدستور

رويترز: ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني

أفاد موقع "أكسيوس" نقلًا عن مسئولين بالبيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال يحاول استئناف المحادثات مع إيران، بحسب قناة القاهرة الإخبارية. وفي السياق نفسه، أكد مسئولان أمريكيان لوكالة أنباء "رويترز" أن ترامب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني.

واشنطن بوست: ترامب صانع السلام المزعوم يتورط في صراعات خارجية جديدة
واشنطن بوست: ترامب صانع السلام المزعوم يتورط في صراعات خارجية جديدة

النهار المصرية

timeمنذ 25 دقائق

  • النهار المصرية

واشنطن بوست: ترامب صانع السلام المزعوم يتورط في صراعات خارجية جديدة

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دخل البيت الأبيض حاملًا وعدًا بإنهاء الحروب حول العالم، سرعان ما وجد نفسه وسط صراعات متصاعدة، لا سيما مع إيران، التي سعى لإبرام اتفاق نووي جديد معها. ووفقًا للتقرير، فإن محاولات ترامب لإحياء المفاوضات مع طهران اصطدمت بتوترات إقليمية حادة، حيث لعبت إسرائيل دورًا محوريًا في عرقلة مسار التهدئة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي تدخل بالفعل لإسقاط صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى إسرائيل، في وقت كانت فيه المحادثات النووية بين واشنطن وطهران قد بلغت مراحل متقدمة. ولفتت الصحيفة إلى أن مبعوث البيت الأبيض أجرى خلال الشهور الماضية اتصالات مباشرة مع القادة الإيرانيين بهدف التوصل إلى صيغة تضع قيودًا على برنامجهم النووي، حسب ماعت جروب ، رغم اعتراضات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يُخفِ رفضه لأي تقارب بين واشنطن وطهران. وفي تصريح سابق، قال ترامب إن الاتفاق مع إيران سيكون 'أفضل من عنف لم يشهده العالم من قبل'، لكن واشنطن بوست رأت أن الدبلوماسية كانت تسير على حبل مشدود، خصوصًا مع قدرة إسرائيل على تقويض جهود التفاوض عبر تنفيذ ضربات مباشرة على أهداف إيرانية. وبعد مرور خمسة أشهر فقط على بدء ولايته الثانية، بدا أن ترامب محاط بصراعات جديدة بدلاً من إنهائها، حيث تصاعدت وتيرة العنف في الشرق الأوسط، بينما ركّزت الإدارة الأمريكية معظم جهودها على دعم أمن إسرائيل والدفاع عنها. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كان على علم بخطط إسرائيلية لتوجيه ضربات عسكرية لإيران، لكن لا توجد مؤشرات واضحة على ما إذا كان حاول ثني نتنياهو عن المضي في هذه العمليات. وبدلاً من ذلك، جاءت رسائل ترامب لإيران على هيئة تحذيرات صريحة: إما العودة إلى طاولة المفاوضات أو مواجهة المزيد من التصعيد الإسرائيلي. ورأت واشنطن بوست أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع طهران باتت أكثر بعدًا، خاصة في ظل المتغيرات التي فرضتها الوقائع الميدانية، مثل مقتل بعض القادة الإيرانيين، ما أضعف من ثقة طهران بالتزامات واشنطن تجاه ضمان أمن المنطقة. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن المفاوضات السابقة كانت تستند جزئيًا إلى تعهدات أمريكية بحماية إسرائيل والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لكن تطورات المشهد جعلت هذه الضمانات أقل فعالية من أي وقت مضى

ترامب: سنتوصل إلى سلام قريبا بين إسرائيل وإيران
ترامب: سنتوصل إلى سلام قريبا بين إسرائيل وإيران

النهار المصرية

timeمنذ 25 دقائق

  • النهار المصرية

ترامب: سنتوصل إلى سلام قريبا بين إسرائيل وإيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إنه سيتم التوصل "قريبا" إلى سلام بين إسرائيل وإيران وذكر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشال": "إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق". وأضاف: "أيضا خلال ولايتي الأولى، كانت صربيا وكوسوفو في صراع شديد استمر لعقود، وكان هذا النزاع الطويل على وشك الانفجار إلى حرب. لقد أوقفته (بايدن أضر بآفاق المدى الطويل ببعض القرارات الغبية، لكنني سأصلح الأمر مرة أخرى)". وتابع: "وبالمثل، سيكون هناك سلام قريبا بين إسرائيل وإيران هناك العديد من المكالمات والاجتماعات تجري الآن". وأوضح: "أنا أبذل الكثير ولا أحصل على أي تقدير لكن لا بأس الشعب يفهم لنجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى". ولليوم الثالث على التوالي، شنت إسرائيل، الأحد، موجة جديدة من الغارات على أهداف عدة في العاصمة الإيرانية طهران. وعقب ذلك، ردّت إيران بإطلاق صواريخ من كل الجبهات. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية على إيران يومي الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، بينما أصيب المئات بجروح. في المقابل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجومين الإيرانيين السابقين أسفرا عن سقوط 13 قتيلا وأكثر من 207 جريحا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store