
هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
في عرض الصحف، نقرأ مقالات متنوعة، من بينها مناقشة إمكانية امتلاك بولندا وألمانيا للأسلحة النووية والآثار المحتملة لذلك، بالإضافة إلى مقال آخر يتناول قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها بعيداً عن الولايات المتحدة. وختاماً، يتطرق مقال آخر إلى تقرير يفيد بأن إسرائيل تسببت في "تدمير" جزئي للقدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة.
نقرأ مقالاً في صحيفة "التايمز" الأمريكية بعنوان "هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟"، بقلم أوليفر مودي وهيو توملينسون.
يبدأ الكاتبان في مقالهما بالإشارة إلى أن الرئيس الهولندي المنتهية ولايته، أندجي دودا، قد ناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر أسلحة نووية أمريكية على الأراضي البولندية كوسيلة لردع روسيا.
وبحسب المقال تظل بولندا من أكثر الدول الأطلسية تمسكاً بالحلف، وتعمل على "استغلال" مكانتها الطيبة لدى إدارة ترامب لضمان دعم الولايات المتحدة.
في مقالهما، يلفت الكاتبان الإنتباه إلى النتائج التي قد تنجم عن قرار بولندا استضافة الأسلحة النووية الأمريكية. يشيران إلى أن هذه الخطوة ستكون الأولى من نوعها في دول كانت جزءاً من الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة، إضافة إلى كونها أول قاعدة تُنشر في دولة عضو في حلف الناتو على حدود روسيا.
كما يشير المقال إلى أن بولندا قد تسعى لاستغلال علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل إدارة ترامب، لتعزيز مكانتها في حلف الناتو.
تعد بولندا من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي العالمية، وسوف تواجه إدانة دولية إذا اتخذت خطوات للحصول على ترسانة خاصة بها، بحسب المقال.
وفقاً لخبير في الاستراتيجية النووية، فإن بولندا ستواجه صعوبة في التخصيب إلى الدرجة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية بمفردها، دون مساعدة من دولة ذات قوة ردع ذرية مثل الولايات المتحدة أو امتلاك قطاع نووي مدني قوي مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، بحسب الصحيفة.
ويضيف الخبير الاستراتيجي بحسب المقال، أن بولندا ستواجه صعوبة في تكرار إنجاز إسرائيل في بدء برنامج أسلحة نووية تحت الرادار، لا سيما وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب المفاعلات عن كثب، بحثاً عن أي مؤشرات على احتمال إزالة مواد مشعة بشكل غير قانوني.
ويذكر المقال أن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، يفضل إبرام اتفاقية لتقاسم الأسلحة النووية مع فرنسا أو المملكة المتحدة. ومع ذلك، يثير بعض محللي الأمن في برلين شكوكاً حول فعاليتها، مما دفعهم إلى مناقشة إمكانية تطوير ألمانيا رادعاً نووياً مستقلاً.
يوضح الكاتبان أن ألمانيا أغلقت آخر ثلاثة مفاعلات نووية لها في بداية عام 2023، لكنها ما زالت تمتلك قدرات بحثية نووية قوية ومنشآت لتخصيب اليورانيوم في يوليش وغروناو. ويشير الخبراء إلى أنه يمكنها تخزين كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة رؤوس حربية خلال خمس سنوات.
في الختام، يشير المقال إلى أن الفكرة لا تحظى بتأييد كبير بين النخبة السياسية الألمانية ولا تحظى بشعبية لدى الجمهور. فقد أظهر استطلاع رأي نشرته مجلة شتيرن هذا الأسبوع أن 65% من الناخبين يعارضونها، بينما أيدها 31% فقط.
الناجون من الهجوم النووي الأمريكي على اليابان: "جحيم القنبلة يجب ألا يتكرر"
"إعادة تسليح أوروبا"
نقرأ في صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالاً للكاتب غاري داجورن، يناقش فيه إمكانية جعل أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على الولايات المتحدة.
بعد ما وصفه الكاتب بـ "هجمات وضغوط إدارة ترامب" على الديمقراطيات الأوروبية، يطرح المقال تساؤلاً حول ما إذا كانت أوروبا قادرة على ضمان استقلاليتها في الشؤون الدفاعية.
يعتبر الكاتب هذه القضية معقدة، إذ يرى أنه بعد حوالي 35 عاماً من انتهاء الحرب الباردة، تراجعت الإنفاقات العسكرية لمعظم الدول الأوروبية بشكل كبير. وبناء على ذلك، يوضح المقال أن القوات المسلحة الأوروبية لم تعد "تُعتبر مستقلة أو مستعدة للتعامل مع صراعات كبيرة".
أشار داجورن إلى أن خطة "إعادة تسليح أوروبا"، تعكس عزم القادة الأوروبيين على تعزيز استقلالهم الاستراتيجي عن واشنطن. ومع ذلك، يشير إلى أن إعادة التسليح تواجه "تحديات تمويلية وصناعية وتكنولوجية ضخمة."
يضيف الكاتب أن عملية إعادة التسلح قد تستغرق حتى 20 عاماً. مضيفاً أن "تقارب" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المواقف الروسية تشير إلى أن الوجود العسكري الأمريكي قد "لا يكون رادعاً موثوقاً" ضد نظام بوتين لفترة طويلة.
وفقاً للمقال، يُتوقع أن تحتاج ميزانية الدفاع الأوروبية بحلول نهاية فبراير 2025 إلى زيادة قدرها 250 مليار يورو سنوياً لتمكين أوروبا من ردع الجيش الروسي.
من العقبات التي يراها الكاتب أمام قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على الولايات المتحدة هي ما يسميه "عقبة الاعتماد التكنولوجي".
يرى الكاتب أن معظم الدول الأوروبية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اعتمدت على شراء المعدات الأمريكية، خاصة في قطاع الطيران. ويُشكل هذا الاعتماد مشكلة، حيث تعتمد الأسلحة الحديثة على أنظمة حاسوبية معقدة تسيطر واشنطن عليها.
ويضيف الكاتب أنه رغم مزايا الصناعة الأوروبية، إلا أنها تظل مجزأة بشكل كبير، حيث تضم العديد من الشركات الوطنية الرائدة ولكن عدداً قليلاً من التحالفات أو الشركات العملاقة، على عكس الولايات المتحدة التي استفادت من الحرب الباردة لتوحيد شركات الأسلحة من خلال عمليات الدمج والاستحواذ.
ويضيف المقال أن إعادة بناء القدرات الصناعية العسكرية الأوروبية تتطلب استقراراً في التمويل على مدار العقود القادمة.
ويختتم الكاتب مقاله بأن تعقيد المعدات الثقيلة مثل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة والغواصات النووية يزيد من تكاليف إنتاجها وصيانتها، مما يقلل من عدد الوحدات التي يمكن للجيش تحمّل تكاليف اقتنائها وصيانتها.
فشل تجربة صاروخ "ترايدنت" البريطاني يثير موجة سخرية حول العالم
"تدمير خصوبة الفلسطينيين"
وفي ختام جولة الصحف نقرأ افتتاحية صحيفة "القدس العربي الجديد"، التي سلطت الضوء على تحقيق للأمم المتحدة نُشر حول الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن التحقيق أن "إسرائيل هاجمت ودمّرت مركز الخصوبة الرئيسي في قطاع غزة، ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية الضرورية للحمل والإنجاب ورعاية المواليد"، مما أدى إلى "تدمير" جزئي للقدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة.
نقلت الصحيفة عن رئيسة اللجنة نافي بيلاي قولها إن هذه "الانتهاكات تسببت في أضرار جسدية ونفسية خطيرة للنساء والفتيات، بالإضافة إلى تداعيات طويلة الأمد على الصحة النفسية والإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين كجماعة إنسانية".
وفقاً للافتتاحية، أحد أبرز "الانتهاكات" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي هو استهداف مركز البسمة للإخصاب، مما ألحق أضراراً بنحو أربعة آلاف جنين، ودمر جميع المواد الإنجابية المخزنة للحمل مستقبلاً.
بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تواصل سعيها "لإفناء الفلسطينيين علناً"، بينما يرد الفلسطينيون على ذلك "بصمود استثنائي"، من "خلال المقاومة، وإنجاب الأطفال، والحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم" بهدف تغيير المعادلة.
بدورها رفضت إسرائيل بشدة التقرير الأممي الذي يتهمها بارتكاب إبادة جماعية واستخدام العنف الجنسي بشكل ممنهج كأداة حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
واتّهمت اللجنة بتمرير "أجندة سياسية منحازة ومحددة سلفاً، في محاولة وقحة لتجريم قوات الدفاع الإسرائيلية".
وقالت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن نتائج التقرير "منحازة، وغير موثوقة، وتفتقر إلى أي مصداقية"، حسب تعبيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 26 دقائق
- العربي الجديد
الدفعة الأولى من المهاجرين السريين تغادر الولايات المتحدة طوعاً
أعلنت السلطات الأميركية أنّ مجموعة أولى من المهاجرين السريين، الذين وافقوا على تلقّي ألف دولار "لترحيلهم طواعية" من الولايات المتّحدة غادروا، أمس الاثنين، على متن رحلة نقلتهم إلى هندوراس وكولومبيا . وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنّ الطائرة أقلعت من مدينة هيوستن بولاية تكساس، جنوبي الولايات المتحدة، وعلى متنها 64 مهاجرا. وأضافت "لقد حصل كلّ منهم على مساعدة سفر هي عبارة عن مبلغ قدره ألف دولار مع احتفاظهم بخيار العودة بشكل قانوني إلى الولايات المتّحدة يوما ما". Today, @DHSgov conducted its first Project Homecoming charter flight of 64 individuals who voluntarily chose to self-deport to their home counties of Honduras and Colombia. If you are here illegally, use the CBP Home App to take control of your departure and receive financial… — Secretary Kristi Noem (@Sec_Noem) May 19, 2025 وبحسب البيان، فإنّ الطائرة أعادت 38 مهاجرا إلى هندوراس و26 إلى كولومبيا. ونقل البيان عن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مطالبتها سائر المهاجرين السريين الذين ما زالوا في الولايات المتّحدة بالاستفادة من برنامج الترحيل المسمّى "مشروع العودة إلى الوطن". وقالت الوزيرة مخاطبة المهاجرين: "تحكّم بكيفية مغادرتك وتلقّيك دعما ماليا للعودة إلى ديارك. إذا لم تفعل ذلك، فمن المرجّح أن يتمّ تغريمك، واعتقالك، وترحيلك، وعدم السماح لك بالعودة أبدا". وأضافت "إذا كنت موجودا في هذا البلد بشكل غير قانوني، فغادر البلد من تلقاء نفسك الآن واحتفظ بفرصة العودة بشكل قانوني". وتعهّد الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين السريين، وقد بادر منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير إلى اتّخاذ خطوات عديدة لتسريع عمليات الترحيل. لجوء واغتراب التحديثات الحية خطة ترامب لترحيل المهاجرين... رحلات مجانية ومكافآت مالية ولم تمر مبادرة ترامب من دون انتقادات، إذ نقلت وسائل إعلام دولية عن منظمات حقوقية تحذيرها من أن البرنامج قد يُستخدم للضغط على طالبي اللجوء ودفعهم إلى التنازل عن حقوقهم القانونية والإنسانية، خصوصاً أولئك الفارين من مناطق النزاع والحروب والاضطهاد السياسي. ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من الإجراءات المتشددة التي تتخذها إدارة ترامب، من أبرزها توسيع صلاحيات سلطات الهجرة لاعتقال المهاجرين في الميدان من دون أوامر قضائية، والنظر في تعليق حق المثول أمام القضاء للمهاجرين السريين، وهي خطوة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط القانونية، فضلاً عن إلغاء تطبيق "CBP One" الذي كان يمكّن المهاجرين من تقديم طلبات اللجوء قانونياً، ما حرم الآلاف من هذه الآلية. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين: إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية
نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، أمس الثلاثاء، عن عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على أحدث المعلومات الاستخبارية قولهم إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات جديدة تشير إلى أنّ إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران. وقال المسؤولون إن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة صارخة مع ترامب، كما أنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر سعت الولايات المتحدة إلى تجنّبه منذ أن أججت الحرب الإسرائيلية على غزة التوترات بدءاً من عام 2023. وأضاف المسؤولون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرين إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كانت تل أبيب ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. ومن المرجح أن يعتمد القرار الإسرائيلي بشأن الضربات وكيفية تنفيذها على رأيها في المفاوضات الأميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وفقاً لما ذكرته الشبكة. ونقلت "سي أن أن" عن مصدر مطلع قوله إنّ "احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لمنشأة نووية إيرانية قد ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة"، مضيفاً أنّ فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلّص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه الأخيرة. وأكدت مصادر مطلعة أن المعلومات الاستخبارية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية، ولا سيما لمسؤولين إسرائيليين كبار، بالإضافة إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. وقال مصدران إنّ من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية. أخبار التحديثات الحية عراقجي: جولة خامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية قريباً وكان ترامب قد هدّد علناً بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته للتفاوض على اتفاق نووي جديد للحدّ من برنامج طهران النووي أو القضاء عليه. لكن ترامب وضع أيضاً حدّاً أقصى للمدة التي ستشارك فيها الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، منتصف مارس/ آذار الفائت، حدّد ترامب مهلة 60 يوماً لنجاح تلك الجهود، وقد مرّ الآن أكثر من 60 يوماً منذ تسليم تلك الرسالة، و38 يوماً منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات بين واشنطن وطهران. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقى ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، إنّ الرئيس الأميركي أبلغه بأنّ واشنطن ستمنح هذه المفاوضات أسابيع فقط للنجاح قبل اللجوء إلى الضربات العسكرية. وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخبارات كبير سابق متخصص في شؤون المنطقة، إنّ هذا الأمر وضع إسرائيل "بين المطرقة والسندان". وأضاف متحدثاً لـ"سي أن أن": "يتعرض رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لضغوط لتجنّب اتفاق أميركي إيراني لا تراه إسرائيل مُرضياً، مع الحفاظ في الوقت نفسه على عدم إغضاب ترامب، الذي سبق أن اختلف مع نتنياهو بشأن قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وتابع بانيكوف: "في نهاية المطاف، سيعتمد صنع القرار الإسرائيلي على قرارات وأفعال السياسة الأميركية، وما يتوصل إليه الرئيس ترامب من اتفاقيات مع إيران أو لا يتوصل إليها"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعداً للمخاطرة بتمزيق العلاقة مع واشنطن تماماً من خلال شنّ ضربة دون موافقة أميركية ضمنية على الأقل. "إيران في أضعف حالاتها منذ عقود" وبحسب ما ذكرته الشبكة الأميركية، فإنّ إيران تواجه "أضعف وضع عسكري لها منذ عقود، بعدما قصفت إسرائيل منشآت إنتاج الصواريخ ودفاعاتها الجوية في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، إلى جانب اقتصادها المنهك بسبب العقوبات وتدمير إسرائيل أقوى وكلائها الإقليميين". ويرى مسؤولون أميركيون أنّ إسرائيل ترى في ذلك فرصة سانحة. ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة تُكثّف جمع المعلومات الاستخبارية استعداداً للمساعدة إذا قرر القادة الإسرائيليون توجيه ضربة. لكن مصدراً مطلعاً على تفكير إدارة ترامب صرّح للشبكة بأنه من غير المرجّح أن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في تنفيذ ضربات على المواقع النووية الإيرانية في الوقت الحالي، إلا في حال حدوث استفزاز كبير من طهران. وقال مصدر مطلع إنّ إسرائيل لا تمتلك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أميركية، بما في ذلك إعادة التزود بالوقود جواً، والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي حاجة عكستها أيضاً تقارير استخبارية أميركية سابقة. من جهته، قال مصدر إسرائيلي لـ"سي أن أن" إنّ إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ عمل عسكري بمفردها إذا تفاوضت الولايات المتحدة على ما وصفه هذا المصدر بأنه "صفقة سيئة" مع إيران لا يمكن لإسرائيل قبولها. وكان خامنئي قد أشار، أمس الثلاثاء، إلى المواقف الأميركية الأخيرة بضرورة تصفير تخصيب اليورانيوم في إيران بالقول: "ليسعوا إلى تجنب الثرثرة. من الوقاحة جداً أن يقولوا لإيران لا نسمح لكم بتخصيب اليورانيوم"، معبراً عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
"يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت
أدى تفاقُم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى إعلان عدد من العواصم الغربية أخيراً عن رفضها لاستمرار تلك الأوضاع، وقد ترددت أصداء هذا الموقف الغربي في عدد من أعمدة الرأي العالمية، ونستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم بعضاً من تلك الآراء. نستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان: "أخيراً الغرب يتحدث بصوت عالٍ عن غزة- لكن لا يجب أن يتوقف الأمر عند ذلك". وقالت الصحيفة إنه "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة، وإن الوقت قد حان للحديث بصوت عالٍ"؛ على أن يكون هذا الحديث مصحوباً بنشاط دبلوماسي قوي، مع التركيز على إقناع واشنطن بخطورة وأهوال ما يقع في القطاع الفلسطيني. ورأت الإندبندنت أن الأوضاع في غزة تُعطي دافعاً أخلاقياً وإنسانياً لإدارة ترامب لكي تتخذ موقفاً، كما تعطي أيضاً دافعاً سياسياً ودبلوماسياً قد يجده الرئيس الأمريكي والدائرة المحيطة به أكثر إقناعاً- وهو أن "تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تصُبّ في مصلحة أمريكا"، بحسب الصحيفة. وأوضحت الإندبندنت أن الحرب في غزة الآن يبدو أنها تستهدف تسوية القطاع بالأرض وإجبار أهله على النزوح منه، على نحو يستحيل معه تحقُّق طموح ترامب فيما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام والاعتراف الرسمي بإسرائيل من قبل أصدقاء ترامب في دول الخليج، على حدّ تعبير الصحيفة. وقالت الإندبندنت إنه على الرغم من الصفقات المثمرة- العامة والخاصة- التي أبرمها ترامب في الخليج، فإن "المنطقة لن تنعم أبداً بالاستقرار ما لم تنتهِ الحرب في غزة". كما أن الاستثمارات الأمريكية في كل من السعودية والإمارات وقطر لن تكون آمنة، فضلاً عن أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون مستحيلا، وفقاً للصحيفة. ونبّهت الإندبندنت إلى أن الرئيس ترامب أظهر قدرة على اتخاذ موقف مستقل إزاء الحوثيين في اليمن، وعلى صعيد العلاقات مع القيادة السورية الجديدة بل وحتى على الصعيد الإيراني- وكلها مواقف لا تروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ "أما على صعيد غزة، فإن الرئيس الأمريكي لم يُحرّك ساكناً بعد"، على حدّ تعبير الصحيفة. وحذّرت الإندبندنت من أن المأساة في غزة قد تُسفر قريباً عن موجة من هجرة آلافٍ عديدة من الفلسطينيين إلى الغرب بحثاً عن حياة جديدة- فيما يُعتبر دافعاً آخر ومُبرّراً قوياً لإنهاء الحرب في غزة فوراً. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تدابير أخرى يمكن أن يتّخذها المجتمع الدولي في هذا الصدد- ومنها "الحدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة"، وهناك أيضاً، "مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية" والتي يمكن أن تُطرَح أكثر للنقاش المفتوح، في إطار حلّ الدولتين، وفقاً للإندبندنت التي أشارت كذلك إلى خيار الضغوط الاقتصادية على حكومة نتنياهو. ورأت الصحيفة أنه سيكون مفيداً في هذا الصدد، أن يكسِب الساسة البريطانيون ونظراؤهم حول العالم، الجدال مع نتنياهو بشأن الحرب في غزة- بالإشارة إلى أنه "لم ينجح في إطلاق سراح الرهائن بسرعة؛ ولم يكسر حركة حماس ولا هو أنهى تماماً تهديد الهجمات الإرهابية؛ وأنه (نتنياهو) ربما نجح في التخلّص من عدد من قيادات حماس، لكن ذلك لم يأتِ نتيجة للقصف العشوائي وإنما نتيجة لسياسة الاغتيالات". "وليقُل الساسة البريطانيون لنتنياهو إن حربه في غزة لم تتسبب فقط في كارثة إنسانية مستمرة، وإنما فشلت في تحقيق أهدافها المُعلَنة؛ كما تركت هذه الحرب الشعب الإسرائيلي أقلّ أماناً مما كان عليه قبلها- وهذا في حدّ ذاته ينبغي أن يكون أكبر تُهمة توجّه إلى نتنياهو"، وفقاً للصحيفة البريطانية. "أقلّ ما يمكن فِعلُه في سبيل تحقيق السلام" وننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي نشرت افتتاحية بعنوان "المساعدات الإنسانية تعود إلى غزة- وحماس". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أعادت تدفُّق المساعدات إلى غزة يوم الاثنين رغم إدراكها الكامل بأن الكثير من هذه المساعدات ستسرقه حركة حماس، وبأن بعض الإمدادات ستُباع مُجدداً للناس، بما يموّل المجهود الحربي لحماس ويساعدها في البقاء في حُكم القطاع". ونوّهت وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل كانت قد سهّلت دخول 25 ألف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات الإنسانية أثناء الهدنة التي انتهت في 18 مارس/آذار، وأنها كانت واثقة أن غزة لديها إمدادات تكفيها لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أشهر، لكن بعد أن "سرقت حماس المساعدات"، ظهر نقص الإمدادات بشكل واضح بعد ثلاثة أشهر فقط، وفقاً للصحيفة الأمريكية. "فماذا كان للعالم أن يفعل- هل يضغط على حماس لإعادة ما سرقته؟ أم يضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد لحماس لكي تسرقه؟ الإجابة دائما تأتي باختيار الشق الثاني من السؤال، رغم ما يعنيه ذلك من إطالة زمن الحرب"، بحسب الصحيفة. ورأت وول ستريت جورنال أنه "ينبغي أن يكون من مصلحة الجميع ألّا تصل المساعدات إلى أيادي حماس"، قائلة إن "التوقف عن تزويد الإرهابيين بالإمدادات هو أقل ما يمكن للمنظمات الحقوقية أن تفعله في سبيل تحقيق هدف السلام"، وفقاً للصحيفة الأمريكية. غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية" ونختتم جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وافتتاحية بعنوان "الحقيقة المزعجة هي أن يائير غولان مُحقّ بشأن ما أصبحت عليه إسرائيل". وقالت هآرتس إن عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية". ورأت الصحيفة أن "هذا هو التفسير الأكثر دقّة للهجوم الذي يتعرض له غولان من كل الطيف السياسي الإسرائيلي تقريباً- من أقصى اليمين إلى الوسط المعتدل، بعد أنْ أدلى بتصريحاته يوم الثلاثاء". ونقلت هآرتس بعضاً مما قاله غولان من أن "إسرائيل على الطريق لكي تصبح دولة منبوذة، على نحو ما كانت عليه جنوب أفريقيا ذات يوم، إذا هي لم تعُد وتتصرف كدولة عاقلة.. وإن الدول العاقلة لا تشنّ حرباً ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالاً رُضّع كهواية ولا تضع لنفسها أهدافاً من قبيل طرد الشعوب". وأكدت هآرتس أن الحقيقة التي انطوت عليها هذه التصريحات هي بالضبط السبب وراء الهجوم الشامل الذي تعرض له صاحبها- غولان. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي يعرف الجميع علاقته بهذه الحقيقة التي نطق بها غولان، اتّهم الأخير بالـ "تحريض ضد الجنود الإسرائيليين وضد دولة إسرائيل". كما حذّر وزير الخارجية جدعون ساعر من أن تصريحات غولان من شأنها أن "تغذّي نيران معادات السامية". أيضاً، وزير الدفاع يسرائيل كاتس وصف تصريحات غولان بأنها "افتراء دموي وضيع"، مطالباً بإقصاء صاحب هذه التصريحات من الحياة العامة. ووزير الاتصالات شلومو كرعي هو الآخر اتهم النائب يائير غولان بأنه "إرهابي"، وفق الصحيفة. ولفتت هآرتس إلى وصول هيستريا الهجوم على غولان إلى خطوط المعارضة؛ فاتهم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا غولان بالإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي. وقال زعيم حزب الوحدة الوطنية بِيني غانتس إن تصريحات غولان "تضع حرية الجنود الإسرائيليين في خطر". كما سارع زعيم حزب هناك مستقبل، يائير لابيد إلى الإعلان عن أن "القول إن الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الرُضّع كهواية هو خطأ وهديّة لأعداء إسرائيل". ونبّهت هآرتس إلى أن "الةقل التي تناضل من أجل إنهاء الحرب تخضع للاضطهاد ولتكميم الأفواه"، مشيرة إلى أن تسعة ناشطين أُلقي القبض عليهم هذا الأسبوع لأنهم تظاهروا احتجاجاً على استمرار الحرب. وطالبت الصحيفة بإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين على الفور، قائلة إن "الطريق الوحيد للدفاع عن الحق هو: الانضمام لهؤلاء الذين تجرّأوا ونطقوا به؛ والدعوة إلى إنهاء الحرب والقتل؛ وإلى إطلاق سراح الرهائن".