من أمريكا اللاتينية إلى الفاتيكان: من هو البابا فرنسيس؟ وكيف غيّر مسار الكنيسة الكاثوليكية بإصلاحات جريئة؟
EPA
أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس يوم الاثنين الموافق 21 أبريل نيسان 2025، عن عمر يناهز 88 عاماً، في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان.
فمن هو البابا فرنسيس؟
شهدت حبرية البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عدداً من القضايا غير المسبوقة خلال سعيه المتواصل من أجل إجراء إصلاحات داخل الكنيسة الكاثوليكية، والحفاظ في ذات الوقت على مكانته بين المؤمنين المحافظين.
كان البابا فرنسيس أول بابا يأتي من الأمريكتين أو من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في سابقة لم تتكرر منذ أن أُسدل الستار على عهد البابا غريغوريوس الثالث، ذو الأصول السورية، عام 741 ميلادياً.
كما كان أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية على كرسي القديس بطرس، رغم نظرة روما إلى أبناء هذه الرهبنة بعين الحذر والتوجس عبر العصور.
وفي سابقة لم تشهدها الكنيسة منذ نحو ستة قرون، تنحى البابا بنديكتوس السادس عشر، سلف البابا فرنسيس، عن حبريته طوعاً، بيد أن "حدائق الفاتيكان" ظلت ملتقى البابوين على مدار نحو 10 سنوات.
كان الكاردينال بيرغوليو، البابا فرنسيس فيما بعد، القادم من الأرجنتين، قد بلغ العقد السابع من عمره، حينما اعتلى الكرسي الرسولي في عام 2013، وسط توقعات العديد من الكاثوليك وقتها بأن الحبر الأعظم الجديد سيكون رجلاً أصغر سناً.
قدّم بيرغوليو نفسه على أنه مرشح توافقي، مستقطباً المحافظين بتمسكه بالآراء التقليدية في القضايا الجنسية من جهة، والإصلاحيين برؤيته المنفتحة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية من جهة أخرى.
كما عُلِّقَت عليه الآمال كي تُضفي خلفيته غير التقليدية روحاً جديدة على الفاتيكان، تبعث فيه الحيوية وتجدد رسالته المقدسة.
بيد أن رياح الإصلاح التي حملها البابا فرنسيس واجهت تيارات اتسمت بالمقاومة داخل أروقة الفاتيكان البيروقراطية، فيما احتفظ سلفه، الذي توفي في عام 2022، بشعبيته بين المحافظين.
"تصميم على التفرّد والاختلاف"
Getty Images
أظهر البابا فرنسيس، منذ أن تبوأ كرسي البابوية، إصراراً على انتهاج أسلوب مغاير، استهله باستقبال كرادلة الكنيسة بطريقة غير رسمية، واقفاً بين الحاضرين، متخلياً عن الجلوس على الكرسي البابوي.
وفي الثالث عشر من مارس/آذار عام 2013، ظهر البابا فرنسيس من الشرفة المطلّة على ساحة القديس بطرس، متشحاً باللون الأبيض في تواضع وبساطة، واختار اسماً جديداً هو فرنسيس، تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي، الواعظ الشهير ومحب الحيوانات في القرن الثالث عشر الميلادي.
آثر البابا فرنسيس التواضع على الفخامة ومظاهر البذخ، متخلياً عن استخدام عربات الليموزين البابوية، وحرصه على مشاركة الكرادلة في رحلاتهم بالحافلة.
رسم البابا فرنسيس درباً أخلاقياً لرعيته من مؤمني الكنيسة الكاثوليكية، التي تضم نحو 1.2 مليار مؤمن، قائلاً: "آه، كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء".
Getty Images
وُلِد خورخي ماريو بيرغوليو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 1936، وكان الابن البكر بين خمسة أبناء، فر والداه من وطنهما إيطاليا هرباً من ويلات الفاشية.
كان بيرغوليو شغوفاً برقص التانغو، كما كان مشجعاً لنادي كرة القدم المحلي، سان لورينزو.
وكادت نوبة التهاب رئوي حادة أن تودي بحياته، لولا نجاته بأعجوبة في أعقاب جراحة لاستئصال جزء من رئته، الأمر الذي جعله عرضة لمخاطر العدوى طيلة حياته.
وفي سنوات شيخوخته، عانى من آلام مزمنة في ركبته اليمنى، واعتبر هذه الآلام "إماتة للجسد".
عمل بيرغوليو في شبابه كحارس ملهى ليلي وعامل نظافة، قبل أن يُكمل دراسته لاحقاً في مجال الكيمياء.
كما عمل في أحد المصانع المحلية مع إستير باليسترينو، التي كانت ناشطة مناهضة للحكم العسكري في الأرجنتين، وتعرضت للتعذيب، وظل مصير جثتها مجهولاً.
انضم بيرغوليو إلى الرهبنة اليسوعية، ودرس الفلسفة، ثم اتجه إلى تدريس الأدب وعلم النفس، وبعد عشر سنوات من سيامته في الكهنوت، ارتقى سريعاً في سلّم الرهبنة حتى تبوأ منصب الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين عام 1973.
"اتهامات وانتقادات"
Getty Images
كان البابا فرانسيس من مشجعي فريق سان لورينزو لكرة القدم المحلي في بوينس آيرس طيلة حياته
رأى البعض أن بيرغوليو لم يبذل جهداً كافياً لمعارضة الجنرالات الذين حكموا الأرجنتين بقبضة عسكرية شديدة.
واتُهم بالتواطؤ في حادثة اختطاف عسكري لاثنين من القساوسة إبان ما يعرف باسم "الحرب القذرة" في الأرجنتين، وهي فترة امتدت من عام 1976 إلى 1983، شهدت تعرض آلاف الأشخاص للتعذيب أو القتل أو الاختفاء القسري.
ورغم أن القسّين تعرّضا للتعذيب، إلا أنهما وُجدا لاحقاً على قيد الحياة، ولكن في حالة إعياء شديدة، تحت تأثير تخدير، ونصف عاريين.
كما وُجّهت لبيرغوليو اتهامات بالتقاعس عن إبلاغ السلطات بأن الكنيسة كانت تشجع عمل القسّين في الأحياء الفقيرة، الأمر الذي كان سيعني تركهما تحت رحمة فرق الموت، إن صحت تلك المعلومات، بيد أنه نفى الاتهامات بشكل قاطع، مشدداً على أنه بذل جهوداً سرّية لإنقاذهما.
وعندما سُئل عن سبب صمته، قيل إنه أجاب وقتها بأن الأمر كان بالغ الصعوبة، والحقيقة أنه، في عمر السادسة والثلاثين، وجد نفسه وسط فوضى كانت ستُمتحن فيها حكمة أشد القادة خبرة، لكنه لم يتوان عن مساعدة الكثيرين ممن سعوا إلى الفرار خارج البلاد.
لم يكن بيرغوليو على وفاق دائم مع زملائه اليسوعيين، الذين رأى بعضهم أنه لم يُبد اهتماما كافيا بـ "لاهوت التحرير"، وهو تيار فكري يجمع بين الفكر المسيحي وعلم الاجتماع الماركسي الرامي إلى مقاومة الظلم. أما هو، فقد فضّل اتباع نهج أكثر هدوءاً يستند إلى الدعم الرعوي.
"البابا المتواضع"
Getty Images
منح البابا يوحنا بولس الثاني خورخي ماريو بيرغوليو رتبة رئيس أساقفة بوينس آيرس في عام 1998
رُسم بيرغوليو في رتبة أسقف معاون لمدينة بوينس آيرس عام 1992، ثم تولّى رتبة رئيس الأساقفة.
ومنحه البابا يوحنا بولس الثاني رتبة كاردينال في عام 2001، وتولى مهام في الإدارة الكنسية، المعروفة باسم "الكوريا الرومانية".
حرص بيرغوليو على ترسيخ صورة الرجل المتواضع، مبتعداً عن مظاهر البذخ التي تصاحب المناصب الكنسية الرفيعة، وكان يختار السفر في الدرجة الاقتصادية غالباً، وفضّل ارتداء ثوب الكهنوت الأسود، بدلا من الألوان القرمزية والأرجوانية التي ترمز إلى رتبته داخل الكنيسة.
دأب البابا فرنسيس في عظاته على الدفاع بشدة عن العدالة الاجتماعية، منتقداً الحكومات التي تتقاعس عن الاهتمام بالفئات الأشد فقراً في المجتمع.
وقال يوما ما: "نعيش في أكثر مناطق العالم تفاوتاً، شهدنا أعظم معدلات النمو، لكننا لم نحقق سوى أدنى حد من تقليص البؤس".
سعى البابا فرنسيس، بوصفه الحبر الأعظم بجديّة، إلى معالجة الانقسام الذي استمر ألف عام بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وفي اعتراف بهذه الجهود، شهد بطريرك القسطنطينية، لأول مرة منذ الانقسام الكبير عام 1054، مراسم تنصيب أسقف روما الجديد.
Reuters
جمع البابا فرنسيس الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز (يسار) ونظيره الفلسطيني محمود عباس من في صلاة من أجل السلام عام 2014
كما تعاون البابا مع طوائف الأنجليكان واللوثريين والميثوديين، ونجح في إقناع رئيسي إسرائيل وفلسطين بالمشاركة معه في صلاة من أجل إحلال السلام.
وشدد البابا فرنسيس في عظة ألقاها، في أعقاب هجمات كان نفذها مسلحون مسلمون، على أنه ليس من الإنصاف وصم الإسلام بالعنف، وأضاف: "إن كنت سأتحدث عن العنف الإسلامي، فلابد أن أتحدث أيضاً عن العنف الكاثوليكي".
وعلى الصعيد السياسي، أظهر دعمه لمطالبة الحكومة الأرجنتينية بجزر فوكلاند، وقال في مناسبة دينية: "نأتي اليوم لنرفع صلواتنا من أجل الذين سقطوا، أبناء الوطن الذين خرجوا دفاعاً عن أرضهم، والمطالبة بما هو حق لهم".
وبحكم كونه متحدّثاً باللغة الإسبانية، ومن أصول أمريكية لاتينية، نهض البابا بدور جوهري في وساطة دبلوماسية عندما بدأت الحكومة الأمريكية خطواتها نحو تحقيق تقارب تاريخي مع كوبا، وهو دور دبلوماسي بارز من الصعب تخيّل بابا أوروبي يؤدي مثله.
"التقليدي المحافظ"
Reuters
البابا فرنسيس يلتقي الرئيس السابق لكوبا فيدل كاسترو خلال زيارته إلى هافانا في عام 2015
كان البابا فرنسيس متمسكاً بالتقاليد الكاثوليكية في كثير من تعاليم الكنيسة.
ووفقاً للمونسنيور أوزفالدو موستو، الذي زامله في المعهد الديني، كان البابا "صارماً جدا، مثل البابا يوحنا بولس الثاني، فيما يخص قضايا القتل الرحيم، وعقوبة الإعدام، والإجهاض، وحق الحياة، وحقوق الإنسان، والكهنوت المتبتل".
وأكد البابا فرنسيس أن الكنيسة يجب أن ترحب بالجميع، بغض النظر عن ميولهم الجنسية، لكنه شدد على أن تبني الأزواج المثليين للأطفال يعد شكلاً من أشكال التمييز.
وفيما أبدى البابا بعض المرونة بكلمات طيبة تؤيد شكلا من أشكال الاتحادات المدنية للأزواج المثليين، رفض في ذات الوقت تسمية ذلك بـ "الزواج"، معتبراً أنه "محاولة للنيل من مخطط الله".
وعقب توليه الكرسي الرسولي في عام 2013، شارك في مسيرة مناهضة للإجهاض في روما، مشدداً على ضرورة حماية حق الأجنّة في الحياة "منذ بداية الحمل".
كما ناشد أطباء النساء والتوليد بالاحتكام إلى ضمائرهم، ووجّه رسالة إلى إيرلندا، التي كانت تجري وقتها استفتاءً بشأن هذه القضية، طالبا من شعبهاً الحفاظ على حقوق الضعفاء.
ورفض بشكل قاطع فكرة سيامة النساء، مشدداً على أن البابا يوحنا بولس الثاني حسم الأمر نهائياً.
وعلى الرغم من أنه أبدى بعض الانفتاح على فكرة استخدام وسائل منع الحمل للوقاية من الأمراض، إلا أنه أيد تعاليم البابا بولس السادس، الذي حذّر من أن هذه الوسائل قد تسهم في اختزال دور المرأة إلى مجرد أداة لمتعة الرجل.
وفي عام 2015، قال البابا فرنسيس أمام حشد في الفلبين إن استخدام وسائل منع الحمل يعدّ "تدميراً للأسرة من خلال حرمانها من الأبناء"، ولم يكن مجرد عدم انجاب الأطفال هو ما اعتبره مضراً، بل تعمّد عدم الإنجاب.
"التصدي لقضية الاعتداء على الأطفال"
Getty Images
البابا فرنسيس يرتدي سترة صفراء للوقاية من الأمطار الغزيرة، ويلوح لحشود في مانيلا خلال زيارة إلى الفلبين
واجه البابا فرنسيس خلال حبريته تحدياً صعباً من جهتين: من الذين تعالت أصواتهم تتهمه بعدم التصدي بحزم لقضية الاعتداء على الأطفال، ومن رفض المحافظين الذين رأوا في طريقته تمييعاً للإيمان، كما كانت مسألة منح المطلقين المتزوجين مجدداً الحق في تناول القربان المقدس من بين أكثر القرارات إثارة للجدل.
ودأب المحافظون على استغلال قضية الاعتداءات على الأطفال أداة في حملتهم الطويلة.
وفي أغسطس/آب عام 2018، أصدر رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو، السفير الرسولي السابق لدى الولايات المتحدة، إعلاناً مكوّناً من 11 صفحة، تحدّث فيه عن مجموعة التحذيرات التي وُجهت للفاتيكان بخصوص سلوك الكاردينال السابق، توماس مكاريك.
كان مكاريك قد اتُهم بالاعتداء المتكرر على البالغين والقُصّر، وقال رئيس الأساقفة فيغانو إن البابا عيّنه "مستشاراً موثوقاً به" على الرغم من معرفته بفساده الكبير، وأضاف فيغانو أن الحل الأمثل في نظره هو تنحي البابا فرنسيس.
وادعى رئيس الأساقفة أن "هذه الشبكات المثلية تعمل في الخفاء، وتمارس الخداع بقوة أذرع الأخطبوط، وهي بصدد خنق الكنيسة برمتها".
وهدد الخلاف الناجم عن ذلك بإغراق الكنيسة في أزمة كبرى، وفي فبراير/شباط 2019، جرى تجريد مكاريك من الرتبة الكهنوتية عقب تحقيق أجرته سلطات الفاتيكان.
Getty Images
البابا فرنسيس أثناء لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عام 2023
وخلال تفشي جائحة كوفيد، ألغى البابا فرنسيس لقاءاته الدورية في ساحة القديس بطرس حفاظاً على الصحة العامة، وتفادياً لانتشار الفيروس، في خطوة تعكس نموذجاً بارزا للقيادة الأخلاقية، شدد على أن الحصول على اللقاح يشكل واجباً عالمياً.
وفي عام 2022، أصبح أول بابا منذ ما يزيد على قرن يترأس مراسم جنازة سلفه، وذلك عقب وفاة البابا بنديكت السادس عشر عن عمر ناهز 95 عاماً.
في تلك الفترة المرحلة، بدأت مشكلاته الصحية تتفاقم، مما استدعى خضوعه عدة مرات للعلاج في المستشفى، وعلى الرغم من ذلك، ظل البابا فرنسيس عازماً على مواصلة مساعيه لترسيخ السلام العالمي وتعزيز الحوار بين الأديان.
وفي عام 2023، زار البابا فرنسيس جنوب السودان، وناشد القادة من أجل إنهاء الصراع.
كما دعا إلى إنهاء "الحرب العبثية والشرسة" في أوكرانيا، بيد أن تصريحاته أثارت خيبة أمل الأوكرانيين، إذ بدت وكأنها تتبنى السرديّة الروسية التي تزعم أن الغزو كان رد فعل على استفزازات سابقة.
وبعد عام، بدأ رحلة طموحة شملت أربع دول وقارتين، كان من بينها محطات في إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وسنغافورة.
Getty Images
البابا فرنسيس يلتقط صورة مع مجسّم لحمامة السلام خلال زيارته للمكسيك
اعتلى خورخي ماريو بيرغوليو كرسي البابوية عازماً على إحداث تغيير داخل الكنيسة.
وقد يرى البعض أن الكنيسة كانت بحاجة إلى بابا أكثر تحرراً، فيما يردد المعارضون ما اعتبروه تراخياً في تصديه لقضايا الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة.
إلا أنه، بلا شك، أحدث تغييراً ملموساً.
عيّن البابا فرنسيس ما يربو على 140 كاردينالاً من دول غير أوروبية، وسوف يترك لمن يخلفه كنيسة تتمتع برؤية عالمية أوسع بكثير مما كانت عليه عندما تولى مهامه.
ولإعطاء مثال على ذلك، كان البابا فرنسيس يجنح إلى البساطة، ولم يسكن في القصر الرسولي بالفاتيكان، الذي يضم كنيسة سيستين، بل فضّل الإقامة في المبنى الحديث (الذي بناه البابا يوحنا بولس الثاني كدار للضيافة).
كان البابا فرنسيس يؤمن بأن السعي وراء مظاهر البذخ ضرب من الغرور، وقال ذات مرة: "أنظر إلى الطاووس، يبدو جميلاً من الأمام، لكن إذا نظرت إليه من الخلف، ستدرك الحقيقة".
سعى البابا إلى إحداث تغيير في المؤسسة ذاتها، من خلال تعزيز مهمة الكنيسة التاريخية عبر تجاوز النزاعات الداخلية، والتركيز على الفقراء، وإعادة الكنيسة إلى الشعب.
وعقب اختياره بابا الفاتيكان، قال: "علينا أن نحذر من مرض روحي يصيب الكنيسة عندما تنغلق على ذاتها".
وأضاف: "لو كان عليّ أن أختار بين كنيسة جريحة تخرج إلى العالم، وكنيسة مريضة منغلقة على ذاتها، لاخترت الأولى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد بأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الأفعال المشينة" لحكومة نتنياهو في غزة
EPA فلسطينيون نازحون يغادرون مدينة غزة مع أمتعتهم عقب أمر إخلاء أصدره الجيش الإسرائيلي من شمال قطاع غزة، في 19 مايو/أيار 2025. أعلن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في بيان مشترك الاثنين، معارضتهم "بشدة لتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، معتبرين أن إعلان إسرائيل "عن سماحها بدخول كمية أساسية من الغذاء إلى غزة غير كافٍ إطلاقاً". وطالب قادة الدول الثلاثة أيضاً بإفراج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف البيان الأوروبي بأنه بمثابة "مكافأة للهجوم الإرهابي" الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، معتبراً أن الدعوات لوقف الحرب وإقامة دولة فلسطينية تؤدي إلى "مزيد من الفظائع". وأشار نتنياهو إلى أن الحرب ستنتهي بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع السلاح من عزة وإبعاد حماس عن القطاع. وتدرس محكمة العدل الدولية "ما إذا كانت هناك إبادة جماعية تحدث في غزة". وكانت دولة وكان نتنياهو، قد أعلن اعتزام إسرائيل السيطرة على قطاع غزة بأكمله. وقال في شريط مصوّر إن "القتال شديد ونحن نحقق تقدماً. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع... لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له". ويأتي هذا الإعلان في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته العسكرية البرية على غزة وتزايد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في القطاع، الذي دخلته الاثنين شاحنات محمّلة بالمساعدات للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين. Bloomberg via Getty Images غارة جوية إسرائيلية على مجمع المستشفى الأوروبي في غزة - 13 مايو/أيار 2025 وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 91 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع منذ فجر الاثنين. وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن قواته "استهدفت أكثر من 160هدفاً خلال الساعات الأخيرة". وأصدر الجيش أمراً بالإخلاء "الفوري" لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين. والثلاثاء أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 44 فلسطينياً بينهم أطفال، في غارات جوية شنتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة. ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم الجهاز محمود بصل قوله: "نقلت طواقم الدفاع المدني 44 شهيداً على الأقل غالبيتهم من الأطفال والنساء، وعشرات الجرحى جراء مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل فجر اليوم (الثلاثاء) في مناطق عديدة في قطاع غزة". وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني نقلت "15 شهيداً من عائلة نصار، وعدداً من المصابين غالبيتهم من الأطفال إثر قصف طائرات حربية لمحطة راضي للوقود غرب مخيّم النصيرات" في وسط قطاع غزة. وأشار إلى نقل "12 شهيداً" وعدد من المصابين جراء استهداف من الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة أبو سمرة في دير البلح وسط قطاع غزة. كما أفاد بسقوط "8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين" نقلوا إلى المستشفى المعمداني، في استهداف لمدرسة "موسى بن نصير" التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة (شمال)، متحدثاً عن إصابة "الغرف الصفّية المزدحمة بالنازحين مباشرة". وفي مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، قتل تسعة أشخاص بينهم "عدد من الأطفال" جراء غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة المقيد في المخيّم، وفقاً للمتحدث باسم الدفاع المدني. ونوّه بصل "لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف الإسرائيلي المتكرر في شمال قطاع غزة، وفي خان يونس ورفح" بجنوب القطاع. Reuters تصاعدٌ لدخانٍ في شمال غزة ناجم عن انفجار إثر عمليات عسكرية إسرائيلية. الحوثيون: ميناء حيفا ضمن بنك الأهداف من جانبها أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي اليمنية، "فرض حظر بحري على ميناء حيفا"، بحسب بيان صدر عنهم مساء الاثنين. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع في بيان مصور نشر عبر حسابه على منصة تلغرام: إن "القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله، وبالاعتماد عليه قررت بعون الله تنفيذ توجيهات القيادة ببدء العمل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا. وعليه، تنوه إلى كافة الشركات التي لديها سفن متواجدة في هذا الميناء أو متجهة إليه، بأن الميناء المذكور صار منذ ساعة هذا الإعلان، ضمن بنك الأهداف، وعليها أخذ ما ورد في هذا البيان وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار". واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك على مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، وأعلنوا أن ذلك بهدف "التضامن مع الفلسطينيين في غزة"، على الرغم من موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأمريكية، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. وتشير رويترز إلى اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقتها الجماعة على إسرائيل، في حين نفّذت إسرائيل ضربات رداً على ذلك، بما في ذلك ضربة في 6 مايو/أيار ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في صنعاء وأسفرت عن مقتل عدة أشخاص. "قطرة في محيط" أعلنت إسرائيل دخول "خَمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محمّلة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك طعام الأطفال، إلى قطاع غزة عبر (معبر) كرم أبو سالم"، وأشارت إلى أنها ستسمح "لعشرات من شاحنات المساعدات" بالدخول "في الأيام المقبلة". من جهته وصف منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر دخول شاحنات المساعدات بأنه "قطرة في محيط" الاحتياجات في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يعاني من الجوع. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن "المساعدات لم تسلَّم" في غزة لأن "الليل قد حل" وبسبب "ظروف أمنية". وكان نتنياهو أشار الى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر "لأسباب دبلوماسية"، مع السماح بدخول كميات محدودة من الغذاء ابتداء من يوم الاثنين. وندّدت كلير نيكوليه من منظمة أطباء بلا حدود بما سمّتها عملية "ذرّ الرماد في العيون" وقالت "إنها طريقة للقول نعم نحن نسمح بدخول الأغذية، لكنها خطوة شبه رمزية". وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يوجد "مليونا شخص يتضورون جوعاً". وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تسجيل تقدم يُذكر للتوصل لاتفاق. وقال مكتب نتنياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح. ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين واستئناف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة في 18 آذار/مارس، فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق. وقال مصدر في حماس إن الحركة مستعدة "لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين دفعة واحدة بشرط التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى "للإفراج عن أسراها على دفعتين أو دفعة واحدة مقابل هدنة مؤقتة"، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. ويُصر نتنياهو على عدم إنهاء الحرب دون "القضاء بشكل كامل على حماس" التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع.


الوسط
منذ 12 ساعات
- الوسط
اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد "بريكست"
Reuters استضافت لندن، الإثنين، قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ناقش خلالها القادة مواضيع عدة شملت الدفاع، والتجارة، وحقوق صيد الأسماك. وتُعد القمة الأولى التي تجمع القادة الأوروبيين والبريطانين منذ "بريكست"، أي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قبل خمس سنوات. وخلال القمة، أبرمت كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي "شراكة استراتيجية جديدة" لتعزيز العلاقات، ولا سيما في مجال الدفاع. ووقع الجانبان اتفاق "الشراكة الأمنية والدفاعية"، وعلى بيان مشترك بشأن التضامن الأوروبي، ووثيقة تفاهم بشأن قضايا تشمل التجارة والصيد وتنقل الشباب. وفي افتتاح القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن الاتفاق بين الطرفين "منصف ويمثل بداية عصر جديد في علاقتنا"، مضيفاً: "نحن نتفق على شراكة استراتيجية جديدة تناسب متطلبات زمننا". وأكد خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن الاتفاق "جيد للطرفين". وأشار ستارمر إلى أن المملكة المتحدة ستجني "فوائد حقيقية وملموسة" في مجالات، مثل "الأمن، والهجرة غير النظامية، وأسعار الطاقة، والمنتجات الزراعية والغذائية، والتجارة"، بالإضافة إلى "خفض الفواتير، وتوفير فرص العمل، وحماية الحدود". من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن هذا اليوم يمثّل "طيّاً لصفحة وافتتاحاً لفصل جديد"، مؤكدة أهمية هذا الاتفاق، في ظل "تصاعد التوترات الجيوسياسية". وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الاتفاق أُنجز بعد مفاوضات جرت في وقت سابق ليلاً، وتم خلالها تجاوز الخلافات في قضايا رئيسية. وجاءت هذه التطورات بعد مفاوضات استمرت لأشهر، واتفق الجانبان على رفع القيود المفروضة على الصادرات البريطانية إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، في مقابل تمديد بريطانيا حقوق الصيد للاتحاد الأوروبي في مياهها الإقليمية لمدة 12 عاماً إضافياً. ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات منتظمة أكثر، مع احتمال مشاركة بريطانيا في بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاعي بقيمة 167 مليار دولار اتفقت دول الاتحاد على إنشائه، لكن العديد من التفاصيل المتعلقة بالشراكة الدفاعية ستُترك لتُنجز لاحقاً. ومن شأن الاتفاق كذلك "أن يؤدي إلى تنفيذ الغالبية العظمى من عمليات نقل الحيوانات ومنتجاتها والنباتات ومنتجاتها بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى الشهادات أو إجراءات الرقابة المعمول بها حاليا". كما اتفق المفاوضون على صياغة عامة تؤجل التفاوض إلى وقت لاحق فيما يتعلق بمسألة تنقل الشباب، إذ تخشى لندن أن يُؤدي أي برنامج لتنقل الشباب إلى عودة حرية التنقل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ورفض ستارمر العودة إلى حرية الحركة الكاملة، لكنه منفتح على برنامج تنقل يتيح لبعض الشباب البريطانيين والأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، التنقل من أجل الدراسة والعمل في المملكة المتحدة وبالعكس. وأشارت رئاسة الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت)، في بيان إلى أن هذا الاتفاق سيضيف "ما يقرب من 12 مليار دولار إلى الاقتصاد البريطاني بحلول عام 2040". اتفاق "استسلام" للاتحاد الأوروبي EPA وكان كير ستارمر قد تعهد بعد فوز حزبه في انتخابات يوليو/تموز 2024، بإعادة رسم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة منه، لكن ستارمر رسم عدة خطوط حمراء قال إنه لن يتجاوزها. وانتقدت زعيمة حزب المحافظين المعارض، كيمي بادنوك، الاتفاق، قائلة إنه يمثل "استسلاماً" للاتحاد الأوروبي، وإن بروكسل "تملي مجدداً الدروس على بريطانيا". فيما قال زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني، نايجل فاراج، إن الاتفاق يمثل "نهاية قطاع صيد الأسماك في بريطانيا"، وإنه "باع قطاع صيد الأسماك باسم تعزيز الشراكة مع اتحاد يتضاءل باستمرار"، على حدّ وصفه. كما انتقد نائب زعيم الحزب، ريتشارد تايس، الاتفاق، قائلاً إن "ستارمر يستسلم"، و"يبيع قطاع الصيد"، وأضاف أن حزب "إصلاح المملكة المتحدة" سيُلغى هذا الاتفاق "عندما يفوز في الانتخابات العامة". وصرّحت وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافيرمان، بأن الحكومة "خذلت مجتمع الصيادين لدينا". وتفاعلت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية مع الاتفاق، إذ كتبت صحيفة "سبانش إكسبانسيون" الإسبانية: "على جانبي القنال الإنجليزي، هناك إجماع بشأن صحة طيّ صفحة الطلاق الذي بدأ بالاستفتاء الكارثي". ورحّبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية بالاتفاق، لكنها حذّرت من أنه سيكون بمثابة "اختبار للواقع" بالنسبة لأولئك الذين تاقوا إلى "عصر ما قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". ووصفت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية الاتفاق بأنه "إعادة ضبط مصغرة"، لكنها أشارت إلى "الخطوط الحمراء" للمملكة المتحدة فيما يتعلق بالسوق الموحدة وحرية التنقل، قائلة إن أي تغيير سيكون "تجميلياً" وليس جوهرياً.


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
"شبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق"، هل يُشبه الشرع كاسترو؟
Reuters رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع تعرض جولة الصُحف الأحد، قضايا تقارب الولايات المتحدة مع الإدارة الانتقالية في سوريا، وسعي أوروبا لتشكيل محكمة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك مدى جدوى إجراء الأفراد العاديين أبحاثاً عن أمور علمية وطبية. في صحيفة "جيروزاليم بوست" كتب ستيفن فلاتو مقالاً بعنوان "محادثات ترامب مع سوريا تعكس احتضان الولايات المتحدة لفيدل كاسترو عام 1959". يُقارن فلاتو بين التقارب الأمريكي مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بالتقارب مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في نهاية خمسينيات القرن الماضي. يتحدث الكاتب عن قبول الولايات المتحدة لـ"وجه جديد يَعِد بالاستقرار والإصلاح بعد سنوات من الفوضى وإراقة الدماء"، في سوريا، لكنه يستدرك بقوله "التاريخ يُحذّرنا من هذه السذاجة المُتفائلة". ويتطرق الكاتب لخلفية الشرع وانتمائه السابق لجماعات إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وقتاله في العراق وسوريا. يعود الكاتب إلى استقبال الولايات المتحدة فيدل كاسترو بتفاؤلٍ كبير، ويرى أنه كان "خطأ مكلفاً للغاية". ويدعو الكاتب إلى عدم نسيان "الدروس القاسية" من تحوّل كوبا إلى "خصمٍ في الحرب الباردة"، بينما تُعيد سوريا تشكيل نظامها السياسي. ويستذكر الكاتب اعتبار الولايات المتحدة لكاسترو مُصلحاً يمتلك الكاريزما "سيعيد الكرامة والعدالة للشعب الكوبي". ويشير إلى تحول كاسترو في غضون عام من توليه السلطة، و"تعزيز سلطته وإسكات المعارضة والتحالف مع الاتحاد السوفياتي"، و"الحكم الاستبدادي الذي حل محل الوعود بالحكم الديمقراطي"، وفق الكاتب. يعود الكاتب للحالة السورية والأزمة التي مزّقت البلاد، لتُفرز قيادة جديدة يتزعمها أحمد الشرع الذي يُقدّم نظامه الجديد كقوة تحديثية، مُبتعداً عن "وحشية حكم بشار الأسد"، وفق توصيف الكاتب. ويعتقد فلاتو أن "الحكومات الثورية لا تولد بقيم ديمقراطية، بل غالباً ما تكتسبها أو تتخلى عنها استجابةً للحوافز والضغوط". يتحدث فلاتو عن "استجابة سعودية أمريكية لمغازلة الشرع للشرعية العالمية"، وتقديم رواية عن الإصلاح والاستقرار لجذب الدعم الغربي. ويحذر فلاتو من تقديم الاعتراف أو المساعدة على عجل، خشية "المخاطرة بإضفاء الشرعية على نظام قد يتحول إلى قمعي أو متطرف أو معادٍ للولايات المتحدة بمجرد وصوله إلى السلطة". ويشير فلاتو إلى "المخاطر الجيوسياسية الكبيرة" المحيطة بإسرائيل، مضيفاً "إذا قرر الشرع، كما فعل كاسترو، التحالف مع خصوم الولايات المتحدة، فقد نواجه خصماً راسخاً آخر في ذلك الجوار الصعب". ويطالب فلاتو الولايات المتحدة بتجنب تكرار التاريخ وضرورة ارتكاز سياسة واشنطن على الشك، بدلاً من العاطفة. "يجب أن يكون أي انخراط دبلوماسي مشروطاً، تدريجياً، ومرتبطاً بإجراءات قابلة للتحقق: تقاسم حقيقي للسلطة، وحماية حقوق الأقليات، ونزع سلاح الميليشيات، والابتعاد التام عن الجهات الأجنبية الخبيثة"، بحسب فلاتو. "لا يمكننا أن نتحمل تكرار نفس الخطأ في سوريا… يجب أن ننظر إلى الماضي لنسترشد بالمستقبل، فشبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق. دعونا لا نرحب بذئب آخر في ثوب الإصلاح"، يختم الكاتب. هل سيُحاكم بوتين؟ EPA الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "الغارديان" البريطانية يعلق الكاتب سيمون تيسدال على التأييد الأوروبي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب "جريمة العدوان على أوكرانيا". ويتساءل الكاتب في العنوان: "هل سنرى طغاة مثل بوتين في المحكمة يومًا ما؟ هذا مستبعد - وهذا خطأ الغرب أيضاً". يخلص الكاتب في مقاله إلى عدم وجود أمل يُذكر في إنشاء محكمة جديدة للجرائم ضد أوكرانيا، بسبب "انتهاك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى القانون الدولي باستمرار". ويرى أنّ فكرة المحكمة مغرية وجذابة لكن لا أساس لها من الصحة. "يتهرب بوتين من محادثات السلام ويتهرب من مسؤولية الحرب التي بدأها ويختبئ وراء تقليد عفا عليه الزمن يقضي بتمتع رؤساء الدول بالحصانة القانونية"، وفق تيسدال. ويرى أنّ روسيا ستتجاهل المحكمة الجديدة، تماماً كما تتجاهل أوامر الاعتقال الصادرة بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية. يقول الكاتب إن "هذه الحالة الخارجة عن القانون لا تُطاق. فلماذا يُتغاضى عنها؟". ويشير إلى عوامل تُساعد بوتين على "التهرب من العدالة"، أحدها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودول قوية كالولايات المتحدة، يرفضون أيضاً الاختصاص القضائي الدولي، خوفاً من أن يُقيدهم أو يُوقعهم في شركه. "نتنياهو هو أيضاً مُتهم آخر من المحكمة الدولية، لم يندم على اتهاماته، وهو مثل بوتين، لا يزال طليقاً"، وفق الكاتب. ولا يستبعد أن تصبح محكمة أوكرانيا ستاراً للفشل الجماعي في وقف حربٍ غير شرعية. ويؤكد تيسدال على أن القانون الدولي - بما يتضمنه من قواعد ومعاهدات واتفاقيات ومعايير أقرتها الأمم المتحدة - هو حجر الأساس للنظام العالمي لما بعد عام 1945، كما يكتسب أهمية متزايدة مع ازدياد الاضطرابات في العالم. لكنه يقول أيضاً: "يبدو أنّ مبادئه ومؤسساته في كل مكان، تُطعن وتُنتهك وتُقوّض من قِبل السياسيين والحكومات الذين من واجبهم دعمه". وبالرغم من نجاح محاكم في محاكمة جرائم الحرب، مثل محاكمات نورمبرغ لقادة النازيين، وفي يوغوسلافيا السابقة ورواندا، لكنها "عملية معقدة ومكلفة وبطيئة في العادة". ويتحدث عن معاناة المحاكم من "تصدع الدعم بين الدول المؤثرة التي تقودها شخصيات استبدادية ومعادية للديمقراطية". ويشير الكاتب إلى دعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة، وحديثه عن تدهور القانون الإنساني الدولي في غزة. ويرى أن مجلس الأمن الدولي الوصي على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف التي تُنظّم "قوانين الحرب"، يعاني من انقسام مزمن حول هذه القضية وغيرها من القضايا العالمية الرئيسية. ويعتقد أن عدم فعاليته يُفاقم أزمة إنفاذ القانون الدولي. "تُعدّ قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قضيةً رائدة، لكن قد يستغرق حلها سنوات، إن حُسمت أصلاً"، بحسب الكاتب. ويستشهد الكاتب بتقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم بعض الحكومات بأنها "تُقوّض بنشاط" السعي لتحقيق العدالة الدولية. ويتحدث تيسدال عن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحكمة الجنايات وفرض عقوبات على مسؤوليها. "يتزايد تحدي القانون الدولي شراسةً مع تزايد المطالبات باحترامه. نادرًا ما يلتزم الطغاة والأنظمة الاستبدادية بالقواعد. ومع ذلك، فإن الدول الديمقراطية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، والتي يُفترض أن تكون قدوة غالباً ما تفعل العكس"، يقول الكاتب. ويضرب الكاتب مثالاً في جدال المملكة المتحدة في المحكمة بأن تزويد إسرائيل بمكونات للطائرات المقاتلة المستخدمة في غزة أمرٌ مقبول، لأنه كما تزعم، لا دليل على حدوث إبادة جماعية هناك. "تتجاهل هذه المغالطة… التزام بريطانيا القانوني الواضح، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بمنع الإبادة الجماعية، وليس الانتظار حتى وقوعها بالفعل"، بحسب الكاتب. "ابحث بنفسك" Reuters وفي صحيفة "تورونتو ستار" الكندية، يُناقش الكاتب جون سيملي جدوى دعوة الأفراد لإجراء بحوث في قضايا علمية. ففي مقال "عندما يعني (ابحث بنفسك) البحث في غوغل، فما الفائدة؟ إليك المعنى الحقيقي"، ينطلق سيملي في نقاشه من دعوة وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور لإجراء البحث. هذه العبارة كررها أحد أشد المتشائمين بشأن اللقاحات، وزير الصحة في عهد دونالد ترامب، روبرت كينيدي خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخراً وسط انتشار للحصبة، والشكوك المستمرة بشأن اللقاحات، وفق سيملي. يقول كينيدي (وهو ليس طبيباً) لأحد الحضور: "نحن نعيش في ديمقراطية، وجزء من مسؤولية الوالدين هو إجراء البحث بأنفسهم". يتحدث سيملي عن مدى صعوبة وصول شخص عادي، لا يملك وصولاً مؤسسياً إلى المجلات الطبية، إلى الدراسات العلمية الجادة، ناهيك عن فهمها، مضيفاً: "لا أحد يتوقع منطقياً أن يتعمق الشخص العادي في هذا المجال". ويرى الكاتب أن عبارة "ابحث بنفسك" تعني ببساطة، "ابحث عنه في غوغل". "إذا بحثتَ عنه في غوغل، ستجد جميع أنواع النظريات العلمية الزائفة والمُخالفة للواقع"، يقول الكاتب. ويرى أن بعض العقول لديها انجذاب لتلك النظريات الزائفة لمجرد استبعادها من الخطاب العلمي السائد. ويعتقد الكاتب أن لدى كينيدي "جهل متعمد" بكيفية تفاعل معظم الناس مع العلوم. ويقول إن زعزعة الثقة العامة بالمؤسسات السياسية والمدنية، قد يكون الهدف النهائي لكينيدي والعديد من الأشخاص الآخرين الذين وُظفوا بدافع الولاء في الدائرة المقربة من ترامب. ويشير إلى أن الولايات المتحدة شهدت في عهد روبرت كينيدي تفشٍ كبير لمرض الحصبة. يضيف الكاتب: "يبدو أنه يُبلي بلاءً حسناً. ليس في تحسين صحة أي شخص، بل في زرع انعدام الثقة الواسع النطاق بالمسؤولين والمؤسسات والديمقراطية نفسها".