
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يبحث في كابل تعزيز التضامن الإسلامي ومواجهة التطرف
وخلال لقائه بمعالي وزير الخارجية في قصر رئاسة الوزراء، بحث الجانبان عددًا من الموضوعات المتعلقة بالتضامن الإسلامي، وسبل تعزيز الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام التي تؤكد عليها نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. كما تمت مناقشة أهمية 'وثيقة مكة المكرمة' و'وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية' في ترسيخ مبادئ التعايش والوحدة بين الشعوب الإسلامية.
وسلط اللقاء الضوء على الجهود العلمية والشرعية التي يقودها المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة، بصفته مرجعًا فقهيًا عالميًا يضم كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها، إلى جانب الدور الحيوي في مواجهة بعض الممارسات والعادات المخالفة للشريعة في المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الوعي بالحكمة والموعظة الحسنة.
وفي قصر 'شهار شنار'، التقى معاليه بمعالي وزير الداخلية الأفغاني، حيث ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الأمنية والجهود الحكومية المبذولة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والتصدي لأفكارها المتطرفة. وأكد الجانبان أهمية وحدة الصف الإسلامي وخطورة الانقسام على تضامن المسلمين وصورة الإسلام عالميًا.
وثمّن الدكتور العيسى الجهود التي تبذلها حكومة أفغانستان في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة التطرف، مؤكدًا دعم رابطة العالم الإسلامي لكل مبادرة تخدم وحدة الأمة الإسلامية وتعزز أمنها الفكري والمجتمعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 4 ساعات
- رواتب السعودية
رابطة العالم الإسلامي تهنئ المملكة بالنجاح الكبير لـ«مؤتمر حل الدولتين».. وتشيد بالوثيقة الختامية
نشر في: 31 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي أشادت رابطة العالم الإسلامي، باعتزاز كبير، بالوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري الذي رعته وراسته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك. وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، هنأ الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى المملكة العربية السعودية، وعموم الأمتين العربية والإسلامية والدول المحبة للعدالة والسلام، بالنجاح الكبير لهذا المؤتمر التاريخي، الذي مثل محطة مفصلية في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وسجل من ضمن منجزاته الاستثنائية إعلانات تاريخية متوالية من عدد من الدول الوازنة عن عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف فضيلته: ..لقد تمكنت قيادة المملكة في هذا الملف الذي يتطلب جهوداً وإمكانات استثنائية من تعزيز مكانة العمل الأممي الجماعي، وتوليد تفاعل دولي كبير نحو حل الدولتين، وجددت الأمل في التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وقدمت من خلال الوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر .. خارطة طريق واضحة لعملية متكاملة محددة بإطار زمني لإحلال السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة، على أساس حل الدولتين، وبما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في العيش بكرامة على أرضه… وجدد د. العيسى التأكيد على تثمين الرابطة، وشعوب العالمين العربي والإسلامي للموقف الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما الحراك الدؤوب والمحوري الذي اضطلعت به بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أطلقته المملكة، وكذا رئاستها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، وصولا إلى رعايتها ورئاستها لهذا المؤتمر الدولي التاريخي، بحضور دولي رفيع المستوى وغير مسبوق. بيان من ..رابطة_العالم_الإسلامي: رابطة العالم الإسلامي (@MWLOrg) July 31, 2025 المصدر: عاجل


صحيفة عاجل
منذ 4 ساعات
- صحيفة عاجل
رابطة العالم الإسلامي تهنئ المملكة بالنجاح الكبير لـ«مؤتمر حل الدولتين».. وتشيد بالوثيقة الختامية
أشادت رابطة العالم الإسلامي، باعتزاز كبير، بالوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري الذي رعته وراسته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك. وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، هنأ الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى المملكة العربية السعودية، وعموم الأمتين العربية والإسلامية والدول المحبة للعدالة والسلام، بالنجاح الكبير لهذا المؤتمر التاريخي، الذي مثل محطة مفصلية في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وسجل من ضمن منجزاته الاستثنائية إعلانات تاريخية متوالية من عدد من الدول الوازنة عن عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف فضيلته: "لقد تمكنت قيادة المملكة في هذا الملف الذي يتطلب جهوداً وإمكانات استثنائية من تعزيز مكانة العمل الأممي الجماعي، وتوليد تفاعل دولي كبير نحو حل الدولتين، وجددت الأمل في التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وقدمت من خلال الوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر - خارطة طريق واضحة لعملية متكاملة محددة بإطار زمني لإحلال السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة، على أساس حل الدولتين، وبما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في العيش بكرامة على أرضه". وجدد د. العيسى التأكيد على تثمين الرابطة، وشعوب العالمين العربي والإسلامي للموقف الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما الحراك الدؤوب والمحوري الذي اضطلعت به بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أطلقته المملكة، وكذا رئاستها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، وصولا إلى رعايتها ورئاستها لهذا المؤتمر الدولي التاريخي، بحضور دولي رفيع المستوى وغير مسبوق. بيان من #رابطة_العالم_الإسلامي: — رابطة العالم الإسلامي (@MWLOrg) July 31, 2025


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
اللاسامية والإسلاموفوبيا... ظاهرتان لفعل واحد
تصاعد الإسلاموفوبيا، مواجهة معاداة السامية، تحرير الإسلاموفوبيا من قيود حرية التعبير، تجريد مقيمين من حق الإقامة بتهمة معاداة السامية، تقييد الإسلاموفوبيا بقواعد تراعي مشاعر المسلمين، تحديد مفاهيم جديدة مرتبطة بمعاداة السامية، توضيح ما خفي من أحكام الإسلام يسلط الضوء على أسباب الإسلاموفوبيا، تسليط الضوء على عوامل تغذي معاداة السامية، جلسات رسمية لوضع تعريف جديد للإسلاموفوبيا، قادة دول غربية يجتمعون لوضع سياسات موحدة لمواجهة معاداة السامية، ومنظومتا الكراهية مستمرتان في السير عكس بعضهما بعضاً على وقع السياسة وفي خلفية من الصراعات والحروب وبعضها يوصف بالإبادة. الحرب الضروس الدائرة داخل غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتمدداتها يميناً ويساراً، وتحول الصراع من شعب يواجه احتلالاً منذ عام 1948 إلى مواجهة محملة وملغمة ومتخمة، وإن لم تكن منطوقة، بالمكونات العقائدية والاحتقانات الدينية فتح حرباً من نوع آخر تدور رحاها في دول غربية عدة، هي حرب الإسلاموفوبيا وتعريفها، ومعاداة السامية وتحديدها. خلال فبراير (شباط) الماضي، فاجأت بريطانيا العالم بقرار رسمي بتشكيل مجموعة عمل لتعريف مصطلح "كراهية المسلمين" أو الإسلاموفوبيا. وجاء في نص القرار أنه يهدف إلى مواجهة التمييز وجرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين في بريطانيا، وكذلك تعزيز السياسات الحكومية التي تعمل على مواجهة "الزيادة المقلقة لجرائم الإسلاموفوبيا في المجتمع البريطاني". المهمة الرئيسة للمجموعة هي تقديم المشورة للحكومة حول أفضل سبل فهم وقياس مظاهر التمييز ضد المسلمين. وعلى رغم أن الحديث عن جرائم وحوادث الإسلاموفوبيا في بريطانيا وغيرها من الدول ليس مفاجئاً أو وليد الأمس، فإن منظمات عدة أبرزها "تيل ماما" رصدت زيادة غير مسبوقة في حوادث الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا خلال عام 2024. المنظمة، التي دشنت خلال عام 2012 لرصد وتلقي بلاغات وقياس الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في بريطانيا وتوقف تمويلها أخيراً، أرجعت هذه الزيادة إلى تداعيات حرب غزة، إضافة إلى عدد من حوادث العنف في بريطانيا خلال العام نفسه. يشار إلى أن "ماما" اختصار لـ"قياس الاعتداءات الموجهة ضد المسلمين". وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذه المنظمة صممت على غرار منظمة شبيهة تقدم الدعم وتتلقى البلاغات وطلبات المساعدة بغرض تقديم الدعم من ضحايا حوادث معاداة السامية في بريطانيا. ما هي معاداة السامية؟ وعلى رغم أن الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية لم يصبحا توأماً ملتصقاً إلا في أعقاب حرب إسرائيل داخل غزة، وامتداداتها في المنطقة، فإن كليهما ليس حديثاً. "الجرائم" أو "الحوادث" التي تدرج تحت بند "معاداة السامية" تبدو أقدم من الإسلاموفوبيا. تؤرخ موسوعة "بريتانيكا" لـ"معاداة السامية" وتشير إلى أنها العداء أو التمييز ضد اليهود كجماعة دينية أو عرقية. أول من صاغ المسمى "معاداة السامية" خلال عام 1879 هو السياسي والصحافي الألماني ويلهلم مار (1819-1904). ويلقبه مؤرخون بـ"أبو معاداة السامية" حيناً و"المحرض" حيناً. واستخدم مار المسمى للإشارة إلى الحملات المعادية اليهود التي كانت تشن ضدهم في أوروبا الوسطي آنذاك. وتشير "بريتانيكا" إلى أن استمرار معاداة السامية خلال القرن الـ21، والارتفاع الملحوظ في الحوادث المعادية لليهود خلال العقود الأولى من القرن كان مدعاة لإعادة النظر في تعريف الظاهرة والمسمى، وذلك ليتضمن المفاهيم والصور الجديدة لـ"معاداة السامية". "التحالف الدولي لإيحاء ذكرى الهولوكوست" وضع تعريفاً عملياً لـ"اللاسامية" (مسمى آخر لمعاداة السامية) خلال عام 2016، وتبنته دول عدة بينها الولايات المتحدة الأميركية. "اللاسامية هي تصور معين لليهود قد يتمثل في كراهيتهم، علماً أن المظاهر اللفظية والمادية للاسمية يجري توجيهها إلى أفراد من اليهود أو غير اليهود أو ممتلكاتهم، وكذلك إلى المؤسسات المجتمعية والمنشآت الدينية اليهودية". وذكر التحالف عدداً من الأمثلة ومنها مظاهر استهداف دولة إسرائيل باعتبارها مجموعة يهودية، وإن كان انتقاد إسرائيل على غرار ما يجري توجيهه من انتقاد لأية دولة أخرى لا يمكن اعتباره لا سامية. ويوضح أن اللاسامية كثيراً ما تتهم اليهود بالتآمر على إيذاء الإنسانية، أو إنهم السبب في تردي الأحوال. ويُعبر عن ذلك باتهامات كلامية وكتابية عبر وسائل مرئية أو ممارسات، مع الارتكان إلى آراء نمطية "شريرة" وأوصاف سلبية للشخصية اليهودية. وبحسب تعريف التحالف، تتمثل "اللاسامية" أيضاً في الدعوة إلى أو مساندة أو تبرير قتل اليهود باسم الأيديولوجيا الراديكالية أو النظرة المتطرفة للدين. وأشار إلى "أسطورة تآمر اليهودية العالمية للسيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد والحكومات وغيرها من المؤسسات الاجتماعية، بناءً على يهوديتهم أو نفوذهم كجماعة". وتشمل أفعال اللاسامية كذلك إنكار حقيقة وقوع الإبادة الجماعية لليهود، أو إنكار شموليتها وآلياتها مثل غرف الغاز، وكذلك اتهام اليهود كشعب أو إسرائيل كدولة باختراع الهولوكوست أو بالمبالغة في أبعاده. ويعد إنكار حق الشعب اليهودي في تقرير المصير عبر الادعاء بأن وجود دولة إسرائيل مجرد اجتهاد عنصري أو ما شابه "لا سامية"، أو تطبيق معايير مزدوجة عبر مطالبة إسرائيل بتصرفات غير متوقعة من أية دولة ديمقراطية أخرى، كذلك مساواة السياسة الإسرائيلية المعاصرة بالسياسة النازية. عقود طويلة وكتاب ومؤرخون ومحللون ومعلقون يكتبون عن الصور القديمة والجديدة لمعاداة السامية، وهي شأنها شأن صور أخرى من الرهاب أو تصويب العداء أو الكراهية تتغير بمرور الوقت، وتتأثر بالمجريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعلى رغم ذلك، تحتفظ "معاداة السامية" لنفسها بمكانة وجذور مختلفة عن "معاداة الإسلام والمسلمين" أو الإسلاموفوبيا. ويمكن القول إن "معاداة السامية" كفعل خضع للرصد والقياس والتقييم والتجريم ضارب في التأريخ أكثر من الإسلاموفوبيا. جانب كبير من المؤرخين في الغرب يعد ويجمع على أن معاداة السامية هي إحدى أقدم صور الكراهية الجماعية التي تعود جذورها إلى قرون مضت. وعلى رغم أن المسمى ظهر خلال القرن الـ19، فإن الكراهية الموجهة ضدهم في صورة كراهية دينية أو عرقية أو سياسية ظهرت قبلها بكثير، بحسب ما يؤكدون، وذلك على العكس من الإسلاموفوبيا الذي يبدو حديثاً من حيث التوصيف، لكنه قديم من منطلق التوقيت. متى ظهر مصطلح الإسلاموفوبيا؟ تعرف "بريتانيكا" الإسلاموفوبيا بأنها الخوف والكراهية والتمييز ضد معتنقي الإسلام. وظهر مصطلح الإسلاموفوبيا في الأدب الفرنسي أوائل القرن الـ20، للدلالة على المشاعر والسياسات المعادية للمسلمين. ويمكن القول إن الانتشار الواسع لاستخدام المصطلح، لا سيما في الغرب حدث في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001. وما حدث هو زيادة، وليس ظهوراً غير مسبوق لحوادث أو مشاعر تعكس كراهية أو رهاباً تجاه المسلمين، وفي تسليط الضوء على المصطلح. وتشير "بريتاينكا" في تعريفها إلى أن المواقف السلبية تجاه الإسلام والمسلمين تسبق المصطلح، وإنها ظهرت منذ ظهور الإسلام نفسه. وخلال وقت أقبلت ونجحت واستمرت واستدامت فيه المجتمعات الغربية في تحديد المقصود بـ"معاداة السامية" إلى حد كبير، وتخليص المصطلح من المعاني والإسقاطات العنصرية، وتوضيح أن اليهود ليسوا عرقاً محدداً (تعريف العنصرية)، ما زال تعريف المجتمعات المسلمة أو المسلمين يكتنفه غموض والتباس وتداخل وتشابك وتعميم وتخصيص، مما يجعل من تعريف معاداة المسلمين أو كراهية الإسلام أو الإسلاموفوبيا أمراً بالغ التعقيد. بعض في مجتمعات غربية عدة يعد المجتمعات الإسلامية وما ومن فيها حضارة أو ثقافة واحدة متجانسة، وأن هذه الحضارة أو الثقافة الواحدة معادية بالضرورة للحضارات الأخرى، لا سيما الغربية. وخلال الوقت نفسه، يتعامل كثر مع "الشرق الأوسط" و"الإسلام" و"جماعات الإسلام السياسي" بدرجاتها باعتبارها شيئاً واحداً، إضافة إلى النظر إلى سكان المنطقة باعتبارهم كتلة مسلمة واحدة. وأحياناً، يفسر بعض مشاعر العداء أو الخوف أو العنصرية تجاه العرب، حتى لو كانوا مسيحيين مثلاً، بأنه إسلاموفوبيا. في أعقاب حرب إسرائيل في غزة، تصاعدت معدلات الحوادث والأحداث المصنفة "معادية للسامية" وتعكس الإسلاموفوبيا. ويمكن القول إنها المرة الأولى في التاريخ الحديث الذي تشهد فيه الكتلتان اليهودية والمسلمة تصاعداً متزامناً لحوادث الكراهية. بعد نحو شهر من عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما أعقبها من حرب القطاع، أشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" -منظمة إسلامية للحقوق المدنية- إلى تلقيها عدداً غير مسبوق من طلبات المساعدة من مسلمين في أميركا تعرضوا لحوادث كراهية واعتداء. ووصفت عدد البلاغات بـ"غير المسبوق"، وفسرته في ضوء الإسلاموفوبيا ومعاداة "العرب" (لا المسلمين). وأشارت "كير" إلى أن عام 2023 (حتى نوفمبر فقط) شهد زيادة في بلاغات الكراهية ضد عرب بنسبة 216 في المئة (معظمها في أيام ما بعد بدء حرب القطاع)، مقارنة بنسبة بلاغات عام 2022. الزيادة "غير المسبوقة" نفسها شهدتها دول غربية عدة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والنرويج وغيرها، بحسب تقارير واردة من منظمات مدنية حقوقية وإسلامية. هذه الأجواء، وتلك الحوادث والأحداث المصنفة "إسلاموفوبيا" أعادت إلى الأذهان أجواء شبيهة اندلعت في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، إذ تفجرت حوادث الكراهية الموجهة ضد "المسلمين" داخل دول غربية عدة عقبها. واللافت أن بعض الضحايا لم يكونوا مسلمين، وكان بينهم مسيحيون وسيخ وهندوس ومسيحيون ولا دينيين، ولكن "يشبهون العرب". من عايشوا هذه الأجواء استحضروها في أعقاب اندلاع حرب القطاع، وكأنها إعادة لسيناريو 2001، لكن بموديل عام 2025 المتأثر بالأوضاع السياسية والجيوسياسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وأضيف مكون جديد، ألا وهو زيادة حوادث "معاداة السامية". خلال الأيام والأسابيع التالية لاندلاع حرب القطاع، أعلنت منظمات وجمعيات يهودية عدة وكذلك تقارير إعلامية عن "مستويات قياسية في حوادث معاداة السامية"، وأجمعت على أن هذه الزيادة مرتبطة بصورة مباشرة بـ"أحداث العنف في إسرائيل وغزة". حرب غزة و"الإسلاموفوبيا" و"معاداة السامية" المؤكد أن حرب القطاع المستمرة للعام الثاني على التوالي والممتدة آثارها داخل منطقة الشرق الأوسط، والملقية بظلالها وآثارها على العالم كله، نقلت مصطلحي الإسلاموفوبيا و"معاداة السامية" من دفاتر الشرطة والبحوث الأكاديمية وأوراق المنظمات الحقوقية، وحتى من بعض النصوص القانونية إلى العلن العالمي. ما معاداة السامية حقاً؟ وما معاداة الإسلام؟ وما كراهية اليهود؟ وما كراهية المسلمين؟ وهل معاداة السامية هي معاداة اليهودية والصهيونية؟ وهل معاداة الإسلام هي نفسها معاداة العرب؟ وهل رفض أو معارضة الصهيونية أو انتقاد سياسات إسرائيل تساوي معاداة السامية؟ وهل رفض أو معارضة فكر الجماعات الجهادية والإسلام السياسي تساوي معاداة الإسلام والمسلمين؟ في مقال رأي نشرته شبكة "أي بي سي" الأسترالية، كتب أستاذ مشارك الإسلام والمجتمع في جامعة غريفيث الأسترالية آديس دودريا تحت عنوان "إذا أردنا وقف موجة الكراهية، فنحن في حاجة إلى تعريفات قوية لكراهية الإسلام ومعاداة السامية" (فبراير 2025)، أن "مصطلحي الإسلاموفوبيا و"معاداة السامية" أصبحا أكثر شيوعاً في الخطاب العام، إلا أن معانيهما لا تزال محل خلاف كبير، وغالباً يساء فهمها. هذا الغموض يعوق ويلحق الضرر بالجهود المبذولة لمعالجة الأضرار الحقيقية التي تلحقها هذه الظواهر بالأفراد والمجتمعات"، مضيفاً أن التعريفات الدقيقة لكل من الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية ليست مجرد تمارين أكاديمية، بل أدوات أساس لتحديد التحيز والتمييز ضد المسلمين واليهود، ومواجهتهما، والقضاء عليهما. ويطرح دودريا رؤيته لمفهوم الإسلاموفوبيا من منطلق خبرته، معتبراً الطرح مفيداً أيضاً لمفهوم معاداة السامية، نظراً إلى وجود عدد من أوجه التشابه. ويستند على تعريف مختصر هو أن "الإسلاموفوبيا نظرة أو رؤية للعالم تنطوي على خوف وكراهية غير مبررة للمسلمين، مما يؤدي إلى ممارسات الإقصاء والتمييز". الإسلاموفوبيا إذاً بحسب دودريا ليست مجرد مسألة تحيز شخصي أو حوادث معزولة، بل قضية منهجية ذات عواقب ملموسة. والتحدي الرئيس يكمن في تحديد هدف التحيز، هل هو موجه ضد الإسلام كدين؟ أم ضد المسلمين كأفراد؟ أم كليهما؟ ويقول إن هذا التمييز مهم لأنه يظهر طبيعة التحيز، فعندما يركز على التعاليم الإسلامية يكون موجهاً للأفكار، أما عندما يركز على المسلمين كأشخاص فإنه ينتقل إلى مجال التمييز والإقصاء. ويضيف أن تمييز الإسلاموفوبيا عن صور التمييز الأخرى مثل العنصرية وكراهية الأجانب تعقد المسألة أكثر. ويرى دودريا أنه يمكن اعتبار الإسلاموفوبيا صورة من صور العنصرية، إذ تعد العوامل البيولوجية والثقافية عوامل مؤثرة. ويشبه ذلك بما جرى خلال الهولوكوست وكذلك الإبادة الجماعية في سربرينيتشا، إذ لم يكن الامتناع عن الممارسات الدينية كافياً لإنقاذ الأفراد الذين استهدفوا على أساس هويتهم الدينية، بل كانت هوية المجتمع نفسه هي المستهدفة. ويخلص دودريا إلى أن تعريف الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، ووضع معايير دقيقة وشاملة لـ"النقد المشروع" خطوات أساس لمكافحة التحيز والتمييز ضد المسلمين واليهود على حد سواء. في سياق "الكراهية" نفسه ومحاولات البحث في الأسباب والوصول إلى طرق وأدوات، كتب المتخصص في مجال القانون بجامعة هارفرد نوح فلدمان مقالاً عنوانه "معاداة السامية الجديدة" نشر ضمن مجلة "تايم" (فبراير 2025) حاول فيه شرح معالم وأمارات صعود وتنامي نوع جديد من معاداة السامية، أنه بالنسبة إلى 15 مليون يهودي في العالم، تولد قدرة معاداة السامية على الاستمرار والبقاء قدراً هائلاً من الخوف والألم والحزن والإحباط والصدمات النفسية المتوارثة عبر الأجيال، التي تعود إلى المحرقة (الهولوكوست) وما بعدها. ويضيف أن "تبين أن الشعور السطحي بالأمان الذي يشعر به كثير من اليهود يومياً في العالم المعاصر ضئيل للغاية، وأن كل يهودي يعرف ما يكفي من قصص عائلاته مما يجعله يدرك أن لحظات الأمان تاريخياً غالباً تكون عابرة، تليها اضطهادات متجددة". ويشير فلدمان وهو مؤلف كتب عدة بينها "أن تكون يهودياً اليوم: دليل جديد إلى الله، إسرائيل والشعب اليهودي" أن معاداة السامية ليست أمراً بالغ الأهمية والخطورة لليهود فحسب، بل لكثر من غير اليهود. ويقول "يدرك كل من يؤمن بأن جميع البشر متساوون في كل مكان أن وجود معاداة السامية في أي مجتمع غالباً يكون نذيراً لكراهية غريزية وغير عقلانية أخرى، من العنصرية إلى رهاب المثلية الجنسية إلى رهاب الإسلام. وعلى رغم أن فلدمان يرى أن إسرائيل كدولة لا تخوض حرب غزة بهدف تدمير الشعب الفلسطيني، وأن أهداف الحرب المعلنة هي محاسبة "حماس" واستعادة مواطنيها المحتجزين، واصفاً إياها بـ"الأهداف المشروعة"، ومضيفاً أن "الوسائل التي تستخدمها إسرائيل تخضع لانتقادات مشروعة لقتلها عدداً كبيراً من المدنيين كأضرار جانبية لا بد منها، فإنه جرى شن الحملة العسكرية الإسرائيلية وفقاً لتفسير إسرائيل قوانين الحرب الدولية، وأنه لا توجد إجابة واحدة قاطعة في القانون الدولي عن سؤال مدى الضرر الجانبي الذي يجعل الضربة غير متناسبة مع هدفها العسكري الملموس"، إلا أنه في النهاية يرى أن تكرار ومعاودة ظهور معاداة السامية لا يعني أنها أمر حتمي، أو أنه لا يمكن الحد منها، "مثلها مثل كل صور الكراهية غير العقلانية، وأن أفضل طريقة هي مراجعة الدوافع، وأفكار الناس عن السلطة والظلم والمعتقدات". نظرة من جهة اليمين تشي بأن الإسلاموفوبيا و"معاداة السامية" تقفان على جبهة واحدة اسمها "صور الكراهية غير العقلانية". ونظرة من جهة اليسار تشير إلى أن كلتي الصورتين تصطدم وتشتبك وتعد إحداهما الأخرى مسؤولة عن الظلم الواقع عليها، وهذه الأخيرة تتضح تماماً في آثار حرب القطاع. لماذا يواجه تعريف المصطلحين حساسية مفرطة؟ حساسية مفرطة وخوف بالغ وتحسس مفرط وقلق رهيب يحيط بكل محاولات التطرق إلى إعادة تعريف أو تحديث المقصود بالمصطلحين، في ضوء التغيرات الكثيرة المتسارعة الناجمة عن حرب القطاع. فريق يرى أن طرح مفهوم الإسلاموفوبيا للنقاش العام سينتج منه شن بعضٍ حملات ترويع تحت راية "إهانة أو ازدراء الدين"، وذلك لمنع غير المسلمين أو حتى المسلمين أنفسهم من النقد الذاتي أو توجيه انتقادات خاصة بتفسيرات أو مظاهر أو أفكار دينية. فريق آخر يعد مفهوم "معاداة السامية" شارحاً لنفسه ولا يحتاج إلى مزيد من الشرح، ولا يصح ولا ينبغي الاقتراب منه. وفريق ثالث يرى تشبيه "معاداة السامية" بـ"إسلاموفوبيا" أو "رهاب الإسلام والمسلمين" غير مقبول، لأن ما تعرض له اليهود من اضطهاد ومحارق وظلم على مر التاريخ لا يقارن بما يتعرض له آخرون. ورابع يلمح إلى نبرات مبالغة في تعريف معاداة السامية إضافة إلى شبح تحيز في حماية اليهودي واليهودية على حساب المسلم والإسلام. وخامس يرى أن حرب القطاع وردود الفعل المنعكسة في صورة حوادث معاداة سامية خير برهان على استمرار تعرض اليهود للظلم والاضطهاد، حتى وهم يدافعون عن أنفسهم. وسادس يرى أن حرب القطاع وردود الفعل المنعكسة في صورة حوادث إسلاموفوبيا خير دليل على كراهية الإسلام ومحاربة المسلمين واضطهادهم والتمييز ضدهم، والفرق تتكاثر وتتناثر. مؤسسة "رانيمد" البحثية التي تهتم بالمساواة العرقية والحقوق المدنية في بريطانيا، وجدت بناءً على تقرير مفصل صادر خلال عام 2024 تحت عنوان "خلق أزمة: الهجرة، العنصرية، والانتخابات العامة 2024" أن معاداة السامية وكراهية الإسلام وجهان لعملة واحدة، وينبثقان من الجذر نفسه، وأن كليهما صورة من صور العنصرية التي تسعى إلى تقسيم المجتمعات، وأن كلاً منهما يستفيد من تحريض مجتمعه على المجتمع الآخر، وتصويره باعتباره معتدياً على الآخر. وترى المؤسسة أن النخب السياسية والإعلامية "ليست متفرجة بريئة على هذا التصعيد العنصري، بل أطراف فاعلة في تهيئة الظروف التي تتفاقم فيها الكراهية والانقسام"، مطالبة الحكومة والمعارضة في بريطانيا الاستجابة الفعلية والسريعة لمواجهة الوضع المتصاعد، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة. ووصفت هذا المطلب، وقف إطلاق النار، بأنه المطلب الذي يلقى قدراً أوفر من الدعم بين المجتمعات الملونة، محذرة من أن التقاعس من جهة الحكومة البريطانية من شأنه أن يعزز تصاعد الكراهية والعنف العنصري على الجانبين. مقترح نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر بتشكيل لجنة لإعادة تعريف الإسلاموفوبيا قبل أشهر قليلة قوبل بعاصفة بعضها غاضب بحدة، وبعض الآخر مثنياً بشدة. احتدم النقاش حول مدى أهمية أو ضرورة أو مناسبة توقيت اعتماد تعريف محدد لأفعال وأقوال الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعريفه قانونياً واجتماعياً. ضمن المتخوفين من هذه الخطوة، ما يسمى "اتحاد حرية التعبير" في بريطانيا، الذي حذر من أن مثل هذه الخطوة ستقر تعريفاً مثيراً للجدل حول كراهية الإسلام، وسيعتمده حزب "العمال" لاحقاً، وأن التعريف الذي يصنف كراهية الإسلام كنوع من العنصرية تعرض لانتقادات، لأنه فضفاض للغاية ومن شأنه أن يهدد حرية التعبير، وسيعمل بمثابة قانون أمر واقع لمعاقبة "الكفر"، وسيخنق النقد المشروع للإسلام كدين. يشار إلى أن مؤسس "اتحاد حرية التعبير" هو الكاتب توبي يونغ، وهو كذلك أحد الأعضاء المؤسسين لـ"الأصدقاء البريطانيين لإسرائيل"، التي "تدعم إسرائيل في محنتها الحالية"، وتتضامن مع اليهود البريطانيين وتدين جميع صور معاداة السامية، سواء في بريطانيا أو داخل أي مكان آخر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعودة إلى اللجنة المكلفة وضع تعريف للإسلاموفوبيا التي تلقى انتقادات وتتسبب في مشاحنات، ربما تفوق الإسلاموفوبيا نفسها. فبين اتهام لها بأنها "سرية"، وتهديد مبطن بأنه في حال الخروج بتعريف "غير مقبول" للإسلاموفوبيا، فإن حزب "العمال" سيخسر كثيراً من ناخبيه، وتلويح مستمر بخطر توسع التعريف على حرية التعبير والنقد، أعلن "مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف" قبل أيام أنه يتابع مستجدات الجهود التي تبذلها بريطانيا للقضاء على ظاهرة الكراهية والإسلاموفوبيا المنتشرة في بريطانيا، التي زادت خلال الآونة الأخيرة بحسب ما يظهر ويبلغ عنه". وكان المرصد أشاد بإعلان وزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي تشكيل مجموعة عمل للوصول إلى تعريف عملي للكراهية ضد المسلمين، لكن أشار كذلك إلى أنه من خلال متابعته لمستجدات عمل المجموعة، اطلع على ما جرى نشره على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية بعد حال الجدل في شأن الحريات. ويرى المرصد أن هذا قد يعني أن التعريف المقترح سيتوافق وما يراه بعض حقاً في حرية التعبير والرأي، والذي قد يتضمن الحق في انتقاد الأديان أو التعبير عن بغضها، أو الإساءة إليها، أو لمعتقدات وممارسات أتباعها. وأشار المرصد إلى أنه بمتابعة المستجدات عمل مجموعة العمل البريطانية، وجد أن من بين الاختصاصات التي نصت عليها مجموعة العمل وأكدتها الحكومة ما نصه "إن أي تعريف مقترح يجب أن يتوافق مع حق المواطنين البريطانيين الثابت في حرية التعبير والرأي، الذي يتضمن الحق في انتقاد الأديان أو التعبير عن بغضها أو الإساءة إليها أو لمعتقدات وممارسات أتباعها". ومضى المرصد في بيانه ليؤكد أن أي تعريف جديد للإسلاموفوبيا يجب أن يوازن بين حماية المجتمعات المسلمة وكرامتها، والحفاظ على مشاعرها، واحترام معتقداتها وممارساتها الدينية، وبين الحريات التي تكفلها الدساتير والقوانين مثل حرية الاعتقاد وحرية الرأي والتعبير، وحرية التجمع للجميع مسلمين وغير مسلمين. وأشار إلى أن "أي تجاوز في حرية الرأي والتعبير ليصل إلى حدود التطاول والإساءة للأديان وأتباعها ومعتقداتهم وممارساتهم، ليس حرية تعبير ورأي، بل تجاوز وفساد وطغيان وبغي على حقوق الآخرين، والخط بينهما دقيق والحد بينهما رقيق"، محذراً من أن أي تعريف يقترح في ضوء هذا الاختصاص الذي لا يوازن بين الأمرين سيفتح الباب إلى مزيد من جرائم الكراهية والعنف في المجتمعات، "فنكون بذلك قد نكأنا جرحاً بدلاً من تضميده". تضميد جراح ضحايا الكراهية وتطبيق مبدأ "الوقاية خير من العلاج" في ما يتعلق برهاب الأديان، وفي هذا الشأن الإسلام والمسلمين، امتد في أعقاب حرب غزة ليصل إلى الأمم المتحدة. خلال يونيو (حزيران) الماضي قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بمكافحة الإسلاموفوبيا أنخيل موراتينوس إن من أبرز أولوياته في منصبه الجديد وضع خطة للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، وذلك بهدف "كبح جماح تصاعد الكراهية ضد الإسلام والمسلمين"، مشيراً إلى أن الخطة تعتمد على التعليم لتبديد سوء الفهم حول الإسلام "الذي لم يفهم حق الفهم في المجتمعات الغربية". وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قراراً خلال عام 2024 بتعيين مبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا. يشار إلى أن المنصب الجديد وفكرة بذل جهود أممية لمواجهة الإسلاموفوبيا قوبلت بترحيب كبير من جهة، وانتقاد حاد من جهة أخرى. الترحيب مفهومة أسبابه ودوافعها، أما الانتقادات فتراوحت ما بين وصف الإسلاموفوبيا بالخيال الذي لا وجود له على أرض الواقع، والشعور "المبرر" بسبب ارتباط يظنه بعض بين العنف والإرهاب من جهة والإسلام والمسلمين من جهة أخرى، إضافة إلى انتقادات يوجهها بعض للمسلمين الأوروبيين أو المقيمين في مجتمعات غربية، متهمين إياهم بالفشل أو التقصير أو الإهمال أو عدم الاهتمام بنشر ما يعنيه الإسلام حقاً. وتحتفي الأمم المتحدة بـ"اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام" خلال الـ15 من مارس (آذار) كل عام، مفضلة تسمية "الكراهية ضد المسلمين" بدلاً من الإسلاموفوبيا، خشية أن يؤدي المصطلح الأخير إلى إدانة جميع الانتقادات الموجهة للإسلام، مما يؤدي إلى "خنق حرية التعبير"، وذلك بناءً على أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يحمي الأفراد لا الأديان. وكما هو متوقع تماماً، فإن فئة ليست قليلة من المسلمين تستنكر "هذه الخشية"، إذ حرية التعبير تقف عند حد انتقاد الدين، بالنسبة إليها. أما يوم الـ27 من يناير (كانون الثاني) فهو اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست. وفي كل عام، تجدد المنظمة الأممية التزامها بمكافحة معاداة السامية والعنصرية وسائر صور التعصب التي تثير أعمال العنف ضد جماعات معينة. ويظل مصطلحا الإسلاموفوبيا و"معاداة السامية" توأماً ملتصقاً، يجد بعض فيهما حيناً تطابقاً باستثناء خانة المعتقد، ويجد آخرون تضاداً يصل إلى درجة التناقض والتناحر وتغذية الكراهية ضد الآخر. وإذا كانت حرب إسرائيل في غزة لم تفجر المصطلحين، فإنها فجرت ما خلفهما من مشاعر وضبابية تعريف واحتقانات وتبادل اتهامات تناطح جهود التعريف، وبيانات التنديد، وحوادث الكراهية نفسها.