
«بينالي الشارقة».. الحياة في لحظة فن
الشارقة: علاء الدين محمود
صنع بينالي الشارقة تراكماً إبداعياً وجمالياً وفكرياً، وقدم أطروحات نحو عالم أفضل تسوده قيم الخير والحب والجمال بدلاً عن الصراع والتنافس، حيث يجتمع الفنانون من كل مكان في العالم لخوض تجربة تأمل عميق في ظواهر العصر الراهن وما تحمل من سلبيات عديدة تهدد حياة البشرية، وهو لا يكتفي بهذه الحالة التأملية، بل أصبح منصة عمل مستمر ودؤوب، ومن أجل ذلك ظل البينالي في كل دورة يقدم شعاراً أو ثيمة تصبح موضوع العمل بالنسبة للفنانين الذين يصنعون الحياة مما عزز مركز البينالي الذي بات أكبر المنصات الجمالية ليس على مستوى المنطقة العربية فقط، بل والعالم، لطبيعته الخاصة لكونه محفلاً تدار فيه قضايا الفنون، وتصنع فيه المواقف الفكرية والإبداعية.
أكدت الدورات المتتالية للبينالي النضج والتطور والإصرار على الاستمرارية، فالملاحظ أن هذه المنصة المشعّة والمشرقة هي من الملتقيات والفعاليات القليلة المشتغلة بالفنون التي استمرت وتطورت ولا تزال تقدم عطاءها عبر ممارسات إبداعية ساحرة تحمل المعنى، وأنشطة وندوات تبذل فيها الأفكار.
من كل فج في العالم يتوجّه المبدعون والمفكرون صوب الإمارة الباسمة في موعد جديد للبينالي الذي صار علامة تميز شارقة الثقافة والفنون، حيث تخضع كل قضايا العالم الملحة للنقاش والتفاكر خاصة ما يتعلق بتلك الظواهر المتعلقة بالإنسانية ومستقبلها مثل البيئة والحروب والصراعات والتطرف والهجرة والتفاوت الاجتماعي إضافة إلى قضية المرأة والنوع، فالهدف الأساسي للبينالي كمنصة أن تصبح للفنون كلمتها ورسالتها من أجل تبديد القبح الذي يكاد يطغى في عصرنا الحالي، بسبب الانغلاق والتطرف، هنا وهناك، فكان البينالي منصة حقيقية متمردة ضد التطرف، لصناعة مشهد إنساني جديد ومختلف يعاد فيه إنتاج الإنسان، معرفياً وجمالياً وتثبيت قيم مغايرة لتلك السائدة.
منصة البينالي تعلن وقوفها ضد التشيّؤ والتسليع وكل ما يجرد المرء من انتمائه الآدمي، وتحقيق هذا الهدف يتطلب مساحة من التلاقي البشري، وتلك مهمة يتصدى لها المشتغلون بالثقافة والجمال وقضايا الفنون والإبداع في كل العالم، وفي الشارقة التقى المبدعون ليتعارفوا ويقدموا فكراً مدهشاً للإنسانية، ضد التفرقة والمفاهيم الإيديولوجية السطحية والتعالي وكل ما يقبّح وجه التاريخ، ويجعل من الإنسان أسيراً لمفاهيم مقيدة تحول دون التحرر والتقارب بين البشر وسيادة الاحترام المتبادل، ويقدم البينالي تجوالاً في التاريخ والمنعطفات الإنسانية المهمة والتي على رأسها حقبتا الاستعمار وما قبله، وهي الحِقَب التي أنتجت العديد من المفاهيم التي يعمل البينالي على معالجتها برافعة الفنون والبحث الفكري.
ولعل المتأمل في أعمال الدورة ال 16 التي انتهت فعالياتها، أمس الأول الأحد، يلحظ بشكل واضح أن البينالي لم يعد يحصر نفسه في ممارسة دور منصة العرض الفني فقط المتمثل في اللوحات والتكوينات، أو في بقية الفنون مثل الموسيقى والأعمال الإبداعية التي يتم فيها توظيف الرقمنة، إضافة إلى بقية الإبداعات الأخرى مثل العمارة والأفلام والفنون الأدائية، لا يعمل البينالي كمساحة لعرض هذه الإبداعات فقط، بل لابد من فكرة تكمن وراء هذه الفنون والأعمال الإبداعية، فالهدف النهائي والغاية الأساسية هي ما ينفع البشر، لذلك فإن البينالي يعمل وفق توظيف مفهوم أو فكرة تستند إليها تلك الإبداعات التي تعمل على معالجة قضايا حقيقية، لذلك فإن أعمال هذه الدورة عالجت الكثير من المواضيع ذات الصلة بواقع البشر ومستقبلهم منها المتعلقة بالمخاوف البيئية والتاريخية والاجتماعية وروح العصر، هيمنة العنف، وغير ذلك من مفاهيم يتم تأويلها بشكل إبداعي من قبل الفنانين الذين انشغلوا بمقاربة تلك الأفكار وتحويلها إلى فعل إبداعي يعلن عن موقفهم منها.
وطوال الدورة ال 16، ظل البينالي يطرح مفهوم تأسيس جديد عبر العديد من الأعمال الفنية التي تتمثل القيم والأفكار التي تنشد عالماً مختلفاً، وحشد البينالي كل أشكال وأنواع الفنون، وكتب القائمون عليه يعرفون شعار هذه الدورة «رِحالنا»، بالقول: «في رِحالنا نحمل وطنا/ نحمل تاريخا/ نحمل حرفة/ نحمل جرحا/ نحمل حرارة استوائية/ نحمل مقاومة/ نحمل مكتبة من الوثائق المعدلة/ نحمل قطيعة/ نحمل بدايات/ نحمل التغيير/ نحمل الأغاني/ نحمل الاستمرار/ نحمل الأرض/ نحمل لغة الروح الداخلية/ نحمل تكوينات جديدة/ نحمل احتضان تيار نهر/ نحمل الأخوّة والتواشج الاجتماعي/ نحمل أشعة صباح بلا خوف.
تلك الكلمات هي بمثابة بيان لكل البشر يغوص في التاريخ، ثم يتخذ موقفاً مضاداً له لقوة التمرد، ويعلن انفتاحه على قضايا الإنسان العادلة خاصة في ما يتعلق بالتهميش، فالحرارة الاستوائية تشير إلى الانفتاح على إفريقيا والعالم المقصي والمبعد، وهو بيان ينشد التغيير من أجل صباح جديد، لتصبح تلك الكلمات بمثابة خريطة عمل أشعلت الحماس في نفوس الفنانين الذين قدموا بذلاً إبداعياً في كل أنحاء الشارقة ومراكز فنونها المتعددة المنتشرة في مدينة الشارقة بما في ذلك الحمرية، والذيد، وكلباء، والمدام، والعديد من المناطق التابعة الأخرى عبر شعار«رِحالنا»، تلك الثيمة التي فجرت كل مخزون إبداع لدى أكثر من 200 فنان مشارك، لتكون الحصيلة ما يربو على 650 عملاً فنياً، من بينها 80 تكليفاً جديداً، حيث تبرز ثيمة «رِحالنا»، معبرة عن مقترح يحمل في طياته أصواتاً متعددة ويفتح المجال أمام التأويلات المختلفة، وذلك لكون البينالي يركز على استكشاف قائمة متنامية باستمرار حول ما يحمله البشر في رحلاتهم اليومية والمتنوعة، وكيفية نقل هذه الأحمال إلى العالم، كما أنها تعبر عن دعوة من أجل استكشاف استكشاف الأساليب الفنية المتنوعة والرؤى والتأملات الناتجة عن منصة الفنية المتوهجة بالعطاء الإبداعي.
رحال
أشار القائمون على أمر الدورة الحالية من البينالي إلى أن ثيمة «رِحالنا»، ما هي إلا سعي من أجل استيعاب وفهم هشاشتنا في تلك المساحات التي ليست لنا ولا ننتمي إليها مع الحفاظ على قدرتنا على التفاعل مع هذه الأماكن من خلال الثقافات التي نحملها معنا. وتأتي هذه الثيمة أيضاً كجسرٍ يربطُ بين أزمنةٍ متعددةٍ، حاملاً معهُ قصصاً متناقلةً عبر الأجيال وأساليب متنوعة من الإرث الثقافي، مما يطرح التساؤلات التالية: ما الذي نحمله عندما يحين وقت السفر، الهروب، أو الانتقال؟ ما هي المسارات التي نخوضها عندما ننتقل بين الأراضي وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما نبقى؟ وماذا نحمل عندما ننجو؟ والأسئلة، والتي هي ضمن صنعة البينالي الأساسية، تنتظر الإجابة من خلال العمل المتراكم والبحث الدؤوب المتواصل، حيث إن «رِحالنا»، هو العنوان الذي يبرز كوسيلة جماعية تنشد استكشاف الطرق والمسارات الجماعية لفهم المعاني والتعمق في النظر نحو الماضي وفي الدواخل والزمان والمكان بدلاً من التنحّي والانسحاب عن مواجهة الفناء والطغيان، وذلك ما استوعبته الدورة ال 16 للبينالي التي عكست مفاهيم التغيير وما يعين عليه من إمكانيات تكنولوجية واجتماعية وروحية وطقوس، في أجواء من الدعم المتبادل، وذلك لكون أن المشاريع الفنية والفكرية المقدمة في الدورة تشكل فضاءً رحباً يتيح إمكانية التعاون وتبادل التجارب المستخلصة من القصص المختلفة للفنانين والقيّمين.
شارك في تقييم هذه الدورة كلٌ من: علياء سواستيكا، أمل خلف، ميغان تاماتي كيونيل، ناتاشا جينوالا، وزينب أوز، وعملت القيمات معا بصورة جماعية، وكذلك بشكل منفرد، لتطوير مشاريعهن بصفتهن حامِلات لأساليب وإبداعات متنوعة، وهناك جوانب مهمة في عمل القيّمات وهو التعاون والاهتمام بتجارب بعضهن بعضاً وتقديم العون وتبادل الخبرات طوال فترة البينالي، مما عكس روحاً تنتمي إلى أهداف وقيم هذه المنصة التي لا تنشد العمل الفني وحسب، بل الروح التي يصدر عنها الإبداع، لكون أن هذه الممارسات الفنية والجمالية تعمل من أجل خير البشرية، فلابد من تمثل ذلك الأمر عند إنجاز الأعمال الفنية.
سلطة الذكريات
ونجد أن القيّمة عليا سواستيكا ركزت في أعمالها خلال هذه الدورة على الجماعية والتعاون، عبر استكشافها لكيفية تشكل هياكل سلطة الذكريات، ومعاينتها للتقاطع بين الشعر والسياسة، كما تشدد أعمالها على أهمية معرفة المرأة وتجربتها الروحية في تطوير الفهم الإنساني، بينما استمدت أمل خلف إلهامها من ممارسة عرافة الأصداف في المجتمعات الساحلية، مستخدمةً سرد القصص والغناء والنبوءة والاستشعار كطقوس للتعلم الجماعي والحزن والتنظيم في أوقات الاضطرابات السياسية والبيئية، بينما غاصت ميغان تاماتي في تبيان وجهات نظر الأمم الأولى السابقة، في ما يتعلق بفكرتي المكان والأرض، حيث يتسم مشروعها بفكرة التوق الإنساني إلى تصور مستقبل جديد، أما ناتاشا جينوالا فقد استخدمت فكرة الآبار المتدرجة القديمة وآبار المياه لاستكشاف مواضيع الذاكرة الأجدادية، وصنع المكان، والتجمع عبر الأجيال، وخاصةً في مواجهة الدمار والفقد، بينما تناولت زينب أوز التحولات المجتمعية والاقتصادية الناجمة عن التقدم التكنولوجي والعلمي السريع، وتدرس هذه التغييرات من خلال سياقاتها التاريخية.
خلية النحل
طوال فترة أيام البينالي كان العمل في أنحاء الشارقة المختلفة عبارة عن خلية نحل تضج بالرؤى الجمالية والفكرية والإنجازات الإبداعية التي قدمها الفنانون المشاركون ومن أبرزهم: آدم حاج يحيى، أديليتا حسني بي، أكينبودي أكينبيي، أكيرا إيكزو، أكرم زعتري، ألبرت رفيتي، علياء فريد، ألوآي كاوماكان، أنا إتي، أنغا آرت كولكتيف، آرثر جافا، أيمن زيداني، عيشة إيديل، بتول آكسو، بيتي آدي مع سبيتينا ليان، كانوبا هانسكا لوغر، وغيرهم ممن حمل لواء الفعل الفني في هذه النسخة من بينالي الشارقة والمتوهجة بالعطاء الجمالي المستند إلى المفاهيم والأفكار المغايرة حيث كشفوا عن إبداعات فنية معاصرة من جميع أنحاء العالم تُناقش الثقافة، الهوية، والقضايا العالمية، مع تسليط الضوء على الشرق الأوسط وإفريقيا وأماكن أخرى، عبر استلهام أفكار البينالي نفسه حول الهوية والحركة والتغيير والجماعية، ما يُجسِّر السرديات المحلية والعالمية، مع تمثل شعار الدورة الحالية «رحالنا»، مما أتاح للفنانين فرصة كبيرة لتفجير طاقاتهم الإبداعية في صناعة أشكال فنية وقصص تعكس رغبتهم الكبيرة في توظيف الفنون من أجل التغيير إلى جانب مشاركتهم في ورش العمل والتجارب الصوتية والمنشورات، كما أن هذه الدورة عملت على تسليط الضوء على عدد من الفنانين الأصليين، أي المشاركين بصفة دائمة والذين سيتوجهون كذلك للمشاركة في بينالي البندقية خلال هذا العام.
فهم الفنانون المشاركون في البينالي، أنهم لا يتواجدون في الشارقة بهدف السياحة والترفيه، رغم أهمية ذلك، إلا أنهم في ذات الوقت تجمعوا لمناقشة مستقبل العالم، وتقديم مقترحات تعبر عن قوة الفنون وتأثيره على البشر، ذلك فإن الأعمال كانت بمثابة رسائل للناس في كل أنحاء العالم، وخلف كل تكوين أو تجهيز فني كان يكمن عمل بحثي شاق ومعقد، إضافة إلى البعد الفكري والرغبة في طرح معنى يكتشفه زوار البينالي في كل أنحاء الشارقة، حيث يلعب الفنانون المشاركون دور المثقف الذي لا يكف عن طرح الأسئلة والإشارة إلى مكامن الخلل، فهؤلاء الفنانون يعلمون جيداً أن ما يقدمونه قد لا يقود بشكل مباشر إلى تغيير العالم أو إصلاحه، ولكنه على كل حال يحمل أثراً، فالعطاء الذي يقومون به سوف يقدم إضاءات كاشفة وساطعة على المشاكل التي تواجه مختلف المجتمعات في أنحاء العالم، إنهم يدقون ناقوس الخطر القادم ويحلمون بعالم سعيد بلا صراع، ولعل الصراعات التي يعبر عنها الفنانون في أعمالهم الفنية والموسيقية والقصصية وغيرها، ليست تنحصر في الحروب ودورات العنف الواضحة فقط، بل وكذلك المكبوتة والمتمثلة في مهددات البيئة والطبيعة، تلك التي يتورط فيها الإنسان بجهله وأطماعه، وكذلك قضايا سيكون لها مردودها مثل التمييز والتفاوت الاجتماعي خاصة فيما يتعلق بواقع النساء.
تفردت هذه النسخة من البينالي بمشاركة قوية من النساء الفنانات والمثقفات واللواتي رغبن في طرح قضاياهن بشكل مختلف يرتكز على الفنون والإبداعات، حيث ظهرت العديد من اللوحات والتكوينات والإبداعات التي كانت بمثابة آهة متحشرجة أو صرخة مكبوتة، إضافة إلى أعمال تبرز دور النساء في المشاركات المختلفة والانخراط في الواقع في كل الظروف سواء كانت في مجتمع مستقر، أو في مجتمعات تسيطر عليها حياة الحروب أو الظروف القاسية أو المصائب الناتجة عن الكوارث الطبيعية مثل الزلزال والأعاصير وغير ذلك من أشياء تدفع البشر إلى النزوح وتغيير المكان، حيث تتعاظم هنا الكارثة، فالانتقال في مثل تلك الظروف له تأثيره الكارثي على نفوس البشر، وتلك من الأشياء التي عالجتها أعمال البينالي، وتابع بعضها رحلة هؤلاء الناس وتنقلهم من مكان إلى آخر وكأنهم يفقدون أرواحهم في ذلك الترحال، كما تتناول بعض الأعمال الواقع والأنشطة الاجتماعية الناجمة عن ظروف الحروب والكوارث، فضلاً عن الإبداعات التي تتحدث عن نضال النساء ضد التمييز والهيمنة الذكورية وقهر المجتمع وتعاون النسوة في كل العالم عبر الاستفادة من منجزات التطور التكنولوجي، كما تصور بعض الأعمال وضع النساء العاملات وأوضاعهن في المؤسسات التي يعملن فيها وتنقلهن من واقع إلى آخر.
ولئن كان شعار«الرحال»، يشير في مضمونه الواضح إلى الانتقال من مكان وآخر ويعاين أثر الرحلة، فإنه كذلك يحمل معاني خفية منها التنقل في الزمان، والسفر في الماضي صوب حياة الأجداد، كيف عاشوا؟ وكيف كانوا يواجهون مشاكلهم اليومية والحياتية؟ فالتواصل مع الماضي هو الذي يجعل البشر يتطلعون قدماً نحو المستقبل، يضعون خططاً للغد، ويبحثون عن أفق جديد، فكل ما هو راهن وآتٍ، له أصل في الماضي، والارتحال في الزمان هو الذي يكتشف ذلك الأثر، ولدى الأفارقة مخزون ثقافي كبير في التعامل مع الماضي، فكلما وقعوا في مشكلة استدعوا روح أجدادهم من أجل الحكمة التي تعينهم على حلحلة تلك المشاكل، وتلك هي المهمة التي يقوم بها التراث فهو يحفظ الهوية ويجعل ثمة علاقة بالماضي، ولذلك فإن العديد من الأعمال في البينالي سافرت إلى تواريخ سحيقة وقريبة مستلهمة تجارب شعوب في إفريقيا وأنحاء من آسيا ودول أمريكا اللاتينية، ومن المشاريع التي عبرت عن تلك الحالة الترحالية في الماضي، «بئر الأجداد: نبض للتضاريس»، وهو عبارة عن تجربة صوتية من تقييم ناتاشا جينوالا، وهو ملتقى لعدد من التجارب الصوتية التي تم إنجازها، وتسجيلات للأداء الحي، وجلسات الاستوديو، حيث تم المزج بين دراسات موسيقى الجاز والأصوات الإلكترونية، باستلهام من الآبار القديمة ذات السلالم في الهند، وآبار المياه في البيوت والساحات التاريخية في الشارقة، والتي تمثّل نقاط ارتكاز للذاكرة الموروثة وصناعة المكان والتلاقي عبر الأجيال.
بعض الأعمال ركزت بشكل كبير على حقبتي الاستعمار وما بعدها، وما انتجت من رؤى فكرية وسياسية، وكانت معظم هذه التجارب الإبداعية التي قدمها الفنانون تعمل على المساهمة في تفكيك الاستعمار واتخاذ موقف منه وليس التماهي معه، فكثير من الفنون والآداب المنتجة في المرحلة ما بعد الاستعمارية كانت منسجمة مع روح تلك الفترة وثقافتها وليست مضادة لها، وكانت اللوحات والتكوينات الفنية والتجارب الصوتية والحكايات والمحاضرات تقف على النقيض تماماً، وتدعو لموقف مغاير عن نوعية تلك الفنون، بل بالتعبير عن إرادة الانعتاق عن ثقافة المستعمر وشقّ طريق مختلف يعتمد على مفهوم التجاوز بالقطع مع الماضي الاستعماري في كل مستوياته.
دردشة
أعلن البينالي وجوده بشكل قوي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية من أجل إيصال مضمون رسالته، حيث أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون الموسم الثاني من بودكاست «دردشة»، والذي تناول أعمال البينالي وكواليسه عبر لقاءت حوارية ضمت عدد من الفنانين المشاركين في نسخة هذا العام، وكذلك القيّمات الخمس انفتاحاً على تجاربهن ومشاريعهن وأطرهن التقييمية، مع التعمّق مع بعض المشاريع الفنية المهمة مثل الأغاني والرثاء والطقوس، ومفاهيم التضامن والتناغم بين الثقافات، إضافة إلى تركيز بعض المشاريع على التعليم المجتمعي الذي يظهر من خلال أنشطة مثل النسيج والترجمة والأداء، بغية إثراء الفهم والتفاعل مع جوهر وإيقاع المكونات المختلفة لإمارة الشارقة، وإقامة مساحات للتفاعلات الهادفة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«سمت ومعاني» هزاع الرئيسي تتجاوز مليون مشاهدة
أعرب الفنان الإماراتي هزاع الرئيسي عن سعادته بتجاوز أغنيته «سمت ومعاني» مليون مشاهدة على «يوتيوب» منذ طرحها في عيد الأضحى المبارك. وقال الرئيسي: أفتخر بالصدى الكبير الذي حققته الأغنية، عبر الإذاعات المحلية والعربية، ومواقع التواصل الاجتماعي، و«يوتيوب»، لا سيما أنها عمل فني مميز يحمل عبق الكلمات الخالدة من روائع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأشرف على تنفيذها الشاعر الإماراتي المبدع حسان العبيدلي، وسجلت في استوديوهات «أغاني». يقول مطلع الأغنية: حايز سمت ومعاني حامي كل أشرفه برحب به ثماني لي ميّز موقفه لي للملا ميزاني «سمت ومعاني» من توزيع زيد عادل، مكس وماستر حسين بركات، وتريات أحمد طه، وتصميم وإخراج فاطمة عدنان آل عبدالله، ورؤية موسيقية وألحان للفنانة شريفة أحمد التي قدمت من خلال هذا العمل توليفة موسيقية تنبض بالمشاعر الوطنية. يعتبر هزاع الرئيسي «سمت ومعاني» محطة فنية فريدة، طوع فيها صوته لنقل الأحاسيس العميقة التي تحملها كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الصورة البصرية الإبداعية التي نفذتها فاطمة عدنان بكل احترافية. وأكد الرئيسي تلقيه ردود أفعال إيجابية من جمهوره وصناع الأغنية في الإمارات، على أداء وتصوير «سمت ومعاني» منذ عرضها في أول أيام عيد الأضحى.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
4 برامج لتلفزيون الشارقة تبرز التطور العمراني والثقافي
أطلق تلفزيون الشارقة أربعة برامج جديدة تسلِّط الضوء على هوية الإمارة المعمارية وتفتح نوافذ على قصص وتجارب إنسانية ملهمة. وتعكس هذه البرامج جهود هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في إنتاج محتوى إعلامي نوعي يعكس توجهات الإمارة في دعم الثقافة والتعليم وتمكين الإنسان. ويأتي في مقدمة الإنتاجات التي تعززت بها الخارطة البرامجية في يونيو/حزيران الجاري، «العمارة في الشارقة» وهو برنامج وثائقي يُبث 9:30 مساء كل أحد ويُسلّط الضوء على المعالم العمرانية والفن الإسلامي في مباني الدوائر الحكومية والأسواق والمرافق العامة. ولأن الشارقة تهتم بالعلم وتضع الإنسان في قلب مشروعها الحضاري، يأتي برنامج «أبناؤنا في الخارج» ليعكس هذا التوجه من خلال تسليط الضوء على تجارب الطلبة الإماراتيين المبتعثين حول العالم ويتناول البرنامج القصص الملهمة لطلبة أصروا على رفع مستواهم وتكوينهم المعرفي رغم تحديات العيش بعيداً عن الأهل والوطن وتحدوا كل الصعاب وحققوا نجاحات كبيرة في مختلف المجالات الأكاديمية بدعم من الدولة وسفاراتها في الخارج. البرنامج من تقديم مايد المر ويعرض 9:30 مساءً كل خميس. وبالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، يأخذ تلفزيون الشارقة جمهوره في رحلة أدبية وثقافية عبر البرنامج الحواري «فكر وقلم» المخصص لعرض تجارب نخبة من أبرز الكتّاب العرب وكانت الأديبة الكويتية ليلى العثمان ضيفة أولى حلقاته. البرنامج من تقديم الإعلامية علياء المنصوري ويعرض كل ثلاثاء عند العاشرة مساء. أما برنامج «سيرة امرأة»، فيسلِّط الضوء على نماذج نسائية ملهمة صنعت فارقاً في مجتمعاتها وتجاوزت التحديات لتصبح قدوة. البرنامج من تقديم عائشة الرويمة ويطل على المشاهدين عبر شاشة تلفزيون الشارقة كل خميس في العاشرة مساءً. وقالت د.منى عبد العزيز الرادمي، مديرة البرامج في قناة الشارقة: إن هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تمتلك قناعة راسخة مفادها أن الإعلام رسالة ومسؤولية وهذه البرامج تمثل صوت الناس وقصصهم وتعكس التطور الحضاري الكبير في إمارتنا، سواء على مستوى الإنسان في مجالات الفكر والمعرفة أو البُنيان، من حيث التنمية والتخطيط العمراني المستدام. وأضافت: نحرص على أن نقدم محتوى يعزز الانتماء، ويضيء على التجارب التي تشكل مصدر إلهام للأجيال الجديدة وكل هذا ضمن نهج الهيئة القائم على تقديم إعلامٍ ينقل بصورة صادقة ما تعيشه الشارقة والإمارات من تطور على الأصعدة كافة.


زاوية
منذ 2 ساعات
- زاوية
الدار للتعليم تختتم مسابقة السرد الإماراتي بمشاركة 40 ألف طالب
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: نظّمت مؤسسة الدار للتعليم، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة، الدورة الخامسة من مسابقة الكتابة الإبداعية تحت عنوان "السرد الإماراتي"، في إطار جهودها المستمرة لدعم الهوية الوطنية وصون التراث الثقافي. شهدت المسابقة مشاركة واسعة من الطلبة في مختلف أنحاء الدولة، حيث بلغ عدد المدارس المشاركة نحو 170 مدرسة، وشارك فيها حوالي 40 ألف طالب وطالبة من العاصمة أبوظبي، والعين، والظفرة، والإمارات الشمالية. وقد قدّم الطلبة مشاركات تناولت موضوعات مستوحاة من التراث المادي والمعنوي، وقيم التسامح، وروح المواطنة الصالحة، إلى جانب موضوعات أخرى تجسّد روح الاتحاد ومستقبل الدولة. وضمّت لجنة التحكيم نخبة من الكتّاب والمهتمين بالشأن الثقافي، من بينهم الدكتور عبدالله الشرهان، والكاتبة عفراء البنا، والكاتبة عبير حامد، والكاتب سعيد البادي، والكاتب أمين القضاة، إلى جانب ممثلين عن دائرة الثقافة والسياحة، حيث تم اختيار الأعمال بناءً على معايير الإبداع، والأهمية الثقافية، وإتقان اللغة. وأقيمت مراسم توقيع كتاب الفائزين يوم الخميس 12 يونيو في مدرسة كرانلي أبوظبي، بحضور الطلبة الفائزين، ومديري المدارس، ورؤساء أقسام اللغة العربية، وأسرهم، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف، من بينهم سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية – دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والسيدة عائشة الزعابي، رئيسة قسم البرامج التعليمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والدكتورة عائشة جمعة الشامسي، رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. وتم خلال الحفل تكريم 35 فائزاً، ونُشرت قصصهم ككتب منفصلة، كل منها يحمل رقم تسجيل دولي (ISBN)، ما يعد إنجازاً أكاديمياً مهماً للطلبة. ومنذ انطلاق المسابقة، تجاوز عدد الإصدارات المطبوعة 150 إصداراً. وأضافت هذه الدورة بعداً ثقافياً مميزاً من خلال أوبريت درامي مقتبس من قصة "نخلة جدي" للطالبة سارة محمد المحيربي، والتي قدّمها أكثر من 200 طالب وطالبة من مدرسة مبارك بن محمد، متضمناً مشاهد تعكس التقاليد والقيم الإماراتية مثل "روح الاتحاد" والرقص الوطني على أنغام أغنية "الله يا دار زايد". كما استمتع الضيوف بتجربة القهوة العربية الأصيلة التي نظّمها "فنجان العرب" احتفاءً بكرم الضيافة الإماراتي. وعبّرت سحر كوبر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدار للتعليم، عن فخرها بهذه المبادرة قائلة: "تعزز هذه المبادرة التزامنا بالحفاظ على اللغة العربية وتمكين الطلبة من اعتناق هويتهم وتراثهم. من خلال السرد القصصي، لا يطور طلبتنا مهاراتهم الإبداعية فحسب، بل يصبحون أيضاً شركاء فاعلين في النسيج الثقافي لدولة الإمارات. ونحن فخورون بتوفير منصة تعترف بمواهبهم وتلهمهم علاقة دائمة بلغتهم." وتأتي مسابقة "السرد الإماراتي" كجزء من برنامج مؤسسة الدار السنوي الذي يهدف إلى ترسيخ اللغة العربية وثقافتها في مدارسها، بما يتماشى مع أولويات دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي. وضمن الاستراتيجية الشاملة لتعزيز اللغة العربية في الحياة المدرسية، تضم المبادرة برامج أخرى مثل "شاعر الدار" التي تعزز الشعر النبطي والكلاسيكي، ومركز التميز للغة العربية الذي يدعم تطوير مهارات المعلمين وتجديد المناهج التعليمية. وفي عام 2024، حازت مؤسسة الدار للتعليم على جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد للغة العربية، ضمن فئة "أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في التعليم المدرسي (الصفوف 1 إلى 12)"، وهو إنجاز يؤكد ريادتها في تطوير تعليم اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية بين الطلبة. حول "الدار للتعليم" تُعد "الدار للتعليم" مؤسسة رائدة في قطاع التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد أكبر مزودي التعليم الخاص في إمارة أبوظبي، حيث تستقطب أكثر من 38,000 طالب موزعين على 31 مدرسة مُدارة ومُشغّلة، إلى جانب شبكة متنامية تضم نخبة من المعلمين الذين يمثلون أكثر من 100 جنسية. وتقدم "الدار للتعليم" تجربة تعليمية استثنائية تجمع بين الشمولية والاستدامة والابتكار، مع التركيز على تلبية احتياجات الطلاب وتحفيز إمكاناتهم، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من المناهج والخدمات المساندة. تُركّز "الدار للتعليم" على التميز كركيزة أساسية في عملياتها، مدفوعة برؤية طموحة تهدف إلى تقديم تعليم يواكب أعلى المعايير العالمية. وتلتزم الشركة ببناء مجتمعات تعليمية مستدامة وشاملة تُسهم في إثراء حياة الطلاب، وتعزز من قدراتهم ليصبحوا قادة المستقبل، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات لتحقيق اقتصاد مستدام قائم على المعرفة. "أكاديميات الدار" إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة تحت مظلة "الدار للتعليم" أكبر مزودي التعليم الخاص في إمارة أبوظبي، حيث تُوفر بيئات تعليمية مُلهمة تتكامل فيها المرافق الأكاديمية والفنية والرياضية مع أعلى مستويات الجودة التعليمية. منذ انطلاقها في عام 2007 بمدرسة واحدة و250 طالباً فقط، توسّعت "أكاديميات الدار" لتشغل سبع أكاديميات في أبوظبي والعين، وتستوعب اليوم أكثر من 9,500 طالباً، ما يعكس نجاحها وريادتها في القطاع التعليمي. -انتهى- #بياناتشركات