
كيمياء الانتخاب البابوي.. أسرار الدخان الأسود والأبيض في الفاتيكان
مع كل عملية انتخاب لبابا جديد في الفاتيكان، يتحول العالم إلى مدخنة صغيرة في قلب كنيسة سيستينا. الدخان الأسود أو الأبيض ليس مجرد إشارة بصرية، بل هو نتاج كيمياء دقيقة وطقوس عمرها قرون. هذا التقرير يكشف الأسرار العلمية والتاريخية وراء هذه العلامة البابوية الفريدة، معتمدًا على وثائق الفاتيكان، وشهادات الخبراء، ومصادر كيميائية موثقة.
الكيمياء المقدسة.. مركبات تُلوّن السماء
الدخان الأسود.. إعلان الفشل
وفقًا لتصريحات الأب فيديريكو لومباردي المتحدث السابق باسم الفاتيكان، فإن الدخان الأسود يُنتج من خليط كيميائي محدد:
بيركلورات البوتاسيوم وهو عامل مؤكسد والأنثراسين وهي مادة هيدروكربونية تعطي لونًا أسود والكبريتلتعزيز الاحتراق
هذا المزيج يُحرق في موقد خاص داخل الكنيسة، وينتج دخانًا كثيفًا يُشير إلى عدم التوصل لاتفاق بين الكرادلة.
الدخان الأبيض: إشارة الفرح
أما الدخان الأبيض، فيحمل بشرى انتخاب البابا، ويُصنع من:
كلورات البوتاسيوم وهو بديل أكثر أمانًا عن بيركلورات البوتاسيوم بعد تحديثات 2014 واللاكتوز سكر الحليب، يعمل كوقود والراتنج الصمغي (الكولوفونيا يُنتج دخانًا أبيض نقيًا
تاريخ الكونكلاف: من الفوضى إلى النظام
حيث تعود فكرة الكونكلاف (المجمع الانتخابي) إلى عام 1274 وذلك بعد أزمة انتخابية استمرت 3 سنوات في مدينة فيتيربو الإيطالية، وفقًا لكتاب تاريخ البابوية لهنري كاميرون. يروي المؤرخون أن السكان اليائسين قاموا بـحبس الكرادلة في القصر البابوي ونزع سقف المبنى لتعريتهم لظروف قاسية وتقليل الطعام لإجبارهم على اتخاذ قرار.
النتيجة؟ كانت انتخاب البابا غريغوري العاشر الذي وضع قواعد صارمة للانتخابات، لا تزال أساس النظام الحالي.
مايسترو الطقوس البابوية: حارس التقاليد الشخصية الأكثر غموضًا في العملية هي مايسترو الطقوس البابوية الذي يُدير التفاصيل بدقة متناهية
ففي مقابلة نادرة مع الباولو نيكوليني الخبير في شؤون الفاتيكان، أوضح: ان المايسترو هو الوحيد الذي يعرف سر تركيب المواد الكيميائية ودوره يشمل الإشراف على كل خطوة، من إشعال النار إلى توقيت إطلاق الدخان وبدون وجوده، يتعطل الكونكلاف، إذ لا يُسمح لأي شخص آخر بمعرفة البروتوكولات السرية.
التحديثات الحديثة: بين العلم والقداسة
ففي عام 2014 قرر الفاتيكان استبدال مركبات كيميائية سامة بأخرى صديقة للبيئة، وفقًا لدراسة أجراها المعهد الكيميائي الإيطالي وشمل التغيير: إزالة ثنائي بنزوفوران وهي مادة مسرطنة من مكونات الدخان الأسود واستخدام كلورات البوتاسيوم بدلًا من بيركلورات البوتاسيوم لتقليل الانفجارات العرضية.
الرمزية الدينية: أكثر من مجرد دخان
الدخان ليس مجرد إعلان؛ بل يحمل دلالات لاهوتية..
الأسود: يُذكّر بخطايا البشر وعدم الكمال.
الأبيض: يرمز إلى نقاء الروح القدس وتوحد الكنيسة.
عندما تُصهر الكيمياء بالإيمان
عملية إنتاج الدخان البابوي ليست طقسًا جامدًا، بل جسر بين العصور: كيمياء القرن الحادي والعشرين تُخدم تقاليد القرن الثالث عشر. كما قال البابا فرنسيس: *"التقاليد ليست متحفًا، بل نهرًا حيًا يصل الماضي بالمستقبل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
اليوم.. الحكم على المتهمين بخلية المرج الإرهابية
تصدر الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني والمنعقدة ببدر، اليوم السبت، الحكم على متهمين سبق الحكم عليهما غيابيًا، في اتهامهما مع آخرين في القضية المعروفة بـ خلية المرج الإرهابية. أمر إحالة المتهمين بخلية المرج الإرهابية جاء فى أمر الإحالة فى القضية رقم 3257 لسنة 2023، أنه بتاريخ 13 نوفمبر 2014، بدائرة المرج محافظة القاهرة، المتهمون جميعا انضموا إلى جماعة أسست على خلاف احكام القانون الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها. والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والاضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بان منعوا مؤسسات الدولة وسلطتها العامة، وتخريب المؤسسات العامة والخاصة، بهدف الإخلال بالنظام العام وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعة فى تحقيق أغراضها. ووجه للمتهمين الثالث والرابع في قضية خلية المرج الإرهابية، حيازة مواد مفرقعة تمثلت في «مخاليط ألعاب نارية ـ كلورات البوتاسيوم - مفرقعات الكلورات»، قبل الحصول على ترخيص بذلك، قصد


الاتحاد
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
ليو الرابع عشر يوجه «نداء سلام» إلى جميع الشعوب
روما (الاتحاد، وكالات) وجه البابا ليو الرابع عشر أمس، «نداء سلام إلى جميع الشعوب» في أول كلمة ألقاها من شرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. كما دعا أول بابا أميركي في التاريخ إلى بناء الجسور عبر الحوار، داعياً إلى «المضي قدماً بدون خوف، متحدين، يداً بيد مع الله وبعضنا مع بعض». وأعلن الفاتيكان أمس، عن انتخاب البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية الأميركي روبرت بريفوست الذي اختار اسم البابا «ليو الرابع عشر» خلفاً للبابا فرنسيس الذي توفي في 21 أبريل الماضي عن عمر ناهز 88 عاماً. وظهر البابا الجديد وهو البابا رقم 267 للفاتيكان على الشرفة الرئيسة لكنيسة القديس بطرس كما جرى عليه العرف، وهناك أعلن الكاردينال الأول للفاتيكان دومينيك مامبرتي العبارة الشهيرة باللاتينية «لدينا بابا». وجاء الإعلان بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة «سيستينا» في الفاتيكان إيذاناً بانتخاب البابا الجديد في التصويت الرابع في اليوم الثاني من الاجتماعات المغلقة لمجمع الكرادلة «الكونكلاف» والتي شارك فيها 133 كاردينالاً من أصل 135 ناخباً دون سن الثمانين. والبابا الجديد، البالغ من العمر 69 عاماً، وهو من شيكاجو، قضى معظم حياته المهنية في بيرو، وتم ترقيته إلى كاردينال في عام 2023. وذكرت «رويترز» أن البابا الجديد لم يجر سوى القليل من المقابلات الإعلامية، ونادراً ما يُلقي خطابات علنية. وهنأ عدد من زعماء العالم البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية. وهنأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، البابا ليو الرابع عشر قائلاً: «تهانينا للكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست الذي تم تعيينه للتو بابا، إنه لشرف عظيم أن ندرك أنه أول بابا أميركي، يا له من شعور بالحماس، ويا له من فخر كبير لبلدنا، أتطلع إلى لقاء البابا ليو الرابع عشر، فسيكون ذلك لحظة ذات مغزى كبير!». من جانبه، هنأ المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، البابا ليو الرابع عشر معتبراً أنه يمنح «أملاً لملايين المؤمنين». بدوره، عبر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن أمله في أن يعزز البابا الجديد الدفاع عن حقوق الإنسان. كما وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين تهانيها إلى البابا الجديد ليو الرابع عشر، مشيدة بالتزامه تحقيق السلام.


العين الإخبارية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
محمد بن زايد يهنئ البابا ليو 14 بانتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية
هنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، قداسة البابا ليو 14 بانتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية. وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه على منصة "إكس": "أتمنى لقداسته التوفيق في مهامه ومسؤولياته المقبلة من أجل تعزيز قيم التعايش والحوار بين أصحاب مختلف الأديان والمعتقدات لما فيه الخير والسلام والازدهار للبشرية جمعاء". بعد تصاعد الدخان الأبيض، انتخب الكرادلة الـ133 المجتمعون في كنيسة سيستين بمدينة الفاتيكان الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا للفاتيكان، ليصبح البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بعد أن حقق النصاب القانوني المطلوب داخل المجمع المغلق المعروف باسم "الكونكلاف". aXA6IDMxLjU4LjI1LjIxNCA= جزيرة ام اند امز GB