السفير الأميركي بإسرائيل: سنجلي مواطنينا برحلات جوية وبحرية
سرايا - قال السفير الأميركي بإسرائيل مايك هاكابي إن السفارة الأميركية تنظم إجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة إسرائيل برحلات جوية وبحرية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الانباط اليومية
منذ 41 دقائق
- الانباط اليومية
بين غارات الكيان وصواريخ إيران .. الأردن يرفع راية السيادة ويرفض أن يكون ساحة حرب
الأنباط - الشرفات: الأردن في قلب النار ولا نقبل بانتهاك سيادتنا العموش: موقع الأردن يجعله سريع التأثر بتقلبات المنطقة الحوارات: الأردن يتمسك بموقف أخلاقي متوازن رغم الضغوط داودية: الأردن لا يسمح بأن يكون "مكسر عصا" في صراعات الآخرين الأنباط – رزان السيد في إقليم تتقاطع فيه المصالح وتتناقض فيه التحالفات، ويتبدل فيه الأصدقاء والخصوم وفق ضرورات اللحظة، يواصل الأردن أداء دوره كـ"صمام أمان" وسط جغرافيا سياسية مضطربة، فعلى مفترق طرق النزاعات والتفاهمات، وعلى تخوم صراعات كبرى تتشابك فيها أجندات قوى إقليمية ودولية، نجح الأردن في ترسيخ سياسة خارجية متوازنة، تمزج بين الواقعية السياسية وضرورات البقاء. رغم ضغوط الجغرافيا وقلة الموارد، تمكن الأردن من أن يبني شبكة علاقات مرنة، تضمن له البقاء في قلب المشهد دون أن يكون طرفا في صراعاته، وفي الوقت الذي تعاد فيه رسم خرائط التحالفات في المنطقة، ظل الأردن يمسك بالعصا من الوسط، رافضا الانجرار إلى المحاور، ومصرا على لعب دور الوسيط والموازن، لا التابع أو المفعول به. فكيف نجح هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بحسابات السياسة، في الحفاظ على استقراره، وتعزيز علاقاته الإقليمية، دون أن يدفع أثمانا باهظة في زمن التحولات الكبرى، وكيف يقرأ التهديدات المتجددة، ويتعامل مع الحلفاء بحذر، والخصوم ببراغماتية؟ أوضح العين السابق، الدكتور طلال الشرفات، في حديثه لـ "الأنباط"، أن الأردن يعيش اليوم على حواف اللهب في ظل هذه الأزمة الإقليمية المتصاعدة، إذ يقف أمام تحد أساسي يتمثل في أن إطلاق يد إسرائيل في المنطقة سينعكس، بلا شك سلبا على منظومة الأمن الوطني الأردني، وكذلك على سيادة الدولة، لا سيما فيما يتعلق ببوادر التهجير التي تنتهجها حكومة اليمين المتطرفة. في المقابل، بيّن الشرفات أن الأردن، ومن منطلق مصلحته الوطنية، فضلا عن مصلحته القومية والإنسانية، يسعى إلى أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية تماما من أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها الأسلحة النووية، ولذلك يحرص الأردن باستمرار على الدفع نحو إقامة منظومة دولية تقوم على أساس احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بالإضافة إلى اعتماد الحوار كوسيلة لحل الصراعات، بعيدا عن استخدام القوة. كما أشار إلى أن جلالة الملك، وفي كلمته التاريخية التي ألقاها أمام البرلمان الأوروبي، شدد على أن "الحق يجب أن يسمو فوق منطق القوة"، موضحا أن الحق، من وجهة نظر الأردن، يقوم على العدالة، والالتزام التام بقواعد القانون الدولي، وعلى دعم حق الشعوب المستضعفة والمحتلة في تقرير مصيرها، وتمكينها من إقامة دولتها المستقلة. وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعد آخر شعوب الأرض الذي لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني المتطرف، والذي يمارس عليه حرب إبادة في قطاع غزة، إلى جانب محاولات التهجير القسري في كل من الضفة الغربية وغزة. ونوّه الشرفات إلى أن موقف الأردن يتمتع بحساسية بالغة الخطورة، تكمن في أن المملكة لا تقبل بانتهاك أجوائها أو المساس بسيادتها، وذلك وفقا لقواعد القانون الدولي، وفي الوقت ذاته، فإن موقع الأردن الجغرافي يضعه فعليا في قلب النار، أي ما بين إسرائيل وإيران، وبالتالي، فإنه لا يريد أن يكون طرفا في هذا الصراع، أو أن يتحمل، هو وشعبه، تبعاته الكارثية. من جانب آخر، قال الوزير الأسبق، والسفير الأردني الأسبق في إيران، الدكتور بسام العموش، إن موقع الأردن في قلب بؤرة الأحداث يمنحه بعدين متلازمين، الأول هو الأهمية، فالأردن دولة محورية ومهمة لكل من حولها، وهو ما يشكل عاملا إيجابيا، أما الوجه الآخر، فهو سرعة تأثره السلبي بما يجري في الإقليم من تطورات، مشيرا إلى أن ذلك انعكس بوضوح في موجات الهجرة التي استقبلها الأردن من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان، في ظل محدودية موارده، وهو ما شكل تحديا كبيرا في التعامل مع ملايين اللاجئين. وأوضح العموش لـ "الأنباط"، أن الأردن، إدراكا منه لطبيعة موقعه الجيوسياسي، انتهج سياسة السلمية مع الجميع، وحرص على الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، رغم أن أنظمة عديدة في المنطقة كادت له. وأضاف أن وجود العدو الصهيوني على الحدود الأردنية لا يزال يشكل تهديدا دائما، خاصة في ظل الحديث عن التهجير الثالث للفلسطينيين ومحاولات إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية، كبديل عن حل الدولتين داخل الأرض الفلسطينية. كما لفت إلى أن الأردن يشهد تحسنا مطردا في علاقاته الإقليمية، فالعلاقات مع سوريا بدأت تتحسن بعد زوال النظام البعثي، ومع العراق بعد تراجع النفوذ الإيراني، إلى جانب تميز العلاقات مع دول الخليج، كما تشهد العلاقة مع لبنان تطورا تشاركيا واضحا، لا سيما مع بدء لبنان الجديد في استعادة عافيته، فضلا عن العلاقة المميزة مع السلطة الفلسطينية. وختم حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية الأردنية تتسم بالحكمة، وتراعي بدقة موقع الأردن الجيوسياسي، فضلًا عن إمكاناته الاقتصادية المحدودة، وهو ما جعلها سياسة متوازنة تحفظ مصالح الدولة وتعزز استقرارها في محيط إقليمي مضطرب. أما المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، فجاء رأيه بأن الأحداث التي تتحرك في الإقليم تتجه نحو التصعيد، وحتى اللحظة يأخذ هذا التصعيد صفة الانضباط، ولكن فرصة التوسع في الإقليم لا تزال الى الآن ليست كما كان متوقعا، ومع ذلك، فإن انفلات الأمور من عقالها في حال تدخل أطراف دولية أو إقليمية سيكون إيذانًا بتوسّع هذا الصراع. وأضاف الحوارات لـ "الأنباط"، بأن التصعيد في الوقت الحالي منضبط بين إسرائيل وإيران، إذ يحاول كل منهما استخدام أدواته في هذا الصراع، لكن في النهاية، تتجه الأمور أو القرار الدولي نحو إنهاء البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، أو أن الحرب ستتوسع. واشار الى انه كان هناك إمكانية لانهيار النظام في إيران بسبب ثقل الضربات التي تعرض لها، لكنه عاد من جديد وبدأ يرسم سيناريو المحافظة على توازن الجبهات عسكريا. أما في فلسطين المحتلة، فهناك ضربات وآثار لضربات إيرانية، ولكن حجم تأثيرها على الاحتلال حتى الآن لا يبدو كبيرا، كونها لا تزال تحاول الاستمرار في الصراع لتحقيق مزيد من المكاسب، مبينا بأن هدفها النهائي هو انهيار النظام الإيراني وتفكيك البرنامج النووي الصاروخي، وهذا ما تقاطع فعليا مع رغبة الولايات المتحدة في ذلك، وحتى دول السبع الكبار أعطت إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة البرنامج الصاروخي الايراني. ووفقا للحوارات فإن الأردن ومن اليوم الأول أعلن أنه سيدافع عن سمائه وحدوده، وبحسب ما تقول التقارير الدولية، فإن الطيران الإسرائيلي لا يمر عبر الأجواء الأردنية، لكن الصواريخ الإيرانية تمر من خلالها، مشيرا بأن عملية إسقاط هذه الصواريخ تخضع لمزاج شعبي منفعل بشكل كبير يرى أنه لايجب اسقاطها . وأضاف قائلا:" هذا الكلام يسقط من الحسبان أن هذا صراع نفوذ بين إيران وإسرائيل على المنطقة، وبالتالي، لا يعني الأردن، وليس صراعا على القضية الفلسطينية أو على تحرير فلسطين أو غيره". أما من جانب البعد الأمني للصواريخ، أكد الحوارات بان بعض هذه الصواريخ "عمياء" تطلق بغرض تشتيت المنظومة الدفاعية، كمنظومتي القبة الحديدية وثاد الإسرائيلية، هذه المنظومات تعتمد على إطلاق صواريخ ثانوية غير مفخخة أو مفخخة قليلا، وصواريخ رئيسية تعتمد في الدرجة الأولى على محاولة خلق حالة من التمويه للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية حتى تصل الصواريخ الحقيقية إلى أهدافها. وأشار الى أن مشكلة الأردن تكمن في أن جزءا من هذه الصواريخ العمياء، واحتمال سقوطها على الأراضي الأردنية أو ربما على مواقع مأهولة بالسكان، قد يسبب - لا سمح الله - أذية للمواطنين, كما ينطبق ذلك على الطائرات المسيرة ايضا. وبيّن بأن إسقاط الأردن لهذه المسيرات، أمر حيوي لأمن مواطنيه، كما أن إدارة الأردن للعملية السياسية والعسكرية المتعلقة بهذا الموضوع كانت واضحة منذ اليوم الأول للاعتداء الإسرائيلي على إيران، واعتبره انتهاكا لسيادة الدولة الإيرانية، ورفض أي مس بهذه السيادة. وتابع، الأردن تعامل مع الموضوع على أنه عدوان إسرائيلي على إيران، وهذا ما جنبه الكثير من المشاكل، وربما وضعه في مواجهة بعضها، واعتمادا على موقفه الأخلاقي من القانون الدولي، استطاع الأردن أن يحدد رؤيته لهذه الحرب، وبالتالي خرج منتصرا للقانون الدولي، ولم ينصع لهيمنة أي طرف أو لضغوطه، وحافظ على منسوب القيم الأخلاقية في موقفه،وبذلك كان موقفا معتدلا قانونيا، يحترم حقوق الدول ويحترم حقوق الإنسان. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي، الأستاذ الدكتور أمين المشاقبة، أن الموقف الأردني يتمحور حول ضرورة وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى حرص الأردن الدائم على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي ما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة، شدد المشاقبة لـ "الأنباط"، على أهمية التوصل إلى حل سياسي عبر المفاوضات، مع وقف فوري للعمليات العسكرية التي تهدد السلم الإقليمي. وعلى صعيد التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، أوضح أن الواقع الميداني يشير إلى خسائر فادحة نتيجة الضربات الإسرائيلية، التي تحظى بدعم أمريكي واضح، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إخلاء العاصمة طهران، والتي وصفها بأنها تعكس تدخلا أمريكيا مباشرا. وأضاف، أن إسرائيل تستفيد من تفوقها التكنولوجي والجوي، مما يمكنها من تحقيق أهدافها العسكرية، فيما تواجه إيران موقفا معقدا وصعبا، قد لا يحل إلا عبر وساطات دولية تفضي إلى وقف إطلاق النار. وختم المشاقبة بالقول إن المنطقة تشهد تحولا تدريجيا قد يرسم ملامح جديدة لمستقبل الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى لترسيخ دورها كقوة إقليمية مهيمنة، وربما كـ"شرطي" للمنطقة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن شكل النظام الإقليمي في المرحلة المقبلة. وفي سياق الحديث، أكد الوزير الأسبق، محمد داودية، لـ "الأنباط"، بأن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، دولة مؤسسات واستقرار ورفض للمغامرات، مشددا على أن المملكة لن تكون طرفا في صراعات إقليمية لا علاقة لها بها، ولا تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها ممرا لتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة. وقال إن ما يشهده الإقليم من تصعيد بين العدو الصهيوني وما وصفه بـ "المشروع التوسعي الإمبراطوري الإيراني"، ليست حربا حقيقية، بل تقاذفات وتراشقات سياسية وعسكرية لها انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية وعلى الأردن أيضا. وأضاف أن هذه التجاذبات ألغت الكثير من الحجوزات السياحية وأثرت سلبا على القطاع السياحي، الذي يمثل نفط الأردن. وشدد على أن إيران، بحسب وصفه، لا تخوض معارك الآخرين، بل تسخر حلفاءها لخوض المعارك بالوكالة، بهدف تعزيز وزنها السياسي والعسكري، وأضاف: " إيران تطلق صواريخ، لكن إسرائيل تطلق قاذفات وقاصفات تؤذي إيران أكثر مما تؤذي صواريخ إيران الكيان الإسرائيلي". وأوضح أن الأردن لا يسمح بأي انتهاك لسيادته، وقال: "لسنا مكسر عصا، ولن نسمح بأن تكون سماءنا أو أرضنا ميدانا لتصفية الحسابات".

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
وزير الخارجية ونظيره الجزائري يؤكدان ضرورة إنهاء التصعيد في المنطقة
عمان أكّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في جمهورية الجزائر أحمد عطاف، اليوم الأربعاء، ضرورة إنهاء التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي على إيران، والذي يدينه الأردن والجزائر باعتباره خرقًا للقانون الدولي، ودفعًا للمنطقة نحو المزيد من الصراع. وبحث الوزيران، خلال اتصال هاتفي، التبعات الكارثية للتصعيد، وأكّدا ضرورة العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني. --(بترا)

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
مكرم أحمد الطراونة يكتب: الملك حين يخاطب روح أوروبا
بقلم : ما هو الأمن الحقيقي؟ إنه سؤال قد يبدو إشكاليا، وأكثر من ذلك أنه تم طرحه من على منبر الاتحاد الأوروبي. خلال القرن الماضي، خاضت البلدان الأوروبية تجارب فاشلة في محاولات تثبيت السيطرة وتحقيق الأمن والتفوق. جميع تلك التجارب اعتمدت القوة معيارا وحيدا لتحقيق هذا الأمر، وفيما كانت الشعوب تلملم جراحاتها لم ينتبه كثيرون إلى أنه كان هناك أكثر من مائة وعشرين مليون إنسان قتلوا في حربين عالميتين عبثيتين، لم تفعلا شيئا سوى مزيد من الشقاء لبني البشر. لكن هاتين الحربين لم تذهبا سدى، فقد منحتا أوروبا درسا عظيما، مفاده أن الحرب لا يمكن أن تجلب الأمن والسلام، وبدلا من ذلك فقد بدأت الدول بالبحث عن كل ما هو مشترك بينها، لتتولد فكرة الاتحاد الأوروبي الذي ظل أفكارا مبعثرة، إلى أن رأى النور في العام 1992. في كلمته أمس من على منبر البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني، تذكير الأوروبيين بالمآسي التي جرت حين ركنوا إلى القوة، وتناسوا أن يفكروا بالقيم المشتركة التي تجمعهم. إنه درس لا يتوقف عند القارة الأوروبية، بل يمكن الاستفادة منه في كثير من بقاع العالم التي تشهد توترات ونزاعات دموية. الملك قدم نقدا حادا للمجتمع الدولي الذي سمح، وما يزال يسمح، بأن تتواصل المأساة المريرة في قطاع غزة، من قتل وتدمير للبنى التحتية، ومنعٍ لدخول المساعدات الإنسانية، ما وضع القطاع المحاصر على شفير مجاعة واسعة. القيم التي يتحدث عنها الملك هنا، ما يمكن أن يجمع العالم كله تحت لافتة الإنسانية، بعيدا عن نوازع الهيمنة والسيطرة وتفرد القوة، ومن دون العودة إليها سيظل العالم مكانا خطيرا لا يسمح لأحلام الشعوب بأن تنمو وتزدهر. لذلك، فجلالته يؤكد أن موجات الاضطرابات المتتالية التي نشهدها بلا توقف، باتت تشعرنا بأن عالمنا ساده الانفلات، وأنه لا توجد له بوصلة أخلاقية تقود سياساته. ويبدو أن جلالته يشير بوضوح إلى أن مثل هذه الانقسامات والممارسات والانفلات، هي ما يقود إلى المواجهات الكونية الشاملة، والتي تجر الجميع إلى حلبة الصراع والنزاع، فتأكل الأخضر واليابس، تماما مثلما حدث مع أوروبا حين أشعلت حربين كبيرتين انجر لهما العالم كله. إن الملك، وهو يخاطب الساسة والشعوب الأوروبية، يعلم تماما أنها قارة ما تزال تحافظ على الاعتدال والقيم العالمية، وهو يخاطب فيها روحها الإنسانية التي عانت، وعلى مدار قرون، من الابتلاء بساسة أعلوا من خطاب الكراهية ورفض الآخر، والإغراق بالخطاب الشوفيني وإعلاء الشعبوية والتطرف الأيديولوجي، ما أوقع الشعوب في براثن الحروب والموت والدمار، يعلم، كذلك، أن الشعوب التي اختبرت هذه المحن، وعملت على تفاديها خلال العقود الماضية، ستفهم تماما معنى أن تعمد الدول القوية إلى تنصيب نفسها جلادا للدول والشعوب الضعيفة، فتعلن الحروب بلا سبب، وتنصب الحصار، وتنشر الموت والدمار، دون التفات إلى أي معايير أخلاقية أو قانونية. أوروبا ما تزال محافظة على بذرة الإنسانية الخيرية، وسياستها تنطلق من قيمها النبيلة، وما تزال تميز بين الحق والباطل، لذلك جاء خطاب الملك من على منبرها ليحذر من أن تسود الكراهية، ويغيب الاعتدال أمام "ازدهار" التطرف، وعندها سوف يكون الجميع خاسرا، لأنه لا يمكن لأحد أن يربح المعركة التي تدور ضد قيم الإنسان الخيرية. الغد