logo
إعلان ترويجي لشركة عسكرية إسرائيلية يستخدم مشهد قتل فلسطيني للترويج لدقة أسلحتها

إعلان ترويجي لشركة عسكرية إسرائيلية يستخدم مشهد قتل فلسطيني للترويج لدقة أسلحتها

الجزيرةمنذ 12 ساعات
أثارت حملة دعائية جديدة أطلقتها شركة " رافائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية" موجة واسعة من الغضب والاستنكار، بعدما عرضت الشركة مشهدا حقيقيا يوثق لحظة اغتيال شاب فلسطيني أعزل في شمال مدينة غزة ، باستخدام طائرة مسيّرة انتحارية من طراز "سبايك فايرفلاي"، وذلك ضمن إعلان ترويجي لأسلحتها في الأسواق العالمية.
وقد لاقى الفيديو المنشور غضبا عارما عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر مغردون فلسطينيون وعرب أن الشركة تروّج لما وصفوه "بدقة صناعتها العسكرية" من خلال قتل شاب جائع كان يبحث عن طعامه، وحاول الفرار للنجاة، إلا أنه قُتل داخل المنطقة المستهدفة.
وفي منشور رسمي عبر حسابها على منصة "إكس"، قالت الشركة "سبايك فايرفلاي: دقة مثبتة، إعادة تعريف للتفوق التكتيكي. نحتفل بمرور عامين على نشر فايرفلاي عمليا، مبشرين بعصر جديد من الدقة للقوات القتالية التكتيكية. منذ ذلك الاستخدام الأول، أثبت فايرفلاي جدارته في أكثر البيئات صعوبة، موجهًا ضربات دقيقة بأقل قدر من الأضرار الجانبية، حتى في بيئات تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وفي ظل الظروف الجوية السيئة".
وأضافت الشركة أن الطائرة "فايرفلاي" هي ذخيرة تكتيكية متنقلة ضمن عائلة سبايك، صغيرة الحجم وسهلة الاستخدام وتُحمل على الظهر لتعزيز القدرة على الفتك مع تقليل المخاطر على القوات الصديقة، معتبرة إياها "مغيّرة لقواعد اللعبة" في مناطق القتال المختلفة.
ووفقًا لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وقعت حادثة الاغتيال في أواخر عام 2024، إذ كان الشاب يبحث عن طعامه قبل أن يُستهدف من قِبل الطائرة المسيّرة.
ووصف المغردون المشهد بأنه "جريمة تحوّلت إلى مادة تسويقية"، معتبرين ذلك سابقة خطيرة و"جنونًا غير مسبوق" في عالم الدعاية العسكرية.
وأشار عدد من المغردين إلى أن شركة "رافائيل" استغلّت الدم الفلسطيني كأداة ترويجية، مؤكدين أن ما حدث يُمثّل "تطبيعًا للجريمة وتحويلًا للقتل إلى مشهد دعائي".
ووصف آخرون الأمر بأنه "فضيحة أخلاقية وإنسانية"، إذ يُستخدم اغتيال إنسان أعزل كدليل على "دقة التصنيع العسكري الإسرائيلي".
وكتب أحد الناشطين تعليقًا على الحادثة "ما هذه الوحشية؟ استهداف مواطن في غزة يصبح أداة دعائية لشركة عسكرية إسرائيلية".
ورأى ناشطون آخرون أنه إن كانت شركة "رافائيل" قد استخدمت هذا الفيديو، فإن ذلك سيكون عرضًا بشعًا لمرض أعمق، يتمثل في صناعة أسلحة تزدهر على حساب الصراعات المستمرة، حيث تصبح حياة الفلسطينيين مجرد أضرار جانبية في سباق الهيمنة على السوق.
وأشار هؤلاء إلى أن المأساة في غزة تحمل أبعادًا أكثر قسوة، إذ يتكدس نحو 1.4 مليون نازح في مناطق مكتظة، مما يجعل المشهد الإنساني مروّعًا بشكل خاص.
إعلان
وتساءل بعض المدونين بمرارة: "أين الإنسانية؟ هل أصبحت أرواح الفلسطينيين رخيصة إلى هذا الحد، حتى تُعرض لحظة قتلهم لتسويق السلاح؟ أي قسوة هذه؟".
من جهتهم، اعتبر آخرون أن هذا الإعلان يُشكّل توثيقًا مباشرًا لما يمكن وصفه بأنه "جريمة حرب"، مشيرين إلى أن إسرائيل لم تعد تخفي ممارساتها، بل باتت تعرضها أمام العالم كبطاقة تعريف لفاعليتها القتالية.
ورأى عدد من المعلقين أن الفضيحة الحقيقية لا تكمن فقط في اللقطات المزعومة، بل في تطبيع الحرب وتحويلها إلى مختبر للربح.
يشار إلى أن إسرائيل ترتكب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت نحو 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة
مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة

قالت المدعية العامة الإسرائيلية جالي باهراف-ميارا الأحد إن أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – يواجه اتهامات تتعلق بالأمن وسيحضر جلسة استماع، وذلك بتهمة تسريب معلومات عسكرية شديدة السرية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ونفى جوناثان أوريخ، المستشار المقرب لنتنياهو، ارتكاب أي مخالفات في القضية التي بدأت السلطات القضائية التحقيق فيها أواخر عام 2024. ووصف نتنياهو التحقيقات الموجهة إلى أوريخ ومساعدين آخرين بأنها "حملة شعواء". وقالت باهراف-ميارا في بيان إن أوريخ ومساعدا آخر سربا معلومات سرية من الجيش الإسرائيلي لصحيفة بيلد الألمانية، بقصد المساس بأمن الدولة. وذكرت أنهما كان يسعيان للتأثير على الرأي العام بخصوص نتنياهو وتوجيه الخطاب حول مقتل ست أسرى إسرائيليين على يد آسريهم الفلسطينيين في غزة في أواخر أغسطس/آب 2024. وأدى مقتل الأسرى الستة إلى اندلاع احتجاجات حاشدة في إسرائيل وأثار غضب عائلاتهم الذين اتهموا نتنياهو بتخريب محادثات وقف إطلاق النار التي تعثرت في الأسابيع الماضية لأسباب سياسية. وينفي نتنياهو هذا الأمر بشدة، وادعى مرارا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي المسؤولة عن انهيار المحادثات، بينما تقول الحركة إن إسرائيل هي المسؤولة عن عدم التوصل إلى اتفاق. ونُشر المقال في صحيفة بيلد بعد أيام من العثور على جثث الأسرى داخل نفق تابع لحماس في جنوب قطاع غزة. وقالت الصحيفة بعد الإعلان عن التحقيق إنها لا تعلق على مصادرها، وإن مقالها اعتمد على وثائق أصلية.

تحقيق للشيوخ الأميركي: انهيار أمني وإخفاقات لا تغتفر وراء محاولة اغتيال ترامب
تحقيق للشيوخ الأميركي: انهيار أمني وإخفاقات لا تغتفر وراء محاولة اغتيال ترامب

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

تحقيق للشيوخ الأميركي: انهيار أمني وإخفاقات لا تغتفر وراء محاولة اغتيال ترامب

خلص تحقيق لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إخفاقات "لا تغتفر" في محاولة اغتيال الرئيس دونالد ترامب خلال تجمّع انتخابي قبل عام. وحمل التقرير جهازَ الخدمة السرية المسؤولية عن هذه الإخفاقات، داعيا إلى إجراءات تأديبية أكثر جدية. وأشارت اللجنة في تقريرها -الذي نشرته لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ- إلى أن "ما حدث لا يغتفر والتدابير المتّخذة على أثر الإخفاق حتى الآن لا تعكس مدى خطورة الوضع". وقد أعطت الواقعة زخما لحملة ترامب للعودة إلى البيت الأبيض ، إذ استخدمت -لجذب الناخبين- صورة له وهو مصاب رافعا قبضته قبيل إخراجه من الموقع. ولم يعطِ التقرير أي معلومات جديدة حول دافع المسلّح الذي لم يتّضح بعد، لكنه اتّهم جهاز الخدمة السرية بـ"سلسلة إخفاقات كان يمكن تجنّبها كادت أن تكلّف الرئيس ترامب حياته". وقال الجمهوري راند بول رئيس اللجنة إن "جهاز الخدمة السرية أخفق في التحرّك بعد معلومات استخبارية موثوق بها، وأخفق في التنسيق مع سلطات إنفاذ القانون المحلية". انهيار أمني وتابع بول "رغم تلك الإخفاقات، لم يُفصل أي شخص" مضيفا "كان هناك انهيار أمني على كل المستويات" لافتا إلى أن ذلك كان "مدفوعا بلامبالاة بيروقراطية وغياب البروتوكولات الواضحة وبرفض صادم للتحرك ردا على تهديدات مباشرة". وأشار إلى "وجوب محاسبة الأفراد والحرص على تطبيق كامل للإصلاحات لكي لا يتكرر ذلك". وتحدث جهاز الخدمة السرية عن أخطاء على المستويين التواصلي والتقني، مشيرا إلى أخطاء بشرية، وقال إن إصلاحات يجري تطبيقها لا سيما على مستوى التنسيق بين مختلف جهات إنفاذ القانون وإنشاء قسم مخصص للمراقبة الجوية. وقد اتُّخذت إجراءات تأديبية بحق 6 موظفين لم تكشف أسماؤهم، وفقا لهذا الجهاز. واقتصرت التدابير العقابية على الوقف عن العمل بدون أجر بين 10 و42 يوما، ونُقل الأفراد الستة إلى مناصب محدودة المسؤوليات أو غير عملانية. وفي حديثه عن محاولة الاغتيال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب "لقد ارتُكبت أخطاء" لكنه أعرب عن رضاه عن التحقيق. وفي مقابلة -على شاشة قناة فوكس نيوز- قال الرئيس الأميركي إن قنّاص الجهاز الحكومي "تمكّن من إرداء (مطلق النار) من مسافة بعيدة بطلقة واحدة. ولو لم يفعل ذلك لكان الوضع أسوأ". أمر لا ينسى وفي توصيفه للأحداث قال ترامب "إنه أمر لا ينسى". وتابع "لم أكن أعلم بالضبط ما كان يحدث. لقد تعرضت لـ(محاولة) اغتيال. لا شك في ذلك. ولحسن الحظ، انحنيت بسرعة. كان الناس يصرخون". وقدمت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل استقالتها من المنصب بعد 10 أيام من محاولة الاغتيال، في ظل تدقيق صارم بشأن دور الجهاز. وقال مدير جهاز الخدمة السرية الحالي شون كوران -في بيان- إن الجهاز تسلم التقرير وسيواصل التعاون مع اللجنة. وأضاف كوران "في أعقاب تلك الأحداث، أجرى الجهاز مراجعة شاملة لعملياته، وبدأ في تنفيذ إصلاحات جوهرية لمعالجة الإخفاقات التي وقعت في ذلك اليوم". يُذكر أنه في 13 يوليو/تموز 2024، أطلق مسلّح النار على المرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك ترامب خلال تجمع انتخابي في مدينة باتلر بولاية بنسلفانيا، مما أسفر عن إصابته في أذنه. وقُتل شخص، وأصيب آخران -إضافة إلى ترامب- قبل أن يردي قناص الجهاز الحكومي المسلّح توماس كروكس البالغ 20 عاما.

محمد الضيف قاد كتائب القسام وأرهق الاحتلال ثلاثة عقود
محمد الضيف قاد كتائب القسام وأرهق الاحتلال ثلاثة عقود

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

محمد الضيف قاد كتائب القسام وأرهق الاحتلال ثلاثة عقود

محمد الضيف، فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، أسهم بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تسمى "العائدون"، قبل أن يصبح أحد أهم المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائدا عاما لأركان كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقيل إنه لقب بـ"الضيف" لأنه حل ضيفا على الضفة الغربية ، وأسهم في بناء كتائب القسام فيها. شخصية الضيف محاطة بالغموض، وارتبط اسمه دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ولا يظهر إلا لماما، ولم يظهر منذ محاولة اغتيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر سبتمبر/أيلول 2002، إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسكرية للمقاومة، آخرها عملية طوفان الأقصى فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعلنت حماس في 30 يناير/كانون الثاني 2025 استشهاده. المولد والنشأة ولد محمد دياب إبراهيم المصري -وشهرته محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948. واستقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة. فقر أسرته المدقع أجبره مبكرا على العمل في مهن عدة، ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل، وبعد أن كبر أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم حصل على رخصة القيادة لتحسين دخله. تزوج الضيف في يوليو/تموز2001 من غدير الصيام، التي كانت تلقب بـ"أم فوزي"، وهي ابنة عم القيادي في حركة حماس سعيد صيام، ولم يُرزقا بأبناء. ثم تزوج من وداد عصفور عام 2007، وأنجبا 7 أطفال هم خالد وبهاء وعمر وخديجة وحليمة، إضافة إلى اثنين آخرين استشهدا مع والدتهما عام 2014. وقبل انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوصى الضيف أبناءه بحفظ القرآن الكريم، والتعمق في علومه، وتحصيل العلم النافع. وقد عاشت أسرته حياة متواضعة، وكان الضيف يتقاضى ما يكفي لسد حاجات عائلته دون أي فائض. درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وأثناء هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي وفي مجال المسرح. تشبع الضيف في فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين. إعلان التجربة السياسية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية محمد الضيف عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس. وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد تنفيذها عمليات عدة ضد أهداف إسرائيلية. انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب القسامية بعد اغتيال الشهيد عماد عقل عام 1993. أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال الشهيد يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلا إسرائيليا. وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود الاحتلال، فكانت كتائب القسام. وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس ، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال. اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى ، التي عُدّت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس، كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة كبيرة لدى الضيف في التخطيط والتنفيذ أقضّت مضاجع الاحتلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وبعد اغتيال صلاح شحادة وخلافة الضيف له أعد خطة تضمنت تدريب مقاتلين غير استشهاديين، وخطط لنقل المعركة لتكون داخل إسرائيل، ووضعته واشنطن عام 2015 على لوائح الإرهاب. أحداث حي الشيخ جراح ردد الشباب الفلسطينيون في المظاهرات التي خرجت في القدس في مايو/أيار 2021 شعار "حط السيف قبال السيف.. إحنا رجال محمد ضيف"، حين سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح الملاصق للحرم القدسي وتسليمه لمستوطنين إسرائيليين. وحذر الضيف في تلك الفترة قائلا "إن لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة في الحال فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي وسيدفع الاحتلال الثمن غاليا". وأكد أن قيادة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام تراقبان ما يحدث في القدس عن كثب، قبل أن تتحركا فعليا ردا على استمرار العدوان الإسرائيلي في القدس. وكانت قوات الاحتلال قد منعت ترديد اسمه في المظاهرات أو رفع المحتجين العلم الفلسطيني. الإعلان عن "طوفان الأقصى" صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها. وقال محمد الضيف في رسالة صوتية إن الضربة الأولى لـ"طوفان الأقصى" استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وإنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية. وأشار إلى أن هذه العملية تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكّر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي. وأوضح الضيف أن قيادة القسام "قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب"، وفق تعبيره. ودعا محمد الضيف الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل إلى الانتفاض نصرة للأقصى، وقال "اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها". كما قال الضيف "أدعو إخوتنا في المقاومة ب لبنان و إيران و اليمن و العراق و سوريا للالتحام مع المقاومة ب فلسطين". أهمية الرجل العسكرية جعلته مطلوبا على درجة كبيرة من الأهمية لإسرائيل التي ما فتئت أجهزة مخابراتها تعمل ليلا ونهارا في تعقبه وتتصيد الفرصة للإيقاع به. وتتهمه إسرائيل -التي سمته "رأس الأفعى" و"ابن الموت"- بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، وحاولت اغتياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 أثناء العدوان على غزة. ونفذت إسرائيل حينها ضربات صاروخية متتالية على منزل في حي الشيخ رضوان بغزة فقد محمد الضيف على إثرها زوجته وابنه الرضيع. وأمام التعقب الإسرائيلي أصبح الضيف يتعامل بحيطة ويقظة، فلا يستعمل أجهزة الهاتف المحمول ولا الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ويحذر في كل تحركاته تماما كحذره في اختيار دائرته القريبة منه القليلة العديد. ورغم نجاحه في البقاء حيا خلال السنوات الماضية فإن الضيف -المكنى بأبي خالد- كان قريبا من الموت في خمس محاولات اغتيال تعرض لها في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2006، وآخرها محاولة في 2014. وأشهر تلك المحاولات كانت أواخر سبتمبر/أيلول 2002، إذ اعترفت إسرائيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضيف قتل في الهجوم المذكور. حاولت المخابرات الإسرائيلية تصفية الضيف مجددا، وبررت فشلها بأنه "هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية" ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار. ولم يكن الضيف أبدا على شاشات الإعلام، وكل ما يعرف عنه هو تصريحاته المكتوبة أو المسجلة، مما يجعل نجاح المخابرات الإسرائيلية في تصفيته أمرا صعبا. وأعلنت حماس بداية أغسطس/آب 2023 استشهاد زوجة الضيف وابنه علي البالغ من العمر 7 أشهر، في غارة إسرائيلية حاولت استهدافه. ويوم 13 يوليو/تموز 2024 هاجم الاحتلال منطقة المواصي في خان يونس بسلسلة غارات، أعلن أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف. ونفت حماس أن تكون الغارة استهدفت الضيف، وقالت إن هذه ادعاءات للتغطية على حجم المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في هذه الغارات. مذكرة اعتقال يوم 20 مايو/أيار 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ومن جهة أخرى القادة في حرة حماس يحيى السنوار ومحمد الضيف و إسماعيل هنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتعليقا على هذا القرا، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لرويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية "مساواة بين الضحية والجلاد". وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في "حرب الإبادة". الاغتيال في 30 يناير/كانون الثاني 2025 نعى أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف. وقال في كلمة مصورة "نزف إلى أبناء شعبنا العظيم استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف". وأعلن أبو عبيدة "استشهاد ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام"هم قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة أبرزهم مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة. وكان جيش الاحتلال قد أعلن قبلها اغتيال الضيف في 13 يوليو/تموز 2024 في غارة على خان يونس جنوبي قطاع غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store