
حين تُقصف إسرائيل وتتهاوى طهران
حين تُقصف إسرائيل وتتهاوى طهران
قبل 6 دقيقة
من الصعب أن تجد عربياً – مهما كان انتماؤه أو موقعه – لا يشعر بالارتياح حين يرى الصواريخ تتساقط على الكيان الصهيوني الغاصب، الكيان الذي ما فتئ يرتكب الجرائم منذ تأسيسه على أنقاض الحق الفلسطيني. هذا الشعور ليس وليد لحظة، بل هو تراكُم عقود من القهر والمجازر والاحتلال، حيث بات مشهد سقوط صاروخ في تل أبيب بمثابة انتقام رمزي يشفي صدور المظلومين.
لكن، في الطرف الآخر من المشهد، هناك صورة لا تقل إثارة ولا خطورة: النظام الإيراني الذي لطالما تغنّى بالمقاومة والممانعة، ها هو اليوم يتهاوى أمام الضربات، وتسقط أركانه واحدة تلو الأخرى. لا يمكن لأي مواطن شريف أن يشعر بالحزن على منظومة سلطوية جعلت من الطائفية مشروعاً، ومن التمدد على حساب الشعوب هدفاً، ومن إذلال الداخل وتفجير الخارج استراتيجية ثابتة.
هذا النظام لم يكتفِ بإفقار الشعب الإيراني – الذي يتجاوز تعداده 90 مليون نسمة – من خلال عسكرة الدولة وتغذية مشروع نووي كلّف المليارات على حساب الخبز والدواء، بل صدّر الكارثة إلى الجوار العربي، من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا، حيث زرع المليشيات وأشعل الفتن ومزق النسيج الاجتماعي.
في اليمن، ولدت المأساة الحوثية من رحم هذا المشروع، مدججة بالشعارات والخرافات والسلاح الإيراني، لتسفك الدم وتدمر الدولة وتخنق الحياة ،وفي العراق، قُتل الشباب في الساحات تحت أقدام المليشيات الموالية لطهران، وفي لبنان اختُطفت الدولة لصالح سلاحٍ لا يؤمن بالوطن. أما سوريا، فشهدت أبشع تحالف بين براميل النظام وطائرات الحرس الثوري.
قد تسقط مئات الصواريخ على إسرائيل، ويُقتل عشرات في مشهد عسكري يُضخَّم إعلامياً، لكنه لا يغير موازين التاريخ.
ما يحدث اليوم داخل إيران، من خسائر في البنية العسكرية، ومقتل قادة وعلماء، وانكشاف المشروع الطائفي، فهو زلزال حقيقي يهز أركان "الإمبراطورية" التي توهمت السيطرة على المنطقة.
لقد آن أوان كشف الحقائق: أن لا القدس تحررت، ولا الشعوب تنعّمت، بل تحوّلت "قضية الأمة" إلى غطاء لأنظمة تنهب وتقتل وتقمع، باسم المقاومة تارة، وباسم الطائفة تارة أخرى. والنتيجة: خراب بالداخل، وخراب في الجوار.
السؤال اليوم لم يعد: من يقصف أكثر؟
بل: من يخدع أقل؟
ومن يملك مشروعاً حقيقياً لنهضة الشعوب، لا مشروعاً للموت باسم الدين أو المقاومة.
وسط الاحداث المتسارعة يدرك الساسة أن المنطقة تتغير، والأقنعة تسقط، والشعوب بدأت تميّز بين مَن يرفع السلاح لتحرير الأرض، ومَن يرفعه لتوسيع الهيمنة ،وبين مَن يبني لأجل وطن، ومَن يهدم لأجل سلطة. وربما آن الأوان لأن نقولها بصوت عالٍ: لا عدوّ أخطر من أولئك الذين يتاجرون بدماء شعوبهم وقضايا أمتهم ولهذا مهما هل بإيران لا أسف عليهم ولن يحزن عليهم إلا من كانوا في فلكهم يسبحون .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 33 دقائق
- اليمن الآن
محافظ العاصمة عدن يحضر الندوة العلمية الثقافية "الموروث الوثائقي لعدن وقيمته العامة"
بحضور محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، نظم مركز الدراسات والبحوث الندوة العلمية الثقافية بعنوان "الموروث الوثائقي لعدن وقيمته العامة"، في قصر السلطان العبدلي بكريتر، بهدف تسليط الضوء على التراث الوثائقي لعدن وتاريخها العريق. وخلال الندوة، أكد محافظ العاصمة عدن على أهمية الندوة في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الوثائق التاريخية والثقافية، وتشجيع البحث العلمي والثقافي في مجال التراث الوثائقي. وأشاد المحافظ بأهمية هذه الفعالية في إبراز قيمة الأرشيف والوثائق التي تؤرخ لمراحل مختلفة من حياة عدن، مشدداً على ضرورة صون هذا الإرث الثقافي والنهوض بالدراسات التي تتناول تاريخه ومضامينه. وأشار إلى أهمية تشكيل لجنة مشتركة لتحديد الأولويات والاحتياجات لدعم المركز، لكي يظهر بما يليق بتاريخ عدن العظيم، مع توفير كل السبل والوسائل اللازمة لاستقبال الزوار والباحثين. داعياً الجميع إلى تضافر الجهود من أجل الحفاظ على هذا الصرح الكبير بتاريخ عدن، متمنياً أن يتم الحفاظ على هذا المركز وتهيئته ليصبح مركزاً عالمياً للدراسات والبحوث. من جانبها، عبرت الدكتورة إيمان ناجي سعيد، رئيس مركز الدراسات والبحوث عدن، عن سعادتها بهذا الحضور، وقالت: "تأتي هذه الندوة في إطار جهود مركز البحوث لتعزيز البحث العلمي والثقافي في مجال التراث الوثائقي، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الوثائق التاريخية والثقافية لما لها من دور هام في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية. واضافت في ظل إعلان مشروع عدن محمية تاريخية، حيث سيتم إدراجها في التراث العالمي، فإن الحفاظ على المركز بما يحتويه من وثائق مهمة تاريخية واقتصادية واجتماعية وسياسية، يعد أمراً بالغ الأهمية، فهذه الوثائق تمثل مصادر قيمة للدارسين والباحثين والمؤرخين. وقد استطعنا، رغم الصعوبات والموارد المحدودة، الحفاظ على هذه الوثائق منذ فترة طويلة، ما قبل الاستعمار البريطاني، وفي ظل الاحتلال البريطاني، وحتى الوقت الراهن. إن المركز، الذي يقع في قصر السلطان العبدلي منذ عام 1920، يكتسب أهمية توثيقية تاريخية خاصة، وكل ما يحتويه متاح للجميع. أتمنى من الجهات المعنية والجهات المختصة النظر إلى هذا الموروث الكبير وتقديم الدعم اللازم للحفاظ عليه". شارك في الندوة عدد من الباحثين موالمختصين في مجال التاريخ والثقافة، حيث قدموا أربع أوراق عمل. تضمنت هذه الأوراق: ورقة عمل للدكتورة سماح العزاني دكتورة في التاريخ الحديث والمعاصر، بعنوان "بوابة الباحثين لمعرفة تاريخ جمهورية اليمن". ورقة عمل للباحثة منار محمد عبد الله شودري، بعنوان "قصر السلطان: تاريخه، نشأته، وتعريف عن المكتبة والكتب المتواجدة فيها". - ورقة عمل للكاتب والباحث جبران شمسان، بعنوان "تاريخ عدن بين النهر والوعد". - ورقة عمل للدكتورة أفراح الحمقاني، باحثة في التاريخ الإسلامي، بعنوان "تأريخ عدن من خلال الوثائق البريطانية المتواجدة في الأرشيف البريطاني والدول الغربية". وخرجت الندوة بعدد من التوصيات، من بينها ضرورة الحفاظ على الوثائق التاريخية والثقافية، وتشجيع البحث العلمي والثقافي في مجال التراث الوثائقي، وتعزيز التعاون بين الباحثين والمؤسسات الثقافية والعلمية لتعزيز الاستفادة من التراث الوثائقي. حضر الندوة رشاد شائع، وكيل محافظ العاصمة عدن، عيدروس باحشوان، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، أسمهان العلس، أكاديمية وباحثة في التراث الثقافي، وعدد من الباحثين والمهتمين بالدراسات والبحوث، وآخرون. كتب _نائلة هاشم تصوير _زكي اليوسفي


اليمن الآن
منذ 36 دقائق
- اليمن الآن
الجيش الإسرائيلي يتوعد: ما فعلناه في غزة سنفعله في إيران
بينما تستمر المواجهة بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع على التوالي، أكد الجيش الإسرائيلي أن هجماته تركز على إزالة التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية، مشدداً على السيطرة بشكل كامل على الأجواء الإيرانية. وقال المتحدث باسم الجيش في إحاطة صحفية اليوم الاثنين، "نركز هجماتنا على قيادة سلاح الجو الإيراني". وأوضح أن أكثر من 50 طائرة شاركت في الهجمات الإسرائيلية أمس وطالت أكثر من 120 هدفاً. كما أكد أن ما "فعلته إسرائيل في لبنان وغزة والضفة الغربية، تفعله في إيران أيضا". مقتل 4 مسؤولين كبار إلى ذلك، أشار إلى قتل 4 مسؤولين كبار بالمخابرات الإيرانية بينهم مدير مخابرات الحرس الثوري. وأوضح أن العملية مستمرة بكافة أشكالها، مشيراً إلى أنه لن يعلن عن الأهداف المقبلة. كما شدد على أنه سيواصل التحرك شرقا لضرب التهديد النووي وبرنامج الصواريخ، وأكد أنه دمر ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. بالتزامن شنّ الطيران الإسرائيلي ضربات جديدة على العاصمة طهران، وغرب البلاد أيضا، في رابع يوم من التصعيد غير المسبوق بين البلدين. وأفادت مصادر إيرانية بأن الهجمات الإسرائيلية "طالت مبنى قسم الإطفاء في بلدة موسيا" في محافظة إيلام غرباً. ومنذ يوم الجمعة 13 يونيو أطلقت إسرائيل حملة هجمات واسعة النطاق على إيران، مستهدفة خصوصاً مواقع عسكرية ونووية، بهدف معلن هو منعها من تطوير أسلحة نووية، وهي مسألة لطالما نفتها طهران. فبعد عقود من الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة، تصادمت الدولتان لأول مرة عسكريا بشكل مباشر بهذه الشدة. فيما خلفت تلك المواجهات المتبادلة 24 قتيلاً في إسرائيل وفق أحدث التقديرات الرسمية، ونحو 250 في إيران. اخبار التغيير برس


اليمن الآن
منذ 41 دقائق
- اليمن الآن
من غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي القتال على كل الجبهات؟
تواجه إسرائيل تحديًا غير مسبوق في قدرتها على خوض معركة متعددة الجبهات، في ظل الضربة الأخيرة التي وجهتها لإيران واحتمال رد واسع. مع انطلاق الضربة الإسرائيلية ضد إيران فجر الجمعة، دخلت إسرائيل رسميًا في مرحلة مواجهة مفتوحة مع خصمها الإقليمي الأخطر. لكن التصعيد مع طهران لا يُقرأ فقط من زاوية الرد الإيراني المتوقع، بل يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال استراتيجي ملحّ: هل يستطيع الجيش الإسرائيلي، في ظل ظروفه الحالية، تحمّل حرب متعددة الجبهات؟ السؤال لا يبدو نظريًا، فمؤشرات التعب والتحديات الداخلية تتزايد، من جبهة غزة المفتوحة منذ أشهر، إلى الحدود الشمالية المتوترة، إلى القلق من تصعيد في الضفة الغربية، وصولًا إلى دخول الساحة الإيرانية في قلب المعادلة العسكرية. الجيش يسحب من غزة لتعزيز جبهات أخرى بحسب ما أفادت به القناة 14 الإسرائيلية، بدأ الجيش الإسرائيلي بسحب بعض قواته من قطاع غزة، بغرض إعادة توزيعها على جبهات أخرى تحسبًا لرد إيراني وشيك. هذا الإجراء، الذي لم تُعلن تفاصيله كاملة، يعكس إدراكًا داخل القيادة العسكرية لحجم الضغط المحتمل في حال اتسعت رقعة المواجهة. إسرائيل، التي كانت تُركّز جهودها على قطاع غزة في محاولة لإنهاء "تهديد حركة حماس"، تجد نفسها الآن مطالبة بتأمين جبهات متعددة، من الشمال إلى البحر الأحمر، مرورًا بجبهات داخلية غير مستقرة. أزمة التجنيد من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية اليوم، ما وصفته صحف إسرائيلية بـ"أزمة التجنيد الأكبر في تاريخ الدولة". فالنقاش حول قانون إلزام الخدمة العسكرية لليهود الحريديم (المتدينين) عاد إلى الواجهة، وسط معارضة قوية من الأحزاب الدينية، ما جعل الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو عرضة لهزات سياسية داخل الكنيست. هذه الأزمة تنعكس مباشرة على القدرة على التوسع في القوة البشرية، في وقت أُنهكت فيه وحدات الاحتياط نتيجة طول أمد العمليات المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي زادت من استنزاف الجيش على جبهات متعددة. أظهرت تقارير دولية، أبرزها في فايننشال تايمز، أن عددًا من جنود الاحتياط بدأوا في الامتناع عن تلبية الاستدعاءات العسكرية، إما احتجاجًا على غموض الأهداف في غزة، أو نتيجة الإنهاك الجسدي والنفسي المتراكم. بعض هؤلاء تحدّثوا بشكل علني عن شعورهم بأنهم "يقاتلون بلا استراتيجية واضحة"، وأن الحكومة الحالية "توظف الحرب سياسيًا"، لا سيما مع تزايد الأصوات المعارضة لسياسات نتنياهو وتعامله مع ملف الرهائن في غزة. نتنياهو في عين العاصفة الداخلية رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه اليوم ضغوطًا متراكمة، لا من الخارج فقط، بل من قلب الشارع الإسرائيلي. آلاف المتظاهرين خرجوا في تل أبيب ومدن أخرى مطالبين باتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس، ووقف الحرب التي طالت دون نتائج ملموسة. كما تعاني حكومة نتنياهو من انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع إيران، وسط مخاوف من أن تؤدي المواجهة الإقليمية إلى انهيار داخلي في حال لم تُحسم سريعًا. مواجهة إيران: تهديد رد واسع في مقابل الغموض الإسرائيلي حول حدود العملية ضد إيران، يبدو أن رد طهران بدأ متدرّجا، لكن تصريحات كبار مسؤوليها بأن أبواب جهنم قد فُتحت وأن "العدو سيندم على فعلته"، فثمة خشية من أن يشمل الرد الإيراني حلفاء إقليميين وخاصة الحوثيين، ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام اختبار قدرته على المناورة والردع في الوقت نفسه. هذا الجيش، الذي لطالما تفاخر بقدرته على خوض حروب قصيرة وحاسمة، يجد نفسه اليوم محاطا بجبهات مشتعلة، وواقع داخلي يتآكل تحت وطأة التحديات السياسية والاجتماعية. الضربة ضد إيران قد تحمل رسائل ردع قوية، لكنها تفتح أيضًا بابًا لمخاطر قد تكون أعقد من القدرة على إدارتها. والسؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل تكفي القوة العسكرية وحدها لمواجهة التهديد، حين تكون الجبهة الداخلية أكثر هشاشة من أي وقت مضى؟