
ما بين "غودو" و"ترامب": لا أهلاً ولا سهلاً! #عاجل
جو 24 :
كتب: كمال ميرزا
للأسف، مرّة أخرى يسقط الإعلام العربيّ في الامتحان، وينساق وراء "البهورة" الكبيرة التي يختلقها الإعلام الأمريكيّ تمهيداً لزيارة "دونالد ترامب" المرتقبة لبعض دول المنطقة.
وكأنّ "غودو" قد قرر أخيراً أن يحضر!
وكأنّ "زيوس" قد قرّر أن ينزل من عليائه في قمة "الأوليمب"، وأن يباشر بنفسه حلّ مشاكل "البشر الفانين" وتصريف شؤونهم وعدم ترك المسألة لصغار الآلهة!
وكأنّ "بابا نويل" قادم وفي جعبته الهدايا والمكافآت.
ومن طرفنا نحن العرب والمسلمين، وكأنّ "المهدي المُنتظر" قادم جالباً معه الفَرَج!
البهورة الإعلاميّة هدفها إضفاء زخم، وحِسّ استباقيّ بالإنجاز، وإسباغ "شرعيّة" على "الغايات" و"المُخرجات" المتوخاة من هذه الزيارة، و"المكتسبات" التي سيحاول "السيد الأبيض" ابتزازها من مضيفيه، والتي ستتمحور غالباً حول:
ـ السلب المباشر و"على عينك يا تاجر" للفائض/ النقود كما حدث في مرّات سابقة.
ـ السلب غير المباشر للفائض/ النقود بذريعة عقد صفقات (بوجه خاص صفقات الأسلحة والأمن والحماية)، وإقامة استثمارات (داخل أمريكا طبعاً لتحريك السوق الأمريكيّة وخلق فرص العمل هناك)، وتوقيع اتفاقيّات (على شاكلة الابتزاز الأمريكي لأوكرانيا من أجل توقيع اتفاقيّة المعادن النادرة).
ـ الدفع باتجاه المرحلة التالية أو المستوى التالي من التطبيع والصهينة استكمالاً لترتيبات "صفقة القرن"، و"السلام الاقتصاديّ"، و"الاتفاقيّات الإبراهيميّة".
ـ المزيد من حشد العرب وراء مساعي تصفية القضيّة الفلسطينيّة وفصائل المقاومة ومجمل محور الممانعة، ودفعهم لتبنّي قرارات وإجراءات أكثر "جرأةً" و"صراحةً" و"علانيةً" بهذا الخصوص!
ـ عسكريّاً، السير قُدُماً في مشروع ما يُسمّى "الناتو العربي" الذي يُعتبر "الكيان الصهيونيّ" جزءاً لا يتجزّأ منه، والذي يلعب فيه "الكيان" (الذي بات الآن يتبع للقيادة المركزيّة الأمريكيّة) دور "الضابط المناوب" أو "النباطشي" في المنطقة، بينما الجيوش والأجهزة الأمنيّة العربيّة هي بمثابة "الأفراد" العاملين تحت إمرته. ولعل "غزّة"، وتصفية مقاومتها، وانتشال الكيان من ورطته فيها، ستكون باكورة "إنجازات" و"بركات" هذا الحلف الجديد (وربما جنوب لبنان بذريعة المساعدة في نزع السلاح وحصره بيد الدولة، وخطوط التماس الطائفيّ في سوريا تكريساً للتقسيم)!
في ضوء هذا السياق يمكننا قراءة الاتفاق المفاجئ الذي تمّ الإعلان عنه بخصوص وقف إطلاق النار بين أمريكا واليمن؛ فهذا الاتفاق بهذه الصيغة في مثل هذا التوقيت هو جزء من الروح الاحتفاليّة التي يتمّ بثّها للتبشير بزيارة "ترامب" الميمونة للمنطقة!
هذا الكلام ليس الهدف منه التشكيك في "إخوان الصدق" اليمنيّين، أو الانتقاص من قيمة إنجازهم، أو الأثر الكبير والفرق النوعيّ الذي تحدثه وقفتهم البطوليّة في الميدان إلى جوار إخوانهم في غزّة.
ومجرد اضطرار أمريكا لإبرام هذا الاتفاق مع اليمنيّين ولو مؤقّتاً (وهي التي لا تعترف بهم أساساً كسلطة شرعيّة وتعتبرهم جماعةً أو تنظيماً إرهابيّاً)، ومجرد اضطرار أمريكا إلى كسر "وحدة ساحاتها" مع الكيان الصهيونيّ على جبهة البحر الأحمر ولو مرحليّاً.. هذا بحدّ ذاته يحمل دلالات عميقة!
ولكن الفكرة هنا أنّ التجربة العمليّة علّمتنا أنّ أمريكا أخبث من أم يُؤمَن جانبها، وأكثر سرسرة وسفالة من أن يتمّ التعويل على عهودها ومواثيقها وضماناتها، وأكثر غطرسةً وعنجهيّةً من أن تُقرّ بالهزيمة أو الفشل أو العجز!
لذا، ما أسهل أن تتنصّل أمريكا من اتفاقها مع اليمن لأوهى الأسباب وأسخفها وذلك بمجرد أن يُنهي "ترامب" زيارته، ويقضي وطره، ويهبش هبشته!
أو ما أسهل أن تلجأ أمريكا إلى أساليب بديلة مجرّبة لتعويض إخفاقها، كأن تعود لمحاولة إغراء اليمنيّين باليمنيّين مرّة أخرى، أو أن تكون هذه مهمّة أخرى لـ "الناتو العربيّ" المُزمَع، أو أن يتمّ ـ وهو الأخطر ـ ضرب عصفورين بحجر واحد، واستدراج مصر للتورّط في اليمن بحجّة الخسائر التي يتسبّب بها الحصار البحريّ لقناة السويس.. أو أي صيغة خبيثة أخرى على نفس هذه الشاكلة.
نفس الكلام ينطبق حول ما يُشاع عن قيام "ترامب" بقطع اتصاله مع "نتنياهو"، والتصريحات الأمريكيّة الجريئة تجاه الكيان الصهيونيّ، والضغوط الأمريكيّة على الكيان وعصابه حربه للقبول باتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار في غزّة.
مناورات سياسية ودعائية ممجوجة ومحروقة ما أسهل أن تتنصّل الإدارة الأمريكيّة منها في غمضة عين بمجرد اختتام "ترامب" لجولته. والأهم والأخطر، أنّ هذه المناورات تأتي في إطار التمهيد والتسويق وتجميل وجه ما يُوصف بأنّه تصوّر أمريكي أو خطة أمريكيّة طويلة المدى للمنطقة تتضمن إقامة إدارة مدنيّة في غزّة تحت إشرافها المباشر توقف القتال وتحقن الدماء وتغيث الناس!
ويا سلام لو أنّ "عرب الاعتدال" قد أعلنوا تأييدهم لهذه الخطة، ومباركتهم لها، واستعدادهم للمشاركة في تنفيذها.. وذلك في بيان مشترك يتم الإعلان عنه كـ "سبرايز" للشعوب المسكينة والمغلوب على أمرها والمنهكة على هامش زيارة "ترامب" الميمونة!
بكلمات أخرى، في حال تمّ المضي قدما في "خطّة ترامب"، أو "مفاجأته" كما يُسمّيها.. فها هي أمريكا مرّة أخرى تمارس نفس سياستها الشيطانيّة القذرة: تنثر الفتن، وتجعل الجميع على الأرض يفتكون ببعضهم البعض، ويستنزفون بعضهم البعض، و"ينهنهون" بعضهم البعض.. ثمّ عندما يستحكم الإعياء والإرهاق واليأس من الجميع تأتي هي مثل "قاشوش الباصرة" لتأكل كلّ شيء، وتجيّر كلّ ما حدث لصالحها، وعندما نقول "صالحها" فالمقصود هو مصالح شركاتها ومصارفها وصناديقها السياديّة وكبّار ملّاكها وحملة أسهما وصانعي قرارها (ووكلائهم وسماسرتهم وقطاريزهم في المنطقة)!
هذا الكلام يؤكّد مسألتين:
المسألة الأولى: في ثنائيّة أمريكا - الكيان الصهيونيّ، أمريكا هي العدو الأول والأساسيّ والأكبر وليس الكيان!
فالكيان بخلاف الأوهام التي يروّجها عن نفسه ويطيب لنا تصديقها ليس الآمر الناهي المتحكّم بالقرار الأمريكيّ والعالميّ، بل هو قاعدة متقدمة ورأس حربة أوجدها النظام الرأسماليّ الإمبرياليّ العالميّ (الذي تحتل أمريكا حاليّاً موقع دولته المركزيّة) لخدمة مصالحه في المنطقة، وصيغة هذا الكيان واستمراره يتحدّدان في ضوء الوظائف التي يؤديها حاليّاً أو التي يمكن أن تُطلب منه في المستقبل.
وفي سياق "طوفان الأقصى" وحرب "الإبادة والتهجير"، فإنّ الواقع العمليّ قد أثبت بأنّ العدو الفعليّ والمسؤول الحقيقيّ عن كل القتل والدمار والإبادة والتطهير العرقيّ هي أمريكا، لأنّها الطرف الوحيد الذي يمتلك منذ اليوم الأول سلطة وصلاحية ونفوذ وقف ماكينة القتل الصهيونيّة بكبسة زر. ولولا الغطاء الأمريكيّ والدعم الأمريكيّ والتسليح الأمريكيّ والتحريض الأمريكيّ لما استطاعت ماكينة الحرب الصهيونيّة ولا استطاع الكيان الهش الاستمرار والصمود لشهر واحد بالاعتماد على قدراته الذاتيّة!
المسألة الثانية: بالنسبة لـ "نتنياهو" فهو كما قلنا منذ اليوم الأول "كلب مسعور في مهمّة"، وبقاؤه واستمراره من عدمهما، ومقدار الدعم والغطاء الذي يمكن أن يتحصّل عليهما.. كلّ ذلك رهن بمسار هذه المهمّة، ومدى نجاحه في تحقيقها، وأيّ تعديلات يمكن أن تطرأ عليها في ضوء سير المجريات على أرض الواقع.
نجحوا أم فشلوا، "نتنياهو" وزمرته بمثابة "ورقة محروقة"، ولا مكان لهم ولكلّ من كان جزءاً من "المعمعة" من جميع الأطراف في أي صيغة وتوافقات جديدة قادمة أيّاً كانت فحواها.. ويبقى السؤال، هل سيُسمح لـ "نتياهو" وأمثاله بخروج هادئ وتقاعد مريح ليتنعم آخر عمره بحصيلة فساده ولصوصيته عبر السنوات، أم أنّ أحدهم سيطلق عليه "رصاصة رحمة" تجعله شهيداً (شو بده أحسن من هيك خاتمة؟!)، وفي نفس الوقت تريحه وتريح مَن حوله، وتطوي صفحته وصفحة ما في جعبته من أسرار، وما في رقبته من جرائم وآثام!
بالعودة إلى زيارة "ترامب"؛ فإنّ الاحتفاء بالضيف وإكرامه وتكريمه هي من العادات العربيّة الأصيلة، ولكن في حالة ضيف مثل "ترامب" لا يستطيع المرء إلا أن يقول: "الله لا كان جاب الغلا"! خاصة وأنّ "ترامب" من نوعية الضيوف الذين ينطبق عليهم المثل الشعبيّ القائل: "ضيف وحامل سيف"! وأيضاً: "أعطيناه عين خش [دخل] بحماره"!
أمّا البهورة الزائدة والاحتفال الزائد بزيارة "ترامب" فينطبق عليهما المثل القائل: "كُثر التأهيل [أي قول أهلاً وسهلاً] بجيب الضيف الـ ....."!
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
هل الاردن جاهز لأغتنام الفرصة؟
في منعطف تاريخي غير مسبوق، تقف سوريا على أبواب اتفاق سلام مع إسرائيل، مدفوعة بجملة من التغييرات السياسية الإقليمية، وضغوط دولية، وتسهيلات اقتصادية بدأت تظهر ملامحها عقب رفع جزئي للعقوبات الأميركية. فبعد أكثر من عقد من العزلة، تشهد دمشق انفتاحاً دبلوماسياً واقتصادياً قد يعيد رسم مستقبل البلاد والمنطقة بأكملها. في 14 مايو 2025، شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثاً مفصلياً بلقاء جمع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. جاء اللقاء تتويجاً لوساطة إماراتية حثيثة وسعودية بقيادة الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ، أسفرت عن قرار أمريكي برفع جزئي ومؤقت للعقوبات المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر"، عبر إصدار رخصة عامة خاصة GL–25 تسمح بتعاملات مالية وتجارية مع البنك المركزي السوري، وقطاع النفط والغاز، وشركات حكومية مختارة، لمدة 180 يوماً قابلة للتجديد حسب بيان رسمي صدر بتاريخ 23 مايو 2025 من وزارة الخزانة الامريكية . لكن رفع العقوبات لم يأتِ بلا مقابل. فقد وضعت واشنطن عدة شروط صارمة كمدخل لتطبيع العلاقات الاقتصادية والسياسية، أبرزها: 1- طرد المقاتلين الأجانب واستكمال الحرب على الإرهاب وتنظيم داعش. 2- منع الفصائل الإرهابية من اتخاذ سوريا ملاذاً آمناً، وضمان حقوق الأقليات. 3- تفكيك الشبكات الإيرانية والروسية، وضبط الحدود السياسية والعسكرية. 4- خفض التوترات مع إسرائيل وبدء خطوات سلام حقيقية ضمن إطار اتفاقيات أبراهام. 5- تدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية. 6- طرد فصائل "محور المقاومة" الفلسطينية المدعومة من إيران. 7- المساعدة في ملف الصحفي الأميركي أوستن تايس. 8- الانخراط الفعلي في مسار السلام الإقليمي. وحسب ما نشرت صحيفة York Post New التي نقلت عن أعضاء الكونغرس الأمريكي، كورى ميلز ومارتن ستتزمان، أن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى استعدادًا لـ الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، شريطة وقف الغارات الجوية الإسرائيلية، واحترام سيادة الأراضي السورية، وبدء مفاوضات جدّية حول مستقبل مرتفعات الجولان المحتلة . ويتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة انطلاق مفاوضات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، برعاية عربية ودولية، قد تُتوّج باتفاق سلام شامل يعيد ترتيب أوراق الإقليم. وفي المقابل ، فأن رفع العقوبات الجزئي شكّل شرارة لانطلاقة استثمارية غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث. فمع فتح الباب أمام التحويلات البنكية والتعاملات الدولية، تدفقت الوعود من العواصم العالمية والخليجية، وسط سباق لإعادة الإعمار والمشاركة في الاقتصاد السوري بعد الحرب. ومن ابرز تلك الاستثمارات 1- برج ترامب – دمشق: مشروع ناطحة سحاب تجارية وسياحية بقيمة تقديرية تتراوح بين 150 إلى 200 مليون دولار. 2- شركة DP World الإماراتية: استثمار بقيمة 800 مليون دولار لتوسيع وتطوير ميناء طرطوس، ما يحوّله إلى مركز لوجستي إقليمي. 3- ألمانيا والإمارات: اتفاق مبدئي لطباعة العملة السورية في الخارج لتأمين السيولة بعيداً عن التأثيرات الروسية. 4- صندوق استثماري سعودي–إماراتي مشترك: تمويل مشاريع في قطاعات الكهرباء، المياه، والمستشفيات، بقيمة أولية تتجاوز 2.5 مليار دولار. 5- قطر: تعهد بتقديم دعم شهري مؤقت بقيمة 29 مليون دولار لدفع رواتب موظفي الدولة، لمدة ثلاثة أشهر، كجسر تمويلي حتى انطلاق الإصلاحات. 6- بروكسل 2025: مؤتمر إعادة الإعمار وعد بتقديم 6.5 مليار دولار كمساعدات واستثمارات على مدى ثلاث سنوات، بشروط إصلاحية. 7- كما سُجّل تسجيل أكثر من 450 شركة جديدة محلياً ودولياً خلال النصف الأول من عام 2025، وتقدمت أكثر من 500 جهة بطلبات لتأسيس شركات، غالبيتها في مجالات الطاقة، البناء، والخدمات اللوجستية. ما يحدث اليوم ليس مجرد هدنة سياسية أو انفتاح دبلوماسي، بل تحوّل استراتيجي جذري يعيد تعريف سوريا كدولة محورية في قلب الشرق الأوسط. فإن نجحت دمشق في تلبية الشروط الدولية، وواصلت مسار الانفتاح والسلام، فإنها قد تتحول في غضون سنوات قليلة إلى دولة مستقرة، متصلة، ومزدهرة اقتصاديًا. وفي الأردن، حيث وقفنا بثبات إلى جانب أشقائنا السوريين وشاركناهم أعباء الأزمة لعقد من الزمن، يبرز سؤال جوهري: هل لدينا رؤية واضحة وخطط عملية للاستفادة من فرص إعادة إعمار سوريا في عهدها الجديد؟ أم سنكتفي بدور المتفرّج بينما تتقاسم الدول الأخرى عقود الإعمار ومجالات الاستثمار؟


جو 24
منذ 7 ساعات
- جو 24
سلاح "الكيان الصهيونيّ" الأقوى! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا في الأخبار أنّ الكيان الصهيونيّ قد دفع بجميع ألوية مشاته ودروعه النظاميّة إلى قطاع غزّة ضمن ما تُسمّى عمليّة "عربات جدعون" الهادفة إلى إعادة احتلال القطاع واستكمال مخطّط التهجير. مثل هذا الخبر يدفعك للتساؤل: بعد أكثر من سنة ونصف على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" المباركة، وحرب الإبادة والتهجير "الصهيو-أمريكيّة" المُمنهجة، ما هو السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ؟! ليس تفوّقه الكميّ في عدد القوّات وحجم السلاح والعتاد والذخائر.. وليس تفوّقه النوعيّ في طبيعة السلاح والعتاد والذخائر.. وليست التكنولوجيا الفائقة وتسخيره آخر تطبيقات الحرب الإلكترونيّة والذكاء الاصطناعيّ.. وليس سلاح جوّه واستفراده بالأجواء.. وليست أجهزته الاستخباراتيّة وقدرتها على التجسس والاختراق وتجنيد العملاء.. وقطعاً قطعاً ليست عبقريّة جنرالاته، وبسالة وشجاعة وكفاءة جنوده.. وليس الدعم الأمريكيّ والغربيّ غير المحدود الذي يتلقّاه.. وليست جسور التزويد الجويّة والبحريّة والبريّة التي لم تنقطع لدقيقة واحدة عنه.. وليست المليارات التي تُمنح له مجاناً (على حساب الأجاويد) لدعم اقتصاده ومنع انهيار عملته.. وليس الغطاء السياسيّ الذي تمنحه إياه الدبلوماسيّة الأمريكيّة والغربيّة القذرة، والغطاء الدعائيّ الذي تمنحه إياه ماكينة الإعلام الشيطانيّة.. جميع ما تقدّم عوامل تابعة ومعزّزة، وجميع ما تقدّم لم يمكّن الكيان حتى هذه اللحظة من تحقيق الحسم أمام خصم لا يمتلك أيّاً من المقوّمات أعلاه! سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى ظهره المُؤمَّن! والكلام هنا ليس من قبيل المجاز أو الاستعارة، بل المقصود هو المعنى الحرفيّ للكلام! عندما يقوم جيش ما بسحب كامل قواته النظاميّة من كافة مناطق تمركزها، وممّا يُفترَض أنّها خطوط تماس محتملة، ويحشدها جميعها في منطقة جغرافيّة "داخليّة" محصورة ومحدودة.. فهذا مؤشّر على أنّ هذا الجيش يأمن خطوط تماسه تماماً، ولا يعتبرها مصدر تهديد قائم أو محتمل مع أنّه يعيش عمليّاً حالة حرب، ويرى أنّ قوات احتياطه ودوريّاته الاعتياديّة أكثر من كافية من أجل حراسة وتأمين هذه الخطوط! والجيوش لا تبني قراراتها على أمانيّ ومشاعر ورجاءات، بل تبنيها على معلومات وحقائق وضمانات؛ بمعنى أنّ الكيان حين يتصرّف بمنطق مَن أمِنَ ظهره فلأنّ هذا يمثّل بالنسبة له حقيقةً ماديّةً ومُعطىً حسيّاً على الأرض. بكلمات أخرى، سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى، والذي يمنحه ميزة تفضيليّة في هذه المرحلة، هو قدرته على أن يحشد جميع قواته النظاميّة، وأنّ ينقض بكامل وحشيته وعدّته وعتاده على غزّة وأهلها.. وهو مطمئن أشدّ الاطمئنان أنّ ظهره محميّ، وأنّ رصاصةً واحدةً لن تُطلق عليه من الخلف مهما فعل، ومهما أوغل في دماء غزّة وأوصالها وأشلائها! أمّا بالنسبة لغزّة فإنّ رهانها حتى هذه اللحظة كان وما يزال يعتمد على قوّة "عمودها الفقريّ"، أي صمود وثبات أهلها الذاتيّ والتفافهم حول مقاومتهم الباسلة.. لماذا؟ لأنّ العرب والمسلمين الذين يُفترض أن يكونوا "ظهر" غزّة وسندها قد خذلوها وتنصُلوا منها، ومنهم الذين يتواطأون ضدّها ويُظاهرون عليها! كلمة "ظهير" في القرآن الكريم وردت في ستة مواضع مختلفة، ولا موضع من هذه المواضع يمكن أن تلتمس فيه صراحةً أو تأويلاً العذر للأنظمة العربيّة والإسلاميّة، سواء في موقفها من الكيان الصهيونيّ والتزامها بأمنه وأمانه، أو موقفها من غزّة وفصائل مقاومتها التي ترفض الأنظمة للآن مجرد الاعتراف بها كحركّات تحرّر وطني مشروعة! ما بين الآية (17) من "سورة القصص" التي يوردها الله تعالى على لسان سيدنا موسى: ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ)).. والآية (55) من "سورة الفرقان": ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا)).. يكمن سرّ السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ في هذه المرحلة من الصراع! تابعو الأردن 24 على


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
واشنطن تدرس تعليق بعض العقوبات على إيران
خبرني - خبرني - قالت صحيفة إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية تعليق بعض العقوبات المفروضة على إيران، وذلك بعد يوم من احتضان العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول أميركي أن واشنطن عرضت اتفاقا تمهيديا تؤكد فيه إيران استعدادها للتخلي عن محاولة حيازة سلاح نووي، مضيفا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لم تتنازل بمفاوضات روما عن مطلبنا بوقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم على أرضها". واستضافت روما -يوم الجمعة الماضي- الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني التي تتوسط فيها سلطنة عُمان، والتي بدأت أولى جولاتها في مسقط يوم 12 أبريل/نيسان الماضي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن جولة اليوم كانت الأكثر مهنية، ووضحنا فيها مواقفنا"، كما قالت الخارجية الإيرانية إن "المفاوضات مستمرة على مستوى الفرق الفنية، وويتكوف غادر بسبب رحلة طيرانه المجدولة مسبقا". وتعد هذه المحادثات أرفع مستوى للتواصل بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران عام 2015 بشأن برنامجها النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في الولاية الأولى للرئيس ترامب. وعقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران، في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، ويسعى حاليا إلى التفاوض على اتفاق جديد مع طهران التي تأمل رفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها، لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسة في المحادثات.