logo
الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار

الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار

BBC عربية٢٥-٠٣-٢٠٢٥

أفرج الجيش الإسرائيلي عصر اليوم عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال، مخرج فيلم "لا أرض أخرى"، وذلك بعد اعتقاله مساء أمس خلال مواجهات اندلعت بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية.
وذكر الناشط في منظمة "بتسيلم"، نصر نواجعة، لـبي بي سي، أن حمدان نُقل إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل لإجراء فحوصات طبية، بعدما أصيب قبل اعتقاله جراء تعرضه للضرب، مما أسفر عن إصابته في الرأس والفك السفلي.
وأضاف نواجعة أن الحالة الصحية لحمدان مستقرة، وأن الأطباء سمحوا له بمغادرة المستشفى بعد استكمال الفحوصات اللازمة.
وكانت قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، قد شهدت يوم الإثنين تجدد اعتداءات مجموعات من المستوطنين، لثلاث مرات طوال اليوم، ووقع أخر اعتداء مع حلول موعد الإفطار في شهر رمضان، إذا اقتحم عشرات المستوطنين أحد المنازل في القرية وألقوا الحجارة على المنازل والمركبات، وانتهى الأمر باعتقال الجيش الإسرائيلي للمخرج الفلسطيني حمدان بلال بعد ضربه وإصابته من قبل المستوطنين.
كما سُجِّل عددٌ من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين إثر اعتداء المستوطنين، وفق تأكيد المصادر الطبية الفلسطينية وأهالي قرية سوسيا.
وكان المخرج بلال قد فاز بجائزة الأوسكار عن فيلم "لا أرض أخرى"، مع مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي.
"خطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره"
الفلسطيني باسل عدرا، أحد مخرجي فيلم "لا أرض أخرى" كذلك، كان موجوداً في قرية سوسيا لحظة اعتداء المستوطنين الأخير.
وقال باسل لبي بي سي : "بدأ اعتداء المستوطنين بإلقائهم الحجارة على المنازل والمواطنين والمركبات في القرية بينما كنا نستعد لتناول وجبة الإفطار، ثم وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي والشرطة ولم يفعلوا شيئا لحمايتنا بل صوبوا أسلحتهم تجاهنا، بينما واصل المستوطنون رشقنا بالحجارة بكثافة".
وأضاف: "عندها تفرقنا وهربنا، وبينما عاد حمدان إلى منزله اعتُدِيَّ عليه بالضرب من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وأطلقوا النيران بكل اتجاه وخطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره. وجدنا دماءاً على باب منزله".
وتابع : "كانت هناك خطة من المستوطن الذي اعتدى على حمدان لأنه يعرفه جيدا ويريد الانتقام منه بشكل شخصي خاصة بعد نجاح فيلمنا (لا أرض أخرى) وإيصال قصة سوسيا للعالم".
وأضاف: "منذ حصولنا على جائزة الأوسكار، هناك اعتداء كل يوم إن كان بشكل شخصي ضد حمدان أو بقية المواطنين ومنازل البلدة المستهدفة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، فكلما كان لدينا نشاط يسلط الضوء على معاناتنا تتكثف الإعتداءات ضدنا وكأنه انتقام منا جميعاً".
"اعتقلنا حمدان لإلقائه الحجارة "
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن منطقة سوسيا شهدت مساء الإثنين مواجهات عنيفة بين إسرائيليين وفلسطينيين تبادلاً التراشق بالحجارة، وتدخلت قوات الجيش والشرطة لتفريق المواجهات واعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بينهم حمدان بلال، المشتبه بإلقائه الحجارة بالإضافة الى اعتقال إسرائيلي متورط بالأحداث.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى إصابة إسرائيلي بجروح نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، نافياً إعتقال أي فلسطيني من داخل سيارة إسعاف.
"تهجير أهالي مسافر يطا"
نشر الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، وهو أحد منتجي فيلم "لا أرض أخرى"، عبر منصة "إكس" تغريدة قال فيها: "هاجمت مجموعة من المستوطنين بلال وضربته على رأسه وأنحاء جسده وعندما وصلت سيارة الإسعاف لنقله وهو ينزف، اقتحمها الجنود وأعتقلوه ومنذ ذلك الوقت لا نعرف عنه شيئاً، الاعتداء على بلال جزء من حملة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير أهالي مسافر يطا لصالح الاستيطان، الجيش والمستوطنون يعملون بالتنسيق مع بعضهم، أحدهم يهدم المنازل والآخر يهاجم السكان".
من ناحيته قال رئيس المجلس القروي لقرية سوسيا، جهاد نواجعة لبي بي سي : "ما حدث هو محاولة من المستوطنين لسرقة أغنام أحد المواطنين في القرية، واعتداءهم على المواطنين والمنازل والمركبات بإلقاء الحجارة".
وأضاف: "حاول المواطنون ومن بينهم حمدان التصدي للمستوطنين ومنع سرقة الأغنام، وسارعت للاتصال بالشرطة والجيش الإسرائيلي لنجدتنا، لكن ما حدث كان استمرارالاعتداءات بوجود الجيش والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت حمدان بعد الاعتداء عليه بالضرب، ومنعت وصول سيارة الإسعاف للتعامل مع 8 إصابات في صفوف الفلسطينين".
وتابع: "الاعتداءات تتجدد في القرية لدينا صباحاً ومساءاً بشكل يومي".
وأثار ما حدث ردود فعل دولية غاضبة ، إذ عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس عن قلق إدارتها من الحادثة في قرية سوسيا وقالت في بيان لها : "ندين كل أشكال العنف وسننظر في تفاصيل ما حدث، نحن قلقون بشكل خاص من عنف المستوطنين ونرغب في وضع حد له".
قصة قرية سوسيا
فاز فيلم "لا أرض أخرى" هذا العام بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، الذي عرض واقع حياة الفلسطينيين في قرية سوسيا في منطقة مسافر يطا من خلال تصوير مطول أعده المخرجان الفلسطينيان حمدان بلال وباسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام.
عمل فريق الإنتاج لأشهر عديدة عن كثب لتسليط الضوء على هذه القرية، التي تمثل قصتها واقع نحو 12 قرية في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، المهددة بالهدم والمصادرة بموجب قرارات عسكرية إسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً.
نصر نواجعة، الباحث في منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية الحقوقية قال لبي بي سي : "منذ بداية العام رصدنا عشرات الإعتداءات من المستوطنين على قرية سوسيا، وكل يوم هناك اعتداء إما على الأراضي أو على الممتلكات أو المواطنين".
وأضاف: "ما حدث بالأمس كان بعد تجدد الإعتداءات لثلاث مرات، الإعتداء الأخير كان الأعنف خلال ساعات الليل. وللأسف، قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية إن حضرت تكون لحماية المستوطنين".
وتابع: "في الآونة الأخيرة، استُحدِثَ أمر من قبل الشرطة والجيش الإسرائيلي في حال اتصالنا بهم للنجدة، إذ يردون علينا بالقول إذا لديكم أوراق رسمية تثبت ملكيتكم للأرض نأتي لنجدتكم، وفي حال عدم وجودها لن نأتي".
وأضاف: "بالإضافة لمنح المستوطنين فرصة لاقتحام الأراضي الملاصقة لمنازلنا. لو أرادات الشرطة والجيش الإسرائيلي منع الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين لفعلت ذلك لأنها تستطيع. للأسف نحن نحمل المسؤولية للشرطة والجيش الإسرائيلي عن خطورة الاعتداءات المنظمة للمستوطنين ضد أهالي وأراضي قرية سوسيا".
ويقول فلسطينيون من قرية سوسيا وقرى منطقة مسافر يطا، وجُلُّهم من المزارعين و رعاة الاغنام ويعيشون في الخيام والمغارات :"إننا نخوض أطول معركة قضائية في المحاكم مع السلطات الاسرائيلية لإثبات حقنا في ملكية أراض ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وللحيلولة دون تهجيرنا من أرضنا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟
هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟

BBC عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • BBC عربية

هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟

انتهى الصراع الذي استمر أربعة أيام بين الخصمين التقليديين، الهند وباكستان، الشهر الجاري بوقف إطلاق النار، مع إعلان كل منهما تحقيق النصر، بيد أن التطورات الأخيرة سلطت الضوء على قطاع صناعة الدفاع في الصين، التي قد تكون الرابح الحقيقي في هذا الصراع بطريقة غير مباشرة. انطلقت أحدث موجة من التوترات بين الهند وباكستان في السابع من مايو/أيار، عندما شنت الهند هجمات استهدفت ما أطلقت عليه اسم "البنية التحتية للإرهابيين" داخل الأراضي الباكستانية، في رد على هجوم مسلح راح ضحيته 26 شخصاً، أغلبهم من السائحين، في بلدية باهلغام في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية في الثاني والعشرين من أبريل/نيسان. وقُتل كثيرون في الوادي ذي الطبيعة الخلابة في كشمير، الأمر الذي دفع نيودلهي إلى اتهام إسلام آباد بدعم الجماعات المسلحة المتورطة في هذا الهجوم، وهو اتهام نفته باكستان. وعقب رد الهند، الذي أطلقت عليه اسم "عملية سندور"، وتوجيه ضربة في أعقاب الهجوم الذي نفذته الجماعات المسلحة، دخل الطرفان في سلسلة من التحركات العسكرية المتبادلة، تضمنت شن هجمات بمسيّرات، وصواريخ، ومقاتلات حربية. وأشارت تقارير إلى أن الهند استخدمت في شن الهجمات مقاتلات فرنسية وروسية الصنع، بينما استخدمت باكستان طائرات، من طراز" جيه-10" و"جيه-17"، التي تشترك في تصنيعها مع الصين، وأكد الجانبان أن المقاتلات لم تتجاوز الحدود، وأن تبادل إطلاق الصواريخ جرى عن بُعد. وادّعت إسلام آباد أن مقاتلاتها الجوية أسقطت نحو ست طائرات تابعة للهند، بما في ذلك طائرات من طراز "رافال" الفرنسية الصنع، التي حصلت عليها الهند مؤخراً، لكن من جانبها لم تصدر دلهي أي رد رسمي على هذه الادعاءات. وقال المارشال الجوي، إيه كيه بهارتي، أحد القادة البارزين في سلاح الجو الهندي، في تصريح له الأسبوع الماضي، رداً على سؤال من أحد الصحفيين بشأن تلك الادعاءات: "الخسائر جزء من المعارك"، وامتنع بهارتي عن التعليق على الادعاء المباشر بشأن إسقاط باكستان طائرات هندية. وأضاف: "حققنا الأهداف التي حددناها، وعاد جميع طيارينا بسلام". وأعلنت الهند أنها قتلت نحو "100 إرهابي"، خلال هجماتها التي استهدفت مقرّات تابعة لتنظيمي "عسكر طيبة" و"جيش محمد" المحظورين، والمتمركزين داخل الأراضي الباكستانية. ولا تزال الرواية الحاسمة لما جرى بالفعل خلال المعارك الجوية بين الطرفين غير واضحة حتى الآن، إذ تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وقوع حوادث سقوط لطائرات في ولاية البنجاب وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية في الفترة نفسها، بيد أن الحكومة الهندية لم تصدر أي تعليق رسمي على تلك التقارير. وذكر تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن باكستان ربما استخدمت طائرات من طراز "جيه-10" صينية الصنع لإطلاق صواريخ جو-جو على مقاتلات هندية، ويرى بعض الخبراء أن إعلان باكستان تحقيق النصر، بعد اعتمادها الكبير على أنظمة الأسلحة الصينية في قتال نشط، يمثل دفعة قوية لصناعة الدفاع الصينية، بينما يعارض آخرون هذا الرأي. ويرى بعض الخبراء أن ما حدث يعد لحظة فارقة لصناعة الأسلحة في الصين، أشبه بـ "لحظة ديب سيك"، في إشارة إلى ما حدث في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أزعجت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة عمالقة التكنولوجيا الأمريكية من خلال تقنيتها التي اتسمت بانخفاض التكلفة والكفاءة العالية. وقال الكولونيل المتقاعد في جيش تحرير الشعب الصيني، تشو بو، لبي بي سي: "كانت المعركة الجوية بمثابة إعلان هائل عن صناعة الأسلحة الصينية. حتى الآن، لم تتح للصين فرصة لاختبار أنظمتها في ظروف قتالية فعلية". وأضاف المحلل، الذي يقيم في بكين، أن المواجهة الجوية أظهرت أن "الصين تمتلك أنظمة تتفوق على نظيراتها"، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسهم شركة "أفيك تشنغدو" الصينية المتخصصة في صناعة الطائرات المقاتلة، مثل الطائرة "جيه-10"، بنسبة تصل إلى 40 في المئة خلال الأسبوع الماضي عقب الأداء المعلن عنه لهذه الطائرة في الصراع بين الهند-باكستان. وعلى الرغم من ذلك يرى بعض الخبراء أن الوقت لا يزال مبكراً لإعلان تفوق أنظمة الأسلحة الصينية. ويقول والتر لادفيغ، من كينغز كوليدج في لندن، إن الأمر لم يُحسم حتى الآن إذا كانت الطائرات الصينية استطاعت بالفعل التفوق على طائرات سلاح الجو الهندي، وخصوصاً طائرات "رافال" الفرنسية الصنع. ويضيف: "وفقاً للعقيدة العسكرية التقليدية، يجب التصدي لدفاعات العدو الجوية وتحقيق التفوق الجوي قبل استهداف الأهداف الأرضية، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن مهمة سلاح الجو الهندي لم تكن تهدف إلى استثارة أي رد فعل عسكري من الجانب الباكستاني". ويعتقد لادفيغ أن الطيارين الهنود ربما تلقوا أوامر بالتحليق على الرغم من حالة التأهب القصوى التي كانت عليها الدفاعات الجوية الباكستانية، ووجود طائراتها بالفعل في السماء، ولم تكشف القوات الجوية الهندية عن تفاصيل المهمة أو استراتيجيتها في العمليات الجوية. كما لم تدل بكين بأي تصريح بشأن تقارير أفادت بإسقاط طائرات مقاتلة هندية، بما فيها طائرات "رافال"، بواسطة طائرات "جيه-10"، بيد أن التقارير غير المؤكدة بشأن إسقاط طائرة "جيه-10" لنظام سلاح غربي أثارت موجة من الفرح والشعور بنشوة الانتصار على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. وقالت كارلوتا ريناودو، الباحثة في الشؤون الصينية في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا، إن وسائل التواصل الاجتماعي في الصين فاضت بالرسائل الوطنية، على الرغم من صعوبة التوصل إلى نتائج حاسمة اعتماداً على المعلومات المتاحة. وأضافت: "يكتسب الانطباع عن الناس، في الوقت الراهن، أهمية تفوق الواقع بكثير. وإذا أخذنا الأمر من هذا المنظور، فإن الرابح الحقيقي هو الصين". وتعد باكستان حليفاً استراتيجياً واقتصادياً للصين، التي تستثمر ما يزيد عن 50 مليار دولار في إنشاء البنية التحتية في باكستان ضمن مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، لذا لا يصب ضعف باكستان في مصلحة الصين. ويقول المحلل الأمني الباكستاني، إمتيار غول: "لعبت الصين دوراً حاسماً في النزاع الأخير بين الهند وباكستان، وفاجأت المخططين الهنود بشكل كبير، إذ ربما لم يكن في تصورهم مدى عمق التعاون في مجال الحرب الحديثة بين باكستان والصين". ويرى خبراء أن أداء الطائرات الصينية في ظروف قتال فعلية قد خضع لتحليل دقيق في العواصم الغربية، إذ من المتوقع أن يكون لذلك أثر بالغ على سوق الأسلحة العالمية، لاسيما وأن الولايات المتحدة تعد أكبر مصدر للأسلحة على مستوى العالم، تليها الصين في المركز الرابع. وتصدّر الصين أسلحتها في الغالب إلى دول نامية مثل ميانمار وباكستان، وكانت أنظمة الأسلحة الصينية تتعرض في السابق لانتقادات بسبب ضعف جودتها ورصد مشكلات تقنية تواجهها. وكانت أنباء قد تحدثت عن تعليق القوات المسلحة البورمية استخدام عدد من طائراتها المقاتلة من طراز "جيه إف-17"، التي جرى تصنيعها بالشراكة بين الصين وباكستان عام 2022، بسبب وجود مشكلات تقنية. كما أفاد الجيش النيجيري بوجود عدة مشكلات تقنية في طائراته المقاتلة من طراز "إف-7" صينية الصنع. وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الهند طائرة في مواجهة مع باكستان. ففي عام 2019، وخلال معركة جوية وجيزة بين الطرفين، عقب تنفيذ ضربات جوية هندية مماثلة على مواقع وُصفت بأنها تابعة لإرهابيين مشتبه بهم في باكستان، أُسقطت طائرة من طراز "ميغ-21" روسية الصنع داخل الأراضي الباكستانية، وأُسر قائدها الذي أُفرج عنه بعد أيام. لكن الهند أعلنت أن الطيار قفز من طائرته بمظلة عقب نجاحه في إسقاط طائرات مقاتلة باكستانية، منها طائرة طراز "إف-16" الأمريكية الصنع، وهو ادعاء نفته باكستان. وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن إسقاط طائرات هندية الأسبوع الماضي، يرى خبراء مثل لادفيغ أن الهند نجحت في ضرب "نطاق واسع من الأهداف" داخل باكستان في صباح العاشر من مايو/أيار، الأمر الذي لم يحظ باهتمام كبير من وسائل الإعلام الدولية. وأعلن الجيش الهندي أنه نفذ هجوماً منسقاً أطلق خلاله صواريخ على 11 قاعدة جوية باكستانية في مختلف أنحاء البلاد، من بينها قاعدة نور خان الجوية الاستراتيجية الواقعة خارج روالبندي، القريبة من مقر القيادة العسكرية الباكستانية، ويُعد هذا الهدف حساساً ومفاجئاً للسلطات في إسلام أباد. وكان أحد أبعد الأهداف في بولاري، التي تقع على مسافة 140 كيلومتراً من مدينة كراتشي الجنوبية. ويقول لادفيغ إن سلاح الجو الهندي نفذ في هذه المرة عمليات وفق إجراءات متبعة، بداية بشن هجوم على أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الباكستانية، ثم توجيه ضربات هجومية على أهداف أرضية. كما استعانت الطائرات الهندية بتشكيل من الصواريخ والذخائر والطائرات المسيّرة، على الرغم من تفعيل باكستان نظام الدفاع الجوي "إتش كيو-9" المزود من الصين. ويقول لادفيغ: "يبدو أن الهجمات كانت دقيقة وتحققت أهدافها إلى حد كبير، إذ كانت الحفرات في منتصف مدارج الطائرات، وهي مواقع مثالية تماماً. أما لو كان الصراع طال أمده، فلا أستطيع تحديد المدة التي ستحتاجها القوات الجوية الباكستانية لإعادة تشغيل هذه المنشآت". وعلى الرغم من ذلك، أشار إلى أن الجيش الهندي "فقد زمام السيطرة على سرد الأحداث" بسبب رفضه الخوض في تفاصيل بالغة الأهمية. ورداً على الغارات الهندية، أعلنت باكستان أنها نفذت هجمات صاروخية وجوية على عدد من القواعد الجوية الهندية في الخطوط الأمامية، إلا أن نيودلهي أكدت أن الهجمات لم تُسفر عن أي أضرار في المعدات أو الأفراد. وبناء على ذلك تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها، إدراكاً منهم بأن الوضع يتفاقم، وفرضوا ضغوطاً على البلدين لوقف المعارك بينهما. ويجد خبراء أن هذا النزاع برمته يمثل إنذاراً مهماً للهند ودعوة للاستيقاظ. وإن كانت الصين لا تُعلّق على تفاصيل الصراع الأخير بين الهند وباكستان، إلا أنها حريصة على إبراز تقدم أنظمة أسلحتها التي تواكب بسرعة تطور الأسلحة الغربية. وتُدرك نيودلهي أن الطائرات التي زودت بها الصين باكستان هي طُرز أوّلية، إذ استطاعت بكين بالفعل صناعة طائرات مقاتلة متقدمة من طراز "جيه-20" الشبحية التي تتمتع بتقنية التخفي وتجنب رصد الرادارات. وتخوض الهند والصين نزاعاً حدودياً طويل الأمد على طول سلسلة جبال الهيمالايا، تسبب في حرب قصيرة في عام 1962 مما أسفر عن هزيمة الهند، كما حدثت اشتباكات حدودية قصيرة في لاداخ في يونيو/حزيران 2020. ويرى خبراء أن الهند تعي تماماً أهمية تعزيز استثماراتها في صناعة الدفاع المحلي وزيادة معدلات الشراء من السوق الدولية. وحتى هذه اللحظة، يبدو أن صناعة الدفاع الصينية لفتت الانتباه على نحو كبير عقب الادعاء بنجاح طائراتها في الصراع الهندي-الباكستاني الأخير.

رومانيا... تحديات ما بعد هزيمة الترامبي سيميون على يد الوسطي نيكوسور دان
رومانيا... تحديات ما بعد هزيمة الترامبي سيميون على يد الوسطي نيكوسور دان

العربي الجديد

timeمنذ 18 ساعات

  • العربي الجديد

رومانيا... تحديات ما بعد هزيمة الترامبي سيميون على يد الوسطي نيكوسور دان

حققت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرومانية، أمس الأحد، مفاجأة سارة للتيار المؤيد للاتحاد الأوروبي، بعد أن هزم الفائز الوسطي نيكوسور دان مرشح اليمين القومي المتشدد جورج سيميون. ويشكل فوز رئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان (55 عاما، وعالم رياضيات تخرج من جامعة السوربون في باريس) على جورج سيميون (38 عاما)، الموصوف بأنه ترامبي ويميني قومي متشدد، انقلابا على نتيجة الجولة الأولى في الرابع من مايو/أيار الحالي. وفي تلك الجولة، حقق سيميون فوزا بنحو 41% على نيكوسور دان، الذي حل ثانيا بنسبة 21%. وفي جولة الإعادة أمس الأحد، انقلبت النتيجة بتحقيق دان نحو 54%، فيما خسر الترامبي سيميون بتحقيقه 46%، وبفارق نحو 900 ألف صوت بين الطرفين. وحاول سيميون بخطاب شعبوي استثارة مؤيديه بعدم اعترافه بالنتيجة، لكنه اضطر فجر اليوم الاثنين للاعتراف بفوز منافسه دان. وبمثل هذه النتيجة، التي حققها دان، ينتشر شعور الارتياح بين تيار الوسط السياسي الروماني المؤيد للاتحاد الأوروبي. وكذلك عند ساسة عاصمة مقرات المعسكر الأوروبي، بروكسل، فالأخيرة كانت تخشى فوز سيميون وتياره المتشدد. وعبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عن سعادتها لاختيار الرومانيين "رومانيا منفتحة ومزدهرة في أوروبا قوية"، كما كتبت في منشور لها على موقع إكس. إن ما كانت تحتاجه القارة في مواجهة تحديات وحدة مواقفها من توتر العلاقة بالحليف الأميركي هو فوز من يوصف بالترامبي في رومانيا، جورج سيميون، حيث كان يمكن لذلك الفوز أن يساهم في تعزيز مواقف التيار الأوروبي القومي المتشدد، وتحديدا بوجود قادة أوروبيين آخرين يحملون تقريبا مواقفه نفسها، مثل رئيس الحكومة المجري فيكتور أوربان ، والسلوفاكي روبرت فيكو، ومترددين آخرين في العلاقة بأوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة. ومسارعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التعبير عن ارتياحه لفوز نيكوسور دان يعبر عن حالة القلق من توسع رقعة التيار الأوروبي المتردد في بقاء المساعدات إلى كييف. وأكد الرئيس المنتخب دان أهمية هذا الفوز بالنسبة لأوروبا قبيل انطلاق الجولة الثانية، أمس الأحد، باعتبارها معركة بين "رومانيا موالية للغرب ورومانيا معادية له". ونجح خلال الأسبوعين الأخيرين بحشد عدد كافٍ من الرومانيين الراغبين في الحفاظ على نهج بلادهم السابق المؤيد لأوروبا. وهو ما أعاد التأكيد عليه في جوابه عن تهنئة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. أخبار التحديثات الحية رومانيا: فوز نيكوسور دان المؤيد للاتحاد الأوروبي بانتخابات الرئاسة فوز في مواجهة تحديات كثيرة وعلى الرغم من هذا الفوز، فإن هذا البلد الأوروبي الأفقر في الاتحاد الأوروبي يواجه أصعب الأوضاع منذ سقوط حكم نيكولاي تشاوشيسكو في نهاية 1989، فحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي تعتبر من التحديات الداخلية الكبيرة، والانتخابات الرئاسية التي انتهت أمس الأحد جاءت بعد إلغاء المحكمة الدستورية الانتخابات الرئاسية الأصلية في ديسمبر/كانون الأول، إثر مزاعم بحملة نفوذ روسية لصالح الفائز اليميني المتطرف، المتهم بأنه موال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كالين جورجيسكو، الذي مُنع لاحقا من الترشح في جولة الإعادة، ما عزز مواقع الاحتجاج اليميني المتشدد، وهو ما فتح الباب أمام محاولة الأميركيين الدخول على الخط لصالح اليميني المتشدد جورج سيميون. واعتبر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن إلغاء تلك الانتخابات كانت محاولة من القوى الأوروبية التقليدية لإسكات المعسكر اليميني في رومانيا، وأنها مؤشر على "تراجع الديمقراطية في أوروبا". وتحقيق سيميون نتيجة 46% أمر لا يمكن تجاهله من الطبقة السياسية التقليدية، فتياره اليميني المتشدد في حزب التحالف من أجل وحدة رومانيا تشكّل أساسا بوصفه حالة احتجاجية في 2019، واكتسب شعبية بعد ظهور استياء واسع النطاق بين السكان من الأحزاب الحاكمة التقليدية، والمتهمة بأنها "غارقة في الفساد". الرئيس الجديد نيكوسور دان، الفائز بـ54%، يدرك عمق الاستقطاب في بلده، فدعا على الفور إلى "الحوار لا الكراهية"، بعد تأكيده على استمرار لعب رومانيا دورها الإيجابي في سياق أوروبي و"أطلسي". ويأمل الرئيس الجديد أن يساعده التيار الوسطي الروماني، الذي منحه أصوات المنسحبين من الجولة الأولى، في إيجاد مخارج لبعض مشاكل البلد. وتعاني رومانيا من أكبر عجز في الميزانية بين دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك من انتشار حالة الإحباط بين المواطنين السكان بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مع تزايد انتشار الفقر وانخفاض القوة الشرائية، وضعف آفاق المستقبل في البلاد. وساهمت تلك التحديات مع غيرها في الأشهر الستة الماضية في اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية، ما أدّى إلى استقالة رئيس الوزراء مارسيل تشيولاكو في وقت سابق من الشهر الحالي. وإيجاد رئيس وزراء جديد، من خلال التفاوض على أغلبية كافية في البرلمان، والتعامل بالوقت نفسه مع المشاكل الاقتصادية في البلد، يعد من أولويات الرئيس الجديد نيكوسور دان. ومساء أمس الأحد، خاطب الرجل أنصاره عن تلك المصاعب قائلا: "ستكون هناك أوقات عصيبة قادمة، وسيكون الانتعاش الاقتصادي ضروريا لإرساء أسس مجتمع سليم. نرجو منكم التحلي بالأمل والصبر". فالصبر والأمل ربما يحتاجان قريبا لأيادي بروكسل الأوروبية، حتى لا تفقد هزيمة اليميني المتشدد جورج سيميون معناها.

مؤسس "تليغرام": رفضت طلباً فرنسياً للتدخل في انتخابات رومانيا
مؤسس "تليغرام": رفضت طلباً فرنسياً للتدخل في انتخابات رومانيا

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

مؤسس "تليغرام": رفضت طلباً فرنسياً للتدخل في انتخابات رومانيا

أعلن بافيل دوروف ، مؤسس تطبيق المراسلة "تليغرام"، أنه رفض طلبًا من رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسي لحظر الأصوات المحافظة في رومانيا قبيل الانتخابات في البلاد. وكتب دوروف على منصة إكس، في وقت متأخر من مساء الأحد: "في الربيع، في صالون دي باتاي بفندق كريون، طلب مني نيكولا ليرنر، رئيس الاستخبارات الفرنسية، حظر الأصوات المحافظة في رومانيا قبيل الانتخابات. لقد رفضت". وأضاف: "لم نحظر المتظاهرين في روسيا أو بيلاروسيا أو إيران. ولن نبدأ بذلك في أوروبا". This spring at the Salon des Batailles in the Hôtel de Crillon, Nicolas Lerner, head of French intelligence, asked me to ban conservative voices in Romania ahead of elections. I refused. We didn't block protesters in Russia, Belarus, or Iran. We won't start doing it in Europe. — Pavel Durov (@durov) May 18, 2025 وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد نفت، في وقت سابق من أمس الأحد، أي تدخل من هذا النوع، وذلك بعدما لمّح دوروف في تغريدة سابقة من اليوم نفسه إلى تدخل فرنسي دون أن يسمي الدولة صراحة، مستخدمًا رمزًا تعبيريًا لرغيف الباغيت، حيث كتب: " حكومة أوروبية غربية (خمن أي واحدة 🇫🇷) تواصلت مع تليغرام طالبة منا إسكات الأصوات المحافظة في رومانيا قبل الانتخابات الرئاسية اليوم. رفضت ذلك تمامًا. تليغرام لن يقيّد حريات المستخدمين الرومانيين أو يحظر قنواتهم السياسية". A Western European government (guess which 🥖) approached Telegram asking us to silence conservative voices in Romania ahead of today's presidential elections. I flatly refused. Telegram will not restrict the freedoms of Romanian users or block their political channels. — Pavel Durov (@durov) May 18, 2025 إعلام وحريات التحديثات الحية مايكروسوفت: لا دليل على استخدام تقنياتنا ضد الفلسطينيين في غزة وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن "فرنسا ترفض بشكل قاطع هذه المزاعم، وتدعو الجميع إلى التحلي بالمسؤولية واحترام الديمقراطية الرومانية". وفاز نيكوشور دان، عمدة بوخارست الوسطى، بالانتخابات الرئاسية في رومانيا أمس الأحد، في مفاجأة غير متوقعة أمام منافسه اليميني المتشدد، الذي تعهد بانتهاج مسار مستلهم من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب . (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store