logo
ثقافة : محمد الروبى: إبراهيم داود وأنا.. طبعاً أحباب

ثقافة : محمد الروبى: إبراهيم داود وأنا.. طبعاً أحباب

الأربعاء 13 أغسطس 2025 05:50 مساءً
نافذة على العالم - قال الناقد محمد الروبي، اندهشت كثيرا حين علمت مؤخراً أن إبراهيم داود يصغرني بعام، فنحن مواليد الشهر نفسه، سبتمبر الحزين، أبناء برج العذراء. ولدت أنا في عام ستين، وجاء هو من بعدي بعام، أما سبب دهشتي فلأنني كنت دائما أنظر إلى إبراهيم باعتباره الأخ الأكبر، وهو ما يعني أن ابراهيم يكبرني على الأقل بخمس سنوات. لكن كانت المفاجأة أنه يصغرني بعام كامل.
وأضاف "الروبى"، خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون، هذا الاكتشاف أكد لي إيماني القديم بأن السن لم يكن أبداً مقياساً دقيقاً على الحكمة. بل هي أقرب إلى الموهبة. وابراهيم وبحق موهوب حكمة. أو حسب وصف الأبنودي الذي أحب: "ربنا راميها في حجره".
وتابع، إبراهيم داود الذي أعرفه منذ سنوات طويلة، هو عذرائي بامتياز. محب، دقيق، ناقد بالفطرة، مخلص في العلاقات، يغضبه كثيراً الاستسهال والفوضى. حين تلتقيه للمرة الأولى ستشعر أنك تعرفه منذ سنوات طويلة. سيلقاك بابتسامة مرحبة تكشف عن قلب فلاح لا ينخدع بالمظاهر، ينظر مباشرة إلى الروح. ومن اللقاء الأول إما أن تكون صديقاً صدوقاً لإبراهيم أو شخصًا عابرًا مر في زمان عابر ولم يترك أثراً.
وأوضح "الروبى"، أن الشاعر إبراهيم داود كما عرفته، هو مثقف ثقافة رفيعة، قارئ نهم، لكنه أبدًا لم يسعَ يومًا لإثبات ذلك، بل لم يسعَ أبدًا لإثبات أي شيء عن نفسه. يسير في الحياة بصدر مفتوح (سايب إيديه) مدفوعًا بهواء الحب. يقرأ ليتعلم لا ليتعالم. يكتب القصيدة لا ليكون شاعرًا بل لأن القصيدة سألته الخروج. صديق لكل الصادقين ولو كانوا غرباء، بل ويمنحهم صك المرور إلى القلب بأنهم: "طبعًا أحباب".
وتابع قائلا: هكذا جاء كتابه – "طبعًا أحباب" – سياحة في غابة الحب، فاكهة منوعة، منهم الشعراء والمغنيين والمنشدين... ومنهم جميعاً ستعرف من أي أرض خصبة نبت داود المصري، ومن يعرف ابراهيم داود، سيلمس فيه حساً صوفياً يمتد إلى ما وراء البدايات. ربما يصل – بل هو بالتأكيد يصل – إلى الأجداد القدامى. فالدين عند إبراهيم لم يكن يومًا طقسًا شكليًا يمارسه باعتياد ممل، بل هو معاملة، عنوانها الأساسي والوحيد هو الحب (حب الله والكون والبشر)، والوطن بالنسبة له ليس مجرد راية ونشيد، بل أناس يحيون ويسعون، يزرعون، يصنعون، يعرقون.. ويحمدون الله على القليل الذي يرونه كثيرًا.
وأضاف، ولأن الوطن عند إبراهيم داود ليس فكرة مجردة، بل حياة نابضة في وجوه الناس البسطاء، فقد ظل صوته الشعري مشغولًا بالتفاصيل الصغيرة التي تشبهنا. لم تكن قصيدته تتغنى بالأبراج العالية، بل كانت تلتقط الحنين في ظل شجرة، وتوثّق لحظة ارتباك عاشق على الرصيف، وتحتفل بضحكة مفاجئة في قلب الزحام. هو من ذلك النوع النادر من الشعراء الذي يمنح الحياة اليومية معنى، ويجعلنا ننتبه إلى أن الجمال قد يكون في كوب شاي بالنعناع تشربه مع من تحب.
وأكد، أن إبراهيم داود لا يُشبه أحدًا، لكنه يشبهنا جميعًا. فيه شيء من الأخ، ومن الصديق الذي تأمن جانبه، ومن العاشق الذي لا يعلن حبّه بصخب، بل يعيشه في صمت دافئ. من يقرأه، أو يجالسه، يخرج دومًا بنوع من الطمأنينة، كأنما استراح قليلًا من تعب الأيام. ولا عجب أن تجد في شعره، كما في حياته، حكمة لم يطلبها، وعذوبة لم يتكلفها. كلماته تمشي على أطراف الأصابع، لكنها تصل إلى القلب مباشرة. وقد يكتب عن أمه، أو عن زميل قديم، أو حتى عن شاعر يحبه، فيصيبنا فجأة بما يشبه الدموع، لا لأن القصيدة حزينة، بل لأن فيها صدقًا لا يقاوم. وفي زمن امتلأ بالضجيج، ظل إبراهيم داود وفيًّا لصوته الداخلي. لا يسعى إلى أن يكون نجمًا، بل أن يكون نفسه فقط. وهذه أصعب وأجمل مهمة في الحياة. لا تُقلقه المهرجانات ولا الألقاب، بل تُقلقه القصيدة التي لم تولد بعد، والكلمة التي تُقال في غير موضعها، والظلم حين يلبس ثوب المجد.
وقال "الروبي"، ليس غريبًا أن يأتي شعر إبراهيم داود مشبعًا بروح الصحافة، لا من حيث تقنياتها، بل من حيث الانحياز العميق للتفاصيل والهامش والناس. إنه لا يكتب من برجٍ عالٍ، بل من الشرفة نفسها التي نقف عندها نحن لنرى العالم بعيونٍ متعبة.
وتابع: في ديوانه "تفاصيل" (1991)، يرصد داود اللحظات التي لا يراها أحد، يصطاد المعاني من الهوامش لا من المتون. القصائد هنا قصيرة، مشبعة بالهدوء، كأنها كتبت في غفلة من الضجيج. لا شعارات ولا تعقيد لغوي، بل تلك اللغة الشفيفة التي تجعلك تقول: "كنت أستطيع أن أكتب هذا.. لولا أنني لم أشعر به كما شعر هو"، أما في ديوان "كن شجاعًا هذه المرة" (1998)، فهو أكثر حدة وانكسارًا. قصائد تتحدث عن الخسارة، لا بوصفها هزيمة، بل بوصفها علامة نضج. نبرة اعترافية، خطاب ذاتي، كأن الشاعر يضع قلبه على الطاولة ويقول: "انظروا، هذه هي الحياة كما عشتها.. بلا تزييف"، وفي "أنت في القاهرة" (2005)، تكتمل ملامح شاعر المدينة. فالقاهرة عند داود ليست حائطًا للحنين، بل كائنٌ حي، يئنّ، ويتنفس، ويخذل ويُخذل. إنها المدينة التي تمنحك الدفء وتصفعك في الوقت نفسه. في هذا الديوان، يكتب داود كمن يخاطب صديقًا غائبًا، أو قلبًا لم يعد يعرف الطريق.
وفى الختام قال: الملمح المشترك في كل دواوينه، هو تلك الجرأة على الحزن، والبساطة التي تخفي طبقات من المعنى. داود لا يكتب ليبهر، بل ليواسي. لا يصرخ، بل يهمس. ولا يقدّم أجوبة، بل يترك الباب مفتوحًا على احتمالات القلب. ولأنه كذلك، أحببته. وسأظل أحبّه. لا كصديق فقط، ولا كشاعر جميل، بل كنموذج نادر لإنسان اختار أن يكون خفيفًا على الدنيا، ثقيلًا في الذاكرة. إبراهيم داود.. لقد كتبت عنك لا لأردّ لك شيئًا مما أعطيت، فهذا ما لا أستطيع، بل لأقول لك ببساطة: "طبعًا.. أحباب."
الشاعر الكبير إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع
الكاتبة علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع
أحمد إبراهيم الشريف وخالد إبراهيم خلال ملتقى اليوم السابع
الاحتفاء بالشاعر إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
الكاتب أكرم القصاص والشاعر إبراهيم داود
الكاتب هشام أصلان
الناقد الدكتور هيثم الحاج على
الناقد محمد الروبى
تكريم الشاعر إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على الباغي تدور الدوائر.. المهن التمثيلية تعلن استنكارها لتصريحات نتنياهو بشأن حلم إسرائيل الكبرى
على الباغي تدور الدوائر.. المهن التمثيلية تعلن استنكارها لتصريحات نتنياهو بشأن حلم إسرائيل الكبرى

24 القاهرة

timeمنذ 8 دقائق

  • 24 القاهرة

على الباغي تدور الدوائر.. المهن التمثيلية تعلن استنكارها لتصريحات نتنياهو بشأن حلم إسرائيل الكبرى

أصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي، بيانًا تدين وتستنكر فيه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلم إسرائيل الكبرى. وجاء في البيان: بيان فناني مصر.. باسم جموع الفنانين المصريين تعرب نقابة المهن التمثيلية عن شجبها واستنكارها واستيائها وإدانتها لتلك التصريحات غير المسئولة التي تجرأ إعلام الكيان الصهيوني على ترويجها علانية بإيعاز من مجلس وزرائه مجرمي الحرب بشأن حلمهم التوسعي الواهم بتأسيس دولة كبرى مزعومة تشمل الأراضي الفلسطينية وأجزاء من مصر والأردن. وتابع البيان: إننا إزاء هذا التربص الصهيوني المتواصل لمصرنا الأبية نعلنها عالية مدوية على مسمع من العالم أجمع أن مجرد التفكير في المساس بأرض مصر وشعبها هي أحلام يقظة تتناسى أن لمصر درعًا وسيفا قادران على الزود عنها وردع من يريدها بسوء، كما أعلن رئيسها محذرًا أكثر من مرة أن جيشها قادر على تغيير أى مشهد عسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبة مصر في ذلك انطلاقا من أنه أقوى جيش بالمنطقة وإفريقيا، وأنه جيش رشيد لا يعتدى ولا يقوم بعمليات غزو خارج أراضيه، ولا يطلق قادته تصريحات استفزازية مهددة لسيادة الدول. وواصل: إن مصر القوية القادرة وإن طال صبر قيادتها الحكيمة على ذلك التربص العدواني تفضيلًا من جانبها للسلام ولدعم أمن واستقرار المنطقة.. لن تألو جهدًا في ذات الوقت دفاعًا عن كرامتها وعزتها وشموخها في مواجهة أي خطر يهدد سلامتها بكل القوة الحاسمة، فعلى كل حالم طامع ألا يختبر مصر ولو بمجرد كلام مستفز. وأضاف: ونحن فناني مصر - وكل الشعب المصري البطل - نعلن اصطفافنا منذ اليوم جنودًا مدافعين عن شرف وطنهم الغالي الحبيب خلف قيادتنا الرشيدة وجيشنا الباسل النبيل، وعلى الباغي تدور الدوائر، حفظ الله مصر وحماها ووفق رئيسها وزعيمها في الحفاظ عليها وصونها عزيزة مرفوعة الهامة دائما. وتحيا مصر ورايتها عالية خفاقة رغم كل الأنوف المتربصة أو الحاقدة أو الخائنة المأجورة. أشرف زكي: أصوات الفنانين ملكية فكرية.. وتشريع جديد لمواجهة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي أشرف زكي: لا مكان لغير الموهوبين في التمثيل.. ونطالب بتشريعات لحماية الفن

وفاة سالم السطوحي مدير عام التصوير سابقًا بالتليفزيون المصري
وفاة سالم السطوحي مدير عام التصوير سابقًا بالتليفزيون المصري

24 القاهرة

timeمنذ 8 دقائق

  • 24 القاهرة

وفاة سالم السطوحي مدير عام التصوير سابقًا بالتليفزيون المصري

أعلنت نقابة المهن السينمائية، منذ قليل، وفاة مدير التصوير سالم السطوحي، مدير عام التصوير سابقًا بالتليفزيون المصري. ونعت النقابة الفقيد في بيان جاء فيه: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي، وأعرب نقيب السينمائيين وأعضاء مجلس الإدارة عن حزنهم الشديد، داعين للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان. وأوضحت النقابة أن عزاء الراحل سيُقام اليوم الجمعة بعد صلاة المغرب، في مسجد أولاد غانم، محطة حسن محمد، شارع فيصل، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. نقابة المهن السينمائية وفي سياق مختلف سبق، وأعلنت نقابة المهن السينمائية الانتهاء من المراحل الأولى لتصفيات السيناريوهات الخاصة بـ منصة السينمائيين، والتي وصل عددها إلى 664 سيناريو، حيث تم تصفيتها على يد فريق عمل من المتخصصين، وأنه جارٍ الآن مخاطبة شركات الإنتاج، والمنصات المصرية والعربية، لوضع آليات التعاون وتنفيذ ما سيتم الاستقرار عليه من قبل لجان تحكيم من كبار السينمائيين وكتاب السيناريو، حيث مرت التصفية بمراحل عدة وبخطة تهدف إلى تنشيط صناعة السينما المصرية بأعمال روعي فيها الجودة. كما كشفت نقابة السينمائيين عن أن النتائج النهائية والتي ستتسلمها النقابة خلال أيام من لجان التحكيم، سيتم الكشف عنها في حفل كبير خلال الدورة الثالثة من مهرجان الغردقة لسينما الشباب، والتي ستقام في الفترة من 25 إلى 30 سبتمبر المقبل، وسيتم الإعلان عن جوائز السيناريوهات الفائزة، وبحضور كبار النجوم والسينمائيين والأسماء الفائزة من أصحاب السيناريوهات. وأكد المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين أن الهدف من تلك المنصة هو دعم أصحاب السيناريوهات من الموهوبين ومن ليس لهم وسائل تواصل مع المنتجين، ومن ثم ستكون النقابة هي لسان حال كل الموهوبين في مصر من المبدعين. تامر حسني في رسالة غامضة: فنان كبير يتعمد التقليل من ألبومي رغم تصدري التريند مصطفى حدوتة: مفيش فنان النجاح معاه مضمون حتى محمد رمضان.. وأغنياتي الأفضل بألبومات عمرو دياب

جهاد الرنتيسي: صنع الله إبراهيم امتد به العمر ولم ينل المرض من عزيمته
جهاد الرنتيسي: صنع الله إبراهيم امتد به العمر ولم ينل المرض من عزيمته

الدستور

timeمنذ 16 دقائق

  • الدستور

جهاد الرنتيسي: صنع الله إبراهيم امتد به العمر ولم ينل المرض من عزيمته

تحدث الكاتب الأردني، جهاد الرنتيسي، في تصريحات خاصة لـ 'الدستور' حول تأثير الروائي صنع الله إبراهيم، في الأدب العربي، وتحديدا الكتاب العرب. واستهل 'الرنتيسي' حديثه قائلا إن صنع الله إبراهيم: اعتدنا عليه كما اعتاد الفلاحون في بلادنا على مجاري الأنهار، ومثلما ضبطوا إيقاع حياتهم على مواقيت هطول الأمطار، تبعناه كما تبع العرب القدماء النجوم لمعرفة الاتجاهات في ترحالهم، صار معلما مثل أهرامات الفراعنة، بتراء الأنباط، ومغارة شقبا، لكني لا أذكر بدايات لأثره على أبناء جيلي. صنع الله إبراهيم امتد به العمر ولم ينل المرض من عزيمته وتابع: لبعض الكتاب أثرهم المزدوج على الأجيال اللاحقة، تتلازم مواقفهم مع إبداعاتهم إلى الحد الذي يصعب الفصل بين الأثنين، ليصبح الإبداع بعض الموقف، والموقف شيئا من الإبداع، لا يمكن عزل نتاجات غسان كنفاني الروائية عن طريقة استشهاده، منافي غالب هلسا عما قدمه، رحل المبدعان مبكرا، وكان التحدي أكبر أمام صنع الله إبراهيم الذي امتد به العمر ولم ينل المرض من عزيمته. أجدني في قلب المثلث حين أعيد تقييم المشهد بعد رحيل صنع الله إبراهيم، أرى في الثلاثة تحديا للخراب الداخلي الذي ينخر البشر، جمالا نحتاجه لمواجهة ما يحيط بنا من بشاعة، يضاف إلى ذلك خجلي من قبول ما رفضوه، ولا أضيف جديدا حين أشير إلى ملامح جرامشية تشكلت من طينة تجاربهم. كانت لهم إسهاماتهم في التحديث الفني للرواية، بما يخدم رؤاهم الرافضة للمآلات التي انتهت إليها أحوال البلاد والعباد، مما وضع الأجيال التي تأثرت بهم أمام أسئلة الإبداع والبحث عن أشكال سردية جديدة. يكاشفني نقاد رواياتي بآثارهم فيها، وأرد عليهم بإنني لم آت من فراغ، أحمل كل هذا الإرث، وتلح على ضرورات التجديد والتمرد على الموروث التي بشروا بها، وفي ذلك ما يستحق دفع فواتير الاختلاف عن السائد. وتابع: "توقفت مؤخرا عند تصنيف "ثلاثيتي" صنع الله إبراهيم، تحدث محمود أمين العالم عن ثلاثية الرفض والهزيمة التى تربط بين روايات تلك الرائحة، نجمة أغسطس، واللجنة، وتعامل البعض مع الروايات الثلاث الإخيرة باعتبارها ثلاثية، وكان لي رأيي بضرورة التعامل مع تلك الروايات باعتبارها حلقة من حلقات تطوره الإبداعى وايلاء اهتمام أكبر للسرد وأساليبه بدلا من التورط في فوضى التقسيم إلى ثلاثيات". كواليس اللقاء الأخير مع صنع الله إبراهيم سألته عندما زرته في يناير الماضي عن رأيه في مقالة "فاصلة بين «ثلاثيتى» صنع الله إبراهيم التي نشرتها، وعاتبني على عدم الاستمرار في التنظير للجوانب التي تحدثت عنها، الأمر الذي ترك انطباعا بإنني لم أجانب الصواب، وشعورا بتقصير التلميذ تجاه معلمه. واختتم 'الرنتيسي': امتد الحديث للسؤال عن عدم كتابته حول تجربة الرئيس السادات، مثلما كتب عن التجربة الناصرية، لا سيما وأنه عانى من العهدين، أجابني دون أن يرف له جفن أن المرحلة لا تهمه، لإدرك مدى تعلقه بالتجربة الناصرية، وأدهشني عزمه على مواصلة مشروعه الروائي رغم ظرفه الصحي. ألحت علي عند خروجي من شقته الإحباطات التي مرت عليه منذ أن وجد نفسه مقيدا مع شهدي عطية، رجحت إنه اللقاء الأخير، تابعت تدهور وضعه الصحي خلال الأشهر الماضية، بما أتيح في وسائل الإعلام وإفادات الأصدقاء، لكني فوجئت بوفاته، ولكي أكون أكثر دقة فجعت بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store