
أخبار العالم : رأي.. بشار جرار يكتب عن جولة ترامب الخليجية: بين قبضتي رئيسين
الاثنين 19 مايو 2025 09:30 مساءً
نافذة على العالم - هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
القبضة الأولى للرئيس الأمريكي السابق قبل ثلاث سنوات، فيما القبضة الثانية للرئيس الناجي من محاولتي اغتيال. صورة حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توكيدها من المحطة الأولى التي يستهل بها للمرة الثانية ولاية رئاسية. القبضة الأولى وسلام الـ"فِسْتْ بَمْبْ" كانت لربما استجابة لدواع وقائية صحية جراء كورونا، لكنها اشتهرت كمؤشر على العلاقة بين الرئيس جو بايدن والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
أما القبضة الثانية، فكانت لترامب والتي اشتهر بها بداية خلال محاكماته المتكررة أثناء حملته الانتخابية الأخيرة، ومن ثم إثر نجاته من محاولة الاغتيال الأولى على الهواء مباشرة في مهرجان انتخابي في باتلر، بولاية بنسلفانيا "المتأرجحة" والتي كسبها جميعا، الولايات المتأرجحة السبعة، ضد نائب الرئيس السابق كامالا هاريس.
القبضة الثانية، ارتبطت بالروح القتالية التي اتخذها الرئيس شعارا حتى بعد عودته إلى البيت الأبيض وخلال جولته التي شملت إلى جانب السعودية، الإمارات وقطر.
لعل رسالة التحدي التي وجهها ترامب هذه المرة من الرياض، كانت لأسلافه من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، حيث تسبب باعتقاده المحافظون الجدد "نيو كونز" والليبراليون والمنظمات غير الرسمية المرتبطة بأجندات إسقاط النظم وبناء الأمم- تسببوا بدمار كابول وبغداد.
لم يقتصر احترامه للثقافة الوطنية بمظاهر احتفى به من سبقوه من الرؤساء كرقصة السيوف ولوحات التراث الشعبي في الدول الثلاث، بل أكد إعجابه إلى حد الانبهار بالنهضة العمرانية التي تحققت بطريقة عربية "ذِ إربيان واي" كما قال في المنتدى السعودي الأمريكي للاستثمار.
خرجت أصوات نشاز وإن علا صوتها وراجت في مواقف مشابهة، لتحاول النيل من صورة الشراكة الأمريكية الخليجية بأبعادها العربية والشرق أوسطية والإسلامية. تعبيرات عدائية "كحلب الأموال وفرض الجزية" ليست فقط نابية وكاذبة، بل تكشف عن مشاعر وأيدولوجيات لفظتها الشعوب. تلك شراكات واستثمارات تخلق الوظائف للجانبين وتعمل على نقل وتوطين التكنولوجيا لأول مرة في تاريخ العلاقات مع دول متقدمة سيما فيما يخص الصناعات الدفاعية وتلك الخاصة بالمعلوماتية والذكاء الاصطناعي والشرائح الإلكترونية التي حظرها بايدن خوفا من وصول الصين إليها!
صحيح أن الجولة التريليونية غير مسبوقة عالميا وليس فقط أمريكيا وخليجيا، لكن الأهم قيمتها الاستراتيجية في ولاية رئاسية بدأت بحرب التعرفات الجمركية، وتستعد لإعادة تشكيل النظام العالمي وفق حسابات وأدوات مغايرة، لا تعتمد على استخدام القوة العسكرية التقليدية، وإنما توظف أدوات لا تقل حسما كالتجارة والتقنية. تباهى ترامب بإيقافه الاشتباك بين باكستان والهند إثر عملية إرهابية في كشمير الهندية باستخدام "الورقة التجارية" وكذلك بالجهد المتضافر والمتزامن للدبلوماسية السعودية والأمريكية لدى الجانبين المتحاربين. وبانتظار ما سيتمخض عن محادثة هاتفية قد تسرع بانعقاد لقاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (الذي يحظى بثقة قيادتي السعودية والإمارات)، فإن ترامب ينوي توظيف الدبلوماسية الشخصية لما هو أشمل من مجرد وقف حرب أوكرانيا. كالعلاقة مع حلفاء أمريكا وشركائها الاقتصاديين سيما المجموعتين الأوروبية والأطلسية، حيث جدد وزير الخارجية ماركو روبيو ضرورة التزام الناتو بدفع ما نسبته 5% من الناتج القومي وإلا اتخذ ترامب قرارا فيما يخص الحماية وربما مستقبل الحلف برمته، فضلا عن أثر توثيق تحالفه مع الشرق الأوسط كوريث لأوروبا ضعيفة، مترددة أو غير مجدية لواشنطن. بحسب ترامب ووزير الخزانة سكوت باسنت والتجارة هاورد لاتنك، نحو 150 اتفاقا تجاريا صار أكثر إنصافا لأمريكا التي أرست قواعد التجارة العالمية الحرة.
وعلى ضوء ما تحقق وما هو قيد الإنجاز في أقل من أربعة أشهر، يرى ترامب ومؤيدوه داخل أمريكا وخارجها، أنه تمكن من الحيلولة دون خسارة بلاده للحلفاء الاستراتيجيين والشركاء الاقتصاديين، سواء لصالح روسيا أو الصين.
بطبيعة الحال، لم تكن الهدنة مع الحوثيين بعد تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر نهاية المطاف، حيث بقي الدعم الأمريكي لإسرائيل بالسلاح والعتاد على وتيرته، وكذلك الموقف فيما يخص تحرير جميع الرهائن وتفكيك حماس. لا قطيعة ولا حتى جفاء بين ترامب و"بيبي"، بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. وقد تزامن الرد الإسرائيلي على صواريخ الحوثي البالستية الفرط صوتية مع اختتام جولة ترامب الخليجية، وكذلك مع الإعلان عن استهداف محمد وزكريا وهما شقيقا يحيى السنوار الذي تسبب بكارثة السابع من أكتوبر 2023. ما ظنه البعض إدارة ظهر ترامب لبيبي، ما كان سوى تباين في أولويات الجانبين ومقتضيات ظرفية تتعلق بإدارة مفاوضات متعددة الجبهات وهي بالنسبة لترامب ليست دائما ثنائية وتلك مسألة فيها سابقة في ولاية ترامب الأولى عند انسحاب نتنياهو في اللحظات الأخيرة من ترتيبات مشتركة لتصفية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. تعذر نتنياهو يومها بأولويات ومخاطر تتعلق بالأمن القومي لإسرائيل وقد تفهم ترامب ذلك "الخذلان" دون أن ينساه على ما يبدو.
على أي حال ولحين عودة الأمور إلى طبيعتها، تبدو "عربات جدعون" بداية لعملية عسكرية لن تنتهي إلا بالنجاح التام لوفد إسرائيل في الدوحة التي تشكل القناة الوحيدة والفرصة الأخيرة لآخر عرض تقدمه واشنطن لطهران، تفاديا للخيار العسكري.
"التخصيب المسموح به هو صفر"، بحسب المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤكدا بذلك تساؤل ترامب عن حاجة إيران من أساسه إلى طاقة نووية "سلمية"، أو لغايات "صحية وتنموية"، وهي التي تملك كميات "هائلة" من النفط والغاز!
هو الأمن والاقتصاد الذي أعاده إلى البيت الأبيض. لم يعد شعار الرئيس الراحل والجمهوري الأيقوني رونالد ريغان "السلام من خلال القوة" هو الشعار الأثير، حيث أضاف إليه ترامب مفهوم القوة الاقتصادية والتقنية والقوى الناعمة أيضا خاصة الإعلام، حيث اتضح أن قدراته كمفاوض وكمقاول لا تضاهى.
لكن جولة ترامب الترليونية -على ما حظيت به من تقدير- شابتها حملات انتقاد وتشكيك، طالت على نحو خاص ملفي غزة وسوريا التي رفع عنها العقوبات إكراما لولي العهد السعودي الذي أعلن ترامب أنه سيلتقيه مرارا، ربما في إشارة إلى حل في الأفق قيل إنه سيتبلور في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل، مما يعني أربعة أشهر حافلة ميدانيا على نحو تتضح فيه معالم "اليوم التالي" في غزة والشرق الأوسط. رؤية الدولتين وتوسعة اتفاقات إبراهيم، قد لا يشمل سوريا الجديدة فقط بل وإيران أيضا! من يدري؟ الأمر يتوقف على اختيار نظام ملالي طهران البقاء وجعل "إيران عظيمة مجددا" كما تندّر ترامب في أواخر ولايته الأولى، أو الزوال، إسقاطا أو سقوطا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 32 دقائق
- فيتو
ترامب يتحدث عن وقف إطلاق النار في أوكرانيا وزيلينسكي يصدمه: ما تاخدش أي قرار من غيرنا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه رأى مشاهد في حرب أوكرانيا لم يشاهد مثلها من قبل، مشددًا على أنه يجب إيجاد حل للحرب. وأضاف ترامب: "سنرى إن كان بالإمكان إيجاد حل. هناك فرصة جيدة بأننا نستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا. روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورًا مفاوضات للتوصل إلى وقف للنار". وأكد أن "الرئيس الروسي بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا"، متابعًا: "أحرزنا تقدمًا في المكالمة مع بوتين". وأشار ترامب إلى أن "إجراء محادثات أوكرانية روسية في الفاتيكان سيكون أمرًا عظيمًا"، مشددًا على أن "روسيا وأوكرانيا فقط ستحددان شروط الاتفاق". من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه طلب من ترامب "عدم اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دوننا". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ 33 دقائق
- 24 القاهرة
وسط توترات كبيرة.. لقاء مرتقب بين ترامب ورئيس جنوب إفريقيا بواشنطن
وصل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل، حسبما أفاد مكتبه. وتهدف الزيارة إلى إعادة إحياء العلاقات الثنائية بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، وستركز الزيارة تحديدًا على إعادة صياغة العلاقات الثنائية والاقتصادية والتجارية، وفقًا لما ذكره مكتبه على منصة X. ومن المقرر أن يلتقي رامافوزا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 21 مايو، بحسب البيان. ويرافق الزعيم الجنوب إفريقي في رحلته وزراء العلاقات الدولية والتجارة والزراعة، بالإضافة إلى المبعوث الخاص لبلاده إلى الولايات المتحدة، حسبما قال مكتبه. الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من رئيس جنوب إفريقيا رويترز: انخفاض اختبارات مرضى الإيدز في جنوب إفريقيا بعد خفض المساعدات الأمريكية العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا في الأشهر الأخيرة بسبب مزاعم الولايات المتحدة بشأن الاستيلاء على أراض من البيض في جنوب أفريقيا. وفي فبراير، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يتيح إعادة توطين اللاجئين الأفريكانيين الذين يواجهون تمييزًا عرقيًا برعاية الحكومة، بما في ذلك مصادرة ممتلكاتهم بدافع التمييز العنصري، وقد وصلت أول مجموعة من 59 لاجئًا أفريكانيًا إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي. وتؤكد الحكومة في جنوب إفريقيا أن مزاعم التمييز ضد الأفريكانيين لا أساس لها من الصحة، وتعتبر أن إعادة توطين مواطنيها في الولايات المتحدة له دوافع سياسية، قائلة إنه يقوض التقدم الديمقراطي في البلاد منذ نهاية نظام الفصل العنصري.

مصرس
منذ 33 دقائق
- مصرس
ترامب: أبلغت الرئيس الروسي بضرورة وقف إراقة الدماء في أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة وقف إراقة الدماء في أوكرانيا. وأشار ترامب خلال مؤتمر صحفي له إلى أن بوتين يريد إنهاء الحرب وهناك فرصة رائعة لتحقيق السلام.وأضاف أنه سيكون من الرائع أن تجري روسيا وأوكرانيا محادثات لوقف إطلاق النار في الفاتيكان، قائلا: "إن ذلك سيضيف أهمية إضافية إلى الإجراءات"، بحسب الغد.وأكد أنه قال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمته معه في وقت سابق اليوم: "متى سننهي هذا الأمر يا فلاديمير"؟.وأضاف ترامب: "تحدثت مع قادة أوروبيين لوقف نزيف الحرب في أوكرانيا".وأكد الرئيس الأمريكي على أن حرب أوكرانيا ما كانت لتحدث لو كان رئيسا حينها، كما أن هجوم السابع من أكتوبر ما كان ليحدث لو كان رئيسا.وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن مكالمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين سارت على ما يرام، وإن موسكو وكييف ستبدآن فورا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.وفي منشور على منصة تروث سوشيال، قال ترمب: "إن الفاتيكان ممثلا في البابا، أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات. فلتبدأ العملية".بدوره، قال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ناقشا ما وصفها الأخير بآفاق مبهرة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلال مكالمة هاتفية الإثنين، مضيفا أن البلدين يعملان على صفقة جديدة لتبادل السجناء.وقال بوتين بعد المكالمة، إن روسيا ستعمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم حول اتفاق سلام مستقبلي.وقال ترامب: إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن مفاوضات لوقف إطلاق النار على الفور.وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للسياسة الخارجية، للصحفيين إن الزعيمين لم يناقشا جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن ترمب أكد اهتمامه بالتوصل إلى اتفاقيات بسرعة.وتابع: "تحدث الرئيسان أيضا بتفصيل عن مستقبل علاقاتنا، ويمكنني القول إن الرئيس ترامب تحدث بتأثر عن آفاق هذه العلاقات".وأضاف: "لقد أكد تحديدا أن آفاق العلاقات الثنائية بعد حل النزاع الأوكراني تبدو مبهرة، وأنه بصفته رئيسا للولايات المتحدة، يرى روسيا أحد أهم شركاء أمريكا بالشؤون التجارية والاقتصادية".وذكر أوشاكوف أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على وضع تفاصيل عملية لتبادل السجناء بين البلدين، والتي تشمل تسعة أشخاص من كل جانب، لكن الموعد لم يتحدد.