logo
ترمب محط الآمال لتصحيح ارتكابات إسرائيل

ترمب محط الآمال لتصحيح ارتكابات إسرائيل

العربيةمنذ 5 ساعات

غزّة كانت محور القمة العربية في بغداد. كانت حاضرة في قمة مجلس التعاون والقمم الثنائية مع الرئيس الأمريكي. دونالد ترمب يعترف مداورة بأن هناك «مجاعة» في القطاع ويعد بأنه «سيهتم» خلال شهر من الآن، لكن بنيامين نتنياهو راح يناكفه لأنه همّشه خلال وجوده في المنطقة فيمضي في انتقامه الوحشي مضيفاً مئات الضحايا من الفلسطينيين إلى حصيلة ثقيلة أصلاً. الأوروبيون لم يعودوا يقولون لإسرائيل سوى: «كفى»، والعالم عاجزٌ ومستقيلٌ من أي مسؤولية إزاء عدّ عكسي متسارعٍ لإبادة باتت محققة.
أسبوع القمم كان ينبغي أن يكون حاسماً في إنهاء الكارثة الإنسانية الجارية، إذ يُفترض أن ترامب صار أكثر وعياً بهَوْل ما يحصل وبضرورة التحرّك، فمن بين إشارات كثيرة لافتة كانت هناك عناوين في «نيويورك تايمز» تنبهه إلى أن إسرائيل مجرمي الحرب «ليست حليفة لأمريكا»، أو تقول «غزة تحتاج إلى طعام وليس إلى كلام»، فهل هناك امتهان أفظع من هذا للكرامة الإنسانية؟ المسألة أصبحت مرتبطة الآن بمنقذٍ غير متوقَّع، بما يراه الرئيس الأمريكي علّه إذ عاد لرؤية حفيده حديث الولادة يتذكّر أن ألوفاً مثله قضوا بقنابل إسرائيلية- أمريكية فور إبصارهم النور. فهل تتوفّر لديه الإرادة والقدرة على جذب «صديقه» نتنياهو إلى قبول ما يطرحه الوسطاء وما يريده العالم، أم أنه لا يزال ينظر إلى القتل والتدمير الإسرائيليَين بأنهما مساهمة «بنّاءة» في مشروعه العقاري؟ إذا صحّ ما تقوله الصحف العبرية من أن ترامب «سئم» صديقه هذا فالأحرى أن يترجم ذلك في سياسته، لأن العالم تجاوز منذ زمن السأم إلى الاشمئزاز من هذا المخلوق.
أن يأتي ترامب إلى الخليج أولاً فهذا اختيارٌ ذو دلالة كبيرة لرئيس/ رجل أعمال يتمحور تفكيره وخطابه حول مستقبل أمريكا ومصالحها، إذ إن السعودية والإمارات وقطر، التي زارها وأبرم معها «عقوداً تريليونية»، كما تمنّى، تشاركه هذا الهاجس فيما هي تعمل لمصالحها ومستقبلها. كان لدى ترامب إدراكٌ مسبق، حتى قبل رئاسته الأولى، بأن التطوّر السريع لهذه المنطقة يسير في اتجاه طموحاته، ليس فقط لما تملكه من رساميل فالرساميل توجد لتُستثمر في مشاريع للأجيال القادمة. غير أن هذه الدول وشعوبها اختارت المسالمة وتريد أن تعيش تجاربها وتطوّرها في محيط يشاركها الأمن والاستقرار، وليس في بيئة إقليمية تتناسل فيها الحروب، بفعل تنافس مطامع عدوانية دموية لإسرائيل أو مغامرات توسّعية لإيران.
فمن هذا المنظور، إذا كان الرئيس الأميركي يريد حقّاً تفعيل مبدأ «إنهاء الحروب» فإن غزّة يمكن أن تكون البداية، والأحرى أن يبلور استراتيجية ترتكز إلى التجربة الرائدة لدول الخليج لا أن يشجع مشاريع سيطرة وهمية باسم «تغيير وجه الشرق الأوسط» أو غير ذلك، ففي هذه المنطقة العاجّة بالأديان والمذاهب هناك «إمبراطورية» واحدة ممكنة الوجود ولم تجرّب بعد، تاريخياً، إنها «إمبراطورية التعايش السلمي».
ما إن انتهت الجولة الخليجية لترامب، وقبيل انعقاد القمة العربية الـ34 في بغداد، حرّكت إسرائيل «عربات جدعون»، التي تعني ببعدها الديني عملية من أجل «الانتصار النهائي»، ولم يكفِها توسيع سيطرتها على القطاع لهذا «الانتصار» بل بدأت الآن إعادة احتلاله وحشّرت مليونين من سكانه في منطقة/ معسكر اعتقال محاصرين بلا أغذية ولا أدوية ولا ماء كأساس للحياة، تمهيداً لتهجيرهم قسرياً. فمن يوقفها؟ لا أحد... في القمة العربية الـ33 في البحرين كانت هناك دعوة إلى «نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين» وإلى «عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين»، ولم تتكرر هذه الدعوة في قمة بغداد، كما لو أن طرد وكالة «الأونروا» وتجويع الفلسطينيين لتهجيرهم بات مؤشراً لانتزاع قضيتهم من أيدي الأمم المتحدة وأي اهتمام دولي. كان ذلك في أهداف ترامب خلال رئاسته الأولى، وإذا به اليوم- بعد فوات الأوان؟- محطّ الآمال لتصحيح ما شجّع إسرائيل على ارتكابه!
كان رفع العقوبات المفروضة على سوريا بين 11 قضية وأزمة مطروحة على القمة العربية، فإذا بالرئيس الأمريكي يرفعها بسطرٍ في خطابه أمام منتدى الاستثمار السعودي/ الأميركي. هذا نموذج ترامبي خالص لكنه يواجه معضلة مع الثنائي نتنياهو- سموتريتش، فهل أن «الاستثناء» الممنوح أمريكياً وغربياً إلى إسرائيل يشمل أيضاً عتاة المتطرّفين فيها. وفي محطاته الخليجية الثلاث حرص ترامب على تأكيد إمكان التوصّل «قريباً» إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وهو ما ترحّب به عواصم الخليج، لكن يبدو أن الوتيرة الإيرانية أقل سرعة، فالحوثيون يواصلون إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويتلقون الردود المدمّرة، كما أن طهران أوفدت إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، إلى بغداد عشية القمة العربية في رسالة مفادها أن الحقبة الإيرانية لما تنحسر بعد عن العراق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كشف عن تكلفة القبة وقدراتها....ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
كشف عن تكلفة القبة وقدراتها....ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»

الرياض

timeمنذ 10 دقائق

  • الرياض

كشف عن تكلفة القبة وقدراتها....ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا" مضيفا "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند انجازه. وأضاف ترامب: "سيكون لدينا أفضل نظام دفاعي في العالم"، مشيرا إلى أن القبة الذهبية لديها القدرة للتعامل مع الصواريخ البالستية. وتابع ترمب ( "القبة الذهبية" ستتولى الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وكل شيء في "القبة الذهبية" سيكون مصنوعاً في أميركا، و"القبة الذهبية" ستكون أكثر تطورا من تلك التي تملكها إسرائيل في "القبة الحديدة"، ولا أحد يقترب مما تمتلكه أميركا في التكنولوجيا الصاروخية، وسنحمي بلادنا بنسبة 100% ). وأكمل ترمب "هدف "القبة الذهبية" هو حماية أميركا من كل الصواريخ حتى لو جاءت من الفضاء، ومن المتوقع أن تعمل "القبة الذهبية" بنهاية فترتي الرئاسية".

استخبارات أميركية.. إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية
استخبارات أميركية.. إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية

العربية

timeمنذ 16 دقائق

  • العربية

استخبارات أميركية.. إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية

أفادت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأميركية، الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية، نقلا عن "رويترز". وأضافت الشبكة، نقلا عن المسؤولين، أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. وأبلغ مصدر إسرائيلي الشبكة الأميركية أن إسرائيل لن تقبل "صفقة سيئة" مع إيران. وأكد المصدر أن "إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد". وقالت 3 مصادر إيرانية، الثلاثاء، إن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم. وذكرت المصادر إن إيران قد تلجأ إلى الصين وروسيا "كخطة بديلة" في حال استمرار التعثر. لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة. وأفاد مسؤول إيراني كبير بأن "الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات. ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها...تشمل الاستراتيجية أيضا تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين". ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الزعيم الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق، الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق. وبعد 4 جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات. وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية. كما أن انعدام الثقة من كلا الجانبين وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية قد زاد من أهمية حصول إيران على ضمانات بأن واشنطن لن تتراجع عن اتفاق مستقبلي. ومما يضاعف من التحديات التي تواجهها طهران، معاناة المؤسسة الدينية في إيران من أزمات متصاعدة - ومنها نقص الطاقة والمياه، وتراجع العملة، والخسائر العسكرية بين حلفائها الإقليميين، والمخاوف المتزايدة من هجوم إسرائيلي على مواقعها النووية - وكلها تفاقمت بسبب سياسات ترامب المتشددة. وأوضحت المصادر إنه مع إحياء ترامب السريع لحملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير (شباط)، بما في ذلك تشديد العقوبات والتهديدات العسكرية، فإن القيادة الإيرانية "ليس لديها خيار أفضل" من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل التي قد تهدد حكمها. وكشفت الاحتجاجات التي اندلعت بالبلاد بسبب مظاهر قمع اجتماعي ومصاعب اقتصادية في السنوات الأخيرة، والتي قوبلت بحملات قمع قاسية، عن ضعف الجمهورية الإسلامية أمام الغضب الشعبي وأدت إلى فرض مجموعات من العقوبات الغربية في مجال حقوق الإنسان. وقال المسؤول الثاني، الذي طلب أيضا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية: "من دون رفع العقوبات لتمكين مبيعات النفط الحرة والوصول إلى الأموال، لا يمكن للاقتصاد الإيراني أن يتعافى".

المقالزيارة ترمب والمصالح المتبادلة
المقالزيارة ترمب والمصالح المتبادلة

الرياض

timeمنذ 18 دقائق

  • الرياض

المقالزيارة ترمب والمصالح المتبادلة

تعتبر الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي إلى المملكة الأسبوع الماضي بالغة الأهمية لنا وللولايات المتحدة، فالمملكة منذ الاجتماع التاريخي بين صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي روزفلت، وهي تطور علاقتها باستمرار بالولايات المتحدة، وهذا التطور وصل إلى مرحلة متقدمة جداً، بحيث أصبحت هذه الأخيرة هي الحليف الاستراتيجي الذي ننسق معه الكثير من الأجندة. والأمر لا يقتصر على الأجندة السياسية وحدها، وإنما يشمل كافة المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية وغيرها. وإذا رجعنا إلى إحصاءات التجارة الخارجية منذ 15 عاما، فسوف نلاحظ أن الولايات المتحدة كانت شريكنا الاقتصادي رقم واحد، وهذا يعني أن المصالح السياسية كانت مبنية ومدعومة بمصالح اقتصادية. ولكن، هذه المعادلة قد طرأ عليها بعض التغير، عندما أصبحت الصين هي شريكنا الاقتصادي الأول، وهذا التطور أدى إلى تراجع العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وخاصة على جانب الصادرات، حيث أصبح ترتيبها ليس ضمن الخمسة الأوائل، ففي عام 2024، على سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة سادس مستقبل لصادراتنا، بعد الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند والإمارات. ورغم ذلك، فإن حرص المملكة على دعم العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، قد انعكس على جانب الواردات- من خلال المشتريات الحكومية. ولذلك تعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر البلدان التي نستورد منهم، وهذا بالتأكيد يحسن ترتيبها، ويجعلها ثاني أكبر شريك تجاري لبلدنا. إن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة يحكمها توازن دقيق، ولكنه لا يراعى أحياناً من قبل الطرف الثاني، وهذا بالتأكيد مضر للعلاقات بين البلدين، ولذلك، كان مجيء ترمب إلى المملكة، لإعادة التوازن لهذه العلاقات أمرا مرحبا به. الأمر الذي انعكس على حفاوة الاستقبال الذي لفت انتباه العالم، مثله مثل الصفقات الاقتصادية الضخمة، التي أصبحت حديث وسائل الإعلام. فمن الواضح أن البلدين يرغبان في التعويض عما فات والسير حثيثاً نحو تعزيز العلاقات فيما بينهما بصورة أكبر. إن الولايات المتحدة رغم كل المتاعب التي تواجهها، وهي متاعب ليست قليلة، تبقى أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وعلمية وتكنولوجية على وجه هذه الأرض، وبشكل مختصر، أهم دولة رائدة في العالم حتى الآن. ورغم ذلك، فإن احتفاظ الولايات المتحدة بهذا الموقع المتميز يتطلب تقوية علاقاتها مع الدول الرائدة في العالم، وبلدنا واحد منهم. فترمب الذي زار المملكة الأسبوع الماضي سوف يعود إلى واشنطن وفي محفظته اتفاقيات سوف تقلص عدد العاطلين عن العمل في بلده، وفي جعبته العديد من الصفقات التي سوف تسهم في رفع معدل نمو الاقتصاد الأميركي. ولذلك، فإن تعزيز العلاقات مع المملكة مفيد جداً للولايات المتحدة مثلما هو مفيد للمملكة، التي عززت مواقعها في النظام العالمي، باعتبارها دولة رائدة يمكن الاعتماد عليها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store