
إيران تعلن تفكيك خلية لـ"داعش" خططت لعمليات تفجيرية
أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم الأربعاء، القبض على "خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش" في العاصمة
طهران
واعتقال أعضائها، مشيرة إلى أنها كانت قد خططت لتنفيذ "أعمال تخريبية وتفجيرية" خلال مراسم ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية
آية الله الخميني
.
وقالت الشرطة في بيان إن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لقيادة قوات الأمن الداخلية تمكنت خلال الأيام الماضية من تفكيك "خلية انتحارية إرهابية لداعش"، واعتقال 13 شخصاً من بينهم قائد الخلية وفرق الإسناد والتوجيه وعناصر انتحارية، فضلاً عن ضبط معدات وأدوات، منها أحزمة ناسفة، مضيفة أن قوات الشرطة في محافظات طهران وأصفهان وقم وألبرز شاركت في العملية.
رصد
التحديثات الحية
"أكسيوس": إيران منفتحة على إبرام اتفاق نووي يتضمن اتحاداً للتخصيب
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية خلال فبراير/شباط 2024 مقتل عنصر في تنظيم الدولة "داعش" خلال اشتباك مسلح بعد دخوله إيران من العراق. وفي الثالث من الشهر نفسه، استهدفت تفجيرات انتحارية مراسم إحياء ذكرى اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، ما أودى بحياة 95 شخصاً، مع إصابة العشرات. ومن بين القتلى 14 من الأفغان، فضلاً عن 33 امرأة و16 طفلاً.
وتبنّى تنظيم "داعش" تفجيرات كرمان، معلناً أن انتحاريَّين من التنظيم قد نفذاها، غير أن السلطات الإيرانية تتهم، أيضاً، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات الأقوى تقريباً في البلاد منذ عقود، وتقول إن "داعش صنيعة أميركية وإسرائيلية". كذلك سبق لإيران أن أعلنت في إبريل/نيسان 2024، اعتقال عنصر بارز في تنظيم "داعش" وعضوين آخرين في التنظيم بتهمة التخطيط لهجوم انتحاري خلال عيد الفطر، آنذاك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 13 دقائق
- العربي الجديد
تزايد التأثير الصيني في صراع اليمن يثير قلقاً دولياً
بات اليمن ساحة جديدة من ساحات الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة والصين، على ضوء العديد من التطورات العسكرية والسياسية، والتي كشفت عن تزايد التدخلات الصينية لدعم جماعة الحوثيين. ووفق معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مسؤولين ودبلوماسيين غربيين، فإن التأثير الصيني يتصاعد في الصراع في اليمن سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الفترة الأخيرة، لا سيما في ما يخص تعزيز إمكانيات وقدرات الحوثيين، وهو ما يظهر من خلال ما بات الحوثيون يمتلكونه من أسلحة متطورة في حربهم ضد الحكومة المعترف بها دولياً، وكذلك التحالف العربي الداعم للحكومة، وفي المواجهة بالفترة السابقة مع الولايات المتحدة، والتي أظهرت استخدام الحوثيين أسلحة وتقنيات وبرامج عسكرية صينية المنشأ، على عكس ما كان في السابق بالاعتماد على السلاح الروسي والإيراني. تقرير لمنظمة أبحاث: تحسنت دقة استهدافات الحوثيين، بفضل التكنولوجيا الصينية تطور القدرات الحوثية في اليمن وشهدت القدرات الحوثية تطوراً ملحوظاً برز خلال العمليات العسكرية الأميركية الجوية والبحرية ضد الجماعة، إذ تمكن الحوثيون من إسقاط عدد من الطائرات الأميركية المسيّرة، فضلاً عن دقة الاستهدافات الحوثية للسفن الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، باستخدام تقنيات ورادارات حديثة، قالت الولايات المتحدة إن الصين هي من تزود الحوثيين بالصور والخرائط. وكانت الخارجية الأميركية قد اتهمت في إبريل/نيسان الماضي شركة "تشانغ غوانغ" الصينية لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية بدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأميركية بشكل مباشر عبر تقديم صور أقمار اصطناعية للحوثيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس إن شركة تشانغ غوانغ "تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية، واستمر الدعم من الشركة رغم تكرار المناشدات لبكين لوقف الدعم السري للحوثيين". وأضافت بروس أن "دعم بكين للشركة، حتى بعد محادثاتنا الخاصة معهم هو مثال آخر على ادعاءات الصين الفارغة بدعم السلام". في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، إنه ليس لديه علم بالاتهامات الأميركية بدعم الشركة الصينية للحوثيين في اليمن، نافياً الاتهام الأميركي لهم بأنهم يقوضون السلام الإقليمي. وتشير دلائل ومعطيات في اليمن إلى أن معركة من نوع آخر بدأت على الأرض اليمنية بين الولايات المتحدة والصين. تقارير عربية التحديثات الحية فاير دراغون.. صاروخ صيني بيد الحوثيين يتحدى البحرية الأميركية وكشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"العربي الجديد" أن قوات موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وقوات من التحالف العربي قد تمكنت في مرات عدة من مصادرة شحنات أسلحة وقطع غيار يستخدمها الحوثيون لتعزيز قدراتهم العسكرية، وبعض تلك المعدات وقطع الغيار منشأها إيران وبعضها دول شرق آسيا بما فيها الصين. وأكدت أن مئات المسيّرات الحوثية التي أسقطها الجيش اليمني والقوات المساندة له، إضافة إلى قوات التحالف، أظهرت أن الكثير من القطع والمعدات المستخدمة في صناعتها هي مستوردة إما من إيران أو من الصين، وتزايدت خلال السنوات الأخيرة القطع الصينية. وفي مارس/آذار الماضي، تحدث تقرير نشرته منظمة أبحاث تسليح النزاعات (Conflict Armament Research)، عن تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى الحوثيين في اليمن لتطوير طائرات مسيّرة، لها قدرة أكبر على التخفّي والتحليق لمسافات أطول. وأظهر التقرير أن بعض مكوّنات هذه التقنية صُنّعت في الصين. في موازاة ذلك، كشف تقرير لمركز أبحاث "أتلانتيك كاونسل" في مايو/أيار الماضي، بعنوان "كيف حوّلت الصين البحر الأحمر إلى فخ استراتيجي للولايات المتحدة"، أنه فيما كانت السفن التجارية الغربية تُواجه سلسلة من هجمات المسيّرات والصواريخ الحوثية في البحر الأحمر، فإن السفن التي تحمل علامة "سفينة صينية وطاقمها" تبحر عبر هذه المياه نفسها من دون أن تُمسّ. وأشارت إلى أن بيانات التتبع البحري تكشف أن السفن الصينية تحظى بمعاملة خاصة في منطقة صراع مشتعلة. دبلوماسي يمني: الصين انخرطت في حروب الوكالة ضد الولايات المتحدة تنسيق حوثي ـ صيني وبحسب التقرير، فإن هذه المعاملة التفضيلية ليست مصادفة، بل هي نتيجة تخطيط دبلوماسي دقيق. وأشار إلى أن "عقوبات وزارة الخزانة الأميركية الأخيرة، تكشف أن قادة الحوثيين، بمن فيهم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، نسقوا مباشرةً مع المسؤولين الصينيين لضمان عدم استهداف سفنهم. وقد أُضفي الطابع الرسمي على هذا الاتفاق غير الرسمي خلال محادثات دبلوماسية في عُمان، تُوّج بضمانات صريحة للمرور الآمن، حتى مع تصاعد هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ ضد سفن الشحن الأميركية والغربية الأخرى". وتابع التقرير: "بينما يدّعي المسؤولون الحوثيون علناً التمييز بين السفن الغربية والصينية، إلا أن أنظمة الاستهداف لديهم لا تزال بدائية وعرضة للخطأ، مما يؤدي أحياناً إلى هجمات خاطئة على السفن الصينية العابرة لمضيق باب المندب الضيق، إلا أنها أظهرت تقدماً في تحسين دقتها، بفضل التكنولوجيا الصينية". يأتي هذا فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حتى الآن يدين الصين أو يطلب منها أي توضيحات بشأن هذه التسريبات، بحسب مصدر دبلوماسي يمني في وزارة الخارجية، اعتبر في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "ذلك أصبح ملحّاً بعد تزايد الشواهد على أن الحوثيين يعتمدون على شركات صينية لتعزيز قدراتهم، وهو ما يوجب على الحكومة اليمنية طلب توضيح وتحديد موقف من بكين، إذ يبدو فعلياً أن الصين انخرطت ضمن حروب الوكالة بينها وبين الولايات في أكثر من منطقة وأكثر من مجال". رصد التحديثات الحية الصين وروسيا تتفقان مع الحوثيين على عدم استهداف سفنهما بالبحر الأحمر


العربي الجديد
منذ 14 دقائق
- العربي الجديد
"داعش" في سورية: خلايا مبعثرة وبيئة اجتماعية طاردة (6)
يُراقب السوريون باهتمام متفاوت أخبار الأنشطة المتصاعدة لتنظيم داعش، وعمليات قوات الأمن ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين تجاهها، والتي غلب عليها طابع "الاستباقية"، وأسفرت عن مقتل عناصر في "داعش" واعتقال آخرين، فضلاً عن مصادرة كميات ضخمة من الذخيرة والسلاح التي عثر عليها في "مضافات" أو مخابئ تديرها خلايا التنظيم الإرهابي. تركّزت العمليات ضد تنظيم داعش في سورية، والتي أدّت أيضاً إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الأمن السوري، وفقاً لإعلانات رسمية في هذا الشأن، في دمشق وحلب وحمص ودير الزور، كان أعلاها في شهر مايو/أيار الماضي بمناطق الغوطة الغربية، شملت الكسوة، ديرخبية، المقيليبة وزاكية في ريف دمشق. وأسفرت هذه العمليات التي نفذتها وزارة الداخلية السورية عن اعتقال عناصر من التنظيم وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادّة للدروع وعبوات وأحزمة ناسفة. يستفيد "داعش" من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن و"قسد" كما نفّذت قوات الأمن السورية، عملية مماثلة في 17 مايو الماضي في حيي الهلك والحيدرية في مدينة حلب، وأسفرت عن اعتقال أربعة من عناصر التنظيم وقتل ثلاثة آخرين، بينما قُتل عنصران من الأمن السوري في المواجهات، وتبيّن لاحقاً أن أحد أفراد التنظيم فجّر نفسه بحزام ناسف في مواجهاتٍ مع الأمن. كما سُجّلت عملية ضخمة أخرى في منطقة صبيخان في دير الزور، في الشهر ذاته، أسفرت عن اعتقال نحو 40 عنصراً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الذي فجّر في الثامن من الشهر الماضي سيارة مفخّخة في الميادين بمحافظة دير الزور، وأسفرت عن مقتل خمسة سوريين وجرح آخرين، كما تبنّى تالياً عملية إرهابية استهدفت أفراداً بالأمن السوري في السويداء، وأخرى في حوران. تقارير عربية التحديثات الحية عندما ذاب "التحالف الرباعي" ضد داعش بعد سقوط الأسد (2) جاءت هذه التطورات بالتزامن مع عملية للتحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في ريف دير الزور الغربي، أسفرت عن اعتقال عناصر من "داعش" وتفكيك خلايا نائمة، قال بيان لـ"قسد" إنها كانت تخطط لتنفيذ هجمات. غير أن العملية الأكثر حساسية وخطورة كانت ما أعلنته وزارة الداخلية السورية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، عن إحباط هجوم إرهابي لتنظيم داعش، كان سيستهدف تفجيراً داخل مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، مؤكّدة القبض على المتورّطين في المخطط وضبط عبوات ناسفة كانت معدّة للتفجير. ولاحقاً، أكدت تقارير سورية أن المتورّطين من جنسيات عراقية ولبنانية ومعهم مواطن سوري، وهم رهن التحقيق. ومنتصف فبراير/شباط الماضي، اعتقل الأمن السوري أبو الحارث العراقي، وهو أحد قادة "داعش" المحسوب على الخط الثالث الذي برز في الأعوام الأخيرة إثر تصفية غالبية قيادات التنظيم. وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مسؤول في جهاز الاستخبارات السوري قوله: "تمكّنا من القبض على أبو الحارث العراقي، القيادي في تنظيم داعش، والذي كان يشغل مناصب مهمة في ما يسمى ولاية العراق". وأضاف: "يقف العراقي وراء التخطيط لعمليات عدة، كان أبرزها اغتيال القيادي ميسر الجبوري (القيادي البارز في هيئة تحرير الشام ويُعرف باسم أبو ماريا القحطاني) واغتيالات أخرى". وأوضح أن الخلية التي جرى إحباط مخطّطها في استهداف مقام السيدة زينب بمحيط دمشق، كانت تعمل بتوجيه من القيادي أبو الحارث العراقي. وأكّد أن العملية "تأتي ضمن سلسلة العمليات النوعية لملاحقة خلايا تنظيم داعش". 6 هجمات إرهابية معدل شهري وتُظهر منصّات "داعش" على تطبيق تليغرام، الذي بات المنصّة الإعلامية الرئيسية له، بعد التضييق عليه في منصة إكس، وإغلاق الحسابات التي تروّج بياناته، تنفيذ التنظيم أكثر من 30 عملية له في الأراضي السورية، خلال الأشهر الخمسة الماضية، ما يعني أن ست عمليات ينفذها "داعش" في الشهر الواحد داخل سورية، وهو عدد أعلى من العراق بالفترة نفسها التي بلغت أقل من عشر عمليات، غالبيتها عبوات ناسفة أو هجمات مسلحة على الطرق الخارجية. غير أن الباحث في التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية، أحمد الحمداني، قال لـ"العربي الجديد"، إن الأنشطة الإجمالية لـ"داعش" أكثر من العمليات المعلنة التي نفذها فعلاً، إذ يعمل، منذ سقوط النظام السوري (في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024) على إعادة ترتيب صفوفه في المدن الكبيرة، لكنه يواجه صعوبة كبيرة داخل الحاضنة السنّية السورية في تقبل طروحاته. وأضاف: "داعش 2025 يفتقد أهم ماكينة له في التجنيد داخل سورية، حيث لم يعد بالإمكان إقناع الحاضنة العربية السنّية، وتحديداً التيار المتدين فيها، بطروحاته أو دعوته، القائمة حالياً، على أساس أن الحكومة الحالية "مرتدّة"، كونها لم تعد تحتكم إلى الشريعة". واستشهد الحمداني، في هذا السياق، باستعمال صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم عبارات مثل "المرتدة"، والمرتدين على أفراد الأمن السوريين، و"الخائنة"، و"القوانين الوضعية"، و"الدساتير الكفرية"، في الحديث عن تبنّي الإدارة السورية كتابة دستور جديد ناظم للبلاد. أحمد الحمداني: الممسكون بالملف الأمني على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء داعش وقواعده ومنطلقاته وشخّص الحمداني نقطة مهمة أخرى في حديثه عن مستقبل "داعش" في سورية، في أن الممسكين بالملف الأمني في الدولة السورية، "على دراية فكرية وتنظيمية مسبقة بأسماء "داعش" وقواعده ومنطلقاته، وكيف يفكّر والخطوة المتوقّعة له، كونهم افترقوا سابقاً وتصادموا دموياً في مساحة واحدة، وهي الفكر الجهادي، ما يعني أن التنظيم يواجه أكثر من مشكلة، لا تتوقّف على نفور التيار الإسلامي وقواعده الشعبية منه فقط، بل في انكشاف خطوطه أمام الإدارة الأمنية السورية الجديدة". تقوم طروحات تنظيم داعش، كما يظهر هذا في قنواته، على "تكفير" الإدارة السورية الجديدة، انطلاقاً من سردية تعاونها مع الولايات المتحدة، ومهادنتها "دول الكفر"، بينما اعتبر التنظيم الإعلان عن لجنة ستتولى كتابة الدستور السوري الدائم، بأنه "التحاكم بغير ما أنزل الله"، وبـ"القوانين الوضعية". ولم تعد هذه الطروحات مقبولة من التيار الإسلامي في سورية، عوضاً عن المجتمع الذي يتوقّع حالياً الانتقال إلى مرحلة الاستقرار الدائم، والتعافي الاقتصادي، بحسب الحمداني الذي رأى أن "الفرد السوري مع الدولة، حتى وإن كان رافضاً لها، ضد أي تنظيم جهادي يحاول الظهور وأخذ مساحة له. لأنهم ببساطة منهكون، وتجربة السوريين في العقد الماضي سيئة مع كل التنظيمات، بما فيها التي شاركت بإسقاط نظام الأسد"، وفقاً لقوله. وبعد ساعات من لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، في 14 مايو الماضي، شنّت حسابات تنظيم داعش هجوماً لاذعاً على الرئيس السوري، واستدعت مقاطع خطب صوتية وكلمات له في السنوات الماضية، تضمّنت مواقف له من الولايات المتحدة. وحَمل التنظيم في حملته الإعلامية المتواصلة على "الجولاني"، كما يُصر على استعمال هذا اللقب، طابعاً تحريضياً موجهاً إلى التيارات الإسلامية ضد الرئيس السوري والإدارة الجديدة في المجمل. وفي بيان له أصدره أخيراً، استعمل التنظيم عبارة "ولاية الشام"، حين تبنى مهاجمة دورية للقوات الأمنية السورية في حوران تحت عبارة "النظام السوري المرتد"، وذلك يوم الخميس الماضي، ما يؤكّد أن تحرّك خلايا "داعش" لم يعد عبثياً أو فردياً، إنما بتنسيقٍ، حيث جاءت بالتزامن مع عملية متزامنة في دير الزور، وتحت العنوان أو التبرير نفسه. فراغات تُنعش جيوب تنظيم داعش يستفيد "داعش"، من مساحات الفراغ الأمني الكبير على الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن السورية التابعة للدولة الجديدة و"قسد"، أبرزها دير الزور الحدودية مع العراق، وريف حلب، والرّقة، وهي المناطق نفسها المعروفة بتضاريسها المعقدة، والمساحات التي يمكن الاختباء فيها، والاندماج بين الأهالي، بسبب ظاهرة النازحين المتوطّنين في تلك المناطق، والذين يسهل الاندماج معهم، على عكس ما إذا كانت المناطق يسكنها أهلها الأصليون ويعرف بعضهم بعضاً، فضلاً عن عدم وجود معلومات وقواعد بيانات للموجودين فيها. وفي هذا الشأن، أكد ضابط في الداخلية السورية في محافظة حلب، لـ"العربي الجديد"، مطّلع على مجريات عملياتٍ نفذها الأمن أخيراً ضد خلايا التنظيم التي يُطلق عليها محلياً "مضافات" (مقرّات التنظيم أو مخابئه)، أن "الجنسية السورية هي العليا من بين أفراد التنظيم حالياً، وتتجاوز 90% من الخلايا الموجودة، وهناك عراقيون أيضاً". وأوضح أن وجودهم يعتمد على التناقضات الأمنية في منطقة الجزيرة السورية بالدرجة الأولى، شرق الفرات وغربه، لكنهم يحاولون حالياً البحث عن موطئ قدم في مناطق أخرى، خارجها، كما الحال في حلب ودمشق. وبحسب قوله، فإن فرص عودة هؤلاء قوة مؤثرة ضعيفة للغاية، بسبب النفور المجتمعي والتغيير السياسي الذي تحقق، وتاريخهم القريب وما اقترفوه في سورية والعراق، لكن السؤال هل يمكنهم التأثير على الأمن؟ مجيباً: نعم، أعتقد أنهم يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً. محمد عناد سليمان: بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، قد تحاول استقطاب تنظيمات وجماعات إرهابية، لإفشال الاستحقاق السوري وكان الباحث في معهد واشنطن للدراسات هارون زيلين، خلص إلى أن تنظيم داعش "يستهدف الحكومة السورية الجديدة". وكتب في بحث له نشره المعهد في 22 مايو الماضي، أن عمليات التنظيم أخيراً تُسلّط الضوء على "حقيقة أنها، رغم تراجعها الكبير، ما تزال قادرة على إحداث اضطرابات كبيرة، لا سيما في الفترة الانتقالية الحسّاسة التي تمر بها سورية. وبالتالي، لدى الولايات المتحدة أسباب أكثر من أي وقت مضى لعدم سحب قواتها بالكامل من سورية إلى حين استكمال السلطات الجديدة دمج "قوات سوريا الديمقراطية"، وتأسيس حملة مكافحة داعش على أسس أكثر استدامة". وبرأيه، فإن هذا "يتطلب حثّ الأكراد ودمشق على المضي في الاتفاق القائم الذي ينص على أن تتولى الحكومة المركزية السيطرة على كامل محافظة دير الزور، معقل تنظيم داعش. وبذلك، سيتم إنشاء إدارة واحدة في المحافظة، ما يمنع التنظيم من استغلال الفجوات بين منطقتي السيطرة، وهي نقطة ضعف لعبت على الأرجح دوراً في الهجوم الناجح الذي وقع أخيراً". عملية استباقية مرتقبة ضد "داعش" من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي السوري محمد عناد سليمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الأمني في مناطق شمال شرق سورية حسّاس، لافتاً إلى أن "خلايا داعش ما زالت موجودة، وقد تُستثمر أو قد تُستقطب في أي وقت من أطراف إقليمية معنية بالملف السوري، لغاية عدم تحقيق الأمن والاستقرار في سورية". وأوضح أن خلايا التنظيم التي توجد على شكل جيوب أو تجمّعات نائمة في الشمال الشرقي السوري، ضمن منطقة الجزيرة المحاذية للعراق، تُشكل تحدّياً أمنياً للدولة السورية الجديدة، مبيناً أن "بعض الأطراف، وفي مقدمها إيران، التي جرى تحجيم نفوذها في الشرق الأوسط عموماً، وسورية على وجه الخصوص، قد تحاول استقطاب تنظيماتٍ وجماعاتٍ إرهابية ومسلحة، لتهديد الأمن وإفشال الاستحقاق السوري، الذي يسعى إلى مغادرة المشهد المسلح ككل، والانتقال إلى العمل السياسي والبناء". وأضاف: "إن حدث ذلك فعلاً، سنكون أمام تحد جديد في الجغرافية السورية ككل، ومناطق شمال شرق سورية خصوصاً". ووصف خلايا التنظيم بأنهم "سوريون ومن جنسيات أخرى، مرتزقة، والحكومة السورية قد تسارع بهذا الملف وتبدأ بمواجهته استباقياً". تقارير عربية التحديثات الحية تراجع هجمات "داعش" في العراق: الضربات الانتقائية تحاصر تحركاته


العربي الجديد
منذ 14 دقائق
- العربي الجديد
أحداث الدالية... غياب المحاسبة يعمّق جراح الساحل السوري
أعادت انتهاكات وتجاوزات وقعت في قرية الدالية في ريف اللاذقية غربي سورية قبل أيام، وما رافقها من حشود أمنية كبيرة وحظر تجوال في المنطقة ونزوح الأهالي إلى الجبال المجاورة، الخوف من تكرار أحداث السادس من مارس/آذار الماضي، وما رافقها من عمليات قتل وتجاوزات بحق مدنيين في الساحل السوري على يد فصائل عسكرية تابعة لوزارة الدفاع وصفت بأنها "غير منضبطة". بدأت أحداث قرية الدالية بريف مدينة جبلة جنوبي اللاذقية، التي تضم سوريين من الطائفة العلوية، بخلاف بين مدير مركز الاتصالات وموظفين، تطور إلى استدعاء الأمن الداخلي وحديث عن "مسلحين خارج نطاق القانون"، ما استدعى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة من وزارة الدفاع، ولا سيما أن المنطقة كانت نقطة الانطلاق لأحداث السادس من مارس الماضي. تزايد القلق في الساحل السوري وقال عزازيل ديب، وهو من سكان المنطقة وناشط مدني في توثيق الأحداث، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يحصل أي هجوم على أي مركز أمني أو عسكري أو حاجز أمني في الدالية، وكان الأهالي متعاونين مع الأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع، لكن رغم ذلك حصلت انتهاكات وتجاوزات. وأكد أنه وثق مقتل ثلاثة مدنيين ليس لهم أي ذنب في العملية، كذلك أحرقت خمسة منازل وخمس سيارات وسرقت ست أخرى خلال العملية واعتقل أربعة مدنيين آخرين، بعضهم من أمام منزله أو من على الطرقات. وأضاف أن المشكلة بدأت بين مدير مقسم اتصالات الدالية وموظفين مفصولين، واستدعى المدير قوات الأمن بزعم وجود "مسلحين خارج نطاق القانون"، ووصلت تعزيزات ضخمة للأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع، وأكد أنه لم تخرج أي رصاصة واحدة ضد القوى الأمنية. مهيار بدرة: "القوات 400" قتلت ثلاثة أشخاص وأحرقت ستة منازل وسيارات وممتلكات عامة وسبق أحداث الدالية عدد من الحوادث الأمنية التي أثارت الخوف لدى سكان الساحل السوري إذ إنه في 26 مايو/أيار الماضي، قُتل خمسة مدنيين وأصيب آخرون في منطقة مشقيتا بريف اللاذقية ، في هجوم مسلح استهدف مزارعين في المنطقة. كذلك قتل في السادس من مايو الماضي أربعة مدنيين على يد مسلحين اثنين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، في أثناء عملهم في منطقة جبلية تابعة لقرية عين الجوزة، الواقعة في الساحل السوري ضمن ناحية صلنفة في ريف اللاذقية. أخبار التحديثات الحية مقتل 4 مدنيين في هجوم مسلح في الساحل السوري وقال الناشط في مجال السلم الأهلي باللاذقية مهيار بدرة، لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة في قرية الدالية كانت في طريقها للحل، لكن بعد مغادرة قوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية للمنطقة، توجهت ثلاث سيارات من فصيل تابع لوزارة الدفاع من منطقة قرفيص تدعى "القوات 400" قتلت ثلاثة أشخاص وأحرقت ستة منازل وسيارات وممتلكات عامة. وأضاف بدرة أن تغييرات أمنية حدثت أخيراً في ريف اللاذقية أسهمت بتفاقم الوضع، ولا سيما أن القيادات الجديدة لم تتواصل مع وجهاء المنطقة لحل المشكلة كما كان يحدث سابقاً واحتواء أي تصعيد، مضيفاً أن أهالي المنطقة كانوا متعاونين لدرجة كبيرة مع المسؤولين الأمنيين السابقين. ورأى بدرة أن الحل لتلافي هذه الانتهاكات هو تفعيل قنوات التواصل مع الوجهاء والأشخاص الفاعلين الذين يريدون السلام في المنطقة، وتفعيل المخافر الشرطية في ريف جبلة، وشدد على ضرورة ضبط تصرفات "الفصيل 400" التابع لوزارة الدفاع المنتشر في منطقة قرفيص والكلية البحرية في مدينة جبلة، وهو المسؤول عن ارتكاب معظم هذه التجاوزات. وحاولت "العربي الجديد" التواصل مع مسؤولين لاستيضاح ما حصل في الدالية والاتهامات الموجهة للفصيل المذكور، لكنها لم تتلق أي إجابة. ورغم زيارات مسؤولين مدنيين وعسكريين من الحكومة السورية المتكررة واجتماعاتهم مع سكان ريف اللاذقية وطمأنتهم، تبقى هذه الانتهاكات المتكررة حجر عثرة في إعادة الأمن والهدوء واستئناف الناس لحياتهم وأعمالهم اليومية والتنقل في ظل حالة الخوف من تكرار هذه الحوادث. ولفت المحامي علي نصور، وهو من سكان جبلة وأحد القائمين على مبادرات اجتماعية لصون السلم الأهلي، إلى أن هناك حالة خوف لا تزال قائمة من أعمال انتقامية وثأرية لدى قسم كبير من أهالي الساحل السوري في ظل تكرار هذه الانتهاكات، رغم وجود تحسن نسبي في تعامل الحواجز العسكرية مع سكان هذه المناطق. وأضاف نصور في حديث لـ"العربي الجديد" أن الثقة لا تزال غائبة بسبب غياب سلطة الأمن والقانون وتفعيل المحاسبة لمرتكبي الانتهاكات، وفي ظل غياب إعلام رسمي موثوق ينقل ما يحدث بحيادية. وأكد أن هناك حالة خوف من تقديم شكوى عند حصول انتهاكات، وهذا الأمر يعوق تحقيق العدالة للضحايا. غزوان قرنفل: لماذا لم يتم ضبط هذه الفصائل غير المنضبطة ومحاسبتها؟ مصير لجنة التحقيق في أحداث الساحل ورغم مرور ثلاثة أشهر على أحداث مارس الماضي وإعلان تشكيل لجنة تقصي حقائق في هذه الأحداث من السلطات السورية، ينتظر كثير من سكان الساحل السوري محاسبة الجناة ومرتكبي الانتهاكات والتوصل إلى نتائج ملموسة، تعيد الأمل بتحقيق العدالة، إذ من المنتظر إعلان نتائج التحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة. ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قُتل في تلك الأحداث ما لا يقل عن 889 شخصاً، من بينهم 51 طفلاً و63 سيدة على يد قوى مسلحة مرتبطة بالحكومة، و445 شخصاً، من بينهم تسعة أطفال و21 سيدة على يد المجموعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة والمرتبطة بنظام الأسد المخلوع. وحول الانتهاكات ودور وزارة الدفاع والسلطة السورية في إيقافها، قال المحامي السوري غزوان قرنفل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه لا يمكن قبول شيء اسمه "فصائل غير منضبطة" إلا في سياق تقديم مبررات لفشل السلطة في ضبط الأوضاع الأمنية وحماية الناس من تجاوز الأجهزة على القانون. وتساءل قرنفل: "هذه الفصائل غير المنضبطة لماذا لم يتم ضبطها إلى الآن ومحاسبتها على ما ترتكبه من جرائم؟". وأكد أن "مبدأ المحاسبة اليوم غائب ويد القضاء مغلولة، وهذا ما أسهم في تفلت هذه الفصائل المزعومة وتحولها إلى سلوك ممنهج تتحمل السلطة نفسها مسؤولية ما ترتكبه من جرائم". وحول ما أصدرته وزارة الدفاع السورية أخيراً من ميثاق أخلاقي للمنتسبين إليها وتحذيرها من المحاسبة، أجاب قرنفل بأن ما أصدرته وزارة الدفاع لوائح قيمية أكثر مما هي محظورات قانونية، والجريمة لا يحتاج منعها إلى مدونة سلوك، بل إلى إجراءات قانونية عقابية وصارمة، وهذا ما لا يراد فعله أو لا تستطيع السلطة فعله، وفي الحالتين لا يخلي ذلك مسؤوليتها عما يرتكب من جرائم. وأضاف أنه لم يلمس أي جدية من قبل السلطات السورية الجديدة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، مستشهداً بواقعة الاعتداء على قاضٍ في حلب وطريقة حلها بأنها تشي بذلك. وأكد أن الفصائل العسكرية على اختلاف مسمياتها لا تزال فوق القانون والمساءلة، معتبراً أنها ستبقى كذلك لأسباب كثيرة تتعلق بنمط السلطة وبنيتها، التي يراد بها إدارة البلاد وشؤون الناس. أخبار التحديثات الحية جبلة السورية تغرق في الفوضى والسلب: معارك وحرائق وغياب الأمن