
نهائي الـ"يوروباليغ": أهمية كبرى لمشروع أموريم
كان من الصعب توضيح مدى أهمية كل محطة من هذه الرحلة في مراحل خروج المغلوب في الدوري الأوروبي، علماً أنّ هناك دائماً مناسبة مقبلة أكبر، أكثر زلزلة، وأكثر تأثيراً في مجريات الموسم.
لكن بما أنّ النهائي قد وصل الآن، فلا يمكن التقليل من أهمّيته في سياق مرحلة ما بعد السير أليكس فيرغسون، ومدى حيَويته لمستقبل يونايتد القريب، وكيف أنّ ليلة واحدة فقط قد تُحدّد نظرة الجميع للموسم بأكمله.
ما لم تكن البرتغالي روبن أموريم، طبعاً. فوسط أسابيع من الحديث عن «بلباو أو الانهيار»، بدا مدرب يونايتد أحياناً وكأنّه الصوت المعارض الوحيد، الشخص الوحيد المرتبط بـ«أولد ترافورد» الذي ينظر إلى ما بعد 21 أيار. يمكن القول إنّه الوحيد بيننا الذي يرى «الغابة على رغم من الأشجار».
بعد الخسارة 2-0 أمام وست هام يونايتد - وهي الهزيمة الـ17 في موسم محلي بائس، وقبل أن تأتي الهزيمة الـ18 في «ستامفورد بريدج» أكّد أموريم: «الجميع يُفكّر في النهائي. لكنّ النهائي ليس هو المسألة الأساسية في هذه اللحظة في نادينا. لدينا أمور أكبر، أكبر بكثير لنفكّر بها، وعلينا أن نُغيّر الكثير من الأمور في نهاية الموسم».
كانت هذه، إلى حدٍ كبير، الرسالة المتكرّرة منذ أشهر. فأوضح أموريم أولاً أنّ الفوز بالدوري الأوروبي لن يُنقذ موسم يونايتد، وكان ذلك قبل مواجهته في ثمن النهائي مع ريال سوسييداد، ثم كرّر الأمر قبل نصف النهائي، حتى بعد رؤية العودة المُلهمة ضدّ ليون.
لم ينكر أبداً التأثير التحويلي الذي قد يُحدِثه الفوز بالنهائي على سوق الانتقالات الصيفية والموسم المقبل، لأنّ «دوري الأبطال يمكن أن يُغيّر كل شيء».
لكنّه في المقابل، ظل يصف العودة إلى دوري الأبطال بأنّه سلاح ذو حدَّين، أمر سابق لأوانه بالنسبة إلى التشكيلة الحالية التي يمتلكها، وقد تستفيد أكثر من موسم خالٍ من المنافسات الأوروبية، والوقت أطول في التدريبات.
السلسلة البائسة التي حصد فيها الفريق نقطتَين فقط من أصل 24 ممكنة في الـ«بريميرليغ» لم تُقنعه سوى أكثر بأنّ مطالبة لاعبيه بالمنافسة على جبهتَين هو بمثابة «الوصول إلى القمر».
وأضاف: «نحتاج إلى مزيد من الوقت مع الفريق. علينا أن نُعيد ترتيب الكثير من الأمور في كارينغتون. نحتاج إلى وقت أطول كَي لا نفكر في كل مباراة على حدة».
موسم خارج المنافسات الأوروبية يمكن أن يكون مفيداً. بين فرق «الـ6 الكبار» في الـ«بريميرليغ»، فإنّ آخر مرّة غاب فيها ليفربول قارياً شهدت عودته السريعة إلى دوري الأبطال. وبعد عام كان في النهائي، وبعد عام آخر فاز به.
تشلسي أيضاً استفاد من خلو منتصف الأسبوع خلال موسم 2016-2017، ليُتوّج بلقب الدوري. لكنّ ذلك ليس ضماناً. إذ فشل أرسنال في بلوغ دوري الأبطال في موسم 2021-2022، على رغم من قضائه أغلب الموسم ضمن الـ4 الأوائل. ولم يساعد وقت التدريب الإضافي لا أنجي بوستيكوغلو مع توتنهام ولا ماوريسيو بوتشيتينو مع تشلسي على بلوغ المربّع الذهبي في الموسم الماضي أيضاً.
مع ذلك، فإنّ كل هذه الأندية تحسنت مقارنةً بمواسمها السابقة، ويعلم أموريم، سواء بلغ دوري الأبطال أم لا، أنّه لا يمكن تكرار الأداء الكارثي في الـ«بريميرليغ» الموسم المقبل.
بعد خسارة وست هام، أشار إلى مستقبله الشخصي: «إذا بدأنا بهذه الطريقة، وإذا ظل هذا الشعور موجوداً، فعلينا أن نُفسح المجال لأشخاص آخرين». ولم تكن هذه المرّة الأولى التي يُلمح فيها علناً إلى مثل هذه الأفكار.
لكنّه عاد لاحقاً لتوضيح تصريحاته، مؤكّداً أنّه «بعيد عن الاستقالة»، وأنّه أشار فقط إلى إمكانية الإقالة، وليس انسحابه الطوعي من المنصب.
على هذه النقطة، لم تظهر أي مؤشرات إلى أنّ أموريم مهدّد، ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنّه لن يكون على رأس الجهاز الفني في بداية الموسم المقبل. كان الدعم العلني غير المشروط من السير جيم راتكليف، في مقابلاته قبل شهرَين، ذا دلالة كبيرة في هذا الشأن.
في الوقت عينه، أثبت راتكليف أنّه شخص لا يمكن التنبّؤ بخطواته، وأنّه مستعجل، وله تأثير كبير في قرارات بهذا الحجم. فعلى رغم من إعلانه في تشرين الأول أنّ قرار تغيير المدرب «ليس من اختصاصي»، فقد ناقش لاحقاً إقالة إريك تين هاغ كقرار جماعي بينه وبين الرئيس التنفيذي عمر برادة والمدير الفني جايسون ويلمكس.
رحيل الشخصية المفتاحية الأخرى (المدير الرياضي دان أشوورث) يُذكّرنا بمدى سرعة تبدّل المواقف وسقوط الأسماء من الحسابات. لهذا السبب، وعلى رغم من الحديث عن «منتصف الأسبوع الفارغ» أو «إعادة البناء التدريجية»، يبقى الفوز الليلة أمراً حيوياً لمشروع أموريم، أكثر من أي شيء، وسيكون وسيلة لحماية أثمن ما يملكه ربما: الانطباع العام بأنّه، إذا مُنح الوقت، يستطيع أن يُحدِث التغيير.
الفوز في بلباو سيُبقي الأمل حياً، على رغم من أحد أسوأ بدايات المدربين في تاريخ يونايتد الحديث. أمّا الخسارة، فلن تمرّ من دون أضرار، فأقرّ أموريم بذلك شخصياً.
بغضّ النظر عن النتيجة، فإنّ الموسم الثاني لشركة INEOS في «أولد ترافورد» سينتهي تماماً كما بدأ: بمدرب قاد يونايتد إلى أسوأ ترتيب له في الـ»بريميرليغ»، ما زال في مكانه، عليه الكثير ليُثبته، وأمام فوضى عليه أن يواجهها. الفوز في بلباو لن يُغيّر ذلك. ففوز واحد لن يغيّر ذلك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Elsport
منذ 2 ساعات
- Elsport
يوروبا ليغ: اغراءات مالية لتوتنهام ويونايتد تفوق النهائي!
يتطلع مانشستر يونايتد وتوتنهام الانكليزيان لانقاذ موسمهما الكارثي عندما يلتقيان في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في كرة القدم الأربعاء، حيث تلوح في الأفق اغراءات مالية مع تشريع الباب للفائز للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وينتقل الناديان الى بلباو لخوض النهائي في ظل انتقادات لاذعة على خلفية تقديمهما أسوأ أداء على الاطلاق في الدوري الممتاز. يحتل يونايتد المركز السادس عشر وخلفه مباشرة توتنهام وذلك قبل مرحلة واحدة من النهاية، وما جبنهما الهبوط هو معاناة الثلاثي إيبسويتش، ليستر سيتي وساوثامبتون في قاع الترتيب. المُفارقة أن الخاسر في النهائي سيشعر بخيبة أكبر رغم صعوده إلى منصة التتويج، إذ إن الغياب عن أي من المسابقات القارية الموسم المقبل سيُشكل نكسة كبيرة لوضعهما المالي في المستقبل القريب. وقال قائد يونايتد السابق غاري نوفيل: "أعتقد أنها خسارة النهائي ستترك أثرا كبيرا، كما اعتقد، على العامين أو الثلاثة المقبلة للناديين". وأضاف: "يحتاجان للاستثمار في فريقيهما، وفي حال لم يحصلا على أموال دوري الابطال، فعندها سنرى استثمارات أقل بكثير، وهو ما يعني على الارجح الغياب عن دوري الابطال حتى في الموسم التالي". ولم يغب يونايتد عن أي من المسابقات القارية سوى مرة فقط في الاعوام الـ 35 الماضية. ويواجه النادي ظرفا ماليا دقيقا بعدما عمد المالك المشارك الملياردير جيم راتكليف الى اعتماد سياسة تقشفية صارمة بعد شرائه حصة أقلية قبل عام. كما أعلن نادي "الشياطين الحمر" عن خطة لتسريح 200 موظف إضافي بعد خفض 250 وظيفة العام الماضي. وفي دفاعه عن هذه القرارات، شرح راتكليف في آذار/مارس الماضي ان النادي "سينفد منه المال بحلول عيد الميلاد" من دون هذه الخطوة. كما يحتاج أولد ترافورد لاستثمارات داخل الملعب وخارجه. - الطريق "الاسرع" للعودة - وسبق أن أعلن يونايتد عن خطط في وقت سابق من هذا العام لتوسيع سعة الملعب الى 100 ألف متفرج حيث من المتوقع أن يكلف المشروع 2.7 مليار دولار أميركي. داخل المستطيل الأخضر، لم يستطع المدرب البرتغالي روبن أموريم إنقاذ سفينة يونايتد الغارقة منذ توليه المسؤولية في كانون الاول/ديسمبر، مكتفيا بتحقيق ستة انتصارات في 26 مباراة في بريميرليغ. قال مدرب سبورتينغ لشبونة السابق الاسبوع الماضي عما اذا كان التأهل الى المسابقة القارية المرموقة او الظفر باللقب أكثر أهمية في موسمه الاول "بالنسبة لي، دوري الابطال هو الأهم". وتابع: "الطريق الافضل لمساعدتنا على بلوغ القمة في الاعوام القليلة المقبلة هو دوري الابطال. وليس اللقب أو الكأس". وأردف: "الامر الاهم هو كيف سيساعدنا هذا اللقب على العودة الى القمة بشكل أسرع". وتشير التقديرات إلى أن الفوز في سان ماميس قد يمنح الفائز 70 مليون جنيه إسترليني. في المقابل، جنى يونايتد 52 مليونا رغم خروجه من دور المجموعات في الـ "تشامبيونزليغ" الموسم الماضي. وطرأ مذاك تحديثا كبيرا على المسابقات القارية، ما رفع من عدد المباريات والجوائز المالية المقدمة من الاتحاد الاوروبي "ويويفا". وأوضح الخبير الكروي المالي كيران ماغواير لشبكة "بي بي سي": "موسم جيد في دوري الابطال قد يعادل حوالى 100 مليون جينه استرليني". وتابع: "بحلول الوقت الذي تجمع فيه إيرادات تذاكر الدخول ومكافآت الرعاة والجوائز المالية المتاحة، فإن الأرقام الناتجة ستكون مذهلة". بدوره، تعرض مالك توتنهام دانيال ليفي لانتقادات شرسة من مشجعي النادي لتفضيله الاستدامة المالية عوضا عن طموح إحراز الألقاب. ويمني توتنهام النفس بإنهاء 17 عاما من الانتظار لمعانقة الكؤوس على الرغم من تنامي مداخيل النادي في العقدين الماضيين. أدى انشاء ملعب جديد من الطراز الرفيع الى مصادر جديدة للإيرادات من استضافة الحفلات الموسيقية إلى مباريات الملاكمة العالمية. رغم ذلك، خسر توتنهام حوالى 100 مليون جينه استرليني في الموسمين الماضيين. قال ليفي غداة الكشف عن حسابات النادي في آذار/مارس الماضي "لا يمكننا أن ننفق ما لا نملكه". وفي المحصلة، فإن الفريق الذي يفشل في الفوز بمعركة الأربعاء الإنكليزية الخالصة، سيواجه طريقا طويلا للعودة الى المسابقات القارية الكبرى.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
نهائي الدوري الأوروبي يشتعل مبكراً باشتباكات بين الجماهير (فيديو)
اندلعت اشتباكات عنيفة بين جماهير مانشستر يونايتد وتوتنهام مساء الثلاثاء في مدينة سان سيباستيان الإسبانية، الواقعة على بُعد نحو 48 ميلاً من بيلباو، وذلك قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين في نهائي الدوري الأوروبي، المقرر إقامته مساء الأربعاء على ملعب "سان ماميس". وتشهد المدينة الإسبانية توافداً جماهيرياً غير مسبوق، إذ يُتوقّع وصول نحو 80 ألف مشجع إنكليزي من أنصار الفريقين، لحضور النهائي الحاسم الذي يُعد بمثابة فرصة أخيرة لإنقاذ موسم كارثي لكل من يونايتد وتوتنهام، حيث يحتلّان المركزين السادس عشر والسابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز على التوالي. blockquote class="twitter-tweet" data-media-max-width="560"> Fans MU vs Fans Tottenham gelut di Negeri Orang 🇪🇸 jelang #UELfinal — Siaran Bola Live (@SiaranBolaLive) May 21, 2025 ووفقاً لصحيفة إل دياريو فاسكو الإسبانية، بدأت أعمال العنف مساء الثلاثاء، حين تحوّل تبادل الصراخ والشتائم بين بعض المشجعين إلى عراك بالأيدي، بعد أن وجّه أحدهم لكمة أطاحت بأحد الجماهير أرضاً. وسرعان ما تصاعدت الفوضى، حيث أُلقِيَت بعض الأشياء وقُلبت الطاولات، قبل تدخل الشرطة لاحتواء الموقف. جمهور توتنهام في بلباو (وكالات) وعلى الرغم من حدة الاشتباكات، لم تُسجّل أي إصابات خطيرة، كما لم يتم توقيف أي شخص. وأفادت التقارير بوصول سيارة إسعاف إلى الموقع كإجراء احترازي، وقدمت طواقمها بعض الإسعافات الأولية دون الحاجة إلى نقل أي مصاب إلى المستشفى. وتأتي هذه الأحداث في ظل الأهمية الكبيرة التي تحظى بها المباراة، سواء على الصعيد الرياضي أو الجماهيري. فتوتنهام يسعى لتحقيق أول ألقابه منذ 17 عاماً، فيما يطمح مانشستر يونايتد لانتزاع أول بطولة له تحت قيادة مدربه روبن أموريم.


الجمهورية
منذ 8 ساعات
- الجمهورية
نهائي الـ"يوروباليغ": أهمية كبرى لمشروع أموريم
كان من الصعب توضيح مدى أهمية كل محطة من هذه الرحلة في مراحل خروج المغلوب في الدوري الأوروبي، علماً أنّ هناك دائماً مناسبة مقبلة أكبر، أكثر زلزلة، وأكثر تأثيراً في مجريات الموسم. لكن بما أنّ النهائي قد وصل الآن، فلا يمكن التقليل من أهمّيته في سياق مرحلة ما بعد السير أليكس فيرغسون، ومدى حيَويته لمستقبل يونايتد القريب، وكيف أنّ ليلة واحدة فقط قد تُحدّد نظرة الجميع للموسم بأكمله. ما لم تكن البرتغالي روبن أموريم، طبعاً. فوسط أسابيع من الحديث عن «بلباو أو الانهيار»، بدا مدرب يونايتد أحياناً وكأنّه الصوت المعارض الوحيد، الشخص الوحيد المرتبط بـ«أولد ترافورد» الذي ينظر إلى ما بعد 21 أيار. يمكن القول إنّه الوحيد بيننا الذي يرى «الغابة على رغم من الأشجار». بعد الخسارة 2-0 أمام وست هام يونايتد - وهي الهزيمة الـ17 في موسم محلي بائس، وقبل أن تأتي الهزيمة الـ18 في «ستامفورد بريدج» أكّد أموريم: «الجميع يُفكّر في النهائي. لكنّ النهائي ليس هو المسألة الأساسية في هذه اللحظة في نادينا. لدينا أمور أكبر، أكبر بكثير لنفكّر بها، وعلينا أن نُغيّر الكثير من الأمور في نهاية الموسم». كانت هذه، إلى حدٍ كبير، الرسالة المتكرّرة منذ أشهر. فأوضح أموريم أولاً أنّ الفوز بالدوري الأوروبي لن يُنقذ موسم يونايتد، وكان ذلك قبل مواجهته في ثمن النهائي مع ريال سوسييداد، ثم كرّر الأمر قبل نصف النهائي، حتى بعد رؤية العودة المُلهمة ضدّ ليون. لم ينكر أبداً التأثير التحويلي الذي قد يُحدِثه الفوز بالنهائي على سوق الانتقالات الصيفية والموسم المقبل، لأنّ «دوري الأبطال يمكن أن يُغيّر كل شيء». لكنّه في المقابل، ظل يصف العودة إلى دوري الأبطال بأنّه سلاح ذو حدَّين، أمر سابق لأوانه بالنسبة إلى التشكيلة الحالية التي يمتلكها، وقد تستفيد أكثر من موسم خالٍ من المنافسات الأوروبية، والوقت أطول في التدريبات. السلسلة البائسة التي حصد فيها الفريق نقطتَين فقط من أصل 24 ممكنة في الـ«بريميرليغ» لم تُقنعه سوى أكثر بأنّ مطالبة لاعبيه بالمنافسة على جبهتَين هو بمثابة «الوصول إلى القمر». وأضاف: «نحتاج إلى مزيد من الوقت مع الفريق. علينا أن نُعيد ترتيب الكثير من الأمور في كارينغتون. نحتاج إلى وقت أطول كَي لا نفكر في كل مباراة على حدة». موسم خارج المنافسات الأوروبية يمكن أن يكون مفيداً. بين فرق «الـ6 الكبار» في الـ«بريميرليغ»، فإنّ آخر مرّة غاب فيها ليفربول قارياً شهدت عودته السريعة إلى دوري الأبطال. وبعد عام كان في النهائي، وبعد عام آخر فاز به. تشلسي أيضاً استفاد من خلو منتصف الأسبوع خلال موسم 2016-2017، ليُتوّج بلقب الدوري. لكنّ ذلك ليس ضماناً. إذ فشل أرسنال في بلوغ دوري الأبطال في موسم 2021-2022، على رغم من قضائه أغلب الموسم ضمن الـ4 الأوائل. ولم يساعد وقت التدريب الإضافي لا أنجي بوستيكوغلو مع توتنهام ولا ماوريسيو بوتشيتينو مع تشلسي على بلوغ المربّع الذهبي في الموسم الماضي أيضاً. مع ذلك، فإنّ كل هذه الأندية تحسنت مقارنةً بمواسمها السابقة، ويعلم أموريم، سواء بلغ دوري الأبطال أم لا، أنّه لا يمكن تكرار الأداء الكارثي في الـ«بريميرليغ» الموسم المقبل. بعد خسارة وست هام، أشار إلى مستقبله الشخصي: «إذا بدأنا بهذه الطريقة، وإذا ظل هذا الشعور موجوداً، فعلينا أن نُفسح المجال لأشخاص آخرين». ولم تكن هذه المرّة الأولى التي يُلمح فيها علناً إلى مثل هذه الأفكار. لكنّه عاد لاحقاً لتوضيح تصريحاته، مؤكّداً أنّه «بعيد عن الاستقالة»، وأنّه أشار فقط إلى إمكانية الإقالة، وليس انسحابه الطوعي من المنصب. على هذه النقطة، لم تظهر أي مؤشرات إلى أنّ أموريم مهدّد، ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنّه لن يكون على رأس الجهاز الفني في بداية الموسم المقبل. كان الدعم العلني غير المشروط من السير جيم راتكليف، في مقابلاته قبل شهرَين، ذا دلالة كبيرة في هذا الشأن. في الوقت عينه، أثبت راتكليف أنّه شخص لا يمكن التنبّؤ بخطواته، وأنّه مستعجل، وله تأثير كبير في قرارات بهذا الحجم. فعلى رغم من إعلانه في تشرين الأول أنّ قرار تغيير المدرب «ليس من اختصاصي»، فقد ناقش لاحقاً إقالة إريك تين هاغ كقرار جماعي بينه وبين الرئيس التنفيذي عمر برادة والمدير الفني جايسون ويلمكس. رحيل الشخصية المفتاحية الأخرى (المدير الرياضي دان أشوورث) يُذكّرنا بمدى سرعة تبدّل المواقف وسقوط الأسماء من الحسابات. لهذا السبب، وعلى رغم من الحديث عن «منتصف الأسبوع الفارغ» أو «إعادة البناء التدريجية»، يبقى الفوز الليلة أمراً حيوياً لمشروع أموريم، أكثر من أي شيء، وسيكون وسيلة لحماية أثمن ما يملكه ربما: الانطباع العام بأنّه، إذا مُنح الوقت، يستطيع أن يُحدِث التغيير. الفوز في بلباو سيُبقي الأمل حياً، على رغم من أحد أسوأ بدايات المدربين في تاريخ يونايتد الحديث. أمّا الخسارة، فلن تمرّ من دون أضرار، فأقرّ أموريم بذلك شخصياً. بغضّ النظر عن النتيجة، فإنّ الموسم الثاني لشركة INEOS في «أولد ترافورد» سينتهي تماماً كما بدأ: بمدرب قاد يونايتد إلى أسوأ ترتيب له في الـ»بريميرليغ»، ما زال في مكانه، عليه الكثير ليُثبته، وأمام فوضى عليه أن يواجهها. الفوز في بلباو لن يُغيّر ذلك. ففوز واحد لن يغيّر ذلك.