logo
الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف

الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف

خبرنيمنذ 5 أيام

بعد شجار كبير بين الزوجين ، انفعل الأب وأصبح يروي تفاصيل خلافه مع زوجته على وسائل التواصل الاجتماعي وهو منزعج ومتضايق من أعمال قامت بها زوجته وبعد هذا أصبح المجتمع يتنقال هذه الأخبار و التفاصيل من خلال المنشورات او من خلال الفيديوهات وهذا الأمر كان يضايق الأولاد ويشعرهم بالإحراج في البيت والمدرسة والمجتمع بأكمله. في اليوم التالي، نشرت أخت الزوج على 'فيسبوك' منشورًا غامضًا تلمّح فيه إلى خيانة الثقة بين الزوجين. انتشرت القصة بسرعه، وبدا الزوجان يفقدان احترامهما أمام أولادهما وأمام المجتمع. لم يكن الخلاف الزوجي هو المشكلة الحقيقية، بل تسريب الخصوصية والفضفضة التي بغير مكانها و وقتها وعدم مراعاة مشاعر الابناء تصل بينا إلى مكان قد لا نتوقعه.
لم تعد الخصوصية الأسرية تُهدد فقط من داخل البيت، بل بات الخطر الأكبر من نشر أسرار الحياة الخاصة أمام الأقارب، والمعارف، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبين جلسات النميمة العائلية، ومنشورات 'الفضفضة' الإلكترونية، تضيع الأسر وتُفكك العلاقات، ويُستخدم الألم الشخصية كمادة للتسلية أو للانتقام.
أن البعد النفسي والاجتماعي لتسريب خصوصيات الأسرة
أولا اهتزاز الصورة أمام الأطفال:
عندما يسمع الطفل أحد والديه يتحدث بسوء عن الطرف الآخر أمام الآخرين، يُصاب بارتباك داخلي. وفقًا لنظرية الارتباط العاطفي لـ'جون بولبي'، فإن الطفل يحتاج إلى صورة مستقرة عن والديه ليشعر بالأمان. أما إذا اهتزت هذه الصورة بسبب التحقير العلني أو فضح الأسرار، فإن الطفل يفقد الثقة بالأسرة أولاً وبالعلاقات عامة لاحقًا.
2. المراهقون وفقدان الانتماء الأسري:
المراهق عندما يرى أسرته تتعرض للسخرية أو تفضح مشاكلها في العلن، يبدأ في الانفصال نفسيًا عنها. يشعر بالعار من عائلته، ويميل إلى الانعزال أو التمرد. أشارت دراسة منشورة في 2020Journal of Adolescent إلى أن المراهقين الذين تعرضوا لتجارب 'انكشاف أسرار الأسرة' أظهروا مشكلات في التكيف الاجتماعي والثقة بالنفس.
3. تشويه سمعة الأسرة في المجتمع:
نشر مشاكل الأسرة، حتى لو كانت تافهة، يُضعف صورة العائلة أمام المجتمع. في ثقافتنا العربية، تعتبر 'سترة البيت' قيمة جوهرية، والنيل منها يؤدي إلى انهيار في العلاقات الاجتماعية وفقدان الدعم المجتمعي عند الحاجة.
4. الضغط النفسي الناتج عن 'الفضائح الرقمية':
عندما تُنشر المشاكل على منصات مثل فيسبوك أو الإنستقرام فإنها لا تُنسى بسهولة. يبقى الأثر النفسي قائمًا، ويصعب تجاوزه حتى لو تم حل المشكلة داخليًا. أظهرت دراسة لـ'APA"الجمعية الأمريكية لعلم النفس) أن الأفراد الذين يُفصحون عن خلافاتهم الزوجية على الإنترنت يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب، مقارنة بمن يحافظون على خصوصية علاقاتهم.
ليس كل مشاركة تُعد خرقًا للخصوصية، ولكن هناك خطًا رفيعًا بين طلب النصيحة وفضح العلاقة. الحديث عن الخلافات الزوجية أمام الناس دون هدف بنّاء أو دون وجود مختص، يُعد سلوكًا مؤذيًا نفسيًا واجتماعيًا، قد يُضر بالعلاقة أكثر مما ينفعها.
أن للأهل في ترسيخ ثقافة الخصوصية:
• عدم الحديث عن مشكلات الأسرة أمام الأبناء أو الغرباء.
• عدم نشر التفاصيل الشخصية عبر وسائل التواصل حتى ولو بغرض الفضفضة.
• تعليم الأبناء احترام أسرار البيت منذ الطفولة، وعدم مشاركة كل ما يحدث خارج جدرانه.
• اللجوء إلى مستشارين نفسيين مختصين عند الحاجة، بدلاً من الأقارب أو الإنترنت.
الخصوصية ليست جدارًا نمنع به الضوء، بل غطاء نحفظ به كرامة العلاقة وسلامة الأبناء. إن نشر تفاصيل الحياة الخاصة أمام المجتمع أو على وسائل التواصل قد يُشبع لحظة من الغضب أو الحاجة للانتصار، لكنه يترك جرحًا دائمًا في قلوب أفراد الأسرة، خاصة الأطفال والمراهقين. لنحفظ أسرنا، ونعلّم أبناءنا أن الأسرار التي تُروى خارج البيت قد تكون بداية انهياره

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هو أنا لسه عايش؟".. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه لبلوغه الـ 90 من عمره
"هو أنا لسه عايش؟".. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه لبلوغه الـ 90 من عمره

جو 24

timeمنذ يوم واحد

  • جو 24

"هو أنا لسه عايش؟".. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه لبلوغه الـ 90 من عمره

جو 24 : قالت وسائل إعلام مصرية إن معاش الكاتب الصحفي محمد العزبي التقاعدي توقف خلال الأيام الماضية رغم أنه لا يزال على قيد الحياة. وقال العزبي في تدوينة عبر حسابه على منصة "فيسبوك": "يا بختك يا أبو زهرة، عندما توقف معاشي دون إخطار لم أعرف السبب وبعد مجهود كبير عرفت أني توفيت إلى رحمة الله تعالى.. وأنا لسه مش عارف من وجهة نظر التأمينات المكشوف عنها الحجاب". وأضاف: "سألت من حولي هو انا لسه عايش؟، ماذا أفعل؟.. انتهى أصدقائي بأن كل من وصل التسعين عليه أن يثبت أنه ما زال على قيد الحياة أو توفر الدولة معاشه الذي يعتمد عليه في أكله وشربه ودوائه وتتوقف حياته بإذن إخواننا موظفي التأمينات، وبعد دوخة عرفت إن المتهم بالموت يجب أن يثبت أنه حي". وتابع الصحفي المصري قائلا: "طيب أنا مبتحركش ولا أخرج وأتنفس بصعوبة، لكن لازم أروح بنفسي مكتب التأمينات، روحت ووقعت بيد مرتعشة وأظهرت بطاقتي واطمأنت الحكومة إني حي يستحق الحسنة". وأردف بالقول: "صعب عليا حالي، حتي جاء الدور على الفنان الشهير عبد الرحمن أبو زهرة فأصابه ما أصابني، ولكن عندما نشر ابنه الخبر تحركت الحكومة، واعترفت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بقطع المعاش بسبب مشكلة تقنية وأنه تم تداركها فورا وتم إعادة صرف المعاش له، وهو ما لم يحدث معي ومع كثيرين". المصدر: "القاهرة 24" تابعو الأردن 24 على

الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف
الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف

خبرني

timeمنذ 5 أيام

  • خبرني

الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف

بعد شجار كبير بين الزوجين ، انفعل الأب وأصبح يروي تفاصيل خلافه مع زوجته على وسائل التواصل الاجتماعي وهو منزعج ومتضايق من أعمال قامت بها زوجته وبعد هذا أصبح المجتمع يتنقال هذه الأخبار و التفاصيل من خلال المنشورات او من خلال الفيديوهات وهذا الأمر كان يضايق الأولاد ويشعرهم بالإحراج في البيت والمدرسة والمجتمع بأكمله. في اليوم التالي، نشرت أخت الزوج على 'فيسبوك' منشورًا غامضًا تلمّح فيه إلى خيانة الثقة بين الزوجين. انتشرت القصة بسرعه، وبدا الزوجان يفقدان احترامهما أمام أولادهما وأمام المجتمع. لم يكن الخلاف الزوجي هو المشكلة الحقيقية، بل تسريب الخصوصية والفضفضة التي بغير مكانها و وقتها وعدم مراعاة مشاعر الابناء تصل بينا إلى مكان قد لا نتوقعه. لم تعد الخصوصية الأسرية تُهدد فقط من داخل البيت، بل بات الخطر الأكبر من نشر أسرار الحياة الخاصة أمام الأقارب، والمعارف، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبين جلسات النميمة العائلية، ومنشورات 'الفضفضة' الإلكترونية، تضيع الأسر وتُفكك العلاقات، ويُستخدم الألم الشخصية كمادة للتسلية أو للانتقام. أن البعد النفسي والاجتماعي لتسريب خصوصيات الأسرة أولا اهتزاز الصورة أمام الأطفال: عندما يسمع الطفل أحد والديه يتحدث بسوء عن الطرف الآخر أمام الآخرين، يُصاب بارتباك داخلي. وفقًا لنظرية الارتباط العاطفي لـ'جون بولبي'، فإن الطفل يحتاج إلى صورة مستقرة عن والديه ليشعر بالأمان. أما إذا اهتزت هذه الصورة بسبب التحقير العلني أو فضح الأسرار، فإن الطفل يفقد الثقة بالأسرة أولاً وبالعلاقات عامة لاحقًا. 2. المراهقون وفقدان الانتماء الأسري: المراهق عندما يرى أسرته تتعرض للسخرية أو تفضح مشاكلها في العلن، يبدأ في الانفصال نفسيًا عنها. يشعر بالعار من عائلته، ويميل إلى الانعزال أو التمرد. أشارت دراسة منشورة في 2020Journal of Adolescent إلى أن المراهقين الذين تعرضوا لتجارب 'انكشاف أسرار الأسرة' أظهروا مشكلات في التكيف الاجتماعي والثقة بالنفس. 3. تشويه سمعة الأسرة في المجتمع: نشر مشاكل الأسرة، حتى لو كانت تافهة، يُضعف صورة العائلة أمام المجتمع. في ثقافتنا العربية، تعتبر 'سترة البيت' قيمة جوهرية، والنيل منها يؤدي إلى انهيار في العلاقات الاجتماعية وفقدان الدعم المجتمعي عند الحاجة. 4. الضغط النفسي الناتج عن 'الفضائح الرقمية': عندما تُنشر المشاكل على منصات مثل فيسبوك أو الإنستقرام فإنها لا تُنسى بسهولة. يبقى الأثر النفسي قائمًا، ويصعب تجاوزه حتى لو تم حل المشكلة داخليًا. أظهرت دراسة لـ'APA"الجمعية الأمريكية لعلم النفس) أن الأفراد الذين يُفصحون عن خلافاتهم الزوجية على الإنترنت يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب، مقارنة بمن يحافظون على خصوصية علاقاتهم. ليس كل مشاركة تُعد خرقًا للخصوصية، ولكن هناك خطًا رفيعًا بين طلب النصيحة وفضح العلاقة. الحديث عن الخلافات الزوجية أمام الناس دون هدف بنّاء أو دون وجود مختص، يُعد سلوكًا مؤذيًا نفسيًا واجتماعيًا، قد يُضر بالعلاقة أكثر مما ينفعها. أن للأهل في ترسيخ ثقافة الخصوصية: • عدم الحديث عن مشكلات الأسرة أمام الأبناء أو الغرباء. • عدم نشر التفاصيل الشخصية عبر وسائل التواصل حتى ولو بغرض الفضفضة. • تعليم الأبناء احترام أسرار البيت منذ الطفولة، وعدم مشاركة كل ما يحدث خارج جدرانه. • اللجوء إلى مستشارين نفسيين مختصين عند الحاجة، بدلاً من الأقارب أو الإنترنت. الخصوصية ليست جدارًا نمنع به الضوء، بل غطاء نحفظ به كرامة العلاقة وسلامة الأبناء. إن نشر تفاصيل الحياة الخاصة أمام المجتمع أو على وسائل التواصل قد يُشبع لحظة من الغضب أو الحاجة للانتصار، لكنه يترك جرحًا دائمًا في قلوب أفراد الأسرة، خاصة الأطفال والمراهقين. لنحفظ أسرنا، ونعلّم أبناءنا أن الأسرار التي تُروى خارج البيت قد تكون بداية انهياره

فنانة مصرية تُصاب بوعكة صحية خطيرة بسبب أعواد القطن!
فنانة مصرية تُصاب بوعكة صحية خطيرة بسبب أعواد القطن!

جو 24

timeمنذ 6 أيام

  • جو 24

فنانة مصرية تُصاب بوعكة صحية خطيرة بسبب أعواد القطن!

جو 24 : كشفت الفنانة المصرية سما إبراهيم عن تعرضها لوعكة صحية خطيرة نتيجة استخدام أعواد القطن لتنظيف الأذن، حيث أدت إلى إصابتها بفطر في الأذن الوسطى، تَسَبّب لها في آلام شديدة وفقدان للاتزان. ونشرت الفنانة عبر حسابها الشخصي على موقع فيس بوك صورة لجزء تم استخراجه من أذنها، مرفقة بتعليق:"هذه الصورة لجزء من فطر في الأذن، تسبّب لي في آلام وفقدان للاتزان والتهاب في الأذن الوسطى". وأضافت: "الحمد لله، نحن الآن في مرحلة العلاج، ولكنني أردت أن أوضح كم من أشياء صغيرة قد تؤدي إلى كوارث.. احذروا من أعواد القطن التي نستخدمها في تجفيف وتنظيف الأذن، لأنها قد تكون سبباً في أذى أكبر بكثير مما تتصورون، ولا تهملوا أية إشارة يرسلها الجسم على الشعور بالتعب.. دعواتكم، وشكراً لكل الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبي". وقد شكّل هذا المنشور صدمةً للعديد من المتابعين، حيث يُعد استخدام أعواد القطن لتنظيف الأذن من العادات الشائعة، إلا أن تجربة سما إبراهيم كشفت عن مخاطر صحية جسيمة قد لا يدركها الكثيرون، مما يُعيد فتح النقاش حول مدى أمان هذه الأدوات الطبية المنزلية. يُذكر أن الفنانة سما إبراهيم قد تألّقت في الموسم الرمضاني الماضي من خلال مشاركتها في مسلسل "شهادة معاملة أطفال" إلى جانب الفنان محمد هنيدي، وكذلك مسلسل "قلبي ومفتاحه" مع الفنانين مي عز الدين وآسر ياسين. تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store