logo
أخبار العالم : ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟

أخبار العالم : ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟

الأربعاء 18 يونيو 2025 06:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
صورة لاختبار نووي للبحرية الأميركية
Article information Author, رامي رحيّم
Role, بي بي سي نيوز عربي
قبل 3 ساعة
يعمّ القلق منطقة الشرق الأوسط من احتمال وقوع كارثة نووية، ويمكن استشعار ذلك في السيل الكبير من البيانات والتصريحات الهادفة إلى طمأنة الناس، خاصة في دول الخليج.
المملكة العربية السعودية "آمنة من أي عواقب إشعاعية" وفقاً لتغريدة على صفحة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية.
وتشهد الصفحة تفاعلاً غير عادي منذ يوم الجمعة الماضي، حين بدأت تصدر التغريدات المتعلقة بمخاطر الإشعاع الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على إيران.
الهيئة تعمل "على استقراء استبقائي لتداعيات الطوارئ النووية المحتملة على المملكة، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الإنسان والبيئة من الآثار الإشعاعية".
أما في الكويت، فأكد مسؤول في الحرس الوطني، يوم الأحد، أن الحرس يراقب الحالة الإشعاعية والكيميائية على مدار الساعة، وأنها "طبيعية ومستقرة".
وشدد المسؤول في مقابلة مع التلفزيون الكويتي أن الحرس يملك قدرات متقدمة قادرة على كشف الإشعاعات والعوامل الكيميائية في المياه والهواء.
وفي قطر، أفادت وزارة البيئة أن مستويات الإشعاع في البلاد لا تزال ضمن المعدلات الطبيعية، مطمئنة الناس بأنها تتابع الموضوع بدقة وعلى مدار الساعة.
كما قالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إنه تم تفعيل مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ جزئياً ضمن إجراءات الاستجابة الإقليمية، وذلك كإجراء احترازي.
لكن القلق مستمر.
"بالله خففوا تغريدات بديت أتوتر من كثر ما تطلع لي تغريداتكم، الله يحفظ بلدنا من كل شر"، قال أحدهم في تعليق على تغريدات هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية. وهي فكرة كررها متفاعلون كثر مع صفحة الهيئة.
السلطات في كل هذه الدول الخليجية في وضع لا تحسد عليه، فلا كثرة التطمينات ولا قلتها كفيلة بوأد المخاوف العميقة التي يثيرها احتمال حدوث كارثة نووية.
لكن ماذا يقول العلماء والخبراء عن حجم المخاطر ومداها، لا سيما في دول الخليج؟ وما هي الإجراءات التي يُمكن أن تتخذ للتعامل معها؟
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة،
في عام 2006، بدأت إيران بتشغيل منشأة لمعالجة اليورانيوم في مدينة أصفهان.
ما أسوأ السيناريوهات المحتملة؟
يميّز العلماء بين المخاطر الناجمة عن استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم – كما حدث في منشأة نطنز مثلا - وتلك الناجمة عن مخاطر استهداف مفاعلات نووية. الأولى ليست بسيطة، لكن الأخيرة هي التي قد تنذر بكارثة نووية حقيقية.
في المفاعلات النووية وخلال التفاعل النووي، تنشطر ذرات اليورانيوم وينتج عن ذلك نظائر مشعة – وهي مواد أكثر إشعاعاً من اليورانيوم الموجود في منشآت التخصيب، حيث لا يحدث التفاعل النووي.
لذلك يرجح العلماء الذين تحدثت إليهم بي بي سي أن تكون المخاطر الناجمة عن قصف منشآت التخصيب أقل بكثير من تلك الناتجة عن احتمال قصف المفاعلات. ويقولون إن أخطر ما قد يحدث من حيث الإشعاع المؤذي للناس، هو هجوم على مفاعل نووي كمفاعل بوشهر في إيران أو المفاعل الإسرائيلي في ديمونا.
يذكر أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، قد قال يوم الإثنين إن هناك تلوثاً إشعاعياً وكيميائياً في موقع منشأة نطنز للتخصيب التي قصفتها إسرائيل، لكن مستويات الإشعاع خارج الموقع لا تزال طبيعية، وكذلك الأمر بالنسبة للمنشآت الأخرى التي قصفت حتى الآن.
ما المناطق والدول التي قد تتضرر في حال وقوع الكارثة؟
صدر الصورة، MAXAR TECHNOLOGIES
التعليق على الصورة،
صورة عبر الأقمار الاصطناعية لمنشأة نظنز النووية لتخصيب اليورانيوم
هذا هو السؤال الأصعب، لأنه يعتمد على عامل لا يمكن التنبؤ به، وهو حال الطقس في ذلك اليوم، وتحديداً سرعة واتجاه الرياح والمطر.
فحين تنتشر الجزئيات المشعة في الأجواء نتيجة هجوم أو انفجار في مفاعل نووي، تحمل الرياح هذه الجزئيات وتصبح بمثابة غيمة من الإشعاع، وإذا تساقطت الأمطار، يسقط معها الإشعاع من الغيمة إلى الأرض في مكان سقوط المطر.
يذكر أنه بعد كارثة تشيرنوبل في أوكرانيا عام 1986 – حين كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق– وصلت غيمة إشعاع إلى بريطانيا، ولو أن أضرارها البيئية كانت طفيفة، في حين وصل غيم يحمل إشعاعا مركزا أكثر خطورة إلى منطقة تبعد مئة كيلومتر عن موقع الحادث.
ومع ذلك، يشدد البعض على أن الحوادث النووية التي تشكل خطراً على الناس خارج الموقع النووي نادرة.
يقول جيم سميث، البروفيسور في علم البيئة في جامعة بورتسموث والذي تخصص في دراسة آثار حادثة تشيرنوبل، إنه "من النادر للغاية أن يكون هناك حادث كبير بما فيه الكفاية ليشكل خطرا كبيرا على الناس خارج الموقع. فقط في حالات كحالة تشيرنوبل، وحادث فوكوشيما في اليابان عام 2011، كان هناك خطر فعلي على الناس خارج الموقع النووي. وحتى في تلك الحالتين، لم يزد الخطر بشكل كبير. هو خطر، نعم، لكنه صغير مقارنة بالمخاطر التي نواجهها في حياتنا."
مخاطر خاصة بدول الخليج
صدر الصورة، Stocktrek / Getty Images
التعليق على الصورة،
مضيق هرمز، شريان حيوي قد يتأثر في حال وقوع حادث نووي
منذ أربع سنوات نشرت مجلة "العلم والأمن العالمي" العلمية دراسة مبنية على آلاف عمليات المحاكاة لما قد يحدث لمدن رئيسية في منطقة الخليج في حال وقوع حريق في برك الوقود النووي المستهلك في محطة بوشهر في إيران أو في محطة براكة في الإمارات العربية المتحدة.
وفقا للمشرفين على الدراسة، فإن أي حادث نووي في منطقة الخليج قد تكون له آثار تضاف إلى الآثار المتوقعة لأي حادث نووي في أي منطقة في العالم، بسبب ثلاثة عوامل:
أولاً، كثافة السكان في مدن ساحلية، ما قد يعقّد جهود نقل الناس في حال وقوع أي كارثة.
ثانياً، اعتماد دول الخليج بشكل كبير على مياه البحر المحلاة، ما قد يسبب أزمة مياه لكل سكان المنطقة، خاصة أن البحر هناك شبه مغلق، ودورة المياه فيه تحتاج إلى ما بين سنتين وخمس سنوات لتكتمل. ومع أن بعض معامل التحلية يمكنها التعامل مع هذا التلوث، غير أنها قد تضطر لوقف العمل لفترة معينة في حال وقوع الحادث.
أما العامل الثالث، فهو تركز النشاط الاقتصادي - تحديدا إنتاج ونقل النفط والغاز – في مناطق الساحل وفي مياه الخليج. وقد يؤدي حادث نووي في المنطقة إلى تعطيل مرور السفن في مضيق هرمز، ما قد تكون له آثار كبيرة على هذه الدول.
"لا تقلقوا"
يقول الخبراء إن التوجيهات المتبعة في حال وقوع كارثة نووية متعارف عليها، وهي عادة تتمثل بتوجيه الناس ليبقوا داخل المنازل وليغلقوا النوافذ والأبواب، وألا يشربوا المياه من مصادر مكشوفة ولا يتناولوا الخضار والفاكهة التي قد تكون تعرّضت للإشعاع. وقد يلجأ البعض إلى تخزين المواد الغذائية من باب الاحتياط.
لكن كل الإجراءات، وكذلك كل التنبيهات والتطمينات، لا يمكنها محو حالة القلق، التي قد تصبح هي نفسها خطراً إضافياً يُضاف إلى المخاطر المحيطة بنا.
يقول جيم سميث: "نصيحتي بشكل عام للناس ألا يقلقوا كثيرا. فنحن شاهدنا بعد تشيرنوبل أن القلق الموجود لدى الناس من الإشعاع – وهو مفهوم طبعا – قد يتسبب بمشاكل أكثر من الإشعاع نفسه. إذا قيل لكم أن تحتموا، فاصغوا إلى ما تقوله السلطات، ولا تقلقوا بشكل عام."
هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية نشرت تغريدة شبيهة بما قاله سميث:
"تؤثر الصور الذهنية الدارجة عند أغلب الجمهور على القدرة على التقييم الصحيح للمخاطر، وتعتبر من أكبر التحديات في مواجهة الطوارئ النووية والإشعاعية. ومن المهم الالتزام بالبيانات والتصريحات الرسمية وتجنب تداول هذه الصور الذهنية."
أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد فضلت التعبير عن مخاوفها بشكل لا يقبل التأويل، في أول بيان لمديرها العام، رافاييل غروسي، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، إذ قال:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟
أخبار العالم : ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟

نافذة على العالم

timeمنذ 5 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟

الأربعاء 18 يونيو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، صورة لاختبار نووي للبحرية الأميركية Article information Author, رامي رحيّم Role, بي بي سي نيوز عربي قبل 3 ساعة يعمّ القلق منطقة الشرق الأوسط من احتمال وقوع كارثة نووية، ويمكن استشعار ذلك في السيل الكبير من البيانات والتصريحات الهادفة إلى طمأنة الناس، خاصة في دول الخليج. المملكة العربية السعودية "آمنة من أي عواقب إشعاعية" وفقاً لتغريدة على صفحة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية. وتشهد الصفحة تفاعلاً غير عادي منذ يوم الجمعة الماضي، حين بدأت تصدر التغريدات المتعلقة بمخاطر الإشعاع الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على إيران. الهيئة تعمل "على استقراء استبقائي لتداعيات الطوارئ النووية المحتملة على المملكة، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الإنسان والبيئة من الآثار الإشعاعية". أما في الكويت، فأكد مسؤول في الحرس الوطني، يوم الأحد، أن الحرس يراقب الحالة الإشعاعية والكيميائية على مدار الساعة، وأنها "طبيعية ومستقرة". وشدد المسؤول في مقابلة مع التلفزيون الكويتي أن الحرس يملك قدرات متقدمة قادرة على كشف الإشعاعات والعوامل الكيميائية في المياه والهواء. وفي قطر، أفادت وزارة البيئة أن مستويات الإشعاع في البلاد لا تزال ضمن المعدلات الطبيعية، مطمئنة الناس بأنها تتابع الموضوع بدقة وعلى مدار الساعة. كما قالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إنه تم تفعيل مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ جزئياً ضمن إجراءات الاستجابة الإقليمية، وذلك كإجراء احترازي. لكن القلق مستمر. "بالله خففوا تغريدات بديت أتوتر من كثر ما تطلع لي تغريداتكم، الله يحفظ بلدنا من كل شر"، قال أحدهم في تعليق على تغريدات هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية. وهي فكرة كررها متفاعلون كثر مع صفحة الهيئة. السلطات في كل هذه الدول الخليجية في وضع لا تحسد عليه، فلا كثرة التطمينات ولا قلتها كفيلة بوأد المخاوف العميقة التي يثيرها احتمال حدوث كارثة نووية. لكن ماذا يقول العلماء والخبراء عن حجم المخاطر ومداها، لا سيما في دول الخليج؟ وما هي الإجراءات التي يُمكن أن تتخذ للتعامل معها؟ صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، في عام 2006، بدأت إيران بتشغيل منشأة لمعالجة اليورانيوم في مدينة أصفهان. ما أسوأ السيناريوهات المحتملة؟ يميّز العلماء بين المخاطر الناجمة عن استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم – كما حدث في منشأة نطنز مثلا - وتلك الناجمة عن مخاطر استهداف مفاعلات نووية. الأولى ليست بسيطة، لكن الأخيرة هي التي قد تنذر بكارثة نووية حقيقية. في المفاعلات النووية وخلال التفاعل النووي، تنشطر ذرات اليورانيوم وينتج عن ذلك نظائر مشعة – وهي مواد أكثر إشعاعاً من اليورانيوم الموجود في منشآت التخصيب، حيث لا يحدث التفاعل النووي. لذلك يرجح العلماء الذين تحدثت إليهم بي بي سي أن تكون المخاطر الناجمة عن قصف منشآت التخصيب أقل بكثير من تلك الناتجة عن احتمال قصف المفاعلات. ويقولون إن أخطر ما قد يحدث من حيث الإشعاع المؤذي للناس، هو هجوم على مفاعل نووي كمفاعل بوشهر في إيران أو المفاعل الإسرائيلي في ديمونا. يذكر أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، قد قال يوم الإثنين إن هناك تلوثاً إشعاعياً وكيميائياً في موقع منشأة نطنز للتخصيب التي قصفتها إسرائيل، لكن مستويات الإشعاع خارج الموقع لا تزال طبيعية، وكذلك الأمر بالنسبة للمنشآت الأخرى التي قصفت حتى الآن. ما المناطق والدول التي قد تتضرر في حال وقوع الكارثة؟ صدر الصورة، MAXAR TECHNOLOGIES التعليق على الصورة، صورة عبر الأقمار الاصطناعية لمنشأة نظنز النووية لتخصيب اليورانيوم هذا هو السؤال الأصعب، لأنه يعتمد على عامل لا يمكن التنبؤ به، وهو حال الطقس في ذلك اليوم، وتحديداً سرعة واتجاه الرياح والمطر. فحين تنتشر الجزئيات المشعة في الأجواء نتيجة هجوم أو انفجار في مفاعل نووي، تحمل الرياح هذه الجزئيات وتصبح بمثابة غيمة من الإشعاع، وإذا تساقطت الأمطار، يسقط معها الإشعاع من الغيمة إلى الأرض في مكان سقوط المطر. يذكر أنه بعد كارثة تشيرنوبل في أوكرانيا عام 1986 – حين كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق– وصلت غيمة إشعاع إلى بريطانيا، ولو أن أضرارها البيئية كانت طفيفة، في حين وصل غيم يحمل إشعاعا مركزا أكثر خطورة إلى منطقة تبعد مئة كيلومتر عن موقع الحادث. ومع ذلك، يشدد البعض على أن الحوادث النووية التي تشكل خطراً على الناس خارج الموقع النووي نادرة. يقول جيم سميث، البروفيسور في علم البيئة في جامعة بورتسموث والذي تخصص في دراسة آثار حادثة تشيرنوبل، إنه "من النادر للغاية أن يكون هناك حادث كبير بما فيه الكفاية ليشكل خطرا كبيرا على الناس خارج الموقع. فقط في حالات كحالة تشيرنوبل، وحادث فوكوشيما في اليابان عام 2011، كان هناك خطر فعلي على الناس خارج الموقع النووي. وحتى في تلك الحالتين، لم يزد الخطر بشكل كبير. هو خطر، نعم، لكنه صغير مقارنة بالمخاطر التي نواجهها في حياتنا." مخاطر خاصة بدول الخليج صدر الصورة، Stocktrek / Getty Images التعليق على الصورة، مضيق هرمز، شريان حيوي قد يتأثر في حال وقوع حادث نووي منذ أربع سنوات نشرت مجلة "العلم والأمن العالمي" العلمية دراسة مبنية على آلاف عمليات المحاكاة لما قد يحدث لمدن رئيسية في منطقة الخليج في حال وقوع حريق في برك الوقود النووي المستهلك في محطة بوشهر في إيران أو في محطة براكة في الإمارات العربية المتحدة. وفقا للمشرفين على الدراسة، فإن أي حادث نووي في منطقة الخليج قد تكون له آثار تضاف إلى الآثار المتوقعة لأي حادث نووي في أي منطقة في العالم، بسبب ثلاثة عوامل: أولاً، كثافة السكان في مدن ساحلية، ما قد يعقّد جهود نقل الناس في حال وقوع أي كارثة. ثانياً، اعتماد دول الخليج بشكل كبير على مياه البحر المحلاة، ما قد يسبب أزمة مياه لكل سكان المنطقة، خاصة أن البحر هناك شبه مغلق، ودورة المياه فيه تحتاج إلى ما بين سنتين وخمس سنوات لتكتمل. ومع أن بعض معامل التحلية يمكنها التعامل مع هذا التلوث، غير أنها قد تضطر لوقف العمل لفترة معينة في حال وقوع الحادث. أما العامل الثالث، فهو تركز النشاط الاقتصادي - تحديدا إنتاج ونقل النفط والغاز – في مناطق الساحل وفي مياه الخليج. وقد يؤدي حادث نووي في المنطقة إلى تعطيل مرور السفن في مضيق هرمز، ما قد تكون له آثار كبيرة على هذه الدول. "لا تقلقوا" يقول الخبراء إن التوجيهات المتبعة في حال وقوع كارثة نووية متعارف عليها، وهي عادة تتمثل بتوجيه الناس ليبقوا داخل المنازل وليغلقوا النوافذ والأبواب، وألا يشربوا المياه من مصادر مكشوفة ولا يتناولوا الخضار والفاكهة التي قد تكون تعرّضت للإشعاع. وقد يلجأ البعض إلى تخزين المواد الغذائية من باب الاحتياط. لكن كل الإجراءات، وكذلك كل التنبيهات والتطمينات، لا يمكنها محو حالة القلق، التي قد تصبح هي نفسها خطراً إضافياً يُضاف إلى المخاطر المحيطة بنا. يقول جيم سميث: "نصيحتي بشكل عام للناس ألا يقلقوا كثيرا. فنحن شاهدنا بعد تشيرنوبل أن القلق الموجود لدى الناس من الإشعاع – وهو مفهوم طبعا – قد يتسبب بمشاكل أكثر من الإشعاع نفسه. إذا قيل لكم أن تحتموا، فاصغوا إلى ما تقوله السلطات، ولا تقلقوا بشكل عام." هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية نشرت تغريدة شبيهة بما قاله سميث: "تؤثر الصور الذهنية الدارجة عند أغلب الجمهور على القدرة على التقييم الصحيح للمخاطر، وتعتبر من أكبر التحديات في مواجهة الطوارئ النووية والإشعاعية. ومن المهم الالتزام بالبيانات والتصريحات الرسمية وتجنب تداول هذه الصور الذهنية." أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد فضلت التعبير عن مخاوفها بشكل لا يقبل التأويل، في أول بيان لمديرها العام، رافاييل غروسي، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، إذ قال:

أخبار العالم : ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ النووية الإيرانية؟
أخبار العالم : ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ النووية الإيرانية؟

نافذة على العالم

timeمنذ 5 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ النووية الإيرانية؟

الأربعاء 18 يونيو 2025 08:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، سلاح الجو الأمريكي التعليق على الصورة، القاذفة الأمريكية B-2 Spirit هي الوحيدة المُهيأة والمُبرمجة لإطلاق قنبلة GBU-57A/B الخارقة للذخائر الضخمة (MOP). Article information Author, لويس باروتشو Role, بي بي سي قبل 2 ساعة من بين الأسلحة القادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض، لا يزال هناك سلاح واحد غير مستخدم - وبعيداً عن أيدي إسرائيل حالياً، إنّه قنبلة GBU-57A/B الخارقة للذخائر الضخمة، أكبر قنبلة غير نووية "خارقة للتحصينات" في العالم، والمملوكة حصراً للولايات المتحدة. يُحتمل أن يخترق هذا السلاح دقيق التوجيه، الذي يزن 13,600 كجم، منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووي الإيراني تحت الأرض، المدفونة في أعماق جبل. حتى الآن، لم تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بالوصول إلى قنبلة MOP (موب). ولكن ما هو هذا السلاح، وما هي التحديات التي تواجهه - وهل يمكن استخدامه؟ وفقاً للحكومة الأمريكية، تُعتبر قنبلة GBU-57A/B "سلاحاً خارقاً كبيراً قادراً على مهاجمة المخابئ والأنفاق المدفونة بعمق والمحصنة". يُعتقد أن طولها، التي يبلغ ستة أمتار، قادر على اختراق ما يقرب من 61 متراً تحت سطح الأرض قبل أن تنفجر. يمكن إسقاط قنابل متعددة على التوالي، مما يؤدي إلى حفر أعمق مع كل انفجار. صُنعت قنبلة MOP من قِبل شركة بوينغ، ولم تُستخدم قط في القتال، ولكن تم اختبارها في ميدان تجارب الصواريخ "وايت ساندز"، وهو منطقة اختبار عسكرية أمريكية في ولاية نيو مكسيكو. وهي أقوى من قنبلة الانفجار الجوي الهائل (MOAB)، وهي سلاح يزن 9800 كجم، يُعرف باسم "أم القنابل"، والذي استُخدم في القتال في أفغانستان عام 2017. يقول بول روجرز، الأستاذ الفخري لدراسات السلام في جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة: "بذلت القوات الجوية الأمريكية جهوداً كبيرة في ابتكار أسلحة بحجم مماثل تقريباً لقنبلة MOAB، ولكن بشحنة متفجرة داخل غلاف معدني شديد الصلابة. وكانت النتيجة قنبلة GBU-57A/B الخارقة للذخائر الضخمة". حالياً، فقط القاذفة الأمريكية B-2 Spirit - المعروفة أيضاً باسم قاذفة الشبح - هي المُهيأة والمبرمجة لإطلاق قنبلة MOP. هذه الطائرة، التي تُعرف غالباً باسم B-2، من إنتاج شركة "نورثروب غرومان"، وهي واحدة من أكثر الطائرات الحربية تطوراً في ترسانة القوات الجوية الأمريكية. ووفقاً للشركة المصنعة، تستطيع طائرة B-2 حمل حمولة وزنها 18,000 كجم. ومع ذلك، فقد أعلنت القوات الجوية الأمريكية أنها نجحت في اختبار حملها لقنابل GBU-57A/B الخارقة للتحصينات - بوزن إجمالي يبلغ حوالي 27,200 كجم. يبلغ مدى هذه الطائرة القاذفة الثقيلة بعيدة المدى حوالي 7,000 ميل (11,000 كيلومتر) دون الحاجة للتزود بالوقود، ويصل إلى 11,500 ميل (18,500 كيلومتر) مع عملية تزويد بالوقود أثناء الطيران - ما يُمكّنها من الوصول إلى أي نقطة تقريباً في العالم في غضون ساعات، وفقًا لشركة نورثروب غرومان. يقول البروفيسور روجرز إنه إذا استُخدمت قنابل MOP ضد عدو ذي دفاعات جوية حديثة، مثل إيران، فمن المرجح أن تنضم طائرات أخرى إلى قاذفات B-2. على سبيل المثال، يمكن استخدام طائرات الشبح F-22 الهجومية لتدمير دفاعات العدو، تليها طائرات بدون طيار لتقييم الأضرار وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى ضربات إضافية. ويقدر روجرز أن الولايات المتحدة لديها مخزون محدود من قنابل MOP هذه. ويقول: "ربما يكون لديهم مخزون تشغيلي يبلغ حوالي 10 أو 20 قنبلة إجمالاً". صدر الصورة، قاعدة وايتمان الجوية التعليق على الصورة، يُعتقد أن قنبلة MOP قادرة على اختراق عمق حوالي 200 قدم (61 متراً) تحت سطح الأرض قبل أن تنفجر. هل سيتم استخدام قنبلة (موب) ضد إيران؟ فوردو هي ثاني منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، بعد نطنز، المنشأة الرئيسية. بُنيت المنشأة على سفح جبل قرب مدينة قم، على بُعد حوالي 95 كيلومتراً جنوب غرب طهران. يُعتقد أن أعمال البناء بدأت حوالي عام 2006، وبدأت العمل في عام 2009، وهو العام نفسه الذي أقرت فيه طهران علناً بوجودها. بالإضافة إلى كونها مدفونة على عمق يُقدر بـ 80 متراً تحت الصخور والتربة، يُقال إن فوردو محمية بأنظمة صواريخ أرض-جو إيرانية وروسية. في مارس 2023، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها وجدت جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة نقاء 83.7 في المئة - ما يقارب درجة صنع الأسلحة - في الموقع. صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن هدف مهاجمة إيران هو القضاء على برنامجها الصاروخي والنووي، الذي وصفه بأنه "تهديد وجودي لإسرائيل". وأكد مسؤولون أن فوردو جزء من هذا الهدف. وصرح يحيئيل ليتر، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، لشبكة فوكس نيوز يوم الجمعة: "يجب أن تكتمل هذه العملية برمتها بتحييد منشأة فوردو". لكن إسرائيل لا تملك القدرة على استخدام قنبلة (موب) بمفردها، والولايات المتحدة لن تسمح باستخدامها دون تدخل مباشر، كما يقول البروفيسور روجرز. "من المؤكد أنهم لن يسمحوا للإسرائيليين بفعل ذلك بأنفسهم. وإسرائيل لا تمتلك صواريخ خارقة بهذا الحجم"، وفق ما أضاف روجرز. يعتمد نشر الولايات المتحدة لهذه القنبلة بشكل كبير على استعدادها لتصعيد التدخل، لا سيما في ظل قيادة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. ويضيف البروفيسور روجرز: "الأمر يعتمد فعلياً على ما إذا كان ترامب سيتدخل بكل قوته لمساعدة الإسرائيليين". في اجتماع مجموعة السبع في كندا، سُئل ترامب عما يتطلبه تدخل واشنطن عسكرياً. فأجاب: "لا أريد التحدث عن ذلك". في مقابلة حديثة مع شبكة (إي بي سي نيوز)، سُئل السفير لايتر، عن احتمال انخراط الولايات المتحدة في هجوم على فوردو. قال إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة مساعدة دفاعية فقط. وبين السفير: "لدينا عدد من الاحتمالات...التي ستمكننا من التعامل مع فوردو". وأضاف: "ليس كل شيء يتعلق، كما تعلمون، بالإقلاع والقصف من بعيد". لطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي تماماً، وأنها لم تسعَ قط إلى تطوير سلاح نووي. لكن قبل ضربات إسرائيل بأيام قليلة، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، رسمياً أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عاماً. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قال ترامب في اجتماع مجموعة السبع في كندا عندما سُئل عما قد يتطلبه الأمر من واشنطن للتدخل عسكرياً في إيران: "لا أريد التحدث عن ذلك". "مُغيّر قواعد اللعبة" على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، يستبعد البروفيسور روجرز "أن تكون إسرائيل قد نجحت بأي شكل من الأشكال في تدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض". "يحتاجون بشكل أساسي إلى شيء مثل القنبلة (موب) لفعل ما لا يستطيعون فعله بأنفسهم". تقول كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة الأمريكية، إنه "ما دام موقع فوردو قيد التشغيل، فإن إيران لا تزال تشكل خطر انتشار على المدى القريب. لدى طهران خيار زيادة التخصيب إلى مستويات صالحة لصنع الأسلحة في الموقع أو تحويل اليورانيوم إلى موقع غير مُعلن". ولكن حتى في حال استخدام القنبلة الذرية الخارقة، فإن النجاح غير مضمون نظراً لعدم معرفة عمق المواقع الإيرانية وحمايتها.

أخبار العالم : ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية في إيران؟ خبراء يوضحون لـCNN
أخبار العالم : ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية في إيران؟ خبراء يوضحون لـCNN

نافذة على العالم

timeمنذ 7 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية في إيران؟ خبراء يوضحون لـCNN

الأربعاء 18 يونيو 2025 07:10 مساءً نافذة على العالم - (CNN) -- قال خبراء لشبكة CNN إنه في حال تعرض منشأة فوردو النووية الإيرانية لأضرار أو تدمير نتيجة ضربة أمريكية، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تسرب إشعاعي محدود في المنطقة المجاورة مباشرة، لكن لن يكون للأمر نفس العواقب الكارثية التي يسببها قصف مفاعل نووي. وقالت كيسلي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة، إنه إذا تمكنت القنابل من اختراق فوردو، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى "بعض الإشعاع المحدود من اليورانيوم المخصب والمخزن في المنشأة"، لكن "من غير المرجح أن يتسبب ذلك في تلوث صحي بيئي كبير وواسع النطاق". قد يهمك أيضاً وأوضحت أن مهاجمة موقع يتم فيه تخزين غاز سداسي فلوريد اليورانيوم - المادة التي يتم إدخالها في أجهزة الطرد المركزي بالمنشأة - "سيؤدي إلى انتشار سموم كيميائية" و"إشعاعات ألفا منخفضة المستوى"، والتي من المرجح أن تقتصر على الموقع. وقالت دافنبورت إنه من المرجح أن يكون الأمر "قابلا للاحتواء إذا كان الناس يرتدون معدات الحماية المناسبة". من جانبه، أوضح سكوت روكر، نائب رئيس أمن المواد النووية في مبادرة التهديد النووي: " لا يوجد خطر كبير من انتشار الإشعاع في فوردو لأن اليورانيوم المخصب طازج". وأردف روكر قائلا: "سيقتصر الضرر على المنطقة حول الموقع، ولأنه مدفون تحت الأرض أيضًا، لا أعلم حجم المواد التي ستنتشر". وأضاف روكر: "لن يكون هناك إشعاع منتشر على مساحة كبيرة، كما هو الحال، على سبيل المثال، إذا قاموا بقصف محطة بوشهر النووية العاملة، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انتشار قدر كبير من الإشعاع". وشرحت دافنبورت قائلة: "إن قصف المفاعل النووي هو لعبة مختلفة تمامًا". وتابعت: "أنت تخاطر بانهيار المفاعل النووي، والإشعاعات المنتشرة والتلوث البيئي، مما يؤدي إلى تدمير المنطقة". وقالت دافنبورت إنها تعتقد أنه "من غير المرجح للغاية" أن تقوم إسرائيل بقصف مفاعل نووي- وهي خطوة "ستكون انتهاكا واضحا للقانون الدولي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store