logo
«جائعون».. «سيف القاعدة» يُنهك قرى «موبتي» في مالي

«جائعون».. «سيف القاعدة» يُنهك قرى «موبتي» في مالي

أغلقوا مداخل القرية ومخارجها، فاختفت المواد الغذائية من المحلات وبات السكان يواجهون معركة لا تقل شراسة عن الإرهابيين: الجوع القاتل.
حصار يفرضه إرهابيو جماعة «أنصار الإسلام والمسلمين» المرتبط بتنظيم القاعدة على سكان قريتي ديافرابي ونوح بوزو بمنطقة موبتي وسط مالي.
قيود تمددت من الشمال في مؤشر على توسع دائرة نفوذ الفصيل الإرهابي، في وقت بات فيه السكان يعاقبون لمجرد دعمهم لجيش بلادهم، ورفض الانخراط بصفوفه.
ومنذ 12 مايو/أيار الجاري، يخضع سكان ديافرابي لحصار الإرهابيين، حيث منعوا أي مركبة من دخول البلدة، لكن فريق تحرير صحيفة «ماندينغو/فولفولدي» المحلية تمكنوا من الاتصال بأحد سكان القرية وبآخر من بلدة نوح بوزو المجاورة.
«جائعون»
في تصريح بدا أشبه بصرخة استغاثة، نقلته إذاعة فرنسا الدولية، يقول أحد سكان ديافرابي: «مشكلتنا هي الحصار الإرهابي، لأننا لم نعد نملك أي طعام: الزيت وغيره من المنتجات الغذائية».
ويضيف المتحدث الذي حرصت الإذاعة على عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: «فقدنا كل شيء. حتى الأدوية نفدت من الصيدليات. لا أحد يستطيع دخول القرية ولا مغادرتها».
وتابع: «أنا الذي أتحدث إليكم جائع الآن. بذلتُ قصارى جهدي لأجد ما أطعمه لعائلتي، لكنني لم أجد شيئا».
ومتحدثا عن حيثيات الحصار وتداعياته، قال: «عندما فُرض الحصار كانت الإمدادات الغذائية شحيحة بالفعل في القرية، وسارع الناس لشراء القليل المتوفر في السوق».
وطالب بـ«إحضار الطعام إلينا؛ نحن بحاجة إليه، وعلى السلطات مساعدتنا"، مشيرا إلى أن 4 أشخاص خرجوا للبحث عن طعام، لكن الإرهابيين أوقفوهم في طريقهم، وما زالوا محتجزين هناك.
وجدد التأكيد على حاجة السكان للطعام، قائلا: «نقبل أي مساعدة نستطيع الحصول عليها. أنا شخصيا لا أملك شيئا، لم أستطع سوى إطعام عائلتي القليل من العصيدة. لدي زوجة وعدة أطفال. نحن جائعون؛ حتى أخي لم يأكل شيئاً اليوم. أحضرت له بعض العصيدة لمساعدته».
«انتقام»
في نوح بوزو المجاورة، لا يختلف الوضع كثيرا، فهناك، يتهم الإرهابيون السكان بدعم الجيش ومده بمعطيات عنهم، ولذلك حاصروا القرية وتمعنوا في الانتقام من سكانها عبر تجويعهم.
وفي تصريحه للصحيفة المحلية، يقول أحد سكان البلدة: «ليلا نهارا، نسمع دوي أسلحة حول نوح بوزو. يطلب الإرهابيون منا تسليم الأسلحة في القرية وتوقيع اتفاق معهم. وإلا، لن تنعم نوح بوزو بالسلام والهدوء».
وأضاف: «رفضنا توقيع الاتفاق معهم، وهذا ما نعانيه اليوم. المجاعة تتفاقم: في اليومين الماضيين، مات خمسة أشخاص على الأقل جوعاً. لم يتمكنوا من مغادرة القرية بسبب الحصار».
ويوضح: «كل ما نريده اليوم هو أن تحضر لنا السلطات الطعام والدواء. لدينا مرضى ومصابون بطلقات نارية، ولا يستطيعون مغادرة القرية. كل يوم يموت الناس هنا جوعًا».
ويقول بأسف: «حتى اليوم (أمس الجمعة)، وقعت وفيات، فليعلم المسؤولون أن نوح بوزو تموت بسبب الحصار والجوع والمعاناة. لم نعد نعرف إلى من نلجأ. جريمتنا الوحيدة هي رفض خيانة وطننا. فليُعلموا السلطات أن نوح بوزو تموت من أجل مالي».
aXA6IDgyLjIzLjIwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز
GB

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روبيو ولافروف.. اتصال مفاجئ عشية «مباحثات إسطنبول» حول أوكرانيا
روبيو ولافروف.. اتصال مفاجئ عشية «مباحثات إسطنبول» حول أوكرانيا

العين الإخبارية

timeمنذ 24 دقائق

  • العين الإخبارية

روبيو ولافروف.. اتصال مفاجئ عشية «مباحثات إسطنبول» حول أوكرانيا

تم تحديثه الإثنين 2025/6/2 03:38 ص بتوقيت أبوظبي في توقيت بالغ الحساسية، وقبيل انطلاق المباحثات المصيرية بين روسيا وأوكرانيا، جرت مكالمة هاتفية مفاجئة بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وتحدث روبيو ولافروف بشأن الجولة الجديدة من المحادثات مع أوكرانيا المقررة في إسطنبول الإثنين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيان الأحد إنهما "ناقشا الوضع المتعلق بالأزمة الأوكرانية". وتبادل المسؤولان "وجهات النظر حول مختلف المبادرات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، خصوصا خطط استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في الثاني من يونيو/حزيران". كما جرت المكالمة في اليوم الذي شهد هجوما أوكرانيا غير مسبوق بطائرات مسيّرة استهدف مطارات عسكرية روسية. وسبق أن أجرى سيرغي لافروف وماركو روبيو عدة محادثات هاتفية في الأسابيع الأخيرة. ومن المقرر أن يعقد الوفدان الروسي والأوكراني محادثات في إسطنبول الإثنين، بعد اجتماعهما الأول غير الناجح في 16 مايو/أيار. من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إلى "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط"، وهو ما ترفضه موسكو حتى الآن. ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء النزاع بسرعة، دفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. لكن رغم الجهود الدبلوماسية، فإن مواقف روسيا وأوكرانيا تبدو متباعدة في الوقت الراهن. وقالت الوزارة الروسية، حسبما نقلت عنها وكالات أنباء رسمية، إن ماركو روبيو قدم "تعازيه الصادقة للضحايا المدنيين" في حادثي القطار الناجمين عن انهيار جسرين في روسيا الأحد. وأفادت السلطات الروسية بأن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في الحادثين، موضحة أنها تحقق في شبهة أن يكونا "عملين إرهابيين". وقع الحادثان في منطقتي كورسك وبريانسك المجاورتين لأوكرانيا، ولا توجد أدلة حتى الآن على ارتباط كييف بهما. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن السلطات "تجري تحقيقا معمّقا للغاية"، لافتة إلى أنه "سيتم التعرف على الجناة دون أدنى شكّ ومعاقبتهم بالعقوبة التي يستحقونها". aXA6IDIwMi41MS41OS4xOTcg جزيرة ام اند امز UA

«إف بي آي» يحقق في «هجوم إرهابي» محتمل بـ«كولورادو»
«إف بي آي» يحقق في «هجوم إرهابي» محتمل بـ«كولورادو»

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

«إف بي آي» يحقق في «هجوم إرهابي» محتمل بـ«كولورادو»

أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، الأحد، أن الوكالة تحقق وقال كاش باتيل عبر منصة إكس "نحن على علم بهجوم إرهابي مستهدف في بولدر بولاية كولورادو ونحقق فيه بشكل كامل". وأضاف "عناصرنا وقوات إنفاذ القانون المحلية موجودة في الموقع، وسوف نشارك التحديثات مع توفر المزيد من المعلومات". ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلا ألقى شيئا يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. في الأثناء، قالت شرطة بولدر على منصة إكس إن عناصرها "يستجيبون لتقرير عن هجوم في شارعي الثالث عشر وبيرل" في قلب المدينة "مع تقارير عن عدة الضحايا". وأضافت "يرجى تجنب المنطقة". من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس إنها "على علم بتقارير عن هجوم في فعالية" في بولدر. وأضافت أن هذه الفعالية هي "لقاء أسبوعي لأعضاء الجالية اليهودية للركض/المشي دعما للرهائن" الذين احتجزوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونقلوا إلى غزة. aXA6IDY0LjEzNy42My4xNTUg جزيرة ام اند امز GB

غزة ونهاية «تفويت الفرص»
غزة ونهاية «تفويت الفرص»

الاتحاد

timeمنذ 4 ساعات

  • الاتحاد

غزة ونهاية «تفويت الفرص»

غزة ونهاية «تفويت الفرص» للحقيقة وللتاريخ، فقد بذلت الدول العربية وعلى رأسها الدول الخليجية بقيادة السعودية، الغالي والنفيس لإيجاد مخرجٍ حقيقيٍ للقضية الفلسطينية، توالت على ذلك أجيالٌ من القيادات السياسية توارثت جميعها هذا الموقف المؤيد للقضية والباحث لها عن حلولٍ حقيقية وواقعيةٍ، وكانت المشكلة تكمن في أن ممثلي الفلسطينيين كانوا دائماً يأتون متأخرين بخطواتٍ عن الواقع السياسي والحراك العالمي لتأخرهم في فهم توازنات القوى، ولهذا فيمكن تسمية تاريخ القيادات الفلسطينية الحديث بتاريخ تفويت الفرص. لا أحد يذكر هذا التاريخ من تفويت الفرص أكثر من الشعب الفلسطيني نفسه، وهو الذي عانى طويلاً أكثر من أي شعبٍ آخر في العصور الحديثة، لا بسبب قوة إسرائيل وتحالفاتها، بل بسبب اختطاف قضيته مراراً وتكراراً تحت أسماء مختلفة وشعاراتٍ متعددة وولاءاتٍ لقياداتها لبعض الجمهوريات العسكرية العربية التي كان يحارب بعضها بعضاً باسم فلسطين وببندقية فلسطينية ميليشيوية يوجهها لخصومه، وضاعت القضية الحقة بين مطامع ومطامح قياداتها وبين الخدمات التي تقدمها تلك القيادات للجمهوريات العربية المتصارعة مثل الصراع العراقي السوري، وبين المطامع والمطامح التي أصبحت تقدمها في مرحلةٍ لاحقةٍ حين توجهت البوصلة إقليمياً لمحور «المقاومة» أو «محور الأصولية». اليوم لدى الشعب الفلسطيني فرصةٌ تاريخيةٌ حقيقيةٌ للانعتاق من عنق الزجاجة الذي أبقته فيه قياداته وتياراته عقوداً من الزمن لم يكن يستحق مثلها، حتى وصل الحال بأن يجعل فصيلٌ واحدٌ «حماس» كل الشعب الفلسطيني في غزة قرباناً لطموحات الدول الإقليمية «أصولياً» و«طائفياً» وأن يجعل ما جرى فيها وبالاً لا على الفلسطينيين فحسب، بل إن يكون شراً مستطيراً يهدد أولئك الذين ظنوا أن استخدام دماء الفلسطينيين باسم الإسلام و«المقاومة» و«الممانعة» و«الأصولية» سيقيهم من ساعة الحسم، ويمنع عنهم المواجهة الحقيقية مع العالم. أغلب المساعدات للشعب الفلسطيني وسلطته كانت دائماً وأبداً تأتي من دول الخليج العربي، وهي اليوم أكثر بكثيرٍ مما مضى، وفي حال الابتعاد عن الشعارات الجوفاء والأيديولوجيات الحمقاء، قومياً و«بعثياً» و«أصولياً» و«طائفياً»، فإن من الممكن إيجاد حلٍ سياسيٍ حقيقيٍ، ثابتٍ ومستقرٍ، يسمح بالحياة والتطور والتنمية، ولا يجعل الشعب الفلسطيني مشروع موتٍ وفناءٍ يحاول التغطية عليه بالشعارات والأيديولوجيات. السعودية والإمارات ودول الخليج جميعاً تؤيد «حل الدولتين» و«المبادرة العربية» كلٌ بطريقته، وقد باتت السعودية اليوم تسعى لبناء تحالفٍ دوليٍ داعمٍ للقضية الفلسطينية، وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف باتت تخسر أكثر مما تكسب دولياً، واللجنة الوزارية الساعية إلى الوصول إلى «رام الله» ما يئست ولا تراجعت على الرغم من الرفض الإسرائيلي، والعلاقات بين رئاسة الرئيس الأميركي ترامب وبين اليمين الإسرائيلي في الحكومة باتت تتأرجح وتشهد تعقيداتٍ متتالية، وبكل صدقٍ، فمن لا يحسن الانضمام إلى المستقبل والتقدم سيبقى في وهاد التخلف وصراعات المستحيل. لا عهد لإسرائيل بهذا النوع من الخصومة السياسية، فقد اعتادت إسرائيل على مواجهة «الشعارات» القومية والإسلاموية و«المزايدات» الطائفية والأصولية، ولكنها لم تواجه مثل ما تواجهه اليوم من دولٍ خليجيةٍ ناجحةٍ اقتصادياً وتنموياً بشكل أذهل العالم، وتتمتع بعلاقاتٍ متوازنةٍ مع كل القوى العظمى في العالم، من الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، ثم إنها تتمتع برؤيةٍ سياسيةٍ ناضجةٍ لمستقبل المنطقة والعالم، وهي تتعاون مع العالم كله في مجالات الطاقة والتجارة والأمن. أخيراً، فسياسات هذه الدول في القضية الفلسطينية تقودها الواقعية السياسية وحسابات المصالح المحضة للشعب الفلسطيني بلا شعاراتٍ ولا مزايداتٍ وهو نمط من المواجهة لم يعتده صانع القرار الإسرائيلي من قبل. *كاتب سعودي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store