logo
لماذا تطلق إيران صواريخها الباليستية على إسرائيل ليلا؟

لماذا تطلق إيران صواريخها الباليستية على إسرائيل ليلا؟

الجزيرةمنذ 5 ساعات

خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت إسرائيل ما لم تشهده في تاريخها حسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين، رشقات صاروخية لأيام متتالية ضجّت بها تل أبيب وحيفا ومدن مجاورة، وهرع معها الإسرائيليون للملاجئ، وما زالوا.
ما لم تشهده إسرائيل أيضا هو حجم الدمار الذي رشح من هواتف الإسرائيليين على منصات التواصل، رغم الرقابة الإسرائيلية، ومحاولة حكومة الاحتلال إدارة المشهد الإعلامي بصيغة لا تُظهر الآثار الحقيقية للضرر الذي طال البشر والحجر.
صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تُحلق تجاه إسرائيل في ضربات متعددة، مع وعيد إيراني بالمزيد، في سياق رد طهران على بدء إسرائيل لهجماتها المباغتة على إيران، والذي استهدفت به عددا من المنشآت النووية والعسكرية، إضافة لاغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.
أمر لافت في الاستهدافات الإيرانية أن معظمها كان في الليل، عدا بعض الضربات مثل ضربة عصر أمس الأحد، فكانت نهارا.
صحيح أن إطلاق الصواريخ الباليستية في الليل أو النهار أمر ممكن ووارد، لكن الإطلاق الليلي يوفر عديدا من المزايا التكتيكية والإستراتيجية، خاصة في الحروب الحديثة.
ثمن التمويه
إحدى المزايا الرئيسية لليل، أنه يمكن لأقمار الخصم الصناعية وطائراته المسيرة ذات الوظائف التجسسية أن تفقد فعاليتها بشكل جزئي، بسبب نقص الضوء المرئي في الليل.
إذ تقوم الأقمار الصناعية برصد الصواريخ الباليستية بطرق عدة، أولها التصوير المباشر، وثانيها رصد الأثر الحراري لمحركاتها، ثم ترسل بيانات الموقع والسرعة بشكل لحظي إلى مراكز القيادة، التي تستخدم هذه البيانات لتحديد الهدف المتوقع للصاروخ وموعد سقوطه.
وعادة ما تمر أقمار الاستطلاع في أوقات معروفة -غالبا ما تكون في النهار لمسح المنطقة المستهدفة-، ولذلك يكون إطلاق الصواريخ في المساء وسيلة لتجنب رصد عمليات الإطلاق، إذ تتعطل قدرة الأقمار الصناعية البصرية التي تحتاج إلى ضوء الشمس لرؤية معالم الأرض من الرصد وجمع المعلومات، فهذه الأقمار تستخدم كاميرات ضوئية مثل تلك الموجودة في هواتفنا، لكن مع دقة أعلى بفارق كبير.
صحيحٌ أن التصوير الحراري (عبر رصد الأشعة تحت الحمراء الصادرة من جسم ساخن) قد أفقد الضربات الليلية عددا من مزاياها التقنية في العصر الحديث، ومن ثم أصبح الليل يتساوى مع النهار في بعض أنواع المعارك، إلا أنه يمكن تضليل المستشعرات الحرارية بسهولة أكبر ليلا باستخدام إجراءات مضادة مناسبة (مثل الطعوم الحرارية أو التمويه).
حيث تطلق بعض أنواع الصواريخ الباليستية ما يُعرف بالطعوم الحرارية باعتبارها إشارات وهمية وزائفة تُطلق بجانب الرؤوس الحربية بهدف تضليل الأقمار الصناعية من رصد الصواريخ بدقة، سواء من حيث مكان انطلاقها، أو من حيث مسارها.
وعلى إثر هذا التضليل يصبح التمييز البصري بين الأهداف الحقيقية والزائفة أكثر صعوبة في الليل، كما أن هذه الطعوم الحرارية تشتت منظومات البحث الحراري، وبالتالي ترفع من احتمالات إهدار الصواريخ الاعتراضية بالتوجه ناحية أهداف زائفة.
كما أن الهجمات الجوية المتزامنة التي تستخدم صواريخ كروز أو المسيرات التي تحلق على ارتفاع منخفض ليلا، بالتوازي مع هجمات الصواريخ التي تستخدم الطعوم الحرارية، قد ترهق قدرة مشغّلي الرادار على الإدراك اللحظي لما يجري، في ظل غياب الرؤية البصرية الدقيقة.
إطلاق متخفي
رغم ما سبق، فذلك ليس الجانب الأهم في اختيار الليل لعمليات الإطلاق، فهناك جانب شديد الأهمية يتصل بعملية الإطلاق نفسها، إذ إن عديدا من الصواريخ الباليستية تنطلق من منصات متحركة، ومن ثم فإن التحرك نحو منطقة الإطلاق وما يليها من إعداد لعملية إطلاق الصواريخ، ثم إعادة التمركز التي تلي ذلك في جنح الظلام، يقلل بشكل كبير من خطر رصد منصة الإطلاق أو استهدافها أو مهاجمتها، سواء كان ذلك قبل الإطلاق أو أثنائه أو بعده مباشرة.
يصبح ذلك مهما بشكل خاص إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأخطار المحدقة بإطلاق هذه الصواريخ في وضح النهار، إذ تزيد إمكانية رصد التحركات الأرضية، وتزيد أيضا من احتمالية رصد وميض ودخان إطلاق الصواريخ الباليستية بسهولة أكبر، ومن ثم تتزايد احتمالية استهداف منصة الإطلاق قبل حتى أن يُطلق الصاروخ.
يؤكد ما سبق أيضا دافعا إستراتيجيا رئيسيا، وهو أن عمليات الإطلاق الليلية تزيد من احتمالات صمود بطاريات الصواريخ والمنصات المعدة للإطلاق، ومن ثم إمكانية استخدامها مجددا.
عوامل بشرية
هناك أيضا عوامل بشرية في هذا السياق، حيث يرجّح أن يكون مشغّلو الدفاع الجوي والقادة وفنيو الرادار والجنود بشكل عام أكثر عرضة للإرهاق أو النوم خلال ساعات الليل.
ويعوّل الطرف المُهاجم في هذه الحالة، أن العوامل البشرية الخاصة بالطرف المُدافع، قد تؤدي إلى إبطاء عملية اتخاذ القرار الأكثر ملاءمة دفاعيا، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث أخطاء في عمليات الرصد والاعتراض.
شاهدنا ذلك مثلا في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كان الروس يستخدمون ضربات المسيرات في الليل التالي لهجوم نهاري، بهدف استغلال الإرهاق الشديد الذي تعرض له الجنود في كل المواقع نهارا، من أجل تحقيق ضربات قوية.
إضافة لما سبق، تجبر الهجمات المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة الدفاعات على العمل بشكل دائم، مما يؤدي إلى احتمالية تراجع جاهزية منظومات الدفاع الجوي، وقد تكون إيران قد اتبعت طريقة شبيهة حينما أتبعت الضربات الليلية بأخرى نهارية، ثم تلتها ضربات ليلية في اليوم نفسه، وهو يوم أمس الموافق 15 يونيو/حزيران الحالي.
صحيح أن أنظمة الدفاع الجوي، مثل القبة الحديدية وباتريوت وإس-400، لا تزال تعمل ليلا بكفاءة حيث تعتمد على الرادار والتتبع الحاسوبي، وهي تقنيات لا يعوقها الظلام، لكن هذه الكفاءة التقنية قد لا تنعكس بذات الدرجة على كفاءة المشغّلين أنفسهم، وهذه مساحة عسكرية حساسة تتطلب يقظة عالية، فشرود دقيقة في مثل هذه الأوضاع الخطيرة والدقيقة قد يعني دمارا واسعا.
إذ يمثل التأكيد البصري المباشر لطبيعة الهجوم، وتتبع المقذوفات في اللحظة الأخيرة للتحقق من طبيعتها والوسيلة الأمثل للتعامل معها؛ أمورا شديدة الأهمية في القرار النهائي الذي سيتخذه المدافع.
وعلى هذا المنوال أيضا يصبح التفريق بين الطعوم الزائفة وبين الأجسام الحقيقية أكثر إرباكا في ظل الإضاءة الخافتة.
الحرب النفسية
في الحروب، عادة ما يستند القرار العسكريّ على مجموعة متضافرة من الأسباب التي تشكل الصيغة النهائية للقرار، وتجعله مرجحا على ما دونه من قرارات.
وعلى هذا المنوال، يحضر الجانب النفسي أيضا بوصفه أحد العوامل الأشد تأثيرا في سياق تفضيل الليل، فالانفجارات، وصفارات الإنذار، والكرات النارية التي تظهر بجلاء في السماء المظلمة أكثر رعبا وإرباكا للمدنيين والعسكريين على حد سواء.
يضخّم الظلام الخوف والارتباك والشعور بالعجز والرغبة في الاحتماء والانتظار للنور، وهذا النوع من الضغط النفسي يعدّ أحد العوامل الأساسية في إضعاف الروح المعنوية، حتى لو كان الضرر المادي الحقيقي محدودا، وقد يصل الأمر إلى فقدان الثقة بالقيادة (وتظهر أسئلة مثل "هل سنموت الليلة" و"لماذا لا يحموننا ليلا؟") وإرهاقا نفسيا في المجتمع، وهذا هو الهدف الرئيسي للحرب النفسية: تآكل التماسك الداخلي وإضعاف الحاضنة الشعبية.
وفي أوكرانيا، خلال الفترة 2023-2025، واجه المدنيون في مدن مثل كييف وخاركيف ولفيف هجمات ليلية بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة، استمرت لليال متتالية.
وفي هذا السياق، لاحظ العاملون في مجال الصحة النفسية زيادة في القلق، ونوبات الهلع، وصولا إلى سلوكيات توسم بأنها تعبير عن الانحدار إلى مرحلة الطفولة (مثل التبول اللاإرادي والخوف من النوم بمفردهم).
فأدمغة البشر مصممة للراحة والتعافي ليلا، ومن ثم قد يؤدي انقطاع النوم في أثناء القصف إلى ضعف الإدراك وبطء التفكير وسوء التقدير، مع زيادة في احتمالية الإصابة بالذعر أو انخفاض المعنويات، وهو ما قد يقود إلى صدمات نفسية طويلة الأمد مثل الأرق، والكوابيس، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
عمليات معقدة
وعلى الرغم من كل ما سبق، يظل القصف الليلي أمرا معقدا، إذ يتطلب مجهودا أكبر في الإعداد اللوجستي، ويتطلب تهيئة معدات ليلية خاصة تمكّن الطرف المهاجم من إطلاق وتتبع الصاروخ ليلا وتحديد الهدف بدقة.
وحتى إذا اعتمدت عمليات الإطلاق الليلية بشكل كبير على الأنظمة الآلية والمسارات المبرمجة مسبقا نظرا لحدود الرؤية والتنسيق، فإن ذلك يزيد من احتمالية تعرض الأسلحة للاختراقات والرصد المبكر.
ومن ثم فإن كل دولة تحدد موعد الإطلاق (ليلا كان أو نهارا) بناء على أهدافها التكتيكية والإستراتيجية، وهو أمر يبدو أن الجانب الإيراني يعيه جيدا في الحرب الجارية، والتي لا يُتوقع إلى أي مدى زمني ولا تدميري ستصل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين
أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين

الجزيرة

timeمنذ 23 دقائق

  • الجزيرة

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين أكسيوس عن مصدرين: الرسالة الأميركية هي أنه إذا هاجمت إيران الأميركيين فإنها ستتجاوز خطا أحمر أكسيوس عن مصدرين: واشنطن تتوقع من حلفائها نقل رسالة إلى إيران لمنع أعمال انتقامية ضد قوات أو مصالح أميركية أكسيوس عن مسؤول أميركي: إدارة ترامب لا تنظر بشكل نشط في الطلب الإسرائيلي لواشنطن من أجل التدخل في الحرب أكسيوس عن مسؤولين أميركيين: إسرائيل كانت لديها نهاية الأسبوع فرصة عملية لاغتيال خامنئي لكن ترامب عارض الخطوة التفاصيل بعد قليل..

دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران
دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران

حذر مجلس التعاون الخليجي ، اليوم الاثنين، من سيناريوهات "مقلقة" من الهجوم الإسرائيلي على إيران، وتبادل الردود، ودعا لضبط النفس، ووقف الأعمال العسكرية. وعقد المجلس على المستوى الوزاري اجتماعا استثنائيا، اليوم الاثنين، عبر الاتصال المرئي برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا، ووزراء خارجية المجلس، وبحضور أمين المجلس جاسم البديوي. وقال البديوي، في كلمته، إن المنطقة شهدت في الأيام الأخيرة تصعيدا بالغ الخطورة وغير مسبوق، بسبب الهجمات الإسرائيلية على إيران، والرد عليها من قِبل إيران، وأضاف أن ذلك زاد من حدة التوتر في الإقليم والمنطقة، وفتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة. وشدد على أن الهجمات الإسرائيلية على إيران قوضت فرص المسارات السياسية، وأدت إلى توقف وانهيار جهود الحوار والدبلوماسية، الأمر الذي حث كافة دول المجلس بالتنديد بها. وأوضح أن "المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لا تزال ضمن النطاق الآمن، ولم يُرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل، ضمانا لأعلى درجات الجاهزية، وترسيخا لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف". تداعيات محتملة وأشار البديوي إلى "عدد من التداعيات والتحديات التي قد تواجه دول مجلس التعاون نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطال المنشآت النووية، لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية". وتمتد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة، وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية، وفق البديوي. ولفت إلى أنه "في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة". وأكد أن المجلس يواصل التزامه بتهدئة التوتر، وتمكين الحوار، ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم، وجدد الدعوة إلى جميع الدول والأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال عسكرية، تفاديا لانزلاقٍ خطير نحو صراع أوسع لا يُمكن التنبؤ بنتائجه أو السيطرة عليه. وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا. ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلفت أيضا أضرارا مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.

موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي
موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي

سلّط موقع إنسايد أوفر الإيطالي الضوء على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران، وقال إن تل أبيب استعرضت كامل قدراتها الهجومية في غاراتها على مواقع إستراتيجية، شملت طهران، وأصفهان، وتبريز، ونطنز، وصولا إلى قلعة البرنامج النووي الإيراني: فوردو. وتقع منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، على عمق يُقدّر بنحو نصف ميل تحت سطح الأرض، ضمن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. وقال الكاتب أندريا موراتوريه، في التقرير، إن إسرائيل قد دخلت في حالة "الكل أو لا شيء" ضد إيران، وهي حريصة على إظهار قدرتها على تنفيذ عمليات خارج حدودها. فوردو وذكر أنه بالإضافة إلى أصفهان، وتبريز، ونطنز، موقع تخصيب اليورانيوم، جاء الهجوم الإسرائيلي على فوردو، قلعة البرنامج النووي الإيراني. وأوضح الكاتب أن فوردو ليس موقعا نوويا كباقي المواقع، فهو يقع في قلب جبل، داخل موقع يُعتبر محصنا ضد معظم الذخائر التي تمتلكها إسرائيل. ووفق الكاتب، فالجيش الإسرائيلي يمتلك قدرات تمكّنها من إلحاق أضرار والتسبب في انهيارات داخل منشأة فوردو الواقعة تحت جبل. وذكر أن قدرة تل أبيب على التسبب بأضرار جسيمة في العمق لا تزال بحاجة إلى إثبات. وأكد موراتوريه في تقريره أن حرب إسرائيل باتت بلا حدود، وبعد غارات كثيرة، بدأت فكرة أن الهدف هو فقط البرنامج النووي تبدو ضيقة جدا، إن لم تكن مضلِّلة تماما. وفوردو هي منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم ، وثاني أبرز موقع نووي في البلاد، وتنتج اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة نقاء انشطاري تقترب من المستويات اللازمة للتصنيع العسكري. وتشكّل المنشأة تحديا أمام الهجمات العسكرية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني ، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية. ومؤخرا، نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله "إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل". وأعرب عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك. وحسب الصحيفة البريطانية، فإن ما يميز فوردو هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا، بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store