
حزب الفيل وعرس بغل!عمار يزلي
حزب الفيل وعرس بغل!
عمار يزلي
عودة الكيان إلى ارتكاب جرائم الإبادة، أملا في أن ترفع حماس الراية البيضاء وتسلّم الأسرى في غزة للعدو من دون قيد ولا شرط، كان مبرمجا منذ بداية التفاوض، إنما كان يأتي في المرحلة الأخيرة، عندما لا يمكن أن يأخذ الكيان المزيد مما أخذه من انسحاب ولا انتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقَّع عليه الضامنون ومنهم الإدارة الأمريكية الحالية.
إذن، لا ضمان مع كيان تدعمه دولة عظيمة وتسوِّل له فعل كل شيء، لكون اليمين هنا واليمين هناك، وجهين لعملة واحدة: خطين شبه متوازيين، بمعنى أن الخطين قد يتقاطعان في مرحلة ما على امتداد الزمن: هذا الزمن لا نعرفه، ولكنه قد يأتي في القريب غير العاجل، وبالتأكيد قبل نهاية ولاية ترمب في البيت البيض، وربما خلال أقل من ثلاثة أشهر، فلن يكون أكثر مما مضى عليه 'طوفان الأقصى' إلى حد الآن.
إلى حد الساعة، هناك تماهٍ وتطابق في وجهات النظر بين الكيان والإدارة الأمريكية الحالية التي تمنح الكيان كل ما يلزمه من دعم عسكري وغطاء دبلوماسي بلا حدود، على خلاف الإدارة السابقة التي كانت تدعم الكيان بشكل لا لبس فيه، إنما ببعض شروط كابحة أحيانا، لكون 'خيمياء' نتنياهو لا تتماهى تماما مع 'كيمياء' الديمقراطي بايدن.
الأكيد، أن هناك صراعا بنيويا في الولايات المتحدة كما في الكيان: هناك ترهُّل للتيار الديمقراطي العلماني اليساري في الكيان، تماما كما أن هناك شبه انهيار في الحزب الديمقراطي بعد تجربة بايدن، واكتساح اليمين الجمهوري للانتخابات الرئاسية السابقة، وهي ظاهرة صارت منتشرة في السنوات الأخيرة في أوروبا والعالم: صعود قوي لليمين واليمين المتطرِّف والديني، حتى في الأنظمة العربية، لصالح تراجع القوى المحسوبة على العلمانية واليسارية.
ما يحصل داخل الكيان، هو صراعٌ وجودي بنيوي: صعود اليمين المتطرِّف استغله بنيامين نتنياهو وبنى عليه مشروعه السياسي الشخصي، كمخلِّص للكيان الصهيوني. الحرب، بل الحروب على كل الجبهات تخدم وتغذي شهية اليمين الديني التوراتي التوسُّعي على حساب دول الجوار، واضحٌ ذلك من خلال بقاء الكيان في جنوب لبنان وتوسُّعه في سوريا، وبدء ضم الضفة بالكامل والقضاء على أي أسس لقيام دولة فلسطينية، لا في الضفة ولا في غزة، بل حتى إنهاء فكرة 'اللجوء'، بالقضاء على اللاجئين والمخيمات، وإلغاء دور 'الأونروا'، لأنها أصلا مرتبطة باللاجئين، واللجوء مرتبط سياسيا وقانونيا بوجود محتل وأرض محتلة.
كل هذا، يدل على أن مشروع اليمين الديني المتطرف في الكيان، المدعوم من اليمين الجمهوري المحافظ والإنجيليين الصهاينة في أمريكا، المتطابقة رؤاهم مصلحيا وعقائديا، وتمفصل علاقتها حول نظرية الإنجيليين الجدد، المتمثلة في 'ليّيد الإله' لإجباره على 'عودة المخلّص'، الذي نعدّه نحن المسلمين 'الدجال'، هو مشروع مبنيٌّ على فرصة توسعة 'أرض شعب الله المختار' لتصل إلى أقصى مدى. هذا المشروع، لا يمكن له أن يتحقق بالسرعة التي تحلم بها نبوءاتهم، إلا مع هذه الإدارة الأمريكية الحالية التي تتبنّى أطروحات الكيان بالكامل.
هذه هي حسابات اليمين، لكن الرياح قد لا تجري دائما بما تشهيه الأنفس: قد يحصلون على مكاسب تكتيكية من خلال حرب الإبادة، لكنَّهم لن يتمكنوا من إخضاع طالب حق، والخطان اللذان يبدوان من الانطلاق خطين متوازيين، يفضي بهما المآل إلى التقاطع في نقطة ما في وقت ما، بتضارب المصالح، والفسحة من الوقت التي مُنحت للكيان، لإكمال مهمة عاجزة سلفا تحت إدارة 'حزب الحمار'، قد يصطدم مع 'حزب الفيل'، بنفس الصخرة وتنتهي 'حملة أبرهة' ومعها.. عرس بغل.
2025-03-23

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 33 دقائق
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير : بنو العباس وبنو فلان في الروايات.. من هم وما دورهم في الشام؟
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


وكالة أنباء براثا
منذ 33 دقائق
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير : هل نزول الترك إلى الجزيرة مرتبط بأحداث خراب الشام؟
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


ساحة التحرير
منذ 12 ساعات
- ساحة التحرير
سقوط الأمة!زنوبيا الشام
سقوط الأمة! زنوبيا الشام نعم مؤلم هو غيابك سيدي الرئيس حدّ الموت! لكنني كلما تعرّفت على مقدار وضاعة هذه الأمة ولا أستثني منها أحدا… أدرك أن غيابك عين العدل وعين الحق! ليس فقط السوريون سقطوا سقطة واحدة مريعة… بل الجميع للأسف.. علينا أن نتحمل غيابك والجيش المقدس حتى تتربى كل هذه الأمة الوضيعة الآثمة! وحتى يعلم من يتنطط علينا كل يوم ليقول 'لولا كذا وكذا وكذا…' ما كانت سورية صمدت واليوم سقطت لأن هؤلاء ليسوا هنا! ياسيدي… غب.. فالغياب عدل! وعدل الله يجب أن يقوم! أما أنتم يا أمةً انقسمت بين طاغية قاتل وبين متجبر على فضل سورية ومنقص من قدرها وعظمتها ومتخاذل عن قول الحق في حرمها المقدس: فذوقوا بما اقترفتم من آثام! من نسي أفضال سورية وبدأ يعظم نفسه على حسابها سيدفع الثمن غاليا.. حتى لقاء الكلمة! الجولاني العميل الإرهابي.. قليل على هذه الأمة والله! وأما الصابرون فـ ' يعلمون أنه الحق من ربهم' 'فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون'! يا سيدَيْنا الغائبين.. إنا على العهد! #زنوبيا_الشام 2025-06-02