
إسرائيل تتوعّد حزب الله مجدداً وتُصعّد عملياتها في غزة: لن نسمح للحزب بإنتاج أسلحة مجدداً
أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ تل أبيب "ستُهاجِم كلَّ مكانٍ يستدعي الهجوم"، مشيراً إلى أنّ قواته تواصل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "من دون السماح لحزب الله بإعادة تنظيم صفوفه أو استعادة قدراته التسليحية". وشدّد على أنّ الجيش "يُفعِّل أساليب متعددة" لمنع "حماس" من استعادة السيطرة في غزة، ولتحقيق أولويته "إعادة المخطوفين أحياء"، متعهداً بالنجاح "مهما طال الزمن".
وفي تلخيص للموقف الميداني، أوضح المتحدث أنّ الجيش "يعمل بقوة وبطرق مختلفة ويُحقِّق إنجازات"، بينما "تُمارس حماس حرب عصابات". وأضاف أنّ رئيس الأركان، إيال زامير، صادق على خطط عملياتية جديدة في القيادة الجنوبية لاستمرار القتال في القطاع.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقتل أربعة جنود في مبنى مُفخخ بخان يونس، لترتفع حصيلة قتلى الجيش منذ بدء الهجوم البري على غزة إلى 429. وقدّم نتانياهو تعازيه لذوي الجنود، مؤكداً أنّهم "ضحّوا بحياتهم من أجل سلامة الشعب الإسرائيلي"، فيما أفاد الجيش بإصابة ضابط احتياط آخر بجروح خطِرة في الحادث ذاته.
وفي جبهة الشمال، صعّدت إسرائيل تحذيراتها، إذ توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن "لا هدوء في بيروت ولا استقرار في لبنان ما لم يُضمَن أمن إسرائيل"، مؤكّداً الاستمرار في الضربات "بقوة كبيرة" إذا لم يُجرّد "حزب الله" من سلاحه. جاء ذلك غداة سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وُصفت لبنانياً بأنّها "انتهاك سافر" لاتفاق 27 تشرين الثاني/نوفمبر الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال العدائية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف "أهدافاً تابعة للوحدة الجوية" في الحزب، بينها مواقع تحت الأرض لإنتاج الطائرات المسيّرة. وقد سبقت الغارات إنذارات للإخلاء تسبّبت في نزوح كبير وازدحام مروري خانق، وسط إطلاق نار تحذيري في الهواء لتنبيه الأهالي.
في المقابل، ندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بـ "الاستباحة الإسرائيلية"، فيما دعا رئيس الحكومة نواف سلام المجتمع الدولي إلى "ردع إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة". وأكد وزير الصحة ركان ناصر الدين إصابة عدد من المدنيين نتيجة الدمار وتساقط الزجاج.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أنّه "فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الاعتداء، فيما توجهت دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها بالرغم من رفض العدو للاقتراح"، محذّرة من أنّ استمرار الخروقات "يُضعِف دور اللجنة والجيش، وقد يدفع إلى تجميد التعاون معها".
يُذكر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ينصّ على انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" قرب الحدود، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها إبّان الحرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 40 دقائق
- يورو نيوز
الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟
بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر أكثر من عقدين، بدأت سوريا مرحلة جديدة بإدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي أعلن عن مشروع إعادة بناء الدولة وتشكيل جيش وطني يخدم الشعب. لكن ما يبدو للعيان أن هذا المشروع يمر بتحولات جوهرية في البنية والأيديولوجيا، تثير قلقاً لدى الخبراء والمراقبين. لم يعد خافياً أن الجيش السوري الجديد، الذي أعلنت عنه الحكومة الانتقالية مؤخراً، يشهد تحولاً جذرياً في طبيعة تكوينه وتدريباته. فبدلاً من العقيدة القومية العربية التي كانت ركيزة الجيش النظامي السابق تحت حكم حزب البعث، بدأت ملامح توجه أيديولوجي جديد تتبلور، يحمل طابعاً دينياً جهادياً، بحسب شهادات متعددة لعناصر داخل المعسكرات الجديدة. في أحد المراكز التدريبية في دمشق، كشف أحد المجندين الجدد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "التدريب اليوم لا يتضمن سوى القليل من المهارات العسكرية، مثل فكّ وتركيب السلاح، بينما تركّز الدروس على الصلاة، وتعليم الفقه، وتفسير القرآن، والحث على محاربة الإرهاب"، دون أن يحدد هوية هذا "الإرهاب". رغم الإعلان عن إنشاء جيش "وطني" يمثل كل السوريين، إلا أن الواقع يشير إلى هيكلية غير متجانسة، حيث يسيطر المكوّن السني فقط على صفوف الجيش الجديد، فيما لم تُسمح أو لم تُشجَّع لانضمام من المكونات الأخرى، كالأقليات العلوية أو الدرزية أو المسيحية. وكان لافتاً أن العناصر الأجنبية، من الإيغور والتركستان، دخلوا ضمن تشكيلات الجيش الجديد، مما أثار تساؤلات حول مدى سيطرة القيادة السورية على هذه العملية، وهل تُعتبر خطوة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية للجيش أم مجرد حل مؤقت لنقص الكادر البشري؟ تشير التصريحات الرسمية إلى أن الخطة تهدف إلى تشكيل جيش قوامه 300 ألف مقاتل، ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تستهدف نحو 80 ألف مقاتل. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في النقص الحاد في المعدات العسكرية، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية معظم المنشآت الاستراتيجية للجيش النظامي السابق، بما فيها الطيران، الدفاعات الجوية، والمدرعات. وحتى اللحظة، تبقى مسألة تسليح الجيش الجديد غامضة، حيث لم تعلن الحكومة الانتقالية عن أي صفقات رسمية لتزويده بالسلاح، سواء من المعسكر الغربي أو الشرقي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في تسليحه. وقال مصدر عسكري سابق كان يعمل في وزارة الدفاع سابقاً لـ يورونيوز : "الجيش السابق كان له نظام واضح ومدارس تدريبية تعتمد على الأسلحة الحية وفقاً للتشكيلات المقاتلة ومهامها القتالية، وكان هناك توجيه معنوي سياسي يستند إلى عقيدة حزب البعث، أما الآن فلا وجود لسلاح حقيقي، ولا توجد عقيدة واضحة، فقط تدريبات دينية تُقدّم ربما كحلٍ مؤقت". في خطوة أولى نحو تنظيم عمل الجيش الجديد، أصدرت وزارة الدفاع السورية في بداية يونيو الجاري مرسوماً يتضمن "قواعد سلوك وانضباط" جديدة، تهدف إلى "بناء جيش وطني محترف"، وفق بيان رسمي. وتنص القواعد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، حتى في التعامل مع العدو، وحماية المدنيين، واحترام الأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو وفق تعبيره البيان. لكن واقع الحال لا يزال بعيداً عن التطبيق. فاللباس العسكري غير موحّد، وثمة ظاهرة إطلاق الشعر واللحى وسط نقص في الانضباط والامتثال للأوامر العسكرية. وهذا ملاحظ من طريقة التعامل في الكثير من الأحداث التي جرت في الساحل وفي جرمانا وصحنايا وشرق سوريا، كما يقول أحد الضباط العسكريين المتقاعدين في النظام السابق، ويضيف: معظم المعامل التابعة للجيش، التي كانت تنتج الأحذية والزي الرسمي، لا تزال متوقفة. كما أن الفصائل المسلحة لم تنضم بعد بشكل كامل تحت مظلة الجيش الجديد، مما يثير التساؤلات حول جدية الخطوة بحسب ما قال. ورغم الحديث عن عروض تدريبية من دول الجوار، كالأردن وتركيا، إلا أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لم تعلن رسمياً عن أي اتفاق تم توقيعه. ويتساءل الشارع السوري: من سيكون المدرب الحقيقي لهذا الجيش؟ وماذا عن العقيدة التي سيتبناها؟ هل ستكون عقيدة وطنية جامعة، أم أنها ستظل متأرجحة بين التوجه الديني والسياسي؟ يقول محلل عسكري لـ يورونيوز : "لا يمكن بناء جيش بدون عدوّ واضح، أو عقيدة قتالية محددة. إذا كان الهدف هو محاربة داعش، فمن المفارقة أن يتم تدريب الجنود على فتاوى الجهاد، وليس على الاستراتيجيات العسكرية. كيف سنُفتي جهادياً يقتل جهادياً؟ هذه معضلة تحتاج إلى توضيح". بين الحاجة الملحة إلى بناء جيش قوي، ونقص التسليح والبنية التحتية، وغياب الوحدة الوطنية في صفوفه، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جمة. ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن من تقديم نفسه كمؤسسة مهنية بعيدة عن نظام المحاصصة الدينية أو السياسية؟ أم أنه مجرد غلاف لفصائل مسلحة تحمل أجندات خارجية؟ في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بأن يكون الجيش الجديد ضمانة لاستقرار البلاد، فإن الطريق يبدو مليئاً بالتحديات التي إن لم تُعالج بدقة، فقد تعيد إنتاج حالة الفوضى تحت مظلة جديدة.


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
ما هي "ساحة المعركة الجديدة" في حروب القرن الحادي العشرين؟
تتأهب هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية للتعامل مع مفهوم جديد وهو الحرب الإدراكية (أو المعرفية)، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة. ويضم مصطلح الحرب الإدراكية ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على " تيك توك" لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، ومتلازمة هافانا الغامضة التي طالت دبلوماسيين أمريكيين عام 2016، و مناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان. ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري الذي أصبح التأثير عليه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم. ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن العقل البشري "ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين". "حرب صامتة" وأوضح الضابط الفرنسي الذي أعد تقريرا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع أن "الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسميا. إنها حرب صامتة". وأضاف "سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية". وذكَر على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" التي تخضع شركتها الأم "بايت دانس" للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني والتي تُضعف الشباب "بإبعادهم عن القراءة". وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية والمُلحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي أكسل دوكورنو "من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى -تيك توك- للصين أو -إكس- للولايات المتحدة". إلا أنه يشدد على أن "الحرب المعرفية تتطلب تأثيرا على نطاق أوسع بكثير". "ضباب"... صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكا واحدا ليس إلا، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقا، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر على الدماغ. هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير متلازمة هافانا، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين المتمركزين في كوبا عام 2016. وكان التأثير ملموسا بدرجة كبيرة، ومن وجوهه الصداع وطنين الأذن وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية. وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق جيمس جوردانو الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جدا للتحقق من الوضع. ولاحظ جوردانو الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن أن الغموض الناتج عن هذا النوع من العمليات يُحدث ضبابا، ويتساءل المرء عما إذا كان صحيحا أم لا". الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر وتبنت كل من الصين وروسيا هذه المسألة منذ مدة طويلة. وأشار فرانسوا دو كلوزيل إلى أن "العقيدة العسكرية الصينية تدمج ثلاثة مجالات: الفضاء المادي - البر والجو والبحر والفضاء - والفضاء الإلكتروني، والفضاء المعرفي". أما الروس، "فقد أدركوا منذ زمن بعيد أهمية استخدام الكائن البشري لأغراض سياسية". ولاحظ أن الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر لكونها تمتنع في المبدأ عن المناورات التي تتجاوز نطاق التأثير. وأضاف "أما نحن، أي الديمقراطيات الليبرالية، فلا نعمل - أقله علنا - على أسلحة تُغيّر المفاهيم، بينما ليست لدى خصومنا أي مشكلة تتعلق بالأخلاقيات". واعتبر أكسل دوكورنو أن الحملات الإعلامية العدائية التي استهدفت فرنسا في منطقة الساحل أو كاليدونيا الجديدة قد تندرج ضمن هذا المنطق، وفي هذه الحالة، تستند الحرب المعرفية إلى نقطة ضعف سابقة مرتبطة بجراح التاريخ الاستعماري، و"التصدعات المجتمعية، والمشاكل العالقة أو الخاضعة للنقاش"، بهدف تعميق الانقسامات، و"إثارة الاحتجاجات والفوضى". وتكون نتيجة ذلك انعدام الثقة في المؤسسات وتعميق الانقسامات. وتوضيحا لكيفية حماية النفس عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان، بعد فوات الأوان؟ شدد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحس النقدي، أي "الإدراك فوق المعرفي"، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة. أما السويد، فأنشأت من جهتها "وكالة للدفاع النفسي" عام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص.


يورو نيوز
منذ 2 ساعات
- يورو نيوز
شجار ترامب وماسك هديةُ السماء لموسكو: تهكم وسخرية ودعوة للملياردير للعمل في روسيا
أصبح الخلاف بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب محور اهتمام إعلامي واسع وانتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي تنشغل فيه الإدارة الأمريكية بالأزمة، يبدو أن روسيا تستمتع بالتطورات وتستغلها للترويج لمواقفها السياسية. فمن كان يوما حليفا وداعما رئيسيا لترامب وسياساته، خاصة بعد توليه قيادة "وزارة الكفاءة الحكومية" (DOGE). تحوّل لعدو سافر للرئيس الجمهوري في الأسابيع الأخيرة. إذ بدأ ماسك بنشر تعليقات نقدية متزايدة على حسابه في "إكس"، تجاوزت الجدل السياسي لتصل إلى اتهامات غير مباشرة مرتبطة بملفات جيفري إيبستين. ردود فعل ترامب جاءت بشكل غير مباشر، لكن مؤيّديه في الحزب الجمهوري أعربوا عن استيائهم من تحول ماسك من حليف استراتيجي إلى مصدر انتقادات لاذعة داخل البيت الأبيض. في ظل هذا التوتر، أظهرت ردود الفعل الروسية نوعا من التشفّي واستعداداً لاستغلال الوضع. إذ نشر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ورئيسها السابق دميتري مدفيديف تعليقاً ساخناً على "إكس"، اقترح فيه التوسط بين الطرفين مقابل دفع أسهم من شركة ستارلينك. كما دعا السيناتور الروسي دميتري روغوزين ماسك إلى نقل عمليات شركته إلى روسيا، ووعده بأن موسكو ستوفّر له بيئة من "الحرية الكاملة والإبداع التقني". أما المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فقد كان أكثر دبلوماسية حين التطرق للخلاف بين ماسك وترامب. إذ صرّح قائلا إن الأمر شأن يخص الولايات المتحدة فقط، وأنه واثق من أن ترامب سيتمكن من التعامل معه بكفاءة. ونقلت وكالة "رويترز" عن بيسكوف قوله: "الرؤساء يديرون عدداً هائلاً من القضايا في آن واحد، بعضها أكثر أهمية من البعض الآخر." من جانبه، أعرب كونستانتين مالوفييف، رجل الأعمال القومي المتطرف والمقرب من الدوائر السياسية في موسكو، عن رأي مختلف. ونقلت عنه وسائل إعلام روسية قوله: "نحن سعداء لأنهم لن يكونوا قادرين على التركيز علينا"، مشيراً إلى أن هذا الخلاف يصرف انتباه واشنطن، وهو فرصة مناسبة للرد على أوكرانيا في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة حالياً. مع تصاعد التوتر بين أحد أبرز رجال الأعمال العالميين وأعلى منصب تنفيذي في الولايات المتحدة، تبقى العواقب الداخلية والخارجية لهذا الخلاف غير واضحة. لكن المؤكد أن روسيا تبدو حتى اللحظة مستمتعة وهي تراقب تطوّر الأحداث في بلاد العم سام.