
أين العرب مما يحدث في غزة؟
aha.1970@hotmail.com
لقد ضاقت الأرض بما رحُبت من أفعال الصهاينة في غزة هاشم، ونفثت أقوالهم عن ما تكنّه صدورهم من الحسد والبغضاء ونشوة الانتصار ضد أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء ولسان حالهم يقول: "أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ"، لم يبق شيء لم يفعلوه، أو من قول وقد سطروه، وصدق ميرتس حين قال حول ما يحدث في غزة بأنها: "حرب قذرة تشنها إسرائيل بدلا عنهم".
نشاهد الصور المؤلمة عن الوضع المأساوي في غزة، تتفطر له القلوب، وترتجف الأحاسيس والمشاعر، وتنساب الدموع الأخرى تلو الأخرى حول الخدود حزنًا وأسًا، ولكن ما باليد حيلة، لسان حالنا يقول كما قال الشاعر عمر أبو ريشة:
ويكادُ الدمعُ يهمِي عَابثًا
بِبَقايَا ….. كبرياءِ ….. الألمِ
ويقول:
اسمعِي نوحَ الحزانَى واطرَبِي
وانظُرِي دمعَ اليتامَى وابسَمِي
لقد عجزت اللسان عن الوصف، لم يبق بيت إلا وقد هدم، ولا نفس إلا وأزهقت، ولا شجر بقي ولا حجر إلا اقتلع. صيحات الأطفال هنا وهناك، تمتمات الأمهات لم يسمع لها ولا عويلهن، أطفال رضع وشيوخ ركع لم يسمع لأناتهم، تسمع هديل الطائرات وأصوات المدافع تدك البيوت دكا لا رحمة ولا شفقة لهم، قلوب أقسى من الحجر؛ تحقيقا لنبوءاتهم المزعومة.
عنواننا نحن العرب النّدب والشجب والفرجة، مؤتمرات واجتماعات بلا طائل، مليارات تصرف وتستثمر خارج أوطانها وتعود علينا بالضرر بدلا من النفع.
وفي ظل هذا المشهد، تبقى دولنا العربية خارج المشهد تمارس سياسة الصمت، وكأن الوطن العربي لا يهتم بما يدور حوله، إلى جانب قلة الحيلة التي يشعر بها الجميع.
وفي المقابل، هناك قلة قليلة تحاول جاهدة وفق إمكاناتها المتاحة أن تبث روح الأمل في هذه الأمة وتعيد لها أمجادها كما قال الشاعر:
أَوَمَا كنتِ إذا البغيُ اعتدى
موجةً مِن لهبٍ أو مِنِ دَمِ!
الحال أضحى "أصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ"، ذنب هؤلاء إنهم مسلمون موحدون، تركوا للذئاب البشرية تنهش أجسادهم الغضة وحيدون ذنبهم إنهم يدافعون عن العرض والشرف والوطن والإسلام.
أما آن الآوان أن يرفع الضيم عن أهل غزة، لقد ادلهم الخطب، وعظمت المصيبة، وكثر الأنين، وضمرت البطون، واشتد الكرب، وضيقت النفوس، وهدمت البيوت، وروع الأطفال، ومزقت الأجساد، وكثر الأنين فلا مجيب ولا رقيب ولا حسيب.
إلى متى هذا الضيم، أين العربي المسلم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"، فتحتم الأرض ونشرتم العدل، وعلمتم العالم الذي بفضلكم أنرتم لهم الدرب؛ حتى أضحى العلم اليوم مصباح الشعوب المتطورة.
بنو صهيون لا يراعون عهدًا ولا ذمة، ولا ميثاق، هذا موئلهم منذ القدم، يدّعون الحضارة، والديمقراطية، والتطور وهم أبعد عنها، مثلهم مثل الشعوب المتوحشة القديمة، الجرمانية والسكسونية والتترية، الجاهلية العربية التي تطبق قانون الغاب، الغلبة للأقوى.
لا دين لهم سوى المادة، لا ضمير لهم سواء السادية.
فالبدار البدار، قبل فوات الأوان، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "بلْ أنتمْ يومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 18 دقائق
- جريدة الرؤية
بالفيديو.. أبوعبيدة يكشف عن استراتيجيات المقاومة ويوجه رسائل قوية في أول فيديو منذ مارس
الرؤية- غرفة الأخبار تحدث أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كلمة له مصورة، هي الأولى له منذ مارس الماضي، عن إستراتيجية المقاومة في المرحلة الحالية، موجها عتابا للأمة والأنظمة الحاكمة، ومؤكدا أن المقاومة في جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة. وقال أبو عبيدة في كلمته، إن 4 أشهر مضت على استئناف الاحتلال عدوانه بعد أن "نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة"، مشيرًا إلى أن المقاومة أوقعت في هذه الفترة "مئات الجنود قتلى وجرحى، وآلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات". وأضاف أن المقاومة ومجاهدي القسام "يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة"، بعد استخلاصهم العبر من أطول مواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني، كاشفًا محاولات متكررة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال. إستراتيجية المقاومة وأكد أبو عبيدة أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على إستراتيجية تقوم على "إيقاع مقتلة بالعدو، وتنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر جنوده"، مضيفًا أن "مقاومة غزة هي أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر". وحذر من أن استمرار حكومة الاحتلال في حرب الإبادة يعني "استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط". وذكر أن العدو يتلقى دعما غير محدود من "أقوى القوى الظالمة في العالم"، بينما "أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يقتلون ويجوعون ويمنعون من الماء والدواء". دماء الأطفال في رقابكم ووجّه أبو عبيدة عتابا كبيرا، وانتقادات قوية لقادة الأمة الإسلامية والعربية، قائلاً إن "رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء ممن خذلوا بصمتهم". وقال إن الاحتلال "لم يكن ليرتكب الإبادة إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان". وأضاف: "لا نعفي أحدًا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يملك التحرك كل حسب قدرته وتأثيره". وفي مقابل العتاب والانتقاد؛ أشاد أبو عبيدة بمواقف الشعب اليمني وأنصار الله (الحوثيين): "إخوان الصدق أنصار الله فرضوا على العدو جبهة فاعلة أقامت الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين". كما وجه "التحية لكل أحرار العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم عن شعبنا بكل السبل رغم المخاطر". المفاوضات وملف الأسرى وعن المفاوضات غير المباشرة الجارية الحالية بين المقاومة وإسرائيل، أكد أبو عبيدة دعم المقاومة الكامل للوفد التفاوضي. وكشف أن المقاومة عرضت "مرارا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة"؛ لكن "مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه رفضوا العرض، حيث هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبل فكرة مقتلهم جميعا". وقال إن المقاومة ترقب ما يجري من مفاوضات وتأمل أن تسفر عن صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهل غزة، ولكن "إذا تعنت العدو بجولة المفاوضات فلن نضمن العودة مجددا لصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى الـ10". رسائل إلى العملاء وفي اختتام كلمته، وجّه أبو عبيدة رسائل إلى العملاء في الداخل، داعيًا إياهم إلى "التوبة الفورية والعودة إلى أحضان شعبهم قبل فوات الأوان، حين لا ينفع الندم"، مشيدًا بمواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي "تبرأت من العملاء المعزولين". وقال إن محاولات توظيف مرتزقة وعملاء للاحتلال بأسماء عربية هي دلالة على الفشل ووصفة مضمونة للهزيمة. وأكد أنه "لن يكون عملاء العدو سوى ورقة محروقة في مهب وعي شعبنا وكرامته ورفضه للخيانة". وأكد أن "ثبات شعبنا رغم الخذلان وصبره وعطاءه وتحديه القهر والحرمان هو أشد ما يغيظ أعداءه". عــاجــل | كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة". — رضوان الأخرس (@rdooan) July 18, 2025


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
سماحة المفتي يعلق على العدوان الإسرائيلي على سوريا
مسقط- الرؤية علق سماحة الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان، على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي السورية. وقال: "يؤسفنا كثيرا العدوان السافر من الكيـ.ـان الصهيـ.ـوني على سوريا، وإنا لنهيب بالشعب السوري المعروف بنخوته وشجاعته؛ أن يجمع شتاته ويوحد صفه ويواجه العدو الصهيـ.ـوني وأشياعه بكل عزم وحزم، فالأمر لله، ولن يضيع حقٌّ خَلْفَه مُطالب، وقد وعد الله بالنصر من نَصَره، ويد الله مع الجماعة".


جريدة الرؤية
منذ 3 أيام
- جريدة الرؤية
"الدراسات الإستراتيجية والدفاعية" تحتفل بتخريج الدورة 12 لكلية الدفاع الوطني
مسقط- الرؤية احتفلت أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية، الثلاثاء، بتخريج الدورة الثانية عشرة لكلية الدفاع الوطني التي شارك فيها عدد من كبار الضباط من قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، إلى جانب مشاركة عدد من المسؤولين بالوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والمدنية، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، وبحضور اللواء الركن حامد بن أحمد سكرون رئيس أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية. وألقى اللواء الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي آمر كلية الدفاع الوطني، كلمة رحب فيها بالحضور، ثم قال مخاطباً الخريجين: "اجعلوا هذا الوطن وقيمه الأصيلة مرجعكم الدائم، والبوصلة في كل قرار تتخذونه، فالتوازن، والحكمة، والتسامح هي ركائز صاغثْ تاريخنا المجيد، وتحفظ حاضرنا البهيِّ، وتصنع مستقبلنا الواعد إنْ شاء الله، فلا شيء يسمُو فوق مصلحة الوطن، ولا صوت يعلو فوق نداء الواجب، فليكنْ اسم عُمان هو النبض الذي يسري في عروقكم، وليلهمكُم ترابها الطاهر كل يوم عزمًا جديدًا وإصرارًا لا يلين". وشهد الحفل تقديم عرض مرئي عن الدورة وما اشتملت عليه من برامج دراسية وتطبيقات عملية والزيارات ذات العلاقة ببرنامج الدورة، إلى جانب المحاضرات والندوات لعدد من المختصين وصنّاع القرار. عقب ذلك قام معالي الدكتور وزير الاقتصاد راعي الحفل بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة. وألقى يوسف بن حميد اليوسفي كلمة نيابة عن زملائه المشاركين في الدورة قال فيها: "كانت الدورة الثانية عشرة بكلية الدفاع الوطني محطةً فارقةً في مسيرتنا المهنية والمعرفية، شكّلتْ فضاءً معرفيًا متقدّمًا، امتزج فيه عمق الفكر الإستراتيجي بسعة التحليل، وتكامل فيه التمكين المعرفي بالتطبيق العملي". حضر حفل التخرج عدد من أصحاب المعالي، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكريّة والأمنية، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة، وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وجمع من كبار الضباط المتقاعدين، وأعضاء هيئة التوجيه بالكلية.