
غزة.. وصمة عار في جبين الانسانية
ففي مشهد يختزل فظاعة القرن الحادي والعشرين، يواجه 2.1 مليون فلسطيني مجاعة مصنفة ضمن مرحلة "الكارثة/ المجاعة" بنسبة 22% من السكان، بينما يعاني 100% منهم انعداما حادا للأمن الغذائي، فالأطفال هناك يموتون قبل أن تنبت أسنانهم؛ 92 طفلاً من أصل 162 شهيداً سقطوا ضحايا التجويع في الشهر الماضي، بينما يترنح 100 ألف طفل وامرأة على حافة الموت بسوء التغذية.
القانون الدولي يصرخ بالانتهاك أيضا، فاتفاقيات جنيف الرابعة تحظر صراحة تجويع المدنيين كأسلوب حرب، ونظام روما الأساسي يدرج الحرمان المتعمد من الغذاء كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بل إن محكمة الجنايات الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لاستخدامهما التجويع سلاحا والذي يستهدف تدميرا جسدياً جزئيا لمجموعة سكانية محددة، مؤكدة توفر "أسباب معقولة" لاتهامهما بتعمد حرمان المدنيين من مقومات البقاء، لكن للأسف تحولت هذه الأحكام إلى حبر على ورق أمام آلة القتل المدعومة أمريكياً، حيث يحاصر القطاع منذ أكتوبر 2023، ويمنع 90% من المساعدات الإنسانية، وتدمر 95% من الأراضي الزراعية.
مخطط الجرائم الإسرائيلية المسمى "عربات جدعون" يكشف القصد الإبادي عبر خطة من ثلاث مراحل تهدف لتهجير السكان عبر "رافعات ضغط" تشمل الحصار والتجويع والقصف، لتحويل غزة إلى منطقة مصغرة محاصرة، وقد صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن "النصر يتحقق فقط عندما تدمر غزة بالكامل ويحشر سكانها في الجنوب تمهيدا لترحيلهم"، هذه السياسة لم تعد خفية، بل تنفذ علنا بينما 47% من الإسرائيليين ينكرون وجود مجاعة رغم الأدلة الدامغة.
وصمة العار الأخلاقية لا تقتصر على الجناة، بل تمتد إلى المجتمع الدولي الذي يتحول صمته إلى مشاركة في الجريمة، وستحمله الذاكرة الإنسانية كعار أخلاقي لا يغتفر، خاصة مع استمرار الانتهاكات الموازية لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية التي تعمق المأساة الفلسطينية شعبا وأرضا، أضف إلى ذلك الفيتو الأمريكي الذي يحمي الإفلات من العقاب في مجلس الأمن، والأمم المتحدة تتأخر عمدا في إعلان المجاعة لأسباب سياسية رغم استيفاء غزة جميع المعايير الفنية، وحتى محكمة العدل الدولية، التي قبلت دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وافقت على تأجيل الرد الإسرائيلي حتى يناير 2026، مما يجعل قراراتها "بعد فوات الأوان"، هذا التواطؤ يحول البيانات الدولية إلى نفاق فارغ.
الخزي الذي سيلاحق الإنسانية لا يرسمه فشل السياسات وحسب، بل خذلان القيم الإنسانية الأساسية، فهل يعقل أن يموت طفل جوعا كل عشر دقائق في القرن الـ21 بينما تعقد المؤتمرات حول حقوق الإنسان؟ هذه اللعنة الأخلاقية تشكل وصمة في جبين الأرض وسكانها، حيث سيسجل التاريخ أن العالم شهد أول إبادة جماعية بالجوع تبث مباشرة على الشاشات، ولم يحرك ساكنا إلا بعد أن تحولت الضمائر إلى رماد.
إن إنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا يتطلب مواجهة هذه الكارثة بتحرك وإجراءات فورية وحاسمة تشمل على الأقل فتح جميع المعابر لإدخال 600 شاحنة مساعدات على الأقل يوميا، ومحاكمة القادة الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر أسلحة شامل، وتمكين الأونروا من توزيع المساعدات دون عوائق، فغزة لم تعد على حافة الهاوية، بل سقطت في قاعه، وما يحدث فيها هو مرآة تكشف عورات حضارة تزينت بالقوانين وخانت قيمها اختبارا مصيريا للضمير البشري، فهل ستسجل الإنسانية في تاريخها أول إبادة جماعية بالجوع في القرن الحادي والعشرين، أم سترفع عنها عار السكوت عن جرائم ترتكب أمام أعين العالم؟ أما إذا استمر الصمت، فسيكتب على قبر الضمير العالمي: "هنا يرقد من شاهد الموتى ولم يرَ سوى الإحصاءات".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 43 دقائق
- رؤيا نيوز
نشطاء يشبهون غزة بهيروشيما بعد قصفها بالقنبلة الذرية
شبه العديد من النشطاء والحقوقيين، الدمار والخراب لذي لحق بقطاع غزة، بعد أشهر من الحرب، بما حدث لمدينة هيروشيما اليابانية، بعد أن ألقت عليها الولايات المتحدة قنبلة ذرية سنة 1945. وذكرت صحيفة 'انديبندنت' أن العديد من منظمات حقوق الإنسان والنشطاء اليابانيين من هيروشيما، أعربوا عن مخاوفهم بشأن ما يجري في غزة، قائلين إن العالم لم يتعلم بعد من دروس هيروشيما. وقال كريستيان بينيديكت، مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية في بريطانيا:'عندما تقارن صور غزة بصور هيروشيما قبل 80 عاما، تكون أوجه الشبه مذهلة'. وأضاف: 'مثل هيروشيما، فإن الدمار في غزة يشبه نهاية العالم، عائلات كاملة أُبيدت، أطفال دفنوا تحت الأنقاض، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى غبار'. وكانت الولايات المتحدة قد ألقت قنبلة نووية، في السادس من أغسطس 1945، على هيروشيما، وأدى ذلك إلى مقتل أكثر من 140 ألفا خلال الأشهر التي تلت الانفجار. وفي الأيام الماضية، انتشرت صور توثق الدمار والخراب الذي حل بقطاع غزة، وأظهرت صور من السماء أن معظم المباني سويت بالأرض وتلونت باللون الرماد والغبار. وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، إن إحدى زميلاتها زارت مدينة رفح جنوب غزة، مؤخرا. وأضافت: 'قالت إن رفح تشبه هيروشيما تماما. حاولت أن أحصل على صور لها لكنها لم تسمح لهم بالتقاط أي صور، لكننا بحثنا معا عن صور لهيروشيما، وقالت: 'هذا بالضبط كيف تبدو رفح اليوم''. وتحمل إسرائيل حركة حماس مسؤولية الحرب والدمار في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر، وفقا لما ذكرته 'أنديبندنت'. وفي هيروشيما، عبر اليابانيون، الأربعاء، في فعاليات إحياء ذكرى إلقاء قنبلة هيروشيما عن تخوفهم بشأن مستقبل غزة. 'لا للأسلحة النووية'، 'أوقفوا الحرب'، 'حرروا غزة'، 'لا للمزيد من الإبادة الجماعية'؛ كانت هذه بعض الشعارات التي رفعها مئات المحتجين خارج حديقة السلام التذكارية، في فعاليات حضرت مراسمها الرسمية رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيتشيبا. وذكرت الصحيفة أن ممثلا عن فلسطين حضر هذا الحدث لأول مرة، إلى جانب حوالي 55 ألف شخص، من بينهم ممثلون عن 120 دولة ومنطقة.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
لماذا تبدلت مواقفهم؟
اضافة اعلان ميدانيا وإعلاميا، تقاطعت إرادة المستوطنين الصهاينة، مع أصوات إعلامية خارجية محسوبة على التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، في الهجوم على الدور الأردني الإغاثي للأشقاء في غزة، واعتبار الإنزالات الجوية مجرد مسرحية إعلامية. المستوطنون يهاجمون الشاحنات الأردنية التي تحمل المساعدات، وبحماية من جيش الاحتلال، قبل أن تصل لغزة، وأبواق الجماعة الإعلامية تشن، وعلى مدار الساعة هجوما بغيضا على الأردن، وتطالبه بفتح المعابر لإيصال المساعدات، وتنظم حملة اعتداءات على سفاراتنا بالخارج، مع أنها تعلم بأن لا معابر تفصل بين الأردن وغزة. المنصات إياها تعتبر الإنزالات الجوية عملا تآمريا على الشعب الفلسطيني، ولا تفي بالغرض.ولكن ما سر هذا الهجوم على الإنزالات والدور الإغاثي الأردني في هذا التوقيت، بينما كانت ذات المنصات والأصوات تطالب في وقت سابق بالإنزالات الجوية باعتبارها الوسيلة الوحيدة المتاحة لمساعدة سكان القطاع المكنوبين منذ السابع من أكتوبر.طالعوا ماذا كانوا يقولون.. في العاشر من شهر ديسمبر لعام 2023 التقى وزير الداخلية مازن الفراية وفدا، يمثل الحركة الإسلامية، ضم أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حينها المهندس مراد العضايلة، ونائبه المهندس وائل السقا، والمراقب العام للجماعة قبل حظرها عبد الحميد ذنيبات، والنائب الحالي محمد عقل. ومن بين المطالب التي عرضوها على الوزير، حسب البيان الصادر عن اللقاء،"ضرورة فتح جسر جوي إغاثي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبالتنسيق مع مصر"بعد ذلك بوقت قصير دشن الأردن جسرا جويا مباشرا من الأردن.إحدى وكالات الأنباء التابعة لحركة حماس في فلسطين، تروج خطاب التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، نشرت تقريرا في شهر يناير من عام 2024 يحث الدول العربية والإسلامية على إنزال المساعدا جوا على غزة. وللمفارقة أن الوكالة ذاتها تقول في تغطياتها هذه الأيام إن إنزال المساعدات جوا يشكل خطرا على حياة الناس هناك!ومن بين من استشهدت الوكالة بأقوالهم، ديفيد هيرست المحرر المسؤول لموقع ميدل إيست آى والمحسوب بقوة على تيار الأخوان. ونقلت عن مقال لهيرست نشره في موقعه، يقول فيه" وجود مثل هذا الجسر الجوي الإنساني سيكون بمثابة تحد لنفاق الغرب ودموع التماسيح التي يذرفها على أهل غزة". ويذكر بما فعله الحلفاء بإنزال المساعدات جوا على برلين، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.يستطيع السيد هيرست أن يتأكد بنفسه كيف تحدى الأردن نفاق الغرب ونفذ ثالث أكبر جسر جوي بعد إنزال برلين في العالم. في الأيام العشرة الأخيرة، فقط نفذ الأردن منفردا 140 إنزالا جويا، و293 بالتعاون مع دول عربية وأجنبية، حسب بيان للهيئة الخيرية الهاشمية، حملت 325 طنا من المساعدات لغزة، إضافة لقوافل من الشاحنات التي عبرت حدودنا صوب غزة.الأدهى من ذلك أن واحدا من أكثر الإعلاميين المصريين في الخارج والذي يهاجم الدور المصري والأردني، ويسخر من الإنزالات الجوية، واسمه اسامة جاويش، ويعمل في قناة/ مكملين المحسوبة على التنظيم العالمي للاخوان، كان قد دعا في ذات التقرير الصحفي لاعتماد الإنزالات الجوية لإغاثة أهل غزة.ما الذي تبدل وتغير كي تنقلب هذه القنوات والمنصات الإعلامية على موقفها تجاه الإنزالات الأردنية؟ ولماذا انخرطت حركة حماس والتنظيم العالمي في الحملة ضدها والتحريض على الأردن ومصر لحد تنظيم اعتداءات على سفارات البلدين في الخارج؟لن يطول بحث القارئ الكريم حتى يجد الجواب، هنا في المنطقة أو هناك في لندن واسطنبول حيث توجد قواعد التنظيم العالمي التي اتخذت من أزمة أهلنا في غزة ذريعة لتصفية الحساب مع الأردن بعد حظر الجماعة.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
268 شكوى مقدمة من عاملات المنازل
هبة العيساوي اضافة اعلان عمان- بلغ عدد الشكاوى المقدمة من عاملات المنازل، لمديرية العاملين في المنازل التابعة لوزارة العمل، خلال النصف الأول من العام الحالي 268 شكوى.وبحسب البيانات التي حصلت "الغد" عليها، تم حل 240 شكوى من إجمالي الشكاوى المقدمة، أما الشكاوى المقدمة من العاملات مباشرة، فقد بلغت 66 شكوى، والمقدمة من عاملات المنازل عبر "مكاتب الاستقدام" 202 شكوى.فيما بلغ عدد الشكاوى المقدمة من أصحاب منازل الواردة للمديرية خلال النصف الأول من العام الحالي 355 شكوى تم حل 298 شكوى منها.في حين بلغ عدد الشكاوى المقدمة من أصحاب المنازل والتي تم تحويلها من قبل رئيس قسم التفتيش للمفتش المعني ولم يُتخذ إجراء نهائي قيد الإجراء 65 شكوى.أما عدد قضايا جرائم الاتجار بالبشر "العمل الجبري" التي تعاملت معها وحدة مكافحة الاتجار بالبشر خلال النصف الأول من العام الحالي هي قضيتان اثنتان، بحسب مديرية التفتيش المركزية في وزارة العمل.وكانت جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، قد أكدت أن العمال المهاجرين في الأردن يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بظروف العمل، ما يعرضهم لمخاطر الاتجار بالبشر، حيث تُؤثر ظروف العمل السيئة على العمال المهاجرين، حيث إنهم قد يعملون لساعات طويلة دون الحصول على تعويض مناسب، وقد يحصلون مقابل عملهم على أجور أقل من العمال المحليين، وغالبًا ما يتعرضون لتأخير في دفع الأجور أو عدم دفعها بالكامل، إلى جانب ذلك بعض العمال يعملون في بيئات عمل غير آمنة أو غير صحية، مما يعرضهم لمخاطر صحية وإصابات.