
ورقة عمل في شراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور
في إطار التعاون بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور - لبنان في مسار "لبنان وتحديَّات إصلاح السِّياسات: نحو رؤية متكامِلة"، نشرت المؤسَّستان ورقة عمل تحت عنوان " لبنان والحلول المستدامة: السّيادة، الحياد، والطريق نحو السّلام الدائم".
الورقة التي أعدّها العميد الركن المتقاعد زياد الهاشم صدرت باللّغتين العربيَّة والإنكليزيَّة جاء فيها: " لم يكن اللبنانيون حياديِّين حول أكثر القضايا التي تهم المنطقة، فانقسموا حولها بين تأييد ومعارضة. للناصرية والوحدة العربية والأحلاف، وللعمل الفلسطيني المسلح إنطلاقا من لبنان، ولوجود القوات السورية في لبنان، وللثورة السورية من ضمن الربيع العربي، وأخيراً لدور المقاومة وسلاحها وحرب إسناد حماس في غزة. ترمي هذه الورقة إلى التعريف المختصر بمفهومي السِّيادة والحياد والعلاقة بينهما في السياق اللبناني، للانطلاق نحو تحديد مواقف الافرقاء اللبنانيين واللاعبين الاقليميين والدوليين من اعتماد لبنان للحياد كخيار استراتيجي، مرورًا بعرض موجز للتطوُّر التاريخي للدولة اللبنانية وجذور نظامها السياسي الطائفي ومصادر التهديد لسيادتها، ثم الانتهاء بطرح بعض الحلول الواقعية الممكن تطبيقها للحفاظ على سيادة لبنان وحياده بغية استدامة السلام في ربوعه وتحقيق ازدهاره ورفاهية شعبه".
واستطرد الكاتب: "سعى الميثاق الوطني لعام 1943 إلى إرساء توازن في السلطة بين الطوائف الرئيسة: فتم تخصيص منصب رئاسة الجمهورية لماروني مسيحي ، ورئاسة مجلس الوزراء لسني مسلم، ورئاسة مجلس النواب لشيعي مسلم. رغم أن هذا الترتيب أتاح، ولو ظاهريًا، تمثيلًا تعدديًا، فقد رسّخ أيضًا الانتماءات الطائفية كأساس للسلطة السياسية. لم تقم النخب السياسية بمأسسة النظام السياسي طوال الفترة الأولى التي تلت الاستقلال بحجة أنَّ النظام أثبت فعاليته رغم التوترات التي حدثت في تلك الفترة. وبالتالي تبنّت الدولة نموذخ "المحاصصة الطائفية". تعرّض النظام السياسي غير الممأسس الى أول تهديد له مع دخول أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948 وقرب لبنان الجغرافي من الصراع العربي– الإسرائيلي ، ممَّا ساهم في تفاقم الخلل في هذا النظام الهش. إختلفت الطوائف فيما بينها حول دور لبنان في الصراع الإقليمي، وكيفية التعامل مع المنظمات الفلسطينية المسلحة وعملها انطلاقا من لبنان، وإذا كان يجب على البلاد اتخاذ موقف مؤيد للشرق أم منحاز للغرب. تصاعدت هذه الخلافات إلى حرب أهلية شاملة عام 1975. دمّرت البنية التحتية للبلاد وأدت إلى نزوح واسع النطاق، واستدرجت تدخلات خارجية متنوعة".
وأضاف الكاتب: " شهد لبنان أولى محاولات اعتماد سياسة الحياد في عهد الرئيس فؤاد شهاب، وكانت عبارة عن التوازن في العلاقات الخارجية عكس ما حاول الرئيس كميل شمعون اتباعه من الدخول في احلاف اقليمية فأُبعد لبنان عن الإنزلاق في الأزمات والصراعات والحروب في المنطقة. لم يطل تنفيذ هذه السياسة إذ لم تستطع الشهابية، وكانت استمراراً لعهد فؤاد شهاب، حماية المصالح الوطنية والسيادة اللبنانية بمواجهة الأخطار المتأتية عن العمل العسكري الفلسطيني حتى مع توقيع اتفاق القاهرة عام 1969، مع أن الرئيس شارل حلو اقترح آنذاك حيادًا قانونيًا على الطريقة النمساوية".
وختم الهاشم: " إنَّ أزمة لبنان تمثّل إلى حد كبير نموذجاً مصغّراً للتعقيدات التي يعاني منها الشرق الأوسط بأسره، إذ تتقاطع فيه خطوط الصراع الطائفي والمنافسة الإقليمية والتدخل الخارجي، ما يختبر باستمرار سيادته ويعرّضها للانتهاك، ويجعل فكرة الحياد أشبه بالطموح البعيد المنال. إنَّ السعي إلى حلول مستدامة يتطلب مقاربة شاملة، تقوم على تقوية مؤسسات الدولة وتحصين الوحدة الداخلية، وإطلاق حوار وطني جاد حول الأولويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ووضع استراتيجية أمن وطني ينبثق عنها سياسة دفاع وطني تعالج مشكلة السلاح وتؤمن الدفاع عن لبنان، وإعادة صياغة الشراكات الخارجية على نحو متوازن وتفعيل عمل الدبلوماسية. إنَّ جوهر هذا الجهد هو بلورة هوية وطنية لبنانية جامعة، تتجاوز الولاءات الطائفية والفئوية، وقد ظهرت بالفعل بوادر تشير إلى رغبة متصاعدة لدى المجتمع المدني في تجاوز الصيغ الطائفية التقليدية، بيد أن ترجمة هذه الرغبة إلى إصلاح مؤسَّسي ملموس ما زالت بحاجة إلى عمل طويل ومضنٍ. قد يتمكن اللبنانيون من بلورة سياسة أكثر حياداً، أو على الأقل متحررة من الاصطفافات الحادة، عبر التنسيق مع أطراف دولية تتبنى نهجاً مسؤولاً يحترم استقلال لبنان. كي يتخطى لبنان أزماته المتتالية عليه تعزيز سيادته والسعي إلى قدر من الحياد الفعّال، كما عليه تغيير الدور الوظيفي الذي كان يقوم به من انخراطه في أزمات الاقليم ومشاركته الحروب وتهديد السلم والأمن في دول الجوارالى دور الوسيط الفعّال، مركز الدبلوماسية وواحة جذب الاستثمارات، فيقدّم نموذجاً لدولة صغيرة متعددة الطوائف تنجح في إدارة تعقيداتها الداخلية وتتجنب الانخراط القسري في صراعات الاقليم. ستكون الدروس المستخلصة من التجربة اللبنانية ذات قيمة لدول أخرى تواجه تحديات مماثلة في عالم يشهد استمرار الصراعات وتفاقم التدخلات الخارجية وتعقيداً في بيئته الاستراتيجية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب أخبر أوروبيين أن بوتين غير مستعد للسلام.. مصادر تؤكد
على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مكالمته يوم الاثنين الماضي مع نظيره الروسي كانت جيدة، فإنه أخبر قادة أوروبيين أن سيد الكرملين غير مستعد للسلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا. فقد أفادت 3 مصادر مطلعة أن ترامب أوضح في مكالمة هاتفية ضمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فضلا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين الماضي، أن الرئيس الروسي ليس مستعدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه منتصر، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الخميس. كما أشارت المصادر إلى أن الرئيس الأميركي بدا غير مُلتزم بمواصلة الدور الأميركي في الملف الروسي الأوكراني. علما أن ترامب كان قد أشار في اتصال هاتفي مع القادة الأوروبيين يوم الأحد، ومن بينهم ماكرون وميرتس وميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص كيث كيلوج إلى المحادثات المتوقع إجراؤها في الفاتيكان. في حين أصر بعض الأوروبيين الذين شاركوا في المكالمة يوم الاثنين على أن نتيجة أي محادثات في الفاتيكان يجب أن تكون وقف إطلاق نار غير مشروط. غير مشروط" لكن ترامب اعترض مجددًا، قائلاً إنه لا يحبّذ مصطلح "غير مشروط". وقال إنه لم يستخدم هذا المصطلح قط، على الرغم من أنه استخدمه عند دعوته إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا في منشور على منصته "تروث سوشيال" في 8 مايو. فما كان من القادة الأوروبيين لاحقا إلا التخلي عن إصرارهم على استخدام هذه الصفة. في المقابل، رفض البيت الأبيض التعليق على المحادثة، مكتفيا بالإشارة إلى منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين، حول محادثته مع بوتين التي وصفها بالممتازة. وكان ترامب قال للصحافيين يوم الاثنين بعد مكالمته مع بوتين: "هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر ما كان ينبغي لنا التورط فيه". فيما أعلن روبيو، الثلاثاء الماضي، أنه يتوقع أن تعرض روسيا خلال أيام شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبرا أن هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جديتها في سعيها للسلام. بينما أكد الكرملين، أمس الأربعاء، أن بلاده تعمل بشكل نشط من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع. ونفى مماطلة روسيا في المباحثات الهادفة إلى تسوية الحرب. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، دأب ترامب على التأكيد أنه ماض في مساعيه من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية، مشددا على أنه قادر على إنهائها. كما أوفد مبعوثه ستيف ويتكوف إلى روسيا نحو 4 مرات، حيث التقى بوتين في جلسات امتدت ساعات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
سوريا إلى الحرب الأهلية؟ وماذا عن لبنان؟
ثمة تناقض واضح بين العبارات الإيجابية التي أغدقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نظيره السوري أحمد الشرع بعد اجتماعه به في السعودية، وبين كلام وزير خارجيته ماركو روبيو أمام الكونغرس الأميركي، والذي "بشّر" بحرب أهلية في سوريا خلال أسابيع تؤدي الى تقسيم البلاد. فقرار رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا من المفترض أن يواكب نهضة إقتصادية وسط استقرار داخلي لا العكس. لذلك فإنّ توقعات روبيو الشديدة السواد حول المستقبل القريب لسوريا قد تكون بدّدت المشهد الواعد الذي خرج من السعودية قبل أيام معدودة. يومها ضجّت التسريبات حول التزام الشرع بالتطبيع مع إسرائيل، وبأنّ اجتماعات سرّية عُقدت في أذربيجان بين وفدين سوري وإسرائيلي في حضور وفد تركي في إطار ترتيب المشهد المقبل. أما المصادر الديبلوماسية الأميركية، فلم تتردّد في الكشف عن طلب ترامب ضرورة قيام سلطات دمشق ببسط سيطرتها الكاملة على سوريا، عبر إنهاء أي وجود لأي تنظيم مسلح خارج إطار الدولة السورية، واقتلاع المجموعات الإرهابية التي تتغلغل في سوريا، مستفيدة من الظرف الإنتقالي، مثل "داعش". ووفق هذه التسريبات، فإنّ الشرع أكّد قدرة أجهزته على تحقيق هذين الهدفين. لكن كلام روبيو يوحي بالعكس. فهو اعتبر أنّ في ظل التحدّيات التي تواجهها سوريا، قد نكون على بعد أسابيع من حرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمّرة تؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد. وجاء كلام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ليزيد من منسوب الخطر القائم. فهو اعتبر أنّ بلاده تشعر بقلق عميق إزاء وجود نيات لتطهير عرقي حقيقي وعمليات قتل جماعي للناس، تقوم به الجماعات المتشدّدة وعلى أساس جنسيتهم وانتمائهم الديني. وعلى أرض الواقع، فإنّ التطورات الأمنية تبعث على القلق وسط غموض للمسار المستقبلي للأوضاع. فشكوى لافروف ترافقت مع هجوم نادر تعرّضت له قاعدة حميميم الجوية العسكرية وبقيت تفاصيلها غير واضحة بسبب تكتم السلطات الروسية حولها. لكن الوسائل الإعلامية تحدثت عن سقوط قتلى في صفوف الجيش الروسي إثر محاولة تنظيم إرهابي لاقتحام القاعدة العسكرية الروسية. وبالتأكيد فإنّ القلق من انفلات الأوضاع داخل سوريا ليس محصوراً بهذه الحادثة فقط. فعدا الجوانب الدموية التي رافقت أحداث الساحل السوري أولاً ومن ثم الأحداث مع الدروز، بدا أنّ هنالك نمواً مضطرداً لتنظيمات تتبنّى السلوك العنفي المتشدّد وسط تسجيل تهريب أسلحة إلى الداخل السوري. وهو واقع يشبه ولو من بعيد الواقع العراقي بعد إسقاط صدام حسين وبسط واشنطن نفوذها عليه. فالمصادر الرسمية السورية كانت قد تحدثت عن مصادرة شحنات أسلحة تتضمن مضادات للدروع وأخرى مزودة مناظير ليلية بالقرب من مدينة البوكمال شرق سوريا، وتحديداً بالقرب من الحدود مع العراق. وهنا يأتي السؤال الأهم عن الجهة التي تقوم بإمرار الأسلحة إلى داخل سوريا والقادرة على امتلاك هذا النوع من الأسلحة. وخلال الأشهر الماضية شهدت سوريا "ولادة" عدد من التنظيمات الدينية المتشدّدة، والتي تتوخّى الأساليب العنفية لتحقيق أفكارها. وأبرز ما سُجّل ولادة تنظيم حمل اسم "سرايا أنصار السنّة"، والذي تبنّى عشرات العمليات التي هدفت إلى القتل والتصفية الجسدية. وفي أحد بياناته أعلن التنظيم في وضوح، أنّ هدفه "النصيرية" و"الروافض" أينما وجدوا على الأراضي السورية، وأنّ التنظيم لن يترك لهم فرصة ليعيدوا بناء مجدهم. طبعاً فالبيان يتحدث هنا عن العلويين. وتابع البيان بأنّ الهجمات ستكون وفق أسلوب "الذئاب المنفردة"، وأنّه ليس لدى التنظيم أي مكان ثابت يتمركز فيه، ولا مقرات ومكاتب، "فنحن قوة لامركزية". والسؤال الذي لا بدّ منه هو حول طريقة تأمين هذا التنظيم الشبحي وغيره من التنظيمات التمويل المطلوب له، خصوصاً في ظلّ واقع إقتصادي ومعيشي مزرٍ في سوريا، وهو ما تعاني منه وبمقدار كبير القوات العسكرية التابعة لحكومة الشرع. ما يعني أنّ هذا التمويل يأتي من خارج الحدود، وأنّ الهدف هو دفع سوريا إلى الفوضى العارمة. ومنذ أيام معدودة انفجرت سيارة مفخخة وسط مدينة الميادين في شرق سوريا مستهدفة مركز شرطة المدينة. ويأتي ذلك بعد الحملة التي قام بها جهاز الأمن العام على خلايا تابعة لتنظيم "داعش" عند ضواحي حلب. وبالتالي فإنّ من المنطقي الربط بين العمليتين. واستطراداً، فإنّ النمو السريع للخلايا العنفية مع تأمين مصادر تسليحها وتمويلها من خارج الحدود، يدفعان إلى التساؤل عمّا إذا كان هنالك من مشروع كبير يهدف لأخذ سوريا إلى فوضى يمكن استثمارها في إطار كسر القواعد الجديدة التي رست عليها سوريا، وإلى دفع الوضع في اتجاه إجراء فرز داخلي كامل على نار حامية. وهنا يصبح الملف المتعلق بالتطبيع مع إسرائيل وقوداً لحمّام الدم الآتي أكثر منه نافذة خلاص إقتصادية. وبالتالي فإنّ الدعوات القائلة بوجوب الإندفاع وذهاب لبنان إلى البدء بإجراءات التطبيع مع إسرائيل تطرح كثيراً من علامات الإستفهام. فهو إما لا يفقه بما فيه الكفاية التركيبة اللبنانية ودقة ما تختزنه من تناقضات وتعقيدات، أو أنّه يدفع بالوضع اللبناني إلى أتون الفوضى مجدداً. ومن دعا إلى التمثل بالخطوة التي قام بها الشرع من "الزاوية"، فهو لن يتأخّر في العودة عن دعوته مع انكشاف المخاطر الأمنية التي باتت تحوط بسوريا. في الأمس فتحت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية للبنان ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات، وهي بداية ممتازة ولو أنّها ليست المرّة الأولى. ذلك أنّ قراراً مشابهاً كان أعلنه عباس لدى زيارته لبنان في تموز 2013، ولكنه بقي حبراً على ورق. صحيح أنّ الظروف اللبنانية الداخلية اختلفت وكذلك المعادلة الإقليمية العريضة إضافة إلى الواقع الفلسطيني بعد الحرب المدمّرة في غزة، إلّا أنّ التسويات الكبرى لا تزال غائبة. فالتسوية الفلسطينية في غزة تراوح مكانها وسط استمرار تدفق شلال الدم. وكذلك التسوية الأميركية ـ الإيرانية لا تزال تخضع لمناورات الطرفين. وفي وقت بدت طهران "غير ممنونة" للموقع الذي احتلته السعودية بعد زيارة ترامب لها، رفع المرشد خامنئي من سقف "تشاؤمه" حيال احتمالات التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب. وتلت هذا الكلام تسريبات أميركية عبر وسائل الإعلام، بأنّ إسرائيل تجهّز نفسها لضرب منشآت نووية إيرانية، وهي تعمل على ذلك بنحو منفرد. لكن الواضح أنّ ما يحصل يدخل في إطار المناورات التفاوضية لا التحذيرات أو التهديدات الجدّية. فلا الظروف الخارجية توحي بأنّ الأجواء مهيأة للذهاب إلى المواجهات العسكرية، ولا الأوضاع الداخلية لكلا البلدين تملك "رفاهية" الإنزلاق في اتجاه الحروب. ما يعني أنّ التفاهم هو الخيار المحتوم. لكن السؤال هو متى وكيف ستكون هذه التفاهمات؟ وبالتالي، فإنّ الأجواء التمهيدية لزيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والتي تتحدث عن مطالب يتعلق بعضها بالتطبيع مع إسرائيل وسط سقوف عالية قد لا تبدو واقعية، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى المستجدات في سوريا وكلام روبيو. لكن اللافت ما ردّده أحد الخبراء في السياسة الأميركية. فرداً على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تعتقد فعلاً أنّ لبنان قادر على السير في التطبيع مع إسرائيل، كان جوابه بأنّه لا يعتقد ذلك. قد يكون لواشنطن مطلب آخر يختبئ خلف مطلب التطبيع، وقد يتمّ الكشف عنه في التوقيت المناسب. أما الآن فالتركيز الحقيقي هو حول إعادة بناء ركائز الدولة اللبنانية، ولكن على أسس صحيحة وسليمة هذه المرّة. جوني منير -الجمهورية انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
بالفيديو - "أُخرج من هنا".. مشادة حادة بين ترامب وصحفي سأله عن الطائرة القطرية
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... رد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب غاضبًا على أحد المراسلين الذي سأله عن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قبلت طائرة من قطر يمكن استخدامها كطائرة رئاسية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News