
الحرب فى السودان تدخل عامها الثالث والجيش يواصل إحكام قبضته
مؤتمر دولى لدعم الخرطوم وتوفير مساعدات عاجلة لـ 30 مليون سودانى
تحذيرات من عواقب كارثية لتجاهل النزاع .. وجوتيريش يندد باستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين
مع دخول الحرب فى السودان عامها الثالث أمس، استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دوليا، بهدف حشد المجتمع الدولى لإنهاء النزاع المدمر المستمر منذ سنتين يوما بيوم فى هذا البلد، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة، وذلك بمشاركة بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقي، يأتى ذلك فيما حذرت منظمات دولية من «عواقب كارثية» لتجاهل الوضع فى السودان.
وقال وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامي، الذى زار الحدود بين السودان وتشاد فى يناير الماضى: «الحرب الوحشية فى السودان دمرت حياة الملايين، ومع ذلك لايزال معظم العالم يغض الطرف. علينا أن نتحرك الآن لمنع هذه الأزمة من التحول إلى كارثة شاملة، وضمان وصول المساعدات إلى من هم فى أمس الحاجة إليها.»
وقبيل انعقاد الاجتماع، أعلن ديفيد لامى عن تخصيص 120 مليون جنيه إسترلينى من ميزانية المساعدات الخارجية البريطانية المحدودة بشكل متزايد، لتوفير الغذاء لـ 650 ألف شخص فى السودان خلال العام المقبل، قائلا إن «استقرار السودان أمر حيوى لأمننا القومي». وأضاف «سنتان فترة طويلة، حرب السودان العنيفة دمرت حياة ملايين الأشخاص لكن رغم ذلك لايزال جزء كبير من العالم يشيح بنظره» عن الوضع. وأضاف: «يجب ألا ينتشر عدم الاستقرار، فهو يدفع إلى الهجرة من السودان والمنطقة الأوسع، وسودان آمن ومستقر أمر ضرورى لأمننا القومى. المملكة المتحدة لن تسمح بنسيان السودان».
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن أكثر من 30 مليون شخص «بحاجة ماسة لمساعدة».
ويجمع المؤتمر الذى تنظمه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى وألمانيا وفرنسا والاتحاد الإفريقي، وزراء من 14 دولة بينها السعودية والولايات المتحدة.
ولم تدع الحكومة السودانية للمشاركة وقد احتجت على ذلك لدى المملكة المتحدة منتقدة «نهج الحكومة البريطانية الذى يساوى بين الدولة السودانية ذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة منذ 1956، وميليشيا إرهابية ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع غير المسبوقة ضد المدنيين» فى إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأعلنت ألمانيا أنها ستخصص 125 مليون يورو إضافية للمساعدات الإنسانية.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن هذه الأموال ستسمح للمنظمات غير الإنسانية بتوفير المواد الغذائية والأدوية إلى ضحايا الحرب والمساعدة فى «استقرار الوضع فى الدول المجاورة» التى «بلغت قدراتها على الاستيعاب حدودها» القصوى.
وأضافت بيربوك أن «الموت حقيقة دائمة فى أجزاء كبيرة من السودان»، واصفة النزاع هناك بأنه «أكبر كارثة إنسانية فى عصرنا».
ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية، أن القائمين على المؤتمر يجب أن «يسعوا بشكل عاجل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدة الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق»، ودعتهم إلى «اتخاذ التزامات ملموسة» مثل نشر بعثة لحماية المدنيين.
وفى غضون ذلك، تواصلت التحذيرات الدولية من الأوضاع فى السودان، وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، باستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، مشددا على أن «الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين هى وضع حدّ لهذا النزاع العبثى'.
ومن جانبه، حذر المفوض السامى لشئون اللاجئين فى الأمم المتحدة فيليبو جراندي، من أن «الاستمرار فى غض الطرف عن الوضع فى السودان حيث دخلت الحرب عامها الثالث، ستكون له «عواقب كارثية» للبلد، مشيرا إلى أن استقرار المنطقة بأسرها معرض للخطر.
وحذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، من أن المدنيين فى السودان «عالقون فى كابوس لامتناهٍ من الموت والدمار».
وفى الإطار ذاته، أعلنت منظمة الأمم المتّحدة للطفولة «اليونيسف'، ارتفاع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف بالمئة، مناشدة العالم عدم التخلى عن ملايين الأطفال المنكوبين.
وتضاعف خلال عامين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 مليون فى بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم، وفقا لليونيسف.
وحذرت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل، من أن «السودان يعانى اليوم من أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، لكنها لا تحظى باهتمام العالم».
وكشفت الأمم المتحدة عن أن «النزاع أسفر عن تهجير 13 مليون شخص بينهم 8٫6 مليون من النازحين (داخل السودان) و3٫8 مليون من اللاجئين» خارجه.
ميدانيا، أكد والى ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن 98% من العاصمة بات خاليا من الدعم السريع، مشيرا إلى ما سماه ببعض الجيوب المتبقية فى قبضة «المليشيات».
وأشار إلى اتخاذ جملة من التدابير الأمنية التى حسنت من الوضع الأمني، وعودة للمؤسسات والوزارات تدريجيا إلى مقارها بالخرطوم لممارسة مهامها.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية عن «تنفيذ ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات قوات الدعم السريع شمال شرق الفاشر، مما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة وحرق وتدمير أكثر من خمس مركبات قتالية بالكامل».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 3 ساعات
- بوابة ماسبيرو
صحافة مصرية: الرئيس: جذب مزيد من الاستثمارات.. وتمكين القطاع الخاص
الأهرام * تحسن مؤشرات الاقتصاد.. الرئيس: جذب مزيد من الاستثمارات.. وتمكين القطاع الخاص.. وتعزيز احتياطات النقد الأجنبى. * مصر ترحب بوقف النار بين الهند وباكستان.. السيسى وشريف يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية. * مدبولى: 300 مليون يورو صادرات «ضفائر السيارات». * وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة الغربية العسكرية. * البترول: 6% مساهمة قطاع التعدين فى الناتج المحلى. * إلقاء مخلفات الذبح سلوكيات مرفوضة.. الأضحية عبادة.. وحماية البيئة واجبة. * شوادر للخراف ولحوم الأضاحى بالمحافظات. * خلال استقباله رئيس مجلس الشورى السعودى.. مدبولى: نتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقى المشترك. * فى لقائه مع رؤساء شركات ألمانية الخطيب يستعرض جهود مصر لتحسين مناخ الاستثمار. * فى الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامى للتنمية 1.32 مليار دولار تمويلات لتحفيز النمو.. وتمكين القطاع الخاص هدف أساسى. * وزير الدولة للإنتاج الحربي: جذب المزيد من الاستثمارات وعقد شراكات ناجحة. * «الكهرباء» و«البترول» تبحثان خطط الوفاء بمتطلبات الطاقة خلال الصيف. * الاتحاد الأوروبى يعاقب أسطول الظل الروسى ويطالب بإجراء أمريكى ضد موسكو. * أبو الغيط: ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات العربية. * تطوير شامل للخدمات بشبرا الخيمة.. محافظ القليوبية: مواقف حضارية ومراكز خدمية ومحطات وسيطة لنقل القمامة. * غسل أموال بـ 170 مليون جنيه من الاتجار بالمخدرات.


بوابة ماسبيرو
منذ 4 ساعات
- بوابة ماسبيرو
بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعد وقف واشنطن تمويلها
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء أن بروكسل ستمنح إذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية مساعدة مالية قدرها 5.5 مليون يورو لتمكينها من مواصلة عملها بعد أن جمدت الولايات المتحدة تمويلها. وقالت كالاس للصحفيين إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن "هذا المبلغ سيدعم العمل الحيوي الذي تقوم به إذاعة أوروبا الحرة". وأضافت أن "هذا تمويل طارئ قصير الأمد مصمم ليكون بمثابة شبكة أمان للصحافة المستقلة". وجمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس تمويل إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وهيئات بث أمريكية أخرى، بما فيها صوت أمريكا، وذلك في إطار مساعيه لخفض الإنفاق الحكومي. لكن إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية التي توظف ما يزيد على 1700 شخص طعنت أمام القضاء بقرار ترامب وقد حصلت الأسبوع الماضي على أمر قضائي يتيح لها مؤقتا مواصلة الحصول على تمويلها. لكن الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي التي تشرف على عمليات هذه الإذاعة لم تفرج حتى اليوم عن الأموال المخصصة لها. وفي تصريحها، شددت كالاس على أن المساعدة المالية التي رصدها الاتحاد الأوروبي لن تكون قادرة على تغطية عمل الإذاعة في جميع أنحاء العالم، بل ستركز على بلدان في مناطق مثل القوقاز وآسيا الوسطى. وأقرت المسؤولة الأوروبية بأنه "من الواضح أن أوروبا لا تستطيع توفير كل التمويل اللازم" لعمل الإذاعة.


البورصة
منذ 4 ساعات
- البورصة
الاتحاد الأوروبى يوافق مبدئيًا على صرف 4 مليارات يورو لمصر
توصل ممثلو البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي بشأن تقديم حزمة مساعدات مالية لمصر بقيمة 4 مليارات يورو بهدف دعم اقتصادها وتعزيز التعاون ضمن إطار شراكة استراتيجية. وقال البرلمان الأوروبي في بيان، أن القيمة الإجمالية للمساعدات تصل إلى 5 مليارات يورو، صرفت مصر مليارًا منها في صورة قرض قصير الأجل بنهاية عام 2024، فيما يُنتظر صرف 4 مليارات خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن مصر ستحصل على فترة سداد تمتد إلى 35 عامًا. ويُشترط لصرف الحزمة، تنفيذ مصر لبرنامج صندوق النقد الدولي إلى جانب اتخاذ عدد من الإجراءات والسياسات المتفق عليها بين الاتحاد الأوروبي والحكومة المصرية. في تقرير سنوي يُرفع إلى البرلمان والمجلس الأوروبي، ستقوم المفوضية الأوروبية بمراجعة التقدم المُحرز، وتقييم الآفاق الاقتصادية لمصر، وقياس تأثير القروض على الأوضاع الاقتصادية والمالية. وقالت سيلين إيمار، مقررة الملف في البرلمان الأوروبي عن حزب الشعب الأوروبي عن فرنسا، إن الاتفاق الذي توصل إليه المفوضية والمجلس بشأن المساعدات المالية لمصر، يُمثل توازنا جيدا يخدم مصالح أوروبا، ويؤكد أهمية احترام خصوصية الدولة المصرية. : الاتحاد الأوروبىالاقتصاد المصرى