logo
النظام السوري الجديد في الحضن الأميركي

النظام السوري الجديد في الحضن الأميركي

العربي الجديدمنذ 5 أيام

"يضيق صدري فيه، لأني كلما أنظر إلى زاويةٍ منه أستغرب كيف كان يخرج منه كلّ هذا الشر تجاه هذا المجتمع"، هذه كانت كلمات الرئيس السوري أحمد الشرع، التي عبر فيها عن ضيقه بالقصر الرئاسي في دمشق (قصر الشعب). ربما لم يضيق صدر الشرع من القصر الرئاسي إنما من
سورية
، لأن من يضيق صدره بمكان يخرج منه، بيد أنّ الشرع لم يتخط عتبت باب قصره إلّا باتجاه المطار ومنه إلى بلاد الله الواسعة، كي يلتقي بها بمن تيسر من نظرائه، محاولاً استرضاءهم من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يرفه عن نفسه بما حل بها من ضيقٍ.
"عندي شرفةٌ تطلّ على دمشق، وعندما أنظر كلّ يومٍ إلى دمشق منها أقول: كيف كان النظام السابق ينظر إلى دمشق ويهون عليه ما يجري فيها؟"، لا تطلّ شرفة الشرع سوى على دمشق، لذلك لم يستطع على ما يبدو أن يراقب ما جرى ويجري في الساحل السوري من مجازر مروعةٍ بحقّ المدنيين، ارتكبتها "مجموعاتٌ غير منضبطةٍ"، يمكن تسميتها بالأمن العام، والجيش السوري. الشرفة تطلّ على دمشق، إلّا أنّ مدى الرؤية محدودٌ أو اختياريٌ، لذلك لم يستطع الشرع رؤية مجزرة صحنايا وجرمانا والانتهاكات في السويداء، التي حشد وجيش واستثار عواطف الشعب ضدّ أهلها، تارةً باتهام أحد الدروز بشتم النبي محمد، وتارةً أخرى باتهام الدروز بالخيانة والعمالة للاحتلال الصهيوني، وهذا ما سهل ممارسات بعضهم، التي توجت بزيارة المئات من أبناء الطائفة الدرزية، الذين باتوا مؤخرًا تحت الاحتلال الصهيوني، للأراضي الفلسطينية المحتلة. كانت الزيارة الستارة التي اختبأ خلفها وفد النظام السوري الجديد، حاجبةً زيارته
تل أبيب
، والتي استمرت أيّامًا عدّة، بحسب صحيفة هآرتس. بقيّ خبر هآرتس، كما غيره من الأخبار المشابهة العديدة، تدور في حيز التكهنات والإشاعات إلى أن أكّده الشرع نفسه، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.
من ناحية أخرى؛ نجح الشرع في إدخال الفرحة إلى قلوب السوريين مرتين، الأولى بعد إزاحته نظام الأسد، الذي بقيَّ جاثمًا على صدور السوريين 54 عامًا، والثانية بعد إعلان الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
من الرياض عن عزمه رفع العقوبات عن سورية، التي مثّلت عاملاً أساسيًا في تعقيد الأزمة السورية، إذ ساهمت في تدهور الوضع المعيشي والخدمي، وفاقمت من معاناة المدنيين، لذلك فإن الفرح السوري برفع العقوبات محقٌّ. رغم ذلك لا بدّ من تناول أهمّية هذه الخطوة، والثمن السياسي المحتمل، الذي قد تدفعه سورية، إضافةً إلى التداعيات المحتملة على الشعب.
تحاول التصريحات دائمًا إيضاح حسن النية، والسعي الدؤوب إلى السلام مع الاحتلال الصهيوني، من دون أن نعرف إلى الآن الامتيازات التي سيحصل عليها الاحتلال من السلام مع سلطة دمشق
لا يخفى على أحدٍّ أهمّية رفع العقوبات عن سورية، التي أدت إلى انهيار قيمة الليرة السورية، وتدهور الإنتاج المحلي، وتقييد حركة الاستيراد والتصدير، لذا قد يفتح رفعها المجال أمام تدفق الاستثمار، وتحسين البنية التحتية، وتوفير السلع الأساسية، ما سينعكس مباشرةً على حياة المواطن السوري. كما سيمكن مؤسسات الدولة من استعادة بعض وظائفها الحيوية، خاصّةً في مجالات الطاقة، والمعاملات البنكية، ما يعزز من الاستقرار الداخلي ويمنع الانهيار الكامل.
إلّا أنّ سعي الشرع للحصول على الشرعية والمقبولية الدولية، والغربية تحديدًا، إضافةً إلى رفع العقوبات عن سورية محفوفٌ بالمخاطر والخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي قد تتكبدها سورية مقابل رفع العقوبات والمقبولية الغربية.
إن إعلان ترامب، الذي لم يدخل حيز التنفيذ بعد، لم يأتِ من فراغٍ، بل كان أحد المطالب الخليجية والتركية البسيطة، مقارنةً بما جمعه ترامب من أموالٍ في زيارته الخليجية الأخيرة (ما يقارب من الأربعة ترليونات دولار). ليس ذلك فحسب، إذ لم تكتفِ الولايات المتّحدة بالاستثمارات الخليجية الضخمة، بل سعت إلى تحقيق مكاسب من سورية بعد رفع العقوبات، كما بدا واضحًا من خلال دعوة الشرع، بعد اللقاء الذي جمعه مع ترامب في الرياض، الشركات الأميركية إلى الاستثمار في النفط والغاز السوري.
ملحق فلسطين
التحديثات الحية
حماس أمام القضاء البريطاني.. معركة نزع تصنيف الإرهاب
كذلك؛ وفي مقابل حصول الشرع على دعوةٍ لزيارة باريس ولقاء ماكرون، وقعت الحكومة السورية عقد تشغيل ميناء اللاذقية لمدّة ثلاثين عامًا مع شركةٍ فرنسية.
في أوضاع ما بعد الحروب، خصوصًا عندما تكون الدولة منهكةً اقتصاديًا، ومحرومةً من التمويل الدولي، قد تلجأ الحكومات إلى بيع أو تأجير أصول الدولة الاستراتيجية مثل الموانئ والمطارات، وحقول النفط والغاز، وشركات القطاع العام وسيلةً لجذب الاستثمارات، أو الحصول على سيولةٍ عاجلةٍ، وعلى الرغم من أنّ هذا المسار قد يبدو حلاً سريعًا، إلّا أنّه محفوفٌ بمخاطر كبيرة تمس السيادة الوطنية والاقتصاد على المدى الطويل.
قد يوفر بيع أو تأجير حقول النفط أو الفوسفات أو المرافئ أموالًا عاجلةً، لكنه يحرم الدولة من أرباحٍ ضخمةٍ محتملةٍ في المستقبل، كان من الممكن أنّ تساهم في إعادة الإعمار، وتحقيق التنمية المستدامة.
إنّ العقود الدائمة، أو طويلة الأمد (30–99 سنة)، وخصوصًا في حالة الدول الفاشلة، تمنح الشركات الأجنبية شروطًا تفضيلية مثل الإعفاءات الضريبية، أو نسب أرباح غير عادلةٍ، أو متوازنة، كما تتيح لها سلطة غير مباشرةٍ على حركة التجارة والسيادة البحرية، والسيادة على الثروات الوطنية، ما قد يُستخدم ورقة ضغطٍ في السياسات الإقليمية أو الدولية. ويسهم في إفقار الشعب مستقبلًا، كونها تحقق انتعاشة معيشية مؤقتة. والأمثلة التي سبقت سورية كثيرةٌ، يكفي إلقاء نظرة على العراق بعد عام 2003.
كانت الزيارة الستارة التي اختبأ خلفها وفد النظام السوري الجديد، حاجبةً زيارته تل أبيب، والتي استمرت أيّامًا عدّة
كما أنّ الأمر لا ينحصر في المخاطر الاقتصادية، وتبعاتها السيادية، بل يتعداه إلى مطالب سياسية مباشرة، منها تخلي سورية عن أيّة مطامح مستقبلية لتكون لاعبًا إقليميًا في المنطقة، والدخول ب
اتّفاقيات أبراهام
التطبيعية مع الاحتلال الصهيوني، الذي وسع من مساحة الأراضي التي يحتلها، ويستمر بعمليات القصف الجوي، الذي لا ينحصر في الجنوب السوري، بل يمتد إلى كامل الجغرافية السورية، من دون أيّ ردٍ من السلطة في دمشق، سوى تنديدٍ خجولٍ لا يوحي بأنّ الشهداء سوريين، والاعتداءات تتم على الأراضي السورية.
لا بل تحاول التصريحات دائمًا إيضاح حسن النية، والسعي الدؤوب إلى السلام مع الاحتلال الصهيوني، من دون أن نعرف إلى الآن الامتيازات التي سيحصل عليها الاحتلال من السلام مع سلطة دمشق، اقتصاديا وعلى مستوى مساحة الأراضي، والقرار السيادي.
مما سبق نلحظ أن سلطة دمشق تفهم قرار مجلس الأمن 242 (الأرض مقابل السلام) مقلوبًا (أي السلام مقابل الأرض)، وتنقلب على السياسة السورية الشعبية والرسمية، رفض التطبيع وتجريمه، المتبعة منذ الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، لذلك ارتبطت شرعية كلّ الأنظمة المتلاحقة على حكم سورية، ولو جزئيًا، بهذه السياسة. التراجع عن هذا الخط يعني تفكيك جزءٍ من الهوية السياسية السورية، التي تأسست عليها، وإحداث شرخٍ بين الدولة والمجتمع السوري، الذي لا يزال ينظر إلى إسرائيل على اعتبارها عدوًا محتلًا ليس لفلسطين فقط، إنّما ل
لجولان
كذلك، وهو جزءٌ لا يتجزأ من الأراضي السورية، وفقًا للقانون الدولي، ولقرارات الأمم المتّحدة، وفي مقدمتها القرار 497 لعام 1981، الذي يرفض ضم إسرائيل للجولان.
تقارير عربية
التحديثات الحية
مداهمات في درعا.. وقوات الاحتلال الإسرائيلي تروع سكان القنيطرة
إنّ القبول بتطبيع العلاقات مع تل أبيب؛ في ظلّ استمرار الاحتلال، يعني عمليًا التخلي عن الحقوق القانونية والسياسية لسورية في هذه الأراضي، ويمنح إسرائيل ورقة نصرٍ سياسيٍ غير مستحقٍ. عمليًا؛ تمثّل أيّة خطوةٍ تطبيعيةٍ من دون استرجاع الجولان اعترافًا ضمنيًا بسيادة
إسرائيل
عليها، وهو ما يعتبر تنازلاً صريحًا عن جزءٍ من الأراضي السورية، وينسف مفهوم السيادة الوطنية من أساسه.
لا يقف التطبيع عند العلاقات الدبلوماسية فقط، بل يمتد إلى التعاون الاقتصادي، التكنولوجي، والأمني، ما يفتح الباب أمام اختراقٍ إسرائيليٍ للمؤسسات السيادية السورية، بدءًا من القطاع الاقتصادي، ووصولاً إلى المعلومات الاستخباراتية الحساسة، ما يهدد الأمن القومي، ويجعل من الدولة السورية رهينة النفوذ الصهيوني.
يحمل الشعب السوري موقفًا قويًا ضدّ التطبيع، لأسبابٍ عديدةٍ، منها فقدان عائلاتٍ سوريةً كثيرةً أبناءها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وتهجير أبناء الجولان من مدنهم وقراهم. لذلك يبدو أن المضي في التطبيع من دون توافقٍ شعبيٍ وطنيٍ سيؤدي إلى أزمةٍ شرعيةٍ داخليةٍ، كما سيعزز مناخ الاحتقان والانقسام السياسي.
إلّا أنّ سعي الشرع للحصول على الشرعية والمقبولية الدولية، والغربية تحديدًا، إضافةً إلى رفع العقوبات عن سورية محفوفٌ بالمخاطر والخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؛ في ظلّ استمرار احتلال الجولان، لا يمثّل خيانةً لدماء الشهداء وتضحيات السوريين والفلسطينيين فقط، بل يُعدّ مساسًا جوهريًا بسيادة الدولة السورية، وتفريطًا خطيرًا بأمنها واستقلالها وهويتها الوطنية. لا يمكن لأيّ نظامٍ أنّ يزعم الحفاظ على السيادة، وهو يفتح الباب للعدو التاريخي، ليكون شريكًا استراتيجيًا تحت أيّ ذريعةٍ.
تبدو هذه التنازلات؛ الاقتصادية والسياسية، كلّها وكأنها في سبيل القبول بدولةٍ إسلاميةٍ في سورية فقط، تفرض الشرائع الإسلامية على الشعب السوري، ولا تسمح بالجهاد إلّا ضدّ أبناء الشعب السوري، من دون أنّ تشكل أيّ تهديدٍ للاحتلال الصهيوني.
في سياق بلد مثل سورية، مدمّرٍ من حربٍ طويلةٍ، ويواجه حصارًا اقتصاديًا، فإن التسرع في بيع، أو تأجير أصول الدولة يشكّل خطرًا حقيقيًا على السيادة والعدالة الاقتصادية، كما أنّ إضعاف سورية سياسيًا لن يؤدي مستقبلًا إلى دولةٍ ذات اقتصادٍ قويٍ. ولا يخفى على أحدٍّ أنّ الحكومة السورية الحالية مؤقتةٌ، وهذا يعني أنها لا تملك شرعية إبرام اتّفاقياتٍ يترتب عليها التزاماتٌ طويلة الأمد، كما لا يحقّ لها التفريط بالأرض، والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني أو سواه.
قضايا
غزّة بين الرؤى الأميركية ومشاريع الربط الإقليمي
لا يكمن الحل في "التفريط" بأملاك الشعب، بل في بناء نموذجٍ استثماريٍ شفافٍ، يوازن بين الحاجة إلى الدعم الخارجي، وبين حماية الموارد الوطنية للأجيال القادمة، وفي بناء اقتصادٍ منتجٍ، والابتعاد عن الاقتصاد الريعي، وهذا لا يمكن أن يتم إلّا بمشاركة مختلف فئات الشعب السوري بالقرار السياسي والاقتصادي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عشرات المُدن اليمنيّة تشهد مظاهرات مناصرة لغزة
عشرات المُدن اليمنيّة تشهد مظاهرات مناصرة لغزة

القدس العربي

timeمنذ 4 ساعات

  • القدس العربي

عشرات المُدن اليمنيّة تشهد مظاهرات مناصرة لغزة

صنعاء ـ «القدس العربي»: شهدت عشرات المُدن اليمنيّة، في المناطق الواقعة في نطاق سيطرة حركة «أنصار الله»(الحوثيون)، ككل جمعة، مظاهرات مناصرة لقطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ عشرين شهراً. كما شهدت مدينتا مأرب (شمال شرق) وتعز (جنوب غرب) في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، وقفتين احتجاجيتين تنديدًا باستمرار حرب الإبادة الجماعية، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع العالم، منذ أكثر من 600 يوم. في مناطق سيطرة «أنصار الله»، امتلأ ميدان السبعين بصنعاء، ككل جمعة، بالمحتشدين، الذين يرفعون العلمين اليمني الفلسطيني، ويهتفون للمقاومة، مؤكدين الحق الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته ومشروع إقامة دولته على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف، وغيرها من الشعارات والهتافات، التي تؤكد استمرار الإسناد اليمني لغزة. وقالت وكالة الأنباء سبأ بنسختها التابعة للحركة: «شهدت العاصمة صنعاء أمس، مسيرة مليونية في يوم النفير والوفاء لرسول الله ونصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار «لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان». وكذلك احتشد المتظاهرون في ساحات المدن الرئيسية في محافظات الحُديدة، صعدة، عمران، حجة، ريمة، المحويت، ذمار، البيضاء، إب، تعز، مأرب، الضالع، والجوف وغيرها من المحافظات الواقعة كلها أو بعضها في مناطق سيطرة «أنصار الله» وفق وكالة الأنباء سبأ بصنعاء. وأكد المحتشدون في بيان المسيرات: «لن نكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة لنبينا ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة، بل نرد بالنفير والخروج المليوني». ودعا البيان «شعوب أمتنا للتحرك معنا بالمسيرات والتعبئة العامة والمقاطعة الاقتصادية للأعداء وبكل الوسائل الممكنة». وأكد أن «غزة تقاوم أعتى امبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب وصهاينة العالم ولم تستسلم». وأردف البيان: «نقول للعدو الصهيوني، إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع عن موقفنا المساند لغزة». وتابع: «نقول للعدو الصهيوني، إن عدوانك على مرافقنا الخدمية المدنية والاقتصادية إنما يرسخ قناعتنا بأنك أقذر وأحقر عدو». أما في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، فشهدت مدينتا تعز ومأرب وقفتين احتجاجيتين تضامنًا مع مظلومية الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال موقع «الصحوة» إن «المشاركين في الوقفتين رفعوا شعارات ولافتات تعبر عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، مستنكرين الصمت الدولي إزاء الجرائم المتواصلة بحق المدنيين، والتي تتنوع بين القتل المباشر والحصار الخانق وحرمان السكان من الغذاء والدواء والماء». وردد المحتجون، حسب المصدر عينه، «هتافات تطالب المجتمع الدولي وأحرار العالم بالتدخل العاجل لوقف المجازر، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت الجماعي في غزة». وكانت حركة «أنصار الله» (الحوثيون) أعلنت، في وقت متأخر من مساء الخميس، «عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفتْ مطارَ اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطار «بن غوريون» في منطقةِ «يافا» المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي». وأوضح المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع، في بيان، «أن العملية حققت هدفَها بنجاحٍ وأجبرت ملايينَ الصهاينةِ المحتلين على الهروبِ إلى الملاجئِ ووقفِ حركةِ الملاحةِ في المطارِ»، مشيرًا إلى «أن العملية تأتي انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورفضاً لجريمةِ الإبادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة». وجدد سريع تأكيد قواتهم «لكافةِ أبناءِ اليمن أنها مستمرةٌ في تأديةِ واجبِها الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الأشقاء في فلسطينَ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنهم». وتشن حركة «أنصار الله» هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك «تضامنًا مع غزة» الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ عشرين شهرًا. وردًا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل عدة هجمات جوية على منشآت حيوية وبُنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحركة في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة. وأعلنت «أنصار الله» في الرابع من مايو فرض حظر جوي على إسرائيل، فيما أعلنت في 20 من الشهر عينه فرض حصار بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي. وفي الرابع من مايو استطاع صاروخ فرط صوتي لـ«أنصار الله» الوصول إلى محيط مطار بن غوريون مخترقًا منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية.

للإسرائيليين: جنودنا 'الأكثر إجرامية في العالم'.. 'الرايخ الصهيوني' يبيد غزة
للإسرائيليين: جنودنا 'الأكثر إجرامية في العالم'.. 'الرايخ الصهيوني' يبيد غزة

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

للإسرائيليين: جنودنا 'الأكثر إجرامية في العالم'.. 'الرايخ الصهيوني' يبيد غزة

حتى لو كان هذا ليس الهدف من أقواله عن قتل الأطفال في غزة، فإن يئير غولان أطلق رصاصة البداية لعملية ستستمر سنوات بعد انتهاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل. تم الرد على أقواله غير اللطيفة في هجمات إجرامية من جانب قادة الإبادة الجماعية، من نتنياهو وحتى سموتريتش، ومن يقفون خلفهم: بني غانتس، افيغدور ليبرمان ويئير لبيد، بسبب كلمة 'هواية'. ولكن هذا ليس الأساس. المهم هو مواجهة جرائم الحرب التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، الذراع التنفيذي لسياسة الإبادة التي تمليها الحكومة. جيش الشعب، أبناؤنا وبناتنا، ينفذون جرائم حرب وإبادة جماعية. ولكن هذا موضوع المجتمع الإسرائيلي غير قادر على لمسه. في تحقيق ينيف كوفوفيتش ('هآرتس'، 18/12/2024) تحدث جنود عما حدث في محور نتساريم بعد أن أعلنه الجيش الإسرائيلي منطقة محظورة أثناء تقسيم القطاع إلى قسمين: كل من اجتاز الخط الوهمي تم إطلاق النار عليه وقتله، هكذا حدث أيضاً مع الذين ضلوا طريقهم ولم يكونوا مسلحين، أو لأنهم ركبوا دراجات. لا توجد قوانين في مناطق الإبادة، وكل جسم يتحرك هدف. هذه شهادات قاسية بدون شك، لكن الشهادات الأقسى لا تنشرها الصحف الإسرائيلية، ولا حتى في 'هآرتس'. طبيبان متطوعان تحدثا مع موقع 'بوليتيكو' في 19/7/2024 عن الواقع في مستشفى في خان يونس، قالا: 'مررنا على صفوف من الأطفال قبل سن البلوغ، الذين أطلق جنود إسرائيليون النار على رؤوسهم، وكانوا يموتون ببطء. وعلى الفور، وصل أطفال جدد بعدهم، وقد أطلقت النار على رؤوسهم. قالت عائلاتهم إن الأطفال كانوا يلعبون في البيت أو في الشارع عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم'. طبيب كندي عمل في مستشفى في رفح، وصف صورة مشابهة لصحيفة 'لوس أنجليس تايمز' في 16/2/2024: 'سألت ممرضة عن الخلفية، فقالت لي إن الأطفال تم إحضارهم قبل بضع ساعات. كانوا مصابين في رؤوسهم بنار قناص، كانوا أبناء 7 – 8 سنوات… وشاهدت أطفالاً أصغر منهم مصابين بنار قناص في الرأس والصدر. لم يكونوا مقاتلين، بل أطفال صغار'. كل هذا نقطة في بحر. متى سيكون المجتمع قادراً على النظر مباشرة إلى هذه الفظائع التي تنفذ دون إلقاء المسؤولية على متخذي القرارات أصحاب أجندة الإبادة، أو مجموعات صغيرة تؤمن بأن إبادة سكان غزة كله أمر مشروع ومبرر؟ متى سيكون قادراً على مواجهة الماضي، والاعتراف بالخطأ الفظيع والبدء في عملية التوبة، والعلاج، وإعادة البناء؟ إذا نظرنا إلى تاريخ ألمانيا، فهذا قد يستغرق سنوات كثيرة. عقب توجيهات المستوى السياسي، تصدر القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي أوامر لها تداعيات إجرامية، ومئات آلاف الجنود الذين ينفذونها لم يعد بالإمكان اعتبارهم أبرياء. الجميع شركاء في جريمة الإبادة الجماعية. المؤرخ عومر بار طوف، أثبت في بحثه المهم عن الرايخ (جيش هتلر، دبير، 998) بأنه في مراحل تجنيد جنود الرايخ تم تشكيلهم من قبل منظومة تعليمية – دعائية، عرضت أسطورة الشيطان اليهودي – البلشفي، كتهديد لوجود الشعب الألماني. عند غزو الاتحاد السوفييتي، تسربت هذه الأيديولوجيا إلى الأوامر الحربية. اعتبرت الحرب مهمة تدمير، وليس مواجهة عسكرية عادية. إن ظروف جبهة بربرية وخسائر كبيرة وثقافة نهب الممتلكات، عززت نزع الإنسانية المطلق لليهود والسلافيين. الجنود اعتبروا العنف والقتل الجماعي أموراً مشروعة، وحتى إنها مطلوبة. استنتج بار طوف أن إدراك المشروع الأيديولوجي العنصري النازي يشرح التماهي الدائم للجندي الألماني مع أهداف الحرب للقيادة السياسية حتى انهيار ألمانيا. لا يوجد في الجيش الإسرائيلي منظومة تلقين سياسية وأيديولوجية تشبه المنظومة التي كانت في الجيش الألماني. ولكن عدداً غير قليل من الجنود في الوحدات الميدانية يستمعون لقيادة دينية قومية متطرفة، بالأساس الحاخامات المتطرفين، الذين منذ سنوات قبل الحرب الحالية يعتبرون الحرب مع العدو الفلسطيني حرباً أيديولوجية وليس مواجهة عسكرية معقدة. مثلما تحول اليهودي من ناحية الرايخ من إنسان إلى يهودي بلشفي، هكذا تحول الفلسطيني في إسرائيل من إنسان إلى مخرب – نازي. هذه البلاغة مبنية على مصطلحات دينية تقتضي من الجنود التعامل مع الحرب كحرب مقدسة، وتبرر نزع الإنسانية وإبادة الفلسطينيين. على سبيل المثال، في عملية 'الرصاص المصبوب' (2009) نشر أن الحاخام العسكري الرئيس في حينه افيحاي روندسكي، قال: 'ملعون من يشفق على العدو في الحرب'. وفي عملية 'الجرف الصامد' (تموز 2014)، نشر قائد لواء جفعاتي، العقيد عوفر فنتر، على مرؤوسيه صفحة أوامر للقائد كتب فيها: 'التاريخ اختارنا لنكون رأس الحربة لمحاربة العدو الإرهابي الغزي، الذي يدنس ويلوث ويلعن إله معارك إسرائيل'. في الحرب الحالية، عقب الصدمة من مذبحة 7 أكتوبر، نضج نزع الإنسانية المطلق عن الفلسطينيين وترجم إلى إبادة جماعية. العميد يهودا فاخ، قال في كانون الثاني 2024 بأنه لا أبرياء في غزة. ونشرت القناة 14 أن قائد دورية غولاني، قال لجنوده في نيسان 2025: 'كل من تلتقون به عدو. إذا لاحظتم أي جسم فعليكم استخدام السلاح ومواصلة السير. لا التباس في هذا الموضوع'. الجنرال احتياط غيورا ايلاند دعا أكثر من مرة إلى تجويع سكان القطاع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية. تراكم هذه الأقوال من قبل رجال عسكريين يشير إلى عملية أيديولوجية. قادة في الجيش يصورون الحرب كحرب إبادة، ويشرعنون خطوات متطرفة إلى درجة إطلاق دعوات للإبادة أو الطرد الجماعي. عودة إلى ألمانيا. كيف أثر المعرض حول جرائم الرايخ على الرأي العام في ألمانيا؟ الاستطلاعات التي أجريت من 1994 وحتى 2002 تعكس تغيراً دراماتيكياً: من 48 في المئة الذين صدقوا بأن الرايخ عمل باحترام طوال الوقت وحافظ على أخلاق القتال أثناء الحرب، انخفضت نسبتهم إلى 27 في المئة فقط. برامج تعليمية في المدارس تم تعديلها، ووزارة الدفاع في الجمهورية الفيدرالية دمجت نماذج جديدة لتدريب الجنود، وركزت على المسؤولية الأخلاقية للشخص أثناء الحرب. في 2005 أصدر البوندستاغ تقريراً خاصاً عن ثقافة ذكرى وتعليمات التاريخ، أشير فيه إلى المعرض كمسرع مركزي لتغيير هذا الفكر. الرئيس الألماني رومان هرتسوغ، قال في خطاب ألقاه في 1997 بأن 'الشجاعة في النظر مباشرة إلى جرائم جيشنا لا تضعف الوطنية بل تعززها'. هذا نقوله لنلفت انتباه الرئيس إسحق هرتسوغ. تأثير المعرض على الذاكرة الجماعية الألمانية للإبادة الجماعية النازية كان واسع النطاق وبعيد المدى. فقد غير نقطة الثقل في الذاكرة الجماعية: من خطاب 'نحن أيضاً عانينا'، الذي ركز على تدمير المدن في ألمانيا، وعشرات آلاف الضحايا المدنيين الذين قتلوا وتم إحراقهم وهم على قيد الحياة في هامبورغ (1943) وفي درزدين (1945)، وجرائم الحرب التي ارتكبها جنود الجيش الأحمر في ألمانيا – الاغتصاب الجماعي للنساء ونهب الممتلكات وقتل المدنيين – إلى موقف جديد موجهة نحو مسؤولية الضحايا. المعرض أعاد الإبادة الجماعية إلى مركز الرواية التاريخية التعليمية في ألمانيا وساهم في تبلور ثقافة ذاكرة نقدية تعتبر مواجهة المسؤولية الجماعية والماضي شرطاً مسبقاً للمواطنة الديمقراطية. عندما تنجح إسرائيل في فهم العلاقة بين مذبحة 7 أكتوبر والإبادة الجماعية التي تنفذها الآن في غزة، ستبدأ عملية التوبة. دانيال بالتمان هآرتس 30/5/2025

الشرع يستقبل وفداً من السويداء.. تأكيد على الشراكة
الشرع يستقبل وفداً من السويداء.. تأكيد على الشراكة

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

الشرع يستقبل وفداً من السويداء.. تأكيد على الشراكة

استقبل الرئيس السوري، أحمد الشرع ، في العاصمة دمشق، اليوم الخميس، وفداً من محافظة السويداء، ضم ممثلين عن هيئات مدنية واجتماعية، ونقل "هواجس ومخاوف أهالي المحافظة بعد أحداث الساحل وجرمانا وأشرفية صحنايا الأخيرة"، وناقش "سبل تعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي في المحافظة، واستطلع رؤية الحكومة الانتقالية لمستقبل المحافظة في المرحلة الراهنة". وعبّر الوفد عن قلق المجتمع المحلي من التدهور الأمني، وانتشار "الحالة الفصائلية المنفلتة في سورية"، وغياب الآليات الفعالة لضبط الأمن. وأكد الرئيس السوري في رده أنه "يعتبر أهالي السويداء شركاء في الوطن"، مشيداً بدورهم التاريخي في الثورة السورية الكبرى والثورة على نظام بشار الأسد، حيث ذكر، بحسب أحد أعضاء الوفد، أنه لا ينسى أن "ثوار السويداء كانوا أول الواصلين إلى دمشق يوم إسقاط نظام الأسد"، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وكشف المصدر لـ"العربي الجديد" عن أن الرئيس السوري أشار إلى أن السويداء "ستكون بمعزل عن أي استثمار" في ظل الأوضاع الراهنة، موضحاً أن الحكومة وقعت اتفاقية استثمار مع الولايات المتحدة بقيمة 7 مليارات دولار، لكن المستثمرين رفضوا ضخ أموالهم في السويداء بسبب عدم استقرارها الأمني. وقد ربط الشرع جذب الاستثمارات بـ"إلغاء الحالة الفصائلية وتفعيل الأجهزة الشرطية" في المحافظة. وحذر الشرع من أن استمرار الوضع الأمني الهش سيعوق تنمية المحافظة، داعياً إلى توحيد الفصائل من أبناء المحافظة تحت كنف الدولة. وبحسب أحد المشاركين في الزيارة، فإن تفاؤلاً حذراً ساد بين أوساط الوفد، فيما شكك بعض الناشطين في قدرة الحكومة على معالجة التعقيدات الأمنية في المحافظة . وتزامنت الزيارة مع تحولات دولية كبيرة تجاه سورية، منها إعلان الولايات المتحدة البدء برفع العقوبات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتوقيع اتفاقيات استثمارية كبرى، وتصريحات داعمة من دول أوروبية مثل اليونان والدنمارك التي أعلنت استعدادها للمساهمة في إعادة الإعمار. وتعكس زيارة وفد السويداء إلى دمشق المساعي لدمج المحافظة في الخريطة السياسية والاقتصادية الجديدة لسورية. ومع ذلك، تبقى الحلول العملية للأزمات الأمنية والاقتصادية هي المحك الحقيقي لنجاح تلك الجهود. كما أن قدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين متطلبات المستثمرين الدوليين وحماية حقوق المجتمعات المحلية ستشكل اختباراً حاسماً لشرعيتها في المرحلة الانتقالية. تقارير عربية التحديثات الحية شائعات وتوترات في السويداء وأشرفية صحنايا وبعد ظهر الخميس، توجهت وفود شعبية من أهالي السويداء إلى بلدة قنوات للقاء الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري الصورة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، تولى منصبه الديني بعد وفاة أخيه أحمد الهجري عام 2012. ومع خلاف حول تولي زعامة الجماعة وإدارة جبل العرب، انقسمت الهيئة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز بين ثلاث عائلات؛ الهجري في دار قنوات، والحناوي في سهوة بلاطة، وجربوع في مقرّ "عين الزمان". ، الذي تحدث إلى الجموع وشدد على الوحدة الوطنية، وعلى المبادئ التي انتفض لأجلها الشعب السوري، والتي تتلخص في "وحدة سورية أرضاً وشعباً، والتعددية السياسية في دولة مواطنة مدنية يضمن العدالة فيها القانون". وتحدث الهجري عن ضرورة تطبيق سياسة اللامركزية في الحكم، وطالب أهالي السويداء والفصائل المسلحة بـ"اليقظة والحيطة مما يحاك للمجتمع المحلي بمكوناته كافة من مشاريع تدعو للفتن والاقتتال". كما أكد "ضرورة تفعيل الضابطة العدلية، وأخذ دورها في حماية القانون والناس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store