
عندما تتحول 'التسريبات' إلى عبث إعلامي!
#سواليف
عندما تتحول ' #التسريبات ' إلى #عبث_إعلامي!
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
يا لهذا الزمان الذي صار فيه الإعلام وسيلة للتكهن والتنجيم، لا لنقل الحقيقة وتحري الموضوعية! فقد قرأنا مؤخراً خبراً غريب الأطوار، مشوش التفاصيل، مثقل بالتناقضات والتأويلات والتسريبات ،مجهولة المصدر ، ليظهر بان هناك من يسعى لخلط الاوراق ،والايحاء بأن مؤسسات الدولة تدار بالارتجال والمجاملات ، لا وفق المؤسسات والقانون ، حتى ليخيل للقارئ أنه يطالع سيناريو خيال سياسي لا يمتّ للواقع بصلة.
يتحدث الخبر عن 'توافق' على التجديد لبعض رؤساء الجامعات، وتغيير ثلاثة منهم على الأكثر، وكأن مصير مؤسسات التعليم العالي يُدار خلف الأبواب المغلقة أو في صالونات المجاملات، وليس وفق تقييم علمي، وقرارات مؤسسية. ثم فجأة، يطل علينا التناقض الأول: 'مجلس التعليم العالي أقر نموذج التقييم'، لكن الغريب في الأمر أن البيانات المعتمدة في التقييم – بحسب الخبر ذاته – لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رؤساء الجامعات أنفسهم! بالله عليكم، هل أصبح التقييم عملية يقوم بها المسؤول عن تقييم نفسه؟ أي منطق هذا؟ وهل يعقل أن يصبح الخصم والحكم هو الشخص ذاته؟!
وماذا عن مجالس الأمناء، التي حدد لها القانون دوراً جوهرياً في تقييم رؤساء الجامعات؟ هل جرى اختزالها إلى ديكور شكلي يُرفع في المناسبات ويُطوى عند الجد؟ أم أنها باتت مجرد أسماء تُذيل بها القرارات دون أن يكون لها رأي أو سلطة فعلية؟ وكذلك الحال بخصوص دور مجلس التعليم العالي الذي يضم خيرة عقول الدولة الاردنية . هذا الاستهتار بهذه المجالس لا يُمكن المرور عليه مرور الكرام، فهو يضرب في صميم القانون والمؤسسات وهيبة الدولة.
ثم نأتي إلى التناقض الأعجب: 'التقييم مضيعة للوقت ويسبب البلبلة'! من أين جاء هذا الاستنتاج العجيب ؟ هل استقى معلوماته من فنجان قهوة ام من مسح علمي؟ من لجنة مختصة؟ من تقرير رقابي؟ لا شيء من هذا. مجرد رأي عابر، قُدِّم وكأنه حقيقة مطلقة. بالله عليكم، هل نعيش في دولة مؤسسات أم في سوق للتكهنات والتخمينات؟ التقييم المؤسسي ليس ترفاً، بل ضرورة حتمية لتصويب المسار ومحاسبة المقصّرين، فهل باتت المحاسبة اليوم 'بلبلة' بنظر البعض؟
أما الطامة الكبرى، فتأتي في الفقرة التي تتحدث عن أن 'الملف الآن بيد رئيس الوزراء وهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة'، وكأن المؤسسات الأخرى قد أُزيحت جانباً، أو أن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي لا علاقة له برئيس الوزراء! هل المطلع هو رئيس الحكومة أم جهات 'مجهولة' لا نعلم عنها؟ وهل أصبحت الدولة تدار عبر نوافذ خلفية لا نعلم من يفتحها ولا لمن تُفتح؟ هذا تضليل لا يسيء فقط للحكومة، بل يهز ثقة المواطنين في مؤسساتهم.
ولم يكن من الكفاية زرع الشكوك حول آلية التقييم، حتى طُعّمت القصة بشائعة تعديل وزاري مزعومة، يُساق فيها اسم معالي الدكتور عزمي محافظة، وكأن أداءه المُشرف في إدارة ملفي التربية والتعليم العالي قد أزعج البعض ممن لا تعجبهم الكفاءات. فالرجل يحظى بثقة القيادة والشعب، ويقود باقتدار اكبر الوزرات في البلاد ، ويعمل بجد وهدوء، فلماذا هذا التوقيت في إطلاق الشائعات؟ وهل أصبح النجاح مبرراً للاستهداف؟
شائعة التعديل الوزاري الذي حاول ناشر الخبر ربطها بطريقة مفضوحة باداء وزير التربية والتعليم والتعليم العالي هي محاولة مكشوفة لتشويه صورته وارباك المشهد ، رغم ان اداء الوزير يشهد له القاصي والداني واي محاوله لتشويه هذه الصورة ليست سوى اضغاث احلام ، او ربما لا نعرف 'لعل دولة جعفر حسان أسر لناشر الخبر بهذه المعلومة حصريا '.
والمفارقة الأخيرة التي أضحكت الحليم، هي الحديث عن إمكانية دخول بعض رؤساء الجامعات إلى التعديل الوزاري، وكأن إخفاقهم في إدارة جامعاتهم هو تذكرة عبور إلى المناصب الوزارية! بالله عليكم، هل هذا منطق إدارة دولة، أم مكافآت على الأداء المتواضع؟ وهل أصبح الفشل في الإدارة سبباً للترقية لا للمساءلة؟
ايها السادة ،لا بد أن نُطلق صرخة حقيقية في وجه هذا العبث الإعلامي الذي لا يسيء فقط للمعلومة، بل يعبث بعقول الناس ويُضعف ثقتهم في مؤسسات الدولة. الإعلام مسؤولية، لا سوق للمزادات، ولا منبر لتصفية الحسابات أو بث الإشاعات. أما أن يتحول إلى منبر لترويج القصص المفبركة، ونقل تسريبات 'ليلية' مشكوك في صحتها، فتلك جريمة أخلاقية ومهنية بحق الإعلام ذاته.
في النهاية ، عندما يصبح الاعلام وسيلة لنشر الشائعات وتغذية الفوضى ، بدل ان يكون منبرا للحقيقة والمهنية، فان ذلك يشكل اساءة جسيمة ليس فقط للرسالة الاعلامية بل لمؤسسات الدولة وللثقة فيها، فاننا نتسائل من المستفيد من هذا الضجيج الاعلامي واين ميثاق الشرف الصحفي من كل هذا العبث ؟
كفى عبثا واحترموا عقول الناس .
كفى تضليلاً… فالدولة تُدار بالمؤسسات، لا بالتكهنات.
وفي الختام، نقف أمام هذا العبث الإعلامي المؤسف الذي يعبث بعقول الناس ويُشكك في مؤسساتنا الوطنية، لنؤكد أن الأردن سيبقى، بإذن الله، عصيًّا على محاولات التشويه والتشكيك، حصنًا منيعًا بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبمؤسساته التي تُدار بالقانون والعقل لا بالظنون والتسريبات. إننا ندعو الله أن يحفظ الأردن وقيادته، وجامعاته الوطنية، من عبث العابثين، ومن الأجندات الخفية والمصالح الضيقة، وأن يبقى وطننا شامخًا، ومؤسساته منارات علم وحق وخدمة للبلاد والعباد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
إسرائيل تعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن
#سواليف كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن #خطة ضخمة أعدتها #الحكومة_الإسرائيلية لتأمين #الحدود المشتركة مع كل من #مصر و #الأردن. وتمت الموافقة على 'خطة حدودية' لتعزيز الحدود الشرقية في المراكز التعليمية والمزارع والمدارس الإعدادية، وذلك في سياق أحد الدروس الرئيسية من أحداث 7 أكتوبر في #غزة. وقال موقع 'مكور ريشون' الإخباري الإسرئيلي في تقرير له، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر ' #الكابنيت ' خصص على الفور ميزانية قدرها 80 مليون شيكل لتنفيذ 'خطة الحدود'. وتهدف الخطة إلى تعزيز الحدود الشرقية لإسرائيل من خلال مراكز تعليمية قدمتها وزارة الاستيطان وستقودها في وقت مبكر من عام 2025. وبناء على ذلك، ستعمل الوزارة خلال السنوات القليلة المقبلة على تعزيز نشر بناء المستوطنات على الحدود مع مصر والأدرن وزيادة المدارس الدينية الثانوية، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مزارع زراعية إضافية وزيادة كثافة المستوطنات القائمة. وفي إطار اعتماد الخطة، تقرر إنشاء فريق وزاري برئاسة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وفريق مهني مشترك بين الوزارات برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط) أمير برام، والذي سيقوم بصياغة مبادئ لخطة خمسية لتنفيذ 'خطة الحدود'. ووفق الموقع العبري فأن هذه الخطة ستعمل على تعزيز المستوطنات والحيز المدني الأمني على طول الحدود الشرقية لإسرائيل – من الحدود الأردنية في الشمال إلى الحدود المصرية في الجنوب. وتمت صياغة الخطة بمبادرة من وزارة الاستيطان بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة المالية والوزارات الحكومية الأخرى، كما تم تحديد مبادئ الخطة في ظل حقيقة أن الحدود الشرقية لإسرائيل، أطول حدود البلاد، تعاني من تناثر المستوطنات وغياب الوجود المدني الكبير، مما يضعف القدرة على التحذير، ويزيد من فرص التهريب والنشاط الإجرامي، ويشكل تحديا أمنيا حقيقيا. وترى الحكومة الإسرائيلية وفق الموقع العبري أن الاستيطان ووجود مستوطنيين على طول الحدود عنصر أساسي في المفهوم الأمني الشامل.


سواليف احمد الزعبي
منذ 8 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
يائير غولان يتهم إسرائيل بقتل الأطفال كهواية
#سواليف أثار رئيس حزب 'الديمقراطيين الإسرائيليين'، #يائير_غولان، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، بعد تصريحات حادة وجّه فيها اتهامات لحكومة بلاده بممارسات 'غير إنسانية' في قطاع #غزة، محذرًا من تداعيات ذلك على مكانة إسرائيل الدولية. وقال غولان في مقابلة إذاعية مع 'كان '، إن 'إسرائيل تسير نحو أن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب إفريقيا في السابق، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'. وأضاف: 'الدولة العاقلة لا تقاتل المدنيين، ولا تقتل #الأطفال كهواية، ولا تتبنى أهدافًا تقوم على ترحيل السكان'. ووصف غولان #حكومة_نتنياهو بأنها 'تفتقر إلى #الأخلاق والقدرة على إدارة الدولة في أوقات #الأزمات'، مشيرًا إلى أنها 'تضم شخصيات لا تمت بصلة لليهودية، وتتسم بالنزعة الانتقامية وتشكل خطرًا على وجود إسرائيل'، على حد تعبيره. تصريحات غولان قوبلت بإدانات شديدة من مسؤولين في الحكومة والمعارضة على حد سواء. وقال وزير الخارجية جدعون ساعر في منشور على منصة 'إكس' إن 'الافتراء الدموي الذي أطلقه يائير غولان على دولة إسرائيل وجيشها لا يُغتفر، وسيُستخدم كوقود لمعاداة السامية حول العالم، بينما تخوض إسرائيل معركة وجودية ضد تهديدات تسعى إلى إبادتها'. من جانبه، هاجم زعيم حزب 'إسرائيل بيتنا'، أفيغدور ليبرمان، تصريحات غولان، وكتب في 'إكس': 'أدين بشدة هذه التصريحات الكاذبة. جيش الدفاع الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم، والإساءة إليه تضر بأمن الدولة وتسيء لجنودنا'. وتأتي هذه التصريحات بعد موقف سابق لغولان في ديسمبر من العام الماضي، رفض فيه اتهامات لجيش الاحتلال بارتكاب 'تطهير عرقي' في غزة، قائلاً آنذاك إن 'الجيش يعمل وفقًا لمعايير أخلاقية وإنسانية وبما يتماشى مع القانون الدولي'، لكنه أشار إلى أن 'التصريحات غير المسؤولة لبعض الوزراء تضر بصورة إسرائيل أمام العالم'. كما أعرب غولان عن رفضه دعوات بعض أعضاء الحكومة لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه التصريحات باتت 'واقعية ومقلقة'، ودعا إلى الاستعداد لمواجهتها بحزم.


سواليف احمد الزعبي
منذ 8 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
مصادر تكشف مفاجأة بشأن تواصل إدارة ترامب مع قطر بخصوص الطائرة 'الهدية'
#سواليف كشفت مصادر لشبكة CNN، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب تواصلت مع #قطر أولا للاستفسار عن شراء #طائرة بوينغ 747 يمكن أن يستخدمها ترامب كطائرة رئاسية. وهذا يتناقض مع رواية ترامب بأن قطر تواصلت معه وعرضت عليه الطائرة كـ' #هدية '. وقالت المصادر إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تواصلت مع شركة #بوينغ بعد تولي ترامب منصبه في يناير، وأبلغت بأن الشركة لن تتمكن من تسليم الطائرات الجديدة المخصصة للرئاسة قبل مرور عامين آخرين على الأقل. ووفقا لما نقله مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة CNN، فإنه مع رغبة إدارة ترامب في الحصول على طائرة بديلة بشكل أسرع، بدأ سلاح الجو الأمريكي بالبحث عن خيارات بديلة، في وقت كلف فيه ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بإعداد قائمة بالطائرات المحتملة التي يمكن استخدامها. وبعد التواصل الأولي بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركة 'بوينغ'، زودت الشركة مسؤولي البنتاغون بقائمة من العملاء الدوليين الذين يمتلكون طائرات يمكن أن تستخدم مؤقتا، بحسب ما أكده ثلاثة من المصادر المطلعة على الأمر. وقال أحد المصادر إن قطر كانت من بين العملاء المدرجين، وإن #البنتاغون عرض شراء الطائرة، وأبدت قطر استعدادها لبيعها. وأضاف مصدر ثالث أن البنتاغون بدأ النقاش مع قطر بعد دعم البيت الأبيض للفكرة، وأن ويتكوف ساعد في تسهيل المحادثات الأولية، حسب ما نقله مسؤول في البيت الأبيض. وأشار المصدر نفسه إلى أن المناقشات بدأت باستكشاف خيار استئجار الطائرة وليس شرائها مباشرة. لكن ترامب قدم القصة للرأي العام بصورة مغايرة، حيث وصف الصفقة مرارا بأنها 'لفتة' من العائلة المالكة القطرية، وكتب على منصته 'تروث سوشيال' أن الطائرة 'هدية مجانية'. وقال إنها ستكون طائرة رئاسية بديلة مؤقتة، وسيتم تخصيصها لاحقا لمكتبته الرئاسية، نافيا أنه سيستخدمها للسفر. وفي فبراير، قام ترامب بجولة في الطائرة القطرية برفقة عدد من مساعديه، حين كانت متوقفة في مطار بالم بيتش بولاية فلوريدا، بالقرب من منتجع 'مار إيه لاغو' الذي يملكه ترامب. ووفقا لمصادر CNN، فقد أثنى ترامب على فخامة الطائرة أمام من كانوا حوله. ولا تزال الصفقة قيد المراجعة القانونية، إذ أفاد أربعة أشخاص مطلعين على النقاشات بأن المحامين من الجانبين يدرسون التفاصيل حتى اللحظة. وقال أحد المصادر إن 'الأمر لا يزال في أيدي الفرق القانونية منذ أول تواصل مع قطر، ولم يُتخذ أي قرار حتى الآن'. وتقدر تقارير إعلامية قيمة الطائرة بحوالي 400 مليون دولار، إلا أن مصدرين أشارا إلى أن قيمتها قد تراجعت. ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عملية النقل المحتملة بأنها 'تبرع لبلدنا'، مشيرة إلى أن العائلة المالكة القطرية 'عرضت التبرع بهذه الطائرة لسلاح الجو الأمريكي، وسيتم قبولها بما يتوافق مع جميع الالتزامات القانونية والأخلاقية'.