logo
حب يتخطى الحواجز: نساء يتحدين وصمة الإعاقة والتمييز

حب يتخطى الحواجز: نساء يتحدين وصمة الإعاقة والتمييز

الأيام٠٩-٠٣-٢٠٢٥

Getty Images
غالباً ما تسود في بعض المجتمعات، وخاصة الشرق أوسطية والآسيوية والإفريقية، تصورات ثقافية وصور نمطية تقليدية للسيدات اللواتي يعانين من إعاقات جسدية، تصفهن بأنهن غير جديرات بخوض علاقات عاطفية، كما لا يُنظر إليهن في كثير من الأحيان كزوجات محتملات، ما يقلل من فرصهن في المشاركة الاجتماعية ويزيد من عزلتهن في مجتمعاتهن.
تنبع هذه الوصمة من مفاهيم سائدة تربط بين قدرة المرأة البدنية وجاذبيتها وجدارتها في العلاقات العاطفية والحميمية.
ورغم التحديات والعقبات التي تواجهها هؤلاء النساء، أثبت كثيرات أن الجدارة لا تُقاس بالمظهر أو القدرة الجسدية، وأن الإيمان بالذات والمهارات التي يتعلمنها وإصرارهن على تحقيق الذات قادرة على كسر الصور النمطية وفتح آفاق جديدة.
قصص النساء اللواتي شاركن تجاربهن مع بي بي سي عربي، تكشف أن خبراتهن ليست مجرد دليل على قوة الشخصية، بل أيضا دعوة لإعادة النظر في المفاهيم الخطأ والاعتراف بأن قيمة الإنسان تتجاوز أي قيود جسدية أو شكلية.
"وصفني بالمعاقة وهو نفسه يمشي على عكازتين"
ياسمينة أسعد (39 عاماً) سيدة سورية متزوجة ولديها طفلان، تعيش في ألمانيا منذ 10 سنوات وتصف نفسها بأنها "إيجابية جداً".
وُلدت ياسمينة بخلع الورك الولادي (خلل التنسج الوركي) وباءت ثلاث عمليات جراحية أجريت لها في صغرها بالفشل، وبسبب ذلك، "أصبحت تمشي بخطى مائلة تُظهر عرجاً واضحاً في إحدى ساقيها" على حد تعبيرها.
وتقول ياسمينة: "منذ أن كنت طفلة، كانت العبارات التي تتردد على مسامعي تدور حول ما إذا كان سيقبل أحدهم بي كزوجة، وهل سأحظى ببناء أسرة أم سأصبح عبئاً وعالة على إخوتي، وعبارات من قبيل: يا ليتها كانت صبياً لكان الأمر أسهل، وما إلى هنالك من تعابير الشفقة".
لكن ياسمينة لم تستسلم لتلك النظرة المجتمعية السلبية، بل "قررت أن تثبت لنفسها وللآخرين أن الإعاقة الجسدية ليست عائقاً أمام تحقيق أحلامها، وأنه رغم التحديات النفسية والاجتماعية التي واجهتها منذ طفولتها، استطاعت إكمال دراستها في معهد المدرسين وحرصت على استقلاليتها وكسر الصورة النمطية".
تتابع ياسمينة حديثها قائلة: "لم أشعر يوما بأن لديّ مشكلة تعيقني عن تحقيق أحلامي. كنت أستغرب من نظرات الشفقة التي كنت أتلقاها من الأقارب بسبب عرج إحدى ساقيّ، رغم أنني كنت أؤدي جميع واجباتي، وأحيانا بكفاءة تفوق كثيرين ممن يتمتعون بصحة جسدية جيدة. لا أنسى قول إحدى النساء لوالدتي: ما فائدة دراستها وهي تعرج في مشيتها؟ فالناس يهتمون بجسم المرأة السليم قبل أي شيء".
"ورغم أن الطريق لم يكن سهلاً، تعلمتُ إتقان فن التجاهل، والتركيز على أهدافي، لأثبت لنفسي أولاً وللجميع ثانياً، أنه متى وُجدت الإرادة تلاشت المستحيلات."
وتقول: "عندما تقدم أحدهم لخطبتي عبر بعض الأقارب المشتركين، غير رأيه فوراً بمجرد أن رآني أعرج على إحدى ساقي".
وتقول ياسمينة باستغراب: "أخبرنا أقاربنا في اليوم التالي، أن الشاب تفاجأ بعرج ابنتكم قائلاً: لم أكن أعلم بأنها معاقة!".
"تفاجأتُ من سبب انسحابه بل ووصفي بالمعاقة وهو نفسه يعاني من شلل الأطفال ويعتمد على عكازتين في المشي".
"الجمال الحقيقي لا يُرى دائماً بالعين المجردة"
Getty Images
وجدت ياسمينة في ألمانيا بيئة أكثر تقبلاً وتفهماً لخصوصية الأشخاص من ذوي الإعاقة، ما عزز ثقتها بنفسها. وتقول: قبل خمس سنوات، تقدم أحدهم لخطبتي هناك، وكان سعيداً بارتباطنا، لكنه تراجع بعد بضعة أشهر امتثالاً لرغبة والدته، التي ما إن وصلت إلى ألمانيا حتى خيرته بيني وبينها، مبررة رفضها بأن زوجة مثلي ستكون عبئاً بدلاً من أن تكون سنداً. إضافة إلى ذلك، كانت والدته تبحث له عن زوجة تستطيع الاعتناء بها أيضاً، لأنها كانت تعاني من مشكلات صحية هي الأخرى".
وتقول أمل رضون، خبيرة العلاقات الأسرية وأستاذة علم الاجتماع لبي بي سي عربي، إن سبب معاناة النساء اللواتي لديهن مشكلة جسدية وخاصة في المجتمعات الشرقية، هو العادات والتقاليد والموروثات الخاطئة، كما أن مهمة الرعاية تقع على عاتق النساء فقط.
"تواجه النساء ذوات الإعاقات العديد من المفاهيم التقليدية الخاطئة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بقدرتهن على الحب والزواج. ويعود ذلك إلى التمييز والوصمة المجتمعية، إضافةً إلى الصورة النمطية التي تصنفهن كنساء غير قادرات على أداء الواجبات الزوجية أو العيش كشريكات مستقلات. كما يسود اعتقاد خاطئ بأنهن غير قادرات على الإنجاب، أو أنهن قد ينجبن أطفالا بإعاقات جسدية، ما يقلل فرصهن في الحب وتكوين أسرة."
وتقول ياسمينة إنه رغم العراقيل والتحديات المجتمعية، "تزوجت قبل ثلاث سنوات من شاب أحبني لصفاتي بالدرجة الأولى، لقوة إرادتي وتعاطفي مع محن الآخرين ومساعدتهم، رأى في وجودي بجانبه السند الحقيقي لبقية حياته".
وتضيف ياسمينة: "عندما سألته عمّا إذا كانت عائلته ستعترض إذا علمت بمشكلة ساقي، كان رده: آن الأوان ليدرك المجتمع أن الجمال الحقيقي لا يرى دائماً بالعين المجردة، وأن قلبي اختارك أنت لتكوني رفيقة حياتي وليست حياتهم، سأثبت لهم كم أنا محظوظ بك".
"اغتمني الفرص وشاركي تجاربك"
شاني داندا (37 عاماً) مؤلفة وناشطة ورائدة أعمال بريطانية في مجال حقوق ذوي الإعاقة، وكانت ضمن قائمة بي بي سي لأكثر 100 امرأة مؤثرة حول العالم لعام 2020. تم تشخيصها بمرض "تكون العظم الناقص" أو "العظم الزجاجي"(Osteogenesis Imperfecta) في عمر السنتين، ما أدى إلى كسر ساقيها 14 مرة مع بلوغها سن 16 عاماً.
تقول داندا لبي بي سي عربي: "غالباً ما يفترض الناس أنني لا أستطيع القيام بأمور معينة حتى قبل أن تتاح لي فرصة المحاولة. رأيت كيف يمكن للتوقعات المتدنية أن تعيق النساء ذوات الإعاقة، ليس لعدم قدرتهن بل لعدم حصولهن على الفرص المتساوية في كثير من الأحيان".
وتضيف: "لكن ذلك لم يوقفني، وبنيتُ مسيرتي في مجال الأعمال والإعلام لأنني كنت أعلم أن لدي ما أقدمه. تعلمتُ على مر السنين أنه إذا انتظرتَ الآخرين ليأخذوك على محمل الجد، فقد تنتظر طويلاً، لذلك أقول للمرأة ذات الإعاقة، استمري في التقدم واغتنمي الفرص عندما تأتيك وثقي بأنك كافية كما أنت، فصوتك وتجاربك مهمة، ومن خلال الظهور على حقيقتك، تساهمين في إحداث التغيير للآخرين أيضاً".
"اكتشفتُ أنني كنت أظلم نفسي بتقليل تقديري لذاتي"
مريم علي (28 عاماً)، شابة عراقية تعيش في باريس منذ سبع سنوات، وتدير صالون تصفيف شعر نسائي.
تعاني مريم من فقدان البصر في عينها اليسرى منذ طفولتها، واعتادت أن تخفيه بخصلات من شعرها المنسدل على جزء من وجهها.
تقول مريم لبي بي سي عربي: "لم يخطر ببالي يوما أنني سأتزوج من شاب يتمتع بحياة اجتماعية مستقرة ولا يعاني من أي مشكلة جسدية أو نفسية، بسبب النظرة الدونية والتعليقات السلبية التي كنت أسمعها، سواء بقصد أو من دون قصد. فقد كان بعضهم يتوقع أن يكون زوجي المستقبلي أرملًا لديه أطفال بحاجة إلى الرعاية، أو مسنا يبحث عمن يخدمه، أو شخصاً يعاني من مرض ما."
لكن حياتها أخذت منحى مختلفاً بعد انتقالها مع أخيها إلى باريس. فبعد أن أتقنت اللغة الفرنسية، التحقت بدورات تدريبية في تصفيف شعر النساء. وبالتدريج، أسست صالونها الخاص، الذي أصبح مصدر دخل ثابت يمنحها استقلالا ماليا كاملا، كما تقول. ومع توسّع دائرة معارفها لتشمل أصدقاء من جنسيات وخلفيات اجتماعية وثقافية متنوعة، واطلاعها على قصص نساء ملهمات شاركن تجاربهن عبر منصات التواصل الاجتماعي حول تقبّل الجسد وتقدير الذات بعيداً عن معايير الكمال، بدأت مريم تتصالح مع عينها غير المبصرة، وأصبحت أكثر ثقة بنفسها على حد تعبيرها.
وتضيف: "توصلت إلى قناعة بأن السعادة الحقيقية ليست فيما يظنه الناس بنا أو ما يرونه مناسباً لنا، بل في مدى شعورنا بالرضا والاكتفاء الذاتي. إنه شعور كنت أتمنى لو عرفته قبل عقد من الزمان."
وللمفارقة، عندما توقفت مريم عن الاهتمام بآراء الآخرين، وبدأت تشعر بالرضا والسعادة لنجاحها واستقلالها، وتخلّت عن فكرة فارس الأحلام، طرق الحب بابها دون استئذان.
قبل شهرين، تزوجت مريم من شاب تعرّفت عليه عبر الإنترنت، كان يعيش على بعد مئات الأميال من باريس، لكنه تخلى عن كل شي هناك، ليتزوج من مريم، التي تقول إنه يصفها بأنها "شقيقة الروح ونصفي الآخر".
وتضيف مريم: "تعلمتُ من تجربتي المتواضعة في الحياة أن الأشياء الجميلة تحدث لنا عندما نتوقف عن اللهاث خلفها، فتأتينا من حيث لا ندري. لذلك، أوجه رسالتي لكل فتاة تمرّ بمرحلة المراهقة وتعاني من مشكلة ما في شكلها أو جسدها: لا تخسري نفسك وعيشي أفضل أيامك واعملي على اكتساب مهارات تمنحك الاستقلال المالي في المستقبل، وما عدا ذلك لا معنى له، لأن الله يدبر لنا ما هو أجمل مما نتخيل أو نتوقع."
وتضيف: "لو أنني استمعت إلى آراء الناس السلبية ونأيت بنفسي عن الأصدقاء والمجتمع، ولولا أنني تعلمت مهنة وحصلت على استقلاليتي المالية، لما كنت بهذه الإيجابية والنجاح والسعادة الآن. لذلك أقول للفتيات وخاصة لمن لديهن إعاقة ما في جسدها أو مظهرها، لا تستسلمن أبداً، فلكل واحدة منا قدرات لا يمتلكها شخص آخر، ابحثي عنها في نفسك وطوريها".
وتقول شاني داندا: "أريد أن أوجه رسالة لكل امرأة: ثقي بنفسك، حتى عندما يشكّك الآخرون في قدراتك. أنت قادرة على تحقيق أكثر مما يتوقعه الناس. النجاح ليس له شكل واحد. ستواجهين التحديات، لكن قوتك وإبداعك ومهاراتك كفيلة بتجاوزها. أحيطي نفسك بأشخاص يقدّرون قيمتك، وتذكري دائماً أن إعاقتك ليست ضعفاً، بل هي جزء من هويتك التي تمنحك منظوراً فريداً يحتاجه العالم."
وترى الدكتورة وأستاذة علم الاجتماع، أمل رضوان، أنه يجب زيادة الوعي بأهمية حقوق المرأة ذات الإعاقة، كما أنه لا بد من تضافر جميع الجهود لتصحيح الذهنية السلبية حول هؤلاء النساء.
وتضيف: "الأمر يبدأ من التربية وتوجيه الأبناء لتقبل الآخر والتعامل برفق ورحمة مع المختلف، ثم يأتي دور المدرسة فى ترسيخ معاني التعاطف وتقبل الآخر فضلاً عن دور المؤسسات الدينية والدراما والإعلام الذي يجب أن يسلط الضوء على نجاحات النساء ذات الإعاقة، لإلهام الأخريات في تحدي الصعاب".
وفي النهاية، رغم الصور النمطية والمفاهيم التقليدية التي تُقيّد النساء من ذوات الإعاقة، تثبت تجارب كثيرات أن القوة الحقيقية لا تُقاس بكمال الجسد، بل بصلابة الإرادة وقوة الإيمان بالنفس. فهل آن الأوان لأن يُدرك المجتمع أن الجمال الحقيقي يكمن في العزيمة والروح الإنسانية، وأن منح الجميع فرصاً متساوية لا يثري الحياة فحسب، بل يجعلها أكثر عدلاً وإنسانية؟
قد يكون التغيير بطيئاً، لكن كل صوت يُسمع وكل قصة تُروى، هي خطوة نحو كسر الحواجز وإعادة رسم ملامح الواقع، وإلهام كل امرأة بأن قيمتها لا يحددها جسدها، بل ما تحمله من قوة وما تتركه من أثر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي
طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي

الأيام

timeمنذ يوم واحد

  • الأيام

طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي

فُجعت طبيبة الأطفال الفلسطينية آلاء النجار بوصول جثامين تسعة من أطفالها إلى مجمع ناصر الطبي الذي تعمل فيه بقطاع غزة الجمعة، بعد أن قضوا حرقاً إثر غارة جوية إسرائيلية على منزلها في منطقة قيزان النجار جنوبي محافظة خان يونس. وقالت فرق الدفاع المدني في غزة إن القصف أدى إلى تدمير منزل العائلة بالكامل واندلاع حريق هائل، في حين تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامين تسعة قتلى، بينهم ثمانية أطفال متفحمين بالكامل، بينما أصيب زوجها الطبيب حمدي النجار بجروح خطيرة.وقد تواصلت بي بي سي مع الجيش الاسرائيلي للتعليق ولم تحصل على رد.وأكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: " لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما". وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة.مضيفاً: "هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها".كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم، وهم: يحيى حمدي النجار، ركان حمدي النجار، رسلان حمدي النجار، جبران حمدي النجار، إيف حمدي النجار، ريفان حمدي النجار، وسيدين حمدي النجار. Getty Images الجيش الإسرائيلي يعلن استمرار عملياته العسكرية في غزة ميدانياً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها العسكرية ضد ما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية" في مختلف مناطق قطاع غزة، ضمن إطار عملية "عربات جدعون".وأوضح المتحدث، في بيان رسمي، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن خلال الساعات الـ 24 الماضية غارات جوية استهدفت أكثر من 100 موقع في أنحاء القطاع، شملت مواقع يقول إنها تضم عناصر مسلحة، ومنشآت عسكرية، وطرقاً تحت الأرض، بالإضافة إلى بنى تحتية وصفها بـ"الإرهابية".وأضاف البيان أن قذيفة أُطلقت يوم أمس الجمعة من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، وقد رد الجيش الإسرائيلي بقصف منصة الإطلاق وتفكيكها.كما أشار إلى أن القوات الإسرائيلية، في إطار العملية ذاتها، نفذت هجمات أسفرت عن "تحييد مسلحين" وتدمير منشآت عسكرية مفخخة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وفق وصف الجيش.وأكد المتحدث العسكري أن "الجيش سيواصل عملياته العسكرية لإزالة أي تهديد محتمل على المدنيين في إسرائيل".وقد أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بمقتل 21 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، منذ فجر اليوم السبت جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من القطاع، تركزت في جنوبه ووسطه وشماله.وأكد مدير مستشفى العودة، الدكتور محمد مصالحة، أن المستشفى يتعرض لحصار مشدد منذ عدة أيام، ما يعوق وصول المرضى والمصابين إليه، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت بشكل مباشر مستودع الأدوية الرئيسي في المستشفى، ما أدى إلى احتراقه بالكامل وفقدان المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية.وأضاف مصالحة أن القصف طال أيضاً خزان الوقود الرئيسي، ما تسبب بفقدان أكثر من 4000 لتر من الوقود، وتعطيل محطة التحاليل الطبية، وخروج قسم الجراحات التخصصية من الخدمة، وهو ما أدى إلى تراجع القدرة التشغيلية للمستشفى بنسبة 50 في المئة.ويؤوي المستشفى حالياً 19 مريضاً ومرافقيهم في ظل ظروف إنسانية وصحية شديدة التدهور.من جانبه، حذر مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، لاسيما في شمال غزة، الذي يعاني من انقطاع شبه كامل في إمدادات الغذاء والدواء والمياه. وقال زقوت في تصريحات صحفية إن شمال القطاع لم يتلقَ أي مساعدات غذائية أو طبية منذ أسابيع، محذراً من أن هذا النقص الحاد يهدد حياة المرضى الذين يعتمدون على أدوية ومستلزمات طبية لم تعد متوفرة.وأضاف: "الوضع الصحي مأساوي، ولا يوجد أي مصدر لمياه نظيفة في القطاع، ما ينذر بكوارث صحية ومائية وغذائية تهدد حياة السكان".وأشار إلى أن عدد شاحنات المساعدات التي سُمح بدخولها إلى قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 92 شاحنة فقط، مقارنة بمتوسط 500 شاحنة يومياً كانت تدخل قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.وأكد زقوت أن الأولويات القصوى حاليًا تشمل إدخال الأدوية الضرورية للمصابين والمرضى، وتوفير الطحين الذي أوشك على النفاد، إلى جانب تأمين أغذية الأطفال التي أصبحت شبه معدومة في الأسواق والمراكز الصحية.

الطبيبة ألاء النجار تفجع بمقتل أطفالها وزوجها بعد قصف منزلهما في غزّة
الطبيبة ألاء النجار تفجع بمقتل أطفالها وزوجها بعد قصف منزلهما في غزّة

المغرب اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • المغرب اليوم

الطبيبة ألاء النجار تفجع بمقتل أطفالها وزوجها بعد قصف منزلهما في غزّة

فُجعت طبيبة الأطفال الفلسطينية آلاء النجار بوصول جثامين تسعة من أطفالها إلى مجمع ناصر الطبي الذي تعمل فيه ب قطاع غزة الجمعة، بعد أن قضوا حرقاً إثر غارة جوية إسرائيلية على منزلها في منطقة قيزان النجار جنوبي محافظة خان يونس. وقالت فرق الدفاع المدني في غزة إن القصف أدى إلى تدمير منزل العائلة بالكامل واندلاع حريق هائل، في حين تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامين تسعة قتلى، بينهم ثمانية أطفال متفحمين بالكامل، بينما أصيب زوجها الطبيب حمدي النجار بجروح خطيرة. وقد تواصلت بي بي سي مع الجيش الاسرائيلي للتعليق ولم تحصل على رد. وأكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: " لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما". وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة. مضيفاً: "هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها". كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم، وهم: يحيى حمدي النجار، ركان حمدي النجار، رسلان حمدي النجار، جبران حمدي النجار، إيف حمدي النجار، ريفان حمدي النجار، وسيدين حمدي النجار. ميدانياً، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بمقتل 21 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، منذ فجر اليوم السبت جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من القطاع، تركزت في جنوبه ووسطه وشماله. وأكد مدير مستشفى العودة، الدكتور محمد مصالحة، أن المستشفى يتعرض لحصار مشدد منذ عدة أيام، ما يعوق وصول المرضى والمصابين إليه، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت بشكل مباشر مستودع الأدوية الرئيسي في المستشفى، ما أدى إلى احتراقه بالكامل وفقدان المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية. وأضاف مصالحة أن القصف طال أيضاً خزان الوقود الرئيسي، ما تسبب بفقدان أكثر من 4000 لتر من الوقود، وتعطيل محطة التحاليل الطبية، وخروج قسم الجراحات التخصصية من الخدمة، وهو ما أدى إلى تراجع القدرة التشغيلية للمستشفى بنسبة 50 في المئة. ويؤوي المستشفى حالياً 19 مريضاً ومرافقيهم في ظل ظروف إنسانية وصحية شديدة التدهور. من جانبه، حذر مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، لاسيما في شمال غزة، الذي يعاني من انقطاع شبه كامل في إمدادات الغذاء والدواء والمياه. وقال زقوت في تصريحات صحفية إن شمال القطاع لم يتلقَ أي مساعدات غذائية أو طبية منذ أسابيع، محذراً من أن هذا النقص الحاد يهدد حياة المرضى الذين يعتمدون على أدوية ومستلزمات طبية لم تعد متوفرة. وأضاف: "الوضع الصحي مأساوي، ولا يوجد أي مصدر لمياه نظيفة في القطاع، ما ينذر بكوارث صحية ومائية وغذائية تهدد حياة السكان". وأشار إلى أن عدد شاحنات المساعدات التي سُمح بدخولها إلى قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 92 شاحنة فقط، مقارنة بمتوسط 500 شاحنة يومياً كانت تدخل قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأكد زقوت أن الأولويات القصوى حاليًا تشمل إدخال الأدوية الضرورية للمصابين والمرضى، وتوفير الطحين الذي أوشك على النفاد، إلى جانب تأمين أغذية الأطفال التي أصبحت شبه معدومة في الأسواق والمراكز الصحية. قد يهمك أيضــــــــــــــا

إنفلونزا الطيور.. لماذا يستعد العلماء لوباء بشري جديد؟
إنفلونزا الطيور.. لماذا يستعد العلماء لوباء بشري جديد؟

الأيام

timeمنذ 4 أيام

  • الأيام

إنفلونزا الطيور.. لماذا يستعد العلماء لوباء بشري جديد؟

Getty Images وصلت سلالة H5N1 شديدة الخطورة من إنفلونزا الطيور إلى كل القارات باستثناء أستراليا يشكّل مرض منتشر في آلاف المزارع منذ أشهر خطرا على البشرية، الأمر الذي يؤرق العلماء من أنه قد يؤدي إلى وباء جديد . الباحثون الذين يدرسون تطور الأمراض، يحذرون من أننا قد لا ندرك أن الولايات المتحدة اجتازت بالفعل نقطة التحول التي تؤهل إنفلونزا الطيور لتصبح جائحة بشرية، وذلك بسبب ضعف المراقبة. ولنطلق عليها اسمها الحقيقي، سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الخطورة H5N1، فقد وصلت الآن إلى جميع القارات باستثناء أستراليا. حتى أنها رُصدت في طيور البطريق في القطب الجنوبي، والإبل في الشرق الأوسط. وقد تم رصد المرض مؤخرا في الطيور البرية والثدييات في كل واحدة من الولايات الأمريكية الخمسين. ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن المرض انتقل من مزارع الدواجن ليصيب أكثر من 1000 قطيع من الأبقار. وقد سُجّلت ما لا يقل عن 70 إصابة بشرية، وتوفي شخص واحد. وترى عالمة الأوبئة الدكتورة كايتلين ريفرز، الأستاذة المشاركة في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، أن إدارتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن، أضاعتا فرصاً حاسمة لوقف انتشار المرض، مثل عدم توحيد تعليمات نقل المواشي عبر الحدود في الولايات المتحدة. وتقول إن "إنفلونزا الطيور ليست مشكلة مؤقتة. كان هناك اعتقاد خاطئ بأنها ستتلاشى، أما الآن، فقد أصبح هناك إدراك بأنها مشكلة تحتاج إلى معالجة". وتضيف أن "الأولوية الكبرى الآن هي الكشف عن المرض. فالعثور على حالات بين البشر، لمعرفة كيفية تطوره، هو التحدي الأكبر". BBC هل إنفلونزا الطيور هي الوباء القادم؟ علماء الأوبئة قلقون بشدة من أن العالم، وليس فقط الولايات المتحدة، قد لا يكون مستعداً بشكل كافٍ. ويقول كامران خان أستاذ الطب بجامعة تورنتو، إنْ "مُنِحَ المرضُ مساحةً كافيةً للتطور والتكيف مع إصابة ثدييات أخرى، فالمقلق هو ما إذا كان التفشي الحالي بين الحيوانات في الولايات المتحدة هو في الواقع مجرد بداية لوباء آخر". وأضاف "تاريخيا، نحن نعلم أن فيروس H5N1 خطير جد على البشر". ومنذ نونبر 2003، أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 700 إصابة بشرية بفيروس H5N1، سجلت معظمها في 15 دولة. وكانت إندونيسيا وفيتنام ومصر من بين أعلى الدول تسجيلاً لحالات الإصابة بين البشر. فعليا، السلالة الخطيرة من إنفلونزا الطيور ليست جديدة، لكن العلماء قلقون لثلاثة أسباب رئيسية: أولها يتمثل بالعدد الهائل من أنواع الثدييات المصابة من المزارع وعمالها إلى مناطق الحياة البرية والحيوانات الأليفة، حيث تقر الأمم المتحدة بإصابة 70 نوعاً على الأقل. والسبب الثاني يتمثل بسرعة انتشار المرض في قطعان الأبقار، التي لديها اتصال أوثق بكثير مع البشر. أما السبب الأخير، يكمن في حالة عدم الاستقرار في الصحة العامة الناجم عن إدارة ترامب الجديدة، فقد فُصل موظفون في العديد من الوكالات الحكومية من خبراء الأمراض المعدية، مما تسبب في تعليق برنامج اختبار إنفلونزا الطيور، كما أن زيادة التدقيق على عمال المزارع الأجانب تعني أن الكثيرين يترددون في إجراء الاختبار خوفاً من الترحيل. Getty Images انتشرت إنفلونزا الطيور بين أعداد كبيرة من الأبقار في الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن حالات في أكثر من 1000 قطيع من الأبقار هل يمكن أن تنتقل إنفلونزا الطيور من إنسان لآخر؟ إن إمكانية تحوّل مرض حيواني المنشأ إلى وباء، أي مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر، تتحدد بدقة في قدرته على الانتقال من إنسان إلى آخر. أما إنفلونزا الطيور، على حد علمنا، فلم تصل إلى هذا الحد بعد. وفي أبريل الماضي، سُجّلت 59 حالة تفشٍ بين الدواجن، بالإضافة إلى 44 حالة تفشٍ بين طيور أخرى وثدييات في الأمريكتين وآسيا وأوروبا، وفقاً للمنظمة العالمية لصحة الحيوان. ومنذ دجنبر 2024، سُجّلت أيضا حالات إصابة بشرية بفيروس H5N1 في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند والمكسيك وكمبوديا وفيتنام. Anadolu/Getty Images تم اكتشاف سلالة H5N1 من إنفلونزا الطيور في الفقمات ذات الفراء القطبي الجنوبي وفقمات الفيل لعقود، كانت إنفلونزا الطيور فيروسا يصيب الطيور في الغالب، ولم تُسبب سوى مشاكل محدودة للبشر، لكنها الآن تنتقل من نوع حيواني إلى آخر، بما في ذلك البشر، بشكل متكرر جداً في إطار زمني أقصر بكثير. وتقول ريفرز: "من الناحية البيولوجية، يُمثل هذا الانتقال قفزات هائلة في الحواجز بين الأنواع، فهي ليست مجرد قفزة من البط إلى الحمام"، مضيفة أن "احتمال استمرار نموه وتهديده للبشر يتزايد يوماً بعد يوم". وتحذر من "تطوّر الفيروس المفاجئ"، إذا لم يتم احتواؤه. وتوضح: "من المعروف أنه فيروس سريع التغير والتكيف. ولطالما ساورنا قلق من أنه كلما طالت مدة انتشاره، زادت فرص تكيفه. وقد يكون مساراً ثابتاً يزداد قوة مع مرور الوقت". في حين لا تعرف الطيور الحدود الدولية، يخشى العلماء من أن هذا الانتقال سيتسارع مع اقتراب موسم هجرة الربيع. China Photos / Stringer/ Getty Images قامت الصين والمكسيك والهند وفرنسا بتطعيم الطيور ضد إنفلونزا الطيور لعدة سنوات هل يوجد لقاح لإنفلونزا الطيور؟ ويُعد تطعيم حيوانات المزارع أمراً مثيراً للجدل. فالمزارعون الذين يُجبرون على إعدام أسراب الطيور يرغبون في تطعيم الطيور، من الإوز إلى الدجاج، لكن هذا ليس بالأمر السهل. وتكمن صعوبة تحقيق تطعيم جماعي فعال في نفاد الجرعات، ما يُبقي بعض المزارع مُلقحة جزئياً فقط، وقد تُطوّر المواشي مقاومةً للتطعيم، كما يوضح الدكتور منير إقبال، رئيس مجموعة إنفلونزا الطيور ومرض نيوكاسل في معهد بيربرايت بالمملكة المتحدة. ويقول: "فرنسا، على سبيل المثال، تُلقّح بطّها، وقد انخفضت العدوى هناك بشكل كبير. لقد أضعف ذلك انتشار الفيروس، ولكن هذا على مستوى إقليمي". ويضع الاتحاد الأوروبي إرشاداتٍ تُمكّن كل دولة من التطعيم، ولكن حتى الطائر المُلقّح لا يزال بإمكانه حمل الفيروس ونقله إلى الطيور البرية. وقد قاومت الحكومة الأمريكية لفترة طويلة تطعيم الدواجن، خوفاً من أن يؤدي إدخال اللقاحات في سلسلة الغذاء الأمريكية إلى حظر تصدير المنتجات الحيوانية، ولكن وزارة الزراعة الأمريكية أعطت مؤخراً موافقة مشروطة على لقاح محدَّث لحماية الدواجن ضد فيروس H5N1. BBC يحث البروفيسور إيان براون، رئيس قسم علم فيروسات الطيور في معهد بيربرايت في ووكينغ بالمملكة المتحدة، على زيادة المراقبة العالمية لتفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة ماذا عن تطعيم البشر؟ وقامت الهيئات الحكومية في الولايات المتحدة ودول أخرى بتخزين ملايين الجرعات من لقاحات إنفلونزا الطيور للبشر. وقال الدكتور خان: "لن تُستخدم هذه اللقاحات إلا في البيئات عالية الخطورة، أي للعاملين الذين يتعاملون عن كثب مع الحيوانات". BBC كامران خان هو أيضا مؤسس شركة "بلو دوت"، إحدى شركات تكنولوجيا المراقبة الأولى التي أبلغت عن الفيروس في الصين والذي أصبح جائحة كوفيد ويضيف أنه "إذا تحوّل هذا الفيروس إلى وباء، فستُستخدم هذه السلالة تحديداً لتطوير لقاح جديد وإنتاجه على نطاق واسع". وسيتطلب هذا الإنتاج وقتاً لزيادة إنتاجه، لكن المخزونات الحالية ستُشكّل حلاً مؤقتاً. ويوضح "لدينا اليوم بعض اللقاحات التي قد لا تكون الخيار الأمثل، لكنها ستوفر مستوىً من المناعة في المراحل الأولى من الوباء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store