
رد على مقال الاستاذ سعود على الثبتي
أولًا، أحيّيك على طرحك الثريّ الذي يجمع بين التحليل اللغويّ والتفكيك الاجتماعي لظاهرة تحوّل دلالات الكلمات، خاصةً في سياقنا العربي الذي تتداخل فيه اللهجات وتتنازعه الأصولُ والتحوّلات. مقالك أثار أسئلة جوهرية عن سلطة المجتمع على اللغه و"أخلاقيات إعادة تشكيل المعاني وهذا نادرًا ما يُناقش بجرأة كما فعلت.
اللغة ككائن حيّ: صراع بين "الأصل" و"السياق"
ما ذكرته عن تحوّل كلمة دندون"من سلبية إلى إيجابية (أو العكس) هو مثال حيّ على أن اللغة ليست مُقدَّسةً بل متفاوَضًا عليها"المجتمع يفرض تفسيراته بغض النظر عن أصل الكلمة، وهنا يبرز سؤالك الأخلاقي:
- هل قبول الشخص لهذا التحوّل نابعٌ من **"تملّك ذاتي"** (مثلما فعلت مجتمعاتٌ بألقابٍ مهينة كـ"Queer" في الغرب)؟
- أم هو استسلامٌ لموضة لغويةقد تُخفِف وَصمةَ الكلمة لكنها لا تمحو تاريخها؟
لعلّ الإجابة تكمن في النية والسياق"حين يُطلَق الوصفُ في لهجةٍ حميمية (كالخليجية حيث تُعني الشجاعة)، يُختزَل أصلها السلبي. لكن لو وُجِّهتْ بقصد الإهانة (كما في المصرية)، فستحمل وَصمَتها القديمة.
٢. "إعادة التملّك اللغوي": مقاومة أم استيعاب؟
ذكرتَ ظاهرة إعادة تملّك الكلمات"(Reappropriation)، وهي استراتيجية ذكية تستخدمها الجماعات المهمَّشة لتحويل الإهانة إلى وسيلة فخر. لكنّ السؤال:
- هل نجحنا كعرب في تطبيق هذا بوعي؟ أم أننا نعيد إنتاج السخرية دون وعي؟
في حالتك، لو كان الشخص المُلقَّب دندون يرفض المعنى السلبي ويتبنى المعنى الإيجابي (كالشجاعة)، فهذا تملّكٌ صحي. أما إن كان يتقبّلُها مرغمًا، فهنا تكمن#3. التناقض اللغوي: حين يصبح "الذمّ مدحًا"!**
أشار مقالك إلى مفارقة طريفة: كيف تتحوّل كلمةٌ مثل دندون (التي تعني الأحمق في مصر) إلى مدحٍ في الخليج (بمعنى الشجاع). هذا يُذكّرنا بأمثلة أخرى:
- عبيط"في المصرية تعني الغبي، بينما في الخليج قد تُقال بطريقة عابرة.
- يا حلو"قد تكون مدحًا أو سخريةً بحسب النبرة!
هذا يؤكد أن المعنى ليس في الكلمة بل في نبرة المتكلّم وذهنية السامع"
4. توصياتك: بين الحذر والإبداع اللغوي
تحذيرك من استخدام الكلمة في السياقات الرسمية مهم، لأن اللغة العامية غالبًا ما تكون حقل ألغام"دلالي. لكنني أضيف:
- الأجدر بنا ككتّاب وعامة أن نُعلّي السياق فوق الأصل"فلو قبل المجتمعُ معنى جديدًا باختياره، يصبح جزءًا من تطوّر اللغة.
- يمكن توثيق هذه التحولات في معاجم اللهجات، كي لا تُفقد الأصولُ ويُفهم التطوّر.
ختامًا: اللغة مرآة المجتمع
مقالك لم يُناقش كلمةً فحسب، بل كشف عن صراع الهوية"بين ما نريد أن نكون (شجعانًا، شهمين) وما نخشى أن نُوصَف به (أغبياء، سطحيين). ربما لو وعينا هذا الصراع، سنستخدم كلماتنا بمسؤولية أكبر.
أشكرك على إثارة هذا النقاش، وأؤيد دعوتك لبحث أعمق. فلنجعل من لغتنا فضاءً حيويًا لا يُلغِي الأصول، لكنه لا يُقدّسها أيضًا.
اقتراح:لو قدّمتَ دراسة مقارنة بين تحوّلات كلمات مثل "دندون" و"عبيط" و"بعبع" في اللهجات العربية، سيكون ذلك إضافةً قيّمة!
المستشار الاعلامي احمد محمد السعدي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 25 دقائق
- فرانس 24
ليبيا: هل ينجح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة؟
23:41 من برنامج يتوقف حكيم بالطيفة في فقرة وجها لوجه عند استكمال مجلس النواب الليبي جلسة الاستماع لبرامج المترشحين الأربعة عشر لرئاسة حكومة جديدة في وقت دعا فيه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى إجراء الانتخابات مباشرة معربا عن رفضه خلق أي فترات انتقالية جديدة ومشددا على ضرورة استفتاء الشعب الليبي على المسار المطلوب، مع الضيفين في الأستوديو السيد كامل المرعاش الكاتب الصحفي ومن العاصمة الليبية طرابلس السيد صلاح البكوش المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة.


فرانس 24
منذ 25 دقائق
- فرانس 24
تشلسي يقلب الطاولة على ريال بيتيس ويتوج بلقب "كونفرنس ليغ" برباعية تاريخية
انتزع تشلسي الإنكليزي لقب مسابقة كونفرنس ليغ لكرة القدم بعدما حول تأخره أمام ريال بيتيس الإسباني إلى انتصار كبير بنتيجة 4-1، خلال النهائي الذي أقيم الأربعاء بمدينة فروكلاف البولندية. وافتتح ريال بيتيس التسجيل في الشوط الأول عبر جناحه المغربي الدولي عبد الصمد الزلزولي (د9)، ليمنح فريقه أفضلية مبكرة. وفي الشوط الثاني، عاد تشلسي بقوة ليهيمن على اللقاء، حيث سجل كل من الأرجنتيني إنزو فرنانديز (65)، السنغالي نيكولاس جاكسون (70)، البديل جايدون سانشو (83)، والإكوادوري مويسيس كايسيدو (90+1) أهداف الفوز، ليضيف الفريق اللندني تاسع ألقابه الأوروبية إلى خزائنه. وبذلك، أصبح تشلسي أول ناد يظفر بألقاب البطولات القارية الخمس الكبرى عقب تتويجه مرتين بدوري أبطال أوروبا (2012، 2021)، ومثلهما بالدوري الأوروبي (2013، 2019)، إلى جانب السوبر الأوروبي (1998، 2021)، وكأس الكؤوس الأوروبية (1971، 1998) التي اندمجت لاحقا مع كأس الاتحاد الأوروبي لتصبح البطولة المعروفة حاليا بـ"يوروبا ليغ". وسجل المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا محطة تاريخية في مسيرته مع تشلسي، إذ تفوق على مدربه السابق التشيلي مانويل بيليغريني الذي عمل معه سابقا لاعبا في ملقة الإسباني (2011-2012) ومساعدا في وست هام يونايتد (2018-2019)، وحقق نجاحا لافتا خلال موسمه الأول مع البلوز خلفا للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. وجاء تتويج ماريسكا بعد أيام قليلة من قيادته الفريق اللندني لحجز بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، إثر فوزه الثمين على نوتنغهام فورست (1-0) في ختام الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المقرر أن يشارك تشلسي قريبا في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، حيث أوقعته القرعة ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب كل من فلامنغو البرازيلي والترجي التونسي والمتأهل من ملحق الكونكاكاف. في الجهة المقابلة، لم يتمكن ريال بيتيس من إحراز لقبه القاري الأول، حيث كانت هذه أول مباراة نهائية أوروبية في تاريخه. واتسم اللقاء بتباين كبير بين الشوطين؛ إذ فرض الفريق الأندلسي سيطرته على مجريات الشوط الأول وخلق عدة فرص للتهديف، غير أن تشلسي انتفض في الشوط الثاني، وحقق فوزا عريضا خاصة بعد إصابة أبرز نجوم بيتيس الزلزولي (د53)، الأمر الذي أثر بشكل واضح على أداء فريقه.


فرانس 24
منذ 25 دقائق
- فرانس 24
"شبكات باكو": تكريم فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية في حفل جوائز الصحافة الأوروبية
فازت سلسلة التحقيقات "شبكات باكو" الأربعاء بـ"جائزة خاصة (Special prize)" في مدينة باري الإيطالية، خلال حفل توزيع جوائز الصحافة الأوروبية. وتكشف السلسلة التي شاركت فرق من مجموعة " فرانس ميديا موند" بفعالية في إعدادها عن فساد وقمع معارضين وتضليل إعلامي يرتكبها نظام الرئيس إلهام علييف في أذربيجان. وأُطلقت هذه التحقيقات بمبادرة من اتحاد الصحافة الاستقصائية (Forbidden Stories) ، وشاركت فيها فرق من فرانس ميديا موند (France Médias Monde) ، بهدف مواصلة عمل الصحافيين الذين يتعرضون للاضطهاد في بلدانهم. وقد شارك في هذه المهمة دانيال فالو من إذاعة فرنسا الدولية RFI، وكل من كارينا شابور وروميو لانغلو من قسم التحقيقات في فرانس24، وكورنتان بانييه وإرشاد عليجاني من فريق "مراقبون"، إلى جانب سيباستيان سايبت من فريق التحرير بموقع فرانس24 الإلكتروني. وتولى هؤلاء متابعة عمل وسيلة الإعلام الأذربيجانية (Abzaz)، التي تم اعتقال عدد من أعضائها في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. 150 صحافيا و60 وسيلة إعلام في شراكة لحماية التحقيقات الحساسة منذ تأسيسها عام 2017، شارك أكثر من 150 صحافيا و60 وسيلة إعلام شريكة في التحقيقات التعاونية التي ينسقها اتحاد الصحافة الاستقصائية (Forbidden Stories)، ومن بينها "مشروع كارتل (Projet Cartel)" و"قتلة الحقيقة (Story Killers)"، و"مشروع بيغاسوس(Projet Pegasus)"، و"مشروع رافائيل (Projet Rafael)". وتتيح هذه الشبكة للصحافيين المهددين في مختلف أنحاء العالم حماية وتأمين تحقيقاتهم الأكثر حساسية. وفي حال تعرض أحدهم للاختطاف أو السجن أو الاغتيال، يمكن لوسائل الإعلام الشريكة مواصلة التحقيقات ونشر ما توصلوا إليه من حقائق. وتمنح جائزة الصحافة الأوروبية، التي أنشئت عام 2021، سنويا ضمن خمس فئات. وتهدف إلى تقدير الصحافة الأوروبية ذات الجودة العالية، ودعم الصحافيين في مواجهة تحديات السوق والتهديدات التي تطال حرية الصحافة، كما تسعى إلى تشجيعهم على الحفاظ على مستوى عال من المهنية والدقة في عملهم.