
فراغ مكتظ رواية المواجهات الفكرية وكشف المخفي
ومنذ عتبتها الأولى المتمثلة في عنوانها المنطوي على تناقض مدهش «فراغ مكتظ»، يجبرنا الألمعي ويغرينا بالبحث في عمق روايته بعدما أثار فضولنا وأشعل فينا تشويقًا يصعب أن ينطفئ لنحاول فهم كيف يكون الفراغ، الذي يفترض أن يكون رحبًا، مكتظًا. فارضًا علينا الوقوف عند هذا العنوان المفارقي «Paradoxical Title» الجامع لمتناقضين، والمستفز لمعرفة العلاقة بين هذين المتناقضين.
وما إن نقلب الغلاف الأول، ونتخطى عتبة العنوان، حتى تأتينا عتبة أخرى تمثلت في اقتباس مقولة «جون ستيوارت ميل»: «في المجادلات الثقافية، غالبًا ما يكون كلا الطرفين محقًا في ما يؤكده، ومخطئًا في ما ينفيه»، ويحملنا هذا الاستهلال مبكرًا إلى الجزم بأننا أمام رواية فكرية، تقوم على مناقشة قضايا خلافية، تقدم شخصياتها وجهات نظر مختلفة، بل ومتعارضة.
تقوم الفكرة الأساسية للرواية التي يبدو حدثها الزمني ممتدًا على مدى تسعة أيام انطلاقًا من الأحد 2 يوليو 2006 وحتى الإثنين 10 منه، على فكرة هزاع معد ومقدم برنامج تلفزيوني يدعى «المناظرة» رأى فيها أن يجمع في واحدة من حلقات البرنامج، ووجهًا لوجه، بين قطبين يمثل أحدهما المحافظة وهو نبهان، والآخر الحداثة وهو علّام.
ولأن الروايةـ كل روايةـ هي في العموم خطاب معرفي، فإننا مبكرًا جدًا، ومنذ صفحاتها الأولى ندرك أننا في صدد مواجهة بين تيارين، وأننا أمام ثنائيات من الصراعات الجوهرية يختلط فيها الخاص بالعام، والحرص على الانتصار الشخصي على الرغم من تغليفه بالانتصار للمبدأ، ومع مضي صفحاتها نفهم أكثر دلالة العنوان وغناه الرمزي بالدلالات.
كشف متواز
لا يكتب الألمعي عن ممثلين لتيارات بمعزل عن خلفياتهم، بل يكشف لناـ بما يشبه النقد لانتهازيتهم- عن كثير من النوايا التي تحرك شخوصهم، ويفضح ما يُعلنه كل منهم، وما يُسره، ولا يعفي حتى الإعلامي صاحب فكرة المناظرة من الانتهازية التي يحاول تبريرها ويسوقها على أنها فرصة لالتقاء القطبين وجهًا لوجه، وأنها مناسبة ليحقق كل منهما نصرًا ساحقًا يعري الآخر بدل معاركهما المستمرة عن بعد والتي تتم عبر خطب ودروس الأول ومقالات الثاني، ولذا فإنه يكتب عن الإعلامي في مونولوج داخلي يبرر فيه غايته الحقيقية من المناظرة «نجاح برنامجي غاية يجب أن أسعى إليها بكل وسيلة، ونجاحي الإعلامي لا يتحقق دون إثارة ومهارة، وأي إثارة أفضل من الجمع بين غريمي صراع المحافظة والحداثة، أم كما تسميه أنت: الرجعية والتنوير، أو كما يسميه نبهان: الالتزام والانحلال».
وحتى مدير القناة التي يعمل فيها هزاع لا يسلم كذلك من خطط هذا الأخير ونواياه الرامية إلى الإطاحة بالجميع لصالح ظهوره وبروزه الشخصي.
وقوف على الحياد
على نحو ذكي يختار الألمعي شخصيات الرواية، وحين يسند مسألة تنظيم المناظرة إلى إعلامي يفترض فيه الحياد، فإنه يريد أن يذهب بالقارئ بعيدا عبر عرض حجج كلا الطرفين، تاركًا له أن يحسم أمره، لكنه مع كل هذا يدين الجميع، فالانتهازية لا تحرك هزاع وحده، بل لا يسلم منها علام ونبهان حيث جعل المال محرضا مهما لقبول كليهما الظهور بالبرنامج مع تبرير كل منهما لما تقاضاه.
وحين يوغل في تقديم رسم لشخصياته الرئيسة نجد أن لكل منها حياتها الخلفية، المخفية عن أعين المريدين، وأن لكل منهم سقطاته على الرغم من ادعاء كل منهم للكمال، فهزاع يرسل رسالة لزوجة علام يفضح لها فيه خيانته، وعلام الذي ينظر للحريات وحقوق الفرد والمرأة يعشش في جمجمته «رجل جاهلي، ويبدو أن هذا الرجل الجاهلي في جمجمة نبهان أيضًا» أما نبهان فله حياته التي يخفيها عن زوجتيه، ولكل منهما دوافع خاصة تربط خيوط علاقتهما معه.
ووسط صراع الغريمين وتجييشهما للأتباع والأنصار للتحضير لمعركة المناظرة، يرسل الألمعي ما يشبه الأمل وسط كل السواد المحيط بشخوص عمله، وذلك عبر شخصية «محسن الخلف» ذاك الشاب المتفتح الرافض لأن يكون من أتباع أحد التيارين، والذي يرى سوءات التطرف هنا، وتناقض الليبرالية هناك، ففي الصفحة 137 من الرواية يكتب الألمعي: «غادر محسن وقد رأى الجانب الآخر من شخصية علام، فحين يتعلق الأمر به شخصيًا تسقط كل النظريات».. ثم يكمل «اتضح لمحسن أن علام يضيق ذرعًا بمخالفيه كما هو حال الشيخ نبهان، وأن الذاتي يطغى على الموضوعي، وأن العواطف والمصالح تتقدم على المبادئ لدى الاثنين».
تنوع في السرد
تعد الحوارات أداة محورية في الرواية الفكرية، ولم تخرج «فراغ مكتظ» عن هذه القاعدة، حيث كشفت الحوارات فيها، التي لم تكن مجرد حوار بين شخصيات مقربة، بل كان بعضها على هيئة حوارات صحفية، كثيرًا من توجهات الشخصيات، وأطروحاتها، لكن الألمعي نجح بذكاء في كسر حالة «الثقل» الذي يمكنه أن يخلفه حوار فكري عبر مونولوجات عدة كانت توضح دوافع الشخصيات، وما تفكر فيه، كما أعاد للسرد رونقه حين كان يقفز بالأزمنة نحو الخلف ليستعيد ماضي الشخصيات وتجاربها وخلفياتها التي تجعل من تصرفاتها أكثر منطقية وقربًا من الاستيعاب.
وإلى جانب الذكاء الحاد في إدارة التوازن بين السرد الوصفي والحوار والمونولوج الداخلي، وكتابة المذكرات أو اليوميات، جعل من الزمن عنصرًا توظيفيًا حيث عنون الفصول بتواريخ الأيام، ومثلما بدأ الرواية بعتبة مدهشة، ختمها على نحو مباغت، ففي حين تنتهي معظم الروايات بكلمة «تمت».. أنهاها بـ«بدأت» بعدما قاد الغريمين إلى دخول استوديو المناظرة التي انتهت الرواية قبل أن تبدأ كأنما يريد لهذه النهاية المفتوحة أن تؤكد أنه لا يختار انتصار طرف على آخر، بل ربما يترك للوقت أن يقرر، وهو ما سبق أن أكد في الصفحة 137 حين قال «يتساءل محسن: ألا توجد فكرة تعيد التئام ما فرقت الانحيازات الأيديولوجية، وما تركت من ندوب في روح المجتمع؟ ولا يجد إجابة، ولا من يجيب».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 13 ساعات
- الرياض
اختزالات الذاكرة
تستشعر ذاكرة الفنان عبدالله الألمعي دائماً ما يعلق فيها وما تشاهده من ألوان وسحر الطبيعة، وبجلاء يرسم كيفية اندماج أنغام موسيقى الطيور وأغنام جده وألحانها وصداها المتغلغلة في الشعاب والوديان، في كل مشهد يبتسم ويغمض عينيه ويترك لأحاسيسه ومشاعره بانسيابية أن تتدفق وتعيش حاضرها وتجسد تفاصيلها وينسج لنا حكايات لونية مليئة بالعاطفة والشوق. هي ليست مجرد اختزالات ذاكرة إنما نحت لوني في الذاكرة؛ كي تذكرنا بأن لا ننسى لون الحب ورائحة الأصالة وعبق الماضي وتطلعات المستقبل، تذكرنا بماهيتنا وطبيعتنا وبذكاء اختار الألمعي ألوانه ليغلفنا بالدفء وحرارة المشاعر ونستمر في جلب ذكريات أيامنا ويحمينا من برودة وتبلد مشاعرنا وتجمدها.


الوطن
منذ 2 أيام
- الوطن
فراغ مكتظ رواية المواجهات الفكرية وكشف المخفي
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغادر رواية «فراغ مكتظ» للكاتب السعودي إبراهيم مضواح الألمعي بمجرد أن تقفل غلافها الأخير منهيًا مطالعة صفحاتها الـ178، إذ تجبرك على أن تبقى أسيرًا للتفكير فيها، وبما حفلت به من آراء متباينة طرحتها شخوصها، مما يجعلها رواية فكرية بامتياز، أو رواية أفكار «Novel of Ideas». ومنذ عتبتها الأولى المتمثلة في عنوانها المنطوي على تناقض مدهش «فراغ مكتظ»، يجبرنا الألمعي ويغرينا بالبحث في عمق روايته بعدما أثار فضولنا وأشعل فينا تشويقًا يصعب أن ينطفئ لنحاول فهم كيف يكون الفراغ، الذي يفترض أن يكون رحبًا، مكتظًا. فارضًا علينا الوقوف عند هذا العنوان المفارقي «Paradoxical Title» الجامع لمتناقضين، والمستفز لمعرفة العلاقة بين هذين المتناقضين. وما إن نقلب الغلاف الأول، ونتخطى عتبة العنوان، حتى تأتينا عتبة أخرى تمثلت في اقتباس مقولة «جون ستيوارت ميل»: «في المجادلات الثقافية، غالبًا ما يكون كلا الطرفين محقًا في ما يؤكده، ومخطئًا في ما ينفيه»، ويحملنا هذا الاستهلال مبكرًا إلى الجزم بأننا أمام رواية فكرية، تقوم على مناقشة قضايا خلافية، تقدم شخصياتها وجهات نظر مختلفة، بل ومتعارضة. تقوم الفكرة الأساسية للرواية التي يبدو حدثها الزمني ممتدًا على مدى تسعة أيام انطلاقًا من الأحد 2 يوليو 2006 وحتى الإثنين 10 منه، على فكرة هزاع معد ومقدم برنامج تلفزيوني يدعى «المناظرة» رأى فيها أن يجمع في واحدة من حلقات البرنامج، ووجهًا لوجه، بين قطبين يمثل أحدهما المحافظة وهو نبهان، والآخر الحداثة وهو علّام. ولأن الروايةـ كل روايةـ هي في العموم خطاب معرفي، فإننا مبكرًا جدًا، ومنذ صفحاتها الأولى ندرك أننا في صدد مواجهة بين تيارين، وأننا أمام ثنائيات من الصراعات الجوهرية يختلط فيها الخاص بالعام، والحرص على الانتصار الشخصي على الرغم من تغليفه بالانتصار للمبدأ، ومع مضي صفحاتها نفهم أكثر دلالة العنوان وغناه الرمزي بالدلالات. كشف متواز لا يكتب الألمعي عن ممثلين لتيارات بمعزل عن خلفياتهم، بل يكشف لناـ بما يشبه النقد لانتهازيتهم- عن كثير من النوايا التي تحرك شخوصهم، ويفضح ما يُعلنه كل منهم، وما يُسره، ولا يعفي حتى الإعلامي صاحب فكرة المناظرة من الانتهازية التي يحاول تبريرها ويسوقها على أنها فرصة لالتقاء القطبين وجهًا لوجه، وأنها مناسبة ليحقق كل منهما نصرًا ساحقًا يعري الآخر بدل معاركهما المستمرة عن بعد والتي تتم عبر خطب ودروس الأول ومقالات الثاني، ولذا فإنه يكتب عن الإعلامي في مونولوج داخلي يبرر فيه غايته الحقيقية من المناظرة «نجاح برنامجي غاية يجب أن أسعى إليها بكل وسيلة، ونجاحي الإعلامي لا يتحقق دون إثارة ومهارة، وأي إثارة أفضل من الجمع بين غريمي صراع المحافظة والحداثة، أم كما تسميه أنت: الرجعية والتنوير، أو كما يسميه نبهان: الالتزام والانحلال». وحتى مدير القناة التي يعمل فيها هزاع لا يسلم كذلك من خطط هذا الأخير ونواياه الرامية إلى الإطاحة بالجميع لصالح ظهوره وبروزه الشخصي. وقوف على الحياد على نحو ذكي يختار الألمعي شخصيات الرواية، وحين يسند مسألة تنظيم المناظرة إلى إعلامي يفترض فيه الحياد، فإنه يريد أن يذهب بالقارئ بعيدا عبر عرض حجج كلا الطرفين، تاركًا له أن يحسم أمره، لكنه مع كل هذا يدين الجميع، فالانتهازية لا تحرك هزاع وحده، بل لا يسلم منها علام ونبهان حيث جعل المال محرضا مهما لقبول كليهما الظهور بالبرنامج مع تبرير كل منهما لما تقاضاه. وحين يوغل في تقديم رسم لشخصياته الرئيسة نجد أن لكل منها حياتها الخلفية، المخفية عن أعين المريدين، وأن لكل منهم سقطاته على الرغم من ادعاء كل منهم للكمال، فهزاع يرسل رسالة لزوجة علام يفضح لها فيه خيانته، وعلام الذي ينظر للحريات وحقوق الفرد والمرأة يعشش في جمجمته «رجل جاهلي، ويبدو أن هذا الرجل الجاهلي في جمجمة نبهان أيضًا» أما نبهان فله حياته التي يخفيها عن زوجتيه، ولكل منهما دوافع خاصة تربط خيوط علاقتهما معه. ووسط صراع الغريمين وتجييشهما للأتباع والأنصار للتحضير لمعركة المناظرة، يرسل الألمعي ما يشبه الأمل وسط كل السواد المحيط بشخوص عمله، وذلك عبر شخصية «محسن الخلف» ذاك الشاب المتفتح الرافض لأن يكون من أتباع أحد التيارين، والذي يرى سوءات التطرف هنا، وتناقض الليبرالية هناك، ففي الصفحة 137 من الرواية يكتب الألمعي: «غادر محسن وقد رأى الجانب الآخر من شخصية علام، فحين يتعلق الأمر به شخصيًا تسقط كل النظريات».. ثم يكمل «اتضح لمحسن أن علام يضيق ذرعًا بمخالفيه كما هو حال الشيخ نبهان، وأن الذاتي يطغى على الموضوعي، وأن العواطف والمصالح تتقدم على المبادئ لدى الاثنين». تنوع في السرد تعد الحوارات أداة محورية في الرواية الفكرية، ولم تخرج «فراغ مكتظ» عن هذه القاعدة، حيث كشفت الحوارات فيها، التي لم تكن مجرد حوار بين شخصيات مقربة، بل كان بعضها على هيئة حوارات صحفية، كثيرًا من توجهات الشخصيات، وأطروحاتها، لكن الألمعي نجح بذكاء في كسر حالة «الثقل» الذي يمكنه أن يخلفه حوار فكري عبر مونولوجات عدة كانت توضح دوافع الشخصيات، وما تفكر فيه، كما أعاد للسرد رونقه حين كان يقفز بالأزمنة نحو الخلف ليستعيد ماضي الشخصيات وتجاربها وخلفياتها التي تجعل من تصرفاتها أكثر منطقية وقربًا من الاستيعاب. وإلى جانب الذكاء الحاد في إدارة التوازن بين السرد الوصفي والحوار والمونولوج الداخلي، وكتابة المذكرات أو اليوميات، جعل من الزمن عنصرًا توظيفيًا حيث عنون الفصول بتواريخ الأيام، ومثلما بدأ الرواية بعتبة مدهشة، ختمها على نحو مباغت، ففي حين تنتهي معظم الروايات بكلمة «تمت».. أنهاها بـ«بدأت» بعدما قاد الغريمين إلى دخول استوديو المناظرة التي انتهت الرواية قبل أن تبدأ كأنما يريد لهذه النهاية المفتوحة أن تؤكد أنه لا يختار انتصار طرف على آخر، بل ربما يترك للوقت أن يقرر، وهو ما سبق أن أكد في الصفحة 137 حين قال «يتساءل محسن: ألا توجد فكرة تعيد التئام ما فرقت الانحيازات الأيديولوجية، وما تركت من ندوب في روح المجتمع؟ ولا يجد إجابة، ولا من يجيب».


الرياض
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- الرياض
"الأدب والنشر" تُبرز إرث الطائف الثقافي
نظّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة حلقة نقاش أدبية بعنوان "الطائف مدينة الأدب"، تهدف إلى إحياء التاريخ الثقافي الأدبي في المحافظة، وإبراز ما تكتنزه المدينة من جماليات فريدة تعزز من مكانتها الأدبية على المستويين المحلي والخليجي والعالمي. وأكد المشاركون أهمية دور المدينة التاريخي والفعال في تحريك المشهد الأدبي، وما تحمله من جوانب إثرائية أدبية، يُطمح من خلالها إلى توسيع نطاق المشاركة المجتمعية في الجانب الأدبي للمدينة، لا سيما أن الطائف أول مدينة سعودية تنضم إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة في مجال الأدب. وتعيش محافظة الطائف عامًا مزدهرًا مليئًا بالتميز في مجال الأدب، تصدح به من أعالي قمم جبال الهدا والشفا، وحظيت خلال شهر يونيو الجاري للعام 2025م ببرامج ذات أهمية في الموضوعات الأدبية الخلاقة، والمعززة للمشهد الأدبي العام، وأثرت حلقات النقاش المنظمة من هيئة الأدب والنشر والترجمة العديد من الموضوعات الأدبية المتنوعة والمتجذرة في أدب إنسان الطائف والمنطقة، من خلال تسليط الضوء على مفهوم المُدن المبدعة وأهدافها، ودورها في تطوير الإبداع الأدبي، ورفع الوعي العام بتطلعاتها الثقافية.