
دور الأردن الثابت والراسخ «من قلب الحدث» مشاركتي عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة ، بقلم : ، بقلم : د. دانييلا القرعان
دور الأردن الثابت والراسخ «من قلب الحدث» مشاركتي عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة ، بقلم : ، بقلم : د. دانييلا القرعان
الأردن كان وما زال وسيبقى المدافع الأول عن القضية الفلسطينية بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص، ولم يدخر الأردن جهدًا ووقتًا في إيصال كلمة الحق في إحقاق الحقيقة المؤكدة أن فلسطين ذات يوم ستنال استقلالها، وسيكتسب الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المكتسبة. موقف الأردن لم يكن وليد اللحظة أو بمحض الصدفة، بل هو موقف متوارث وثابت ما بين ملوك بني هاشم، وجاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ليكمل ما بدء به آباؤه وأجداده في نصرة القضية الفلسطينية، وتقديم كافة سبل الدعم والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني والشعب الغزي، والمواقف تشهد أن الأردن كان في طليعة الدول العربية والعالمية في الوقوف وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والطبية والدوائية للشعب الفلسطيني وتحديدًا الشعب الغزي، ولم يكتفي الأردن بتقديم الدعم والمساعدات فحسب ، بل أن جلالة الملك كان السفير الحقيقي في إيصال صوت الضمير لكل رؤساء ودول العالم؛ حتى يستجمع جلالته مواقف العالم أجمع تجاه ما يحدث في فلسطين وقطاع غزة. وها هو الأردن اليوم يتعرض لحرب شرسة ضروس، تقودها فئات الظلام والمستنكرين، في محاولة منهم للتشكيك بمواقف الأردن الواضحة كوضوح شمس الصيف الحارقة في منتصف شهر آب اللهاب، والثابثة كثبوت هلال رمضان وهلال العيد، وكثبوت الجبال العالية الراسخة. هذا التشكيك لم يأتي من فراغ، بل هو نتيجة مؤامرات سابقة ومستمرة للنيل من أمن واستقرار الأردن، والذي بات يرعبهم قوة الأردن وتماسكه تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط الملتهب. وقد حاولوا بشتى الطرق النيل من هذا الوطن، لكن وبحمد الله دائمًا محاولاتهم تفشل فشلا ذريعًا، وتبوء بالتلاشي والنسيان. شهد الأردن الكثير من المحاولات لإغتياله وإطفاء نوره المتوهج بكافة الطرق، وعندما لم تنجح خططهم من النيل من هذا البلد، بدأوا بزع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الاردني، ولم يكتفِ الأمر عند هذا الحد أيضًا، بل استكملوا مؤامراتهم بالتشكيك بمواقف الأردن الواضحة والثابثة والراسخة في دعم الأهل في فلسطين وقطاع غزة، وبدأوا بنشر الروايات والقصص المفبركة، لكن أيضًا باتت محاولاتهم في كل مرة تفشل فشلا يعم في كل مكان. وهذا الأمر يغيب عن أصحاب العقول السوداء والمظلمة، أن في كل مرة يحاولون النيل من هذا الوطن، يقف ابناؤه وبناته لهم بالمرصاد، وكأن الشعب الاردني كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هكذا نحن الأردنيين، من يحاول التلاعب بنا، أظهرها له من نحن، وما هو الأردن العظيم.
لم يألُ الأردن جهدًا ولا وقتًا في دعم القضية الفلسطينية من كافة الجوانب، واليوم يثبت الأردن ما كان يتحدث عنه عبر السنوات الماضية من أشكال الدعم المستمرة التي لا تتوقف تجاه إخواننا الفلسطينيين.
إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الوجه الآخر من أشكال المساندة الحقيقية للأشقاء الغزيين، وها هي الطائرات العسكرية الأردنية اليوم والتي كانت السبّاقة في إرسال المساعدات، تحلّق في سماء قطاع غزة الذي يدّك بالصواريخ الإسرائيلية صباح مساء. الموقف الأردني كان وما زال ثابتًا رغم الظروف التي تحيط به منذ أن قرعت طبول الحرب في غزة، وهو الرامي إلى وقف الحرب وإيصال المساعدات، ويأتي هذا الموقف في الوقت الذي ما زال يشدد فيه الإحتلال الإسرائيلي الحصار على غزة ويمنع إدخال المساعدات والأدوية للمرضى والجرحى وأهالي القطاع.
وعند الحديث عن أبرز دلالات هذه الخطوة، هي قدرة الأردن على استثمار مكانته الدولية في الأزمات الحادة، وأداء دور مهم قد يعجز عنه الكثيرون في المنطقة، وإصراره على نصرة الاشقاء في غزة وتخفيف آلامهم ومواجهة الغطرسة الصهيونية التي فاقت كل المعايير في البطش والقتل الممنهج، والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ثمة دلالات سياسية كبيرة للدور الأردني المحوري في أزمات المنطقة، وشبكة الأدوار الإقليمية والدولية المعقدة التي ترافق المحنة التي يواجهها الأشقاء في قطاع غزة تؤكد إصرار الأردن على نصرة الأشقاء في غزة، وتخفيف آلامهم، ومواجهة تصرفات العدو الإسرائيلي التي فاقت كل المعايير الدولية والقوانين الدولية والاتفاقيات الدولية.
وهذه المواقف تنبع من الدور القيادي والسياسي والإقليمي لجلالة الملك، ونبل الدور الأردني الكبير للشعب والجيش العربي القوات المسلحة الأردنية على حد سواء.
«لم يسجل التاريخ أن زعيمًا قام ما قام به جلالته» مما يثير الدهشة، ومخالفة للبروتوكولات الملكية أن ملكًا يتصف بصفات الجنود، بمعنى أنه جندي قبل أن يكون قائدًا وملكًا، يقف دائمًا ويشارك أبناء الجيش العربي والأجهزة الأمنية ويتناول الإفطار معهم، ويشاركهم الأحاديث والمغامرات، ويذهب إلى منازلهم، ولم يكتف عند هذا الحد، بل إنه الزعيم الوحيد الذي شارك بعمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة بوقت تلتهب فيه غزة من نيران العدو الإسرائيلي، ووقف إلى جانب نشامى الجيش وهم على متن الطائرة العسكرية يلقون المساعدات الإنسانية بظروف ولحظات صعبة، قولوا لي من هو الزعيم الذي يفعل ذلك سوى ابو الحسين؟!
وعن الحديث عن أهم جزئية عززت وطنيتي وانتمائي لهذا البلد، هو مشاركتي في عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة لأكثر من مرة، وهذا الأمر عزز أيضًا فخري وأردنيتي ووطنيتي لهذا البلد بشكل لا يصدق، سنحت لي القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية مشكورةً، واعتز به كأعتزازي بوطني، الفرصة الذهبية كأبنة لهذا الوطن أنتمي له بهويتي وجواز سفري، وبكل جوارحي الناطقة والصامتة، المشاركة مع أبطال وأسود ونشامى الجيش العربي، ونسور سلاح الجو الملكي على متن طائرة عسكرية كانت متجهة إلى قطاع غزة للقيام بالدور الأساسي والذي أصبح جزء لا يتجزأ من مهمات الجيش الأردني تجاه الأشقاء في قطاع غزة. شعور لا يمكن وصفه أن أكون جنبًا إلى جنب مع جيش أبو الحسين، مع من لا يهابون الموت وهم يقفون على حافة الطائرة العسكرية وهي مشرّعة أبوابها للهواء، وملّحقة في سماء أقرب ما يمكن وصفها أنها سماء حرب، يقفون بجبهات مرتفعة وناصبة وقوية وثابتة، وبعزيمة وإرادة اكتسبوها من ملك وقائد عظيم علّمهم معنى أن يقفون أمام الموت ولا يهابونه ، لذلك هم جنود أبو الحسين، خريجي مدرسة قائد فذّ مقدام جريئ لا يخاف لومة لائم.
انطلقنا من قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية #الغباوي، ومررنا بالاجواء الأردنية متجهين إلى قطاع غزة المحاصر، في هذه الأثناء وأمام مرأى عيني ونبضات قلبي تزداد أكثر وأكثر، كانوا الأبطال نشامى الجيش العربي وبمساندة نسور سلاح الجو الملكي كخلية نحل لا تتوقف، وكأنهم جسد واحد، يقفون إلى جانب صناديق الإمدادات الغذائية والدوائية وكأنهم حرّاس لها، يقفون بثبات منتظرين الأوامر للإستعداد لعملية إنزال تعتبر الثامنة في ذلك اليوم. فتحت الأبواب معلنة اللحظة التي سيتم فيها إنزال جوي بواسطة مضلات محكمة بأسس وأنظمة معينة ودقيقة، أعطيت الأوامر بناءا على إشارة أصابع اليد، وثم بدأت عمليات الإنزال الجوي بمشهد تقشعر لها الأبدان على أرض ارتوت من دماء أبنائها وساكنيها، مشهد جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز بجيش وطني ونشامى وطني وبمليكي تارة، وتارة أخرى أشعر بوجع وحزن شديدين على أرض تستحق أن تعيش كغيرها من بلاد العالم بسلام ولم تذق السلام. ألقيت نظرة من نافذة الطائرة العسكرية على ركام وحطام ودمار لم يترك طيرًا ولا إنسًا ولا حيوانًا ولا جمادًا على قيد الحياة، فُنيَ الجميع ولم يبقى الا المشهد الحزين.
اريد أن أوجه رسالة لجميع المشككين بالمواقف الأردنية تجاه الأشقاء الفلسطينيين وخاصة الغزيين، لو كنتم جنبًا إلى جنب مع أبطال الجيش العربي وهم يقفون على حافة الطائرة مستعدين لعمليات الإنزال لما شككتم بهذه المواقف، الأردن كان وسيبقى الملاذ الآمن لكل من يطلب الحماية منه، فما بالكم عندما يكون الملاذ الآمن لفلسطين.. حمى الله الأردن وحمى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وأبعد الله عن الأردن شر الفتن ما ظهر منها وما بطن…

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قدس نت
منذ 8 ساعات
- قدس نت
مركز الاتصال الحكومي يصدر تقريرا يوثق إنجازات وزارة الأشغال العامة والإسكان خلال عام من تولي الحكومة
أصدر مركز الاتصال الحكومي تقريرا يوثق أبرز إنجازات وزارة الأشغال العامة والإسكان خلال عام من تولي حكومة محمد مصطفى (نيسان 2024 – نيسان 2025). وأشار مركز الاتصال الحكومي في بيان صادر عنه، اليوم الثلاثاء، إلى وجود تقدم ملموس في مشاريع البنية التحتية، والمباني العامة، والتدخلات الطارئة، إلى جانب إطلاق مشاريع استراتيجية وتنظيمية تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر، رغم التحديات الميدانية التي يفرضها عدوان الاحتلال وخاصة في قطاع غزة ومحافظات شمالي الضفة الغربية. إعادة إنشاء وتأهيل الطرق وفي إطار خطتها الشاملة لتحديث شبكة الطرق، تواصل الوزارة العمل على 9 مشاريع جديدة بطول 35 كم، يجري تنفيذها حالياً بتمويل قدره 66.3 مليون شيقل، كما شهد العام تنفيذ 9 مشاريع طرق رئيسية بطول إجمالي بلغ 34.9 كم، وبتكلفة وصلت إلى 16.65 مليون شيقل. شملت هذه المشاريع تأهيل طرق حيوية في مختلف المحافظات، وهي: • تأهيل طريق بيتونيا – عين قينيا • إعادة تأهيل مدخل طولكرم الجنوبي • تأهيل طريق العيزرية – جبل البابا • تأهيل طريق جبع – صانور • تأهيل طريق إذنا – دير سامت • تأهيل طريق واد سعير – الخليل • تأهيل طريق زيتا – علار • تأهيل طريق بديا – سنيريا • تأهيل شارع جفنا – بيرزيت المباني العامة: تطوير المرافق وتعزيز البنية المؤسسية في سياق تحسين البنية التحتية للمؤسسات، نفذت الوزارة 12 مشروعًا في مجال المباني العامة، بقيمة بلغت 51.57 مليون شيقل. وهذه المباني هي: •إنشاء مبنى أكاديمية الضباط - أريحا •تأهيل محكمة بداية صلح أريحا •إنشاء مركز "تراثي" للمنتجات التراثية - رام الله •مبنى هيئة سوق رأس المال الفلسطينية - رام الله •إنشاء مسرح تصوير خارجي للمدرسة الوطنية-رام الله •صيانة مبنى وزارة الخارجية - رام الله •ترميم مدخل مبنى الصحيفة - رام الله •ترميم منازل (المرحلة 3) - مسافر يطا •تأهيل مقر الهيئة العامة للشؤون المدنية - الخليل •صيانة مركز تدريب مهني - الخليل •إنشاء الوسائل التكميلية والعوائق التدريبية - أريحا •صيانة وحدات استحمام الشرطة الخاصة - الخليل فيما يجري حالياً استكمال تنفيذ 10 مشاريع إضافية بقيمة 36 مليون شيقل، تتوزع على عدة محافظات. تدخلات طارئة وتعاملت الوزارة مع آثار المنخفضات الجوية وآثار العدوان الإسرائيلي في محافظات شمالي الضفة، وشق طرق زراعية، من خلال تدخلات طارئة شملت: • معالجة أضرار الشتاء عبر تنفيذ 40 مشروعاً على شبكات الطرق، بكلفة 10 مليون شيقل. • إصلاحات عاجلة في الطرق العامة بطول 2.2 كم وبتكلفة 4.8 مليون شيقل. • شق طرق جديدة بطول 18 كم لتسهيل الوصول إلى المناطق الزراعية والنائية. مشاريع استراتيجية: رؤى متقدمة للتخطيط وتوفير الموارد كما أطلقت الوزارة عدداً من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين جودة التخطيط وخفض التكاليف، منها: • إعادة تصميم مشروع طريق وادي النار لتقليل التكلفة بنسبة 30%. • منصة رقمية لحصر أضرار العدوان، مكّنت من تعبئة 250 ألف استمارة إلكترونية لتوثيق الأضرار في الوحدات السكنية. شمالي الضفة: استجابات فورية في وجه العدوان في ظل التصعيد الإسرائيلي شمال الضفة، نفذت الوزارة تدخلات ميدانية فورية شملت: • فتح الطرق وإزالة الردم عشرات المرات، مع فرد طبقات مؤقتة لتأمين حركة المواطنين والمركبات. • حصر الأضرار في 7,640 منزلاً ومبنى، وضرر في أكثر من 71 كم من شبكة الطرق حتى نهاية عام 2024. •إعادة تأهيل البنية التحتية عشرات المرات بعد أكثر من 50 اجتياحًا لشمال الضفة. عطاءات مركزية: دعم للمؤسسات وتطوير للقدرات تم إحالة 13 عطاء مركزيًا لصالح 6 مؤسسات حكومية، بقيمة إجمالية بلغت 41 مليون شيقل، في إطار تعزيز التكامل بين الوزارات والجهات الرسمية. إنجاز تشريعات كما أنجزت وزارة الأشغال العامة والإسكان كودات وطنية حديثة: •كود الأحمال والقوى الفلسطيني. •كود الطرق. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله


فلسطين أون لاين
منذ 13 ساعات
- فلسطين أون لاين
الغزيون بين الحاجة والكرامة.. المساعدات الإنسانية حق لا يُبتز
غزة/ عبد الرحمن يونس في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، تتجسد معاناة الفلسطينيين في صراع يومي بين البقاء والحفاظ على الكرامة. ففي زمن تسييس المساعدات وابتزاز الحقوق، يؤكد سكان القطاع أن المساعدات ليست منةً بل هي حقٌ قانوني وأخلاقي لا تجوز المساومة عليه. نعيم عوض، نازح من شمال غزة، يروي بحسرة من مركز إيواء مكتظ كيف تحوّلت حاجاتهم الأساسية إلى معركة صعبة: "نحن بحاجة إلى طعام ودواء وماء لنعيش، لكن كرامتنا تبقى صامدة رغم كل القصف والحصار. نرفض أن تكون مساعداتنا ثمنًا للصمت أو الخضوع." في حين يصف حسام كلوب، المعيل الوحيد لعائلته في منطقة الشاطئ الشمالي، واقع الحصار بقوله: "الاحتلال يحاصرنا ويمنع وصول الغذاء، لكنه ملزم قانونيًا بإدخال المساعدات. نحن نصبر ونثق بأن الفرج قادم من الله، لا نطلب الشفقة، بل الالتزام بحقوق الإنسان." أما الحاج أبو ياسر شقورة (65 عامًا)، فيؤكد: "سنصبر ونبقى صامدين، لأن إدخال المساعدات ليس منّة بل واجب قانوني، والاحتلال مضطر لإدخالها تحت ضغوط دولية." هذه الشهادات البشرية، وسط تقارير المنظمات الدولية والأمم المتحدة، تلخص مأساة غزة بلغة الكرامة والرفض لأي شكل من أشكال الابتزاز أو التسييس. الفلسطينيون يطالبون بأن تكون المساعدات أداة إنقاذ، لا وسيلة لإذلالهم أو فرض الشروط. في مواجهة هذه الأزمة، حذر مجلس تنسيق مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني من تجاوز المؤسسات الوطنية في آلية إدخال وتوزيع المساعدات، مؤكدًا أن ذلك يشكل انتهاكًا للسيادة الوطنية ويخدم الاحتلال الإسرائيلي. وأكد المجلس في بيان صحفي، على ضرورة إشراف الجهات الرسمية الفلسطينية بالتنسيق مع المؤسسات الأممية لضمان توزيع عادل يحترم الخصوصية الوطنية. بدورها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضرورة إيصال المساعدات دون تسييس، مشددة على التزام (إسرائيل) كقوة احتلال بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين. وأوضحت أن الأوضاع الإنسانية تتطلب تسريع دخول الإغاثة وتأمين بيئة آمنة لتوزيعها. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في غزة كارثي، حيث يواجه أكثر من 2.4 مليون فلسطيني خطر المجاعة، ويعاني أكثر من 92% من الأطفال دون سنتين من نقص حاد في التغذية، إضافة إلى حاجة ماسة لمئات الآلاف من النساء الحوامل والمرضعات والمسنين إلى مكملات غذائية. وسط هذه المعاناة الشاملة، يظل الغزيون متمسكين بحقهم في حياة كريمة، مؤمنين بأن المساعدات الإنسانية ليست هبة بل حق يجب أن يصل إليهم بلا شروط أو ابتزاز، في ظل معركة صعبة بين الحصار والكرامة. المصدر / فلسطين أون لاين


قدس نت
منذ يوم واحد
- قدس نت
فلسطين ... وسرديات مختلفة...!
بقلم: أكرم عطا الله بقلم أكرم عطالله : النقاش السياسي في لحظة أخلاقية فادحة يصبح غير أخلاقي بالنسبة لمن يدفعون الثمن بلا مقابل وطني أو في لحظات النزيف الدامي، هكذا بدا الأمر في هذه الإبادة التي تعرضت لها غزة التي تموت بأنين خافت أمام وجهات نظر فلسطينية خارجها غارقة في ترف النظريات التاريخية ومقارناتها، دون حساب لعواطف البشر ودموعهم وأرواح كانت لها أحلام وأرواح ومستقبل وذاكرة وعائلات تمزقت بالنزوح حيناً وبالموت أحياناً، أما الجوع الذي لا يتوقف عن أكل البشر فهو خارج الحسابات. هكذا بدت الأمور في هذه الحرب التي كشفت حجم تباين الفلسطينيين حيث لكل مكان سرديته الخاصة التي تزداد تباعداً، ولم يعد الفلسطيني موحداً حول ذاكرة واحدة كما العقود الأخيرة ولن يكون بعد هذه الحرب وبسبب نتائجها، صحيح أنه كانت هناك مؤشرات ووقائع لهذا التشتّت لكن الحرب على غزة كشفت أصعب مما كان متوقعاً، فقد أصبحت لغزة سرديتها الخاصة منذ عام ونصف العام، سردية الضحية التي ما كان يجب أن تندفع بهذا الجنون، هكذا يقيّم الغزيون فعل السابع من أكتوبر بعد أن فقدوا مدنهم وبيوتهم وذكرياتهم وتركوا خلفهم أبناءهم تحت الأنقاض، وتعرضوا لمجاعة شديدة الصعوبة ولخذلان أشد وطأة من كل شيء من الأخ والصديق والرفيق ليجدوا أنفسهم عرايا وحدهم تحت سماء التاريخ. في الداخل الفلسطيني، ظهرت سردية وسطية تقترب إلى حد ما من سردية غزة، فهي تدرك حجم الوحشية الإسرائيلية وتدرك أكثر أصول اللعبة وطبيعة المعادلة لمعرفتها بالعقل الإسرائيلي بحكم التعايش اليومي، وتدرك أن التعبير عن رأيها للحدث سيدفعها لواحدة من أكبر الخسارات وهي تقف في وضع استثنائي إذ تنتمي لشعب وتعيش في ظل سلطة تحتل هذا الشعب لتفضل الصمت حتى لا تستفز وحش القوانين ضدها وتجد نفسها خارج المكان، كما استفزت غزة وحش السلاح لتجد نفسها ومجتمعها على حافة المكان. وقد وجدت الضفة الغربية سرديتها المشتقة من واقع رفضها للاحتلال وتسعى للانتقام منه بأي شكل لتجد في السابع من أكتوبر ما يدغدغ لحظة عاطفية تجسدها عربدة المستوطنين وحواجز الجيش وحرق الزيتون وعنصرية الطرق وتمدد المستوطنة، دون أن تدقق كثيراً بمأساة غزة التي ستمتد لعقود أو تغرق في تفاصيل عاطفية يومية بل كان حكماً سياسياً لم ينتبه لأزمته الأخلاقية حين لا يتحمل وطأة الحدث. أما الخارج الأكثر بعداً عن الحدث والمتحرر من ضغط الاحتلال يرى فيه بطولة تجسدت في لحظة ما، ما يكفي أو يستحق سحق مدينة بمواطنيها وتاريخها مستدعياً من تجارب التاريخ والتضحيات البعيدة ما يسند سرديته بالشعار الكبير والتساؤلات على نمط: كل الشعوب دفعت أثمان التحرير أو هل تتوقعون حرية بلا ثمن؟ وغيرها من التساؤلات التي لا تستوي مع الانفصال عن المكان وشراكة الثمن، بل ترى أن الثمن الذي تدفعه غزة هو ثمن طبيعي لا يتعلق الأمر هنا بقراءة التاريخ بقدر ما يتعلق بتوزع الجغرافيا وعدالة الثمن. قبل عقود، حصل ما يشبه ذلك في النكبة الفلسطينية حين توزع الشعب الفلسطيني تحت أكثر من نظام حكم. ففي غزة، أصبح تحت الإدارة المصرية وفي الضفة تحت الإدارة الأردنية وفي الداخل وجد نفسه تحت حكم من طرد شعبه يتعرض لعملية أسرلة واختلفت المناهج الدراسية وفي الشتات أكثر كان الأمر متباعدا فنشأ تعدد الروايات، إلى أن جاءت منظمة التحرير في ستينيات القرن الماضي لتعيد صناعة رواية موحدة جسدت أهم ما حدث للفلسطينيين بعد النكبة وقد أدى احتلال اسرائيل لباقي فلسطين بعد النكسة إلى إعادة التواصل بين التجمعات الثلاثة ليكون ذلك مقدمة للانتفاضة الموحدة. إلى أن جاءت حركة حماس من رحم حركة الإخوان المسلمين وظلت خارج منظمة التحرير لتصنع لها سرديتها الخاصة الموازية. ومع انقلاب العام 2007 كان للفصل بين غزة والضفة دور في صناعة روايتين وثقافتين ومجتمعين ورؤيتين، إلى أن جاء السابع من أكتوبر وتداعياته التي أحدثت الشرخ الأكبر في الروايات الفلسطينية والأحداث. لذا لم يعد النقاش سهلاً بين فلسطينييْن أحدهما من غزة جائع خائف فقد نصف أسرته ولم يتمكن من دفنهم مع فلسطيني في العواصم يشعر بوخز البعد عن المكان ويعيش لحظة فخر السابع من أكتوبر ويكتفي بها دون أن يكون جزءا من التداعيات والأكلاف وليس مستعداً للنظر بالإستراتيجيات القائمة والقادمة إذا ما كان الفعل ونتائجه سيؤديان إلى الطريق الوحيد أم سيغلقان كل الطرق، هذا ليس مهماً. الخشية أن تنتهي هذه الحرب بتمزيق الشعب الفلسطيني لروايته التي حاول أن تكون موحدة على امتداد عقود مضت. فالنجاحات عادة تغطي على كل الأسئلة فيما الفشل يفتح على الكثير من الأسئلة. وهذه المرة غزة وحدها ترى الكارثة فيما بقية الفلسطينيين في العالم لا يشاركونها ذلك لذا أسئلة غزة نابعة من فشل فادح بدل أن يحرر أرضاً استدعى اسرائيل لاحتلال غزة، وأما بقية من فلسطين ترى البطولة التي تستحق مهما كلف الثمن. وما بين الكارثة والبطولة يتحول الفلسطينيون إلى شعوب وقبائل لا ليتعارفوا بل ليتعاركوا، هذه هي الحقيقة لكن الأهم أن فائض الترف السياسي في لحظة أخلاقية فادحة ينبغي أن يكون مشوبا بالحذر فقد يبدو أنه لا أخلاقي. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت