
لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها لواشنطن؟
Getty Images
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم بن جبر آل ثاني، قبيل مغادرته قاعدة العديد الجوية متوجهاً إلى أبوظبي، في 15 ماي 2025، الدوحة.
جاءت الهجمات الإيرانية على قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر لتهدد بتوسيع رقعة الصراع إلى ما وراء حدود الجبهات التقليدية. ورغم أن الهجمات لم تسفر عن أضرار بالقاعدة، التي أٌعلن أنها أخليت بالكامل لضمان سلامة العاملين بها، فإن كثرا يتساءلون: لماذا اختيرت هذه القاعدة تحديدا دون سائر القواعد الأمريكية في دول الخليج المجاورة؟
غالبية التحليلات تشير إلى أن اختيار العديد جاء في إطار ما وصفه محللون كثر بـ"رمزية" الرد الإيراني على الهجمات الأمريكية التي شنتها واشنطن على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. ففي يوم الأحد 22 يونيو الجاري، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن بلاده نفذت هجوما "ناجحا" على تلك المواقع أسفر عن "تدميرها بالكامل". وقد أقر مسؤولون إيرانيون باستهداف المنشآت، إلا أنهم نفوا تعرضها لأضرار جسيمة.
"الأسهل لوجيستيا"
من زاوية عسكرية ولوجستية، يقول المحلل الإيراني للشؤون العسكرية والاستراتيجية حسين عريان لبي بي سي عربي إن إيران كانت على دراية تامة بأن هذه القاعدة فارغة، مشيرا إلى أن واشنطن كانت قد اتخذت، قبيل هجوم إسرائيل على إيران، سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي شملت نقل العاملين في قاعدتها بقطر إلى مكان أكثر أمنا. ويوضح عريان أن "قطر - من الناحية الجغرافية - قريبة للغاية من إيران، نحن نتحدث عن قاعدة عسكرية لا تبعد إلا بنحو 200 كيلومتر من أقرب ساحل في إيران، وربما كانت قاعدة العديد الجوية الهدف الأسهل والأقرب". وتقع قاعدة العديد الجوية جنوب غرب العاصمة الدوحة، وتعرف أيضا بمطار أبو نخلة. أنشئت عام 1996 وتُعد وفقاً للخارجية الأمريكية أضخم منشأة تابعة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة. ووفقا لبيانات محدثة حتى العام 2022 نشرها موقع أكسيوس، فإن عدد القوات الأمريكية في قاعدة العُديد يصل إلى 8 آلاف. وتضم القاعدة أيضاً مقرات للقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الوسطى في سلاح الجو الأمريكي.
Getty Images
عسكريون أمريكيون وقطريون يستعمون إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يتحدث على خشبة المسرح خلال جولة في قاعدة العديد الجوية في 15 مايو 2025، في العاصمة القطرية الدوحة.
لماذا استُبعدت الكويت والبحرين والإمارات؟
أما عن استبعاد إيران استهداف المنشآت الأمريكية في دول خليجية أخرى، فيشير عريان، الضابط السابق في البحرية الإيرانية، إلى أن ضرب قاعدة بحرية كتلك الموجودة في ميناء خليفة بن سلمان في البحرين، والتي تضم قيادة الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة البحرية الوسطى- كان خيارا صعبا للغاية بالنسبة لإيران، "فهي منطقة مكتظة وأصغر بكثير عن قاعدة العديد التي تقع في منطقة نائية في قطر". ويضم ميناء خليفة بن سلمان في منطقة الجفير شرق المنامة أكبر السفن الحربية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات. كما تتمركز فيه أربع سفن مضادة للألغام، وسفينتان للدعم اللوجستي، وسفن عدة تابعة لخفر السواحل الأمريكي. وعند سؤاله عن القواعد الأمريكية في الإمارات، أوضح عريان أن استهداف قاعدة الظفرة الجوية بالقرب من أبو ظبي حيث يتمركز نحو 3500 عسكري أمريكي، يشكل تحديا أكبر لإيران نظرًا لبعد موقعها الجغرافي بالمقارنة بالعديد في قطر. "كما أن الصواريخ الإيرانية – التي يقول المسؤولون الإيرانيون إنها عالية الدقة –قد تخطئ الهدف، وتتسبب في أضرار كبيرة في قاعدة الظفرة"، يقول عريان. وافقه في هذا الرأي محللون آخرون، من بينهم عبد الله بعبود، الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية وشؤون الخليج، والدكتور حسن منيمنة، المحاضر في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، الذين أكدا أن هناك "رمزية كبيرة" في اختيار إيران لقاعدة العديد. ويتساءل منيمنة: "لماذا لم تذهب إيران لضرب منشآت في الكويت مثلاً واستعداءها طالما أن قطر لها سجل مشهود من التفاهمات والوساطات الفعالة في المنطقة؟ إيران اتجهت للعديد في قطر ربما لأنها لم تكن على ثقة بأنها حال ضربت القواعد العسكرية في الكويت سيكون الرد الرسمي، لا العسكري، إيجابا، فطهران قد لا تكون مطمئنة بأن تنجح الكويت في احتواء الأمر". وبرأي منيمنة – فإن موقع العديد في قطر "هو موقع قابل للضبط"، أي أن إيران تدرك تماما بأن قطر تريد أن تتوصل إلى معالجة للمسألة، فالأمور مع الدوحة أقل احتمالا للخروج عن السيطرة". ويضيف إنه كان من الممكن أن يتم اختبار قدرة الإمارات على احتواء الأمر، ولكن يكرر منيمنة السؤال بالقول: "لماذا نختبر الإمارات طالما هناك قطر؟" أما عن التفكير في الهجوم على منشآت أمريكية في البحرين، فيشير منيمنة إلى أن المسألة مع البحرين مختلفة، "فالأمور ليست بهذه السلاسة مع المنامة، أي أنه يمكن لإيران أن تستوعب من قطر الإدانة وطبعا رفض الاعتداء ولكن ستظل تطمئن بأن قطر ستمضي قدما في احتواء المسألة والتوسط".
Getty Images
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (يسار) وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصلان لعقد مؤتمر صحفي مشترك في الدوحة في 2 أكتوبر 2024.
"الغضب القطري يمكن امتصاصه"
رأي اتفق معه أيضا بعبود الذي قال إن "إيران حاولت أن ترسل رسالة لواشنطن مفادها أنها تستطيع الوصول لأي قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ولكنها اختارت العديد لأنها ربما القاعدة الأكبر والأهم بالنسبة للولايات المتحدة في الخليج، فهي رسالة مبطنة لأمريكا"، كما أن طهران– وفقا لبعبود – لا تريد أن تدخل في صراع مباشر مع واشنطن من خلال استهداف قواعد أخرى لها في الخليج. "المسألة كانت مجرد رد فعل رمزي، كما أن العلاقات القطرية الإيرانية قوية، فالغضب القطري يمكن امتصاصه بعكس أي دولة خليجية أخرى و قطر تتفهم هذا الشيء" هكذا يضيف المحلل العُماني. رؤية مشابهة عبر عنها المحلل الإيراني، حسين عريان، الذي قال إن "إيران أبلغت السياسيين القطريين بأنها ستقوم بهذه الضربة، ومن خلالهم تم إخطار الأمريكيين أيضاً. لذلك، ما فعلوه كان في الحقيقة لفتة رمزية، تشبه تماما اللفتة التي اتخذتها إيران عندما قُتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق عام 2022. حينها هاجمت إيران بعددٍ من الصواريخ قاعدة عين الأسد في العراق. لذا، كانت لفتة رمزية وجزءا منها كان دعاية لإخبار الشعب في إيران بأننا فعلنا شيئًا ما".
Getty Images
جنود وموظفون أمريكيون وقطريون ينتظرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قاعدة العديد الجوية جنوب غرب الدوحة في 15 مايو 2025.
دراسة عواقب الضربة الإيرانية للعديد
يرى بعض المحللين أنه كان يجب على إيران دراسة العواقب التي ستنتج عن استهدافها قواعد أمريكية في الخليج، ولذلك وقع الاختيار على العديد لتجنب "عواقب وخيمة" كما وصفتها المحللة المختصة في العلاقات الإسرائيلية الإيرانية إيفرت سوفير، التي قالت لبي بي سي "إنه في ضوء العلاقات الإيرانية القطرية القوية، يبدو أن الأمور كانت أسهل من جهة التنسيق لهذه الضربة، وبالتالي احتواء النتائج بشكل أفضل". وأشارت إلى أن علاقات طهران مع الدوحة تعتبر من أكثر العلاقات قربا مقارنة بالعلاقات مع الرياض أو المنامة، ولذلك، تعزو سوفير اختيار العديد إلى "سهولة وسرعة" التنسيق بين كل من إيران وقطر والولايات المتحدة، رغم أن الضربة الإيرانية للعديد أثارت اهتماما وقلقا كبيرا في منطقة الخليج ككل. ورغم علاقات الدوحة المتوازنة تقليديًا مع طهران، فإن وجود قاعدة العديد يضعها في موقف معقّد، فهي الدولة الوحيدة في الخليج التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية دون أن تكون ضمن المحور المناهض لإيران بشكل مباشر. وهنا قد يرى البعض أن هذا التوازن الذي حاولت قطر الحفاظ عليه منذ أزمة الخليج عام 2017، بات عرضة للاختبار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بديل
منذ ساعة واحدة
- بديل
الحرب الإيرانية -الإسرائيلية; او الحرب التي تعيد تشكيل قواعد الاشتباك اقليميا و دوليا.
عندما نعود باذاكرة الأحداث إلى الوراء خاصة بدايات القرن الواحد والعشرين . ونستحضر تصرفات أمريكا وخلفائها الأطلسيين في تعاطيهم مع القضايا الدولية سواء من داخل مجلس الأمن. لما كان هذا الاخير أداة لتمرير القرارات الامريكية واضفاء الشرعية الاممية عليها في التطاول على سيادة الدول .ولا حقا لما تم شل هذه الهيئة بعد ان تعاظم نفوذ كل من روسيا والصين واقدامهما عى الاستعمال المكثف لحق النقض ضد مشاريع القرارات الأمريكية. وهو ما لم يمنع أمريكا كذلك من اتخاذ قرارات أحادية تعمل من خلالها على تخريب بعض الدول وتغيير انظمة بعضها حتى وان اقتضى ذلك تدخلا عسكريا مباشرا وذلك ضدا على القانون الدولي والميثاق المؤسس للأمم المتحدة كما حدث في يوغسلافيا سابقا وأفغانستان والعراق ودول اخرى في أمريكا الجنوبية كبنما وليبيا وسوريا الخ. لكن الآن بالوقوف عند الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي ابتدأتها هذه الأخيرة بإيعاز من أمريكا وحلفائها وذلك بعد يوم واحد من تمرير نص القرار المسيس الذي قدمته الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة من طرف مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية. الذي اتهم إيران بالتنصل من التزاماتها مع الوكالة . وهو القرار الذي صوت لصالحه 19 عضو من أصل 35 بما فيهم المغرب .وذلك قبل يوم واحد عن بدء إسرائيل عدوانها على إيران. وبعد انقضاء الستين يوما التي حددها دونالد ترامب لإيران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وعن برنامجها البالستي .علما ان نص القرار الذي تم تمريره بأغلبية مدروسة في مجلس المحافظين للوكالة الذرية كان من المفروض أن يعرض على مجلس الأمن ليتخذ فيه ما يراه مناسبا وذلك وفق المسطرة القانونية .وليس لاتخاذه ذريعة لإطلاق اليد الإسرائيلية والأمريكية للاعتداء على دولة ذات سيادة في خرق سافر للمواثيق الدولية . وكذلك بالنظر إلى ردة الفعل العسكرية الإيرانية التي أحدثت دمارا كبيرا ب الكيان الإسرائيلي ، بالشكل الذي لم يشهد له مثيل عبر تاريخ حروبه مع دول الجوار، مما دفعه للاستنجاد بأمريكا من أجل إيقاف حرب بدأها ولم يعرف كيف ينهيها . وهو ما تم من خلال الهجوم الاخير للقوات الجوفضائية الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية ادعى من خلالها دونالد ترامب؛ ورئيس الأركان ووزير الدفاع الأمريكي، القضاء على البرنامج النووي الإيراني .مع التأكيد على أن امريكا لم تستهدف القوات العسكرية ولا البنيات التحتية الإيرانية .وان امريكا لا تسعى لتوسيع الحرب في المنطقة. وأن لإيران الان فرصة لصنع السلام والرجوع إلى طاولة المفاوضات حول البرنامج النووي!. الا ان هذه التصريحات الرسمية حول النجاح الباهر للضربة الأمريكية للمفاعلات النووية بعد أن وصفها المسؤولون الأمريكيون بأكبر ضربة جيوفضائية في تاريخ الحروب، تثبت من جديد عظمة أمريكا حسب فول هؤلاء المسؤولين . لم تكن كذلك مقنعة بالنسبة للكثير من المهتمين والمراقبين الدوليين، سواء بسبب الصعوبات التقنية التي تطرحها هذه المفاعلات خاصة نطنز ، ومفاعل فرودو ، الذي يتواجد على أعماق كبيرة تقدرها بعض التقارير بما يقارب 800 متر .اضافة إلى عدم تسرب اي اشعاع نووي من هذه المواقع ،خاصة الموقع الأخير الذي كان يحتوي على حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. هذا بالإضافة إلى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الدولية والأمريكية حول عملية نقل هذه المواد وكذا أجهزة الطرد المركزي عبر عشرات الشاحنات أياما قليلة قبل الضربة. بما يوحي ان هذه العملية كانت ايران على علمت بها من طرف شركائها وأخص بالذكر روسيا التي تم إخطارها عن الضربة من طرف أمريكا. وهو ما كان قد اقدمت عليه روسيا كذلك حين اشعرت أمريكا بضرب أوكرانيا بصاروخ اوريشنيك. كما ان الكثير من التحليلات ذهبت إلى اعتبار الضربة الامريكية، ومن خلال تصريحات مسؤوليها عن عدم نية أمريكا توسيع الحرب وعدم استهدافها لباقي القدرات العسكرية والاقتصادية الإيرانية ،وتأكيده على الحوار من أجل السلام هي محاولة لرد الاعتبار للقيادة السياسية الامريكية الحالية، التي لم تقدر عواقب الضوء الاخضر الذي أعطته لإسرائيل للهجوم على إيران. خاصة بعد ردة الفعل الإيرانية عبر موجات من الهجمات الصاروخية التي أحدثت دمارا كبيرا بالكيان . اضافة الى ارضاء اسرائيل من خلال القول أن التهديد النووي الإيراني لم يعد قائما. وان الوقت قد حان لوقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات والحلول الدبلوماسية. وهو ما قابله بشكل متماثل حين نستحضر كذلك الضربة الصاروخية الإيرانية لقاعدة العديد الامريكية في قطر ،كرد فعل على الضربة الامريكية، وذلك مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عراقجي لموسكو، ولقائه الرئيس الروسي بوتين في جلسة مغلقة أكدت من خلاله روسيا استعدادها لتقديم كل ما تطلبه إيران من مساعدات. وكذلك بعد اخطار الولايات المتحدة بها مما سمح لها بأخذ احتياطاتها وإخلاء جنودها من هذه القواعد. ودون ان يطال هذا التصعيد إغلاق مضيق هرمز الذي سيتأثر به الاقتصاد العالمي واقتصاديات كل دولة المنطقة .كل هذه التطورات المتلاحقة جاءت قبل وقت قصير من إعلان ترامب وقف إطلاق النار بموافقة كل من إيران والكيان الإسرائيلي. لكن ما هو أهم من كل هذا ،خاصة بعد تحليل كل هذه المعطيات والوقائع و التصريحات، هو ان امريكا ولأول مرة في تاريخها بعد انهيار جدار برلين، تجد نفسها غير قادرة على حشد تحالفاتها العسكرية السابقة لاستهداف دولة تعتبرها مارقة ، وتكن لها عداء يمتد لمرحلة الثورة الإسلامية حين تم احتلال السفارة الأمريكية في طهران. وذلك نظرا للتوتر الذي تشهده علاقاتها بشركائها الأطلسيين حول أكثر من ملف. سواء في ملف الحرب الروسية الأوكرانية ،أو في حلف الناتو، أو الرسوم الجمركية التي أقرتها أمريكا على الدول الأوروبية. كما انها تجد نفسها ولاول مرة متحفظة على الدخول في خرب شاملة مع دولة تعتبرها من الذ اعدائها في منطقة الشرق الاوسط ، ولطالما تمنت تغيير النظام السياسي فيها وذلك خلافا لما دأبت عليه في العقود الماضية. حين كانت تستعمل القوة المفرطة سواء باشراك حلقاتها، او بشكل انفرادي ، في الإطاحة بمن تعتبرهم يشكلون تهديدا لمصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي في المنطقة. ان هذا التحول العملي، ولن اقول في الحطاب بالنسبة للقيادة السياسية الأمريكية .سواء في ملف الحرب الروسية الاوكرانية ،او في الحرب الإسرائيلية الإيرانية ،اوفي ما يخص حرب الرسوم الجمركية مع الصين. كلها تحولات تعكس بما لا يدع مجالا للشك ،ان الصراع الجيواستراتيجي الذي تقوده كل من روسيا والصين في مواجهة الغرب الأطلسي وذلك من احل ارساء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب عبر خلق تحالفات جديدة إن على المستوى الاقتصادي و العسكري الذي بدأ يأخذ أبعادا كبرى، خاصة بين كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران والصين وربما دول اخرى .هو ما سيعمل على إرساء قواعد اشتباك جديدة ليس فقط على المستوى الدولي. بل كذلك على المستوى الإقليمي وبالخصوص في منطقة كانت تعد مجال نفوذ حصري للولايات المتحدة الأمريكية . وما وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه بين مختلف الأطراف في هذه المنطقة برعاية أمريكية روسية، إلا مقدمة تدل على أن نهاية سنة 2025 ستشكل البداية لحوار استراتيجي بين القوى العالمية من أجل صياغة نظام عالمي جديد.نظام يراعي المصالح المشتركة للقوى النافذة فيه وشركائهم . ويبقى على دول الجنوب ان تستشرف من الان مستقبل علاقاتها الدولية من خلال تحديد موقعها وشراكاتها المستقبلية التي تضمن لها مصالحها الوطنية في التنمية والتقدم والسيادة.


بلبريس
منذ 4 ساعات
- بلبريس
ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا أريد 'تغيير النظام' في إيران- (فيديو)
بلبريس - وكالات قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إنه لا يريد رؤية 'تغيير للنظام' في إيران، وهو ما قال إنه سيؤدي إلى فوضى، مؤكدا أن قدرات إيران النووية انتهت، ولن تستطيع إعادة بنائها. وفي حديثه مع صحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) في الطريق إلى قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، قال ترامب إن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل به وعرض عليه المساعدة بشأن إيران. وأكد ترامب عبر منصته ' تروث سوشيال' أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مازال ' قائما' بعد اتهام الجانبين بانتهاكه. وكتب ترامب: 'إسرائيل لن تهاجم إيران. جميع الطائرات ستعود أدراجها وتتوجه إلى بلدها، بينما تقوم بتلويح ودي بالطائرات لإيران. لن يتضرر أحد. وقف إطلاق النار قائم'. وقال: 'إسرائيل، لا تلقي القنابل على إيران. إن فعلت ذلك فسيكون انتهاكا جسيما'. وطالب الحكومة الإسرائيلية بإعادة الطائرات الحربية 'على الفور'. وندد ترامب بإيران وإسرائيل، متهما إياهما بانتهاك وقف إطلاق النار، وأشار إلى أنه 'غير راض' عن إسرائيل خصوصا. وقال إن الدولتين 'تتقاتلان منذ مدة طويلة جدا وبشكل قوي إلى حد أنهما لا تعرفان ما الذي تفعلانه، هل تفهمون ذلك؟'. وأفاد مراسل لموقع أكسيوس في منشور على إكس نقلا عن مسؤول إسرائيلي، بأن ترامب اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران. وأضاف أن نتنياهو أبلغ ترامب بأنه غير قادر على إلغاء الهجوم، وأنه ضروري لأن إيران انتهكت وقف إطلاق النار، وأشار إلى أنه سيتم تقليص حجم الهجوم بشكل كبير، ولن يصيب عددا كبيرا من الأهداف، وإنما سيستهدف هدفا واحدا فقط. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية بشن غارات جوية إسرائيلية جديدة على إيران اليوم الثلاثاء، على الرغم من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل ألغتها بناء على طلب منه للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه منذ ساعات. وأفادت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية بسماع دوي انفجارين في العاصمة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل قصفت أحد مواقع أنظمة الرادارات الإيرانية بالقرب من طهران. وجاءت الغارات بعد دقائق من إعلان ترامب أن إسرائيل ألغت هجومها استجابة لأمر منه.


أخبارنا
منذ 5 ساعات
- أخبارنا
بعد المستجدات الأخيرة ... ما موقف إيران من مواصلة برنامجها النووي؟
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده تعتزم الاستمرار في برنامجها النووي دون توقف، رغم الهجمات الجوية التي استهدفت منشآتها الحيوية مؤخراً. وأوضح إسلامي، في تصريح أدلى به اليوم الثلاثاء لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى ضمان استمرار عملية الإنتاج النووي دون انقطاع، مبرزاً في السياق ذاته أن الفرق التقنية ما تزال بصدد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت، خصوصاً في موقع فوردو. وأشار خبراء دوليون إلى أن حجم الدمار الذي خلفته الغارات الجوية، التي نفذتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، لم يُحدد بعد بدقة، ما يعزز مناخ الغموض بشأن مدى فعالية تلك الضربات. وكانت القوات الأمريكية قد استهدفت منشأة فوردو النووية الواقعة تحت الأرض، بواسطة قنابل خارقة للتحصينات، في عملية اعتُبرت الأجرأ منذ بداية التصعيد الإقليمي، بينما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الغارات دمرت بالكامل البنية التحتية الأساسية لتخصيب اليورانيوم داخل المنشأة، في حين لم تصدر تأكيدات رسمية من جهات مستقلة بشأن هذه المزاعم. وتواصل طهران تأكيدها على الطابع السلمي لبرنامجها النووي، نافية سعيها إلى تطوير أسلحة نووية، في وقت تزداد فيه المخاوف الدولية من انزلاق جديد نحو مواجهة مفتوحة في المنطقة.