logo
روسيا تتقدم نحو وسط شرق أوكرانيا.. وخلافات بشأن تبادل رفات الجنود

روسيا تتقدم نحو وسط شرق أوكرانيا.. وخلافات بشأن تبادل رفات الجنود

الشرق السعوديةمنذ 5 ساعات

أعلنت روسيا، الأحد، تقدم قواتها صوب أطراف منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرق أوكرانيا، في وقت يشهد خلافاً علنياً بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام، وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب.
ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضاً إن أوكرانيا تنفذ هجمات على السكك الحديدية.
وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا، أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلاً فحسب عن 20% من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 190 كيلومتراً مربعاً من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر.
ووفق وزارة الدفاع الروسية، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك، وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.
إغلاق مؤقت لمطارين
وقالت روسيا، الأحد، إنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو، ما أسفر عن إغلاق مؤقت لاثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة.
وقالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية (روسافياتسيا) عبر تليجرام، إنها أوقفت الرحلات في مطاري فنوكوفو، ودوموديدوفو، لضمان سلامة الملاحة الجوية.
وذكر سيرجي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو على تطبيق تليجرام، أن وحدات الدفاع الجوي، دمرت 9 طائرات مسيرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش.
وأضاف سوبيانين، أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يتم الإبلاغ بعد عن وقوع أي أضرار.
وأفاد حاكم منطقة تولا، بأن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة، أدى لاندلاع حريق استمر لوقت قصير في مصنع آزوت للكيماويات، وأسفر عن إصابة شخصين.
تقدم روسي
في المقابل، قالت قوات الدفاع في جنوب أوكرانيا على تطبيق تليجرام: "العدو لا يتخلى عن عزمه دخول منطقة دنيبروبتروفسك. جنودنا يحافظون ببسالة واحترافية على قطاعهم من الجبهة، ويعرقلون خطط المحتل. هذا العمل لا يتوقف للحظة واحدة".
وأظهرت خرائط من موقع "ديب ستيت" الموالي لأوكرانيا، تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك، التي كان يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة قبل الحرب.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، ديميترو زابوروجيتس، إن القوات الروسية تحاول "بناء رأس جسر للهجوم" على كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني.
وفي تطور آخر، قالت القوات الجوية الأوكرانية، الأحد، إن روسيا أطلقت 49 مسيرة، وشراك خداعية متفجرة وثلاثة صواريخ خلال الليل، أسقطت منها 40 مسيرة أو قامت بالتشويش عليها إلكترونياً، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وكانت روسيا تسيطر على مساحة تبلغ 113.273 كم مربع، أو 18.8% من الأراضي الأوكرانية حتى 7 يونيو، بحسب خريطة موقع موقع "ديب ستيت"، وهذه مساحة أكبر من مساحة ولاية فيرجينيا الأميركية.
وتشمل المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية شبه جزيرة القرم، وأكثر من 99% من منطقة لوجانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، وجميعها في الشرق أو الجنوب الشرقي، وأجزاء من منطقتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي.
تأخير تبادل الأسرى
وقال مسؤولون روس، الأحد، إن موسكو لا تزال تنتظر تأكيداً رسمياً من كييف بأن التبادل المخطط لعدد 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك سيحدث، مكررين اتهامات بأن أوكرانيا أجلت عملية التبادل.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن ممثل فريق التفاوض الروسي، الفريق الروسي ألكسندر زورين، قوله، الأحد، إن قطارات تحمل رفات جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرّك صوب الحدود في غضون ساعة.
وأضاف أن روسيا سلمت الدفعة الأولى من 1212 جثة لجنود القوات المسلحة الأوكرانية إلى موقع التبادل على الحدود، وتنتظر تأكيداً من الجانب الأوكراني، لكن هناك "إشارات" إلى أن عملية نقل الرفات ستؤجل حتى الأسبوع المقبل.
واتهمت موسكو، السبت، كييف، بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وتبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات، بتعريض خطط تبادل 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك للخطر، وهو ما جرى الاتفاق عليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول الاثنين الماضي، لم تحرز أي تقدم نحو إنهاء الحرب.
والخميس، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الحرب في أوكرانيا، بأنها شجار أطفال، وألمح إلى أنه قد يترك الصراع دائراً ببساطة.
اتهامات بشأن الاستعداد للسلام
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إنه لا يعتقد أن القادة الأوكرانيين يريدون السلام، واتهمهم بإصدار أمر بقصف بريانسك في غرب روسيا، ما أسفر عن سقوط سبعة وإصابة 115 قبل يوم من عقد محادثات في تركيا.
ولم تعلق كييف على الهجوم الذي استهدف جسر بريانسك، واتهمت بدورها روسيا بعدم الجدية في السعي للسلام، مشيرة إلى مقاومة روسيا لفكرة وقف إطلاق النار الفوري.
وقال بوتين لترمب، الأربعاء، إنه سيتعين عليه الرد على الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على أسطول القاذفات الروسي، وقصف السكك الحديدية.
وقال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة، تعتقد أن تهديد بوتين بالانتقام من أوكرانيا بسبب هجماتها لم يحدث بعد بشكل جدي، ومن المرجح أن يكون ضربة كبيرة ومتعددة الجوانب.
واستهدفت روسيا مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا مساء الجمعة، وخلال الليل بطائرات مسيرة وصواريخ وقنابل موجهة، ما أسفر عن سقوط 4 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم طفل رضيع، حسبما أفاد مسؤولون محليون السبت.
وتطالب روسيا باعتراف دولي بشبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، و4 مناطق أخرى في أوكرانيا تطالب بها موسكو كأراضيها. وسيتعين على أوكرانيا سحب قواتها من جميع هذه المناطق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي: من دون الدعم الأميركي سيكون التصدي لروسيا صعباً للغاية
زيلينسكي: من دون الدعم الأميركي سيكون التصدي لروسيا صعباً للغاية

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

زيلينسكي: من دون الدعم الأميركي سيكون التصدي لروسيا صعباً للغاية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من دون الدعم الأميركي سيكون التصدي لروسيا صعبا للغاية. وأضاف زيلينسكي خلال مقابلة مع شبكة "ABC News" الأميركية أن الضغط الأميركي الشديد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو وحده من سيوقف الحرب. واشتكى زيلينسكي من أن الولايات المتحدة نقلت 20 ألف صاروخ مخصص لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط. وأشار زيلينسكي إلى أن هذه الشحنات التي تتضمن الصواريخ تم الاتفاق عليها مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. ووفقا لزيلينسكي، أبلغه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث برفض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسالها إلى كييف في يوم مقابلته لترامب في البيت الأبيض.

تشمل أسرى ورفات جنود.. تأجيل صفقة التبادل بين روسيا وأوكرانيا
تشمل أسرى ورفات جنود.. تأجيل صفقة التبادل بين روسيا وأوكرانيا

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

تشمل أسرى ورفات جنود.. تأجيل صفقة التبادل بين روسيا وأوكرانيا

أعلنت أوكرانيا أن عملية تبادل الأسرى وجثامين جنود قتلى، التي كان يفترض أن تتم في نهاية الأسبوع، تأجلت إلى الأسبوع القادم، بعدما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعرقلتها. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن بدء عمليات إعادة الأسرى مرتقب وفق نتائج مفاوضات إسطنبول الأسبوع القادم، وكل شيء يجري كما هو متوقع، متهماً موسكو بممارسة «لعبة إعلامية غير نزيهة». يذكر أن الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة الروسية الأوكرانية عقدت في الثاني من يونيو في إسطنبول، وتبادل خلالها الطرفان وثائق تتضمن رؤيتهما لجوانب تسوية النزاع. من جانبه، أفاد رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي بأن موسكو سلّمت الجانب الأوكراني مذكرة مقترحات من قسمين. واتفق الوفدان على أن تسلم روسيا من جانب واحد 6 آلاف جثة لجنود أوكرانيين. أخبار ذات صلة ووافقت موسكو وكييف على تبادل الأسرى المرضى والأسرى الشباب دون 25 عاماً، بصيغة «الكل مقابل الكل»، بما لا يقل عن 1000 أسير من كل جانب، كما قدم الجانب الروسي اقتراحاً محدداً لوقف إطلاق النار لمدة 2-3 أيام في محاور معينة من الجبهة، فضلاً عن تسليم موسكو قائمة تضم 339 طفلاً فقدوا الاتصال بذويهم. وكان مسؤولون روس قالوا إنهم لا يزالون بانتظار نقل جثامين 1212 جندياً أوكرانياً سقطوا في المعارك، حيث يجري حفظ الجثث في شاحنات مبردة قرب الحدود المشتركة، مطالبين الجانب الأوكراني باستلامها. وأعلن ممثل وزارة الدفاع الروسية ليفتنانت جنرال ألكسندر زورين لوسائل إعلام روسية، اليوم (الأحد)، أن الجانب الروسي ينتظر إعلانا عبر القنوات الأوكرانية بشأن ما إذا كان سيتم تنفيذ «العملية الإنسانية» أم سيتم تأجيلها حتى الأسبوع القادم. وأضاف الجنرال الروسي: «نحن مستعدون لتسليم أكثر من 6 آلاف جثة في قوافل، عن طريق النقل البري والسكك الحديدية».

الغارة الأوكرانية وحروب المنصّات العسكرية
الغارة الأوكرانية وحروب المنصّات العسكرية

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

الغارة الأوكرانية وحروب المنصّات العسكرية

وقت كتابة هذه السطور، كانت مواقع الأخبار الدولية قد امتلأتْ بالأحاديث المتوقَّعة تارةً، والتنبؤات تارةً أخرى، عن رَدَّات الفعل التي ستقوم بها روسيا، رغم بعض الهجمات التي قامت بها بالفعل قبل يومين، بعد أن تعرضت لمهانة كبرى، عبر ضربة ساحقة ماحقة لعدد من مطاراتها العسكرية الرئيسية، من قِبَل أوكرانيا، وربما يكون القيصر فَضَّلَ سيناريو آخر، حسب أولويّاته السياسية قبل تفعيل أدواته العسكرية. ما يهمنا بصورة كبرى في هذه السطور هو التساؤل الاستراتيجي التالي: "هل غيرت هذه الغارة مسارات الحروب الدولية المستقبلية؟" المؤكَّد أن الأبعادَ الكاملة لما جرى في الداخل الروسيّ، غيرُ متوافرة حتى الساعة، ما بين رواية زيلنسكي، وادّعائه أن بلاده هي من خططت ودبرت ونفذت، ويبدو أنه تجاوز في تصريحاته، لا سيما حين ادَّعى أن مقرَّ العملية التي جرت في روسيا بإدارة أوكرانية، كان ملاصقًا لمَقَرِّ الأمن الفيدرالي الروسي، الأمر الذي لا يمكن قبوله عقلاً أو عدلاً. نحن أمام عملية جرى التخطيط لها على مدى عام ونصف، أي قبل وصول الرئيس ترامب إلى سدَّة الحكم في البيت الأبيض للمرة الثانية، وبتخطيط فائق الوصف يعزوه البعض إلى الناتو بشقَّيْه الأميركي والأوروبي. الغارة الأوكرانية، تعد في واقع الأمر نموذجًا مثيرًا للغاية، ذكر العالم بمعركة بيرل هاربور الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، لا سيما أن خسائرها جسيمة وموصولة بأحد أضلاع المثلث النووي الروسي الشهير، أي القاذفات الاستراتيجيّة. هل كانت الغارة الأوكرانية نسخةً عصرانيّة من حصان طروادة الإغريقي الأسطوريّ؟ الجواب يقع في المنطقة الضبابية، فلا أحد يدرك كيف تم تحريك تلك الناقلات الكبيرة التي حملت الـ 117 طائرة مسيرة إلى مناطق مختلفة من شرق البلاد إلى غربها، ولا كيف جرى التحكم في مساراتها ومساقاتها، وبنوع خاص تحريك أسقفها وفتحها بما يسمح للمسيرات الراقدة في باطنها الطيران. الأسئلة حقًّا مثيرة وخطيرة، ومن بينها التكنولوجيا التي تمَّ استخدامها، لتنفيذ هذه العملية، وهل جرت عبر الذكاء الاصطناعيّ، أم القيادة من الفضاء بتوجيه الأقمار الاصطناعية، ويبدو واردًا احتمال آخر أن يكون هناك فريق بشريّ على مقربة من تلك الناقلات استطاعتْ إدارة الهجوم بتلك الاحترافية منقطعة النظير. ثمَّ خُذْ إليك أمرًا آخر، وهو نوعية المواد المتفجرة التي تمَّ تحميل تلك المسيرات بها، وهل هي متفجرات تقليدية، أم نحن أمام نوعيات أكثر إثارة موصولة بأشعَّة الليزر، وأنواع أخرى من أسلحة ذكية مستجدة تمَّ تجريبها للمرة الأولى هناك. هل جاءت هذه الإغارة على المواقع العسكرية الروسيّة لترسم ملامح ومعالم عالم جديد من الحروب، مختلف بشكل جذري عما سبق ورأيناه، حتى في سياق المواجهة الروسية الأوكرانية عينها؟ أفضل من توقف للبحث عن جواب البروفيسور كارلوس روا، مدير مبادرة كيستون في معهد الدانوب، والرئيس التحريري السابق لمجلة "ذا ناشيونال أميركان إنترست" الأميركية الشهيرة. يعتبر روا أنّ العالم شهد لحظة حرب مستقبلية مفصليّة، إذ خلت ساحة المعركة من المظليين، وبدت بدون اقتحامات دبابات بشكل دراماتيكي، كما غابت المدافع العالية، واختفت السفن التي تَمْخُرُ البحار. والثابت أنه كما هو الحال مع غرق الطراد الروسي "موسكفا" أو تخريب خط أنابيب "نوردستريم 2"، يبدو أن توقيت الضربات يهدف إلى تحويل مسار الحرب بعيدًا عن المفاوضات وإعادتها إلى التصعيد. ومع ذلك، وخلافًا لتلك الحوادث السابقة، لم تكن الغارة مجرد حدث مذهل، مخيف، مريع أو مفاجئ، بل في واقع الأمر كانت نقطة تحول في العقيدة مع هذا الهجوم، فقد انتقلت حرب الطائرات المُسَيَّرة المُحَمَّلة بالحاويات من مجرد فكرة إلى واقع مجرَّب في المعارك. هل بتنا على شفا ما يمكن أن نسميه حروب المنصات العسكرية؟ المقطوع به أن تلك الحاويات قد لعبت بالفعل دورًا تقدّميًّا غير مسبوق كمنصات عسكرية، أثبتَتْ جدارتها، وكسرت المحظورات، والآن وقد فُتِح باب الجحيم، لن يتمكن أيُّ جيش على وجه الأرض من التظاهر بأنه غير موجود. ما يجعل هذه الضربة ثورية حقًّا ليس الضرر الذي أحدثَتْه، مهما كان حجمه، بل آلية إطلاقها، فقد أطلقها بحسب الرواية الأوكرانية، عملاء أوكرانيون على الأرض من حاويات شحن معدلة لا يمكن تمييزها عن ملايين الطائرات الأخرى التي تجوب العالم يوميًّا. هنا لم يعد الأمر تهديدًا نظريًّا، ولا ابتكارًا فريدًا من نوعه في أوكرانيا، فحرب الحاويات كانت محلَّ نقاشٍ لسنوات. إنه مفهوم راسخ لدرجة أنه ظهر في ألعاب الفيديو. ما فعلته أوكرانيا هو انتزاع المفهوم من عروض ما يعرف بالـ"باور بوينت"، العسكرية الصناعية، وفرضه علانيةً في ساحة المعركة. الغارة الأوكرانية، وبحسب العديد من المحللين العسكريين الأميركيين بنوع خاص، خرقت افتراضَيْن أساسيين في التخطيط العسكري لما بعد الحرب الباردة: الأول هو أن الصراعات بين الدول محددة بالقرب الجغرافي. الثاني هو أن البنية التحتية التجارية ستبقى، إن لم تكن محظورة، فعلى الأقل هامشية في أي صراع. في غضون ساعات قليلة، أصبحت حرب الطائرات المسيرة المحمولة في حاويات حقيقة واقعية، ولعل هذا التطور العسكري الأكثر إرباكًا منذ ظهور الطائرات المُسَيَّرة المسلحة في أوائل القرن الحادي والعشرين. يَعِنُّ لنا أن نتساءل: "هل هذا التهديد العسكري الجديد، يمكن أن يوفر أي قوة دولية عالمية لا سِيَّما الولايات المتحدة الأميركية عينها؟ يعتبر المحلل العسكري الأميركي "براندون ويكيرت"، أنه عاجلاً أو آجلاً، سيحاول خصم ما تنفيذ هجوم على المنشآت الأميركية، بنفس طريقة الهجوم التي حدثت ضدَّ المنشآت الروسية، والمسألة ليست إذا حدث، بل متى سيحدث. تبدو التداعيات الاستراتيجية بعد الغارة الأوكرانية، كارثية لا محيص، والأمر لا يقتصر على حرب أوكرانيا فحسب، ذلك أنه إذا أمكن نَشْر الطائرات المسيرة من حاويات شاحنات في أي مكان، فسيصبح أي ميناء أو ساحة سكك حديدية، أو محطة استراحة على الطرق السريعة تقريبًا منصة إطلاق محتملة. يتفهم المرء أنه يمكن لأي دولة لديها إمكانية الوصول إلى طائرات مسيرة رخيصة، ومعرفة أساسيَّة بالبرمجة، وعدد قليل من ضباط اللوجستيات المتقاعدين، يمكنها تطوير قدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى. غير أن الكارثة وليست الحادثة، تتمثل في تَفَشِّي الظاهرة لدى الميليشيات والجماعات المسلَّحة العابرة للقومية ومفهوم الجيوش الوطنيَّة، الأمر الذي يدفع إلى تحويل عالمنا المعاصر إلى فوضى عالمية، من الإرهاب المؤدلج، والخارج سياقات الدول والحروب النظامية. لن تعود قواعد الحروب كما كانت، ولن تنطلق الطائرات من مطارات عسكرية معلومة مسبقًا، ما يجعل التوقعات أمرًا غير ممكن، والتهديدات حاضرة في أي لحظة وبأرخص الأدوات. هل هذا زمان الفاشية التكنولوجية، ونهاية رؤية اليوتوبيا التقنية التي حلم بها الكثيرون؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store