logo
افتتاح البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون '39'

افتتاح البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون '39'

رؤيا نيوز٢٤-٠٧-٢٠٢٥
افتتح وزير الثقافة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، مصطفى الرواشدة اليوم الخميس في دائرة المكتبة الوطنية، بحضور الرئيس التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته ال 39 الذي يقام هذا العام تحت شعار: 'هنا الأردن.. ومجده مستمر'.
وأعلن خلال الحفل الذي حضره عدد من رؤساء الهيئات الثقافية الشريكة، وضيوف المهرجان عن الفائزون بجائزة غالب هلسا للرواية، وفاز بها هذا العام مناصفة كل من الدكتور سلطان المعاني، والصحفي الأديب حسين نشوان، وقيمتها 2000 دينار مقدمة من إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون.
وقال الرواشدة، 'إن العنوان الرئيس لمهرجان جرش يمثل عنوانا ثقافيا وطنيا تنويريا ينحاز للثقافة الجادة بانتمائها للهوية العروبية، ويتمثل أمنيات مبدعيها وأحلامهم، ويعبر عن هواجس المنتمين للغة الضاد ولسانها.
وأكد أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الهيئات الثقافية كجهد تنموي يهدف إلى النهوض بالمجتمع والارتقاء بالعمل وتحسين نوعية الحياة، فالتشاركية، هي صورة من صور المشاركة المتكاملة بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد المجتمع على حد سواء والتي تنعكس على وعي الأجيال.
وأضاف الرواشدة أن هذه الدورة على الفن الملتزم والثقافة الجادة التي تنسجم مع ثوابت الأردن قيادة وشعبا ومواقفه العروبية التي تُسخّر كل الجهود في سبيل دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم والدفاع عن حقوقهم، ووقوف الأردن بثبات ضد العدوان على غزة والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية والقدس الشريف.
وبين أن هذه الدورة تميزت في استجابتها لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي، بما لِلمهرجانات من أَثر في تعزيز النسيج الوطني والتواصل الإنساني، وبما لِلمهرجانات، ومنها جرش، من دور في إبراز التَّنَوُّعِ والانفتاح الثقافي في الأردن، والّذي مِن شأنه تعزيز الهوِية والسردِية الوطنيَّةِ، ورعايةُ المواهبِ الفكريَّة والأدبيَّة وتحفيزها، ودعمُ الفَنِّ والإبداعِ والتميُّزِ.
من جهته، وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الدكتور موفق محادين، إن اختيار غالب هلسا كعنوان لجائزة هذا العام يأتي انسجاماً مع فلسفة الرابطة ومشاريعها لهذه الدورة، وحتى لا ننسى أزمنته الراهنة التي يريد العدو محوها، ويريد الاستشراق احتجازها..
واعرب عن شكره لوزارة الثقافة، إدارة مهرجان جرش شريكة الرابطة في البرنامج الثقافي للمهرجان، وهنأ الدكتور سلطان المعاني، والكاتب حسين نشوان على فوزهما بالجائزة، موضحا ان بقية المشاركين قدموا أبحاثاً هامة ولكنها ركزت على أعمال غالب هلسا الروائية أكثر من حقل الجائزة المحدد .
وفي نهاية الحفل الذي قدمته الدكتور حسن المجالي، كرم وزير الثقافة الفائزين بالجائزة، ولجنة قراءة الأعمال المقدمة للجائزة، وهم: الدكتور زياد الزعبي، القاص والروائي يوسف ضمرة، ومسؤول ملف الجوائز في الرابطة الدكتور مخلد بركات. وقدمت فرقة نايا الموسيقية النسائية، بقيادة الدكتورة رلى جرادات، باقة منوعة من الأغنيات التراثية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

افتتاح معرض الأعمال التراثية والشعبية في البادية الشمالية الشرقية- صور
افتتاح معرض الأعمال التراثية والشعبية في البادية الشمالية الشرقية- صور

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا نيوز

افتتاح معرض الأعمال التراثية والشعبية في البادية الشمالية الشرقية- صور

قام وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، أمس الخميس، بجولة ميدانية شملت عدة مناطق لي البادية الشمالية الشرقية. وبدأ الوزير جولته الميدانية بزيارة منطقة ديرالقن، بافتتاح معرض الأعمال التراثية والشعبية، الذي نظمته جمعية سيدات خشاع القن، الذي يعد من نتاج نساء البادية المبدعات. وأكد الرواشدة أن إحياء التراث الوطني الأردني في البادية يعزز الصناعات الثقافية الإبداعية، التي تسهم في رفد عجلة الإنتاج في البادية. وأشار إلى أن التنمية الثقافية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة التحديث الاقتصادي التي أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني، وتعزيز التواصل مع كافة الفئات والمؤسسات الشعبية. إلى ذلك أكمل الوزير زيارته إلى النحات محمد سعود العظامات في منطقة أم القطين، للاطلاع على المنحوتات الإبداعية للفنان الذي أتقنها وأبدع في تجميلها من الحجارة البازلتية. وأشار إلى أن النحت من أبرز الصناعات الثقافية الإبداعية التي توفر المهارات للشباب، وتوطن لديهم المهارات التي تزودهم بمهن توفر لهم الدخل، وتسهم في دفع عجلة الإنتاج الوطني. وقال إن الإبداع في تصوير جمالية الطبيعة يعد من أهم ركائز الفن النحت البازلتي، والتي تعد البادية ركيزة أساسية في عملية التنمية الثقافية. وأكد أن الوزارة ملتزمة بدعم المشاريع الثقافية التي تقدم العائد المعنوي والفائدة المادية للمجتمع المحلي، واكتساب الجميع المزيد من التنوع الثقافي والفكري. ورافق الوزير الرواشدة خلال جولته في البادية الشمالية متصرف اللواء الدكتور فواز الخريشا، ورئيس لجنة بلدية دير الكهف، ورئيس لجنة بلدية أم القطين والمكيفتة، ومدير مديرية التراث في الوزارة مدير ثقافة المفرق.

وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي
وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي

رؤيا نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • رؤيا نيوز

وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي

افتتح وزير الثقافة مصطفى الرواشدة مساء أمس الخميس، فعاليات مهرجان الخالدية العربي بحضور رسمي وشعبي . واكد الرواشدة، إنشاء منصة تحمل اسم (تراثي) وتهدف إلى توثيق وتسجيل تراثنا المادي وغير المادي، داعيًا إلى حماية التراث من خلال إنشاء غرف متحفية في كل قرية ومدينة ومنطقة والتي من شأنها أن تنقل تراثنا الحضاري للأجيال. وقال، إن الشعر النبطي وقيم البادية تحظى باهتمام سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد من خلال رعايته للمهرجان العربي الذي يقام دوريًا في وادي رم باسم 'سباق الهجن'، وتقام في إطار المهرجان 'مسابقة الشعر النبطي'. وأكد الرواشدة، أهمية هذا المهرجان وتواصله لنحو ثلاثة عقود من الزمان بمشاركة عربية واسعة ومحافظته على نوع هذا الإبداع في واحد من حقول الأدب التراثي الذي نعتز به والذي شكل حافظة لقيم البادية وتقاليدها ومعارفها وقيمها وتفاصيل معاشها، وعلاقتها بالمكان والإنسان، مشيرًا إلى دور الشعراء في المحافظة على تراث هذا الفن الشعري العريق، وتغذيته بموضوعات وجماليات جديدة تواكب الحداثة، دون أن تمس روح الشعر وتقاليده التي تنبع من قلب المكان وتعكس ثقافة الإنسان. وقال الشيخ محمد فلاح العطين في كلمة المجتمع المحلي، إن مهرجان الخالدية يشكل رمزًا للشعر النبطي في الأردن من خلال استمراره وتألقه خلال السنوات الماضية، لافتًا أنه شكل رافدًا قويًا للحركة الثقافية في المملكة . وبينت رئيسة جمعية اتحاد المرأة في الخالدية فصل الخالدي، أن الجمعية تشارك في المهرجان من خلال معرض الحياة الشعبية وعرض للأدوات التراثية التي استخدمها الآباء والأجداد حفاظًا على هويتنا الوطنية الأصيلة ويجسد حياة البادية بتفاصيلها إلى جانب عرض وتسويق مشاريع النساء الإنتاجية والحرفية والغذائية دعمًا لاستقلال المرأة وتمكينها اقتصاديًا. واشتملت فعاليات اليوم الأول للمهرجان على افتتاح معرض الحياة الشعبية وقراءات شعرية للشاعر احمد الدودلي من السعودية والشعراء ماهر الخالدي وفايزة النعيمي وماجد العنزي ومحمد عايد الخالدي وانور الهقيش الصخري من الاردن، إضافة إلى عرض فلكلوري لفرقة بلعما للثقافة والتراث والفنون وفرقة المغير راحوب لإحياء التراث الاردني.

أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية
أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية

الغد

timeمنذ 19 ساعات

  • الغد

أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية

عزيزة علي اضافة اعلان عمان- برعاية وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، أقيم حفل تكريم للروائي الأردني هاشم غرايبة، أحد أبرز الأصوات السردية التي وسمت المشهد الثقافي الأردني والعربي بجرأتها وعمقها الإنساني.جاء حفل التكريم، الذي نظمه منتدى المستقبل الثقافي، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، ليكون مساحة لاستعادة محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية، واستحضار عوالم رواياته التي نسجها من نبض الواقع وأحلام الحرية، فجعل من الكلمة موقفًا، ومن الرواية نافذة على الإنسان وقضاياه.شارك في الحفل الذي أقيم أول من أمس، في مقر المكتبة الوطنية كل من: الكاتب زياد جيوسي، والدكتورة هناء خليل، والدكتورة دلال عنبتاوي، والدكتورة مرام أبو النادي، فيما أدارته الشاعرة رنا بسيسو.استهلت الحفل الدكتورة هناء خليل، التي قالت إن أعمال غرايبة ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي انفتاح جمالي على الواقع بكل تعقيداته، وغوص في البنية المجتمعية بأطيافها المختلفة. وقد اعتمد في كثير من رواياته على التاريخ بوصفه مدخلًا سرديًا لصياغة الحاضر واستشراف المستقبل.وأضافت خليل أن غرايبة ينتمي إلى مدرسة الأدب المنتمي، الذي لا يقف عند حدود التخييل، بل يتجاوزها ليمارس دوره في تأصيل فكرة الحرية، وتتبع تحولات الإنسان في خضم صراعه الأيديولوجي والفكري، انعكاسًا لروحه التوّاقة إلى عدالة مغيَّبة.وأشارت خليل إلى أن هذه الروح تجلّت بوضوح في روايته الشهيرة "القط الذي علّمني الطيران"، حيث يحوّل فضاء السجن إلى رمز للحرية المنشودة، ويستعيد عبرها زمن الوحدة العربية وزمن الحلم الفلسطيني، ليُهديها إلى الشباب العربي الطامح إلى الخلاص، بعيدًا عن الأيديولوجيات المغلقة، في انحياز صادق للإنسان، ولحلمه المشروع في الحرية والكرامة.وقالت خليل، إن غرايبة ليس مجرد روائي يكتب عن الواقع، بل هو صائغ سردي بارع يتقن تحويل الألم الإنساني إلى لغة مشحونة بالجمال والتمرّد، فشكّل صوته أحد أبرز الأصوات الأردنية التي لمعت في سماء الأردن والعالم العربي على حدّ سواء. وقد تميزت أعماله بعمقها الفني، والتزامها الصادق بقضايا الإنسان والمجتمع.وأشارت خليل، إلى أن الرواية لم تكن الرواية لدى غرايبة قالبًا جاهزًا، بل عمارة فنية مشغولة بعناية، اعتمد فيها على تنويع البنية السردية؛ فمنها ما اتخذ مسارًا سرديًا واحدًا يؤطّره ضمير الغائب أو الضمير الثالث، ومنها ما جاء في هيئة السيرة الذاتية، كما في رواية "البحّار"، حيث تتقاطع الأجناس الأدبية وتتداخل في نسيج فنه، ومنها ما اعتمد على بنية تعدّد الأصوات، كما في رواية "الشهبندر"، الأمر الذي أتاح تداخل الدراما مع السرد، فزاد من كثافة حضور الشخصيات إلى جانب الشخصية الرئيسة، وساعد على إبراز رؤاها الفكرية ودواخلها في مشهدية حيّة، نابضة بالحياة والصراع.ورأت خليل أن مدينة عمّان شكّلت في رواية الشهبندر فضاءً تاريخيًا حيًّا، احتضن ذاكرة وإبداعات حضارات خلت، إلى جانب تنوّع مكاني يثري السرد؛ من وسط البلد وجبل القلعة وجبل عمّان، إلى الأسواق القديمة والشوارع وخط الحجاز الحديدي، مانحًا القارئ لمحات من التاريخ الذي مرّ على المكان.أما اللغة في رواياته، فتتسم بسلاسة آسرة وثراء تعبيري لافت، إذ يمزج بين العربية الفصحى والتعابير العامية في نسيج لغوي نابض بالحياة، يمنح نصوصه طابعًا واقعيًا يلامس وجدان القارئ، ويعكس البيئة الاجتماعية التي تنبثق منها شخصياته. ولا تُستخدم اللهجة المحكية، خصوصًا لهجة أهل الرمثا، استخدامًا اعتباطيًا، بل تتداخل مع الفصحى بانسجام فني يجعل من الصعب تخيّل النص بدونها، وكأنها جزء لا يتجزأ من روحه وبنيته.فيما تحدث الكتاب زياد جيوسي عن علاقته بغرايبة التي الممتدة منذ نصف قرن أو يزيد، قال: "أعترفُ منذ البداية أن شهادتي بحق غرايبة مجروحة، فهو صديق شخصي منذ أكثر من نصف قرن، جمعتنا المعتقلات، كما جمعتنا رابطة الكتّاب الأردنيين التي ترأّسها المحتفى به لسنوات.وأضاف الجيوسي، ومن طرائف مسيرتنا المشتركة أنني لم ألتقِ هاشم وجهًا لوجه لفترة طويلة، قاربت أحد عشر عامًا، كنت خلالها تحت إقامة جبرية فرضها الاحتلال الصهيوني في رام الله، وممنوعًا من مغادرتها إلا إلى خارج الوطن المحتل بلا عودة، وهو ما رفضته. كنت بين خيارين: الوطن أو الأسرة… فاخترت الوطن".وحين جئت إلى الأردن بعد ذلك الغياب الطويل، التقيت غرايبة في رابطة الكتّاب. وقفت أمامه وهو منشغل بالحديث عبر هاتفه الجوال، وشعرت لوهلة أنه لم يتعرف إليّ. أثرت فضوله ببعض الاستفزاز، وحين سألني بعصبية: "من تكون؟" ذكرت اسمي، فكان لقاءً حارًا وثّقت لحظاته الحلوة بمقال نقدي وفني بعنوان "جاذبية غير مصقولة".وعندما نادَى على الحضور قائلًا: "يا شباب… زياد جيوسي هون"، ثم أضاف مازحًا: "زياد في المعتقل كان دائم الابتسام، وكنا نقول: هذا الرجل لا يمكن أن يشيب… فكيف بلغ منك الشيب يا زياد؟" فأجبته ضاحكًا: "لأني لم أرَك يا هاشم منذ سنوات طويلة… فشاب شعري".أيها الأحبة، من الذكريات التي أحتفظ بها أن غرايبة أرسل إليّ مخطوطة روايته "القط الذي علّمني الطيران"، وكنت حينها في رام الله. قرأت الرواية، وبمجرد أن أنهيتها اتصلت به، وكان في الطريق من عمّان إلى إربد. بدأت المكالمة بشتائم لطيفة محبّبة، فضحك قائلًا: "أكيد قرأت الرواية". فأجبته: "يا هاشم… ما صدقنا نقترب من نسيان الاعتقال وسنواته، حتى تأتي وتعيدنا إلى تلك الذكريات".لقد كتبت عن تلك الرواية مقالة نقدية مطوّلة، فهي حكايتنا جميعًا نحن الذين عشنا تلك المرحلة. وعندما أقيم حفل إشهار الرواية في منتدى الرواد الكبار، أرسل إليّ هاشم الدعوة قبل يوم واحد، وكنت حينها في رام الله، فاعتذرت. لكن في اليوم التالي، غادرت رام الله ووصلت عمّان، فاتجهت مباشرة إلى الحفل وفاجأته بالحضور، فكان لقاءً حارًا آخر… لأعود بعدها إلى رام الله في اليوم التالي.وأضاف جيوسي إن غرايبة… شخصية واعية تسعى لنشر المعرفة والتنوير، وهو إنسان مبدئي متمسك بقناعاته وفكره، أديب كرّس قلمه لوطنه وللإنسانية، ومؤمن بالحرية الحقيقية التي تبدأ من داخل الفرد… وهو ما وثّقه في رواياته المتميزة.وقال إن غرايبة مناضل صلب، حُكم عليه بالسجن عشر سنوات في سبعينيات القرن الماضي، واعتُقل إثر هبّة نيسان وأحداث جامعة اليرموك عام 1989. ومع ذلك، لم يتوقف عن الحلم بوطنٍ يكون منارة للجمال والحقيقة. وهو ليس مجرد كاتب، بل شاهد على مرحلة، ومقاتل لم يلن، وقد كتب من قلب تجربته… تجربتنا… من قلب المعتقلات ومن خلف قضبان السجون، فكان صوتًا لم يعرف المهادنة ولا الحياد في زمن العتمة والقهر.وخلص الجيوسي إلى أن غرايبة سادنًا للوطن والكلمة، وحارسًا للذاكرة، ولم يجعل الكتابة مهنةً بل جعلها موقفًا. ولذلك فإن تكريمه. هو تكريم لأدب لا يهادن، ولصوت لم يخن الذاكرة، ولرجل جعل من الكتابة موقفًا ومقاومة.من جانبها قالت الدكتورة دلال عنبتاوي، قبل الخوض في عالم هاشم غرايبة الروائي، لا بد من التوقف عند اتساعه وتنوعه؛ فهو عالم مترامي الأطراف زاخر بالتجارب والرؤى. ولأن هذه الورقة النقدية محدودة الوقت، فلن أتمكن من الإحاطة بكل تفاصيل تلك التجربة الثرية التي احتوت عناوين بارزة، بدءًا من روايته الأولى "بيت الأسرار"، مرورًا بـ "القط الذي علّمني الطيران"، وانتهاءً بـ "البحّار".وأضافت عنبتاوي، انه عندما وقعت عيني على غلاف رواية "بحار"، تذكرت فورًا رواية حنا مينه "حكاية بحار"، فقد أخذني البحّار في رواية هاشم غرايبة إلى عوالم بعيدة عن بحّار حنا مينه، رغم التقارب بينهما؛ فكلاهما تحكيان حكاية رجل بينه وبين لفظة البحر ارتباط كبير، فهو مغامر جريء يروي حكايته بطريقته الخاصة. غير أن بحّار حنا مينه يعيش في البحر، بينما بحّار غرايبة مكانه البر، ومع ذلك يلتقيان في القوة والجرأة ومواجهة الحياة.وأشارت عنبتاوي إلى أن غرايبة يحمل في إبداعه رسالة إنسانية تتجاوز حدود النص، وتفتح أمام المتلقي عوالم مدهشة ومسكونة بالسحر والجمال. وينشغل في مجمل أعماله، خاصة الروائية، بترسيخ الحس الإنساني العميق، والغوص في أعماق النفس لفهم العلاقات المعقدة بين الفرد والسلطة والدين والمجتمع.وغالبًا ما ينحاز للضعفاء والمهمشين، متمسكًا بالمواجهة والمقاومة، ساعيًا إلى التحرر الروحي والفكري، ومرافقًا القارئ لتجاوز تلك الرحلة الشائكة.وقالت عنبتاوي إن عنوان الرواية أخذها إلى عالم "البحّارة"؛ وهم "المهرّبون أو اللاجئون الذين يتنقلون عبر الحدود البرية بين البلدان". وكان هذا اللقب يُطلق على التجار الذين ينقلون البضائع في المنطقة الحدودية بين الأردن وسورية، وتحديدًا بين مدينة درعا السورية والرمثا الأردنية، ويُعرف بعضهم باسم "تجار الشنطة".أما "البحّار"، وفق عنبتاوي، فهو الرجل الرمثاوي الذي كان يتقن ثلاث لغات، ويخترق الحدود البرية بجرأة وثورية، لا يعرف الخوف. لذلك جاء العنوان متبوعًا بعبارة: "أنا حي ولا أخاف". مبينة أن غرايبة في هذه الرواية أراد أن يروي سيرته ويكشف شخصيته بكلمة واحدة تعبّر عن حضوره واستمراره في أرض الرمثا: "أنا حي"، وكأنه يؤكد أن هذا البحّار ما زال حاضرًا حتى اليوم، ثم أتبعها بالفعل المسبوق بالنفي: "ولا أخاف"، في تعبير واضح عن الرفض والتحدي.في نهاية الحفل، شكر الروائي هاشم غرايبة، المتحدثين ومنتدى المستقبل الثقافي على هذا التكريم، ثم تحدّث عن تجربته الإبداعية بشكل عام، ما بين القصة والرواية والمسرح، قبل أن يتوقف عند علاقته بالرواية على وجه الخصوص.وأضاف قائلاً: "لقد تحدثتم في هذه الأمسية عن رواياتي، وأسعدني ذلك كثيرًا، لكنني أحب أن أضيف هنا أن الرواية بالنسبة لي هي صورة عن الحياة؛ فأنا أستمد مادتي من تجاربي الشخصية وتجارب الآخرين، ويهمني تسليط الضوء على المهمشين والجوعى والمشردين، والانتصار لحزنهم أمام الشر وأدواته في هذه الحياة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store