
أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية
اضافة اعلان
عمان- برعاية وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، أقيم حفل تكريم للروائي الأردني هاشم غرايبة، أحد أبرز الأصوات السردية التي وسمت المشهد الثقافي الأردني والعربي بجرأتها وعمقها الإنساني.جاء حفل التكريم، الذي نظمه منتدى المستقبل الثقافي، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، ليكون مساحة لاستعادة محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية، واستحضار عوالم رواياته التي نسجها من نبض الواقع وأحلام الحرية، فجعل من الكلمة موقفًا، ومن الرواية نافذة على الإنسان وقضاياه.شارك في الحفل الذي أقيم أول من أمس، في مقر المكتبة الوطنية كل من: الكاتب زياد جيوسي، والدكتورة هناء خليل، والدكتورة دلال عنبتاوي، والدكتورة مرام أبو النادي، فيما أدارته الشاعرة رنا بسيسو.استهلت الحفل الدكتورة هناء خليل، التي قالت إن أعمال غرايبة ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي انفتاح جمالي على الواقع بكل تعقيداته، وغوص في البنية المجتمعية بأطيافها المختلفة. وقد اعتمد في كثير من رواياته على التاريخ بوصفه مدخلًا سرديًا لصياغة الحاضر واستشراف المستقبل.وأضافت خليل أن غرايبة ينتمي إلى مدرسة الأدب المنتمي، الذي لا يقف عند حدود التخييل، بل يتجاوزها ليمارس دوره في تأصيل فكرة الحرية، وتتبع تحولات الإنسان في خضم صراعه الأيديولوجي والفكري، انعكاسًا لروحه التوّاقة إلى عدالة مغيَّبة.وأشارت خليل إلى أن هذه الروح تجلّت بوضوح في روايته الشهيرة "القط الذي علّمني الطيران"، حيث يحوّل فضاء السجن إلى رمز للحرية المنشودة، ويستعيد عبرها زمن الوحدة العربية وزمن الحلم الفلسطيني، ليُهديها إلى الشباب العربي الطامح إلى الخلاص، بعيدًا عن الأيديولوجيات المغلقة، في انحياز صادق للإنسان، ولحلمه المشروع في الحرية والكرامة.وقالت خليل، إن غرايبة ليس مجرد روائي يكتب عن الواقع، بل هو صائغ سردي بارع يتقن تحويل الألم الإنساني إلى لغة مشحونة بالجمال والتمرّد، فشكّل صوته أحد أبرز الأصوات الأردنية التي لمعت في سماء الأردن والعالم العربي على حدّ سواء. وقد تميزت أعماله بعمقها الفني، والتزامها الصادق بقضايا الإنسان والمجتمع.وأشارت خليل، إلى أن الرواية لم تكن الرواية لدى غرايبة قالبًا جاهزًا، بل عمارة فنية مشغولة بعناية، اعتمد فيها على تنويع البنية السردية؛ فمنها ما اتخذ مسارًا سرديًا واحدًا يؤطّره ضمير الغائب أو الضمير الثالث، ومنها ما جاء في هيئة السيرة الذاتية، كما في رواية "البحّار"، حيث تتقاطع الأجناس الأدبية وتتداخل في نسيج فنه، ومنها ما اعتمد على بنية تعدّد الأصوات، كما في رواية "الشهبندر"، الأمر الذي أتاح تداخل الدراما مع السرد، فزاد من كثافة حضور الشخصيات إلى جانب الشخصية الرئيسة، وساعد على إبراز رؤاها الفكرية ودواخلها في مشهدية حيّة، نابضة بالحياة والصراع.ورأت خليل أن مدينة عمّان شكّلت في رواية الشهبندر فضاءً تاريخيًا حيًّا، احتضن ذاكرة وإبداعات حضارات خلت، إلى جانب تنوّع مكاني يثري السرد؛ من وسط البلد وجبل القلعة وجبل عمّان، إلى الأسواق القديمة والشوارع وخط الحجاز الحديدي، مانحًا القارئ لمحات من التاريخ الذي مرّ على المكان.أما اللغة في رواياته، فتتسم بسلاسة آسرة وثراء تعبيري لافت، إذ يمزج بين العربية الفصحى والتعابير العامية في نسيج لغوي نابض بالحياة، يمنح نصوصه طابعًا واقعيًا يلامس وجدان القارئ، ويعكس البيئة الاجتماعية التي تنبثق منها شخصياته. ولا تُستخدم اللهجة المحكية، خصوصًا لهجة أهل الرمثا، استخدامًا اعتباطيًا، بل تتداخل مع الفصحى بانسجام فني يجعل من الصعب تخيّل النص بدونها، وكأنها جزء لا يتجزأ من روحه وبنيته.فيما تحدث الكتاب زياد جيوسي عن علاقته بغرايبة التي الممتدة منذ نصف قرن أو يزيد، قال: "أعترفُ منذ البداية أن شهادتي بحق غرايبة مجروحة، فهو صديق شخصي منذ أكثر من نصف قرن، جمعتنا المعتقلات، كما جمعتنا رابطة الكتّاب الأردنيين التي ترأّسها المحتفى به لسنوات.وأضاف الجيوسي، ومن طرائف مسيرتنا المشتركة أنني لم ألتقِ هاشم وجهًا لوجه لفترة طويلة، قاربت أحد عشر عامًا، كنت خلالها تحت إقامة جبرية فرضها الاحتلال الصهيوني في رام الله، وممنوعًا من مغادرتها إلا إلى خارج الوطن المحتل بلا عودة، وهو ما رفضته. كنت بين خيارين: الوطن أو الأسرة… فاخترت الوطن".وحين جئت إلى الأردن بعد ذلك الغياب الطويل، التقيت غرايبة في رابطة الكتّاب. وقفت أمامه وهو منشغل بالحديث عبر هاتفه الجوال، وشعرت لوهلة أنه لم يتعرف إليّ. أثرت فضوله ببعض الاستفزاز، وحين سألني بعصبية: "من تكون؟" ذكرت اسمي، فكان لقاءً حارًا وثّقت لحظاته الحلوة بمقال نقدي وفني بعنوان "جاذبية غير مصقولة".وعندما نادَى على الحضور قائلًا: "يا شباب… زياد جيوسي هون"، ثم أضاف مازحًا: "زياد في المعتقل كان دائم الابتسام، وكنا نقول: هذا الرجل لا يمكن أن يشيب… فكيف بلغ منك الشيب يا زياد؟" فأجبته ضاحكًا: "لأني لم أرَك يا هاشم منذ سنوات طويلة… فشاب شعري".أيها الأحبة، من الذكريات التي أحتفظ بها أن غرايبة أرسل إليّ مخطوطة روايته "القط الذي علّمني الطيران"، وكنت حينها في رام الله. قرأت الرواية، وبمجرد أن أنهيتها اتصلت به، وكان في الطريق من عمّان إلى إربد. بدأت المكالمة بشتائم لطيفة محبّبة، فضحك قائلًا: "أكيد قرأت الرواية". فأجبته: "يا هاشم… ما صدقنا نقترب من نسيان الاعتقال وسنواته، حتى تأتي وتعيدنا إلى تلك الذكريات".لقد كتبت عن تلك الرواية مقالة نقدية مطوّلة، فهي حكايتنا جميعًا نحن الذين عشنا تلك المرحلة. وعندما أقيم حفل إشهار الرواية في منتدى الرواد الكبار، أرسل إليّ هاشم الدعوة قبل يوم واحد، وكنت حينها في رام الله، فاعتذرت. لكن في اليوم التالي، غادرت رام الله ووصلت عمّان، فاتجهت مباشرة إلى الحفل وفاجأته بالحضور، فكان لقاءً حارًا آخر… لأعود بعدها إلى رام الله في اليوم التالي.وأضاف جيوسي إن غرايبة… شخصية واعية تسعى لنشر المعرفة والتنوير، وهو إنسان مبدئي متمسك بقناعاته وفكره، أديب كرّس قلمه لوطنه وللإنسانية، ومؤمن بالحرية الحقيقية التي تبدأ من داخل الفرد… وهو ما وثّقه في رواياته المتميزة.وقال إن غرايبة مناضل صلب، حُكم عليه بالسجن عشر سنوات في سبعينيات القرن الماضي، واعتُقل إثر هبّة نيسان وأحداث جامعة اليرموك عام 1989. ومع ذلك، لم يتوقف عن الحلم بوطنٍ يكون منارة للجمال والحقيقة. وهو ليس مجرد كاتب، بل شاهد على مرحلة، ومقاتل لم يلن، وقد كتب من قلب تجربته… تجربتنا… من قلب المعتقلات ومن خلف قضبان السجون، فكان صوتًا لم يعرف المهادنة ولا الحياد في زمن العتمة والقهر.وخلص الجيوسي إلى أن غرايبة سادنًا للوطن والكلمة، وحارسًا للذاكرة، ولم يجعل الكتابة مهنةً بل جعلها موقفًا. ولذلك فإن تكريمه. هو تكريم لأدب لا يهادن، ولصوت لم يخن الذاكرة، ولرجل جعل من الكتابة موقفًا ومقاومة.من جانبها قالت الدكتورة دلال عنبتاوي، قبل الخوض في عالم هاشم غرايبة الروائي، لا بد من التوقف عند اتساعه وتنوعه؛ فهو عالم مترامي الأطراف زاخر بالتجارب والرؤى. ولأن هذه الورقة النقدية محدودة الوقت، فلن أتمكن من الإحاطة بكل تفاصيل تلك التجربة الثرية التي احتوت عناوين بارزة، بدءًا من روايته الأولى "بيت الأسرار"، مرورًا بـ "القط الذي علّمني الطيران"، وانتهاءً بـ "البحّار".وأضافت عنبتاوي، انه عندما وقعت عيني على غلاف رواية "بحار"، تذكرت فورًا رواية حنا مينه "حكاية بحار"، فقد أخذني البحّار في رواية هاشم غرايبة إلى عوالم بعيدة عن بحّار حنا مينه، رغم التقارب بينهما؛ فكلاهما تحكيان حكاية رجل بينه وبين لفظة البحر ارتباط كبير، فهو مغامر جريء يروي حكايته بطريقته الخاصة. غير أن بحّار حنا مينه يعيش في البحر، بينما بحّار غرايبة مكانه البر، ومع ذلك يلتقيان في القوة والجرأة ومواجهة الحياة.وأشارت عنبتاوي إلى أن غرايبة يحمل في إبداعه رسالة إنسانية تتجاوز حدود النص، وتفتح أمام المتلقي عوالم مدهشة ومسكونة بالسحر والجمال. وينشغل في مجمل أعماله، خاصة الروائية، بترسيخ الحس الإنساني العميق، والغوص في أعماق النفس لفهم العلاقات المعقدة بين الفرد والسلطة والدين والمجتمع.وغالبًا ما ينحاز للضعفاء والمهمشين، متمسكًا بالمواجهة والمقاومة، ساعيًا إلى التحرر الروحي والفكري، ومرافقًا القارئ لتجاوز تلك الرحلة الشائكة.وقالت عنبتاوي إن عنوان الرواية أخذها إلى عالم "البحّارة"؛ وهم "المهرّبون أو اللاجئون الذين يتنقلون عبر الحدود البرية بين البلدان". وكان هذا اللقب يُطلق على التجار الذين ينقلون البضائع في المنطقة الحدودية بين الأردن وسورية، وتحديدًا بين مدينة درعا السورية والرمثا الأردنية، ويُعرف بعضهم باسم "تجار الشنطة".أما "البحّار"، وفق عنبتاوي، فهو الرجل الرمثاوي الذي كان يتقن ثلاث لغات، ويخترق الحدود البرية بجرأة وثورية، لا يعرف الخوف. لذلك جاء العنوان متبوعًا بعبارة: "أنا حي ولا أخاف". مبينة أن غرايبة في هذه الرواية أراد أن يروي سيرته ويكشف شخصيته بكلمة واحدة تعبّر عن حضوره واستمراره في أرض الرمثا: "أنا حي"، وكأنه يؤكد أن هذا البحّار ما زال حاضرًا حتى اليوم، ثم أتبعها بالفعل المسبوق بالنفي: "ولا أخاف"، في تعبير واضح عن الرفض والتحدي.في نهاية الحفل، شكر الروائي هاشم غرايبة، المتحدثين ومنتدى المستقبل الثقافي على هذا التكريم، ثم تحدّث عن تجربته الإبداعية بشكل عام، ما بين القصة والرواية والمسرح، قبل أن يتوقف عند علاقته بالرواية على وجه الخصوص.وأضاف قائلاً: "لقد تحدثتم في هذه الأمسية عن رواياتي، وأسعدني ذلك كثيرًا، لكنني أحب أن أضيف هنا أن الرواية بالنسبة لي هي صورة عن الحياة؛ فأنا أستمد مادتي من تجاربي الشخصية وتجارب الآخرين، ويهمني تسليط الضوء على المهمشين والجوعى والمشردين، والانتصار لحزنهم أمام الشر وأدواته في هذه الحياة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
انطلاق فعاليات مهرجان شبيب الدولي بدورته الـ31 في 28 الحالي
ينطلق مهرجان شبيب للثقافة والفنون بدورته الـ31 في 28 من الشهر الحالي على مسرح مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى. ووفق بيان صادر عن إدارة المهرجان، فإن المهرجان الذي ينطلق تحت رعاية الشريفة بدور بنت عبد الإله، يشارك فيه فنانون من الأردن والعالم العربي، ويشتمل على فعاليات فنية وثقافية وتوعوية، إضافة إلى فعاليات هادفة للأطفال. وقالت رئيسة اللجنة العليا ومديرة المهرجان، الشريفة بدور بنت عبد الإله، إن فعاليات المهرجان ستتواصل على مدار 3 أيام في مسرح مركز الحسين الثقافي ومدرج الحسن بن طلال في الجامعة الأردنية، والمكتبة الوطنية، ومركز زها الثقافي، متضمنة طيفا ثريا من الفعاليات الفنية والثقافية والعروض الهادفة للأطفال. وكشفت الشريفة بدور، أن مهرجان الطفل المنبثق عن مهرجان شبيب سيستضيف أطفال غزة المتواجدين للعلاج في الأردن، وسيتم توزيع الهدايا عليهم. وتشتمل فعاليات اليوم الأول من المهرجان، الذي يشارك فيه ضيوف شرف من الفنانين الأردنيين: قمر الصفدي، شايش النعيمي، حابس حسين، سميرة العسلي، وخليل مصطفى، ومن فلسطين الشاعر رامي اليوسف والفنانة لونا بشارة، والفنان القطري علي عبدالستار، والفنان الكويتي محمد البلوشي، على معزوفات لفرقة موسيقات الأمن العام، ومعرض توعوي لإدارة مكافحة المخدرات، ومعرض للفن التشكيلي، واستعراض لفرقة أمانة عمان للتراث والفلكلور الشعبي، وعرض للأزياء التراثية الأردنية. كما تشمل فعاليات المهرجان أمسية تقدمها الفرقة الهاشمية للإنشاد، ومهرجان رواق الشعر بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ومهرجان الطفل 'شبيب زها'. وتختتم فعاليات المهرجان بحفل فني يقام في مركز الحسين الثقافي، يشارك فيه الفنانون عمر السقار، يوسف عياش، غالب خوري، وياسمين أحمد من الأردن، وزكريا الطائي من العراق، وفرقة الأزر للفنون الشعبية.


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
وزير الثقافة يكرم أوائل الثانوية العامة في المملكة
كرم وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اليوم السبت، في دائرة المكتبة الوطنية أوائل الثانوية العامة في المملكة. وقال الرواشدة، في كلمة ألقاها خلال احتفالية التكريم التي حضرها أمين عام الوزارة الدكتور نضال العياصرة وذوو الطلبة الأوائل، إن 'لكل مجتهد نصيب، وقد اجتهدتم، وثابرتم وقدمتم أفضل ما عندكم، وحققتم ما أردتم بتوفيق من الله، وحصدتم ما زرعتم، مهنئا لكم زرعكم وحصادكم، وأبارك بأجمل المباركة لذويكم الذين سهروا معكم، وخفقت قلوبهم لكم، فكانت فرحتهم باتساع الوطن'. وأضاف أن تحقيق النجاح والتفوق يمثل مسؤولية عليكم بانتقالكم من مرحلة الرعاية المدرسية والحرص من الأهل والعائلة إلى المسؤولية الذاتية والقرار الشخصي الذي يتحمله الإنسان في اختياراته في المرحلة الجامعية وما بعدها في العمل والحياة. ونوه بأن وزارة الثقافة في هذا التكريم لكم ولذويكم، فإنما تمثل وتترجم رؤى راعي الإبداع جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم المبدعين والمتفوقين والمبتكرين، سنة نتبعها ونكرسها للاحتفاء بالإبداع والمبدعين الشباب. ولفت إلى أهمية الثقافة ودور العلم في تكوين شخصية الأفراد من خلال الإبداع والابتكار وتوفير شروط الإنجاز الذي يعزز الهوية والانتماء والمسؤولية تجاه الوطن، ليكون الإبداع والابتكار والتفوق عنوان نهضة الوطن وتقدمه ورفعته. من جهتهم، عبر الطلبة وذووهم عن امتنانهم وشكرهم لوزارة الثقافة، مؤكدين العزم على دوام التفوق خدمة لرفعة الوطن الأردني في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وتحقيقا لرؤى جلالة الملك الذي أولى الشباب أهمية كبرى في سبيل تحقيق الإبداع الذي يسهم في نهضة الأردن. وفي ختام الاحتفالية التكريمية، سلم الرواشدة، أوائل الثانوية العامة شهادات الوزارة التقديرية وهدايا تكريمية.


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
حفل زفاف الشاب عامر عدنان الدرة- صور
تعانقت اصالة عمان مع عبق الشام لتشكيل لوحة نقية واخوية في حفل زفاف الشاب عامر عدنان النن' الدرة' بحضور ما يزيد عن 2000 شخصية اردنية وسورية جمعهم دف عمان فرحا وابتهاجا بزواج فرع طيب من عائلة النن التي اشتهرت باسم 'الدرة' كعلامة تجارية جابت الافاق تميزا وجودة. وتمازج في حفل الزواج المهيب التراثين الاردني والسوري في احياء امسية تفاعل معها الحضور وسط حفاوة كبيرة من الحاج عدنان النن والحاج محمد خير النن واخوانهم ووالد العريس الدكتور عماد الذين رحبوا بالحضور والعلماء الذين زينوا المكان والزمان بطيب كلامهم. وقال الدكتور عماد الدرة ان عراقة العائلة المستمدة من ارث الاجداد والاباء تشكل حافزا للاستمرار على ذات النهج من الالتزام والعطاء والتميز مشيدا باحتضان الاردن قيادة وحكومة وشعبا لاستثماراتهم في الاردن والدعم الذي حظيت به على مختلف الصعد داعيا الله ان يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين ذخرا وسندا للامتين العربية والاسلامية. وعبر مفتي عام المملكة الدكتور احمد الحسنات عن معاني وقيم الوحدة والتاخي والتعاضد الذي شكلت هذه المناسبة السعيدة احدى اوجهها الخيرة والمستنيرة مؤكدا ان ذلك ياتي من باب احياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم باشهار الفرح رغم ما يعتمر النفوس من الم وحزن على ما يجري في فلسطين. واشاد بدور عائلة الدرة في تعزيز اواصر اللحمة بين الشعبين الشقيقين بالاضافة الى دورها لاقتصادي والاستثماري الذي اصبح علامة مضيئة في هذا المجال. ودعا الله ان يحفظ البلدين وقيادتيهما وشعبيهما من كل سوء مشددا على اهمية التكاتف بوجه المؤمرات والتحديات التي تستهدف العرب والمسلمين. بدوره اكد العالم السوري الشيخ نعيم العرقسوسي على اهمية الزواج في بناء المجتمع الاسلامي القائم على الاسرة وقيم ومعاني الرباط الزوجي المقدس في حفظ الانساب والتكاثر وتعزيز اواصر وروابط القربى بين الشعوب مستذكرا عطاء عائلة الدرة عبر الاجيال وسمعتها المرموقة محليا وعربيا واقليميا ودوليا والقيم السمحة التي تربى عليها الاصول والفروع في هذه العائلة الكريمة. ودعا الله ان يحفظ البلدين الشقيقين من كل مكروه وان يسبع عليهما نعمة الامن والامان. وودع جد العريس ووالده وعائلة الدرة جموع الحاضرين بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتقدير