
منتدى المقاومة في تعز يناقش البعد التاريخي والسياسي والثقافي للمقاومة الشعبية
نظم منتدى المقاومة الأسبوعي بمدينة تعز فعالية فكرية نوعية ناقشت أبعاد المقاومة الشعبية من منظور تاريخي وسياسي وثقافي، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين الذين قدّموا ثلاث أوراق علمية ركّزت على فهم أشمل للمقاومة كخيار وطني وأداة لتحرير الشعوب.
في الجلسة الأولى من الفعالية، التي أقيمت في مقر الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، قدم عبدالله حسن خالد، عضو مجلس المقاومة الشعبية بتعز، ورقة بحثية بعنوان "المقاومة حول العالم". تناول فيها المفهوم التاريخي والسياسي للمقاومة، مؤكدًا أنها حق إنساني مشروع في مواجهة الاستبداد والاحتلال، تدعمه المرجعيات الدينية والقانونية الدولية، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة.
استعرضت الورقة نماذج متعددة لحركات المقاومة حول العالم، من السلمية إلى المسلحة، وشروط نجاحها كالمشروع السياسي الواضح، والقيادة الفاعلة، والتنظيم، والالتزام بحقوق الإنسان. وركّزت على تجارب بارزة مثل المقاومة السورية، التي بدأت سلمية عام 2011 وأسقطت نظام الأسد عام 2024، والمقاومة الفلسطينية التي استعادت زخمها من خلال عملية "طوفان الأقصى"، والمقاومة الشعبية في اليمن بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي، التي تتصدرها حاليًا قيادة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية.
أما في المحور الثاني، فقد ناقش الدكتور سعيد إسكندر، أستاذ التاريخ بجامعة تعز، ورقة بعنوان "المقاومة: التحديات والفرص"، استعرض فيها السياقات التاريخية والسياسية لبقاء المشروع السلالي في اليمن، منذ دخول يحيى الرسي عام 280 هـ وحتى انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014.
قسّم الدكتور إسـكندر ورقته إلى محورين رئيسيين، الأول تناول التحديات التي تواجه المقاومة الشعبية ضد المشروع الحوثي السلالي، ومن أبرزها: العامل المذهبي المؤسس لنظرية الولاية العنصرية، استغلال العصبية القبلية، الفجوة السياسية، الهيمنة الاقتصادية من خلال فرض "الخُمس"، والاستغلال الديني لحب اليمنيين للنبي وآل بيته.
في المحور الثاني، استعرض فرص المقاومة في مواجهة هذا المشروع، مؤكدًا أن اليمنيين عبر تاريخهم لم يرضخوا للهيمنة، وخاضوا نضالات مستمرة انتهت بأعظم ثورة في التاريخ العربي الحديث، وهي ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أسقطت الحكم الإمامي وأعلنت الجمهورية.
*ختام الفعالية*
اختتمت الفعالية بالتأكيد على أن المقاومة ليست رد فعل مؤقت، بل خيار وطني ممتد في مواجهة مشاريع الاستبداد، وأن الشعوب الحرة تخلّدها تضحياتها في ذاكرة التاريخ، لا سيما حين تكون مقاومتها مؤسسة على الوعي، والتاريخ، والحق المشروع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
دعم أوروبي.. الإعلان عن تخصيص 80 مليون يورو للأعمال الإنسانية في اليمن
أعلنت المفوضية الأوروبية، الأربعاء، عن تخصيص 80 مليون يورو كمساعدات إنسانية لليمن خلال عام 2025، وذلك في إطار التزام الاتحاد الأوروبي المستمر بدعم الشعب اليمني في مواجهة التحديات الإنسانية المتفاقمة. وأوضحت المفوضية، في بيان رسمي، أنها خصصت 80 مليون يورو (نحو 90.624 مليون دولار أمريكي) كمساعدات إنسانية ستُنفذ من خلال شركاء الاتحاد الأوروبي في العمل الإنساني، ومن بينهم وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، ممن يواصلون تقديم الدعم للفئات الأكثر تضررًا من النزاع المسلح، والنزوح، وتداعيات الأزمات المناخية المتكررة. وبحسب البيان، تتضمن المساعدات المقررة دعماً لبرامج الحماية الإنسانية، بما يشمل أنشطة إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها، بهدف حماية المدنيين وتعزيز سلامتهم في المناطق المتأثرة بالصراع. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن، والذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، وحاجة لحبيب، إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول والجهات المانحة. وفي اليوم نفسه، حذّر معهد DT الأمريكي، من أن أي تقليص كبير في تمويل المساعدات الإنسانية لليمن قد يُفضي إلى تداعيات إنسانية وخيمة، داعياً الدول المانحة إلى تجديد التزاماتها المالية لضمان استمرار العمليات الإغاثية دون انقطاع. وكانت دعت 116 منظمة إغاثية دولية ومحلية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، محذرة من أن البلاد على شفا كارثة غير مسبوقة بسبب استمرار حرب المليشيا والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية. وأكدت المنظمات، في بيان مشترك قبيل اجتماع كبار المسؤولين، أن نقص التمويل الحاد يهدد بتفاقم الوضع، حيث لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 سوى بنسبة أقل من 10% بعد خمسة أشهر من العام، مما أدى إلى تقليص المساعدات الحيوية لملايين اليمنيين، بمن في ذلك النساء والأطفال والنازحون واللاجئون.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
واشنطن تهدد الحوثيين بضربات عقابية جديدة
وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراً شديد اللهجة لمليشيا الحوثي الإرهابية، مهددة باستئناف الضربات العسكرية العقابية ضدها، في حال أقدمت مجددًا على استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدت القائمة بأعمال المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، خلال جلسة مجلس الأمن المفتوحة حول الأمن البحري، أن واشنطن لن تتهاون مع أي محاولة حوثية لتهديد حرية الملاحة، قائلة: "لقد تراجع الحوثيون عن مهاجمة السفن الأمريكية تحت الضغط، لكنهم سيواجهون ضربات عقابية أخرى إذا عاودوا الهجوم، ونحن مستعدون للتحرك مجددًا لحماية سفننا ومصالحنا." ويأتي هذا التهديد بعد نحو أسبوعين من إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وقف العملية العسكرية التي بدأت في 15 مارس الماضي ضد الحوثيين، وذلك عقب إعلان الجماعة نيتها وقف استهداف السفن الأمريكية. وأضافت شيا أن الأمن البحري العالمي بات مهدداً من قبل جماعات إرهابية، في مقدمتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مشيرة إلى أن الحوثيين "أرهبوا حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، واستهدفوا سفناً تجارية وقتلوا بحارة مدنيين واختطفوا سفينة (غالاكسي ليدر)"، وهو ما أثر على 30% من إجمالي حركة التجارة الدولية. وشددت الدبلوماسية الأمريكية على أن إيران تتحمل المسؤولية الكبرى في تمكين الحوثيين، عبر تزويدهم المستمر بالأسلحة والمعدات، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأضافت أن واشنطن تملك أدلة على حصول الحوثيين على مكونات مزدوجة الاستخدام من الصين، في إطار شبكة دعم لوجستي معقدة تشمل حلفاء إرهابيين مثل حركة الشباب. ودعت شيا الدول الأعضاء إلى تعزيز تمويل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، التي قالت إنها تلعب دوراً محورياً في منع تهريب الأسلحة للحوثيين عبر البحر، مشيرة إلى أن الآلية نجحت هذا الشهر في اعتراض أربع حاويات تحمل مواد محظورة كانت متجهة إلى موانئ تحت سيطرة الحوثيين. وتؤكد التصريحات الأمريكية أن التهديد الحوثي للأمن البحري الدولي لم ينتهِ بعد، وأن العودة إلى العمل العسكري لا تزال خيارًا مطروحًا بقوة إذا لم تلتزم الجماعة بالتهدئة ووقف الهجمات على السفن.


26 سبتمبر نيت
منذ 2 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
الرئيس المشاط : الوحدة اليمنية مشروع ٌجامعٌ في مواجهه مشاريع التفتيت والهيمنة
في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، ألقى الرئيس مهدي المشاط خطابًا سياسيًا عميقًا حمل بين طياته رسائل وطنية وإقليمية، وأعاد التأكيد على قداسة الوحدة اليمنية بوصفها حجر الزاوية في معركة التحرر والاستقلال، ومشروعًا جامعًا في مواجهة مشاريع التقسيم والاحتلال والهيمنة. الرئيس المشاط استهل خطابه بتهنئة الشعب اليمني وقائد الثورة والعلماء وقوات الجيش والأمن وكافة قبائل اليمن بعيد الوحدة المباركة، مؤكدًا أن هذا المنجز لم يكن حكرًا على منطقة أو فئة، بل جاء امتدادًا طبيعيا لتاريخ طويل من الكفاح الوطني. وبيّن أن الوحدة اليمنية لم تكن مجرّد تقارب جغرافي، بل وحدة قلوب ومصير وموقف، وأنها لا تزال تمثل اليوم عنوان عزة اليمنيين وضمان سيادتهم، والملاذ الآمن لجمع الكلمة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وفي ظل محاولات الخارج لتمزيق اليمن، شدد الرئيس المشاط على أن التمسك بالوحدة لم يكن بدافع عاطفي، بل من منطلق وطني، عقلاني، إيماني وعروبي، يؤمن بأن التفتيت ليس حلاً، بل بوابة للفوضى والتبعية. وأكد أن أخطاء الماضي لا تُعالج بالتقسيم والانفصال، بل عبر الإنصاف والعدالة والإصلاح وضمان الحقوق والمشاركة العادلة لكل أبناء الوطن. وفي مقارنة لافتة ، أشار المشاط إلى معاناة المواطنين في المناطق المحتلة من الانهيار وانعدام الخدمات، مقابل وحدة الشعب اليمني وصموده من الشمال إلى الجنوب في وجه العدوان. وأكد أن من خانوا الوحدة وتمحوروا حول مصالحهم الضيقة يعيشون اليوم في فنادق الخارج، بينما الشعب في الداخل يواجه التحديات ويصنع المواقف المشرفة. وأضاف: "كما تجاوزنا محاولات التقسيم قديماً والأقلمة حديثاً، فإننا قادرون على كسر مخططات قوى العدوان الرامية لتفتيت اليمن"، معتبرًا أن الرهان على الخارج طريق للدمار، بينما الرهان على الشعب هو طريق المستقبل. الرئيس المشاط لم يغفل البعد القومي والإسلامي للوحدة، فرأى أن الوحدة اليمنية هي اللبنة الأولى في طريق الوحدة العربية الشاملة، وأشار إلى أن العالم اليوم يشهد تشكّل تحالفات على الرغم من تنوعها، بينما نحن في اليمن أولى بالوحدة وأحق بالحفاظ عليها. وفي ظل معركة "طوفان الأقصى"، أوضح أن اليمن جسّد أسمى صور الوحدة العربية والإسلامية من خلال موقفه الشجاع في نصرة الشعب الفلسطيني، مذكّرًا بأن الشعب اليمني توحّد ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي، وأن اسم اليمن الموحد بات يُذكر بإكبار في المحافل الدولية. وجّه المشاط تحذيراً واضحاً لقوى العدوان وأدواتها من مغبة المساس بالوحدة اليمنية، مؤكداً على استمرار الجهاد والنضال حتى طرد المحتلين وتحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية، مع الاستعداد التام لمواجهة أي تجدد للعدوان الأمريكي أو الأمريكي الصهيوني. وفي رسالة مباشرة لأهالي غزة، شدد الرئيس المشاط على ثبات الموقف اليمني المبدئي والديني في دعم القضية الفلسطينية، قائلاً: "لا يضركم خذلان المتخاذلين، فالله معكم ونحن معكم، دمكم دمنا وألمكم ألمنا"، مؤكداً أن مقدرات القوات المسلحة اليمنية تحت تصرفهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار. وعلى الصعيد الإقليمي، عبّر الرئيس عن أسفه من المواقف الشكلية للقمة العربية في بغداد، التي كان من المفترض بها أن تفرض إدخال المساعدات لغزة وتكسر قيود الحصار، لا أن تبقى رهينة المواقف الإنشائية. وأكد في ختام خطابه أن الصراع اليوم هو في جوهره صراع عربي وإسلامي مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل الأمة جمعاء، محملاً الأمة العربية والإسلامية مسؤولية الجهاد والمواجهة، وليس فصيلاً أو دولة بمفردها. خطاب الرئيس المشاط جاء ليؤكد أن اليمن لن يكون إلا موحداً، حراً، مستقلاً، متماسكاً في وجه كل المشاريع التقسيمية، وأن الوحدة اليمنية ستبقى عنوان العزة والكرامة والسيادة، وصخرة تتحطم عليها مشاريع الغزاة والطامعين.