logo
واقعة حصلت معي شخصيًا: نعمُ الله لا تُعدّ ولا تُحصى... فهل شكرنا؟

واقعة حصلت معي شخصيًا: نعمُ الله لا تُعدّ ولا تُحصى... فهل شكرنا؟

خبرنيمنذ 2 أيام
ليست كلّ القصص تُكتب لتُثير الحزن، ولا تأتي كلّ المواقف لتكسرنا. أحيانًا، تنقلب اللحظة من محنة إلى منحة، ومن وجع إلى وعي... وذاك ما حدث معي.
منذ أيام، كنت أقود سيارتي في طريق العودة إلى البيت، أبتعد عنه نحو عشرة كيلومترات، حين جاءني اتصال أربكني: أحد أطفالي يُعاني من نوبة ربو حادّة واختناق مفاجئ. لم تكن المكالمة طويلة، لكن وقعها كان كالصاعقة. في لحظة، انكمش كل شيء من حولي... صخب الشارع، ضجيج الحياة، حتى الزمن بدا لي متجمّدًا، لا يتحرّك.
أمسكت الهاتف، واتصلت على الفور بالدفاع المدني، وانطلقت بجسدي، لكنّ روحي سبقتني. دقائق مرت كأنها دهور، والدماء في عروقي تركض أسرع من عجلات السيارة. لم أكن أفكر بشيء إلا وجه طفلي... وأنفاسه.
لكنّ ما صدمني – هذه المرة إيجابيًا – كان عند وصولي.
وقفت أمام المنزل، لأجد رجال الدفاع المدني قد سبقوني.
لم أنتظرهم، بل سبقوني هم!
كانوا هناك، أمام باب بيتي، بكامل جاهزيتهم، يحملون طفلي بحنانٍ وكأنه طفلهم. لم أسمع منهم سوى كلمات طمأنينة، ولم أرَ في عيونهم إلا إحساس الواجب والانتماء.
تم نقله بسرعة إلى المستشفى، وتلقّى الرعاية كاملة. وبعد أن استقرّت حالته بفضل الله، جلست أُحدّق من بعيد... ليس فقط في طفلي، بل في الصورة الكاملة.
حينها سألت نفسي بصوت داخلي:
كم مرة شكرنا الله حق الشكر؟
كم مرة أدركنا أننا في وطن لم يعرف الهروب من الخيام، ولا اللهاث وراء الأمن؟
كم مرة نظرنا حولنا ورأينا الجحيم الذي يعيشه غيرنا، ومع ذلك نعيش متذمرين من ترف الاعتياد؟
نعم، نحن في الأردن بخير، وأكثر.
قد نواجه بعض الصعوبات الاقتصادية، قد نتأفف أحيانًا من واقع اجتماعي غير مثالي، لكن المقارنة وحدها كافية لتعيد إلينا رشدنا.
فانظر حولك... إلى شعوب هُجّرت، وأطفال نشأوا في الخوف، ومخيمات لم تعرف الدفء ولا الأمان. انظر إلى أمهات يلدن على أرصفة الطرقات، ومدارس تُقصف، ومستشفيات تُغتال فيها الإنسانية كلّ يوم.
في الأردن، لم نُطارد في بيوتنا، ولم نرَ الجيوش تُطوّق أحياءنا.
منذ تأسيس الدولة، ونحن ننعم بجهاز أمني يحمي لا يُرعب، وبكوادر دفاع مدني تسبق الحوادث لا تلهث خلفها، وتعليم قائم، يصنع جيلًا واعيًا، لا منسيًا.
والأردني، والحمد لله، لم يكن لاجئًا. وهذه ليست تقليلاً من كرامة أحد، بل هي اعتراف بنعمة كبيرة أن نحيا فوق أرضنا، نحمل هويتنا، نعرف القانون ونعيش في كنفه.
مَن لا يرى هذه النعمة، فلينظر خارج الحدود.
أشكر من قلبي كوادر مديرية الامن العام و الدفاع المدني – خصوصًا في الكرك – الذين جسّدوا المعنى الحقيقي للإنسانية والمسؤولية. لا ينتظرون كاميرا لتُصوّرهم، ولا شكرًا من أحد، بل يفعلون ذلك لأنهم أبناء هذه الأرض، كما نحن.
دعونا لا نسمح لضعاف النفوس والمتشائمين أن يُطفئوا نور الوعي فينا. دعونا نُحسن الظن بوطننا، وننتصر للمصلحة العامة، ونعضّ بالنواجذ على النعم التي نعيشها.
لأننا... بدون هذا الوطن، لا شيء.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استعاذ النبي منه .. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟
استعاذ النبي منه .. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟

صدى البلد

timeمنذ 24 دقائق

  • صدى البلد

استعاذ النبي منه .. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟

موت الفجأة يدور جدل كبير حوله، حيث يتساءل كثيرون هل موت الفجأة دليل على غضب الله؟ وما الذي يمكن عمله للتحصين من موت الغفلة؟ أسئلة كثيرة تشغل بال كثيرين من الناس، وفي السطور التالية نتعرف على أجوبتها. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟ وفي السياق، بيّن الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أنه لكي نضع مقياسا نستدل به على غضب الله على الإنسان عند الموت ، فإننا يجب أن نفرق بين موت الغفلة وموت الفجأة، مشيرا إلى أن موت الفجأة إن كان صاحبه في حالة من الغفلة فهو موت غفلة، وإن كان أثناء الموت قلبه حاضر مع الله سبحانه وتعالى فحين يموت فجأة لا يكون موته غفلة. وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، في تصريحات سابقة له، أن موت الفجأة حين يأتي على صاحبه غفلة يكون نقمة، لكن أحيانا يموت المرء وهو يصلي فهي موتة فجأة ولكنها أثناء قيام العبد بطاعة الله لذا فإنها ليست نقمة، أو يموت آخر وهو يسعى للرزق وطلب الحلال، وموت الفجأة لا يكون مذمومًا إذا جاء للمؤمن التقي أثناء أدائه الطاعة. وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء، إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من فُجاءة النقمة، والنقمة هي أثر غضب الله المفاجئ الذي من أمثلته موت الغفلة. سبب استعاذة النبي من موت الفجأة هو أن الإنسان لا يستطيع عند موت الفجأة أن يتوب من فعل المعاصى والذنوب التى كان يفعلها فى دنياه، أو أن يقضى ما عليه من حقوق فى رقبته للعباد أو لله تعالى، أو الاستزادة من فعل الخيرات والأعمال الصالحة. وقد ورد ذلك فى السنة النبوية، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ». دعاء التحصين من موت الغفلة

نداء الوطن: 'حزب الله' يسحب اعترافه بالدولة: 'سنتعامل مع القرار كأنه غير موجود'
نداء الوطن: 'حزب الله' يسحب اعترافه بالدولة: 'سنتعامل مع القرار كأنه غير موجود'

وزارة الإعلام

timeمنذ 24 دقائق

  • وزارة الإعلام

نداء الوطن: 'حزب الله' يسحب اعترافه بالدولة: 'سنتعامل مع القرار كأنه غير موجود'

كتبت صحيفة 'نداء الوطن': بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على قرار مجلس الوزراء، وقبل أقل من أربع وعشرين ساعة على الجلسة الثانية لمجلس الوزراء التي على جدول أعمالها بند واحد هو استكمال بند حصرية السلاح، صعَّد «حزب الله» خطابه ليس ضد الحكومة فحسب بل ضد السلطة التنفيذية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، وإنْ حاول أن «يفتِّش» عن تباين بين الرئيس عون والرئيس سلام. ففي ما يشبه الانقلاب على الدولة وعدم الاعتراف بمقرراتها، أعلن «حزب الله» في بيان رسمي» سنتعامل مع القرار كأنَّه غير موجود». ولم يكتفِ بذلك بل وسم الحكومة بأنها «ارتكبت خطيئةً كُبرى في اتخاذ قرار يُجرِّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي»، واصفًا القرار بأن «فيه مخالفة ميثاقية واضحة، ومخالفة للبيان الوزاري للحكومة»، وبأنه جاء «نتيجة إملاءات المبعوث الأميركي»، وهو ما ذُكر في أسباب طرحه في مجلس الوزراء ومبررات إقراره، بإعلان الرئيس سلام أنَّ مجلس الوزراء «قرَّر استكمال النقاش بالورقة الأميركية يوم الخميس». وحاول «حزب الله» دق إسفين بين رئيسي الجمهورية والحكومة من خلال قوله في البيان: «ضربت الحكومة بعرض الحائط التزام رئيس الجمهورية في خطاب القسم بنقاش استراتيجية الأمن الوطني». كما حاول «حزب الله» تخفيف وقع القرار على بيئته فخاطب «أهله» بالقول: «غيمة صيف وتمر إن شاء الله، وقد تعودنا أن نصبر ونفوز». لكن إحدى نقاط ضعف هذا البيان محاولة «الحزب» التعمية على أن جلسة مجلس الوزراء كانت برئاسة رئيس الجمهورية. «أمل»: جلسة الخميس فرصة للتصحيح بدورها، انتقدت حركة «أمل» القرار لكن بوتيرة أقل فقالت في بيان الانتقاد: «كان حري بالحكومة التي تستعجل تقديم المزيد من التنازلات المجانية للعدو «الإسرائيلي» باتفاقات جديدة، أن تسخر جهودها لتثبيت وقف النار أولًا ووضع حد لآلة القتل «الإسرائيلية» التي حصدت المئات من اللبنانيين بين شهيد وجريح». اللافت أيضًا أن حركة «أمل» حاولت دق إسفين بين الحكومة ورئيس الجمهورية وحتى بينها وبين بيانها الوزاري، فاعتبرت أن الحكومة تكون بذلك «تعمل عكس ما جاء في خطاب القسم وخلافًا لبيانها الوزاري، وبالتالي جلسة الخميس فرصة للتصحيح وعودة للتضامن كما كان». «أجواء تهدئة» وبعد البيان، علمت «نداء الوطن» أن اتصالًا جرى بين الرئيسين عون وبري، تناول آخر التطورات في ما خص موضوع السلاح والجلسة الحكومية، وأكد بري للرئيس عون استمراره بالعمل على التهدئة وتمرير الأمور بسلاسة وعدم تفجير مجلس الوزراء أو استخدام الشارع، فالمرحلة تحتاج للهدوء، كما قال. عون يستقبل فضل الله وفي توقيت لافت، استقبل رئيس الجمهورية العلامة السيد علي فضل الله مع وفد ضم المفتي الشيخ أحمد طالب، المدير العام لجمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله، مدير مكتب العلامة فضل الله السيد هاني عبد الله، مدير مؤسسة السيد فضل الله السيد عباس فضل الله والسيد علي أحمد طالب. صحيح أن المناسبة اجتماعية، لكن الزيارة مهمة في توقيتها في ظل التجييش ضد موقع الرئاسة. «القوات اللبنانية»: القرار تاريخي في المواقف، وصفت «القوات اللبنانية» قرار مجلس الوزراء بالتاريخي، ووجب «اتّخاذه منذ 35 عامًا لولا الانقلاب على «وثيقة الوفاق الوطني» التي نصّت حرفيًّا على «بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي بواسطة قواتها الذاتية». واعتبرت أن «جلسة 5 آب وضعت لبنان على سكة العودة إلى دولة فعليّة وطبيعيّة، والمدخل لهذه العودة هو الالتزام بالنصوص المرجعية، وهذا تحديدًا ما فعله رئيسا الجمهورية والحكومة». «القوات» أشارت إلى أنه «كان الحري بالفريق الانقلابي الاعتذار من اللبنانيين على ما ارتكبه بحقهم وحقّ لبنان على مدى 35 عامًا، ولكنه بدلًا من أن يعتذر خرج مهاجمًا بوقاحة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وكأن رئيس الجمهورية هو من تسبّب بحرب تموز 2006، أو هو من اتّخذ قرار حرب 7 أيار 2008، أو هو مَن اتخذ قرار الحرب ضدّ الشعب السوري، أو هو مَن تسبّب في «حرب الإسناد» وتداعياتها الكارثية على لبنان؛ وكأن أيضًا رئيس الحكومة هو مَن تسبّب في تعطيل الحياة السياسيّة، وهو مَن أخّر تشكيل الحكومات، وهو مَن قاد البلد إلى الانهيار المالي والاقتصادي بسبب حروبه وتحالفه مع أفسد الفاسدين». مجلس المطارنة الموارنة يرحّب تأييد قرارات الحكومة جاء أيضًا من مجلس المطارنة الموارنة الذي رأى في القرار استكمالًا لبناء الدولة المنتظمة والقوية المولجة ببسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، لا استقواء من فريق على آخر. وهذه الدولة القوية هي المرجعية لجميع اللبنانيين من دون استثناء، وهي التي تحمي الجميع وتوفر لهم الإنماء المتوازن». من السجال العنيف في جلسة الثلثاء بالعودة إلى جلسة الثلثاء، استحصلت «نداء الوطن» على أبرز ما ورد في مداولاتها، ومنها قول وزير الصحة مخاطبًا الرئيسين عون وسلام: «أنا ما بفهم بالسياسة، ومش شغلتي، عم تحطوني بوجه جماعتي، ما إنتو يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس عم تحكوا مع بري والحزب، كملوا احكوا معهن، وما تحرجوني مع بيئتي». ليجيبه سلام بإصرار: «لأ، بدنا ناخد القرار هلّأ»، هنا علا صوت ناصر الدين بوجه سلام قائلاً: «قوم إنت شوف المسيّرات فوق راسنا، قوم طلاع عالجنوب شوف الشهداء!» ليرد سلام: «قوم إنتَ!» ما تزايد عليي، ما أنا سموني قاضي «حزب الله» لما حكمت نتنياهو!». وعلى وقع الصراخ، قال ناصر الدين: «في الشارع كمان!» ليرد سلام بانفعال: «ما حدا يحكيني بالشارع، في شارع مقابل شارع كمان!». موقف إيراني وبرز في الساعات الاخيرة موقف إيراني من القرار الحكومي جاء على لسان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي الذي قال إن خطة نزع سلاح حزب الله والتي أقرتها الحكومة اللبنانية ستفشل وسلاح حزب الله أثبت «فعاليته» في ساحة المعركة. تجدد الغارات وليلاً، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان فيما بقي الطيران الحربي المسير يحلق في الأجواء من الجنوب وصولا إلى البقاع. مقتل «أبو سلة» و «السلطان» وأمس وجَّه الجيش ضربة موجِعَة إلى عصابات تجار المخدرات، وقال في بيان له إنه « أثناء ملاحقة سيارة في داخلها المطلوبون (ع.م.ز.) الملقب بـ«أبو سلة» و(ع.ع.ز) الملقب بـ«السلطان» و(ف.ز) في الشراونة – بعلبك، وقع اشتباك بينهم وبين عناصر الجيش، ما أدى إلى مقتلهم، وهُم من أبرز تجار المخدرات وأخطرهم، كما أنهم مطلوبون لقتلهم عسكريين وارتكابهم جرائم الخطف وإطلاق النار على مراكز ودوريات للجيش، والسرقة والسلب بقوة السلاح». يُشار إلى أنه لا صحة للمعلومات حول استهداف منازل أو أفراد من عائلات المطلوبين أو سكان المنطقة، أو وقوع اشتباكات بين الأهالي وبين الجيش. الجدير ذكره أن مكافحة المخدرات وتجارها تأتي من ضمن المذكرة الأميركية في الفصل الثالث تحت عنوان «العمل المشترك ضد الإتجار بالمخدرات». ولاحقًا وُزِّعت تسجيلات صوتية لشقيق «أبو سلَّة» يتوعد ويهدد بالقتل والثأر والانتقام. العملية تمت في وقت كان قائد الجيش العماد رودلف هيكل موجود في المملكة المتحدة بدعوة رسمية من نظيره البريطاني الأدميرال Tony Radakin ، وشارك في الاجتماع السنوي التاسع لمجموعة Dragon Group ، بحضور عدد من قادة جيوش دول الخليج والشرق الأوسط، وهي المرة الأولى التي يُعقد فيها الاجتماع بمشاركة قائد الجيش اللبناني. وقد جرى التداول في التحديات الأمنية، الإقليمية والدولية.

قبيل إعلان نتائج التوجيهي "كونوا رحماء مع ابنائكم"
قبيل إعلان نتائج التوجيهي "كونوا رحماء مع ابنائكم"

عمون

timeمنذ 24 دقائق

  • عمون

قبيل إعلان نتائج التوجيهي "كونوا رحماء مع ابنائكم"

أكدت وزارة التربية والتعليم أنها ستعلن نتائج الثانوية العامة لعام ٢٠٢٥ "الامتحان العام" في موعدها، في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم الخميس الموافق ٧ اب ، وبذلك فان هذه النتائج ستكون محط انظار واهتمام افراد الاسر الاردنية كافة، وفي هذه المناسبة لا بد لنا أن نوجيه رسالة شكر لكل الذين عملوا في هذا الفعل الوطني الكبير على جهودهم الخيرة ، فهم من خطوا بعزم الواثقين خطوات النجاح والاجتهاد والتوكّل على الله ، مستلهمين روح الإصرار في مسيرةٍ حافلة ظلّت مقترنة على الدوام بجذوة الفعل المتقد بالعمل ، وبعظمة عطاء استثنائي أسمعت أصفاده كلّ ارجاء الوطن، ليأتي جوهر الإنجاز بعد صبر طويل واحتباس للأنفاس ، ولتتكلل بالإعلان رسميا لنتائج الثانوية العامة في وقتها وزمانها ، ولسان حالهم يقول "العهد هو العهد" ، عهد من كانوا فيه على موعدٍ بكل ما هو جميل ، ولتنطلق الزغاريد طرباً وابتهاجاً بما سيحصل عليه فلذات أكبادنا. نعي تماماً كأسر وأولياء امور ان المقلق خلال الساعات القليلة القادمة "حالة الترقب" في انتظار إعلان النتائج ، فالأجواء الأسرية مشحونة بالشغف المقرون بالتوتر ، لان هذه النتيجة خطوة فارقة في حياة ابنائهم ، ومصير الأبناء معلق بها ، لذلك دعوني أوجه رسالة صريحة إلى أولياء الأمور ادعوهم من خلالها بان يتعاملوا مع هذه النتائج بواقعية ، وان يكونوا أكثر تحكما في ردود أفعالهم ، وعدم التفكير بقلق كبير مبالغ فيه ، واًن لا يظهروا علامات التوتر ، بحيث لا يدعوا الفرصة لمشاعرهم الداخلية أن تسيطر على تعاملهم مع أبنائهم ، لان ذلك يزيد من حالة الإجهاد النفسي والاضطراب التي يشعر ويتأثر به الأبناء . علينا اليوم ان نكون رحماء مع ابنائنا ، وان نظهر نوعاً من الرأفة والتعاطف واللين في مواجهة الضغوط التي تقع عليهم ، متمنياً التعامل مع النتيحة بعقلانية وهدوء ، حفاظا على مشاعرهم وصحتهم ومستقبلهم ، وتجنب ارتكاب اي ردات فعل نحن بامس الحاجة للابتعاد عنها ، اذ علينا اليوم ان نكون داعمين لهم ، فالابناء الآن يحتاجون الى رفع درجة ثقتهم بانفسهم ونظرتهم لمستقبلهم ، خاصة وهم ينتظرون النتيجة على احر من الجمر ، ومن المهم عدم التركيز على المعدل ، وتجاهل الجهود الذي بذلوها خلال فترة الامتحانات . يجب ان نعي تماماً ان التوفيق من عند الله - عز وجل- والمسؤولية في ذلك تقع على الجميع ، ذاك بتشجيع الأبناء على تقبل النتائج خاصه من ( الأباء والأمهات والأخوة والأخوات والاقارب والجيران ) ، فهم اليوم بأشد الحاجة لإشعارهم بان نتيجة الامتحان "مهما كانت" هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه ، لذلك فالمطلوب ان يكونوا واقعيين في تقبل النتائج ، ذاك بالبعد عن مظاهر الغضب واللوم والتهديد واجراء المقارنات ، فهذه السلوكيات تدفع الابناء للاحباط والغضب والانفعال . اليوم سنلاحظ أن ابناءنا وحسب طبيعة سلوكنا الاجتماعي ، ستعتريهم تخوفات وتوجسات حول كيفية مواجهة مجتمع المعارف والاقارب ، خاصة إذا كانت معدلاتهم تخالف توقعات الأهل ، اذ ان الامتحان وللأسف اصبح يشكل تنافساً اسرياً بين هذا الطالب وذاك وبين هذه الطالبه وتلك ، بدون مراعاة للفروق الفردية لمستوياتهم ، كما وأصبح معدل الأبناء في الثانوية هو الميار للتباهي دون الالتفات إلى قدرات الطلبة العلمية. اما رسالتي الى الطلبة وهم محور الاهتمام ، فاني ادعوهم ان يتعاملوا مع النتيجة بواقعية ، وان يبتعدوا عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح مراعاة لشعور زملائهم الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ ، او من لم يحصلوا على معدلات كانت ضمن توقعاتهم وحساباتهم ، أما ابناءنا الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ او الحصول على معدلات كانوا يتمنون الحصول عليها ، فانصحهم بعدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان ولنجعل من هذا الامتحان عبرة لبذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة ، فالفرصة ستاتي بأن الله فامامهم "الدورة التكميلية" ، لتعويض ما فات ومواصلة الامنيات وتحقيق معدلات تناسب طموحاتهم وتوقعاتهم ومدى استعدادهم وجهدهم ، فنتائج هذا الامتحان ليست الا عبرة وخبرة للمستقبل . وأخيراً ، فالفرحة فرحتنا جميعا ، والعرس وطني بامتياز ، متمنين من الطلبة واولياء امورهم الالتزام بتعليمات الجهات الامنية ، لان هناك جملة من الإجراءات والخطط الأمنية والمرورية المشددة بالتزامن مع إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة ، حفاظا على سلامة المواطنين ، اضافة لتكثيف الانتشار الامني والمروري في كافة محافظات المملكة لضبط المخالفات المرورية الخطرة المرتبطة بالتعبير الخاطئ عن الفرح ، وكذلك مراقبة إطلاق العيارات النارية ، ومتابعة مرتكبيها - إن وجدت - مسك الكلام .. "مبروك" لمن سينجح "وهاردلك" لمن لن يحقق النجاح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store