
محللون: اجتماع القادة العرب فى بغداد مثقل بالأزمات والآمال لإحياء الدور الجماعي
رأى عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، أن القمة العربية الرابعة والثلاثين المقرر عقدها، غدًا، بالعاصمة العراقية بغداد؛ بمشاركة قادة وزعماء عرب، تأتى فى توقيت حرج تموج فيه المنطقة العربية بالأزمات السياسية والإنسانية، مشيرين إلى أن القمة ستشهد مناقشة عدد من الملفات الأكثر سخونة، على رأسها الحرب المستمرة فى قطاع غزة، والأزمات المتفاقمة فى السودان وليبيا واليمن وسوريا ولبنان.
وأوضح الخبراء والمحللون، خلال حديثهم لـ«الدستور»، أن قمة بغداد يعوّل عليها فى استعادة التوازن والفاعلية فى إدارة الأزمات الإقليمية، مع إعادة تفعيل الدور العربى المشترك فى مواجهة التحديات الكبرى، مشيرين إلى أن استضافة بغداد القمة تمثل رسالة واضحة على تعافى العراق، واستعادته زمام المبادرة، وقدرته على لعب دور فاعل فى الملفات الإقليمية.
حسام زكى: أولوية للقضية الفلسطينية ومناقشة ملفات ليبيا والسودان واليمن
قال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن القمة المرتقبة ستناقش عددًا من الملفات السياسية البارزة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال، إلى جانب ملفات أخرى تتعلق بليبيا والسودان وسوريا واليمن ولبنان.
وأوضح زكى، فى بيان صحفى، أن الرسالة الأساسية للقمة هى «التمسك بعقدها بشكل دورى، لأنها فى حد ذاتها تعبير قوى عن التمسك بالوحدة العربية»، مشيرًا إلى أن مستوى التمثيل فى القمة سيكون مرضيًا.
وفيما يتعلق بدعم قطاع غزة، الذى أنهكته الحرب الإسرائيلية، أشار «زكى» إلى القرار العربى الذى صدر فى قمة القاهرة غير العادية، فى مارس الماضى، بشأن تبنى الخطة المصرية إعمار القطاع، لكنه أوضح أن «تنفيذ الخطة تم تأجيله بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار».
وأضاف: «القمة التى تعقد فى ظرف إقليمى مشحون، يُعوَّل عليها فى إحياء الدور الجماعى للمنظومة العربية، وتقديم رسائل واضحة بشأن وحدة الصف، والتصدى للتحديات السياسية والإنسانية التى تمس المواطن العربى بشكل مباشر، خاصة فى ظل استمرار الحروب والنزاعات وتدهور الأوضاع المعيشية فى عدة دول».
جهاد حرب: استمرار التأكيد على تعزيز دور السلطة الفلسطينية
رأى المحلل السياسى الفلسطينى، جهاد حرب، أن القمة العربية ستؤكد القرارات التى تم اتخاذها فى القمم العربية السابقة، بما فى ذلك القمة التى عقدت فى المملكة العربية السعودية فى وقت سابق، والقمة الخاصة بفلسطين التى انعقدت فى الرابع من مارس الماضى بالقاهرة.
وقال: «القمم الماضية تبنت خطة مصرية مهمة تهدف إلى إعادة الاستقرار فى قطاع غزة ودعم استمرار وجود الشعب الفلسطينى فيه، والقمة العربية فى بغداد ستعزز من أهمية دور السلطة الفلسطينية فى إدارة قطاع غزة بشكل رسمى»، داعيًا إلى توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكومة فلسطينية واحدة، ما يشكل خطوة مهمة نحو استعادة الوحدة الفلسطينية.
وأشار «حرب»، فى تصريحات لـ«الدستور»، إلى أن تعزيز الحوار الفلسطينى الداخلى سيكون من بين الملفات الأساسية التى ستناقشها القمة، بغية الوصول إلى اتفاق شامل حول وحدة السلطة والقانون والسلاح فى قطاع غزة، مع ضرورة التأكيد على وجود سلطة فلسطينية واحدة تقوم بكل المسئوليات الوطنية فى القطاع. وأكد أن الدول العربية ستركز خلال القمة على تقديم شبكة أمان مالى للسلطة الفلسطينية، مضيفًا: «هذا يظهر بوضوح فى الزيارات الأخيرة التى قام بها نائب الرئيس الفلسطينى للسعودية والإمارات ومصر والأردن، حيث تبين أن هناك انفراجة فى هذا الجانب فى مصلحة السلطة الفلسطينية».
وتابع: «من المتوقع، أيضًا، تناول مسألة المؤتمر الذى سيُعقد فى نيويورك بشأن تنفيذ خيار حل الدولتين، وكيفية دعم هذا الخيار من قبل الدول العربية لضمان اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، خاصة من الدول الغربية، ومن بينها دول الاتحاد الأوروبى».
وشدد على أن ما تمر به فلسطين من تحديات كبيرة، خصوصًا الحرب التى تمارسها إسرائيل على قطاع غزة، يتطلب المزيد من الدعم العربى الفعّال فى مواجهة هذه السياسات الاستعمارية المستمرة.
فادى عاكوم: دعم مشروط للبنان لتجاوز تحدياته
قال المحلل السياسى اللبنانى، فادى عاكوم، إن لبنان ينتظر أن تكون له حصة كبيرة من الاهتمام فى قمة بغداد، مشيرًا إلى أن ملف حل الأزمة اللبنانية سيكون من بين أولويات القمة، مع الحصول على دعم عربى، وإن كان هذا الدعم مشروطًا بتنفيذ خطوات إصلاحية حقيقية، فى مقدمتها مكافحة الفساد، واستقلال القضاء، ومعالجة ملف سلاح «حزب الله».
وأوضح، خلال حديثه لـ«الدستور»، أنه على الرغم من أن الملف الأمنى المتعلق بـ«حزب الله» لم يتم حله بشكل نهائى، فإن هناك مؤشرات واضحة على أن الوضع يتحسن تدريجيًا، بما فى ذلك تسليم بعض مخازن الأسلحة إلى الجيش اللبنانى. وأشار «عاكوم» إلى أن حصة لبنان من المساعدات والاستثمارات العربية قد تكون محدودة هذه المرة، بسبب الأولويات العربية الأخرى، مثل الملف السورى وقضية غزة والأزمة اليمنية، قائلًا: «لبنان لم يعد فى صدارة الاهتمام العربى كما كان فى السنوات والعقود الماضية، بل أصبح جزءًا من مجموعة الأولويات، وهو ما يعنى أن لبنان سيتعين عليه أن يتعامل مع هذه المساعدات فى ظل تواضع حجمها». وأوضح أنه على الرغم من التحديات، فإن تثبيت الأمن الداخلى ومساندة الجيش اللبنانى فى الحفاظ على قرار الحرب والسلم، هما الطريق الرئيسى نحو الحصول على دعم مستدام من الدول العربية.
وتابع: «من الضرورى أن يستمر الجيش اللبنانى فى تحقيق الأمن وحصر أى نشاط عسكرى فى يده فقط».
أشرف حربى: التهجير القسرى لأهالى غزة فى صدارة الملفات المطروحة
أكد السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية الرابعة والثلاثين تأتى فى ظروف سياسية معقدة تمر بها المنطقة، فى ظل تعدد الأزمات والصراعات بين بعض الدول العربية، لا سيما التوتر القائم بين الإمارات والسودان.
وقال «حربى» إن القمة تتناول- فى المقام الأول- الملفات السياسية التى تُعد من الثوابت فى كل دورة، على رأسها القضية الفلسطينية وتطورات الوضع فى غزة، إلى جانب الأوضاع فى دول تعيش أزمات كبيرة، مثل السودان وليبيا والصومال ولبنان، فضلًا عن العلاقات المتشابكة بين دول المنطقة وجوارها، خاصة إيران، فى ظل مستجدات الملف النووى، والعلاقات الإيرانية- الأمريكية.
وأضاف أن الملف الاقتصادى يحتل مكانة بارزة فى القمة أيضًا، من خلال مناقشة سبل تعزيز التكامل الاقتصادى العربى فى ظل التحديات الدولية، مثل تذبذب أسعار النفط والتجارة العالمية، إضافة إلى مشكلات أمن البحر الأحمر المرتبطة بتحركات الحوثيين فى اليمن. وأشار إلى أن عودة سوريا للمشاركة فى القمة تظل من الملفات التى تثير بعض الجدل داخل الجامعة، رغم أن القرار السابق بإعادة تفعيل عضويتها قد مهد الطريق لحضورها، مع استمرار وجود تحفظات من بعض الأطراف السياسية.
وأوضح أن موضوع التهجير القسرى لأهالى غزة سيكون فى صدارة الملفات المطروحة، إضافة إلى بحث المواقف العربية من بعض التصريحات الغربية المثيرة للجدل؛ بشأن ترتيبات ما بعد الحرب فى غزة، مؤكدًا أن هناك حاجة ماسة إلى موقف عربى موحد وواضح تجاه هذه القضايا.
عراقيون: بغداد قادرة على تقديم صورة راقية تليق بمكانة القادة العرب واستقبالهم بكل ترحاب
أكد المحلل السياسى العراقى، باسل الكاظمى، أن انعقاد القمة العربية فى بغداد يمثل «رسالة واضحة على تمسك العراق بدوره الفاعل فى المحيط العربى والتزامه الكامل بالواجبات والمسئوليات المترتبة عليه ضمن منظومة العمل العربى المشترك».
وأشار «الكاظمى» إلى أن الحكومة العراقية، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السودانى، تبذل جهودًا كبيرة لإظهار صورة العراق المستقر، القادر على استضافة الفعاليات الكبرى واستقبال القادة العرب بكل ترحاب، مضيفًا: «اليوم ينقل العراق رسالة اطمئنان إلى محيطيه العربى والدولى، مفادها أنه لم يعد كما كان فى السابق، وأن هناك إرادة حقيقية لإعادة بناء الدولة والانفتاح على الجميع».
كما أشاد بالإجراءات الأمنية التى تتخذها السلطات العراقية لتأمين القمة، مؤكدًا أن وزير الداخلية عبدالأمير الشمرى قدّم صورة مشرفة، من خلال الاستعدادات الأمنية المكثفة التى تؤكد قدرة العراق على تأمين القمة وسيرها بسلاسة.
من جهته، قال الباحث العراقى عبدالكريم الوزان إن استضافة العراق للقمة تنطلق من إدراكه العميق لحاجته الملحة إلى دعم الأشقاء العرب، سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى فى ظل محاولات مستمرة لفك قبضة الهيمنة الإقليمية والدولية عليه.
وأوضح أن الحكومة العراقية وجهت- رغم التحديات- الدعوات الرسمية لحضور القمة، لكن الاستجابة لم تكن بالمستوى المأمول، مرجعًا ذلك إلى تعقيدات سياسية ومواقف بعض القوى الإقليمية المؤثرة على القرار العربى، معربًا عن أمله فى أن تنجح القمة فى تعزيز الدعم العربى للعراق فى مسيرته نحو الاستقرار.
أما الخبير السياسى، مصلح السعدون، فاعتبر أن مجرد اختيار بغداد مقرًا لانعقاد القمة يعد «انتصارًا سياسيًا ومعنويًا للعراق»، خاصة فى ظل التحديات التى مرت بها البلاد على مدار العقدين الماضيين.
وقال السعدون: «القمة تمثل فرصة للعراق لإعادة بناء جسور الثقة مع الدول العربية، والتأكيد على أنه ماضٍ فى مسار التعافى والانفتاح بعيدًا عن سياسة المحاور».
أيضًا قال الكاتب العراقى ورئيس تحرير جريدة «السياسة»، عادل المانع، إن الاستعدادات الجارية فى بغداد لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين تعكس «حرص العراق على تقديم صورة راقية تليق بمكانة القادة العرب»، مؤكدًا أن «الحدث يحمل رمزية كبيرة؛ بوصفه مؤشرًا على استقرار البلاد الأمنى والسياسى».
وأشار «المانع» إلى أن الاستعدادات قُسمت إلى ثلاثة محاور رئيسية تشمل الترتيبات التنظيمية والتشريفات، وإبراز الحضارة العراقية العريقة من خلال تجهيز صالات القمة بزوايا تعريفية، بالإضافة إلى إشراك الشارع العراقى فى أجواء المناسبة.
منى عمر: ليبيا تتطلع إلى دعم مسار الاستقرار السياسى
قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، إن القمة العربية المرتقبة فى بغداد تأتى فى وقت بالغ التعقيد على مستوى الأزمات الإقليمية، مؤكدة أن الملفات الإفريقية، على رأسها السودان وليبيا، ستكون محورية.
وأشارت «عمر» إلى أن الوضع فى السودان وليبيا يتطور بشكل متسارع وخطير، وستثمر القمة عن بيانات دعم ودعوة للحوار السلمى.
وأضافت أن الحديث سيتطرق إلى «وقف إطلاق النار»، و«تحقيق الوفاق الوطنى»، والعمل على تفعيل المبادرات، مشيرة إلى أن هناك تدهورًا أمنيًا كبيرًا فى ليبيا، والسلطات الليبية تتعامل مع الوضع باعتباره شأنًا داخليًا، ولا توجد مؤشرات لتشكيل لجنة تحقيق عربية.
محمد الجدال: مطالبات بتحقيق الوفاق الوطنى فى طرابلس
أكد المحلل السياسى الليبى، محمد الجدال، أن ليبيا تتطلع إلى أن تخرج القمة العربية بمواقف عربية موحدة تدعم مسار الاستقرار السياسى فى البلاد، خاصة فى ظل الانقسام المؤسسى الحاد الذى تعانيه منذ سنوات.
وقال «الجدال»: «ليبيا بحاجة إلى تجديد الالتزام العربى بدعم الحلول السلمية للأزمة الليبية بعيدًا عن التدخلات الخارجية التى زادت الوضع تعقيدًا»، موضحًا أن القمة يجب أن تُسهم فى تفعيل دور الجامعة العربية لدعم جهود إجراء الانتخابات فى ليبيا، وتوحيد المؤسسات، خصوصًا الأمنية والعسكرية.
وأشار إلى أن ليبيا بحاجة، أيضًا، إلى دعم اقتصادى وإنسانى للتغلب على تبعات سنوات الصراع والانقسام، موضحًا أن التعاون العربى فى مجالات إعادة الإعمار والتنمية سيكون أمرًا محوريًا فى المرحلة المقبلة.
وأكد أن العرب هم القادرون وحدهم على مساعدة ليبيا فى تجاوز أزمتها، شريطة وجود إرادة سياسية جماعية، متوقعًا أن تكون القمة العربية فى بغداد بداية فعلية لهذا المسار.
طارق فهمى: «قمة مفترق الطرق» للعمل العربى المشترك
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة فى بغداد تأتى فى ظروف بالغة الصعوبة، وسط مؤشرات على ضعف التمثيل العربى وغياب عدد من القادة الكبار، مرجحًا أن تكون المشاركة محدودة لأسباب أمنية وتنظيمية. وشبّه «فهمى» القمة المرتقبة بـ«قمة نواكشوط- موريتانيا ٢٠١٦»، التى عُقدت فى أجواء استثنائية وبمشاركة محدودة، مؤكدًا أن قمة بغداد ستكون بمثابة «قمة مفترق طرق» بالنسبة للعمل العربى المشترك، سواء حققت نجاحًا أو لم تُحدث اختراقًا يُذكر. وأشار إلى أن القمة ستناقش الملفات الأكثر اشتعالًا فى المنطقة، على رأسها اليمن، والخليج، والبحر الأحمر، وسوريا، معتبرًا أن مشاركة سوريا بعد استئناف علاقاتها العربية ورفع بعض العقوبات عنها من قبل واشنطن، ستكون أحد الملفات المستجدة على جدول الأعمال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 16 ساعات
- فيتو
رئيس مجلس الدولة لطلاب الجامعات: حريصون على نشر الوعي المجتمعي بين الدارسين للقانون
استقبل المستشار أحمد عبود رئيس مجلس الدولة اليوم الاربعاء، وفدا من طلاب كلية القانون بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية. تطوير استراتيجية الدولة المصرية وجاءت الزيارة في إطار تطوير استراتيجية الدولة المصرية نحو الجمهورية الجديدة، وفق رؤية رئاسة مجلس الدولة نحو أهمية نشر الثقافة القانونية ووعي الدارسين للقانون بالجوانب العملية من دراستهم والتعرف على التطوير في المنظومة القضائية داخل مجلس الدولة واستخدام التحول الرقمي والميكنة في كافة أقسامة لتحقيق رسالة العدل وهو الأمر الذي يحظى بثقة المواطنين. جلسة علنية لإحدى دوائر المحكمة الإدارية العليا وأجرى الطلاب جولة تفقدية موسعة شملت حضور جلسة علنية لإحدى دوائر المحكمة الإدارية العليا، ثم زيارة مكتبة مجلس الدولة واستمعوا إلى شرح تفصيلي لاختصاصات قضاء مجلس الدولة وفقًا للدستور والقانون. وأعرب رئيس مجلس الدولة عن تقديره واعتزازه بطلاب كلية القانون، ومُتمنيًا لهم التوفيق والنجاح. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


فيتو
منذ 18 ساعات
- فيتو
الجامعة العربية: مراجعة "الأغلبية القوية" بأوروبا لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل تحمل مغزى سياسيا وحقوقيا عميقا
أشاد الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، السفير أحمد رشيد خطابي، بموقف "الأغلبية القوية" في الاتحاد الأوروبي (17 من 27 عضوا) بشأن التوجه نحو مراجعة اتفاقية الشراكة القائمة مع إسرائيل - فى ضوء المقترح المقدم من المملكة الهولندية، بما يحمل مغزى سياسيا وحقوقيا عميقا بحكم اعتماده على المقتضيات الخاصة "باحترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، وذلك في ضوء الوضع الكارثي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. الضغط الدولي لإنهاء الحرب على غزة وقال السفير خطابي، في تصريح اليوم الأربعاء: إن مواقف حازمة مماثلة من قبيل الاعتراف بدولة فلسطين والتلويح بالعقوبات ضد إسرائيل، وحظر بيع السلاح، وتجميد مفاوضات التبادل الحر، ومنع استيراد منتجات المستوطنين، خطوات متقدمة لفرض مزيد من الضغط الدولي لإنهاء الحرب على غزة، وتعتبر مدخلا مشجعا للفهم السليم والقويم لهذا النزاع التاريخي المرير وفق رؤية حل الدولتين. وأضاف أنه مع استمرار الممارسات الإسرائيلية المشينة، أعربت مؤخرا عدة حكومات وبرلمانات ونخب حزبية ومدنية وفكرية وإعلامية وفنية في العالم الغربي عن قلقها وامتعاضها من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. حق إسرائيل الدفاع عن النفس وتابع خطابي: "بعدما خضعت هذه الجهات ردحا من الزمن لتأثير السرديات التي روجت لها الأجهزة الدعائية الإسرائيلية حول ما جرى في 7 أكتوبر 2023 ظلت على تنوع روافدها أسيرة خطاب زائف يتمحور حول "حق إسرائيل الدفاع عن النفس" إلى أن كشفت بشاعة الأعمال العسكرية العدائية ضد المدنيين وخاصة من النساء والأطفال تهافت هذا "الحق" الذي أريد به باطل دون أدنى اعتبار لأحكام القانون الدولي الإنساني". وفي هذا السياق، أشار إلى أن مؤتمر مدريد الأخير بمشاركة فاعلة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يواكب هذا التحول الهام في اتجاه استشراف أفق سياسي للنزاع على أساس هذا الحل باعتباره مقاربة واقعية ومستدامة ومنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية. انحسار أخلاقي في التعامل مع المدنيين وأكد خطابي أن الوضع الإنساني الخانق في قطاع غزة جراء الارتفاع المهول في أعداد الضحايا والمصابين والمفقودين ومظاهر الدمار والتجويع والحصار، والاقتحامات المتكررة في الضفة الغربية، والممارسات الاستفزازية السخيفة في القدس الشريف أظهرت للعالم حقيقة هذه الحرب المروعة على امتداد شهور قاسية، والتي بلغت مداها بما شابها من تجاوزات خطيرة وانحسار أخلاقي في التعامل مع المدنيين الأبرياء إلى حد التطاول الجائر على كرامتهم وكينونتهم الإنسانية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ 2 أيام
- 24 القاهرة
أيمن الظواهري ابن الذوات.. من قصور المعادي إلى كهوف تورا بورا
في هذه السلسلة يطرح الدكتور خالد منتصر علامة استفهام كبرى حول علاقة الأطباء بالإرهاب، حيث تلاحظ أن كثيرا من الأطباء تحولوا من ملائكة رحمة إلى ملائكة حساب للبشر وقتل وتنكيل، وهي ظاهرة تحتاج إلى غوص في عقل وفكر بعض هؤلاء الأطباء الذين أًصبحوا رؤوسًا للإرهاب على رأسهم أيمن الظواهري، حيث يقدم الدكتور خالد منتصر دراسة متسفيضة حول نشأته وتشكل فكره وكيف وصل إلى ما وصل إليه، وهي دراسة تضمنها أحدث كتبه دماء على البالطو الأبيض. وإلى المقالة الأولى من هذه السلسلة: على الرغم من أن الطبيب سيد إمام كان أمهر الجهاديين في السرية والكتمان، إلا أن البحث في نشأته والمعلومات حول بدايات حياته، كانت أسهل من الطبيب أيمن الظواهري، وعلى الرغم من أن رأس الظواهري كان أغلى رأس مطلوب، إلا أن البحث في كيفية تشكل هذا الرأس مهمة غاية في الصعوبة. فمعظم المعلومات المتداولة عن بدايات وعائلة أيمن الظواهري تحتوي على أخطاء كثيرة، من كثرة تكرارها صارت من البديهيات، فمثلًا المتداول على الإنترنت أن أيمن هو ابن د. محمد الشافعي الظواهري، أشهر أستاذ جلدية في الوطن العربي، وهذا غير صحيح تمامًا. أيمن الظواهري هو ابن أستاذ الصيدلة محمد ربيع الظواهري، الذي هو وأستاذ الجلدية أبناء عمومة، وليسا أشقاء، المتداول والمكتوب أيضًا بكثرة أن أيمن الظواهري كان جراحًا للعيون، وبسؤال بعض رؤساء قسم العيون في قصر العيني وجد أنه لم يسجل درجة ماجستير طالب يحمل هذا الاسم، وأن عمه وواحد من أبناء قريبه أستاذ الجلدية هما اللذان مارسا جراحة العيون. هو لم يكن نابغًا في كلية الطب مثل د. سيد إمام، لم يكن مثله من الأوائل، لكنه مارس الجراحة العامة كطبيب حر، كما ثبت في تحقيقات النيابة معه في قضية اغتيال السادات، والطبيب الحر في العرف الطبي أقل مهارة وخبرة بكثير عن نائب الجراحة المعين في قصر العيني. المعلومة الخطأ المتداولة في المواقع الصحفية أن عبد الرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية هو جده، وهذه معلومة عارية تمامًا من الصحة، فالجد من ناحية الأم هو عبد الوهاب عزام وهو شخصية ليبرالية متسعة الثقافة رحبة الاستيعاب، متسامحة ومحبة وشغوفة بالبحث والسؤال. الغريب أن أيمن كان متعلقًا بعائلة الأم وخاصة هذا الجد الليبرالي الذي سنعود إليه فيما بعد، لأن علاقة الجد والحفيد هي علاقة مركبة تستحق التسجيل، أما الجد الأكبر من ناحية الأب فهو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري إمام الأزهر في الفترة ما بين ١٩٣٠-١٩٣٥، هذه المعلومات عن ابن الذوات ساكن ضاحية المعادي المرفه. حاولت تصحيحها في البداية، لأن الظواهري كما كان صاحب شخصية معقدة، كانت حياته أيضًا معقدة، وبرغم توافر كل مقومات النجاح والصعود المجتمعي والذي تدعمه العائلة ذات النفوذ والحسب والنسب، إلا أننا نجد طفلًا في الخامسة عشر من عمره، ينتظم في تنظيم جهادي أو مجموعة مسلحة. لا أتحدث عن انتماء فكري، وقراءات دينية فقط، بل أتحدث عن انخراط فعلي، وهذا غريب على هذه السن الصغيرة، أن يقتنع وبتلك السرعة، وهذا الحماس، ولا يقع في حيرة سن المراهقة الذي دومًا لا يجد إجابات محددة على أسئلته تبدد حيرته، والعجيب أنه ظل على هذا الطريق بنفس إيقاع الحماس والاقتناع حتى وصل ثمن رأسه 25 مليون دولار مكافأة، ظل بدون توبة أو مراجعات كما فعل أميره وفيلسوفه سيد إمام!، بل وصل الأمر إلى هجوم عنيف من أيمن على إمام، تصاعد لدرجة التخوين!. جد مستنير وحفيد متطرف لماذا ذكرت جده عبد الوهاب عزام وصححت الخطأ المنتشر على الإنترنت ؟، لأن تعلق الحفيد الطفل بالجد البسيط في تعامله، العميق في ثقافته، لم يؤثر على الحفيد إنسانيًا، ولم يجعل مسام روحه متسعة لتقبل المختلف والآخر، لم يتأثر بالعلوم الإنسانية والأدب، كما تأثر الجد، ورث عنه فقط اتقانه للغات وحبه لها، وكان لإتقانه اللغة الإنجليزية الأثر الكبير في شهرته الإعلامية أكثر من رفاقه، فقد تحدث إلى وكالات الأنباء العالمية من قفص المحكمة في قضية اغتيال السادات. ثم واصل الظهور الإعلامي بعد ذلك كمتحدث مفضل للقنوات الأجنبية، أما حكاية الجد فتستحق التسجيل ولو سريعًا لبيان أنه لو كان لدى الظواهري ثغرة فكرية باتساع ملليمترات، ورغبة حقيقية في المعرفة لكان الحال غير الحال، فالمفروض أنه قد تربى في بيت تلميذ طه حسين ولطفي السيد وأحمد أمين!!، أهم مشاعل التنوير في هذا الجيل، فكيف نبتت هذه الثمرة السامة من هذا الجذر التنويري الخصب؟!. بدأ عبد الوهاب عزام حياته العملية مُعلِّما بمدرسة القضاء الشرعي سنة 1920، انتدب بعدها بثلاث سنوات إلى وزارة الخارجية، وابتُعث للعمل إمامًا لبعثة السفارة المصرية في لندن، وفي كتاب "الحب والحقد المقدس، حوار متخيل بين الجد والحفيد، يقول فيه الجد عن نفسه" وكأن التاريخ يُعيد نفسه فقبل مائة عام من سفري كان ابتعاث الشيخ رفاعة الطهطاوي إماما للبعثة المصرية إلى باريس. وكما فعل رفاعة حين اتجه لتعلّم اللغة الفرنسية للتعرّف على نتاج الفرنسيين الفكري، فقد التحقت بمدرسة اللغات الشرقية بجامعة لندن لتعلم الفارسية والأُردية حتى أتقنتهما إلى جانب إتقاني الإنجليزية، والتركية، والفرنسية، وتمكّنت من الحصول على درجة التخصص الماجستير في الأدب الفارسي من جامعة لندن سنة 1928، عدتُ إلى مصر بعد خمس سنوات في لندن لأجد دعوة من أستاذي الدكتور طه حسين للانضمام إلى أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة بعد أن أصبحت جامعة حكومية، درّست في كلية الآداب اللغة العربية، واللغتين الفارسية والتركية كأول مصري يُدرِّس في الجامعة اللغات الشرقية، ترقيت في درجات السلم الجامعي حتى أصبحت أستاذ اللغات الشرقية في كلية الآداب ١٩٣٩، ثم عميدًا لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة ١٩٤٥"، فضلًا عن اتساع أفق الجد من خلال الدراسة، فقد كانت هناك نافذة إضافية تتيح رحابة أكثر، وهي السفر، فقد انتقل الجد إلى وزارة الخارجية، وكان سفيرًا لمصر في السعودية وباكستان، وهما بالصدفة البلدان اللذان تنقل بينهما أيمن في بداياته بعد تخرجه في كلية الطب!. الظواهري في الجامعة.. طالب بلا تفوق أيمن الظواهري عند التحاقه بكلية الطب لم يكن القصة المكررة للطالب السلفي العادي، الذي يتشكل في الكلية، على العكس، كان أيمن متشكلًا جاهزًا، مطبوخًا على الطريقة الإخوانية، والتي بدأ الانخراط فيها مبكرًا، والانسلاخ منها مبكرًا، لأنها لم ترضِ طموحه، أو تشبع جوعه إلى التغيير الدموي العنيف من الجذور، مرت سنوات الكلية بلا تميز، أو تفوق بارز يتيح له التعيين برغم أن الواسطة موجودة، والعائلة طبية، والطريق ممهد، إلا أنه كان محددًا لطريقه، لا توجد حيرة، أو تشتت. لكن كانت لديه بعض العيوب وقتها، ضعف بنيته الجسدية، وحياته المرفهة منذ نعومة أظفاره، والتي جعلت رفاقه في السجن بعد ذلك يتهمونه بأنه كان يقر على زملائه ويبلغ عنهم بمجرد صفعة، وظلت حكاية إبلاغه عن صديقه الصدوق عصام القمري، وإفشاء مكانه، تمثل جرحًا لا يندمل وعقدة لا تنسى، وظل على عهده مخاصمًا لفكر جده الليبرالي المستنير، كارهًا لكتب الفلسفة وعلم النفس والرواية والمسرحية.. إلخ، وبالطبع الموسيقى والسينما. وكما تميز أيمن الظواهري بوضوح رؤيته الجهادية من قبل فترة الكلية، كان من القلائل الذين تشكل وعيهم وشخصيتهم القيادية خارج المدينة الجامعية، التي كانت بؤرة التجنيد، ومشتل التطرف، بدأ الظواهري حياته العملية طبيبًا في قرية الرزيقات بحري مركز أرمنت محافظة الأقصر، وسرعان ما عاد إلى القاهرة، فعمل بمدينة الصف قرب الشوبك مهد عائلة والدته آل عزام بمحافظة الجيزة، وجمع بين عيادته في شارع منصور بحلوان، وعيادة في منزل العائلة بالطابق الأول بميدان الحرية في حي المعادي، تركها بعد ذلك إلى عيادة بعيدة عن منزل العائلة لكن في الحي نفسه في شارع أحمد زكى. وإذا كان الـ"سي في" أو السيرة الذاتية الطبية للظواهري ضعيفة وفقيرة، فقد كانت سيرته الذاتية الجهادية الحركية غاية في الثراء، إن جاز هذا الوصف، باختصار شارك الظواهري في تأسيس أول خلايا جماعات الجهاد المصري في أواخر الستينات، وشارك في نشاط الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة في السبعينات، وكان أحد مؤسسي جماعة الجهاد المصري بالخارج في منتصف الثمانينات، واختير ضمن مجلس شورى المجاهدين أكثر من مرة، وأسس لما سمي "الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والنصارى" في أواخر التسعينات. وبعد اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سنة 2011، أصبح زعيمًا لتنظيم قاعدة الجهاد وما تفرّع عنه من تنظيمات في عدد من البلدان، سافر إلى مدينة بيشاور الحدودية الباكستانية لعلاج المصابين من جراء الحرب الأفغانية سنة 1981، وسافر إلى المملكة العربية السعودية أوائل سنة 1985 للعمل في إحدى مستشفيات جدّة، حيث كان يبحث في شبه الجزيرة العربية عن ساحة للتدريب والإعداد العسكري، إلا أنه غادر بعد عام إلى مدينة بيشاور، ومنها إلى أفغانستان أواخر سنة 1986، وظل هناك حتى قتل في غارة أمريكية بتاريخ 31 يوليو 2022 متهما في عشرات الاغتيالات والتفجيرات حول العالم، بداية من تفجير سفارة أمريكا في كينيا وتنزانيا في 1998 حتى تفجير برج التجارة العالمي في 2001، مرورًا بمحاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري، والأحداث الإرهابية ضد السياح في الأقصر وغيرها من العمليات الإرهابية التي أثرت على استقرار مصر وحركة السياحة فيها بشكل كبير، ما حدث بعد ذلك حتى لحظة اغتياله، هو حصاد لحالة العناد عند الظواهري الناتج عن حالة حسم الاختيار الواضح والانحياز الصارم عنده منذ مرحلة المراهقة، والذي لم يتزحزح لحظة. وللحديث بقية * من كتاب دماء على البالطو الأبيض للدكتور خالد منتصر