logo
50 عاما من الأدب الساخر.. جائزة إسبانية مرموقة لإدواردو ميندوزا

50 عاما من الأدب الساخر.. جائزة إسبانية مرموقة لإدواردو ميندوزا

الجزيرةمنذ 6 أيام

متألقا بالفكر النقدي ومتشبتا بحس الدعابة، فاز الكاتب المتحدر من برشلونة إدواردو ميندوزا (مواليد 1943) بجائزة "أميرة أستورياس" للأدب، وهي واحدة من كبرى الجوائز المرموقة في العالم الناطق بالإسبانية، لقدرته على "تزويد القراء بالسعادة"، بحسب لجنة التحكيم.
ميندوزا مؤلّف لعمل أدبي ينطوي على فكاهة وسخرية لاذعة، ويصوّر المجتمع الإسباني في حقبة تحول، وسبق أن حصل عام 2016 على جائزة "سيرفانتس" التي تُعد بمثابة نوبل في الأدب الإسباني.
ولا يتردد ميندوزا في تعرية التناقضات الاجتماعية والسياسية من خلال شخصيات غريبة الأطوار وحبكات لا تخلو من العبث المدروس. وغالبًا ما تتخذ أعماله طابعًا روائيا بوليسيًّا هزليا في قلب مدينته الحبيبة برشلونة، التي تتحول بين يديه إلى مسرح رمزي يعكس تحولات إسبانيا الحديثة، وقد أشار في أكثر من مناسبة إلى أن الفكاهة ليست تسلية فحسب، بل "أداة تفكير نقدي حادة".
عجائب وغرائبيات
من أبرز أعماله "مدينة العجائب" (La Ciudad de los Prodigios)، التي تعد واحدة من أعمدة الأدب الكتالوني المعاصر، إذ تناول فيها التحولات الحضرية والاجتماعية العميقة التي شهدتها برشلونة بين المعرضين العالميين لعامي 1888 و1929. وقد اعتبرها النقاد ملحمة مدنية تمزج بين الرواية التاريخية والحس الساخر بأسلوب بصري وروائي متين.
إعلان
نُشر أول عمل له "الحقيقة بشأن قضية سافولتا" عام 1975، أي قبل 50 عاما. واعتُبر هذا الكتاب أول رواية في الفترة الانتقالية، وهي المرحلة التي أعقبت وفاة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو (1936-1975)، وشكّلت الرواية انطلاقة في المطالعة لدى عدد كبير من المراهقين الإسبان كونها أول رواية تكسر التقاليد الرسمية الخانقة لعهد فرانكو، وقد نُشرت بعد وفاته مباشرة، حاملة بين سطورها رمزية الانعتاق من سلطة الرقابة والجمود. ومع هذه الرواية أيضا بزغ نجم ميندوزا بوصفه واحدا من الكتّاب الذين واكبوا التحول الديمقراطي في إسبانيا عبر الأدب.
وفي أعمال مثل "لغز القبو المسكون" و"لا أخبار من غورب"، وهي رواية عن كائن فضائي يحاول فهم البشر في برشلونة قبل دورة الألعاب الأولمبية عام 1992، قدّم ميندوزا نوعًا أدبيا فريدًا من أدب الغرائبية الهزلية، متجاوزا النمط الواقعي لصالح تأملات فلسفية مستترة في سياق مغامرات ساخرة، بطلتها شخصية مغمورة لا اسم لها سوى "المحقق المجنون"، الذي يتحول إلى عدسة مجهرية لرؤية تناقضات المجتمع الحديث.
وقال إدواردو ميندوزا في مؤتمر صحفي في برشلونة إن هذه الجائزة "تمنح شعورا بالرضا". وأضاف "أتت بعد مرور 50 عاما بالتمام على نشر روايتي الأولى (..) لم يتم نسياني، وهذا أمر جميل جدا".
ودائما ما حقق إنتاجه الغزير، الذي يتضمّن روايات ومسرحيات ومقالات، نجاحا شعبيا كبيرا.
وبعد أن أصبح مرجعا في الأدب الساخر، بدأ ميندوزا يركز على نوع أدبي جديد نجح من خلاله في الحصول على متابعين. وقال اليوم الأربعاء "أعتقد أن كثيرين من بعدي قد أقدموا على هذه الخطوة الجريئة، واليوم لدينا نخبة من الأدب الفكاهي المحترم. المهم في الفكاهة هو الحفاظ على مستوى معين".
تأسست جوائز "أميرة أستورياس" عام 1981، وتكافئ أيضا شخصيات في مجالات العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والتعاون الدولي والرياضة. ويحصل الفائزون بالجوائز على 56 ألف دولار.
تحمل الجوائز اسم لقب وريثة العرش الإسباني الأميرة ليونور، التي ستمنح المكافآت رسميا للفائزين مع والديها الملكين فيليبي السادس وليتيزيا، خلال حفلة في أوفييدو (شمال شرق) في أكتوبر/تشرين الأول، ومن أبرز الفائزين السابقين في فرع الأدب: ماريو فارغاس يوسا، وأومبرتو إيكو، وأني إيرنو، وبول أوستر، وإيمري كيرتيس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لامين جمال نجم برشلونة الرقم 10 القادم في عالم كرة القدم
لامين جمال نجم برشلونة الرقم 10 القادم في عالم كرة القدم

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

لامين جمال نجم برشلونة الرقم 10 القادم في عالم كرة القدم

ينوي نادي برشلونة، بطل الثلاثية المحلية، هذا الموسم مكافأة نجمه الشاب لامين جمال بطريقة مميزة، بسبب المستوى الفني المذهل الذي يقدّمه منذ وصوله إلى الفريق الأول والذي انفجر بالموسم الحالي. وذكر الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام" أن برشلونة يفكر في منح لامين جمال القميص رقم 10 في الموسم المقبل 2025-2026. View this post on Instagram A post shared by Fabrizio Romano (@fabriziorom) وأوضح أن النادي الكتالوني بصدد إدخال تغييرات على أرقام قمصان اللاعبين ابتداء من يوليو/تموز القادم، على أن يُتخذ القرار النهائي قريبا. من جهته، أكد موقع "إلديس ماركي" (eldesmarque) الإسباني أن إدارة برشلونة تنوي تنفيذ هذه الخطوة فور الإعلان عن تجديد عقد لامين جمال بغض النظر عن مستقبل زميله أنسو فاتي، الذي يحمل القميص رقم 10 منذ رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي في صيف عام 2021. ونشر الموقع ذاته "سيرتدي لامين جمال القميص الأسطوري رقم 10 لنادي برشلونة رسميا في موسم 2025-2026 سواء بقي أنسو فاتي أم لا"، مضيفا "القرار اتُخذ بالفعل". وتابع "عندما يحتفل لامين جمال بعيد ميلاده الـ18 يوم 13 يوليو/تموز 2025 سيشهد برشلونة لحظة تاريخية تتمثل في توقيع عقد جديد، تفعيل بند استثنائي، وانتقال رسمي للقميص رقم 10". ويُنظر إلى هذا القرار على أنه جزء من خطوة إستراتيجية اقتصادية وتسويقية جديدة من خلال منح الرقم 10 لنجم شاب بعد بلوغه 18 عاما، وذلك سيمثّل بداية عصر جديد برؤية لبناء مستقبل النادي حول جمال. كما سيفعّل برشلونة بندا تاريخيا عندما يبلغ جمال سن الـ18 عاما، بقيمة مليار يورو، وهو ما يُعّد دليلا إضافيا وقويا على قيمته التي لا تقدر بثمن. ولطالما اعتُبر لامين جمال (17 عاما) أنه وريث ميسي في برشلونة، ويبدو أن النجم الشاب في طريقه لإثبات ذلك من خلال شخصيته القوية وأدائه المذهل خاصة في المباريات الكبرى ضد ريال مدريد وإنتر ميلان. وخلال الموسم الجاري 2024-2025، خاض لامين جمال 54 مباراة مع برشلونة بجميع البطولات، سجل خلالها 18 هدفا وقدّم لزملائه 25 تمريرة حاسمة، كما لعب دورا بارزا ومحوريا في تتويج الفريق بألقاب كأس السوبر الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، والدوري الإسباني هذا الموسم. ولعب لامين جمال أول مباراة له مع برشلونة يوم 29 أبريل/نيسان 2023، وكانت ضد ريال بيتيس في الجولة الـ32 من الدوري الإسباني موسم 2022-2023، وهو بعمر 15 عاما و10 أشهر. ومنذ ذلك الوقت ظهر لامين جمال بقميص النادي الكتالوني في 105 مباريات بجميع البطولات، ساهم خلالها في 59 هدفا (سجل 25 وصنع 34) وفق أرقام موقع "ترانسفير ماركت" الشهير المتخصص في بيانات اللاعبين والأندية.

الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد "شرفة آدم" في معرض الدوحة للكتاب
الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد "شرفة آدم" في معرض الدوحة للكتاب

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد "شرفة آدم" في معرض الدوحة للكتاب

الدوحة – وقّع الشاعر والصحفي الأردني حسين جلعاد كتابه الجديد "شرفة آدم.. تأملات في الوجود والأدب"، مساء الجمعة، وذلك في جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر. الكتاب، الذي صدر حديثا في بيروت، يشكّل امتدادا لتجربة جلعاد الطويلة في الصحافة الثقافية والكتابة الأدبية، ويجمع بين التأملات الفلسفية والرؤى الأدبية والنقدية، من خلال مقالات وقراءات معمقة، وحوارات مع رموز أدبية عربية وعالمية، جُمعت على امتداد أكثر من عقدين من العمل الصحفي والثقافي. أكد الشاعر والقاص الأردني، في جلسة حوارية ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، أن الأدب هو أوسع فضاء يمكن للإنسان أن يعبّر فيه عن نزقه وإنسانيته بكافة أشكال التعبير الفني من شعر وقصة ورواية. وقال إن شرفة آدم هي دعوة للتأمل من موقع مرتفع، حيث لا يكتفي الإنسان بالتفكير في يومه الراهن، بل يتأمل في أصل أفكاره ومآلاتها. وأضاف "هي شرفة لا تحكمها محددات السياسة أو الأيديولوجيا، بل تتسع لكل ما يود الإنسان قوله بصدق". وأشار إلى أن هذا التأمل يقود إلى التسامي عن الأفكار التي قد لا تخدم الإنسان أو المجتمع، وأن الأدب، في جوهره، هو وسيلة لتحسين شروطنا الإنسانية والتفكير في صورة مثالية عن المجتمع والذات. وعبّر الكاتب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في أمسية ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، ووجّه شكره للحضور ولإدارة المعرض على تنظيم هذا الحدث الثقافي البارز. الأدب وفنون التعبير وحول فلسفة عنوان الكتاب، أوضح الكاتب أن "شرفة آدم" تحمل دلالة فلسفية وثقافية، تنطلق من فكرة التأمل في أفكار الإنسان، مشيرا إلى أن الأدب هو أرحب مجال يمكن للإنسان من خلاله التعبير عن أفكاره، بعيدا عن تعقيدات السياسة أو القيود الأخرى. وأكد أن الأدب هو "صوت الإنسان من الداخل" وتفاعله مع مجتمعه، وهو الوسيلة التي يستطيع من خلالها أن يعبّر عن نفسه بصدق وشفافية، بكل ما فيها من تناقضات ونزق وإنسانية. وتابع قائلا "كل ما يريده الإنسان من قول يمكن أن يجده في الأدب، سواء من خلال الشعر، أو الرواية، أو القصة، أو سائر الفنون الكتابية الأخرى". وفيما يتعلّق بمحتوى الكتاب، أوضح أن العمل يحتوي على حوارات فكرية وأدبية أُنجزت على امتداد سنوات طويلة من العمل في الصحافة الثقافية. وتنقسم هذه الحوارات إلى أقسام، أولها مع أدباء أردنيين بحكم عمله الطويل في الأردن، ثم حوارات أخرى مع كتاب عرب التقاهم خلال عمله في قطر، أو أثناء عمله السابق في عمّان وفي صحف عربية مثل "النهار" و"القدس العربي". كما أشار إلى لقاءات جمعته بأدباء من عواصم غربية، مثل الشاعر الإيطالي الشهير إدواردو سانجونيتي، الذي كان يُعد من أبرز شعراء إيطاليا حين حاوره. وبيّن أن سانجونيتي قدّم في سنواته المتأخرة نمطا جديدا من الكتابة الشعرية، وصفه بأنه "فتح شعري" آنذاك. وأشار إلى أن هذه الحوارات جاءت ضمن مشروع أدبي يهدف إلى استكشاف الذات الإنسانية عبر الأدب، والتفكير في موقع الإنسان من الوجود، عبر "شرفة" تطل على المعرفة والتجربة والحياة. وعن تنوّع إنتاجه الأدبي، قال جلعاد إنه في الأساس شاعر، وله أيضا مجموعة قصصية بعنوان "عيون الغرقى"، كما أن لديه ميولا للكتابة الروائية ويعمل على مخطوطات روائية ستُنشر لاحقا. وبيّن أن "كل الفنون الكتابية تنطلق من أصل واحد، هو التأمل"، مضيفا أن حتى العالِم الفيزيائي آينشتاين كان يؤمن بأن الاكتشافات العظيمة تبدأ بخاطرة متأملة، لا معادلات رياضية. وأكد أنه لا يرى فواصل حقيقية بين أشكال الكتابة الأدبية، لكنه يراها مشروطة بالإتقان. وأضاف "لا يصبح الإنسان شاعرا بين ليلة وضحاها، بل لا بد من الموهبة، والثقافة، والتجربة الطويلة". وحين سُئل عن المرجعية الفكرية والفلسفية التي ترتكز عليها كتاباته، قال جلعاد بثقة "الإنسان هو الفكرة الأساسية. همومه، مشاكله، أفكاره، سواء في الطبيعة أو ما وراء الطبيعة، هي المرجع الذي أنطلق منه. كل شيء بعد ذلك هو تفاصيل". وأضاف أن الكتابة عن الإنسان لا تختلف جوهريا، سواء كانت في شكل قصيدة أو رواية أو مقالة، مشددا على أن النقطة المرجعية الدائمة في مشروعه الأدبي هي تأمل الذات والوجود من شرفة إنسانية. وأعرب حضور للندوة التي عُقدت في منتصف معرض الدوحة للكتاب في يومه قبل الأخير عن تقديرهم لما قدمه الكاتب من إضاءات فكرية عميقة حول كتابه، متمنين له مزيدا من النجاح في مشاريعه الأدبية المقبلة. يُذكر أن المؤلف من مواليد عام 1970، وهو شاعر وقاص وصحفي أردني، ويعمل في موقع الجزيرة نت، وهو عضو رابطة الكُتّاب الأردنيين، وشغل عضوية هيئتها الإدارية (2004-2005) وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب. واختير جلعاد عام 2006 سفيرا للشعر الأردني لدى حركة شعراء العالم، وهي منظمة أدبية مقرها تشيلي وتضم في عضويتها آلاف الشعراء، كما اختارته مؤسسة "هاي فِسْتِيفَل" (Hay Festival) -بالتعاون مع اليونسكو ووزارة الثقافة اللبنانية- ضمن أفضل 39 كاتبا شابا في العالم العربي والمهجر (جائزة بيروت 39) بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2009. وصدر له في الأدب "العالي يُصْلَب دائما" (شعر، دار أزمنة، عمّان، 1999)، و"كما يخسر الأنبياء" (شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2007)، و"عيون الغرقى" (قصص قصيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2023). و"شرفة آدم" (نقد أدبي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2025). كما صدر لجلعاد منشورات فكرية وسياسية هي "الخرافة والبندقية.. أثر العولمة في الفكر السياسي الصهيوني" عام 1999، ومن قبله "المسألة الكردية وحزب العمال الكردستاني" عام 1997.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store