logo
من أوكسفورد.. عميد جامع الجزائر يدعو إلى استلهام إرث الأمير عبد القادر لبناء السلام

من أوكسفورد.. عميد جامع الجزائر يدعو إلى استلهام إرث الأمير عبد القادر لبناء السلام

الشروق٣٠-٠٤-٢٠٢٥

دعا عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، إلى اعتماد الإرث القيمي والروحي للأمير عبد القادر الجزائري كمنظور عالمي لبناء السلام، وذلك خلال محاضرة ألقاها في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية يوم أمس الإثنين، تحت عنوان 'إرث الأمير عبد القادر في بناء السلام في عالم ممزق'.
وأكد الشيخ القاسمي أن العالم، في ظل ما يشهده من أزمات متفاقمة، في أمسّ الحاجة إلى استلهام النماذج التاريخية الملهمة، مشددًا على ضرورة اعتبار الأمير عبد القادر 'سفيرًا عالميًا للسلام الإنساني الشامل'، بالنظر إلى ما مثّله من قيم سامية في العدالة والتسامح والدفاع عن الكرامة الإنسانية.
وأوضح أن استحضار تجربة الأمير لا يجب أن يُختزل في الماضي الاستعماري، بل يجب أن يكون مدخلًا حيويًا لفهم الحاضر واستشراف مستقبل قائم على الرحمة والتعايش، مشيرًا إلى أن الأمير عبد القادر 'لم يكن مجرد قائد مقاومة، بل رجل دولة ومفكر وصوفي، جمع بين شجاعة المحارب وبصيرة الفيلسوف'.
وسلط عميد جامع الجزائر الضوء على ما وصفه بـ'الجهاد العادل' الذي مثّله الأمير، القائم على الدفاع عن الحرية والكرامة، بعيدًا عن الكراهية أو السعي للهيمنة، موضحًا أن احترامه لحقوق الأسرى والمدنيين أكسبه تقدير خصومه قبل حلفائه، وهو ما تؤكده المواقف العالمية من شخصيته، لا سيما تكريمه من قبل الملكة فيكتوريا، السلطان العثماني، والملك نابليون الثالث.
وأشار القاسمي إلى الدور البارز الذي لعبه الأمير عبد القادر في إنقاذ آلاف المسيحيين خلال فتنة دمشق عام 1860، معتبرًا هذا الموقف تجسيدًا عمليًا لفهمه الإنساني العميق للدين، كمصدر للرحمة والعدل.
وفي ختام محاضرته، شدد المتحدث على أن 'إرث الأمير عبد القادر ليس ملكًا حصريًا لأمة دون أخرى، بل هو رصيد مشترك للإنسانية جمعاء'، داعيًا إلى إدماجه في المناهج التعليمية ومبادرات الحوار الحضاري، لمواجهة 'الخطر الداهم المتمثل في فقدان الثقة والانقسام العالمي'، مؤكدًا أن 'السلام العادل يبدأ من سلام النفس'.
وقد عرفت المحاضرة حضور نخبة من رموز الفكر والدين في بريطانيا، من جامعات أوكسفورد وبيرمنغهام وغيرها، في إطار جهود مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية لتعزيز قيم التفاهم والتواصل بين الحضارات.
عميد جامع الجزائر يحاضر في جامعة أوكسفورد حول إرث الأمير عبد القادر
يُلقي عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، اليوم الإثنين، محاضرة بمركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية التابع لجامعة أوكسفورد، ستتناول جوانب من إرث الأمير عبد القادر، مركزة على أبعاده المقاومة وصناعته للسلام.
وحسب بيان لجامع الجزائر، فإن هذه المحاضرة تأتي بدعوة رسمية من المركز، في إطار سلسلة الأنشطة العلمية والثقافية التي ينظمها.
وقد غادر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني الجزائر العاصمة أمس الأحد، متوجهاً إلى لندن، حيث كان في استقباله بمطار هيثرو الدولي سفير الجزائر لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، نور الدين يزيد، ومساعدوه.
وسيشهد اللقاء العلمي إقبالاً من الباحثين والمهتمين بالدراسات الإسلامية والتاريخية، حيث سيسلط العميد الضوء على الفكر الإصلاحي للأمير عبد القادر ودوره في مقاومة الاستعمار وترسيخ مبادئ السلم والحوار الحضاري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير ينفي العثور على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع بشار الأسد
تقرير ينفي العثور على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع بشار الأسد

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

تقرير ينفي العثور على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع بشار الأسد

نفى تقرير حول صحة الأخبار نشرته منصة 'تأكد' عثور وزارة الداخلية السورية على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع الرئيس المخلوع بشار الأسد. وتداولت مواقع إخبارية عربية وصفحات كبرى عبر منصات التواصل الاجتماعي، وشخصيات بارزة الخبر يوم 17 ماي الجاري، ما أثار ضجة واسعة. وبحسب ما أفادت منصة تأكد، لم يظهر البحث المتقدم باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء في المعرفات الرسمية لوزارة الداخلية السورية على موقع فيسبوك و تطبيق تيليغرام، أي نتائج تدعم الادعاء. وأضافت أن مصدرا رسميا من وزارة الداخلية السورية نفى في تصريح للمنصة الإعلان عن العثور على وثائق تؤكد إعدام محمد خلدون الجزائري في سجن صيدنايا من قبل وزارة الداخلية. وضجت منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن عثور وزارة الداخلية السورية على وثائق رسمية تتعلق بإعدام حفيد الأمير عبد القادر الجزائري بسجن صيدنايا خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأظهرت البيانات المسجلة في الوثائق اسم الشهيد، وتاريخ دخوله إلى سجن صيدنايا، إضافة إلى أمر الإعدام الصادر بحقه، مع الإشارة إلى أن تنفيذ الحكم تم بتوجيه من مدير مكتب الأمن القومي في النظام السابق، علي مملوك، وبالتوقيع الشخصي للأسد. وتعليقا على الخبر الصادم قال نشطاء إن إعدام حفيد أحد رموز الحرية والمقاومة داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا، يعتبر جريمة جديدة في سجل الطغاة. جريمة جديدة في سجل الطغاة وزارة الداخلية في نظام الأسد تعترف رسميًا بإعدام الدكتور محمد خلدون مكي الحسني الجزائري، حفيد البطل المقاوم الأمير عبد القادر الجزائري، داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا. الوثيقة التي كُشف عنها تحمل أمر الإعدام الصريح موقّعًا من المجرم 'علي مملوك' وتوقيع… — Eng. Mohammed Madwar (@Mhdmadwar) May 17, 2025 وفي جانفي الماضي، عاد اسم الشيخ خلدون الحسني الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر، للظهور مجددا في واجهة الأحداث، بعد العثور على وثيقة تثبت إعدام النظام السوري البائد له بسجن صيدنايا عام 2015. وفي تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصات التواصل، أكدت آسيا زهور بوطالب، الناطقة باسم مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري، نبأ وفاة الشيخ خلدون في سجن صيدنايا سيء السمعة في سوريا ، بالقول: 'لقد كشفت أرشيفات السجن أن الشيخ خلدون تم اعتقاله عام 2012 وتوفي في 2015'. أما والدة الشيخ الذي يعتبر الأقرب في ملامحه من جده الأمير عبد القادر، فقد تحدثت في تصريحات سابقة عن فرار زوجته بسمة بنت عماد الدين الرواسي المدني رفقة أبنائهما السبعة (عبد الله، مكي، فاطمة، صفية، زينب، ميمونة وسمية)، خوفا من انتقام السلطات من العائلة، وانقطاع أخبارهم. منع من التدريس والخطابة لانتقاده نظام الأسد أبو إدريس، واسمه الكامل محمد خلدون محمد مكي الحسني الجزائري، طبيب أسنان وباحث أكاديمي في العلوم الشرعية الإسلامية وفقيه مالكي جامع للقراءات القرآنية العشر. وباحث ذو خبرة في الراجح بأخبار الرجال وأحوالهم وفي تحقيق الآثار والأنساب والتاريخ، وخصوصا أنساب آل البيت، وهو أيضا باحث متخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر. عرف عن الرجل انتقاده لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فمُنع من الخطابة والتدريس وحتى إقامة الدروس في منزله، واعتقل مرتين، قضت في الثانية محكمة عسكرية بإعدامه عام 2012. ولد في دمشق في الثاني من جانفي 1970. والده مكي الحسني عالم فيزيائي نووي ولغوي، ومن أوائل من حصلوا على دكتوراه في الفيزياء النووية في الوطن العربي، وأمين مجمع اللغة العربي في دمشق، وأمه هالة بن عبد الحميد بك المتولي العلمي، وله أخت وأخوان. حسب بعض المؤرخين، فإن عائلة الشيخ خلدون تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. البحث عن الحقيقة والدليل اهتم بدراسة الحديث الشريف، وكان يتجنب الخوض في علم الكلام أو الاهتمام بكتبه وأبحاثه على منهج الإمامين مالك بن أنس وسفيان الثوري في الامتناع عن الخوض في المسائل غير المكلّف بها أو التي تتعلق بذات الله تعالى. وعرف عنه أنه دائم البحث عن الحقيقة والدليل، وهذا ما ظهر في أبحاثه، مع التزامه بالمذاهب الأربعة دون تعصب لأي منها ولا لغيرها. بدأ دراسة العلم الشرعي في وقت مبكر من عمره، فحفظ مختصر صحيح مسلم للمنذري وعمره آنذاك 14 عاما، وتتلمذ على عدد من العلماء والمشايخ في سوريا، أبرزهم عمه عبد الرحمن بن عبد المجيد الحسني، الذي تأثر به تأثرا شديدا وبقي ملازما له حتى وفاته، وتلقى منه علوم القرآن والفقه المالكي، وقرأ عليه القرآن بسنده إلى شيخ قرّاء الشام أحمد الحلواني ومحمد فايز الديرعطاني. كما قرأ على عمه كتب الفقه المالكي (متنا وشرحا) وأجازه بها، وقرأ عليه كتاب الموطأ بإسناده للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، ثم برواية أبي مُصعَب الزهري. ثم قرر الجزائري التعمق في دراسة المذهب حتى أجازه عمه بالفتوى على المذهب المالكي. استطاع جمع القراءات القرآنية العشر على يد الفقيه الحنفي محمود بن جمعة عبيد إمام جامع الروضة بأسانيده، وتلقى منه رواية حفص بوجوهها الـ21، وبسنده إلى الشيخ عبد العزيز عيون السود. وبقي الشاب ملازما الشيخ عبيد سنوات. وإلى جانب الفقه المالكي، درس الفقه الشافعي على يد أبرز علمائه من أهل الشام، منهم صادق حبنّكة الذي لازمه 7 سنوات، ومصطفى البغا الذي لازمه 5 سنوات، ومحمد شقير. الدكتور محمد خلدون الحسني الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري،طبيب أسنان جرَّاح، وفقيه مالكي مجاز بالفتوى على مذهب الإمام مالك،وجامع للقراءات القرآنية العشر، ومتخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر الجزائري..اعتقل في 2012 وتوفي في 2015، في سجون النظام السوري. — الطاهر عيادي (@AltahrYady75149) January 8, 2025 برع في دراسة علوم تفسير القرآن عن الشيخ محمد كريم راجح، من عام 1989 حتى اعتقاله، ودرس علوم الحديث ومصطلحه عند عبد القادر الأرناؤوط، وكان قريبا منه وحريصا على حضور خطبه لصلاة الجمعة في جامع المحمدي بحي المزة غربي دمشق. وتلقى على يد الشيخ التونسي عبد المجيد بن سعد الأسود نزيل دمشق لسنوات عدة، وقرأ عليه المطولات والشروح، وكتبا في الفقه الشافعي وعلوم اللغة وقواعدها، وغيرها من الكتب في علوم الشريعة الأخرى. وقرأ على والده بعضا من كتب الفيزياء والرياضيات والفلك، إضافة إلى بحوث أبيه ومؤلفاته في اللغة العربية، وحصل منه على إجازة عامَّة، وإجازات خاصة في كلّ ما قرأه عليه. ودرس الجزائري طب الأسنان وجراحتها في جامعة دمشق وتخرج فيها حاصلا على شهادة الدكتوراه عام 1993. كتب نحو 50 بحثا ورسالة علمية ركّز فيها على تحقيق المسائل المشكلة في معظم العلوم التي تلقاها، وكتبا منها: ـ 'إلى أين أيها الحبيب الجفري'، وهو رد علمي على كتاب اليمني الحبيب علي الجفري 'معالم السلوك للمرأة المسلمة'. ـ 'البارق السَّني من حياة مكي الحسني' عن والده. ـ 'رجال من الأسرة الإدريسيّة الزكية والعِترَة الحسنيّة الشريفة'. اعتقل الشيخ خلدون للمرة الأولى أشهرا عدة من أمام منزله في دمشق يوم 26 أوت 2008، وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن آراءه المضمنة في كتابه 'إلى أين أيها الجفري' ربما كانت السبب وراء اعتقاله. واعتقله النظام السوري السابق للمرة الثانية من أمام منزله بمشروع دمر بدمشق في السادس من جوان 2012، مع مصادرة سيارته، قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول، لتظهر وثيقة تثبت إعدامه مع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي. وفي نفس العام قالت والدته في اتصال هاتفي مع 'الشروق'، إن 'ولدها خلدون الجزائري الحسني، الذي صدر بحقه حكم الإعدام من محكمة عسكرية سورية اعتقل ظلما وفي ظروف غامضة، وحوكم في صمت، ولم نسمع بحكم الإعدام إلا من خلال الإذاعات المحلية وشاشات التلفزيون التي أذاعت الخبر'. وأضافت أم خلدون، أن ابنها اعتقل وهو في طريقه لبيته قادما إليه من عيادته بدمشق، حيث يشتغل طبيب أسنان، مشيرة إلى أنه لم تعط لعائلته أي معلومات لا عن اعتقاله ولا عن الأسباب التي وقفت وراء ذلك، و'حتى عن محاكمته التي سمعنا عنها فقط عبر وسائل الإعلام'. وأوضحت أن ابنها كان كل همه الطب والكتابة عن جده الأمير ولا علاقة له بأي تنظيمات قد تجعل السلطات السورية تعتقله لأجلها. وأضافت أن الأمير عبد القادر، يعتبر مفخرة للجزائر ولكل الجزائريين، ومن أجل الأنساب، وابنها طلب عدة مرات الجنسية لكنه قيل له صعب، وحين قصدوا السفارة لمساعدة العائلة، أخبرتهم السفارة أن خلدون لا يملك الجنسية الجزائرية، وبذلك السفارة غير ملزمة بالتدخل ولا تستطيع لأنه رعية سوري وليس جزائريا، متسائلة 'إذا كان نسب الأمير لا يكفي لإثبات جزائريته فأي نسب سيكفي'.. بمن نستنجد، رسالتنا للرئيس لم تجد جوابا'، صارخة 'دخليكم.. أنقذوا ولدي المظلوم.. ليس ذنبه أنه لم يمنح الجنسية'. شهادات في حق الشيخ خلدون قال عنه الباحث السوري الأصولي في الفقه الشافعي مصطفى الخن إن 'دماثته وحسن خلقه لم تقف حاجزا له عن الصدع بالحق.. ثم إن نشأته العلمية وتلقيه العلم عن أكابر العلماء واستشارته إياهم فيما يعترضه، مع ما وهبه الله من جرأة في الحق وغيرة على شرع الله وسنة نبيه، إضافة إلى أنه سليل بيت النبوة، وحفيد أمير المجاهدين الأمير عبد القادر الجزائري، كل ذلك جعله أهلا ليكون من النَّصَحَة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم'. وقال عنه شيخ قرّاء الشام الأديب والفقيه اللغوي السوري محمد كريم راجح إنه 'فقيه مالكي جيد، مطلع على كتب المالكية، ومستحضر للأحكام الفقهية فيها، ثم تفقَّه بعد ذلك وأطال النظر في مذهب الشافعي عليه رحمة الله، ثم له اطلاع جيد جدا على علم الحديث ورجاله وأسانيده، وهو جامع للقراءات العشر، ثم هو لا يكاد يقرأ المسألة إلا ويعود للأدلة، ذلك أنه مستمسك بالدليل، ولا يرى حكما إلا ودليله معه'. يذكر أن الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، له علاقة وثيقة بسوريا، التي استقر فيها منذ العام 1855 بعد نفيه من الجزائر من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية. أصبح شخصية مؤثرة في المجتمع السوري، واشتهر بدوره الإنساني في حماية المسيحيين خلال فتنة 1860 بدمشق، حيث أنقذ الآلاف من المجازر الطائفية. توفي بدمشق ودفن بها قبل أن يُنقل رفاته إلى الجزائر عام 1966، لكن ذكراه ظلت حية في تاريخ سوريا الحديث.

بالدليل.. بشار الأسد وقع على أمر إعدام حفيد الأمير عبد القادر
بالدليل.. بشار الأسد وقع على أمر إعدام حفيد الأمير عبد القادر

الشروق

timeمنذ 2 أيام

  • الشروق

بالدليل.. بشار الأسد وقع على أمر إعدام حفيد الأمير عبد القادر

ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن عثور وزارة الداخلية السورية على وثائق رسمية تتعلق بإعدام حفيد الأمير عبد القادر الجزائري بسجن صيدنايا خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأظهرت البيانات المسجلة في الوثائق التي تم تداولها على نطاق واسع، اسم الشهيد، وتاريخ دخوله إلى سجن صيدنايا، إضافة إلى أمر الإعدام الصادر بحقه وقد حملت الوثائق توقيعًا شخصيًا للرئيس بشار الأسد وأظهرت البيانات المسجلة في الوثائق اسم الشهيد، وتاريخ دخوله إلى سجن صيدنايا، إضافة إلى أمر الإعدام الصادر بحقه، مع الإشارة إلى أن تنفيذ الحكم تم بتوجيه من مدير مكتب الأمن القومي في النظام السابق، علي مملوك، وبالتوقيع الشخصي للأسد. وتعليقا على الخبر الصادم قال نشطاء إن إعدام حفيد أحد رموز الحرية والمقاومة داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا، يعتبر جريمة جديدة في سجل الطغاة. جريمة جديدة في سجل الطغاة وزارة الداخلية في نظام الأسد تعترف رسميًا بإعدام الدكتور محمد خلدون مكي الحسني الجزائري، حفيد البطل المقاوم الأمير عبد القادر الجزائري، داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا. الوثيقة التي كُشف عنها تحمل أمر الإعدام الصريح موقّعًا من المجرم 'علي مملوك' وتوقيع… — Eng. Mohammed Madwar (@Mhdmadwar) May 17, 2025 وفي جانفي الماضي، عاد اسم الشيخ خلدون الحسني الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر، للظهور مجددا في واجهة الأحداث، بعد العثور على وثيقة تثبت إعدام النظام السوري البائد له بسجن صيدنايا عام 2015. وفي تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصات التواصل، أكدت آسيا زهور بوطالب، الناطقة باسم مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري، نبأ وفاة الشيخ خلدون في سجن صيدنايا سيء السمعة في سوريا ، بالقول: 'لقد كشفت أرشيفات السجن أن الشيخ خلدون تم اعتقاله عام 2012 وتوفي في 2015'. أما والدة الشيخ الذي يعتبر الأقرب في ملامحه من جده الأمير عبد القادر، فقد تحدثت في تصريحات سابقة عن فرار زوجته بسمة بنت عماد الدين الرواسي المدني رفقة أبنائهما السبعة (عبد الله، مكي، فاطمة، صفية، زينب، ميمونة وسمية)، خوفا من انتقام السلطات من العائلة، وانقطاع أخبارهم. منع من التدريس والخطابة لانتقاده نظام الأسد أبو إدريس، واسمه الكامل محمد خلدون محمد مكي الحسني الجزائري، طبيب أسنان وباحث أكاديمي في العلوم الشرعية الإسلامية وفقيه مالكي جامع للقراءات القرآنية العشر. وباحث ذو خبرة في الراجح بأخبار الرجال وأحوالهم وفي تحقيق الآثار والأنساب والتاريخ، وخصوصا أنساب آل البيت، وهو أيضا باحث متخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر. عرف عن الرجل انتقاده لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فمُنع من الخطابة والتدريس وحتى إقامة الدروس في منزله، واعتقل مرتين، قضت في الثانية محكمة عسكرية بإعدامه عام 2012. ولد في دمشق في الثاني من جانفي 1970. والده مكي الحسني عالم فيزيائي نووي ولغوي، ومن أوائل من حصلوا على دكتوراه في الفيزياء النووية في الوطن العربي، وأمين مجمع اللغة العربي في دمشق، وأمه هالة بن عبد الحميد بك المتولي العلمي، وله أخت وأخوان. حسب بعض المؤرخين، فإن عائلة الشيخ خلدون تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. البحث عن الحقيقة والدليل اهتم بدراسة الحديث الشريف، وكان يتجنب الخوض في علم الكلام أو الاهتمام بكتبه وأبحاثه على منهج الإمامين مالك بن أنس وسفيان الثوري في الامتناع عن الخوض في المسائل غير المكلّف بها أو التي تتعلق بذات الله تعالى. وعرف عنه أنه دائم البحث عن الحقيقة والدليل، وهذا ما ظهر في أبحاثه، مع التزامه بالمذاهب الأربعة دون تعصب لأي منها ولا لغيرها. بدأ دراسة العلم الشرعي في وقت مبكر من عمره، فحفظ مختصر صحيح مسلم للمنذري وعمره آنذاك 14 عاما، وتتلمذ على عدد من العلماء والمشايخ في سوريا، أبرزهم عمه عبد الرحمن بن عبد المجيد الحسني، الذي تأثر به تأثرا شديدا وبقي ملازما له حتى وفاته، وتلقى منه علوم القرآن والفقه المالكي، وقرأ عليه القرآن بسنده إلى شيخ قرّاء الشام أحمد الحلواني ومحمد فايز الديرعطاني. كما قرأ على عمه كتب الفقه المالكي (متنا وشرحا) وأجازه بها، وقرأ عليه كتاب الموطأ بإسناده للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، ثم برواية أبي مُصعَب الزهري. ثم قرر الجزائري التعمق في دراسة المذهب حتى أجازه عمه بالفتوى على المذهب المالكي. استطاع جمع القراءات القرآنية العشر على يد الفقيه الحنفي محمود بن جمعة عبيد إمام جامع الروضة بأسانيده، وتلقى منه رواية حفص بوجوهها الـ21، وبسنده إلى الشيخ عبد العزيز عيون السود. وبقي الشاب ملازما الشيخ عبيد سنوات. وإلى جانب الفقه المالكي، درس الفقه الشافعي على يد أبرز علمائه من أهل الشام، منهم صادق حبنّكة الذي لازمه 7 سنوات، ومصطفى البغا الذي لازمه 5 سنوات، ومحمد شقير. الدكتور محمد خلدون الحسني الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري،طبيب أسنان جرَّاح، وفقيه مالكي مجاز بالفتوى على مذهب الإمام مالك،وجامع للقراءات القرآنية العشر، ومتخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر الجزائري..اعتقل في 2012 وتوفي في 2015، في سجون النظام السوري. — الطاهر عيادي (@AltahrYady75149) January 8, 2025 برع في دراسة علوم تفسير القرآن عن الشيخ محمد كريم راجح، من عام 1989 حتى اعتقاله، ودرس علوم الحديث ومصطلحه عند عبد القادر الأرناؤوط، وكان قريبا منه وحريصا على حضور خطبه لصلاة الجمعة في جامع المحمدي بحي المزة غربي دمشق. وتلقى على يد الشيخ التونسي عبد المجيد بن سعد الأسود نزيل دمشق لسنوات عدة، وقرأ عليه المطولات والشروح، وكتبا في الفقه الشافعي وعلوم اللغة وقواعدها، وغيرها من الكتب في علوم الشريعة الأخرى. وقرأ على والده بعضا من كتب الفيزياء والرياضيات والفلك، إضافة إلى بحوث أبيه ومؤلفاته في اللغة العربية، وحصل منه على إجازة عامَّة، وإجازات خاصة في كلّ ما قرأه عليه. ودرس الجزائري طب الأسنان وجراحتها في جامعة دمشق وتخرج فيها حاصلا على شهادة الدكتوراه عام 1993. كتب نحو 50 بحثا ورسالة علمية ركّز فيها على تحقيق المسائل المشكلة في معظم العلوم التي تلقاها، وكتبا منها: ـ 'إلى أين أيها الحبيب الجفري'، وهو رد علمي على كتاب اليمني الحبيب علي الجفري 'معالم السلوك للمرأة المسلمة'. ـ 'البارق السَّني من حياة مكي الحسني' عن والده. ـ 'رجال من الأسرة الإدريسيّة الزكية والعِترَة الحسنيّة الشريفة'. اعتقل الشيخ خلدون للمرة الأولى أشهرا عدة من أمام منزله في دمشق يوم 26 أوت 2008، وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن آراءه المضمنة في كتابه 'إلى أين أيها الجفري' ربما كانت السبب وراء اعتقاله. واعتقله النظام السوري السابق للمرة الثانية من أمام منزله بمشروع دمر بدمشق في السادس من جوان 2012، مع مصادرة سيارته، قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول، لتظهر وثيقة تثبت إعدامه مع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي. وفي نفس العام قالت والدته في اتصال هاتفي مع 'الشروق'، إن 'ولدها خلدون الجزائري الحسني، الذي صدر بحقه حكم الإعدام من محكمة عسكرية سورية اعتقل ظلما وفي ظروف غامضة، وحوكم في صمت، ولم نسمع بحكم الإعدام إلا من خلال الإذاعات المحلية وشاشات التلفزيون التي أذاعت الخبر'. وأضافت أم خلدون، أن ابنها اعتقل وهو في طريقه لبيته قادما إليه من عيادته بدمشق، حيث يشتغل طبيب أسنان، مشيرة إلى أنه لم تعط لعائلته أي معلومات لا عن اعتقاله ولا عن الأسباب التي وقفت وراء ذلك، و'حتى عن محاكمته التي سمعنا عنها فقط عبر وسائل الإعلام'. وأوضحت أن ابنها كان كل همه الطب والكتابة عن جده الأمير ولا علاقة له بأي تنظيمات قد تجعل السلطات السورية تعتقله لأجلها. وأضافت أن الأمير عبد القادر، يعتبر مفخرة للجزائر ولكل الجزائريين، ومن أجل الأنساب، وابنها طلب عدة مرات الجنسية لكنه قيل له صعب، وحين قصدوا السفارة لمساعدة العائلة، أخبرتهم السفارة أن خلدون لا يملك الجنسية الجزائرية، وبذلك السفارة غير ملزمة بالتدخل ولا تستطيع لأنه رعية سوري وليس جزائريا، متسائلة 'إذا كان نسب الأمير لا يكفي لإثبات جزائريته فأي نسب سيكفي'.. بمن نستنجد، رسالتنا للرئيس لم تجد جوابا'، صارخة 'دخليكم.. أنقذوا ولدي المظلوم.. ليس ذنبه أنه لم يمنح الجنسية'. شهادات في حق الشيخ خلدون قال عنه الباحث السوري الأصولي في الفقه الشافعي مصطفى الخن إن 'دماثته وحسن خلقه لم تقف حاجزا له عن الصدع بالحق.. ثم إن نشأته العلمية وتلقيه العلم عن أكابر العلماء واستشارته إياهم فيما يعترضه، مع ما وهبه الله من جرأة في الحق وغيرة على شرع الله وسنة نبيه، إضافة إلى أنه سليل بيت النبوة، وحفيد أمير المجاهدين الأمير عبد القادر الجزائري، كل ذلك جعله أهلا ليكون من النَّصَحَة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم'. وقال عنه شيخ قرّاء الشام الأديب والفقيه اللغوي السوري محمد كريم راجح إنه 'فقيه مالكي جيد، مطلع على كتب المالكية، ومستحضر للأحكام الفقهية فيها، ثم تفقَّه بعد ذلك وأطال النظر في مذهب الشافعي عليه رحمة الله، ثم له اطلاع جيد جدا على علم الحديث ورجاله وأسانيده، وهو جامع للقراءات العشر، ثم هو لا يكاد يقرأ المسألة إلا ويعود للأدلة، ذلك أنه مستمسك بالدليل، ولا يرى حكما إلا ودليله معه'. يذكر أن الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، له علاقة وثيقة بسوريا، التي استقر فيها منذ العام 1855 بعد نفيه من الجزائر من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية. أصبح شخصية مؤثرة في المجتمع السوري، واشتهر بدوره الإنساني في حماية المسيحيين خلال فتنة 1860 بدمشق، حيث أنقذ الآلاف من المجازر الطائفية. توفي بدمشق ودفن بها قبل أن يُنقل رفاته إلى الجزائر عام 1966، لكن ذكراه ظلت حية في تاريخ سوريا الحديث.

انطلاق حملة الحصاد والدّرس ببسكرة
انطلاق حملة الحصاد والدّرس ببسكرة

جزايرس

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • جزايرس

انطلاق حملة الحصاد والدّرس ببسكرة

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وبالمناسبة، أعطى رئيس الهيئة التنفيذية، إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2420-2025، بمزرعة الفلاح "حنشي علي"، الواقعة ببلدية لوطاية، في إطار زيارة رسمية جاءت تخليدا وتمجيدا لشهداء مجازر 8 ماي 1945، حيث أكد الوالي، على أهمية القطاع لاسيما في ظل التحديات الاقتصادية، داعيا إلى المزيد من العمل والمثابرة من أجل بلوغ الأهداف المسطرة من قبل رئيس الجمهورية، القاضية بتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. وتميزت تلك الاحتفالات، بتنظيم ندوة تاريخية نشطها أساتذة جامعيون مختصون بقاعة المحاضرات بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة، بعاصمة الولاية بسكرة، أين خاض هؤلاء في تفاصيل المجازر المقترفة من قبل فرنسا الاستعمارية، التي نقضت عهدها ولم تفي بوعدها، وبدلا من الالتزام بالعمل على حرية هذا الشعب الأبي، "واجهته بمجازر مروعة" يقول هؤلاء الأستاذة. كما نظم على مستوى المصلحة الولائية للأرشيف، معرض تاريخي يتضمن صور ووثائق تحت عنوان جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، من خلال أرشيف 1830 -1962، ومسيرة جماهيرية شبانية تحاكي مظاهرات 8 ماي 1945، بمشاركة الكشافة الإسلامية الجزائرية وتلاميذ المؤسسات التربوية، والطلبة الجامعيين، والهلال الأحمر الجزائري، وجمعيات البارود والخيالة، الى جانب الفرق الرياضية والفلكلورية. للإشارة انطلقت هذه الفعالية من مقر المحافظة الولائية للكشافة الاسلامية الجزائرية، بالقرب من محطة القطار، مرورا بشارع الأمير عبد القادر، وصولا إلى ساحة الحرية بوسط المدينة.توقع إنتاج 500 ألف قنطار من الحبوب تتوقع مديرية المصالح الفلاحية لولاية بسكرة، إنتاج ما يقارب 500 ألف قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها، مع تسجيل تحقيق كل الأهداف المسطرة من قبل الوصاية، والتي تتجلى في تسجيل 35 ألف هكتار مزروعة بمختلف المحاصيل الاستراتيجية، منها القمح بنوعيه الصلب واللين والشعير والخرطال. كشف مدير المصالح الفلاحية لولاية بسكرة، حبيب بوسري، على هامش انطلاق حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025، ببلدية لوطاية أن مصالحه تتوقع إنتاج ما يقارب 500 ألف قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها، مؤكدا تحقيق كافة الاهداف المسطرة من الوزارة الوصية، مشيرا إلى أن 35 ألف هكتار مزروعة بمختلف الحبوب، منها القمح الصلب واللين والشعير والخرطال.ولفت في معرض إفادته، الى أن القدرة الإنتاجية في تزايد ملحوظ ومن سنة الى أخرى، من خلال نتائج تعكس مجهودات الدولة المتعلقة بمرافقة المزارعين في مجال توفير الكهرباء الفلاحية، وربط مختلف المستثمرات الفلاحية بالطاقة الكهربائية، والدعم المقدم لمرافقة معظم الفلاحين النشطين في الميدان.وأشار مسؤول القطاع، في هذا الصدد، الى ترقب استلام مخازن الحبوب في غضون أيام قليلة، وتحديدا نهاية الشهر الجاري "المخازن الجوارية لجمع الحبوب"، مضيفا، أن الولاية استفادت من 8 مخازن، بقدرة تخزين تصل إلى 400 ألف قنطار. وأكد أن تلك الفضاءات، تعزز قدرات التخزين وتضمن للفلاح الأريحية لجمع محاصيله في ظروف جيّدة.فيما تراجع عددها الصيف الماضيحملة للوقاية من حرائق بساتين النخيل سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية بسكرة، أكثر من 300 حريق سنة 2023، وانخفاضا في العام التالي إلى أقل من 200 حريق، مما استلزم تعبئة موارد بشرية ومادية كبيرة لاحتوائها والتخفيف من آثارها المدمرة، مشيرة إلى إمكانية تجنب 80 بالمئة من حرائق بساتين النخيل أو السيطرة عليها بسرعة أكبر، في حال تطبيق المزارعين للتدابير الوقائية الأساسية. نظمت مديرية الحماية المدنية ببسكرة، نهاية الأسبوع المنقضي، حملة وقائية من حرائق بساتين النخيل، بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو" بعاصمة الولاية، تندرج في إطار التحسيس بمخاطر الحرائق التي تندلع خلال فصل الصيف، بالمناطق الغابية وبساتين النخيل والحقول والمزارع بالمنطقة. وتهدف هذه المبادرة التي تستمر إلى غاية 31 أكتوبر القادم، تحت شعار "صيف آمن بالتوعية المستمرة"، إلى حماية الغابات وأشجار النخيل ومختلف المحاصيل الزراعية من الحرائق، والحد من مختلف الكوارث، بما في ذلك الحرائق التي تدمر آلاف الهكتارات من الأحراش والمحاصيل سنويا، فضلا عن نشر ثقافة وتقنيات الوقاية من المخاطر الكبرى، حسب إدارة الحماية المدنية.وحسب القائمين على هذه الفعالية، فإن هذه الحملة، نظمت بمشاركة مصالح الدرك الوطني، ومديرية الغابات، ومديريات المصالح الفلاحية، والتجارة،السياحة، والصحة، والتعليم، والجمعيات العاملة في مجال حماية البيئة. كما تأتي، في إطار الاستعدادات والإجراءات الأمنية لموسم الصيف، حيث تساهم الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى الإهمال البشري في كثير من الأحيان، في نشوب حرائق قد تكون كارثية على الأفراد والاقتصاد الوطني. وقد تم إشراك القطاعات المذكورة بشكل خاص، لضمان تحقيق أقصى تأثير ممكن للتوصيات المتعلقة بالوقاية من الحرائق. وأفاد المقدم عمر سلاتنية، رئيس قسم الوقاية من الحرائق بمديرية الحماية المدنية ببسكرة، قائلاً: "يظهر تحليل البيانات والإحصاءات السنوية، فعالية هذه الإجراءات في توعية الجميع بإمكانية قضاء صيف خالٍ من الحرائق، شريطة اتخاذ تدابير معينة"، مشيرا إلى تسجيل أكثر من 300 حريق خلال سنة 2023، وانخفاض في العام التالي إلى أقل من 200 حريق، نتيجة تعبئة موارد بشرية ومادية كبيرة لاحتوائها والتخفيف من آثار تلك الحرائق. وشدد في معرض إفادته، على ضرورة قيام المزارعين بتنظيف المناطق المحيطة بالبيوت البلاستيكية والحقول وبساتين النخيل من النفايات والأعشاب الجافة، ونصب أنظمة الري المقاومة وتهيئة أحواض مملوءة بالمياه، لتسهيل تدخل رجال الإنقاذ، وفتح المسالك والطرقات لتسهيل وصول سيارات الحماية المدنية، والتبليغ عند تسجيل الحرائق، بأسرع وقت ممكن . وحسب الشروحات المقدمة، فإن حماية المناطق الغابية بولاية بسكرة، خلال الصيف، والتي تمتد على مساحة 39 ألف هكتار، تطلب إعداد 245 كيلومتر من المسارات الصالحة للعبور، لتسهيل عمل أعوان الحماية المدنية وصيانة الغابات، ووضع خطة تنبيه ومراقبة، لتبليغ الجهات المعنية عند اندلاع الحرائق، ومكافحة الصيد الجائر، والاستغلال غير المشروع للمناطق النباتية والحيوانية. وكشفت مصالح الحماية المدنية، بالمناسبة، عن خطة مراقبة وضبط مُجرّبة وفعّالة، تعتمد على المراقبة من خلال كمائن الحراسة ونظام إتصالات داخلي، مشددة على أهمية مشاركة الجميع لمنع وقوع الثروة الغابية فريسة للنيران والحرائق، التي تسبب أيضا خسائر بشرية. كما دعت لاستغلال الرقم المجاني 1070 الذي يبقى متاحا لأي شخص يرغب في الإبلاغ عن أي حادث أو تجاوز يهدد المناطق الغابية. تجدر الاشارة إلى أنه تم على هامش الفعالية، إطلاق قافلة توعوية ستجوب بلديات الولاية لنشر ثقافة الوقاية لدى مختلف الفئات الاجتماعية، خاصة المزارعين وسكان المناطق الريفية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store