
"وعبر الزمان سنمضي معًا"...النادي الأهلي يطلق شعاره الجديد
حيث كشفت شركة نادي الأهلي، مساء اليوم الأربعاء، عن الشعار الجديد للنادي، خلال حفل رسمي أقيم بفندق الريتز كارلتون في جدة، بحضور نخبة من كبار المسؤولين وقيادات النادي وعدد من أساطيره التاريخيين، إلى جانب شركاء النجاح والرعاة الاستراتيجيين.
ويجسد الشعار الجديد انطلاقة لهوية بصرية حديثة تعكس إرث الأهلي العريق وتطلعاته المستقبلية، حيث جاء بتصميم مستوحى من الشعارات التاريخية للنادي، على شكل درع يرمز إلى القوة والتكامل ويتوسط الدرع اسم "الأهلي"، محاطا برموز تعبر عن عمق التأسيس منذ عام ۱۹۳۷ ، إلى جانب العبارة الخالدة وعبر الزمان سنمضي معا التي تجسد وفاء الجماهير وارتباطها المستمر بالنادي عبر الأجيال.
وقد استند اختيار الشعار الجديد إلى مشاركة جماهيرية واسعة، عبرت خلالها جماهير الأهلي عن رؤيتها وتطلعاتها، من خلال تصويت رسمي ساهم في بلورة هذه الهوية الجديدة.
وفي إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وقعت شركة نادي الأهلي خلال الحفل عددًا من الاتفاقيات الجديدة وأعلنت عن إطلاق التطبيق الرسمي للنادي، الذي يُعد منصة رقمية متكاملة لتعزيز تجربة المشجعين وتقديم محتوى وتحديثات حصرية.
وشهد الحفل كذلك تدشين برنامج العضويات الجديد، الذي يوفر سبع فئات متنوعة تناسب مختلف شرائح الجماهير، ويقدم مزايا حصرية تشمل التذاكر الموسمية، خصومات على منتجات النادي، عروض الشركاء، وإمكانية حضور تدريبات الفريق والاطلاع على الكؤوس، إلى جانب منح الأعضاء حق التصويت في بعض قرارات النادي، بما يعزّز المشاركة المجتمعية و العلاقة بين النادي وجماهيره.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
الحيدري لـ «عكاظ»: لدينا ضعف وتكرار في الرسائل الجامعية الحديثة!
إذا ذُكرت آثار حسين سرحان النثرية، أو السيرة الذاتية في الأدب السعودي، أو النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية، أو دليل الرسائل الجامعية في الأدب والنقد في المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج، أو مؤتمرات الأدباء السعوديين، ذُكر ضيفنا الدكتور عبدالله الحيدري. الحيدري المولود في محافظة ثادق في منطقة الرياض، والحاصل على جائزة ومنحة الملك سلمان (دارة الملك عبدالعزيز) عن بحثه «علي جواد الطاهر وجهوده في التأريخ للأدب في المملكة»، والمؤلف لما يزيد على 23 كتاباً مطبوعاً في الثقافة والأدب، كان أوّلها كتاب «أطياف شعبية» في عام 1413هـ وليس آخرها «وجع الكتابة.. دراسات ومقالات» في عام 1446هـ. في هذا الحوار أخذنا الحديث مع الدكتور الحيدري إلى بدايات اهتمامه بالكتابة والنقد، والأسماء التي كان لها دور في مسيرته هذه، إضافة إلى عمله في العديد من المؤسسات الثقافية، وقراءته لحركة الثقافة في السعودية.. فإلى نصّ الحوار: • كيف تشكّل وعيك الثقافي ابتداءً؟ •• تشكّل أول ما تشكّل في المنزل حينما كنت أشارك ابن العم حمد الحيدري القراءة في مكتبته الصغيرة، وحينما كنا نتناقش في بعض المسائل النحوية ونحن نذاكر مقرر النحو في شرح ابن عقيل، وحينما كنا نذهب للمكتبات نبحث عن بعض الكتب الجديدة مثل: كتب عبدالكريم الجهيمان، وكتب عبدالله بن خميس وغيرهما، وكنت وقتها في المتوسطة وأوائل الثانوية، وابن العم يكبرني بأربع سنوات. • متى شعرت أنّك معنيٌّ بالكتابة والنقد؟ •• حين التحقت بالصحافة محرراً في الصفحات الثقافية عام 1991 في جريدة «المسائية»، وحين سجّلت رسالتي في الماجستير دارساً للسيرة الذاتية في الأدب السعودي عام 1993، وحين سجّلت رسالتي في الدكتوراه عام 1997 التي جمعت فيها أعمال حسين سرحان النثرية ودرستها، وقبل الماجستير وبعدها كانت لي عدة مشاركات في الأندية الأدبية وملتقياتها وشاركت بعدة بحوث، كما نشرت عدة مقالات وبحوث في الصحافة السعودية، واخترت منها ما يصلح للجمع، ونشرتها في كتابي الجديد «وجع الكتابة.. دراسات ومقالات» الصادر هذا العام (2025) في الرياض. • أسماء كان لها دور كبير في مسيرتك الأدبيّة والعلميّة. •• ثمة أسماء أدين لها بالفضل بعد الله في دعم مسيرتي، وفي المقدمة الدكتور إبراهيم الفوزان -رحمه الله- الذي أشرف على رسالتي في الماجستير والدكتوراه، والدكتور محمد الربيّع الذي شجعني على الالتحاق بالنادي الأدبي بالرياض وفي لجانه وفي دارة الملك عبدالعزيز، والأستاذ سعيد الصويّغ الذي أسهم في دعم مسيرتي الصحفية والإشراف على الصفحات الثقافية في جريدة «المسائية»، وهناك الأستاذ محمد بن عثمان المنصور في إذاعة الرياض، وهناك الزميل الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد الذي استفدت منه الكثير بحكم الزمالة في كلية اللغة العربية نحو 20 عاماً، والدكتور عبدالله الوشمي في أثناء مزاملتي له في النادي الأدبي بالرياض. • كيف ترى النقد الأدبي في المشهد الثقافي السعودي اليوم؟ •• أنا باحث ولست ناقداً، وإنْ كنت مارست النقد الأكاديمي في رسالتي الماجستير والدكتوراه وفي بحوث الترقية، ولكن لا أرى أن هذه الأعمال كلها تدفع بي إلى أن أكون ناقداً. النقد حرفة تحتاج إلى متابعة ممتازة للنصوص وعمل مقاربات لها وقراءات تُنشر في وسائل الإعلام، ثم تُجمع في كتب فتنفع المبدعين، وأرى حالياً وجود فجوة كبيرة بين المبدعين والنقاد، إذ لا نكاد نرى متابعة جادة لكل ما يصدر من أعمال إبداعية أو نصوص تنشر هنا وهناك، وشجعت وسائل التواصل على النشر دون فحص وتقويم أولي كما كان يحصل في وسائل الإعلام التقليدية وخصوصاً الصحف والمجلات، ومال عدد من المتذوقين للنصوص وبعض النقاد والأساتذة الجامعيين إلى المجاملة حين يستخدمون علامة الإعجاب أو إعادة التغريدة في «إكس» أو «فيسبوك»، كما أن المحفزات المادية والمعنوية السابقة من الصحف والمجلات للنقاد وطلب مقالات نقدية توقفت أو كادت، ويكفي أن نعرف مثلاً أن معظم مقالات علي الطنطاوي أو العقاد أو طه حسين، أو حسين سرحان أو عبدالفتاح أبومدين كُتبت بطلب من الصحافة أو الإذاعة، ثم جُمعت في كتب. • عملت في مؤسسات ثقافية مختلفة وما زلت تعمل في بعضها، كيف تقيّم دور هذه المؤسسات في حراكنا الثقافي؟ •• نعم عملت في النادي الأدبي بالرياض، وفي جمعية الأدب العربي في مكة المكرمة، وتعاونت مع نادي جدة ونادي الباحة عضواً في لجان علمية، والآن تشهد الأندية الأدبية مرحلة تحوّل إلى جمعيات، ونتفاءل خيراً بعمل مؤسسي يكمل عمل الأندية ويشرك الشباب ويتفاعل مع المتغيرات، وآمل التوفيق لجميع الزملاء العاملين حالياً في الحقل الثقافي. وشخصياً لم أتوقف عن العمل الثقافي بعد خروجي من النادي الأدبي بالرياض عام 1438هـ/ 2017 بل اكتسبت عضويات عديدة؛ فأنا حالياً عضو مجلس إدارة جمعية العناية بالمكتبات الخاصة، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، وعضو المجلس الاستشاري في قيصرية الكتاب، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلس أوراف الأدبي. • أنت متتبّع لحركة الثقافة في المملكة ودول الخليج، كيف تنظر لحال المنتديات الأدبية والملتقيات الثقافية اليوم مقارنة بالماضي؟ •• لدي حنين للماضي حينما كنا نسعد بدورات المهرجان الوطني للتراث والثقافة كل عام، وعندما كانت تعقد ملتقيات الأندية الأدبية في كل المناطق، وبعدها دورات سوق عكاظ، وفي الخليج ثمة ملتقيات مهمة بدأت تتراجع. وعموماً أنا متفائل بوجود وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة، وهي تنهض حالياً بأعمال مؤسسية نوعية، ورأينا بواكير هذه الأعمال في الشريك الأدبي، وفي جمعية الأدب المهنية وفي ملتقيات الأدباء التي عُقدت في أبها والطائف وحائل، ويُنتظر أن تُعقد في مدن أخرى بحول الله. كما أن واقع الصالونات الثقافية حالياً في ازدهار وهناك أحياناً نقل مباشر للفعاليات. • هناك جدل كبير في أوساط الأدباء والمثقفين حول الجوائز الأدبية، هل أنت مع الجوائز؟ وهل ترى أن هذه الجوائز تحسن اختيار الأعمال الفائزة؟ •• ظهرت لدينا في المملكة عدة جوائز كان لها أثر وتأثير وتحفيز للأدباء والباحثين والمبدعين وبعضها تُخصص في أفضل الكتب الصادرة، ولكن من عيوبها التعثر والتوقف بعد سنوات محدودة بسبب توقف الدعم لها، ولم نرَ جائزة منتظمة مثل جائزة الملك فيصل، ومن المفرح تبنّي وزارة الثقافة لعدد من الجوائز، وهي جوائز ينتظر لها الانتظام والاستمرارية لوجود المظلة الرسمية لها والدعم، وأطالب بالمزيد من الجوائز التي تغطي حقول المعرفة كافة وتنصف الباحثين في جميع المجالات، وأن يظفر الشباب بعدد منها، كما أطالب بمزيد من التحري والرويّة في اختيار المحكّمين المنصفين، وأتمنى أن تحصل أعمال الناقد المميز حسين بافقيه على جائزة محلية تنصف عمله المتواصل في خدمة الأدب والثقافة في المملكة. • الرسائل الجامعية في حقول الأدب اليوم كثيرة ومتعددة، وهناك من يرى أنها ضعيفة إذا قورنت بالقليل المميّز في أوقات سابقة، كيف ينظر الدكتور عبدالله الحيدري لمثل هذا الرأي؟ •• رصدت ما يزيد على ألف رسالة جامعية في الماجستير والدكتوراه درست الأدب السعودي والأدباء السعوديين، ولكنني لا أزعم أنني اطلعت عليها كلها، صحيح أنني قرأت عدداً منها أثناء إعدادي للماجستير والدكتوراه، ثم أثناء إشرافي على بعض منها أو مناقشتها، ولكن من الصعب الحكم عليها، مع أنني أميل إلى أن الرسائل القديمة أقوى وأكثر رصانة علمية بدليل أن بعضها تحوّل إلى مراجع يكثر ورودها في معظم الدراسات والبحوث التي أُنجزت بعدها، ومن الأمثلة: أعمال محمد الشامخ، وأعمال محمد بن سعد بن حسين، وأعمال عبدالله أبو داهش، ورسالة محمد العوين في الماجستير عن المقالة، ورسالة سحمي الهاجري عن القصة القصيرة، ورسالة سلطان القحطاني عن الرواية السعودية، ورسالة عبدالله حامد عن أدب الرحلة، وغيرها من الرسائل، وهناك رسائل ممتازة وهي التي درست الشعر في بعض مناطق المملكة، ومن أهمها: رسالة خالد الحليبي عن الشعر في الأحساء، ورسالة حسن النعمي عن الشعر في جازان، ورسالة خالد الحافي عن الشعر في الرياض، ورسالة أحمد التيهاني عن الشعر في عسير. أما الرسائل الحديثة فهي تتفاوت في مستواها، وأعترف بوجود ضعف في بعضها، وهي مسألة نسبية إذ هناك فوارق كبيرة بين الأجيال السابقة وبين الأجيال الحالية في التحصيل العلمي والصبر والتحمل والطموح. ومما يؤخذ على الرسائل الحديثة التكرار في بعضها، ويكفي أن نعرف أن 50 باحثاً وباحثة تصدوا لدراسة أدب غازي القصيبي، في حين لم نجد رسالة تدرس شعر عبدالله جبر، أو شعر إبراهيم العواجي، وأرى لتلافي التكرار والازدواجية الاستعانة بقاعدة المعلومات المهمة التي نهض بها كرسي الأدب السعودي عن الرسائل الجامعية في الأدب السعودي، ومن المهم الاطلاع عليها قبل تسجيل أي موضوع. • هل أنت مع النقد المسالم والناقد الوديع؟ •• أنا مع الفصل بين النص وصاحبه، وأرى أن يتجه الناقد بكل شجاعة لتقويم النص وبيان محاسنه وعيوبه، في حين يجب أن يكون مسالماً ووديعاً مع صاحب النص احتراماً وتوقيراً. • ما أبرز التحديات اليوم التي تواجه الأستاذ الجامعي والناقد أيضاً؟ •• استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد البحوث الموجزة ذات الصفحات القليلة، أو في الماجستير والدكتوراه، والحمد لله أنني تقاعدت قبل انتشار استخدامه. أما الناقد فقد فَقَد المحفّزات التي كانت تمنح للكتّاب والنقاد في الماضي، إذ كانت هناك محفزات معنوية ومادية لم تعد موجودة حالياً في صحافة اليوم، ومن هنا فهناك حالة ركود في النقد على مستوى العالم العربي، مع وفرة الإنتاج الإبداعي وانتظام صدوره تقريباً. وهناك أسماء مهمة في الساحة تملك أدوات الناقد المتمكن، وأتمنى أن تُستقطب من خلال الصحف والمجلات، وأخص الدكتور ظافر بن غرمان العَمري، والدكتور سامي العجلان، والدكتور سعود اليوسف. • كتاب تعود إليه دائماً؟ ولماذا؟ •• الكتاب هو «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية» الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز عام 1435هـ/ 2014 في ثلاثة مجلدات؛ إذ هو مرجع مهم ورصين لا يستغني عنه متخصص في الأدب السعودي، وهذا هو سبب تكرار عودتي له واستعانتي به في معظم بحوثي المحكّمة ومقالاتي، بل وبعض تغريداتي، وأتمنى أن تُعاد طباعته بعد تحديث معلوماته وإضافة تراجم جديدة له. • نصيحة -بعد كلّ هذه السنوات في الكتابة والبحث والإعلام- للجيل الجديد من الكتّاب والنقاد والإعلاميين. •• الجيل الجديد فُتحت له نوافذ لم يعرفها جيلي، ولديهم مهارات في البحث لا نملكها، ولذلك فقد أكون أنا بحاجة إلى خبراتهم وتجاربهم! وكنت ألحّ على طلابي في مقرر «البحث» عندما كنت أدرّس طلبة الدكتوراه بالاهتمام بالكتب (الببلوغرافية) التي تُكشّف المجلات والصحف القديمة فهي مفاتيح العلوم للوصول إلى المعلومات بسرعة فائقة، والآن مع الذكاء الاصطناعي ربما تغيّرت الموازين! أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
مثقفون يبعثون رسائل امتنان لتركي الحمد في مشفاه
التفت مثقفون وكتّاب إلى الدور الثقافي والإنساني للرائد التنويري الدكتور تركي الحمد؛ الذي يمر بوعكة صحية أبعدته عن المشهد منذ أعوام. ولأن الغياب وإن طال لا يهضم حق «أبو طارق» فهو كاتب وطني لا يُنسى، ومن هنا يبعث مثقفون رسائل إلى أكثر الأسماء (التنويرية) جدلاً وإلهاماً في المشهد الفكري الحديث؛ فقامة وقيمة تركي الحمد، كبيرة وممنونة، فهو الكاتب السياسي، والمفكّر العصريّ، والروائي المُلهم، ولم يكن يوماً عابراً في وعي قرائه، ولا طيفاً مؤقتاً في مدارات الجدل، بل أحد أعمدته الراسخة، فهو الكاتب الذي قال ما لا يُقال، وكتب ما لا يُكتب، ولامس المسكوت عنه بمبضع الفكر لا بهتاف المنابر، فكان في نظر محبّيه علامة على الحريّة الفكرية، وفي عيون خصومه خصماً لا يُستباح إلا افتراء. وهنا مشاعر وعبارات منصفين، يستنطقون الغياب بكلماتٍ لا تسأل عن الرأي بقدر ما تسأل عن الرجل، لا تعاتب الصمت بقدر ما تستحثّ الكلمة، إنها رسائل إلى من لا يزال في القلب والعقل، وإلى من نأمل أن يعود قريباً، لا ليكتب ما يُرضي، بل ليكتب ما يُوقظ. فبعض الحضور لا يُعوّض، وبعض الغياب لا يُطاق! عبدالله الغذامي: لا تغلق بابك أبا طارق عزيزي أبا طارق، أعرف أنك ترانا وتسمعنا وتتحدث معنا ولكن هذا لا يكفينا منك، فلقلمك وعد معنا وعهد عليك لنا، وليس لك أن تغيب والكل ينتظرك، ورسالتي إليك هي مخاطبة القلب للقلب والعقل للعقل، بأن تطلق قلمك وتسمح له باللعب معنا كما كنا نلعب في الحارة مع أطفال الجيران، ونحن كلنا أطفال القلم والورق، وما زلنا كذلك مهما كبرت بنا السن، ولقلمك عليك حق ولنا عليك حق، وقد طال الانتظار وحان موعد الوعد والعهد وها هي «عكاظ» تركض نحوك فلا تغلق دونها بابك، تناول قلمك إذن.. واكتب لنا وللوطن وللثقافة، ولك من القلب تحيةٌ ومن العقل موقفٌ. حمزة المزيني: تحيّة إلى الشخصية الوطنية النموذجية ظل الزميل الصديق الدكتور تركي الحمد سنين طوالاً في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن بإسهاماته في كتابة المقالات الصحفية وفي مشاركاته في النقاشات السياسية والاجتماعية الكثيرة داخل المملكة وخارجها. وكان الدكتور الحمد في كل ذلك يمثِّل السَّويَّة التي كِدنا نفقدها في خضم التشدد الاجتماعي والفقهي الذي آل في ما بعد إلى الهيجان الأصولي لأكثر من عقدين من السنين. وكان ذلك الهيجان يهدف في تلك الفترة، في حقيقته، إلى إثارة التنازع بين مكونات الوطن وزعزعة استقراره وإشاعة الفوضى لصرف الوطن عن متابعة إنجازاته في المجالات كلها التي كان يسعى دائباً لتحقيقها. وظل الدكتور الحمد طوال جهوده المشهودة ثابتاً لا يلين في مواجهة المناوئين للوطن رغم ما كان يناله من أذى يتمثل في خطاب عنيف لا يقيم للأخلاق وزناً إذا اختصم مع أحد. وكانت مجافاة ذلك الخطاب للأخلاق وشرف الخصومة تتمثل في التأويلات المغرِضة لعبارة واحدة وردت في سياق سرد أدبي اتُّخذت على أنها تمثل موقف الدكتور تركي. ولو أراد أولئك الحق لوجدوا مخارج قريبة لتأويل تلك العبارة، لكنه الهوى ومجافاة الحق وحسب. ومما يشار إليه ويُذكر من إسهامات الدكتور الحمد إسهامُه الواضح في المجال الأدبي في بلادنا برواياته المتعددة التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها سيرة ذاتية له وسيرة للوطن في فترات حاسمة أيضاً. وسبق ذلك كله إسهامُه في التدريس في جامعة الملك سعود حيث كان يبث أفكاره الوطنية التي كان يرى أنها تسهم في تأسيس نهضة الوطن على أسس علمية وفكرية سليمة. والمؤكد أن طلابه الذين درسوا على يديه ما زالوا يذكرون له تلك الدروس المختلفة في مضمونها عن كثير من المواد الدراسية الباهتة التي لا توقظ ذهناً ولا تحرك تطلُّعاً ولا تؤسس لاستشراف لمستقبل يليق بالمملكة بين الأمم. ونحمد الله تعالى أنَّ تطلعات الدكتور الحمد لم تذهب هباءً، بل تحققت في السنوات القليلة الماضية بكفاءة وحسْم، وهو ما جعل المملكة الآن مثالاً للدول الناهضة التي تسعى لسيادة السلام والاستقرار والتنمية والسوية الفكرية والاجتماعية والفقهية. ليهنأ الزميل الصديق الأستاذ الدكتور الحمد، كما هنئنا جميعاً، بتحقيق تطلعاته التي صارت واقعاً ننعم به جميعاً، وكان يُنظر إليها على أنها بعيدة المنال قبل سنوات قليلة. لقد أدى الأستاذ الدكتور الحمد واجب الوطن عليه بكفاءة وإخلاص، وسيحتفظ له التاريخ بسجل إسهاماته المتميزة في ما اهتم به من مجالات فكرية واجتماعية وثقافية وعلمية. أدعو الله للزميل العزيز الدكتور تركي الحمد شفاء عاجلاً وحياة هانئة سعيدة. قينان الغامدي: لا أحد يضارعك في مقالك أستاذنا الكبير تركي الحمد أرجو أن تقرأ رسالتي هذه وأنت بأتم الصحة، فقد افتقدناك كثيراً، افتقدتك ككاتب ومفكر قل أن يجود الزمن بمثله، وافتقدتك صديقاً وأخاً وإنساناً فذّاً قل نظيره بين أصدقائي! لا يكاد يمر يوم دون أن أتذكرك، أتذكرك من خلال منصة «X» التي شهدت آخر إطلالاتك البهية منذ نحو 32 شهراً، وأتذكرك كلما قرأت فكرة بهية لمفكر كبير من السابقين، إذ أجدك نسجت ماهو أبلغ منها وأجمل، وأتذكرك كلما قرأت مقالاً في السياسة، إذ لا أحد يضارعك في ذلك، وأتذكرك كلما رأيت رواية جديدة، لأن ما بعد ثلاثيتك لا أراه إلا صدى لبعض صفحاتها، وأتذكرك كلما سمعت قهقهة تخرج من روح صاحبها، حيث أجدك علامة مميزة في الحديث والضحك، وأتذكرك كلما جئت الى العاصمة، حيث كان مجيئي مقترناً بلقائك، والآن أصبحت شبه مقيم في الرياض، لكن لسوء حظي لم أرَكَ فيها! حزين أنا يا أبا طارق، لأنك لست هنا، لست في الرياض، ومنذ أكثر من عام قرأت لأحدهم نظماً مرفقاً بصورة يظهر فيها بجوارك أثناء رحلتك الاستشفائية، وشممت رائحة التشفي والشماتة في نظمه الركيك، لكني قلت في نفسي: تركي أكبر من هذا السخف، وقد كنت فعلاً أكبر منه ومن ركاكته، وبقيت في علوك ورفعتك، وستظل كذلك! لقد كانت فضيلة ذلك الركيك الوحيدة، أن طمأنني على صحتك وأنك تتحسن بسرعة، ومذ ذاك لم أسمع ولم أقرأ عنك كلمة واحدة، سألت أصدقاء وأحبة مشتركين لكنهم مثلي يسألون، وفهمت غيابياً أن هذه عزلة اختيارية، وهي تعد لمشروع فكري لا يتقن مفاجأته أحد غير تركي الحمد! سيدي، أريد فقط الاطمئنان على صحتك وأين أنت؟ ودمت بخير دائماً. منصور النقيدان: حاضر لا يغيب ونقيّ لا يعرف المكائد سمعت باسمه أول مرة عام 1997، كنت في زنزانتي في السجن في بريدة، وكنت أتابع برنامجاً سياسياً على الراديو من إذاعة قطر، وتركي الحمد واحد من ضيوفه. أثار اهتمامي من لحظتها. ولأني كنت بعد خروجي في طور التحول ومعنياً تلك الأيام بقصة الدين والعلمانية والليبراليين والشريعة، وكان تركي حاضراً في النقاش لا يغيب ذكره. وأذكر أني قرأت أول رواية له «شرق الوادي»، ثم قرأت «العدامة»، وقرأت له مقالات في الشرق الأوسط، وسلسلة مقالات لذيذة عن نهاية الألفية، الأحداث الكبرى والأعلام. وقابلته أول مرة صيف 2003 في اجتماع مع وزير الداخلية الأمير المرحوم نايف بن عبدالعزيز، إذ دُعيت مع عشرات الصحفيين وشارك تركي بتعليق جريء حول الفلسطينيين، ودور السعودية تجاه قضيتهم. بعدها زرته لتعزيته في رحيل زوجته أم طارق رحمها الله. وقرأت رواية له ذلك العام اسمها «ريح الجنة»، لم تعجبني، وندمت على قراءتها. وبعد قرابة سنتين تلقيت منه رسالة واحدة على جوالي، بعدما عُرض فيلم وثائقي عني على قناة «العربية» نوفمبر 2005، كتب فيها: «لم أعرف أنك متزوج» وكان ابني يوسف وقتها في شهره الثالث. أما لقائي الأخير عام 2009 فكان في حفل جائزة الشيخ زايد للكتاب في أبوظبي. ضحكنا فيها وتبادلنا النكات، وكان مساء بارداً حنوناً من ليالي نوفمبر. السنوات اللاحقة تابعت بعض لقاءاته، وبعضاً مما يكتبه. حيث بدأ ألقه الفكري يضعف، ومستوى كتابته يتراجع، وتغريداته على تويتر/ إكس كانت متفاوتة، وعام 2014 قرأت وأنا في زيارة لمكتب المدير العام للمباحث في الرياض رسالة كتبها تركي عن الوطن، عن المملكة ومجدها وملوكها العظام، وهي المرة الأولى التي أرى خطه. أهداها للوطن ونالت الحفاوة ومكانها اللائق بها على طاولة شمالك وأنت متجه إلى مكتب الرئيس. شعرت نحوه بفيض في جوانحي يتعاظم مع السنين، مزيج من المحبة والرحمة والتقدير، وبعض شعور من الأسى جرّاء ما مرّ به في السنوات الثلاثين الأخيرة من فقد للأحبة ورحيل للأبناء، وبيانات تكفير، وتهديد بالقتل، وتعريض بإصدار حكم بردّته، وشماتة الأعداء جراء ما ناله من كروب. رأيت فيه على الدوام إنساناً نزيهاً نقياً لا يعرف المكائد ولا الطعن في الظهر، وزادته عزلته، وندرة حضوره في العلن، وقلّة أصدقائه، ألقاً وجاذبية وغموضاً لدى معجبيه وقرائه. وحين كتب العام الماضي تغريدته الأخيرة يُطمئن فيها متابعيه والسعوديين أنه بخير قرأها الملايين وعلق عليها الآلاف. ويبدو أن من يحبه أضعاف من لا يحملون له الودّ. علمت بمرضه قبل عام تقريباً، فانتابني ما يعصف بكل إنسان لفت انتباهه شخص مثل تركي. إنسان لطالما تمنيت لو كان لي صديقاً. رأيت صورة له قبل سنة تقريباً وهو في رحلة علاجه، فانقبض قلبي وران صمت في داخلي، وشيء ثقيل قاتم جثم على صدري. ربما أنني رأيت فيه نفسي، ومآل أمري، وغروب حياتي. تركي الحمد، قصته، شاب حركي عابر في شبابه الباكر، ثم كاتب مثير للجدل، مفكر، وروائي، تركي بآلامه وأفكاره وتأثيره في جيلي، وملحمة صعوده، ثم ذبول عطائه في العقدين الأخيرين، ولحظات تضعضعه. وحين يسدل الستار، بعد آخر شروق شمس سيكون شاهداً عليه، مبحراً في غموض الأبدية، محلقاً بجناحيه نحو دياره الأولى، تاركاً بعده قلوباً مكسورة ومهجاً خفقت بحبه، حينها سيدوي الدهر متحشرجاً بتأبين جوهرة عبرت عالمنا. تركي الإنسان الذي أحببناه، والذي ظل مخلصاً لوطنه وولاة أمره. مانع اليامي: علامة فارقة في مشهدنا انقطاع الحمد عن المشهد الاجتماعي والثقافي، الانقطاع الاختياري يثير الجدل مثلما كان وما زال يثير الجدل حضوره الموزون على سعة المعرفة وحب الوطن، كقارئ أفتقد الدكتور تركي الحمد الإنسان.. المفكر والروائي المرموق، أبو طارق علامة فارقة في المشهد الاجتماعي والثقافي وله علم وخبرة في مواجهة التطرف والغلو بأدوات الفكر النيّر والمعهود عنه أنه لا يميل للواقع الاجتماعي المغلف بأدوات المثالية غير أنه لطيف يسير على الأرض ولا يجدف في الهواء حين يعقد العزم على ملامسة المسكوت عنه اجتماعياً، الصدقية في الطرح المؤسس على سلامة المقاصد وسعت دائرة قبوله عند العقلاء. والواضح مقابل كل ذلك أنه لم يسلم من تهمة التجاوزات إما لقصور فهم عند البعض وإما لغرض في نفس يعقوب، وفي النهاية لا تذكر الذاكرة الرقمية أن أحداً وقف أمامه وفي مستوى ريادة فكره مقارعاً الحجة بالحجة، أتمنى ألا يطول غيابه مع دعواتي له دائماً بدوام الصحة. أحمد الأسود: عقل ناقد وقلب عاشق في غيابك الطويل، شعرنا أنّ المساحات البيضاء اتّسعت في المشهد، وأنّ التغريدة التي كنا ننتظرها كلّ صباح قد غابت مع انطفاء قنديل العقل الحرّ. لم تكن يوماً مجرّد كاتب، بل ضميراً ثقافيّاً ظلّ يوقظ فينا الأسئلة الحرجة، ويُذكّرنا بأن التفكير فضيلة لا جريمة. نفتقد حضورك، لا في الجدل وحده، بل في التوازن الذي كنت تجسّده بين عقلٍ ناقد وقلبٍ عاشقٍ لوطنه، وطن طالما حلمت به مدنيّاً، حرّاً، عادلاً. وكم نحن بحاجة، اليوم، إلى عودتك؛ لنتأمّل في صراعاتنا الفكرية من جديد، ونستأنف حواراتنا المؤجلة. لا نعرف من المرض إلا صمته، لكننا نؤمن أنّ الأرواح الكبيرة لا تُهزم بسهولة. فانهض يا صديق الكلمة، وأعد إلينا دفء الحضور، ولو بكلمة واحدة تطمئننا. باسم المحبّين جميعاً، نقول لك: «أنت الغائب الذي لا يُنسى، والحاضر الذي لا يُغني عنه أحد». أخبار ذات صلة


الأنباء السعودية
منذ 7 ساعات
- الأنباء السعودية
سياحة وترفيه / حرف وفعاليات وعروض منوعة تثري زوار مهرجان "بيت حائل 2025"
حائل 08 محرم 1447 هـ الموافق 03 يوليو 2025 م واس تنوعت الحرف اليدوية في مهرجان بيت حائل 2025 "البيت بيتكم.. يا بعد حيي" بنسخته الرابعة، وتشكلت بفن طرق صناعتها وجمال أشكالها المستوحاة من الماضي الأصيل، لتضفي عبقًا فريدًا لها في نقل وإيصال صورة الكفاح والجهد المبذول في صناعة الاحتياجات اليومية بالماضي وقصص النجاح، التي سطرتها أنامل الحرفيات، وقُدمت لزوار المهرجان كنافذة مشعة من الماضي وأصالته بشكل إبداعي وحرفي مميز وفريد. ويقّدم المهرجان الفعاليات البالغ عددها أكثر من (40) فعالية، في تصاميم وأروقة ذات طابع تراثي فريد من الأسواق الشعبية التراثية، مقسمة في أجنحة وأركان تحاكي في كل زواياها صورة أثرية أصيلة تناقلتها الأجيال وتوارثوها في العديد من الحرف، التي منها صناعة الخوص، والسدو، والمنسوجات اليدوية، وحياكة الكروشيه، وصناعة الأبواب النجدية والحائلية بأشكالها المميزة، وخياطة الملابس التراثية، والتطريز الثمودي، بالإضافة إلى الأخشاب وخرازة الجلود، وحرفة مشغولات الليف، وفن صناعة الريزن، والصابون، والراتنج، وركن مبخرة حائل، وجناح الفن التشكيلي، والأكلات الشعبية التراثية المتنوعة، التي يتوسطها المسرح الفني الذي يقدم العديد من العروض الفنية للسامري الحائلي والعرضة السعودية والخطوة الجنوبية. الجدير بالذكر أن مهرجان بيت حائل 2025 "البيت بيتكم.. يا بعد حيي" يقام على مدى (30) يومًا لدعم مواهب الحرفيين بالمنطقة، ويتيح لهم منطقة مخصصة لاستعراض أعمالهم بشكل مباشر أمام الزوار والجمهور، في بيئة ترفيهية تراثية ثقافية تسهم في تنمية القطاع السياحي والثقافي في المنطقة، وتؤكد عمق الهوية الوطنية والتراث الثقافي للمملكة تزامنًا مع عام "الحرف اليدوية" 2025.