
مثقفون يبعثون رسائل امتنان لتركي الحمد في مشفاه
وهنا مشاعر وعبارات منصفين، يستنطقون الغياب بكلماتٍ لا تسأل عن الرأي بقدر ما تسأل عن الرجل، لا تعاتب الصمت بقدر ما تستحثّ الكلمة، إنها رسائل إلى من لا يزال في القلب والعقل، وإلى من نأمل أن يعود قريباً، لا ليكتب ما يُرضي، بل ليكتب ما يُوقظ. فبعض الحضور لا يُعوّض، وبعض الغياب لا يُطاق!
عبدالله الغذامي:
لا تغلق بابك أبا طارق
عزيزي أبا طارق، أعرف أنك ترانا وتسمعنا وتتحدث معنا ولكن هذا لا يكفينا منك، فلقلمك وعد معنا وعهد عليك لنا، وليس لك أن تغيب والكل ينتظرك، ورسالتي إليك هي مخاطبة القلب للقلب والعقل للعقل، بأن تطلق قلمك وتسمح له باللعب معنا كما كنا نلعب في الحارة مع أطفال الجيران، ونحن كلنا أطفال القلم والورق، وما زلنا كذلك مهما كبرت بنا السن، ولقلمك عليك حق ولنا عليك حق، وقد طال الانتظار وحان موعد الوعد والعهد وها هي «عكاظ» تركض نحوك فلا تغلق دونها بابك، تناول قلمك إذن.. واكتب لنا وللوطن وللثقافة، ولك من القلب تحيةٌ ومن العقل موقفٌ.
حمزة المزيني:
تحيّة إلى الشخصية الوطنية النموذجية
ظل الزميل الصديق الدكتور تركي الحمد سنين طوالاً في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن بإسهاماته في كتابة المقالات الصحفية وفي مشاركاته في النقاشات السياسية والاجتماعية الكثيرة داخل المملكة وخارجها.
وكان الدكتور الحمد في كل ذلك يمثِّل السَّويَّة التي كِدنا نفقدها في خضم التشدد الاجتماعي والفقهي الذي آل في ما بعد إلى الهيجان الأصولي لأكثر من عقدين من السنين. وكان ذلك الهيجان يهدف في تلك الفترة، في حقيقته، إلى إثارة التنازع بين مكونات الوطن وزعزعة استقراره وإشاعة الفوضى لصرف الوطن عن متابعة إنجازاته في المجالات كلها التي كان يسعى دائباً لتحقيقها. وظل الدكتور الحمد طوال جهوده المشهودة ثابتاً لا يلين في مواجهة المناوئين للوطن رغم ما كان يناله من أذى يتمثل في خطاب عنيف لا يقيم للأخلاق وزناً إذا اختصم مع أحد. وكانت مجافاة ذلك الخطاب للأخلاق وشرف الخصومة تتمثل في التأويلات المغرِضة لعبارة واحدة وردت في سياق سرد أدبي اتُّخذت على أنها تمثل موقف الدكتور تركي. ولو أراد أولئك الحق لوجدوا مخارج قريبة لتأويل تلك العبارة، لكنه الهوى ومجافاة الحق وحسب. ومما يشار إليه ويُذكر من إسهامات الدكتور الحمد إسهامُه الواضح في المجال الأدبي في بلادنا برواياته المتعددة التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها سيرة ذاتية له وسيرة للوطن في فترات حاسمة أيضاً. وسبق ذلك كله إسهامُه في التدريس في جامعة الملك سعود حيث كان يبث أفكاره الوطنية التي كان يرى أنها تسهم في تأسيس نهضة الوطن على أسس علمية وفكرية سليمة. والمؤكد أن طلابه الذين درسوا على يديه ما زالوا يذكرون له تلك الدروس المختلفة في مضمونها عن كثير من المواد الدراسية الباهتة التي لا توقظ ذهناً ولا تحرك تطلُّعاً ولا تؤسس لاستشراف لمستقبل يليق بالمملكة بين الأمم. ونحمد الله تعالى أنَّ تطلعات الدكتور الحمد لم تذهب هباءً، بل تحققت في السنوات القليلة الماضية بكفاءة وحسْم، وهو ما جعل المملكة الآن مثالاً للدول الناهضة التي تسعى لسيادة السلام والاستقرار والتنمية والسوية الفكرية والاجتماعية والفقهية.
ليهنأ الزميل الصديق الأستاذ الدكتور الحمد، كما هنئنا جميعاً، بتحقيق تطلعاته التي صارت واقعاً ننعم به جميعاً، وكان يُنظر إليها على أنها بعيدة المنال قبل سنوات قليلة.
لقد أدى الأستاذ الدكتور الحمد واجب الوطن عليه بكفاءة وإخلاص، وسيحتفظ له التاريخ بسجل إسهاماته المتميزة في ما اهتم به من مجالات فكرية واجتماعية وثقافية وعلمية. أدعو الله للزميل العزيز الدكتور تركي الحمد شفاء عاجلاً وحياة هانئة سعيدة.
قينان الغامدي: لا أحد يضارعك في مقالك
أستاذنا الكبير تركي الحمد أرجو أن تقرأ رسالتي هذه وأنت بأتم الصحة، فقد افتقدناك كثيراً، افتقدتك ككاتب ومفكر قل أن يجود الزمن بمثله، وافتقدتك صديقاً وأخاً وإنساناً فذّاً قل نظيره بين أصدقائي!
لا يكاد يمر يوم دون أن أتذكرك، أتذكرك من خلال منصة «X» التي شهدت آخر إطلالاتك البهية منذ نحو 32 شهراً، وأتذكرك كلما قرأت فكرة بهية لمفكر كبير من السابقين، إذ أجدك نسجت ماهو أبلغ منها وأجمل، وأتذكرك كلما قرأت مقالاً في السياسة، إذ لا أحد يضارعك في ذلك، وأتذكرك كلما رأيت رواية جديدة، لأن ما بعد ثلاثيتك لا أراه إلا صدى لبعض صفحاتها، وأتذكرك كلما سمعت قهقهة تخرج من روح صاحبها، حيث أجدك علامة مميزة في الحديث والضحك، وأتذكرك كلما جئت الى العاصمة، حيث كان مجيئي مقترناً بلقائك، والآن أصبحت شبه مقيم في الرياض، لكن لسوء حظي لم أرَكَ فيها!
حزين أنا يا أبا طارق، لأنك لست هنا، لست في الرياض، ومنذ أكثر من عام قرأت لأحدهم نظماً مرفقاً بصورة يظهر فيها بجوارك أثناء رحلتك الاستشفائية، وشممت رائحة التشفي والشماتة في نظمه الركيك، لكني قلت في نفسي: تركي أكبر من هذا السخف، وقد كنت فعلاً أكبر منه ومن ركاكته، وبقيت في علوك ورفعتك، وستظل كذلك!
لقد كانت فضيلة ذلك الركيك الوحيدة، أن طمأنني على صحتك وأنك تتحسن بسرعة، ومذ ذاك لم أسمع ولم أقرأ عنك كلمة واحدة، سألت أصدقاء وأحبة مشتركين لكنهم مثلي يسألون، وفهمت غيابياً أن هذه عزلة اختيارية، وهي تعد لمشروع فكري لا يتقن مفاجأته أحد غير تركي الحمد! سيدي، أريد فقط الاطمئنان على صحتك وأين أنت؟
ودمت بخير دائماً.
منصور النقيدان:
حاضر لا يغيب ونقيّ لا يعرف المكائد
سمعت باسمه أول مرة عام 1997، كنت في زنزانتي في السجن في بريدة، وكنت أتابع برنامجاً سياسياً على الراديو من إذاعة قطر، وتركي الحمد واحد من ضيوفه. أثار اهتمامي من لحظتها. ولأني كنت بعد خروجي في طور التحول ومعنياً تلك الأيام بقصة الدين والعلمانية والليبراليين والشريعة، وكان تركي حاضراً في النقاش لا يغيب ذكره. وأذكر أني قرأت أول رواية له «شرق الوادي»، ثم قرأت «العدامة»، وقرأت له مقالات في الشرق الأوسط، وسلسلة مقالات لذيذة عن نهاية الألفية، الأحداث الكبرى والأعلام.
وقابلته أول مرة صيف 2003 في اجتماع مع وزير الداخلية الأمير المرحوم نايف بن عبدالعزيز، إذ دُعيت مع عشرات الصحفيين وشارك تركي بتعليق جريء حول الفلسطينيين، ودور السعودية تجاه قضيتهم. بعدها زرته لتعزيته في رحيل زوجته أم طارق رحمها الله. وقرأت رواية له ذلك العام اسمها «ريح الجنة»، لم تعجبني، وندمت على قراءتها. وبعد قرابة سنتين تلقيت منه رسالة واحدة على جوالي، بعدما عُرض فيلم وثائقي عني على قناة «العربية» نوفمبر 2005، كتب فيها: «لم أعرف أنك متزوج» وكان ابني يوسف وقتها في شهره الثالث.
أما لقائي الأخير عام 2009 فكان في حفل جائزة الشيخ زايد للكتاب في أبوظبي. ضحكنا فيها وتبادلنا النكات، وكان مساء بارداً حنوناً من ليالي نوفمبر. السنوات اللاحقة تابعت بعض لقاءاته، وبعضاً مما يكتبه. حيث بدأ ألقه الفكري يضعف، ومستوى كتابته يتراجع، وتغريداته على تويتر/ إكس كانت متفاوتة، وعام 2014 قرأت وأنا في زيارة لمكتب المدير العام للمباحث في الرياض رسالة كتبها تركي عن الوطن، عن المملكة ومجدها وملوكها العظام، وهي المرة الأولى التي أرى خطه. أهداها للوطن ونالت الحفاوة ومكانها اللائق بها على طاولة شمالك وأنت متجه إلى مكتب الرئيس.
شعرت نحوه بفيض في جوانحي يتعاظم مع السنين، مزيج من المحبة والرحمة والتقدير، وبعض شعور من الأسى جرّاء ما مرّ به في السنوات الثلاثين الأخيرة من فقد للأحبة ورحيل للأبناء، وبيانات تكفير، وتهديد بالقتل، وتعريض بإصدار حكم بردّته، وشماتة الأعداء جراء ما ناله من كروب.
رأيت فيه على الدوام إنساناً نزيهاً نقياً لا يعرف المكائد ولا الطعن في الظهر، وزادته عزلته، وندرة حضوره في العلن، وقلّة أصدقائه، ألقاً وجاذبية وغموضاً لدى معجبيه وقرائه. وحين كتب العام الماضي تغريدته الأخيرة يُطمئن فيها متابعيه والسعوديين أنه بخير قرأها الملايين وعلق عليها الآلاف. ويبدو أن من يحبه أضعاف من لا يحملون له الودّ.
علمت بمرضه قبل عام تقريباً، فانتابني ما يعصف بكل إنسان لفت انتباهه شخص مثل تركي. إنسان لطالما تمنيت لو كان لي صديقاً. رأيت صورة له قبل سنة تقريباً وهو في رحلة علاجه، فانقبض قلبي وران صمت في داخلي، وشيء ثقيل قاتم جثم على صدري. ربما أنني رأيت فيه نفسي، ومآل أمري، وغروب حياتي.
تركي الحمد، قصته، شاب حركي عابر في شبابه الباكر، ثم كاتب مثير للجدل، مفكر، وروائي، تركي بآلامه وأفكاره وتأثيره في جيلي، وملحمة صعوده، ثم ذبول عطائه في العقدين الأخيرين، ولحظات تضعضعه.
وحين يسدل الستار، بعد آخر شروق شمس سيكون شاهداً عليه، مبحراً في غموض الأبدية، محلقاً بجناحيه نحو دياره الأولى، تاركاً بعده قلوباً مكسورة ومهجاً خفقت بحبه، حينها سيدوي الدهر متحشرجاً بتأبين جوهرة عبرت عالمنا.
تركي الإنسان الذي أحببناه، والذي ظل مخلصاً لوطنه وولاة أمره.
مانع اليامي: علامة فارقة في مشهدنا
انقطاع الحمد عن المشهد الاجتماعي والثقافي، الانقطاع الاختياري يثير الجدل مثلما كان وما زال يثير الجدل حضوره الموزون على سعة المعرفة وحب الوطن، كقارئ أفتقد الدكتور تركي الحمد الإنسان.. المفكر والروائي المرموق، أبو طارق علامة فارقة في المشهد الاجتماعي والثقافي وله علم وخبرة في مواجهة التطرف والغلو بأدوات الفكر النيّر والمعهود عنه أنه لا يميل للواقع الاجتماعي المغلف بأدوات المثالية غير أنه لطيف يسير على الأرض ولا يجدف في الهواء حين يعقد العزم على ملامسة المسكوت عنه اجتماعياً، الصدقية في الطرح المؤسس على سلامة المقاصد وسعت دائرة قبوله عند العقلاء. والواضح مقابل كل ذلك أنه لم يسلم من تهمة التجاوزات إما لقصور فهم عند البعض وإما لغرض في نفس يعقوب، وفي النهاية لا تذكر الذاكرة الرقمية أن أحداً وقف أمامه وفي مستوى ريادة فكره مقارعاً الحجة بالحجة، أتمنى ألا يطول غيابه مع دعواتي له دائماً بدوام الصحة.
أحمد الأسود: عقل ناقد وقلب عاشق
في غيابك الطويل، شعرنا أنّ المساحات البيضاء اتّسعت في المشهد، وأنّ التغريدة التي كنا ننتظرها كلّ صباح قد غابت مع انطفاء قنديل العقل الحرّ. لم تكن يوماً مجرّد كاتب، بل ضميراً ثقافيّاً ظلّ يوقظ فينا الأسئلة الحرجة، ويُذكّرنا بأن التفكير فضيلة لا جريمة. نفتقد حضورك، لا في الجدل وحده، بل في التوازن الذي كنت تجسّده بين عقلٍ ناقد وقلبٍ عاشقٍ لوطنه، وطن طالما حلمت به مدنيّاً، حرّاً، عادلاً. وكم نحن بحاجة، اليوم، إلى عودتك؛ لنتأمّل في صراعاتنا الفكرية من جديد، ونستأنف حواراتنا المؤجلة.
لا نعرف من المرض إلا صمته، لكننا نؤمن أنّ الأرواح الكبيرة لا تُهزم بسهولة. فانهض يا صديق الكلمة، وأعد إلينا دفء الحضور، ولو بكلمة واحدة تطمئننا.
باسم المحبّين جميعاً، نقول لك: «أنت الغائب الذي لا يُنسى، والحاضر الذي لا يُغني عنه أحد».
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 28 دقائق
- الشرق السعودية
وزير الخارجية السعودي: نثمن التوافق مع روسيا حيال القضية الفلسطينية
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، إن السعودية تثمن التوافق مع روسيا حيال القضية الفلسطينية ونؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن تمكين الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. وأضاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه أكد خلال مباحثاته في موسكو على أهمية تسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية بين الدول سواءً داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، انطلاقاً من حرصنا على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وأكد الوزير السعودي أن السلام هو "الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي"، بما يسهم في تحقيق الأمن والتنمية، بحسب تعبيره. كما شدد الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة العودة سريعاً إلى النهج التفاوضي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وأهمية التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشاد الوزير السعودي بتزايد أعداد السياح بين السعودية وروسيا، وأعرب عن أمله في إنجاز اتفاقية للإعفاء من التأشيرات قريباً، وأن يكون هذا دافعاً لمزيد من التبادل بين البلدين والتوسع في الرحلات المباشرة. وثمن وزير الخارجية السعودي "التوافق البناء القائم بين البلدين في إطار أوبك+ والذي يؤكد روح التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية بقطاع الطاقة"، بحسب تعبيره. روسيا والدور السعودي من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تتواصل مع السعودية فيما يخص جميع القضايا، بما في ذلك الملف الإيراني وأيضاً ما حدث في الحرب بين إيران وإسرائيل. وأضاف: "نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة"، معرباً عن الترحيب بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج، خاصة السعودية. وأكد لافروف أن الأوضاع في الضفة الغربية ليست أفضل من مثيلاتها في غزة، وأشار إلى دعم روسيا إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأضاف: "لدينا مواقف متقاربة مع السعودية حول الوضع في غزة وضرورة إنهاء الحرب وإيصال المساعدات"، مشدداً على "ضرورة خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة". وقال وزير الخارجية الروسي: "️نشجع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية". وعن الحرب في أوكرانيا، قال لافروف: "لا يمكننا أن نكون راضين عن حل لا يأخذ في الاعتبار بشكل كامل المصالح الأمنية المشروعة لروسيا، ولن يقضي ويضمن عدم تكرار أي انتهاكات لحقوق السكان الروس والناطقين بالروسية". وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن لروسيا والسعودية استعداد مشترك للتعاون بمجال النفط في إطار أوبك بلس. ولفت لافروف إلى أن عدد السياح السعوديين إلى روسيا زاد بمقدار 6 أضعاف عما كان عليه في العام الماضي، مشيراً إلى أن 36 ألف سائح روسي زاروا السعودية العام الماضي. وأعرب عن تفاؤله باجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والسعودية الذي يعقد في النصف الثاني من العام الجاري في المملكة.


العربية
منذ 30 دقائق
- العربية
مسؤول أميركي لـ"العربية": لم يتم تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل
بدأت الولايات المتحدة مواجهة الحقائق الجديدة، ونتائج العمليات العسكرية على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية ، إذ من المنتظر أن تلقي هذه الحقائق بظلّ ثقيل على المرحلة التالية من "مسألة إيران" وكيف على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتعاطى معها. "تمّ إضعاف إيران" فبعد قصف طائرات بي 2 للمنشآت النووية، قال ترامب إن هذه المنشآت قد تمّ تدميرها بشكل كامل، لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية، وفي مقدمها السي آي أيه، تحدثت عن "ضرر كبير"، ثم جاء المتحدث باسم البنتاغون يوم الأربعاء ليقول إن البرنامج النووي الإيراني قد تمّت إعاقته لسنتين. إلا أن مسؤولاً في الإدارة الأميركية تحدث لـ"العربية/الحدث"، وقال إنه تمّ إضعاف إيران مقارنة لما كانت عليه وما تملكه من قوّة منذ أشهر. كما كغيره من المسؤولين الأميركيين ممن يعددون لائحة الدمار الذي لحق بالإيرانيين خلال الأشهر والأسابيع الماضية، ويلفتون مع بداية كلامهم إلى أن إيران خسرت سواعدها"، في إشارة إلى حزب الله وخسائره في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا، وضربات كثيرة وجهها الأميركيون إلى الحوثيين. كما خسر الإيرانيون الكثير من قدرتهم العسكرية على الدفاع عن منشآتهم بعدما ضرب الطيران الإسرائيلي الدفاعات الجوية الإيرانية، خصوصاً الرادارات، وخسرت إيران أيضاً عدداً كبيراً من الضباط الكبار في القوات المسلحة والحرس الثوري والأمن. سقوط الهالة رأى أحد المسؤولين الأميركيين لـ"العربية/الحدث"، أن ما حدث من قصف أميركي وإسرائيلي أسقط شيئاً مهماً، لافتا إلى أنه أسقط مقولة أن الإيرانيين محصّنون. وقال: "سقطت الهالة، وسقط القول إنهم أبعد من أن نطالهم، وإنهم أقوياء ولا يمكن ضربهم". وأضاف "الحقيقة هي أنهم ليسوا كذلك". كذلك يأخذ الأميركيون في الاعتبار هذه الضربات الموجعة لإيران، لكن موضوع المنشآت والمواد النووية الإيرانية يبقى أمراً عسيراً. الدمار المستحيل أكد مسؤول أميركي لـ"العربية /الحدث"، أن المشروع النووي لم يتمّ تدميره بالكامل، وهذا هدف مستحيل تحقيقه بالقصف الجوي، بل يجب القول إنه تمّ إضعاف المشروع النووي الإيراني". وأضاف أن الولايات المتحدة تمكنت من منع وصول إيران إلى هدفها المباشر، وهو الوصول أو إمكانية الوصول إلى السلاح النووي خلال أسابيع، فالكثير من البنى التحتية تمّ تدميره". ويعود الأميركيون للتأكيد على أن إيران أصبحت أضعف بكثير، وأن هناك واقعا جديدا. المسألة الإيرانية يبدو أن هذا الواقع الجديد متعدّد الأوجه، فإضافة إلى الضرر العسكري وإضعاف البرنامج النووي الإيراني، تبقى لدى إيران كميات ضخمة من الصواريخ الباليستية، لا يقلّ عددها عن 1500 صاروخ، وتستطيع استعمالها وتهديد إسرائيل والمصالح الأميركية والدول الجارة. كما أن إيران تسيطر بقوة على الداخل الإيراني. وتشير تقديرات الأميركيين إلى أن النظام الإيراني لجأ إلى القمع خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، "وهذا ما يلجأ إليه أي نظام عندما يكون في أزمة" بحسب أحد المسؤولين الأميركيين. أيضا تلفت تقديرات الحكومة الأميركية، بحسب مصادر "العربية/الحدث"، إلى أن المخاطر التي تتسبب بها إيران للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ما زالت كثيرة ومتعددة الأوجه، وهذا يدفع الإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوتين في وقت واحد، الأولى، هي الحفاظ على قدرات عسكرية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة، خصوصاً الصاروخية منها، والثانية هي الإسراع في العمل الدبلوماسي. لا جدوى من المواجهة الطويلة إلى ذلك، شدّد مسؤول أميركي إلى "العربية/الحدث"، على أن الغارات الأميركية والإسرائيلية توصل إلى نتيجة جديدة، وهي ضرورة الوصول إلى حلّ بالدبلوماسية. وأضاف أن فترة الاثني عشر يوماً أثبتت أنه من المستحيل متابعة المواجهة العسكرية، "حيث نقصف وتردّ إيران بالقصف". كذلك لفت إلى أن الضرر لإيران واضح، لكن إيران أيضاً تعلّمت من القصف، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية فعّالة جداً لكنها لا تقدّم حماية مئة في المئة، والإيرانيون تمكنوا من إصابة أهداف. تهديد بعقوبات أكثر قسوة يذكر أن الموفد الخاص ستيف ويتكوف يعمل الآن بطرق عديدة، خصوصاً من خلال الوسطاء لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات. كما لم يعلن مكتب ويتكوف عن أي اجتماع على جدوله، لكن غالبية التقديرات تشير الآن إلى أن واشنطن تريد الاستفادة من نتائج قصف طائرات بي 2 للمنشآت النووية الإيرانية للقول لطهران إن أميركا هي القوة الحقيقية في المنطقة، ومن الأفضل التفاوض على حلّ دبلوماسي، وإلا عمدت واشنطن إلى فرضت عقوبات أكثر قسوة عليها ما سيترك أضراراً كبيرة على الاقتصاد الإيراني، وتكون موجعة، وتتسبب بالكثير من المشاكل لطهران قبل أن تتمكن الحكومة الإيرانية من العودة إلى تخصيب اليورانيوم مرة أخرى.


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
وزير الدفاع الإسرائيلي: نعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدنا
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، إن الجيش سيضمن ألا تهدد إيران إسرائيل مجدداً بعد الحرب التي تواجه فيها البلدان العدوان مدة 12 يوماً في يونيو (حزيران). وأكد كاتس في بيان أن الجيش الإسرائيلي سيضع «خطة لضمان ألا تهدد إيران إسرائيل بعد الآن»، مضيفاً أن الجيش يجب أن «يكون جاهزاً على الصعيد الاستخباراتي والعملاني لضمان التفوق الجوي لسلاح الجو على طهران». جاءت تصريحات كاتس عقب حرب جوية استمرت 12 يوما بين الجانبين في يونيو (حزيران). وهاجمت إسرائيل خلالها منشآت نووية إيرانية قائلة إن الهدف من الحرب هو منع طهران من تطوير سلاح نووي. وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبجواره وزير الدفاع يسرائيل كاتس (إكس) وفي 22 يونيو، شنت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، ضربات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز. وقُتل أكثر من 900 شخص في إيران جراء الهجمات، وفقاً للسلطات الإيرانية. وردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيَّرات على إسرائيل أسفرت عن مقتل 28 شخصاً في الدولة العبرية، وفقاً للسلطات. واتفقت إسرائيل وإيران على وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية، ما أنهى الأعمال القتالية في 24 يونيو.