logo
جلسات حوارية وضيوف متخصصون ينثرون إبداعاتهم في معرض جازان للكتاب 2025

جلسات حوارية وضيوف متخصصون ينثرون إبداعاتهم في معرض جازان للكتاب 2025

عكاظ١٣-٠٢-٢٠٢٥

يضم معرض جازان للكتاب 2025 في نسخته الأولى الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويستمر حتى 17 فبراير الجاري، مجموعة ثرية من الندوات الحوارية وورش العمل التي تتناول مواضيع نوعية تشغل الشارع الأدبي والثقافي، بالإضافة إلى عدد من الجلسات النقاشية والأمسيات الشعرية الماتعة وذلك بمشاركة متحدثين سعوديين وعرب، مما يثري تجربة الزوار ويحفز النقاش الفكري والحوار الثقافي.
وتحظى هذه الفعاليات بجلسات حوارية متميزة بعنوان «الرواية بين الكاتب ومزاج القارئ» يقدمها أسامة المسلم، ويحاوره المذيع مفرح الشقيقي، حول كيفية تأثير مزاج القارئ على تجربته القرائية وكيف تؤثر على الكتاب، وحول تحديات الكتابة للطفل سوف تقام جلسة حوارية يتحدث فيها إبراهيم شيخ مغفوري، وتحاوره حضية خافي، ويناقش الحوار التوازن بين الترفيه والتعليم في الكتابة والتوازن بين الواقع وعالم الفانتازيا.
ويشمل البرنامج الثقافي الجلسة الحوارية حول الترجمة والذكاء الاصطناعي وتقدمها دلال نصر الله وتحاورها مودة البارقي، حواراً يشمل العلاقة بين الترجمة والذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجهها، وتستمر الجلسات الحوارية التي تشتمل على جلسة حوارية بعنوان «الرواية: التأثير والتأثر» يقدمها عمرو العامري، ويحاوره الدكتور أحمد علوش، وفي جلسة حوارية أخرى حول زراعة البن في جازان والذي يعد من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها منطقة جازان يتحدث فيها حسن الغزواني ويحاروه يحيى عطيف.
أما التجربة الروائية السعودية فيتحدث فيها الدكتور حسن الحازمي ويحاوره عبد العزيز طياش عن التطورات التاريخية والثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي والرواية السعودية وارتباطها بالهوية.
وفي مجال الشعر خصص له جلسة حوارية بعنوان «ذكريات شعرية» يتحدث فيها إبراهيم مفتاح ويحاوره محمد النعمي، تستلهم تأثير الذكريات على الحياة الشعرية ويتخللها بعض القصائد والقراءات الشعرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا يغيب الأدب السعودي عن الجوائز العالمية؟
لماذا يغيب الأدب السعودي عن الجوائز العالمية؟

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

لماذا يغيب الأدب السعودي عن الجوائز العالمية؟

بقي حضور الأدب السعودي على منصّات الجوائز العالمية محدوداً، على الرغم من التحوّلات التي شهدها في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في مجال الرواية. وينحصر حضور الرواية في جوائز عدّة، منها الجائزة العالمية للرواية العربية، التي مُنحت لثلاثة كُتّاب سعوديين هم: عبده خال عن رواية "ترمي بشرر" عام 2010، رجاء عالم - مناصفة مع المغربي محمد الأشعري- عن "طوق الحمام" عام 2011، ومحمد حسن علوان عن رواية "موت صغير" عام 2017، إضافة إلى شيماء الشريف الحائزة على جائزة الأدب العربي المترجم للإسبانية، عن روايتها "أنصاف مجانين". وإذا أردنا توسيع الدائرة لتشمل ترشيحات القوائم الطويلة والقصيرة، سنجد عناوين أيضاً محدودة وهي: "الأفق الأعلى" للكاتبة فاطمة عبد الحميد، و"شارع العطايف" للروائي عبد الله بن بخيت، ورواية "الوارفة" لكاتبتها أميمة الخميس، و"فتنة جدّة" لمقبول العلوي، و"غراميات شارع الأعشى" للكاتبة بدرية البشر، و"حفرة إلى السماء" لعبد الله عياف، وأخيراً رواية "عين الحدأة" للكاتب صالح الحمد. يقابل ذلك الحضور الخجول زخم في الإنتاج، ويمثّل عام 2024 أعلى معدل في تاريخ النشر الروائي بالمملكة، حيث صدرت 317 رواية سعودية، ما يمثّل نمواً بنسبة 74% مقارنة بالعام 2023، وفقاً للتقرير الأخير لمنصّة "أدب ماب"، المتخصّصة بمتابعة وتوثيق الأدب السعودي. فما الذي يحول دون حضور الرواية السعودية في منصّات الجوائز الأدبية العالمية بشكل أكبر، هل يكفي الزخم المحلي لتأمين موطئ قدم للرواية السعودية في المشهد الأدبي العالمي، وما دور المؤسسات الثقافية والناشرين والمترجمين، والكُتّاب أيضاً في هذا الحراك؟ "الشرق" تستعرض آراء عدد من الكتّاب والنقّاد حول أسباب هذا الغياب، ودور الترجمة والنشر والجوائز المحلية في تشكيل المشهد الأدبي. أهداف سياسية الروائي عبد الله بن بخيت يعتبر أن الأدب السعودي لم يحضر بعد بشكل كاف في ساحة الجوائز الأدبية العالمية، والمقصود بها الجوائز التي تمنحها الدول غير العربية، وخصوصاً الغربية، مثل "نوبل" و"بوكر". واستشهد بحالات عربية نادرة فازت بهذه الجوائز، معتبراً أن "بعضها ارتبط بسياقات سياسية، ما يضع علامات استفهام حول دوافع منح الجائزة"، مشيراً إلى أن بعض الفائزين كتبوا أعمالهم بلغات غير عربية. وأكد بخيت أن الرواية السعودية امتداد للرواية العربية، مع ملاحظة أن الرواية السعودية حديثة العهد، وما زالت في طور النمو، وتدور في أوساط المهتمين بالأدب، ولم تتغلغل بعد في الوجدان العربي فضلاً عن العالمي. وبحسب بخيت، فإن القارئ السعودي لا يملك القدرة بعد على التمييز بين الرواية والحكاية والقصّة، وأن معظم الروايات تخضع للمؤشّر الأخلاقي، والبعد الوعظي، وهذا يجعلها بعيدة عن المعايير الفنية التي تجذب الجوائز العالمية. وأكد أن أبرز التحديات التي يواجهها الأدب السعودي، أن من يُسند إليه أمر الرواية لا علاقة له بالرواية، بل إنه لم يقرأ رواية واحدة على الورق، أو في محاضرة من محاضراته في حياته النقدية كلها. واعتبر أن الرواية السعودية أصبحت ملكاً لمن يملك القدرة والخبرة في خوض الضجيج، كما أن مشكلة الترجمة لدينا، أنها ارتبطت لا شعورياً باللغة الإنجليزية، فأصبح هدفنا أن يمنحنا الغرب الأنجلوسكسوني اعترافه، لا أن يصل النص إلى قارئ آخر. الحرب من الداخل من جهته يرى الدكتور عادل خميس، أستاذ النقد الحديث في جامعة الملك عبد العزيز، أن الأدب السعودي لم يحضر بعد بما يليق بمستواه، رغم التطوّر الكمي والنوعي في الإنتاج، معتبراً أن ذلك سببه الانكفاء المحلي السابق، وضعف الترويج العالمي، وغياب الخطط الاستراتيجية لدعم الأدب كمشروع وطني. كما أشار إلى أن الأديب السعودي، ظل لزمن محارباً في وطنه؛ لافتاً إلى حظر أعمال بعض الأدباء السعوديين داخل المملكة، كأعمال غازي القصيبي، وعبده خال وتركي الحمد. ولفت إلى أن الأدباء السعوديين كافحوا لزمن طويل ليجدوا قبولاً في مجتمعهم، فمن الطبيعي أن يكون حضورهم خارجياً أصعب. وأوضح خميس أن التسويق للأدب -بوصفه خطاباً جمعياً- بحاجة لمؤسسات تؤمن به وتدعمه وتضع له الاستراتيجيات والخطط، التي تضمن حضوره بلغات العالم، إضافة إلى الترجمة التي تعتبر عاملاً حاسم في الحضور العالمي. غياب الاستراتيجية الروائي عبد الرحمن سفر، الفائز بجائزة القلم الذهبي، يرى أن الأدب السعودي يعيش عصراً ذهبياً، وأن الأديب السعودي يمتلك مقوّمات فنية وفكرية تؤهله للمنافسة على جوائز عالمية، مؤكداً أن الكُتّاب السعوديين الذين حازوا جوائز عالمية، يشكلون دليلاً على صحة هذه الفكرة، ومؤشراً على بقية الروائيين السعوديين، وقدرتهم على المنافسة العالمية. واعتبر أن التحدي لا يكمن في غياب الجودة، بل في محدودية الترويج والترجمة، فضلاً عن غياب برامج التبادل الثقافي، داعياً إلى إنشاء جسد مؤسسي يربط الأدب المحلي بالساحة العالمية. كما شدد على أهمية تكامل الأدوار بين الكاتب ودور النشر والإعلام. وسأل هل على الكاتب أن يترجم ويبحث عن ناشرين، ويسوّق، ويتواصل مع الإعلام؟ كما أشار سفر إلى أن الوصول إلى القرّاء العالميين يتطلب استراتيجية شاملة، تبدأ بكتابة نصوص رصينة قادرة على إثارة الاهتمام، مروراً بتفعيل دور النشر في التسويق والترجمة، وانتهاء بإشراك الروائيين السعوديين في المؤتمرات والملتقيات الدولية. وأكد على أهمية الجوائز المحلية، لكنها غير كافية إن لم تتبعها جهود مؤسسية للفت الانتباه وتعزيز الحضور العالمي. زخم سردي وتجربة مميزة من جهتها ترى الروائية غادة عبود، المرشّحة للقائمة القصيرة لجائزة القلم الذهبي، أن الأدب السعودي غارق في تفاصيله المحلية الغنية، لكن اهتمامه بالزخم السردي أكثر من اهتمامه بالحبكة، وهذا على الأحرى يخلق تجربة أدبية مميّزة للأدب السعودي، مثلما يتميّز الأدب الروسي مثلاً بالتحليل النفسي، ولهذا أرى أن الأدب السعودي يقدم رؤية وتجربة مختلفة للقارئ العالمي؛ ولهذا أثق أنه قادر على المنافسة عالمياً إذا منحناه الفرصة. ورأت عبود أنه من أكبر التحديات التي تواجه الأدب السعودي، عدم وجود دور نشر محلية تهتم بترجمة الرواية السعودية إلى لغات أخرى، كذلك في التوزيع والنشر الرقمي ما بعد الترجمة، إذ لا يكفي أن يكون العمل مترجماً فقط، بل يجب أن تهتم دور النشر بتوزيع الكتاب المترجم، وإدراجه ضمن المواقع أو التطبيقات المهتمة بالنسخة الإلكترونية لينال حقه من الظهور. وعن الجوائز المحلية، أكدت أن الجوائز المحلية تمنح الكاتب شعوراً بالحضور والثقة، لكنها تبقى من دون فاعلية، إذا لم تتبعها خطوات عملية لترجمة الأعمال وتقديمها للمسابقات الدولية. مسؤولية دور النشر أما صالح الحمّاد، صاحب "الناشر" وهي دار نشر سعودية، أن الأدب السعودي يمتلك جميع المقومات الفنية والموضوعية للمنافسة عالمياً. لكنه يشير إلى تحديات عدة، أبرزها غياب المحرر الأدبي المحترف، واستعجال بعض الكتّاب في النشر دون نضج كاف، وضعف حضور الوكيل الأدبي في السوق المحلي. كما حذّر من الترجمات الضعيفة أو السطحية، مؤكداً أنها قد تسيء للنص الأدبي بدلاً من أن تعرّف به، معتبراً مبادرة "ترجم" التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة، خطوة مهمة نحو القارئ العالمي.

بالفيديو.. عبد الحميد العمري لـ "ياهلا بالعرفج": أمشي من أيام الثانوية وأغلب أفكاري تأتيني أثناء المشي
بالفيديو.. عبد الحميد العمري لـ "ياهلا بالعرفج": أمشي من أيام الثانوية وأغلب أفكاري تأتيني أثناء المشي

صحيفة عاجل

timeمنذ 21 ساعات

  • صحيفة عاجل

بالفيديو.. عبد الحميد العمري لـ "ياهلا بالعرفج": أمشي من أيام الثانوية وأغلب أفكاري تأتيني أثناء المشي

استعرض برنامج "ياهلا بالعرفج" "مقطع فيديو في فقرة المشي مع الأستاذ "عبد الحميد العمري" تحدث من خلاله عن علاقته القديمة بالمشي، ويحكي عن استمتاعه بالمشي لأنه يرى بأنه يفتح آفاق كثيرة ويرى وهو يمشي ما لا يراه وهو بسيارة، كما يقول: "أمشي من أيام الثانوية وقد مشيت من الحي الدبلوماسي إلى المربع وأغلب أفكاري تأتيني أثناء المشي"..! جاء ذلك أثناء استضافة عامل المعرفة في البرنامج الـسبوعي "يا هلا بالعرفج" على شاشة "روتانا خليجية" مع الإعلامي "مفرح الشقيقي"، وذلك في تمام الساعة الثامنة مساء. ومن خلال فقرة مزايين الكتب عامل المعرفة يستعرض كتاب "هكذا تحصل على وظيفتك التالية" للمؤلفة "أندريا كاي"، وهذا الكتاب يعتبر نظرة داخلية على مايريده أصحاب العمل من طالب العمل، وهو يعد دليلاً عملياً يساعد الباحثين عن العمل على فهم توقعات أصحاب العمل، وكيفية تلبية هذه التوقعات للفوز بالوظيفة، كما عرض مقطعاً فيديو لصانع المحتوى "تركي المحمود" وهو يتحدث عن الكتاب. وفي فقرة البرواز استعرض البرنامج مقطعاً مرئياً لصانع المحتوى الأستاذ نواف العصيمي وهو يتحدث عن تجربته مع فقرات ياهلا بالعرفج وعلاقته بعامل المعرفة. وأخيراً؛ وفي فقرة سيرة وتر، الأستاذ "وسيم باسعد" يروي قصة أغنية "جدة كذا أهلي وبحر" الذي كتب كلماتها ولحنها بنفسه.. وغناها الفنان الكبير عبادي الجوهر..!

بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية
بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 أيام

  • الشرق الأوسط

بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية

يعدّ الروائي والكاتب الصحافي محمد بركة حالة خاصة في المشهد الثقافي المصري، فمع كل رواية يصدرها يثبت وجوده كأحد الأسماء المهمة، وتجد رواياته صدًى طيباً على مستوى التلقي النقدي، فضلاً عن تلقي القراء. في السنوات الخمس الماضية تخلى عن «كسله» وأصبح يصدر أعمالاً بشكل شبه منتظم، وقد مثّلت روايته «حانة الست» مرحلةً مهمةً في مسيرته، ولفتت إليه الأنظار بشدة، وهي الرواية التي ترجمت مؤخراً للإنجليزية، وبالتوازي مع صدور هذه الترجمة أصدر روايته الأحدث «مهنة سرية»، التي أحدثت ردود فعل طيبة وكتب عنها كثيرون. «الشرق الأوسط»... حاورته حول روايته الجديدة وسيكولوجية الكتابة لديه... وهنا نصّ الحوار: > روايتك الأحدث «مهنة سرية» يبدو فيها البطل وكأنه يتعرى روحياً كما لو كان في طقس اعتراف بكل ما اقترفه في حياته... هل كنت تقصد بهذه الاعترافات الوصول به لحالة من التطهر؟ - أكتب دائماً ما أفتقده في قراءاتي، فالروايات كثيرة والفن قليل، الشجن نادر ورعشة القلب أكثر ندرة. أحب نبرة الاعتراف في السرد، فهي تضع أبطالي في مواجهة مباشرة مع القارئ، لا مجال للتجمل أو المناورة، كما أنها تضع البطل نفسه في مواجهة مع ماضيه على طريقة «واجه أسوأ مخاوفك». ليس الهدف بالضرورة الوصول بالبطل إلى مرحلة التطهر، بمعنى إطلاق المشاعر المكبوتة على طريقة تراجيديات المسرح اليوناني، إنما الهدف الأساسي هو امتلاك ناصية السرد المرهف الحميم الذي يشتبك في منطقة شديدة الصدق مع المتلقي من خلال الشخصية الرئيسية التي تروي تفاصيل إنسانية مدهشة، على هامش مهنة تقديم المتعة من جانب شابّ إلى السائحات مقابل المال. > يبدأ كل فصل بسؤال وإجابة عنه تعيد تعريف بعض المفردات والمفاهيم عبر لغة محملة بحسّ تراثي وتقترب من لغة المتصوفة... هل هذا لكسر حدة الاعترافات والإحالة للدلالات الفكرية والروحية لقصة البطل؟ - كان الهدف الأول هو البحث عن عتبة أو مدخل مختلف لكل فصل، على نحو يجعله أكثر تشويقاً، بشرط أن يكون السؤال والإجابة نابعين من روح هذا الفصل، ويؤكدان على خصوصيته. الفكرة أيضاً أنني أردت صياغة تقترب من روح الشعر وعبق التراث مع حداثة المعنى، هكذا توالت العتبات عبر أسئلة وإجابات من نوعية «سألتني ما الحرمان؟ قلت: أنين الريح وهى تبحث عن شيء تلاعبه»، «سألتني وما الحب؟ قلت: أشهر شهداء الابتذال اللغوي». ظللت أداعب أصدقائي الشعراء وأقول لهم إنني قدّمت تعريفاً للشعر لم يقدموه هم أنفسهم: «سألتني وما الشعر؟ قلت أقدم محاولات البشر لمخاطبة الآلهة». > مكان الرواية يتراوح بين عالمين؛ الأول مكان نشأة البطل المفعم بروائح القمامة في إحدى عشوائيات القاهرة، والآخر مدينة شرم الشيخ وفنادقها بروائحها الخلابة... كيف صنعت هذا التناقض؟ وكيف ترى أثره على شخصية البطل؟ - المكان مهم في كتاباتي، هو ليس بطلاً مستقلاً بالمعنى المتعارف عليه، لكنه حاضر بشكل أو بآخر. قد يكون مدينة أوروبية رمادية مقبضة تمتص روح الراوي، وقد يكون مدينة قاسية بلا ملامح تم تشييدها حديثاً على أطراف الصحراء، أو قرية مبللة بالمطر ومغطاة بستارة صفراء من عواصف الخماسين. في «مهنة سرية» جاء التناقض المكاني بين الحي العشوائي المخصص لتداول تجارة القمامة، وبين شرم الشيخ صارخاً، أشبه بالتناقض بين الكابوس الأسود وبين الحلم الوردي. الأول مكان نشأة البطل الذي امتلك موهبة الشعر، لكنه فضّل السير في حقل ألغام، مكان بدا كأنه شاهد العيان على بؤس الطفولة، فقر الروح قبل فقر البيوت. الثاني يتمثل بمدينة الأحلام والحرية وملتقى جميلات الغرب اللواتي يحضرن في النص ليعزفن على وتر حساس، هو اللقاء بين الشرق والغرب. > سبق أن تُرجمت روايتك «الفضيحة الإيطالية»، ومؤخراً روايتك «حانة الست»، إلى الإنجليزية... ما رأيك في هوس بعض المبدعين العرب بترجمة أعمالهم تحت أي ذريعة بدعوى الوصول للعالمية؟ - إن لم تكن الترجمة حقيقية وعبر آليات قوية ذات مصداقية، فلن تصنع الفارق وسوف تصبح وهماً ومخدراً. ولهذا السبب تحديداً، كانت سعادتي غامرة أن تصدر «حانة الست» عن دار «Sulfur Editions» الدولية التي تمتلك فريقاً من المترجمين والمحررين الأجانب، ولا سيما الأميركيين. والجميل أن كثيراً من هؤلاء هم بالأساس روائيون وأدباء قبل أن يعملوا بصناعة النشر. وقريباً جداً، سوف تُطرح الرواية ورقياً في 120 دولة حول العالم، كما ستكون متوفرة في أكبر متاجر البيع الإلكتروني العالمية. الترجمة الناجحة ليس شرطاً أن تحمل توقيع أجنبي «خواجة»، فهناك على الساحة من النخبة الثقافية العربية من يتقن لغة الآخر بكفاءة لا تقل عن الآخر نفسه، وبالتالي حين يتصدى للترجمة يملك ميزة تفضيلية، تتمثل في قدرته على فهم ثقافة ولغة النص الأصلي أفضل من الأجنبي. وهذا ما ينطبق على سبيل المثال على «حانة الست» التي تصدّت لترجمتها د. سلوى جودة، وهى ترجمة أشاد بها فريق محرري الناشر الأجانب. ويظل الهوس بالعالمية بحاجة إلى مراجعة، فالأدب العربي الحالي تجاوز تلك العالمية وأصبح متفوقاً في كثير من نماذجه على نظيره في كثير من دول العالم، سواء «الطابع الإنساني» لموضوعاته أو أساليب الكتابة وتقنياتها المتطورة. أقول هذا من باب الإنصاف والموضوعية، وليس الانحياز، فأنا أتابع بشكل جيد أبرز ما يصدر روائياً في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. العالمية لم تعد حلماً. > روايتك السابقة «حانة الست» أثارت كثيراً من الجدل، ويبدو أن «مهنة سرية» في طريقها لإثارة جدل جديد... كيف ترى هذا الجدل؟ - لا أتعمده إطلاقاً، لكن الناس عموماً، والقارئ بشكل خاص، يكرهون الحقيقة. لا يحبون من يهدد قناعاتهم، مهما كانت زائفة، أو من يخالف تصوراتهم الموروثة، مهما كانت وهمية. الجدل كان صاخباً وعنيفاً بسبب «حانة الست» التي تعرضت بسببها لموجة واسعة من الهجوم، بدعوى تشويه أم كلثوم كرمز، ما وصل للمطالبة بسحب الرواية من الأسواق، ورفع دعوى قضائية ضدي. والحقيقة أن كل ما فعلته هو أنني رسمت الوجه الإنساني الآخر المسكوت عنه لكوكب الشرق، معتمداً على ما قالته أم كلثوم نفسها كمرجع موثق. أردت أن تتراجع الأسطورة قليلاً لتتقدم الإنسانية. الجدل حول «مهنة سرية» جاء مختلفاً، بسبب الطبيعة الصادمة للمهنة نفسها، لكن الجميل أن الجميع أكّد على رهافة وشاعرية التناول الذي عبّر عن التفاصيل الداخلية للمهنة بلغة ذات حساسية جمالية لافتة. > هل تبدأ أعمالك بالبحث عن فكرة مثيرة كعادة الصحافة ثم تبدأ صياغتها سردياً؟ - الإثارة الصحافية لا محل لها من الإعراب في تجربتي الأدبية، فهي مؤقتة وتبحث عن ضجة بأي ثمن. الإثارة تصيب الأدب بالسطحية، لأنه يعمل وفق آليات معاكسة، فهو يبحث عن الخلود عبر كل ما هو عميق وإنساني. لكن هذا لا يمنع أنني أفضّل، قدر المستطاع، أن يكون موضوع كل رواية جديدة أشتغل عليها مختلفاً وجديداً. أفضّل الذهاب إلى أرض عذراء غير مطروقة لأزرع فيها شجرتي، وأضع فيها بذرة مغامرتي الفنية. الأهم، بالطبع، من اختيار موضوع جديد أو مدهش، هو كيف ستعبر عنه، كيف ستتناوله. سؤال الأدب وتحديده دائماً هو «كيف» وليس «ماذا». طموحي أن أقدّم موضوعاً مختلفاً مع معالجة مدهشة بنفس الوقت. > كيف ترى مشروعك الروائي وتناميه وتطوره مؤخراً، خاصة مع تزايد أعمالك في الفترة الأخيرة، مقارنة بالبدايات؟ - منذ 2005 حتى 2019 لم تصدر لي سوى روايتين، هما «الفضيحة الإيطالية» و«أشباح بروكسل»، لكن يبدو أنني تخليت عن «كسلي التاريخي» في الآونة الأخيرة، فصدرت لي 5 أعمال في 6 سنوات. البعض يرى أن في الأعمال الخمسة «غزارة إنتاجية»، لكني أراه معدلاً طبيعياً للغاية لكاتب يأخذ الإبداع على محمل الجدّ ويكتب بشكل يومي، خاصة أن رواياتي قصيرة، وأحياناً قصيرة جداً، ولا تنتمي أبداً إلى عالم المطولات. ملامح التغيير في مشروعي الأدبي عديدة، أهمها برأيي أن عملية الكتابة نفسها صارت أكثر احترافية وانتظاماً وتأتي في صدارة اهتماماتي، وليس على هامش الحياة، أو تلعب في الوقت الضائع، كما كان يحدث في مرحلة سابقة من حياتي. هذا العام، قررت أن آخذ استراحة محارب، ولن يصدر لي عمل جديد، إلا في معرض القاهرة للكتاب 2027. > لماذا تبدو أحياناً في تصريحاتك كما لو كنت تشعر بغصّة ما، وكأن مشروعك الروائي لم ينل ما يستحق من تقدير؟ - على العكس تماماً، أنا آخر من قد يشكو «مظلومية» أو يدعي أنه لم يحصل على تقدير كافٍ، مصرياً وعربياً. نال مشروعي الروائي إشادات واسعة واحتفاء لافتاً، أكاديمياً ونقدياً وإعلامياً، وأصبحت رواياتي مادة لأطروحات عديدة في الماجستير والدكتوراه، وهناك اهتمام متزايد بها من المترجمين إلى لغات مختلفة. شعوري بالأسف المرير، وليس الغصة، يتعلق بجماعات المصالح التي باتت تتحكم بمفاصل الحياة الثقافية وتسيطر على الجوائز الأدبية، وترفع أسماء وتُخفض أخرى، بلا أي سبب موضوعي. > بدأت حياتك بالحصول على جائزة صحيفة «أخبار الأدب» المصرية في التسعينات... فكيف ترى غياب الجوائز عنك، رغم الانفجار الذي تشهده على الساحة؟ كنت أصغر المتسابقين سناً في جائزة «أخبار الأدب» الأولى للقصة القصيرة، التي أجريت في صيف عام 1994، وحضر نجيب محفوظ الحفل، وخرجت الصحيفة بمانشيت تاريخي يقول «عشرون كاتباً هديتنا إلى مصر». كان من بين الفائزين أسماء صنعت تجربتها بقوة فيما بعد. لا أعرف لماذا لم أحصل على جوائز فيما بعد، إما لأنني لا أشارك أصلاً أو ربما لأنني لست مقرباً على المستوى الشخصي من لجان التحكيم ودوائرها وحساباتها المعقدة. ورغم ذلك، انفجار الجوائز أحدث حراكاً وحيوية وحماساً لا يمكن إغفاله. المشكلة فقط أن كثيرين أصبحوا يكتبون وفق «وصفة واحدة» وينتجون نصوصاً مهادنة، أليفة، تشبه مدونات التنمية البشرية، و«استخرج الدروس المستفادة من النصّ أعلاه». وهكذا أصبحنا أمام كم مرعب من روايات نمطية، مكررة، تشبه حساء بارداً بلا مذاق أو حليباً فاسداً. > أخيراً، كيف أفاد عملك الصحافي لغة الروائي بداخلك واختياره لأفكار رواياته؟- لم يفدني عملي الصحافي على مستوى اللغة الأدبية، فهو يروم لغة مباشرة، واضحة، صريحة، فيما أحبّ أنا لغة السرد التي تفوح برائحة الشعر وتكتحل بالمجاز. الصحافة بشكل عام جارت على يومي ووقتي في فترات سابقة، ولم أضعها في حجمها الطبيعي إلا قبل سنوات قليلة، حين أصبحت الكتابة الإبداعية المنتظمة تتصدر أولوياتي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store