logo
بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية

بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

يعدّ الروائي والكاتب الصحافي محمد بركة حالة خاصة في المشهد الثقافي المصري، فمع كل رواية يصدرها يثبت وجوده كأحد الأسماء المهمة، وتجد رواياته صدًى طيباً على مستوى التلقي النقدي، فضلاً عن تلقي القراء. في السنوات الخمس الماضية تخلى عن «كسله» وأصبح يصدر أعمالاً بشكل شبه منتظم، وقد مثّلت روايته «حانة الست» مرحلةً مهمةً في مسيرته، ولفتت إليه الأنظار بشدة، وهي الرواية التي ترجمت مؤخراً للإنجليزية، وبالتوازي مع صدور هذه الترجمة أصدر روايته الأحدث «مهنة سرية»، التي أحدثت ردود فعل طيبة وكتب عنها كثيرون.
«الشرق الأوسط»... حاورته حول روايته الجديدة وسيكولوجية الكتابة لديه... وهنا نصّ الحوار:
> روايتك الأحدث «مهنة سرية» يبدو فيها البطل وكأنه يتعرى روحياً كما لو كان في طقس اعتراف بكل ما اقترفه في حياته... هل كنت تقصد بهذه الاعترافات الوصول به لحالة من التطهر؟
- أكتب دائماً ما أفتقده في قراءاتي، فالروايات كثيرة والفن قليل، الشجن نادر ورعشة القلب أكثر ندرة. أحب نبرة الاعتراف في السرد، فهي تضع أبطالي في مواجهة مباشرة مع القارئ، لا مجال للتجمل أو المناورة، كما أنها تضع البطل نفسه في مواجهة مع ماضيه على طريقة «واجه أسوأ مخاوفك».
ليس الهدف بالضرورة الوصول بالبطل إلى مرحلة التطهر، بمعنى إطلاق المشاعر المكبوتة على طريقة تراجيديات المسرح اليوناني، إنما الهدف الأساسي هو امتلاك ناصية السرد المرهف الحميم الذي يشتبك في منطقة شديدة الصدق مع المتلقي من خلال الشخصية الرئيسية التي تروي تفاصيل إنسانية مدهشة، على هامش مهنة تقديم المتعة من جانب شابّ إلى السائحات مقابل المال.
> يبدأ كل فصل بسؤال وإجابة عنه تعيد تعريف بعض المفردات والمفاهيم عبر لغة محملة بحسّ تراثي وتقترب من لغة المتصوفة... هل هذا لكسر حدة الاعترافات والإحالة للدلالات الفكرية والروحية لقصة البطل؟
- كان الهدف الأول هو البحث عن عتبة أو مدخل مختلف لكل فصل، على نحو يجعله أكثر تشويقاً، بشرط أن يكون السؤال والإجابة نابعين من روح هذا الفصل، ويؤكدان على خصوصيته.
الفكرة أيضاً أنني أردت صياغة تقترب من روح الشعر وعبق التراث مع حداثة المعنى، هكذا توالت العتبات عبر أسئلة وإجابات من نوعية «سألتني ما الحرمان؟ قلت: أنين الريح وهى تبحث عن شيء تلاعبه»، «سألتني وما الحب؟ قلت: أشهر شهداء الابتذال اللغوي». ظللت أداعب أصدقائي الشعراء وأقول لهم إنني قدّمت تعريفاً للشعر لم يقدموه هم أنفسهم: «سألتني وما الشعر؟ قلت أقدم محاولات البشر لمخاطبة الآلهة».
> مكان الرواية يتراوح بين عالمين؛ الأول مكان نشأة البطل المفعم بروائح القمامة في إحدى عشوائيات القاهرة، والآخر مدينة شرم الشيخ وفنادقها بروائحها الخلابة... كيف صنعت هذا التناقض؟ وكيف ترى أثره على شخصية البطل؟
- المكان مهم في كتاباتي، هو ليس بطلاً مستقلاً بالمعنى المتعارف عليه، لكنه حاضر بشكل أو بآخر. قد يكون مدينة أوروبية رمادية مقبضة تمتص روح الراوي، وقد يكون مدينة قاسية بلا ملامح تم تشييدها حديثاً على أطراف الصحراء، أو قرية مبللة بالمطر ومغطاة بستارة صفراء من عواصف الخماسين.
في «مهنة سرية» جاء التناقض المكاني بين الحي العشوائي المخصص لتداول تجارة القمامة، وبين شرم الشيخ صارخاً، أشبه بالتناقض بين الكابوس الأسود وبين الحلم الوردي. الأول مكان نشأة البطل الذي امتلك موهبة الشعر، لكنه فضّل السير في حقل ألغام، مكان بدا كأنه شاهد العيان على بؤس الطفولة، فقر الروح قبل فقر البيوت. الثاني يتمثل بمدينة الأحلام والحرية وملتقى جميلات الغرب اللواتي يحضرن في النص ليعزفن على وتر حساس، هو اللقاء بين الشرق والغرب.
> سبق أن تُرجمت روايتك «الفضيحة الإيطالية»، ومؤخراً روايتك «حانة الست»، إلى الإنجليزية... ما رأيك في هوس بعض المبدعين العرب بترجمة أعمالهم تحت أي ذريعة بدعوى الوصول للعالمية؟
- إن لم تكن الترجمة حقيقية وعبر آليات قوية ذات مصداقية، فلن تصنع الفارق وسوف تصبح وهماً ومخدراً. ولهذا السبب تحديداً، كانت سعادتي غامرة أن تصدر «حانة الست» عن دار «Sulfur Editions» الدولية التي تمتلك فريقاً من المترجمين والمحررين الأجانب، ولا سيما الأميركيين. والجميل أن كثيراً من هؤلاء هم بالأساس روائيون وأدباء قبل أن يعملوا بصناعة النشر. وقريباً جداً، سوف تُطرح الرواية ورقياً في 120 دولة حول العالم، كما ستكون متوفرة في أكبر متاجر البيع الإلكتروني العالمية.
الترجمة الناجحة ليس شرطاً أن تحمل توقيع أجنبي «خواجة»، فهناك على الساحة من النخبة الثقافية العربية من يتقن لغة الآخر بكفاءة لا تقل عن الآخر نفسه، وبالتالي حين يتصدى للترجمة يملك ميزة تفضيلية، تتمثل في قدرته على فهم ثقافة ولغة النص الأصلي أفضل من الأجنبي. وهذا ما ينطبق على سبيل المثال على «حانة الست» التي تصدّت لترجمتها د. سلوى جودة، وهى ترجمة أشاد بها فريق محرري الناشر الأجانب.
ويظل الهوس بالعالمية بحاجة إلى مراجعة، فالأدب العربي الحالي تجاوز تلك العالمية وأصبح متفوقاً في كثير من نماذجه على نظيره في كثير من دول العالم، سواء «الطابع الإنساني» لموضوعاته أو أساليب الكتابة وتقنياتها المتطورة. أقول هذا من باب الإنصاف والموضوعية، وليس الانحياز، فأنا أتابع بشكل جيد أبرز ما يصدر روائياً في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. العالمية لم تعد حلماً.
> روايتك السابقة «حانة الست» أثارت كثيراً من الجدل، ويبدو أن «مهنة سرية» في طريقها لإثارة جدل جديد... كيف ترى هذا الجدل؟
- لا أتعمده إطلاقاً، لكن الناس عموماً، والقارئ بشكل خاص، يكرهون الحقيقة. لا يحبون من يهدد قناعاتهم، مهما كانت زائفة، أو من يخالف تصوراتهم الموروثة، مهما كانت وهمية. الجدل كان صاخباً وعنيفاً بسبب «حانة الست» التي تعرضت بسببها لموجة واسعة من الهجوم، بدعوى تشويه أم كلثوم كرمز، ما وصل للمطالبة بسحب الرواية من الأسواق، ورفع دعوى قضائية ضدي. والحقيقة أن كل ما فعلته هو أنني رسمت الوجه الإنساني الآخر المسكوت عنه لكوكب الشرق، معتمداً على ما قالته أم كلثوم نفسها كمرجع موثق. أردت أن تتراجع الأسطورة قليلاً لتتقدم الإنسانية.
الجدل حول «مهنة سرية» جاء مختلفاً، بسبب الطبيعة الصادمة للمهنة نفسها، لكن الجميل أن الجميع أكّد على رهافة وشاعرية التناول الذي عبّر عن التفاصيل الداخلية للمهنة بلغة ذات حساسية جمالية لافتة.
> هل تبدأ أعمالك بالبحث عن فكرة مثيرة كعادة الصحافة ثم تبدأ صياغتها سردياً؟
- الإثارة الصحافية لا محل لها من الإعراب في تجربتي الأدبية، فهي مؤقتة وتبحث عن ضجة بأي ثمن. الإثارة تصيب الأدب بالسطحية، لأنه يعمل وفق آليات معاكسة، فهو يبحث عن الخلود عبر كل ما هو عميق وإنساني. لكن هذا لا يمنع أنني أفضّل، قدر المستطاع، أن يكون موضوع كل رواية جديدة أشتغل عليها مختلفاً وجديداً. أفضّل الذهاب إلى أرض عذراء غير مطروقة لأزرع فيها شجرتي، وأضع فيها بذرة مغامرتي الفنية.
الأهم، بالطبع، من اختيار موضوع جديد أو مدهش، هو كيف ستعبر عنه، كيف ستتناوله. سؤال الأدب وتحديده دائماً هو «كيف» وليس «ماذا». طموحي أن أقدّم موضوعاً مختلفاً مع معالجة مدهشة بنفس الوقت.
> كيف ترى مشروعك الروائي وتناميه وتطوره مؤخراً، خاصة مع تزايد أعمالك في الفترة الأخيرة، مقارنة بالبدايات؟
- منذ 2005 حتى 2019 لم تصدر لي سوى روايتين، هما «الفضيحة الإيطالية» و«أشباح بروكسل»، لكن يبدو أنني تخليت عن «كسلي التاريخي» في الآونة الأخيرة، فصدرت لي 5 أعمال في 6 سنوات. البعض يرى أن في الأعمال الخمسة «غزارة إنتاجية»، لكني أراه معدلاً طبيعياً للغاية لكاتب يأخذ الإبداع على محمل الجدّ ويكتب بشكل يومي، خاصة أن رواياتي قصيرة، وأحياناً قصيرة جداً، ولا تنتمي أبداً إلى عالم المطولات.
ملامح التغيير في مشروعي الأدبي عديدة، أهمها برأيي أن عملية الكتابة نفسها صارت أكثر احترافية وانتظاماً وتأتي في صدارة اهتماماتي، وليس على هامش الحياة، أو تلعب في الوقت الضائع، كما كان يحدث في مرحلة سابقة من حياتي. هذا العام، قررت أن آخذ استراحة محارب، ولن يصدر لي عمل جديد، إلا في معرض القاهرة للكتاب 2027.
> لماذا تبدو أحياناً في تصريحاتك كما لو كنت تشعر بغصّة ما، وكأن مشروعك الروائي لم ينل ما يستحق من تقدير؟
- على العكس تماماً، أنا آخر من قد يشكو «مظلومية» أو يدعي أنه لم يحصل على تقدير كافٍ، مصرياً وعربياً. نال مشروعي الروائي إشادات واسعة واحتفاء لافتاً، أكاديمياً ونقدياً وإعلامياً، وأصبحت رواياتي مادة لأطروحات عديدة في الماجستير والدكتوراه، وهناك اهتمام متزايد بها من المترجمين إلى لغات مختلفة.
شعوري بالأسف المرير، وليس الغصة، يتعلق بجماعات المصالح التي باتت تتحكم بمفاصل الحياة الثقافية وتسيطر على الجوائز الأدبية، وترفع أسماء وتُخفض أخرى، بلا أي سبب موضوعي.
> بدأت حياتك بالحصول على جائزة صحيفة «أخبار الأدب» المصرية في التسعينات... فكيف ترى غياب الجوائز عنك، رغم الانفجار الذي تشهده على الساحة؟
كنت أصغر المتسابقين سناً في جائزة «أخبار الأدب» الأولى للقصة القصيرة، التي أجريت في صيف عام 1994، وحضر نجيب محفوظ الحفل، وخرجت الصحيفة بمانشيت تاريخي يقول «عشرون كاتباً هديتنا إلى مصر». كان من بين الفائزين أسماء صنعت تجربتها بقوة فيما بعد.
لا أعرف لماذا لم أحصل على جوائز فيما بعد، إما لأنني لا أشارك أصلاً أو ربما لأنني لست مقرباً على المستوى الشخصي من لجان التحكيم ودوائرها وحساباتها المعقدة.
ورغم ذلك، انفجار الجوائز أحدث حراكاً وحيوية وحماساً لا يمكن إغفاله. المشكلة فقط أن كثيرين أصبحوا يكتبون وفق «وصفة واحدة» وينتجون نصوصاً مهادنة، أليفة، تشبه مدونات التنمية البشرية، و«استخرج الدروس المستفادة من النصّ أعلاه». وهكذا أصبحنا أمام كم مرعب من روايات نمطية، مكررة، تشبه حساء بارداً بلا مذاق أو حليباً فاسداً.
> أخيراً، كيف أفاد عملك الصحافي لغة الروائي بداخلك واختياره لأفكار رواياته؟- لم يفدني عملي الصحافي على مستوى اللغة الأدبية، فهو يروم لغة مباشرة، واضحة، صريحة، فيما أحبّ أنا لغة السرد التي تفوح برائحة الشعر وتكتحل بالمجاز. الصحافة بشكل عام جارت على يومي ووقتي في فترات سابقة، ولم أضعها في حجمها الطبيعي إلا قبل سنوات قليلة، حين أصبحت الكتابة الإبداعية المنتظمة تتصدر أولوياتي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في حضرة الأناقة الواعية... قمة أميُوزد للموضة المستدامة بالتعاون مع "هي"
في حضرة الأناقة الواعية... قمة أميُوزد للموضة المستدامة بالتعاون مع "هي"

مجلة هي

timeمنذ 35 دقائق

  • مجلة هي

في حضرة الأناقة الواعية... قمة أميُوزد للموضة المستدامة بالتعاون مع "هي"

في عام 2025 لم تعد الاستدامة خيارا إضافيا أو شعارا نلوّح به عند الحاجة أو مجرد فكرة، بل أصبحت لغة جديدة نفهم بها علاقتنا مع الأرض، ومعيارا أساسيا. أثناء هذا التحول، تكاتفنا مع رائدة الأعمال سارة تيمور باناجة ومجتمع الموضة الذي ساهمت في تشكيله مع أميُوزد في قمة أميُوزد للموضة المستدامة، بالتعاون مع مجلة "هي"، لنشكل حراكا فكريا مؤثرا وفعالا يناقش قضايا الموضة والاستدامة، ونتساءل: ما الذي يجعلنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتمسك بموضة أكثر وعيا ومسؤولية؟ لم يعد الحديث عن الأزياء المستدامة ترفا فكريا أو محاولة لإثبات الوعي، بل أصبح التزاما حقيقيا ينبع من إحساس أعمق بالمسؤولية تجاه الأرض التي نعيش عليها. في "هي" نؤمن بأن القصص قادرة على إحداث فرق. نؤمن بأن مسؤوليـــــتنا لا تقتـصر على استهلاك هذا الكوكب، بل تمتد إلى رعايته، وصون إرثه للأجيال المقبلة. من هنا، وانطلاقا من هذا الإيمان، جاءت مبادرتنا هذه لحظة صادقة، شهادة تنبض بأننا كنا هنا، وأننا اخترنا أن نحمي هذا الكوكب بأفعالنا لا بأقوالنا فقط. خلال قمة أميُوزد للموضة المستدامة، بالتعاون مع مجلة "هي"، تحول هذا الإيمان إلى مشهد حي، حيث تتقاطع القصص الشخصية والحوارات العفوية مع الشغف الصادق بالأرض والإنسان. لم نسأل: "لماذا الاستدامة؟" بل تساءلنا: "كيف عشنا من دونها؟ روينا هذه اللحظات، تماما كما عشناها: حقيقية، ومليئة بالشغف، ومزروعة بإيـــمــــان عميــــــق بأن الاســـــتدامــــــة لم تعد قصة نرويها بل أسلوب حياة نعيشه.. أناقة واعية، وموضة مستدامة. وفي امتداد لهذا الفكر المسؤول، نتوقف بالتعاون مع سارة تيمور باناجة مؤسسة منصة أميُوزد وعدد من صديقات المنصة، ومنهن: ود المدني، وآية يماني، وشادية طرابيشي، ونهى باناجة اللواتي جمعهن شغف الأناقة الواعية. نخوض رحلة استكشاف عميقة بين طيات قماش قديم ونبض فكرة متجددة، نستكشف كيف باتت القطع الخالدة، اليوم أكثر من خيار جمالي؛ بل إعـــــلانا صــــريـــــحــــــا عن ولاء لقيم الاستدامة، ورسالة أن ما يُصنع بإتقان يبقى خالدا، مهما تبدلت الأزمنة. سارة تيمور وود المدني… الإبداع خلف "أميُوزد" في كل رحلة تغيير حقيقي لحظة تولد فيها فكرة قادرة على إعادة تشكيل واقع كامل. ولدت "أميُوزد" عام 2020، وهي منصة محلية بطموح عالمي، تقدم مفهوم الموضة الفاخرة بطريقة أكثر مسؤولية، وسرعان ما لفتت المنصة الأنظار، فاختيرت ضمن برنامج Sanabil 500 الاستثماري، كما نالت مؤخرا جائزة Kering Generation Award تقديرا لدورها الريادي في تعزيز مفهوم الموضة المستدامة بالمملكة. توضح سارة تيمور مؤسسة العلامة رؤيتها قائلة: "قطاع الموضة من أكثر القطاعات تأثيرا في البيئة، ولا بد أن نبدأ ببنائه بشكل صحيح. السعودية لديها فرصة فريدة لتكون من أوائل الدول التي تضع الاستدامة كجزء أساسي من صناعة الأزياء". وتضيف: "دائما ما يكون إصلاح المشكلات لاحقا أصعب بكثير، بينما نحن هنا نركز على الوقاية منذ البداية. وقد نكون من أوائل الدول في العالم التي تعتمد هذه الاستراتيجية منذ التأسيس، وأنا فخورة ومتحمسة جدا لكوني جزءا من هذه المرحلة المهمة". ومع انطلاق قمة "أميُوزد" ومجلة "هي" للموضة المستدامة، تؤكد كل من سارة وود المدني بصفتهما جزءا من فريق "أميُوزد" لـ"هي" أن القمة مثلت فرصة استثنائية لترسيخ الاستدامة كخيار طبيعي ضمن صناعة الموضة، بعيدا عن الصورة النمطية التي تصوّرها على أنها عبء إضافي. تقول: "القمة فتحت بابا حقيقيا للحوار مع صنّاع التغيير الذين يطبقون الاستدامة عمليا. من خلال هذه النقاشات نعيد تقديم الاستدامة عبر مسار بسيط يبدأ بالحوار، ويتطور إلى أسلوب حياة". وباعتبارها صوتا شبابيا داخل القمة، تؤمن المدني بأن الإلهام يبدأ بالصدق، ومشاركة التجربة مع الآخرين، بعيدا عن التنظير. وتوضح: "في عالم تتغير فيه الاتجاهات بوتيرة متسارعة، تبرز الموضة الواعية كخيار قد يبدو أصعب، لكنه بالتأكيد الخيار الأصح، سواء لأنفسنا أو لكوكبنا". ولأن الموضة لم تعد مجرد ذوق فردي، بل تُعدّ موقفا واعيا، تؤمن سارة بأن ارتداء قطعة عتيقة اليوم بات أكثر من مجرد تعبير عن أناقة: "إنه إعلان عن الانتماء لمجتمع جديد، مجتمع يختار الرفاهية الواعية والشجاعة في إعادة تعريف مفاهيم الجمال". تحمل ود ذكريات عزيزة لقطعة فينتج خاصة، حقيبة فندي ذهبية ورثتها عن جدتها، والتي كانت تشع بالأناقة والفرادة في كل مرة تحملها جدتها. وتضيف لـ"هي": "مشاركة هذه القطعة اليوم تشعرني بأنني أحمل جزءا من روحها وأناقتنا العائلية". صديقات "أميوزد".. آية يماني داعمة المواهب في مسيرتها المهنية والحياتية، اختارت آية يماني أن تسلك طريقا مختلفا، طريق يجمع بين الدقة العلمية والجمال الخالد. تشغل آية اليوم منصب مديرة المبادرات والشراكات والاتصالات المؤسسية في "مجموعة شلهوب" بالسعودية، حيث تقود جهود تعزيز الاستدامة وتمكين المرأة، مستندة إلى خلفية أكاديمية متينة في الهندسة الميكانيكية. توضح آية لـ"هي" أن بدايتها في عالم الهندسة صقلت لديها تقديرا عميقا للبنية الصلبة والتفاصيل المتقنة، وهي قيم لم تغب أبدا حين انتقلت إلى عالم الموضة والرفاهية. فكما تُبنى الجسور بخطط دقيقة وتصاميم مدروسة، ترى آية أن بناء خزانة شخصية متوازنة يتطلب الروح ذاتها من الدقة، والاستدامة. تؤمن آية بأن الرفاهية الحقيقية لا تُقاس بعدد القطع، بل بجودتها وقدرتها على الاستمرار. وتقول لـ"هي": "أختار كل قطعة بعناية، أبحث عن تلك التي تروي قصة، وتحمل حرفية تجعلها تتجاوز الصيحات العابرة. الاستدامة بالنسبة لي تبدأ من احترام القطعة وإطالة عمرها". هذه النظرة المتعمقة قادتها إلى عشق القطع التي ترى فيها ترجمة فعلية لقيمها: قطع صُممت لتعيش، تحكي قصص الماضي، وتلهم المستقبل. فبين خيوط الأقمشة الفاخرة والتفاصيل المصنوعة بعناية، تجد آية صدى للهندسة التي درستها يوما: دقة، وابتكار، وبنية صامدة. وتشارك آية مع "هي" لحظة خاصة كان للقطع الخالدة فيها أثر في حضورها المهني، وكانت في إحدى رحلاتها، عندما عثرت على سترة فينتج أنيقة من توقيع "إيف سان لوران". وبمجرد أن ارتدتها، شعرت بقوة استثنائية؛ قطعة تحمل بين خياطتها تاريخا من الأناقة والفن. تقول: "كانت أشبه بدرع صامتة. ارتديتها خلال اجتماعات عمل مهمة، ومنحتني طبقة إضافية من الثقة والقوة". في فلسفتها، لا تتوقف الاستدامة عند حدود البيئة، بل تمتد لتشمل الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء، كيف نحترم ما نملك، ونختار بوعي، ونمنح القطع حياة أطول وأكثر قيمة. وما بين الهندسة والقطع والاستدامة، ترسم آية يماني نموذجا حقيقيا للمرأة العصرية التي تمزج بين الذكاء العملي، والذوق الرفيع، والالتزام بمستقبل أكثر وعيا وأناقة. صديقات "أميوزد".. رحلة شادية طرابيشي بين العائلة والأناقة المستدامة حين نتحدث عن القصص التي تُلهم، تحضر شادية طرابيشي ضمن تلك الأسماء التي جسدت المعنى الحقيقي للصدق في كل تفاصيل حياتها. توضح لـ"هي" أن رحلتها مع الأضواء لم تكن مخططا لها، بل جاءت امتدادا طبيعيا لحياة عائلية كرست فيها نفسها أما قبل كل شيء، فتزرع القيم في أبنائها وتشارك في بناء مشروع Pulse Studios، المفهوم الصحي العائلي الذي كان له أثر كبير في حياة كثيرين. بالتوازي مع اهتمامها بالعائلة، وجدت شادية نفسها تنسج عالما آخر من الجمال الشخصي، عبر تصميم ملابس الصلاة لعائلتها، مساحة حميمة جمعت بين الحرفة والحب، وربطتها بجمهور أوسع قدّر هذا الاهتمام بالتفاصيل التي تجمع بين الخصوصية والذوق الرفيع. ومع نمو حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي، بقي شغفها بالموضة الفاخرة جزءا لا يتجزأ من هُويتها. ولكن بالنسبة لشادية، الموضة ليست فقط أناقة خارجية: "الموضة هي رسالة أعمق تدور حول التقدير الحقيقي للجودة، والوعي بقيمة القطعة التي تستحق أن تُحفظ وتُمرر عبر الأجيال". توضح شادية لـ"هي" أن علاقتها بالقطع الخالدة تتجاوز الإعجاب بالشكل أو الاسم، بل ترتبط بقيم الاستدامة التي باتت اليوم محورا أساسيا في حياتها. "في كل قطعة فاخرة أختارها، أجد استمرارية لجودة حقيقية، وحفاظا على إرث حرفي لا يتكرر بسهولة. إنها طريقة واعية للعيش بأناقة ومسؤولية في آن واحد". عندما تتحدث عن أقرب القطع إلى قلبها، تعود بذاكرتها إلى ساعة رولكس قدّمها لها زوجها في عام 1973، قطعة تحمل معنى شخصيا عميقا، يتجاوز الزمن والموضة. وترى شادية أن اهتمامها بالقطع الخالدة متجذر في نشأتها، حيث كانت الكثير من فساتينها تُفصّل خصيصا بمشاركة والدتها، وهو ما جعل الموضة بالنسبة لها امتدادا للعائلة والتقاليد، وليست مجرد تبعية لصيحات متغيرة. وتختم شادية حديثها مع "هي" مؤكدة أن أسلوبها، الذي يمزج بين الأناقة والصدق، يعكس قناعة راسخة بأن لكل قطعة قصة، وأن الموضة الحقيقية، مثل العائلة والقيم، لا تفقد بريقها مع مرور الزمن، بل تزداد عمقا وبهاء. صديقات "أميوزد".. أناقة نهى باناجة الفريدة تحكي قصص الحياة في عالم يطغى عليه التغيير السريع، تمثل نهى باناجة نموذجا للثبات على القيم الأصيلة، قيم الاستقلال، والإبداع، والإيمان العميق بأن الجمال الحقيقي ينبع من البساطة والصدق. توضح لـ"هي" أن رحلتها كانت دائما رحلة عائلة أولا؛ أما مخلصة لخمسة أبناء، كرست حياتها لغرس قيم التعليم والاعتماد على النفس، ومساندة ابنها الأكبر راكان المصاب بمتلازمة داون حتى أصبح قصة نجاح ملهمة في محيطه وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. بعيدا عن دورها العائلي، نقلت نهى شغفها بالتصميم إلى مشروع حقيقي حين أسست علامة محلية مزجت بين اقتناء القطع النادرة والكنوز العالمية بروح فنية راقية. في حديثها مع "هي"، تشدد نهى على أن حبها للأقمشة الطبيعية مثل الكتان والقطن لم يكن خيارا عابرا، بل أسلوب حياة متجذرا في إيمانها بالراحة، البساطة، واحترام الطبيعة. "أبحث دائما عن قطع تمثل شخصيتي وقيمي، بطريقة خفيفة ومريحة. الأقمشة الطبيعية تحمل في نسيجها حياة وروحا لا تشبه أي شيء آخر". ولا يقتصر شغفها بالتصميم على الأزياء فقط، بل يمتد إلى أسلوب حياتها اليومي وتنسيق منزلها. ترى نهى أن كل قطعة، سواء كانت في خزانتها أو في بيتها، يجب أن تحكي قصة، وأن تكون شاهدة على حضارات وثقافات عاشت قبلنا، ولا تزال حاضرة في تفاصيل حياتنا توضح: "الأناقة بالنسبة لي انسجام بين الجسد والروح، والبيت امتداد لهذه الفلسفة. كل ركن فيه يجب أن يعكس هوية صاحبه دون الحاجة للكلمات". وترى نهى أن القطع الفينتج ليست مجرد ترف بصري، بل أداة حية لنقل القيم والقصص للأجيال القادمة. تؤمن بأن تعليم الشباب حب الفينتج يعني فتح أبواب الفضول أمامهم، وتشجيعهم على استكشاف التراث وفهم التنوع الثقافي، وهو ما يعزز فيهم حس الإنسانية والوعي العميق.

نهى صالح تحتفل بزفافها في حفل عائلي خاص
نهى صالح تحتفل بزفافها في حفل عائلي خاص

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

نهى صالح تحتفل بزفافها في حفل عائلي خاص

احتفلت الفنانة نهى صالح ليلة أمس بزفافها على أحد رجال الأعمال في حفل عائلي خاص حضره عدد من أقارب العروسين وأصدقائهما. نهى صالح تحتفل بزفافها ظهرت نهى في الحفل وهي ترتدي فستان زفاف أنيق من تصميم منى جودة، واستكملت إطلالتها بمجوهرات فخمة ومميزة تناسبت مع أجواء الزفاف. وقد هنأ عدد كبير من رواد السوشيال ميديا نهى بزواجها وتمنوا لها حياة سعيدة برفقة زوجها، وتساءل البعض عن سبب إخفائها لهوية العريس وحرصها على عدم ظهوره في الإعلام والسوشيال ميديا طوال فترة ارتباطهم. شهادة معاملة أطفال أحدث أعمالها يُشار إلى أن نهى صالح شاركت خلال الموسم الرمضاني الماضي من خلال مسلسل "شهادة معاملة أطفال"، وهو من بطولة محمد هنيدي ، نهى عابدين، صبري فواز، سما إبراهيم، وليد فواز، محمود حافظ، خالد أنور، جيهان خليل، نهى صالح ، إلهام وجدى، تامر فرج، ألحان المهدى، هناء الشوربجي، أحمد ثابت، كريم العمري، وعدد آخر من الفنانين، من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج سامح عبد العزيز وإنتاج شركة united studios. View this post on Instagram A post shared by United Studios (@unitedstudiosegy) تدور أحداث مسلسل "شهادة معاملة أطفال" حول المحامي اللامع عبدالستار الكف الذي يتعرض لحادث سيارة مأساوي، ويدخل على إثره في غيبوبة تستمر لمدة 20 عامًا، وعندما يفيق من غيبوبته يجد نفسه أمام أشياء ومفاهيم غريبة لم يشهدها من قبل، ويتوجب عليه مواكبة العصر والتطورات التي حدثت، لكنه يجد صعوبة في ذلك ليواجه العديد من المفارقات والمواقف الكوميدية. وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي» ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»

فعاليات مهرجان ربيع طريف للترفيه والتسوق تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار
فعاليات مهرجان ربيع طريف للترفيه والتسوق تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

فعاليات مهرجان ربيع طريف للترفيه والتسوق تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار

شهد مهرجان ربيع طريف للتسوق والترفيه، الذي انطلقت فعالياته في حديقة الورود بالمحافظة، إقبالاً كبيراً ومتزايداً من الزوار، وسط أجواء تجمع الباحثين عن التسوق والترفيه. وشاركت في المهرجان أكثر من 20 أسرة منتجة وحرفية، قدّمت العديد من المأكولات الشعبية والحرف والمشغولات اليدوية المختلفة، ويتضمن مجموعة من الفعاليات والبرامج الاجتماعية والثقافية المتنوعة والأركان المختلفة. أبرز فعاليات مهرجان ربيع طريف وتشمل الفعاليات والأنشطة التي يقدمها المهرجان: المسرح المفتوح و والعروض المتنوعة. حديقة الحيوانات. الألعاب الترفيهية. ألعاب خاصة بالأطفال، والدبابات، والملاهي الكهربائية. خيمة التسوق، وعربات الطعام. منطقة للجلوس، وكافيهات متعددة. مسابقات متنوعة، إلى جانب وجود المرافق الخدمية والمهنية. وتستمر فعاليات مهرجان ربيع طريف على مدى شهرين، ويفتح أبوابه للزوار طوال الأيام الأسبوع. أهداف المهرجان تنشيط الحركة السياحية بالمحافظة. دعم الأسر المنتجة لما لها من دور فاعل في تعزيز المنتجات الوطنية. الحفاظ على الموروث الغذائي الشعبي للمنطقة. كما يعد مهرجان ربيع طريف مناسبة للتعرّف على أصناف الأطعمة التي تمتاز بها المحافظة، حيث يزداد الإقبال على أركان المأكولات الشعبية في الفترة التي تستريح فيها العائلات لقضاء باقي أمسيتهم في هذا المهرجان المتنوع الفعاليات و الأنشطة الترفيهية والثقافية' إذ يعد مكانًا للترفيه ولقضاء وقت الفراغ فيه بعد انقضاء الفعاليات. ويعتبر المهرجان أيضًا إحدى القنوات التسويقية للأسر المنتجة التي توفر دخلًا وعائدًا اقتصاديًا يسهم في إعالتهم، إذ يتيح لهذه الفئة من المجتمع عرض منتجاتهم للزوار، حيث تشارك تلك الأسر بمشغولاتهم اليدوية التي تنوعت ما بين الأكلات الشعبية، والمفروشات، والملابس، والعديد من السلع والمنتجات التي تهم الأسرة. محافظة طريف في سطور محافظة طريف، هي إحدى محافظات منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، وتقع غرب منطقة الحدود الشمالية، على بعد نحو 249 كم غرب مدينة عرعر عند الحدود السعودية الأردنية التي تحدها من الجهة الشمالية، فيما تحدها غربًا وجنوبًا منطقة الجوف، وشرقًا مدينة عرعر. ويوجد بها كثير من الأودية الجافه مثل وادي طريف، وادي الخور، وادي المرا، ناهيك عن وقوع منطقة حرة الحرة الجبلية الصخريه جنوبها بمسافه قدرها 30 كم. وقد اكتُشف في باطنها الغاز الطبيعي، وكذلك معدن الفوسفات، حيث يوجد في منطقة أم وعال 15 كم شمال شرق المدينة، وأيضاً في منطقة حزم الجلاميد 125 شرقاً حيث تم إنشاء خط سكة حديد 130 كم شرقاً من أجل نقله لمنطقة التعدين في رأس الخير بالمنطقة الشرقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store