logo
#

أحدث الأخبار مع #الرواية

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»
سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

يرصد الشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين في كتابه «أسئلة الرواية السعودية» تحولات المشهد الروائي السعودي، والتغيرات التي طرأت عليه وشكلت ملامحه وعوالمه الخاصة، أيضاً العثرات التي واجهته، وتغلب عليها بقوة التخييل والرغبة الصادقة في كتابة مغايرة. الكتاب صدر أخيراً عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، وهو الثاني عشر له في حقل النقد الروائي، يشتمل على مقدّمة طويلة وقراءة في 32 رواية سعودية، تتنوع مشاربها وهمومها فنياً، وتنتمي إلى المرحلة الرابعة في تاريخ الرواية السعودية، وهي مرحلة التحوّلات الكبرى، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يخوض فيها الروائيون في المسكوت عنه، ويحفرون في الممنوع الشائك، مستفيدين من الهوامش التي أتاحتها التحوّلات المذكورة، كما أنهم ينتمون إلى أجيال عدّة. على أنّ الأسئلة التي تطرحها الروايات المختلفة هي أسئلة الواقع السعودي، واستطراداً العربي، في هذه اللحظة التاريخية، وتتراوح بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني، كما تسائل الواقع المتحوّل من دون أن تتمرّد عليه، فالغاية الإصلاح والتطوير وليست الهدم والتثوير. ولعلّ هذه الأسئلة وطرائق طرحها هي ما يمنح الرواية السعودية موقعها اللائق والمتقدّم حالياً على خريطة الرواية العربية، إلى جانب أخواتها العربيات، فتتصادق معها وتتناغم وتتكامل في إطار المشهد الروائي العربي العام، من دون أن تفقد أيٌّ منها خصوصية المكان/ الفضاء الذي ينتظم وينمو بشكل متجدد في علاقة تنوّع ضمن وحدة الأمّة العربية. وهذا ما يجعل قراءة الرواية السعودية من الأهمّية بمكان، في لحظة تاريخية فارقة، مفتوحة على كثير من التحوّلات. تتوزّع الأسئلة المطروحة في الكتاب، استناداً إلى الروايات المقروءة، على: التحوّلات الكبرى، الفرد في مجتمع مديني، المرأة، الحب، الحرية، السلطة، الإرادة، القدر، الدين، الموت، المكان الواقعي، العالم الافتراضي، وغيرها. على أنّ طريقة الطرح تختلف من رواية إلى أخرى، تبعاً لاختلاف الطارح وزاوية الطرح نفسها بحسب رؤية وبوصلة الكتابة. هذه الأسئلة ليست وقفاً على الرواية السعودية، بل هي أسئلة الرواية العربية بشكلٍ عام، ذلك لأنّ الواقع العربي هو نفسه، إلى حدٍّ كبير، في مختلف الدول العربية. وإذا كان ثمّة اختلاف في الواقع، بين دولة وأخرى، فهو في الدرجة وليس في النوع. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أنّ بدرية البشر تطرح سؤال العقل الذكوري في مجتمع محافظ، وزينب حفني تطرح سؤال المرأة في مجتمع ذكوري، وسلام عبد العزيز تطرح سؤال القبيلة، وتركي الحمد يطرح سؤال النفط، وغازي القصيبي يطرح سؤال الحرية، ومحمد حسن علوان يطرح سؤال الأمومة، ومها محمد الفيصل تطرح سؤال الإرادة، ومقبول العلوي يطرح سؤال التسامح، وهاني نقشبندي يطرح سؤال الدين، ويحيى أمقاسم يطرح سؤال العشيرة، ويوسف المحيميد يطرح سؤال الاغتراب، على سبيل المثال لا الحصر. هذه الأسئلة يستخرجها زين الدين من الروايات المدروسة، ولا يقوم بإسقاطها عليها. فهو ينطلق من النصّ راصداً مقولته، ولا يُقوِّله ما لا يقول أو يُحمِّله ما لا يحتمل. وبهذا المعنى، تغدو الروايات مجموعة من الوثائق الأدبية التي يمكن استثمارها في إضاءة الواقع الذي تصدر عنه والعالم المرجعي الذي تحيل إليه. وبذلك، تقترن متعة السرد بفائدة المعرفة. وتكون الرواية نتيجة للتحوّلات المرصودة وسبباً في حصولها، في الوقت نفسه، مما يجعل «أسئلة الرواية السعودية» جديرة بالطرح، والأجوبة عنها تستحقّ التفكير.

اقتباسات دوستويفسكي الحكيمة تعرفك معنى الحياة..!
اقتباسات دوستويفسكي الحكيمة تعرفك معنى الحياة..!

مجلة سيدتي

timeمنذ 19 ساعات

  • ترفيه
  • مجلة سيدتي

اقتباسات دوستويفسكي الحكيمة تعرفك معنى الحياة..!

على الرغم من مرور ما يُقارب القرن ونصف القرن على وفاته، لا يزال فيودور دوستويفسكي (1821 –1881) أحد أكثر الروائيين الروس قراءةً وتقديراً على مر العصور. فقد رسخت رواياته الشهيرة، من "الإخوة كارامازوف" 1880، إلى "الجريمة والعقاب" 1866، وحتى "مذكرات من تحت الأرض" 1864، و"الإنسان الصرصار" 1864 مكانةً فريدةً في سماء مدرسة الواقعية النفسية والفلسفة الاجتماعية والوجودية، حيث تحوي رواياته فهماً عميقاً للنفس البشرية وتحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدنيوية، وعلى الرغم من إضفاء لمسة من الأدب العظيم بصياغاته العميقة وسياقاته الفنية المحكمة على هذه الأعمال المذهلة، إلا أننا أحياناً ما ننسى أن هذه الكتب والمؤلفات كانت غالباً ما تتسم بالغرابة، والفكاهة السوداء، والبهجة الغريبة - وهو ما يُناسب، ربما، حياة الكاتب التي ألّفها وشخصيته الفريدة وأفكاره العميقة الحكيمة، بالسياق التالي "سيدتي" جمعت لك (من موقع عدداً من أهم اقتباسات فيودور دوستويفسكي؛ لتتعرفي أكثر إلى هذا الأديب العظيم ووجهة نظره بالحياة، وما أثّر في فكره وأدبه الذي جعله أحد أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. (يُعتَبر فيودور دوستويفسكي اليوم من أعظم الأدباء الروس وأهمهم في العالم، وقد كتب العديد من القصص القصيرة، والمقالات والروايات الطويلة. تضمّنت أعماله 15 رواية طويلة، و17 قصّة قصيرة، و5 ترجمات، والكثير من المقالات والرسائل. لعلّ أبرز ما كتب دوستويفسكي هي روايات: المساكين، والإنسان الصرصار، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين، والإخوة كارامازوف. على أن الكثير من رواياتِه صدرت مُقسّمة لأجزاء نُشِرت في الصحف والمجلّات الأدبية الروسية والعالمية) اقتباسات دوستويفسكي قصيرة ولكن عميقة وحكيمة سيُخلّص العالم ب الجمال. منْ يضحك جيداً، فهو رجل صالح. قد تكون صادقاً ومع ذلك تكون غبياً. الإفراط في الوعي مرض، مرض حقيقي، مرضٌ مُعمّق. يُغرم الإنسان أحياناً بالمعاناة حباً شديداً وشغفاً. أن تُحب شخصاً يعني أن تراه كما أراده الله. لقد حلّت على العالم الكثير من التعاسة بسبب الحيرة والأمور التي لم تُقل. سواءً أكان ذلك صحيحاً أم خاطئاً، من الممتع جداً كسر شيء ما بين الحين والآخر. لا شيء في هذا العالم أصعب من قول الحقيقة، ولا شيء أسهل من الإطراء. لن تخذلني، أليس كذلك؟ فدقيقتان فقط أسعدتني للأبد. وبددت كل شكوكي. لحظة من النعيم و السعادة التي منحتها لقلبٍ وحيدٍ ممتن. ألا تكفي هذه لحياةٍ كاملة؟ إن اتخاذ خطوةٍ جديدة، ونطق كلمةٍ جديدة، هو أكثر ما يخشاه الناس. يحب الإنسان فقط أن يحصي متاعبه؛ لا أن يحسب سعادته. فليذهب العالم إلى الجحيم، لكن عليّ دائماً أن أشرب الشاي. أنا أتكلم بالهراء، إذن أنا إنسان. تُشفى الروح بوجود الأطفال. ما هو الجحيم؟ هو المعاناة في العجز عن الحب. أن يخطئ المرء بطريقته الخاصة أفضل من أن ينجو بطريق غيره. كلما أظلم الليل، وأشرقت النجوم، وكلما كان الحزن أعمق، كان الله أقرب! يتطلب التصرف بذكاء ما هو أكثر من الذكاء. وإذا تابعتِ السياق التالي ستتعرفين إلى: اقتباسات من أشهر فناني عصر النهضة تعلمك كيف تكون بارعاً كيف نظر دوستويفسكي لمعنى الحياة؟ يبدو أن عمل الإنسان كله لا يتلخص إلا في إثبات ذاته في كل لحظة وإثبات أنه إنسان وليس مفتاح بيانو. إن لغز الوجود الإنساني لا يكمن في مجرد البقاء على قيد الحياة، بل في العثور على شيء نعيش من أجله. إذا رغبتَ في إلقاء نظرة خاطفة على روح إنسان والتعرف إليه، فلا تُرهق نفسك بتحليل طرق صمته، أو حديثه، أو بكائه، أو رؤية مدى تأثره بالأفكار النبيلة؛ ستحصل على نتائج أفضل إذا شاهدته يضحك فحسب. ليست العقول هي الأهم، بل ما يُرشدها - الشخصية، والقلب، والصفات الكريمة، و الأفكار التقدمية. أستطيع رؤية الشمس، ولكن حتى لو لم أستطع رؤيتها، فأنا أعلم أنها موجودة. وأن أعرف أن الشمس موجودة - فهذا هو معنى الحياة. الأمر المُريع هو أن الجمال غامض ومُرعب في آنٍ واحد. حيث تتقاتل المخلوقات وساحة المعركة هي قلب الإنسان. يقول العالم: "لديك احتياجات، فأشبعها. لك من الحق ما للأغنياء والأقوياء. لا تتردد في إشباعها؛ بل وسّعها واطلب المزيد. عقيدة العالم اليوم هي الحرية. أما النتيجة للأغنياء فهي العزلة والانتحار، وللفقراء الحسد والقتل. الإنسان لغز. يحتاج إلى كشف غموضه، وإذا قضيت حياتك كلها في كشف غموضه، فلا تقل إنك أضعت وقتاً. بل قل: أنا أدرس هذا اللغز لأني أريد أن أكون إنساناً. أنا حالم. أعرف القليل جداً عن الحياة الواقعية لدرجة أنني لا أستطيع منع نفسي من عيش لحظات كهذه في أحلامي، فهي لحظات نادرة جداً. سأحلم بك طوال الليل، طوال الأسبوع، طوال العام. فأنا أشعر أنني أعرفك جيداً لدرجة أنني لم أكن لأعرفك أفضل لو كنا أصدقاء لعشرين عاماً. عندما استيقظت، بدا لي أن نغمةً ما عرفتها منذ زمن، سمعتها في مكان ما من قبل لكني نسيتها، لحناً ذا حلاوة عظيمة، يعود إليّ الآن. بدا لي أنه كان يحاول الخروج من روحي طوال حياتي، وقد خرج الآن فقط. إذا وقعتَ في الحب، فلتكن سعيداً معها. وأنا لن أحتاج أن أتمنى لها شيئاً، لأنها ستكون سعيدة معك. فلتكن سماؤك صافية دائماً، ولتكن ابتسامتك الجميلة مشرقة وسعيدة دائماً، وسيكون حبكما مباركاً إلى الأبد يتحدث الناس أحياناً عن قسوة الإنسان "الوحشية" ويصفه بـ"الحيوان"، لكن هذا ظلمٌ فظيعٌ وإهانةٌ للحيوانات، فلا يمكن لأي حيوان أن يكون بقسوة الإنسان، بهذه البراعة، بهذه القسوة الفنية. إن التلفظ بالهراء هو الامتياز الوحيد الذي يتمتع به البشر على سائر الكائنات. فيه يتوصل المرء إلى الحقيقة! وقبل كل شيء، لا تكذب على نفسك. من يكذب على نفسه ويصغي إلى كذبته يصل إلى حد لا يستطيع فيه تمييز الحقيقة في داخله أو حوله، فيفقد بذلك كل احترام لنفسه وللآخرين. وبفقدانه الاحترام، يتوقف عن الحب. الألم و المعاناة حتميان دائماً للذكاء الكبير والقلب العميق. أعتقد أن الرجال العظماء حقاً يجب أن يحزنوا كثيراً على الأرض. سر الوجود الإنساني لا يكمن في مجرد البقاء على قيد الحياة، بل في إيجاد ما نعيش من أجله. أحب البشرية، لكنني أجد، لدهشتي، أنه كلما زاد حبي للبشرية جمعاء، قلّ حبي للإنسان خصوصاً.

نوال مصطفى: الرواية الإماراتية تكتب فصلاً إبداعياً عربياً جديداً
نوال مصطفى: الرواية الإماراتية تكتب فصلاً إبداعياً عربياً جديداً

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • البيان

نوال مصطفى: الرواية الإماراتية تكتب فصلاً إبداعياً عربياً جديداً

هذا ما تؤكد عليه الروائية المصرية نوال مصطفى، موضحة أن المشهد الأدبي في دولة الإمارات يشهد تحوّلاً واضحاً في الاهتمام بالأدب والكتابة، وكيف أن الرواية باتت تحتل موقع الصدارة كأبرز أشكال التعبير الأدبي في الوقت الراهن، مع استمرار حضور الشعر، لا سيما النبطي الذي لا يزال يحتفظ بخصوصيته الثقافية.

ضريح توماس سانكارا: استعادة الذاكرة الأفريقية وسط أطلال الخيانة والتبعية!إدريس أيات
ضريح توماس سانكارا: استعادة الذاكرة الأفريقية وسط أطلال الخيانة والتبعية!إدريس أيات

ساحة التحرير

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • ساحة التحرير

ضريح توماس سانكارا: استعادة الذاكرة الأفريقية وسط أطلال الخيانة والتبعية!إدريس أيات

ضريح توماس سانكارا: استعادة الذاكرة الأفريقية وسط أطلال الخيانة والتبعية! إدريس أيات في قلب واغادوغو، حيث كانت الدولة البوركينابية تُدار لعقود بعقلٍ مستعار وإرادةٍ خائفة، أزاحت حكومة الكابتن إبراهيم تراوري الستار عن ضريح توماس سانكارا. الرئيس الأسبق للبلاد والذي اغتيل قبل ما يقارب أربعين عامًا في انقلاب مدعوم فرنسيًا، ودفن في زاوية مُهمَلة بلا شاهد ولا سياق. وهكذا اليوم، يُستعاد رماده ببرجٍ من الطين الأفريقي، في لحظة تحمل في ظاهرها تكريمًا لبطل، وفي باطنها صراعًا مع التاريخ نفسه. وفي الافتتاحية كان واضحًا أن الضريح ليس معلمًا معماريًا يُضاف إلى جغرافيا المدينة، بل تدخلٌ مباشر في معركة الرواية. هو فعلٌ سياسي بامتياز، يُعيد توزيع رمزية القوة، ويحرّك المياه الراكدة في ذاكرة قارة بكاملها لم تتعافَ بعد من عطب الاستعمار، ولا من التبعية المعاصرة المقنّعة. حين تكون الذاكرة أداة مقاومة النظر في ضريح سانكارا – في تقديري- لا يمكن أن يكون معزولًا عن علم النفس السياسي. الشعوب التي قُتلت رموزها، أو شُوِّهت سيرتهم، هي شعوب مجروحة الهوية. والاستعمار الأوروبي، كما يشير فرانز فانون، لم يقتصر على نهب الموارد، بل عمِل أيضًا على إعادة تشكيل ذاكرة الشعوب المهزومة. حيث خضعت الذاكرة الجمعية حينها لعمليات تبييض ممنهج، فتحوّل المقاوم إلى فوضوي، والعميل إلى مؤسس للدولة الحديثة. وسانكارا – في هذا السياق – تجاوز مجرّد رئيس قُتل، ليتحول إلى رمزٍ لمشروع سياسي مختلف، يُجسّد فكرة السيادة، لا بوصفها خطابًا مجردًا، بل ممارسة اقتصادية واجتماعية وثقافية. ولهذا بالتحديد، لم يُقتل لأنه فشل، بل لأنه بدأ ينجح. وحين أُعيد رفاتُه اليوم إلى موضعٍ مركزي في المدينة، فإن العملية لا تتعلّق فقط بتكريمه، بل بتثبيت ذاكرته كـ'مُحرّض مستمر' على مساءلة ما جرى، وما لم يجرِ بعد. إذن ما فعله النظام البوركينابي الحالي بقيادة النقيب تراوري، في لحظة سياسية حسّاسة، هو قلبٌ لأدوار رمزية دامت لعقود. فحين يُزال اسم 'شارل ديغول' عن أحد شوارع العاصمة ليُستبدل بـ'جادة سانكارا'، فالمقصود ليس فقط استعادة اسم، بل إزاحة صورة ذهنية كاملة لعلاقة مختلّة بين المستعمِر والمستعمَر. ففي فرنسا مثلاً، يُقدّم شارل ديغول على أنه 'محرّر الأمة' وقائد الكرامة الفرنسية، لكن في أفريقيا، هو أحد رموز استدامة السيطرة ما بعد الاستعمار بل ومجرم حرب في دولة مثل الجزائر. والإشكال لا يكمن في وجود رموز فرنسية، بل في غياب ما يعادلها أفريقيًا. هنا تظهر المفارقة: الدول الأوروبية امتلكت رفاهية إعادة تدوير رموزها حتى غدت بعض التماثيل تُقرأ كأيقونات قومية، فيما بقيت أفريقيا تسكن هوامش التاريخ، إما برموز مجهولة، أو بوجوه رسمها الاستعمار لها. وهنا يأتي ضريح سانكارا ليرفض هذا التوازن المختل. فالعبرة ليست بتقليد الغرب في تقديس الرموز، بل بتحدي الوعي المزيف الذي يقيس البطولة على معيار الاعتراف الأوروبي. غياب الرموز القومية في أفريقيا جنوب الصحراء تحت وطأة الاستعمار: عانى كثير من دول أفريقيا جنوب الصحراء من ندرة الرموز القومية الجامعة نتيجة عقود من الاستعمار الأوروبي الذي سعى لطمس الرموز الثورية المحلية أو تهميشها. فقد اتبعت القوى الاستعمارية سياسة ممنهجة لنزع الشرعية عن أبطال المقاومة الأفارقة، إما عبر تصفيتهم جسديًا (كما حدث مع لومومبا في الكونغو وعبد القادر في الجزائر وغيرهما)، أو من خلال تشويه صورتهم ووضع أسماء المستعمرين ورموزهم محلهم في الفضاء العام. وورثت الدول الإفريقية المستقلة حديثًا هذه المشكلة: إذ أن الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار غالبًا ما جمعت جماعات إثنية وثقافية مختلفة تحت دولة واحدة دون سردية تاريخية موحّدة أو أبطال وطنيين مجمع عليهم. في ظل هذه الظروف، كان من السهل أن تستمر هيمنة الرموز الاستعمارية حتى بعد الاستقلال، سواء في أسماء المدن والشوارع والمؤسسات، أو حتى في المناهج التعليمية التي مجّدت تاريخ أوروبا على حساب تاريخ أفريقيا. على سبيل المثال، ظلت شوارع عديدة في عواصم أفريقيا تحمل أسماء قادة استعماريين (كشارل ديغول في واغادوغو وداكار، وليوبولد الثاني في كنشاسا سابقًا، إلخ) لعقود بعد الاستقلال. هذا الأمر يعني ضمنيًا أن الذاكرة الجمعية لتلك الشعوب بُنيت حول رواية يكتبها المنتصر الأبيض، فيما جرى تهميش رموز النضال المحلية. وكانت النتيجة فراغًا رمزيا أو ارتباكًا في الهوية الوطنية، ملأته أحيانًا شخصيات سلطوية بعد الاستقلال حاولت فرض نفسها كأبطال، لكنها غالبًا ما فشلت في الارتقاء لمكانة الرموز التاريخية الحقيقية. ولهذا نرى العديد من الدول الأفريقية لا تحتفي بقادة استقلالها بنفس القوة التي تحتفي فيها أمم أخرى برواد نهضتها، إما بسبب أن أولئك القادة تم اغتيالهم (كما في حالة سانكارا ولومومبا وسيلفانوس أوليمبيو في توغو وغيرهم)، أو بسبب انقلابهم إلى ديكتاتوريين شوهوا صورتهم (كما في حالة العديد من 'الأباء المؤسسين' الذين أساءوا استخدام السلطة بعد الاستقلال). وفي أفريقيا، حيث اعتمدت حركات المقاومة كثيرًا على الزعماء التقليديين أو القادة الروحيين المحليين، قام الاستعمار بتصفية هؤلاء أو استبدالهم بعملاء موالين له. ولهذا دخلت معظم الدول الإفريقية مرحلة الاستقلال وهي تفتقر إلى بانثيون (مجمع) من الرموز الوطنية المتوافق على قدسيتها شعبيا. حتى المناهج المدرسية التي وضعها الاستعمار لم تتحدث عن أبطال أفارقة إلا نادرًا، بل ركّزت على 'مزايا الاستعمار في تمدين أفريقيا'، في حين صوّرت المقاومين كخارجين عن القانون. هذا الإرث الثقيل جعل الأجيال اللاحقة لا تعرف الكثير عن رموزها التحررية، وفاقد الشيء لا يعطيه في مجال بناء الهوية الوطنية. لكن ابتداءً من مطلع الألفية الجديدة، ومع ظهور جيل جديد من الشباب الأفارقة الواعين بماضيهم، بدأت حركة مراجعة واسعة لإرث الاستعمار ورموزه. وشهدت مدن أفريقية عديدة حملات لإزالة أسماء المستعمرين واستبدالها بأسماء الأبطال المحليين. حصل ذلك في دكار -عاصمة السنغال- حين تمت إعادة تسمية شارع شارل ديغول باسم مناضل سنغالي، كما حدث الأمر ذاته في واغادوغو 2023 كما أسلفنا. هذه الجهود هي بمثابة محاولة متأخرة لسد النقص في الرموز القومية وإعادة الاعتبار للتاريخ الوطني. ومن شأن ضريح سانكارا في بوركينا فاسو أن يكون نموذجًا ملهمًا لدول أخرى في المنطقة لإحياء رموزها الثورية. فها هو شعب بوركينا، بعد سنوات من هيمنة رواية بليز كومباوري – الرجل الذي اغتال سانكارا لصالح فرنسا- رواية همّشت سانكارا وصادرت إرثه، يفرض تكريم بطله الوطني أخيرًا. وهذا التكريم الشعبي والرسمي قد يشجع شعوبًا أخرى على المطالبة بمواقع لذاكرة أبطالها المهملين وإعادة كتابة تاريخها بمنظورها الذاتي. الضريح كفعل تأسيسي… لا تخليد فقط ينجرف البعض إلى اعتبار ما حصل نوعًا من 'ردّ الاعتبار العاطفي'، أو حتى محاولة سياسية من تراوري لبناء شعبية ظرفية عبر تمجيد سلفه. غير أن هذا التوصيف يغفل جوهر المسألة: نحن أمام فعل تأسيسي يُقارب ما يسمّيه المفكر والمؤرخ الأمريكي-الإيرلندي وأحد منظري الدراسات القومية والهوية الوطنية، بندكت أندرسون 'إعادة تخييل الأمة'. بمعنى أن الضريح هنا ليس نهاية سردية، بل بدايتها. هو صياغة لنسخة بديلة من الهوية الوطنية، لا تُبنى على التعايش مع الخضوع، بل على افتكاك الرواية واستعادتها من غاصبيها. ولقد كانت الدولة البوركينابية – كحال كثير من الدول الإفريقية – أسيرة رواية رسمها الغير: كتبها المستعمر، وراجعها التابع، ودرّسها المتردد. اليوم، يأتي الضريح كمحاولة لاقتطاع سرديّ جديد، يربط الجيل الحالي بجذوره الثورية، لا بوثائق البيروقراطية الدولية. ومن هنا اعتبر هذا الحدث لحظة نموذجية يمكن أن تعيد تشكيل وعيٍ جماعي أوسع. وإذا كان لفرنسا شارل ديغول وإن كان مجرم حرب، ولأمريكا جورج واشنطن، وللصين ماو تسي دونغ، فأفريقيا بحاجة لأن تقول: لدينا أيضًا من لم يخضع، من لم يساوم، من لم يُفرّط في الكرامة باسم الواقعية السياسية. وفي الختام، غنّي عن الذكر هنا أن ما يُميّز هذا الحدث هو أنه تخطّى الحدود الوطنية لبوركينا فاسو. في حفل الافتتاح، حضرت وفود من دول مجاورة، وتم التصريح بأن سانكارا 'رمز أفريقي'، لا فقط بوركينابي. فأعادتْ هذه اللغة للأذهان مشروع القومية الأفريقية الذي روّج له الزعيم الغاني السابق، كوامي نكروما، سيلاسي، وعبد الناصر في الخمسينات، لكنه سرعان ما انكسر أمام صعود الأنظمة الوطنية القطرية. وهنا يتساءل البعض، هل نحن أمام عودة خجولة لذاك الحلم؟ أم أن سانكارا سيبقى رمزًا تتقاذفه الخطابات دون أن يتحوّل إلى مرجعية حقيقية لوحدة سياسية قارية؟ في رأيي لا يزال الجواب مفتوحًا، لكن الضريح ذاته يقدّم احتمالًا جادًا لتجذير نوعٍ من الهوية الأفريقية البديلة: ليست الهوية التي تُفرض من الاتحاد الأوروبي عبر برامج 'التنمية'، ولا التي تُهندس في مكاتب البنك الدولي، بل هوية تُكتب من تحت، من ذاكرة المقاومة، من مشروع سياسي لم يُستكمل بعد. وطبعًا، ليس المطلوب اليوم تمجيد سانكارا بوصفه شخصية بلا أخطاء. التفكير الرمزي السليم لا يقوم على تأليه الأفراد، بل على مساءلتهم، على تحويل تجاربهم إلى أدوات لفهم الذات الجماعية. في هذا الإطار، لا ينبغي أن يُقرأ الضريح كتثبيت لنموذج سلطوي جديد يتلبّس صورة سانكارا، بل كمحرّك لعقل نقدي يُطالب باستكمال الطريق، لا الاكتفاء بتكراره. ‎2025-‎05-‎23

الكاتبة الفلسطينية ياسمين زاهر تفوز بجائزة "ديلان توماس"
الكاتبة الفلسطينية ياسمين زاهر تفوز بجائزة "ديلان توماس"

الشرق السعودية

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

الكاتبة الفلسطينية ياسمين زاهر تفوز بجائزة "ديلان توماس"

منحت جامعة "سوانسي" في ويلز، الكاتبة الفلسطينية ياسمين زاهر، جائزة "ديلان توماس" الأدبية، عن روايتها الأولى "العملة" أو "The Coin"، الصادرة عن (منشورات كاتبولت 2024) تبلغ قيمة الجائزة 20 ألف جنيه إسترليني، وتُمنح سنوياً للكُتّاب الذين تتراوح أعمارهم بين 39 عاماً أو أقل، وتعدّ من أعرق الجوائز الأدبية في العالم المخصّصة للشباب، تخليداً لذكرى الشاعر الويلزي ديلان توماس (1914 - 1953). تتبع الرواية امرأة فلسطينية غنية، تحاول أن تؤسس جذوراً لها في نيويورك، ومع ذلك تشعر بالاختناق في الولايات المتحدة، وتطور هوساً بالنظافة والنقاء. وهنّأت وزارة الثقافة الفلسطينية الكاتبة لحصولها على الجائزة، واعتبرتها "إنجازاً أدبياً يُضاف إلى حضور الأدب الفلسطيني على الساحة العالمية". وتمّ تكريم الفائزة خلال حفل رسمي أُقيم في مدينة سوانسي، مسقط رأس الشاعر توماس. وقالت ناميتا جوكهال، رئيسة لجنة التحكيم: "العملة" هي رواية بلا حدود، تتناول موضوعات الصدمة والحزن بلحظات من الجرأة والشاعرية، وتجمع لمسات من الغرابة والفكاهة. إنها رواية تنبض بالحياة، وتُظهر قدرة زاهر على تكثيف التعقيد والعمق في كتابة أنيقة ومختصرة". وقالت زاهر في مقابلة في يوليو الماضي، "لدي مشاعر متضاربة جداً بشأن صدور روايتي في هذا الوقت، هو حلم تحقّق بالنسبة لي، لكن الفرح ممزوج بحزن عميق، بسبب الأوضاع الراهنة في بلدي. أنا أخبر نفسي بأن الهوية ليست نقية، وأن الحياة فوضوية، وربما الأهم من ذلك، أن الأدب في أفضل حالاته عندما يقاوم التصنيفات". وُلدت ياسمين زاهر في القدس عام 1991، ودرست الهندسة الطبية الحيوية في جامعة "ييل"، قبل أن تنتقل إلى دراسة الكتابة الإبداعية في نيويورك. ظهرت روايتها "العملة" في العديد من قوائم أفضل الكتب التي رشّحتها كبرى الصحف والمجلات العالمية لعام 2024.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store