
إسرائيل على شفا حفرة من «الانقسام»
تعيش إسرائيل وضعاً غير مسبوق بسبب حربها على قطاع غزة والضفة الغربية، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية الرسمية والشعبية، الأمر الذي يضعها على «شفا حفرة من الانقسام» والعزلة.
تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية أفادت بأن عدداً متزايداً من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يرفضون المشاركة في الحرب، واصفين إياها بأنها «لا أخلاقية» و«تفتقر إلى الهدف الواضح». وأعرب بعض الجنود عن قلقهم من التورط في أعمال قد تُعتبر جرائم حرب، مما يعكس حالة من التصدع داخل المؤسسة العسكرية. وكالة «معا» الفلسطينية ذكرت أن عدداً متزايداً من الجنود السابقين والحاليين، بمن فيهم ضباط كبار، يعبّرون علناً عن رفضهم لاستمرار الحرب، معتبرين أنها مدفوعة بأهداف سياسية وغير أخلاقية. الجندي الاحتياطي يوآف بن آري، الذي شارك في جولتين داخل غزة، قال لشبكة NBC: «أرفض ارتكاب جرائم حرب... العمل الوطني هو أن تقول لا».
وأضاف: «كإسرائيلي وكإنسان، أطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف تجويع مليوني شخص»، معرباً عن شعوره بالخزي والذنب لأن «الناس داخل غزة يموتون جوعاً».
معارضة بن آري ليست حالة فردية، ونقلت الشبكة الأمريكية العديد من آراء الجنود التي لا تصبّ في نفس النهر. ومنذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس، وقّع أكثر من 12 ألفاً من جنود الاحتياط والخدمة الفعلية على رسائل تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بوقف الحرب، وعبّروا عن نيتهم رفض الخدمة إذا استمرت، بحسب مجموعة «إعادة تشغيل إسرائيل» التي ترصد المعارضة للحكومة.
انتفاضة ثقافية
الموجة الرافضة للحرب تواصلت لدى الكتاب والمثقفين الإسرائيليين أيضاً. وفي خطوة احتجاجية لافتة ضمن سلسلة من التحركات الثقافية المعارضة للحرب، وقّع 160 من الأدباء والمثقفين الإسرائيليين أمس، بياناً علنياً ضد الحرب في غزة، تحت عنوان: «نتانياهو ليس إسرائيل- حكومته لا تمثلنا».
وجاء في البيان: «الحرب التي لا ترافقها أهداف سياسية هي حرب تضليل. حرب قُتل فيها أكثر من 15600 طفل ليست حرباً أخلاقية، بل ترفرف فوقها راية سوداء. هذه الحرب تتعارض مع إرادة غالبية المجتمع الإسرائيلي وقيمه. لا يمتلك رئيس الحكومة تفويضاً أخلاقياً لمواصلتها. نحن مصممون على الدفاع عن الديمقراطية الإسرائيلية والحفاظ على الأمل لكلا الشعبين».
ومن بين الموقعين على البيان عدد من أبرز الكتّاب الإسرائيليين، منهم دافيد غروسمان، يهوديت كاتسير، يهوشواع سوبول، أورلي كاستل-بلوم، دوريت ربينيان، تسرويا شاليف، سَمي بردوغو وآخرون. وقد بُثت هذه الرسالة إلى وسائل إعلام عالمية عبر الشاعر إيلان شاينفيلد، أحد قادة هذه الحركة الأدبية المناهضة للحرب. البيان الجديد يأتي استمراراً لسلسلة مبادرات سابقة أطلقتها حركة «احتجاج الأدباء والشعراء»، التي سبق لها أن نظّمت في أبريل الماضي رسالة وقعها نحو 300 من الكتّاب والمثقفين، طالبوا فيها بوقف فوري للحرب وبإعادة الأسرى.
تسونامي دبلوماسي
يتزامن الصدع الداخلي مع تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل، حيث يؤكد خبراء أن الوضع الدبلوماسي لا يزال قابلاً للإصلاح، رغم أن ما يُعرف بـ«القطيعة الصامتة» بدأ ينعكس على مكانتها الدولية، حسب تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية أمس.
ويظهر ذلك في تراجع مستوى التمثيل في المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية، الذي استضافه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس، حيث حضر وزراء خارجية أربع دول فحسب (النرويج، والمجر، وألبانيا ومولدوفا)، بالإضافة إلى وزيرين من إستونيا والتشيك، بينما اكتفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو برسالة مسجلة، وغابت معظم دول أوروبا أو مثّلت بمستويات دنيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
لاعب عراقي سابق يعلن إصابته بمرض السرطان
بغداد: زيدان الربيعي أعلن حنون مشكور، لاعب المنتخب العراقي الأول لكرة القدم وفريق القوة الجوية السابق إصابته بمرض السرطان. وقال حنون مشكور: «لقد عانيت في الأسابيع الماضية آلاماً كثيرة جداً في مختلف مفاصل جسمي، فضلاً عن إصابتي بالنحول، وبعد مراجعات عدة تبين أني مصاب بمرض السرطان». وأضاف، «قرر الأطباء منحي جرعة من العلاج الكيماوي، وبالفعل أخدت الجرعة، ومن المؤمل أن تتبعها جرعات أخرى في الأسابيع المقبلة». يذكر أن حنون مشكور من المهاجمين البارزين مع فريق القوة الجوية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، حيث لعب إلى جانب المهاجمين عمو يوسف، حازم جسام، الراحل صلاح عبيد، الراحل كاظم وعل، آرا همبرسوم، الراحل ناطق هاشم، كما لعب لمدة قصيرة مع فريق صلاح الدين. وبعد اعتزاله اللعب عمل مشرفاً على فرق الفئات العمرية في فريق القوة الجوية، وأسهم باكتشاف مجموعة من اللاعبين الشباب الجيدين.


زاوية
منذ ساعة واحدة
- زاوية
طيران ناس يطلق رحلتين أسبوعية مباشرة بين جدة ودمشق اعتباراً من 12 يونيو
الرياض: أعلن طيران ناس، الطيران الاقتصادي الرائد في العالم والأول في الشرق الأوسط، إطلاق رحلتين أسبوعية مباشرة بين جدة ودمشق اعتباراً من 12 يونيو المقبل، بعد إعلانه قبل عدة أيام عن انطلاق عملياته من الرياض إلى العاصمة السورية بدءاً من 5 يونيو المقبل، وذلك في إطار التوسع الإقليمي للشركة، وتلبية لاحتياجات المسافرين ولتعزيز الربط الجوي بين السعودية ودول المنطقة، بالتوائم مع الأهداف الوطنية في قطاع الطيران في المملكة. ويمثل إضافة العاصمة السورية إلى شبكة طيران ناس من مركزي عملياته في الرياض وجدة، أحدث خطوة في إطار خطته الاستراتيجية للنمو والتوسع، التي أطلقها تحت شعار 'نربط العالم بالمملكة'، بالتوازي مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني بربط المملكة مع 250 وجهة دولية والوصول إلى 330 مليون مسافر واستقبال 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، ومع أهداف برنامج ضيوف الرحمن لتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين. كان طيران ناس رائداً في الربط الجوي بين المملكة ومختلف المدن السورية، إذ كان يسير رحلات مباشرة من الرياض وجدة إلى كل من دمشق وحلب واللاذقية، مما يعكس التزامه بتعزيز الربط الجوي بين البلدين الشقيقين. ويشغّل طيران ناس 139 خط سير إلى أكثر من 70 وجهة داخلية ودولية في 30 دولة، عبر أكثر من 2000 رحلة أسبوعية، ونقل أكثر من 80 مليون مسافر منذ إطلاقه في عام2007، ويستهدف الوصول إلى 165 وجهة داخلية ودولية، ضمن خطته للنمو والتوسع، وبالتوائم مع أهداف رؤية السعودية 2030. ويمكن حجز الرحلات من خلال جميع قنوات الحجز، عبر الموقع اﻻلكتروني أو تطبيق طيران ناس للهاتف المحمول أو مركز الاتصال طوال أيام الأسبوع (920001234) أو عبر وكلاء السفر. -انتهى-


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
الإمارات.. نموذج رائد في تمكين المرأة
يحتفل العالم في 29 مايو/ أيار/ من كل عام ب«اليوم الدولي لحفظة السلام»، حيث يُسلَّط الضوء على الدور الحيوي والمساهمات القيمة التي قدّمها حفظة السلام من العسكريين والشرطة والمدنيين على مدار أكثر من سبعة عقود. وفي هذا اليوم، يبرز دور دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط بدعمها المتواصل لجهود حفظ السلام، بل أيضاً بما تجسّده من التزام إنساني عميق بقيم التضامن والتمكين. وبروح نابعة من إيمانها بدور المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمعات وتعزيز الأمن، أطلقت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات مبادرة رائدة حملت اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لتكون علامة فارقة في تمكين المرأة في مجالي الأمن والسلام، محلياً وإقليمياً ودولياً. وقد جاءت مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن استناداً إلى اتفاقية ثلاثية تم توقيعها عام 2018 في مقر بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ترجمةً لرؤية القيادة الرشيدة وإيمانها العميق بالدور المحوري للمرأة في ترسيخ السلم والأمن على مستوى العالم. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، من خلال زيادة عدد السيدات المؤهلات للمشاركة في المهام الميدانية، بما يسهم في مساعدة الدول على تجاوز مراحل الصراع، وترسيخ الشرعية، وتحقيق مبدأ تقاسم الأعباء الدولية. كما تدعم المبادرة بشكل حيوي قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 (2000) بشأن المرأة والسلام والأمن الرائد الذي يعترف بقيادة المرأة لتحقيق السلام والأمن الدوليين ومساهماتها في منع النزاعات وحلها وحفظ وبناء السلام. وقد كانت هذه المبادرة ثمرة سنوات من العمل المتواصل والدؤوب للاتحاد النسائي العام بقيادة «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وبتعاون وثيق مع الجهات الاتحادية والمحلية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وبشراكة استراتيجية مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة. كما أسفر هذا التعاون البنّاء عن إطلاق برنامج تدريبي رائد يهدف إلى تأهيل وتدريب النساء العاملات في القطاعات العسكرية والأمنية من مختلف الدول العربية والدول الصديقة، لتمكينهن من أداء أدوار فاعلة ومؤثرة ضمن بعثات حفظ السلام حول العالم. وقد خرَّج البرنامج أكثر من 500 متدربة، شاركن بفاعلية في جهود الأمم المتحدة لتعزيز السلام في مناطق عدة حول العالم. ومن خلال البرنامج التدريبي الذي تستضيفه في مدرسة خولة بنت الأزور التابعة لوزارة الدفاع الإماراتية، حظيت المنتسبات للدفعات المختلفة من البرنامج بفرص تدريبية متقدمة، بدعم من القوات المسلحة الإماراتية، وتحت إشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بهدف تطوير مهاراتهن القيادية وتعزيز مشاركتهن في المهام الميدانية ذات الطابع الأمني والإنساني، ضمن رؤية إماراتية شاملة تعلي من قيم التسامح الإنساني والتعاون الدولي. وفي خطوة استراتيجية تعزز من مكانة المبادرة، وجّهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في عام 2021 بتأسيس مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، ليكون منصة مؤسسية مستدامة تُعنى ببناء القدرات وتأهيل القيادات النسائية في مجالات الأمن والسلام، وذلك في إطار التعاون المستمر بين الاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة. ثم جاء إطلاق الخطة الوطنية لدولة الإمارات استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، في العام نفسه، التي هدفت إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال المساعدات الإنسانية، وتحقيق المشاركة الفعالة للمرأة في الوقاية من النزاعات، وزيادة مشاركة المرأة في أنشطة بناء السلام، وإدماج التحليل المبني على النوع الاجتماعي ضمن نطاق جهود السلام الدولية. ويمثل كل من البرنامج التدريبي والمركز والخطة الوطنية نقلة نوعية في مسار دعم المرأة على الصعيد العسكري والأمني، وتهدف إلى بناء وتطوير القدرات النسائية في مجالات الأمن وحفظ السلام، وتعزيز تمثيل المرأة في القوات العسكرية وعمليات حفظ السلام الدولية، ورفع كفاءة عمليات السلام من خلال إشراك النساء بشكل أكبر في جهود إرساء الاستقرار، وإنشاء شبكات دعم عالمية تُمكّن النساء من التعاون وتبادل الخبرات في هذه المجالات. ومع كل دفعة جديدة، كان البرنامج التدريبي يشهد تطويراً منهجياً أكثر إحكاماً وتقدماً، بما يواكب أفضل الممارسات العالمية في مجالي الأمن والسلام. وعلى مدى أربع دفعات متتالية، ترسخت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة الدولية كداعم رئيسي لتمكين المرأة، ومساهم فاعل في إعداد الكوادر النسائية للمشاركة في عمليات حفظ السلام. وفي هذا اليوم العالمي لحفظة السلام، تُجدد دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيدها العملي على أن دعم وتمكين المرأة ليس خياراً ظرفياً أو توجهاً مرحلياً، بل هو نهج استراتيجي راسخ يمثل إحدى ركائز رؤيتها لتحقيق التنمية الشاملة والسلام العالمي. وقد كرّست دولة الإمارات مكانة متميزة للمرأة على المستويين الوطني والدولي، من خلال سياسات فاعلة ومبادرات نوعية عززت حضورها في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الأمن والسلم. ويُجسد هذا الالتزام نتائج ملموسة، من أبرزها أن المرأة تشغل 66% من وظائف القطاع الحكومي، وهي من أعلى النسب عالمياً، إلى جانب مشاركتها الفاعلة في سوق العمل بنسبة 52.1%، متجاوزة المعدلات المسجلة في الاتحاد الأوروبي والعالم، وذلك وفقاً لتقرير «إنجازات المرأة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».