logo
دونالد ترامب وإيلون ماسك… نهاية الحقبة "البرومانسية"

دونالد ترامب وإيلون ماسك… نهاية الحقبة "البرومانسية"

النهارمنذ 2 أيام

كل ما في هذين الشخصين مسلٍ. صداقتهما التي لم تخطر على بال ولا على خاطر.
الأول رئيس سابق، خسر ولم يعترف بخسارته في انتخابات العام 2020، يؤدلج موقفه بحسب مصلحته، لا بأس أن يكون يمينياً متطرفاًَ حين الحاجة، أو يسارياً عمالياً إلى حد ما، حين يتطلب منه الظرف ذلك. شعبوي أصلي بنجاح باهر.
الثاني ليس مليارديراً فحسب، بل "ملتي ملياردير". ثروة إيلون ماسك تتأرجح بين مئتي مليار دولار وثلاثمئة مليار. ومع ذلك، قرر أن يكون "موظفاً حكومياً خاصاً"، أي برتبة أقل من وزير، في إدارة صديقه الصدوق دونالد ترامب، الذي انتبه ماسك إلى أنه، منذ لحظة محاولة اغتياله الفاشلة، بطل أميركي يجب أن يكون رئيساً ومن أجل فوزه سيبذل مئات الملايين.
"البرومانسية" الشديدة هذه، وهي علاقة عاطفية ولكن عذرية بين رجلين، هي مزيج من الصداقة التي ترقى إلى الأخوية تطورت بسرعة بينهما وهما اللذان يفترقان في العمر نحو ربع قرن. "برومانسية" جعلت ترامب لا يتردد، في كل لحظة يأتي ذكر ماسك، على كيل المديح له، ودعمه في مهمته على رأس وكالة الكفاءة الحكومية في طرد عشرات آلاف الموظفين الفيدراليين، وتعطيل مئات البرامج الحكومية الحساسة في الميادين كافة، باسم تجفيف مستنقع الهدر والفساد الفيدراليين.
الأرقام التي وفرها ماسك على أميركا، والتي سمع بها ترامب، بلغت المليارات. هذا ما يعني رجلي الأعمال. لكن ما هو أبعد من ذلك، هو أن الشخصين، كل من مكانه، لديه أحلام أكبر من المال، أو توفيره، وقد التقيا في لحظة الحلم بتحقيق الأحلام الكبيرة.
نبدأ بدونالد ترامب. لديه رؤية عن أميركا كأعظم بلد في تاريخ البشر، وواجبه أن يعيده كذلك، الأقوى في كل شيء، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وتكنولوجياً وصناعياً وزراعياً (إلخ…). الحاكم الأوحد للكوكب بلا منازع. في سبيل هذه العودة إلى مجد الإمبراطورية، لا تعني الكثير مسلمات مثل التغير المناخي وضرورة الطاقة البديلة، وصولاً إلى أهمية أفكار مثل العلم مثلاً، العلم المجرد، والحقوق الإنسانية المكتسبة طوال عقود من النضال، كالحريات المدنية والحقوق الجندرية والتنوع والمساواة بين الأعراق والألوان والأديان. كل هذه الأمور يمكن تخطيها إذا ما كانت عائقاً أمام العصر الذهبي الذي يحلم به ترامب لأميركا الرأسمالية البحتة، أميركا البحبوحة الفائضة والمال الوفير، تلك التي حلت، للمفارقة، بعد الحرب العالمية الثانية، والتي كانت الشيوعية، وما أحاط بها، العائق الوحيد دونها. أميركا نفسها التي يرى ترامب في "اليسار الراديكالي" السور الأخير الصامد أمام ذهبيتها.
إيلون ماسك من عالم آخر مختلف تماماً. هو شاب نسبة إلى ترامب المقاول الذي يؤمن بالفولاذ والأسمنت والأبنية العظيمة دليلاً على العظمة. ماسك ابن الكومبيوتر، ابن طفرة الـ"سوفت وير" تحديداً. في العالم غير الحسي وغير الملموس بنى ماسك صيته ومجده وإلى حد ما ملياراته. في البرمجة التي صنعت فاحشي ثراء العصر بلا منازع. لكن ماسك يتخطى كونه واحداً آخر ممن استفادوا من طفرة البرمجة الذكية. ماسك لم يخرج من طفولة السبعينات والثمانينات، تلك التي كان نجومها أبطال مثل سوبرمان، ليس لديهم إلا هدف واحد هو إنقاذ كوكب الأرض، أو سكانه. الرجل غريب الأطوار الذي صاره ماسك لا يختلف كثيراً عن الطفل الذي كانه. طفل كبير يحلم بكوكب ببيئة نظيفة، بسيارات وطاقة كهربائيتين، ومخلوقات إلكترونية ذكية توفر عنا عناء صنع قهوة الصباح وكنس البيت وتشذيب عشب الباحة الأمامية، وحتى صنع فطورنا. وهو الكوكب نفسه المعرّض لخطر الإبادة (تذكر كريبتون كوكب سوبرمان الأصلي) والذي يجب أن نعد العدة من الآن لاستعمار الفضاء في حال اضطررنا إلى مغادرته.
إيلون ماسك يعيش إلى حد ما في عالمه الآخر هذا. كل مشاريعه الهائلة والناجحة حتى الآن، ومعها ثروته الخرافية، تبدو وسيلة في سبيل تحقيق حلمه الأكبر، وهو إنقاذ البشرية مما لا تعرف هذه البشرية ما هو.
انضمامه الموقت إلى إدارة ترامب كان في سبيل تحقيق هدفه الأسمى، والغريب من نوعه، وهو إنقاذ العرق البشري. وكيف تنقذ هذا العرق ما لم تبدأ بأميركا؟ عليه، دخل ماسك في عملية جراحية مستعجلة فعل فيها ما فعل بالفيدرالية، الحجر الأساس للاتحاد الأميركي برمته، ثم، حين تذكر أنه، إضافة إلى رسالته كسوبرمان، هو رجل أعمال تترجم أفعاله وأقواله كل لحظة في سوق الأسهم، وفي حجم مبيعات سيارته الأيقونية، رأى أن من الأفضل له، ولصديقه وإدارة صديقه، أن يتوارى خلف الستار.
في المؤتمر الصحافي المشترك، حافظ إيلون ماسك على غرابته وغربته وهو يقف خلف ترامب الجالس خلف طاولته الرئاسية في المكتب البيضوي. بـ"تي شيرت" سوداء تحيل إلى فيلم "غودفاذر"، مع تعديل على الكلمة جعلها "دوغفاذر"، وقف ماسك يشرح متلعثماً أن الضربة البادي أثرها على عينه تلقاها من طفله ذي الخمسة أعوام واسمه "إكس". ترامب الذي كال المديح لصديقه برر أن من يعرف "إكس" سيصدّق أنه يمكن أن يترك هذا الأثر على وجه والده. كيف؟ كلاهما لم يشرح.
لكن الواضح أن كلاهما، ترامب وماسك، اكتفى من الآخر. ماسك كان السبب في وجع رأس لترامب وهو يكاد يتعارك بالأيدي مع كبار مساعدي الرئيس في ردهة مكتبه. هذا الرجل وهو واحد من الأغنى في تاريخ البشرية، لكن الطارئ على طاقم عمل مؤدلج يكرس حياته من أجل ترامب، لم يكن مستساغاً للمقربين من الرئيس لولا أن ترامب كان يرد الجميل لثري غريب الأطوار دعم من دون تردد حملته الانتخابية بمئات ملايين الدولارات.
الآن، وهما يصلان إلى ما يشبه مفترق طرق، ينتبه ترامب الذي أحد أهم همومه إخضاع جامعة هارفرد، إلى أن ماسك هو ماسك، طفل يحلم بالسفر والعيش على المريخ من أجل البشرية جمعاء، لكن هذا لا يمنع أنه يراقب بدقة تراجع مبيعات "تسلا" في السوق الأوروبية، ويبحث، بكل ما في رجل الأعمال من مهارة، عن أسواق بديلة، أو على الأقل عن مكاسب محتملة من انسحابه من المشهد السياسي الذي وضع فيه كفوهة مدفع الحركة الترامبية برمتها، من القضاء على التعددية العرقية والحقوق الجندرية إلى القضاء على حاضر ومستقبل عشرات آلاف الموظفين الفيدراليين، الأميركيين العاديين اليوميين الذين نلقي عليهم التحية كل صباح متبادلين الابتسامات.
بخروجه الرسمي من البيت الأبيض، أنهى ماسك الحقبة "البرومانسية". الحقبة التالية بين هذين الصديقين الغريبين، وصداقتهما الغريبة، يتحكم بمآلاتها شخصان فقط، لا أحد يمكنه توقع تصرفاتهما، حتى هما.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كأس العالم للأندية... مسابقة جدلية لتحقيق الأرباح!
كأس العالم للأندية... مسابقة جدلية لتحقيق الأرباح!

النهار

timeمنذ 16 دقائق

  • النهار

كأس العالم للأندية... مسابقة جدلية لتحقيق الأرباح!

أقفل ملف الدوريات الوطنية المحلية في أوروبا وكذلك القارية؛ الرابحون أنهوا احتفالاتهم على عجل، تحسباً للمهمات المقبلة، فمنهم من بدأ البحث عن الترميم في تشكيلته وتالياً استخلاص الدروس من أخطاء الموسم المنقضي لتصحيحها قبل انطلاق الموسم المقبل، في حين ثمة نخبة من الأندية تستعد لخوض نهائيات كأس العالم بصيغتها الجديدة والتي ستحتضنها الولايات المتحدة الأميركية اعتباراً من 15 حزيران/ يونيو الجاري. هي مسابقة مستحدثة، تغني عن الجولات التحضيرية السنوية إلى نحو بعيد، فضلاً عن ارتفاع الإيرادات المالية على نحو ملحوظ. الأندية الأوروبية ستكون تحت المجهر، فيقيناً لدى الأغلبية الساحقة من المتابعين ألا يخرج اللقب من دائرتهم، هم مركز القوى والمال والإمكانات وموطن النجوم، في حين تطمح فرق القارات الأخرى للتمثيل المشرف ومحاولة صنع المفاجآت. تبلغ قيمة جوائز البطولة نحو مليار دولار، وهي محطة أساسية من "ثورة المسابقات" في الاتحاد الدولي "فيفا"، ولا سيما على مستوى الأندية، فضلاً عن اختبار ملاعب بلاد "العم سام" لاحتضان الحدث الأكبر نهائيات كأس العالم للمنتخبات صيف العام المقبل، حيث تعد مونديال الأندية بمنزلة استعداد واستفتاء على تفاعل البلاد مع اللعبة الشعبية الأولى، وعلى رؤية الاتحاد الدولي لمستقبله التجاري قبل كأس العالم 2026. وستلعب مباريات مونديال الأندية الـ64 على 12 ملعباً في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، إلا أنّ الأنظار ستصوّب باتجاه النجوم الأساسيين في الساحرة المستديرة، فبرغم تقدمه في السن إلا أنّ "الأسطورة الحية" الأرجنتيني ليونيل ميسي سيكون في الواجهة مع فريقه إنتر ميامي الذي يخوض مواجهة الافتتاح ضد الأهلي المصري على ملعب هارد روك في ميامي، على أن يقام النهائي على ملعب "ميتلايف" في نيوجيرسي في 13 تموز/ يوليو المقبل. وجرت دعوة الفريق الأميركي بسبب ميسي فقط، إذ لم يتوّج الفريق بأي لقب رسمي! وحرص "فيفا" على تواجد ألمع نجوم اللعبة في العرس العالمي الجديد، حيث ينتظر أن يوافق البرتغالي كريستيانو رونالدو على أحد العروض لئلا يخلف موعد البطولة التي ستفتقد أسماء مؤثرة، ولا سيما ثلاثة أبطال للدوريات الخمسة الكبرى في الموسم المنقضي، هم: ليفربول المتوّج بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز، وبرشلونة بطل الدوري الإسباني، ونابولي بطل الدوري الإيطالي، وكذلك نادي ليون المكسيكي، بطل كأس أبطال الكونكاكاف 2023، والذي استُبعد من البطولة قبل أكثر من شهر بقليل بسبب تقاسم ملكيته مع فريق آخر متأهل. ومنح "فيفا" مقعده لنادي لوس أنجليس الأميركي. اعتمد "فيفا" معايير التأهل وفقاً لتصنيف يعتمد على أداء الفرق على مدار 4 سنوات، إلا أنّ غياب علامات تجارية مرموقة قد تبعثر خطط حقوق البث التلفزيوني وربما يقلص أرباح المنصات الناقلة. المتوّج باللقب سينال نحو 125 مليون دولار، ويمثل هذا الرقم أكثر بنسبة 25% مما حصل عليه باريس سان جيرمان بعد خوضه 17 مباراة في مشواره بدوري أبطال أوروبا بالكامل. ومع ذلك، خرجت أصوات معترضة، وأثيرت مخاوف لدى العديد من نقابات اللاعبين حول العالم بشأن السلامة الجسدية، إذ اتخذ اتحاد اللاعبين المحترفين إجراء قانونياً ضد "فيفا" بسبب بطولة تعمل على تقليص وقت التعافي الثمين للاعبين بين المواسم الشاقة. وسلطت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على مجموعة من القضايا، ولا سيما ضغط المباريات وسلامة وصحة اللاعبين، محذرة من إفشال أي نسخة مستقبلية من هذه البطولة، ووفقاً للصحيفة يرى "فيفا" أنه "غير مسؤول عن مشكلة جدول المباريات"، على الرغم من أنّ اللعب في كأس العالم للأندية يضع اللاعبين تحت ضغط شديد في موسم قد يلعبون فيه ما يزيد على 70 مباراة، مشيرة إلى انعدام التكافؤ بين الفرق قبل الموسم الجديد، وعلى سبيل المثال في الدوري الإنكليزي الممتاز، فبينما يتنافس مانشستر سيتي وتشيلسي في مونديال الأندية، ستتمكن أندية كبرى أخرى مثل ليفربول وأرسنال من إراحة لاعبيها. وقد تقدمت هيئات كبرى تمثل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، بشكوى إلى المفوضية الأوروبية، تتهم فيها "فيفا" بإساءة استخدام منصبه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على رزنامة المباريات الدولية وتوسيع البطولات.

ماسك يصف مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب بأنه "شر مقيت"
ماسك يصف مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب بأنه "شر مقيت"

النهار

timeمنذ 16 دقائق

  • النهار

ماسك يصف مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب بأنه "شر مقيت"

أدلى إيلون ماسك يوم الثلاثاء برأيه في النقاش الدائر في الكونغرس حول مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب واصفا التشريع المقترح بأنه "شر مقيت" وسيزيد من العجز الاتحادي، وذلك في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما أيدها متشددون بالحزب الجمهوري. وكتب الملياردير ماسك في منشور على منصة إكس: "أنا آسف، ولكنني لم أعد أتحمل ذلك... مشروع قانون الإنفاق الهائل والفظيع... في الكونغرس هو شر مقيت". وأضاف: "عار على أولئك الذين صوتوا لصالحه: تعلمون أنكم أخطأتم. أنتم تعلمون ذلك". وأقر مجلس النواب مشروع القانون الشهر الماضي بفارق صوت واحد بعد أن قال مكتب الميزانية في الكونغرس إن التشريع، الذي سيمدد التخفيضات الضريبية لعام 2017 التي كانت أهم إجراء تشريعي حققه ترامب في ولايته الأولى، سيضيف 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار. ويهدف مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إلى إقرار مشروع القانون الشهر المقبل. وكتب ماسك على إكس قائلا: "سيزيد (مشروع القانون) عجز الميزانية الهائل أصلا إلى 2.5 تريليون دولار (!!!) ويثقل كاهل المواطنين الأميركيين بديون لا يمكن تحملها". ورفض البيت الأبيض هذا الهجوم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إفادة صحفية: "الرئيس يعلم بالفعل موقف إيلون ماسك من مشروع القانون. وهذا لا يغير رأي الرئيس. إنه مشروع قانون هائل وجميل، وهو متمسك به".

"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً
"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً

الميادين

timeمنذ 20 دقائق

  • الميادين

"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً

اقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترتيباً" يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة خلال المرحلة الأولى، بينما يتم العمل على التوصل إلى ترتيب أوسع من شأنه أن يمنع البلاد من تخصيب اليورانيوم نهائياً، بحسب ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وأوضحت الصحيفة الأميركية أنّه بموجب المقترح، سيُعمل على فكرة انضمام إيران إلى تحالف إقليمي سيشكل مع دولٍ قد تشمل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودولًا أخرى، ما يسمح بإنتاج وقود نووي منخفض الدرجة لمحطات الطاقة، مع السعي لضمان عدم قيام إيران بتخصيب الوقود بمفردها". وبمجرد أن تبدأ إيران بالحصول على أي فوائد من هذه الوعود، "سيتعين عليها وقف جميع عمليات التخصيب في البلاد". وأضافت أنّ الاتفاق المقترح، سيسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، على الأقل في السنوات الأولى، عندما يتم بناء منشآت تخصيب جديدة لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة بالتعاون مع الدول العربية، وذلك على الرغم من منشور ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، الذي قال فيه إنّ الولايات المتحدة "لن تسمح بأي تخصيب لليورانيوم". ورجّحت الصحيفة أنّ "ترامب كان يشير إلى ما سيُسمح به في المرحلة الختامية من الاتفاق المحتمل وليس خلال اتفاق مؤقت". في الإطار، قالت "نيويورك تايمز" إنّ استراتيجية ويتكوف بدأت تتبلور في هذا الخصوص، حيث "سيوفر الكونسورتيوم (التحالف الإقليمي) الذي اقترحه الوقود النووي لإيران ولأي من جيرانها المهتمين بتطوير الطاقة النووية المدنية أو برامج البحث"، فيما "ستراقب الأطراف الفاعلة المتعددة بعضها بعضاً - وستراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تراقب الوقود النووي حول العالم، والتي يُفترض أن تُرسل إنذارات إذا اعتقدت أن الوقود يُحوّل إلى برنامج أسلحة". لكن الاقتراح لا يوضح بالضبط مكان منشأة التخصيب، على الرغم من أنّ الولايات المتحدة قالت إنّها "لا يمكن أن تكون في إيران". 3 حزيران 3 حزيران وعلى الرغم من عدم الإشارة إلى ذلك في المقترح الأميركي، فقد ناقش مسؤولون عُمانيون وسعوديون فكرة بناء منشأة تخصيب على جزيرة في الخليج، الأمر الذي من شأنه أن يُعطي كلا الجانبين نقطة نقاش، بحيث "سيتمكن الإيرانيون من القول إنّهم ما زالوا يُخصبون اليورانيوم، ويمكن للأميركيين التصريح بأنّ التخصيب لا يحدث على الأراضي الإيرانية"، وفق "نيويورك تايمز". وصرّح مسؤولان إيرانيان بأنّ البلاد منفتحة على قبول فكرة "الكونسورتيوم"، لأنّ الحكومة "لا تريد فشل المحادثات". لكن المسؤولين الإيرانيين قالوا إنّ المفاوضين "يعتزمون التفاوض في الجولة المقبلة من المحادثات على أن تكون الجزيرة تابعة لهم، بحيث قد يقترحون كيش أو قشم في الخليج، على الرغم من مناقشة احتمالات أخرى". لكن يبقى سؤالٌ رئيسيٌّ عالقٌ، وفق "نيويورك تايمز"، وهو ما إذا كانت القيادة الإيرانية ستوافق على اتفاقٍ نهائيٍّ يمنع إنتاج الوقود النووي على الأراضي الإيرانية، في وقتٍ صرح فيه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، قائلاً: "لسنا بحاجةٍ إلى إذنٍ من أحدٍ لتخصيب اليورانيوم". وكانت إيران قد رحّبت بتشكيل التحالف النووي، مؤكّدةً في الوقت عينه أنّ إنشائه لا يعني إيقاف تخصيب اليورانيوم على أراضيها. "قضايا مبهمة" وتعقيباً على ذلك، تحدثت الصحيفة عن صياغة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى "الشرق الأوسط"، المقترح الجديد بعبارات مبهمة حول العديد من القضايا الأكثر أهمية، ما يوحي بأنّ مفاوضات جادة تنتظرهم، وفقاً لمسؤولين إيرانيين وأوروبيين. على سبيل المثال، "من غير الواضح إذا ما كان الاتفاق يفي بالمعايير التي قال ترامب الأسبوع الماضي إنّه سيطالب بها، وهي اتفاقية "يمكننا فيها أن نأخذ ما نريد، ويمكننا أن نفجر ما نريد"، فقد وصف كبار المسؤولين الإيرانيين المشاركين في المفاوضات هذا التصريح المبالغ فيه بأنّه "خيال". كما أنّ المقترح "لم يحدد أياً من مئات العقوبات المفروضة على إيران ستُرفع في أي اتفاق نهائي"، في حين أبلغت إيران الولايات المتحدة بـ"ضرورة رفع جميع العقوبات لتوقيع اتفاق، وليس فقط تلك المتعلقة ببرنامجها النووي". وقالت إنّ "التفاصيل لا تزال غامضة، والجانبان متباعدان جداً حول العديد من عناصر الاتفاق، فيما الوضع السياسي الداخلي لكليهما معقد". يُشار إلى أنّ الجانب الأميركي سلّم إيران الخطوط العريضة للاتفاق. وأشار مسؤولون في طهران يوم الاثنين إلى أنّ الرد سيصل خلال عدة أيام. وأكدت طهران أنّ تسلّم المقترح الأميركي لا يعني قبوله أو رفضه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store